Skip to main content

Full text of "مثنوي مولانا جلال الدين الرومي للشاملة"

See other formats




مولانا جلال اللدين الردمى 


الكتاب الأول 


ترجمه وشرحه وقدم له 
دكتور 


5 أ هه 
15 م 


هذا الكثاب 
ترجمة كاملة ومشروحة لكتاب 
ماتوي امو ب لاق لين ررس 

عن النسخة التى حققها الدكتور محمد استعلامى 

ونشرت فى طهران - انتشارات زوار من ١١1٠١‏ ه. ش. 

"تاريخ طبع المجلد الأول " حتى ١١37١‏ ه.ش. " تاريخ طبع 
المجلد السادس" " ١191 - ١18١‏ م " كما روجعت على الطبعة 
المصورة عن مخطوطة قونيه - متحف مولانا - تهران ١١17/1١‏ 
ه. ش. "١387"‏ وعلى كافة النسخ المطبوعة للمثنوى وبخاصة 

طبعة نيكلسون وطبعة سيد محمد تقى جعفرى . 


إهملقاء 
الى الوحت الذكة جهو 5" اواحةة العام حب سين 





اممو 


أقدم للقارئ العربى ولعشاق الأدب العرفائى الرفيع نصاً من أروع نعسوص 
العرفان إن لم يكن أروعها جميعاً » النسخة الكاملة (ستة بجلدات) لمندوى حلال الدين 
الرومى . وكنت قد أصدرت الكتاب الثالث من المتنوى (الزهراء )١397‏ ثم الكتاب 
الرابع (على نفقتى الخاصة سنة )١3145‏ وقمت بإعداد الكنابين الخامس والسادس للنشر 
حين إقترح على عشاق العرفان الإسلامى أن أعيد تقديم الكتابين الأول والقانى لتخصرج 
الزجمة المشروحة ا 07 ؛ والواقع أننى ترددت كتير فى قبورل هذا الاقراح وتخاصة 
أن مترحم الكتابين الأول والنانى هو أستاذى المرحوم الدكتور / تحمد عبد السلام 
كفافى » وفى عنقى له كثير من الديون ما يضيق امال عن ذكره ؛ وحشيت فى البداية أن 
تفهم إعادتى للترجمة من منطلت أنها إعتراض على عمل الأستاذ» أو تقليل من شأنه» وهذا 
ال يدر فى لد ذلك أن بعد أن إقتتيت يشرورة أن يدم للشوى كابلا م كنان 


حافزى على هذا الإقتناع عدة أمور منها : 


.. أنه قد مر على تقديم أستاذى للكتاب الثانى من المثنوى ما يزيد عن الربع قرن‎ ١ 
وفى خلال هذه الفترة تعرض النص الذى كان معتمذا للمثنوى وهو نص نيكلسون‎ 
لكثير من التعديل والمراحعة بعد إكتشاف نسخة قونية التى كتبت بعد وفاة مولانا‎ 
حلال الدين بخمس سنوات فحسب » كما ظهرت عدة طبعات من المتدوى يزيد‎ 


بعضها (مثل طبعة محمد ثقى جعفرى) عن نص المننوى ما يزيد عن الف بيت مورعة 


3 


على كتب المثنوئ الستة» ثما يكشف عن كثير من مواضع الغموض فى المتدوى ؛ 
وبما استفدت منه فى نصى المنرحم وفى كثير من هوامش النص . 

أن هناك كثيراً من الشروح على المثنوى سواء باللغة الفارسية أو باللغة النزركية قد 
قهرت اذل هذه االشوة متها شرح سارل الركن والدى ترم انيرا إلى 
الفارسية) وشرح فروزانفر الذى أتم الكتاب الأول منه سيد جعفر شهيدى» وهو 
مشغول الآن - أمد الله فى عمره - فى إتمام الأحزاء الستة» وشرح محمد 
استعلامى» فضلا عن ظهور العديد من الدراسات عن المثنوى من أهمها دراسات 
"انا ماريا شميل طارى" و "عبد الحسين زرين كوب". 

أن نص المثنوى» وهذا ما أمحت إليه فى مقدمة الكتاب الثالث » نص ذو مستويات 
فين رافق محوة ؤزاة لمأو قن ووس د كل اليك كنا ميم بغ 
زكرا فى جرش لطا نز ان فيكف اا فقن لد شور انق تلكمابين الأول 
والثانى لم تكن الترجمة العربية الأولى » ققد سبقه يوسف بن أحمد المولوى 
وعبد العزيز صاحب الجواهر » وهناك أكثر من ترجمة إلى اللغة الإبجليزية . ومن هنا 
لم أشر فى هوامش ترجمتى على الكتابين الأول والثائى إلى الخلافات بين هده الرجمة 
وترجمة أستاذى » فليس الأمر هنا أمر صواب أو حطأ » بل قدم كل منا فهمه 
للنص » وما جاد الله عليه به من شروح . 

أتنى قد توحيت فى شروح هذه الطيعة الكاملة من المتتوى أن أنظر إلى النص ككل 
متكامل ‏ ذلك أن هناك بعض النقاط يشير إليها مرلانا إشارة غنتصرة فى موضع» 
ثم يعود ويفصلها فى موضع آخر » ومن ثم نكثر فى شروح كل جحزء الإحالة إلى 


بقية الأحزاء , 


هذا ولا زلت أكرر أننى هنا لم أقدم الترجمة القاصلة القاطعة لمتدوى حلال الدين 
الرومى » ولا الشروح التى تقطع قول كل حطيب » وقد أعود إليه أنا نفسى » وقد يعود 
إليه غيرى ... فكلها عطيات » والعطيات بقدر القابليات . 

هذا وإننى أرحو أن يكون جهدى فى تقديم المتدرى كاملاً ومشروحاً ومجلد ماص 
كفهارس وكشافات فريئاً بتوفيق الله عزوجل » مقبولاً لدى القارئ المتذوق » والملتخصص 


اللدقق ... ومنى الجهد ومنه سيحانه وتعالى التوفيق 2 


اق إن اهيز لسر و عا 
أستاذ ورئيس قسم اللغات الشرقية 
كلية الآداب - جامعة القاهرة 
العمرانية فى ١5‏ رمضان ١4١5‏ 


١995 فبراير‎ 


.رو 


مقدمه 
مولانا جلال الدين الرومى 
سيرة حياة 


١‏ - ولد محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين (بهاء ولد) فى السادس من ربيع 
الأول سنة 504 ه/١"‏ ديسمبر 1١١١م‏ وإن كان يشير فى كتابه " فيه ما فيه" 
إلى أنه قد شهد بنفسه حصار خوارزمشاه لسمرقند وفتحه إياها (4 10 ه) . لقب 
والده بسلطان العلماء » وهناك رواية أن الرسول يه هو الذى لقبه هذا اللقب بنفسه 
فى منام رآه كل علماء بلخ فى ليلة واحدة » وكان بهاء ولد من المدرسة الكبروية 
(نسبة إلى الشيخ نجم الدين كبرى المشهور بولى تراش أى صانع الأولياء ؛ 
وذلك لكثرة من نبغوا من مريديه » وأصبحوا مشايخ كبار) وهناك تشابه كبير بين 
كتاب بهاء ولد المعارف وبين كتب نجم الدين كبرى» مما يقطع بأنه كان من 
كبار مريديه » وهناك أيضأا نسبة لجلال الدين الرومى إلى أبى بكر الصديق 45 
وقد جاهد فروزانفر كثيراً فى رد هذه النسبة واعتبارها نسبة مصطنعة (وكان 
الشرف لأبى بكر رضى الله عنه وليس لجلال الدين)! بينما توقفت انا ماريا 
شميل ولم تقطع فيها برأى» إلا أنها قالت أنه ليس بين أيدينا سند صحيح لها() » 
كا قل أيضبا إن أمه كانت نالسر الكؤاوة تشياهية وسور نا ل ا 
ماريا بأنه ليس صحيحا » وان كان تزويج السلاطين ورجال الحكم بناتهم من 


. 5105 هاش لاص‎ ١١25 بديع الزمان فروزانفر : زندكانى مولانا جلال الدين محمد :ط ” ؛ تهران‎ )١( 
.535 0 هاش‎ ١ » الترجمة الفارسية لحسن لاهوثى ؛ ط؟‎ ٠ ماريا شميل طارى : شكوه شمس‎ انأ)١(‎ 


كبار المشايخ أمرا نمطيا (فى المثنوى نفسه أكثر من حكاية زواج على هذا النمط 
وبخاصة القصة الموجودة فى بداية المجلد الرابع والقصة الموجودة فى آخره) » 
ومن الواضح أن بيئة مولانا جلال الدين قد شهدت أحداثاً دموية إيان التنازع 
عليها بين الخوارزمشاهين والغوريين والتى حسمت بسقوطها فى أيدى 
الخوارزمشاهيين » وفى تلك الفترة كانت بلخ مركزا مهمأ من مراكز التصوف 
الإسلامى مثلما ساهمت من قبل مساهمة فعالة فى ظهور التصوف الإسلامى 
وبلورته » وكما كانت مركزاً طوال عصورها لعدد كبير من العلماء والمشايخ» 
كانت أيضاً فى تلك السنوات الأولى من القرن السابع لاتزال متمتعة بهذا المركز 
العلمى ؛ كما تمتعت بجو روحانى خاص على أساس أنها كانت واسطة انتقال 
التعاليم البوذية إلى العالم الإسلامى . وتدل كتابات بهاء ولد وأعمال مولانا 
جلال الدين على أن الصوفية كانوا فى ذلك الوقت يتعرضون لبعض المتاعب 
من قبل خوارز مشاه بتحريض من العالم الشهير فخر الدين الرازى الذى وردت 
عنه عدة إشارات فى معارف بهاء ولد(') ومقالات شمس'() ومثنوى مولانا جلال 
الدين »)5١54154/١(‏ على أساس أنه يمثل علماء الظاهر والفلسفة فى مقابل رجال 
الباطن والعرفان » وثمة روايات أن فخر الدين الرازى كان السبب المباشر وراء 
غضبة خوارزمشاه على الصوفية وإغراق مجد الدين البغدادى فى نهر سيحون 
(515ه) ومهاجرة بهاء ولد بأسرته من بلخ؛ لكنا إذا وضعنا فى الحسبان أن 
فخر الدين الرازى قد توفى سنة 505 وأن الهجرة لم تثم إلا فى سنة 515»: 
وجحافل المغول على أبواب العالم الإسلامى ؛ استبعدنا هذه الرواية . وكانت 


)١(‏ محمد بن حسين خطيبى بلخى (بهاء ولد): معارف ط١؟‏ تهران 1١757‏ هش,ص 15 ؟. 


. 145 03١8 هاش )»ص‎ ١19 01١ شمس الدين تبريزى : مقالات بتحقيق محمد على موحد .ط‎ )١( 


على مناطق حكم خوارزمشاه أن تتلقى الضربة الأولى الباطشة . وكان بين 
مهاجرة بهاء الدين بأسرته ومريديه وبين سقوطها ودمارها الشامل على أيدى 
المغول عام واحد أو بعض العام (سقطت بلخ )1١7‏ وهناك إشارة فى شعر 
مولانا يقول فيها : 
ما دمت فى بلخ فامض نحو بغداد أيها الأب 

حتى تصبح فى كل لحظة أكثر بعد عن مرو وعن هراةل") 
وبالرغم من أن هجرة مولانا عن موطنه وعن بلاد ما وراء النهر قد تمت فى 
سن مبكرة إلا أن الوجد كان يبرح به حتى أخريات حياته عندما كان يذكر هذه 
البلاد » فسمرقند هى موطن السكر (قند» أى السكر) وبخارى هى مجمع العلماء » 
والحياة فى هذه البلاد تصور على أساس أنها مليئة بالأبهة والفخامة والعلم 
وأسباب الدين والدنيا مع9) 
-١‏ الخلاصة أن بهاء الدين هاجر مع أسرته ومريديه (يقول سبهسالار أول 
كائب 0 ف لانأ جلال الدين أن تعدادهم كان ثلاثمائة شخص) () » واتجهت 
أسرة بهاء الدين إلى نيسابور » وهنا إلتقى الصبى جلال الدين الرومى مع أسرته 
بالصوفى والشاعر الكبير فريد الدين العطار» الذى أهدى الصيى نسخة من 
متظومقة *إشر از اف ' باولا أرى مسوغا لاعتيان هذه القضبة مك الأساطير :القن 
وضعها الرواة للربط بين الصوفيين العظيمين » فمن الطبيعى أن يزور صوفى 
كبير صوفية المدينة التى ينزل فيها ؛ ومن الطبيعى أيضآ أن يضيفوه» وأن 


.1١19 كليات ديوان شمس ؛ 778454 / ص‎ )١( 

(١)أنظر‏ وصفه لبخارى فى افتتاح قصة العاشق البخارى فى الكتاب الثالث ؛ وثعبيره عن شوق هذا العاشق من 
بعد نفى طويل !! 

(9)عن انا ماريا ء ص ”١‏ . 


يقوموا بإهدائه » ومن خلال أعمال جلال الدين نلمح كثيراً من تأثيرات فريد 
الدين العطار ذكرت فى مواضعها من الشروح على النصوص ؛ واتجهت الأسرة 
المهاجرة إلى مكة » حيث ألقت رحلها فترة فى سورية » وكانت مركزأ مهما من 
مراكز الحضارة الإسلامية » وكان الصبى جلال الدين يتزود من كل مدينة 
تنزل بها أسرته من العلم والحضور على المشايخ والمشاهدات التى مثلث زاد! 
ظهر فى أعماله ؛ وثمة إشارة إلى أنه حضر على المؤرخ المشهور كمال الدين 
ابن العديم مؤرخ حلب ؛ كما أشار فى واحدة من قصص المتنوى على احتفالات 
الشيعة فى عاشوراء على بوابة انطاكية بحلب7"؛ ودمشق والربوة والغوطة 
والحدائق والبساتين حضور كبير فى شعره (خاصة وقد أحيت وجدانه بعد غيبة 
شمس الدين الصغرى وهجرته من قونية إلى دمشق) . 

وبعد سنة 5١17‏ (أواسط عشرينيات القرن الثالث عشر الميلادى) انتفل 
بهاء الدين ولد مع أسرته إلى الأناضول (أرض الروم ومن هنا جاء لقب 
الرومى) وتوقفوا فترة فى لارنده (قره مان الحالية) حيث توفيت والدة جلال 
الدين » ولا يزال المسجد الذى أقيم لتدفن فيه موضعاً لزيارة القوم . وتزوج جلال 
الدين بفتاة سمرقندية تسمى جوهر خاتون » ومنها ولد ابنه سلطان ولد سنة 571 
فى لارنده » ومن قائل أنه رزق بولده علاء الدين فى البداية . إلا أن سلطان ولد 
كان أثيراً إليه » وهوكاتب سيرته فى منظومة تركية تسمى ولد نامه؛ وفى 
أخريات عمره صار الخليفة الثانى لوالده على الطريقة المولوية » ويعتبر مؤسسها 
وواضع نظمها وتقاليدها وشعائرها . وكانت قره مان عاصمة سلاجقة الروم ؛ 
وكان حاكمها علاء الدين كيقباد مغرماً بجمع العلماء العارفين حوله » وكانت 


(١)الكتاب‏ السادس . الأبيات 407لا - 41٠١‏ . 


حتى ذلك الوقت فى أمان من المغول» إلا أن بهاء الدين لم يلبث أن إنتقل مع 
أسرته إلى قونيه (حوالى سنة 571 - ١17748‏ م) وبدأ فى ممارسة نشاطه كواعظ 
وعارف وعالم وأستاذ يقوم بالتدريس (وكان من الشائع أنه كان مجرد فقيه إلا أن 
كتابه المعارف وهو كل ما تبقى عنه يدل على تناسق رائع بين الشريعة والطريقة 
والحقيقة ويقدم بعض المعارف الصوفية بلغة حافلة بالوجد ومعان وعبارات نقل 
جلال الدين الرومى بعضها مباشرة» ومن ثم يعتبر الأستاذ الأول لولده؛ لافي 
مجال العلوم النقلية كما يقول أغلب الباحثين بل فى مجال الطريقة نفسه) وبعد 
عامين توفى بهاء الدين ١8(‏ ربيع الآخر سنة ١51/174‏ يونيو 1١71‏ م) موصيا 
بولده جلال الدين ليحل محله كعالم وواعظ ومدرس» وأغلب الظن أن مولانا 
جلال الدين كان يحس آنذاك أنه لم يصل بعد لمرتبة المشيخة العرفانية . وكان 
يحس أنه حصل من العلم الظاهرى كل ما يمكن تحصيله وكان مغرما بالشسعر 
العربى وبالمتنبئ خاصة ( هناك أنيئات عديدة وردت فى المثنوى تكاد تكون 
ترجمة لبعض أشغار المتنبئ ذكرت فى مواضعها من الشرخ كما كان مفتوناً 
باللغة العربية) ) وكان على جلال الدين أن يقوم بمجهود خارق لكى يستكمل 
بناءه العرفائى . 

-٠‏ وبعد وفاة بهاء الدين بقليل جاء إلى قونيه أحد مريديه السابقين : برهان 
الدين محقق الترمذى الذى هاجر فى البداية من بلخ إلى موطنه ترمذ ثم هرب 
إلى أبعد نقاط العالم الإسلامى غربا » وسرعان ما انشغل الشيخ برد جميل شيخه 
فى ولده» فبدأ فى تعميق معارفه العرفانية وسرعان ما اكتشف اهتمامه بعمل 


٠. . ٠ ” 1١1 
يقول فى بيث بعد أن ذكر عدة أبيات عربية : هيا فلنتحدث بالفارسية وإن كانت العربية أحلى . كتاب‎ 1 


““ربيت 78199 . 


5 00 


والده "المعارف" فأوصاه بعدة دورات من الأربعينية أى الخلوة التى تستمر 
أريشيق نوما فى التامل: والعياةة والتفكير :ا وروى ايها انك فنا يده انين 
مولانا فترة طويلة فى سورية حيث التقى بمحيى الدين بن عربي وسعد الدين 
الحموى وأوحد الدين الكرمانى وكثيرين من صوفية جماعة ابن عربى . ومن 
المحتمل أن يكون قد لقى فى ذلك الوقت شمس الدين التبريزى دون أن يلتفت 
كلاهما إلى الأخر » وهناك عبارة فى مقالات شمس تدل على هذا اللقاء الأول(١)‏ 
الذى التفى فيه مولانا مع شمس الدين بينما كان الأخير فى حالة استغراق . على 
كمال سن :المتكنق أن كوت و لان قنك ازؤاة اهكان تسقاتئ وا عدا عن 
طريق برهان الدين محقق وعلى كل حال فلسنائى حضور كبير أيضا فى معارف 
بهاء ولد وفى مقالات شمس الدين التبريزى على السواء . وتقول الروايات أن 
فزيقاة الذي متفوى (1) اضادن قواقنة برد م ران ا أبيذا حصيودا مروف يعدن ان 
قونية لم يكن ليستطيع التوافق معه () وفى قيصرية طلب من الله سبحانه وتعالى 
أن يقبض الروح التى أودعها أمانة لديه (أفلاكى/18) وسرعان ما استجاب الله 
لدعائه (حوالى سنة 774 ه) وسافر مولانا إلى قيصرية وعاد بكتب أستاذه 
وتقفه وام رففة ارال عافد فاكنا اليه ف عر ين مز كاتا بز ا سن 
(غخ؟١1931ء‏ ص ؟2") وفى المثنوى 7©) وفى "فيه ما فيه 0 . 


(') جد لبنارلى : مولانا جلال الدين ١‏ الترجمة الفارسية لتوفيق سبحائي. ص ١؟1.‏ 
” جلال الدين الرومى : فيه ما فيه . ص 7017 . 

(") أنا مارياعن سبهسالار ص 7؟و انظر لتفصيلات جولبنارلى ص ؟5 

لو ةا 


كوم 


عونب 





خلال هذه السنوات التمسع - على وجه التقريب - التى قضاها جلال 
الدين فى معية سيد برهان الدين محقق كانت الأناضول تتعرض لهزات داخلية 
متتالية » سببها بقايا الخوارزمشاهية الهاريون إلى الأناضول تعضدهم بعض 
جماعات الصوفية من جهة ؛ ومن جهة أخرى جماعات الحيدرية والأبدال الروم 
ذوو الميول الشيعية القوية » وفتنة بابا اسحق الذى وجد من القوة ما مكنه من 
الاستيلاء على توقات حتى شنق (778 ه) . وهذه الجماعات اتحدت كلها فى 
إضعاف الحكام السلجوقيين أمام القوات المغولية الزاحفة فخربيت أرضروم » 
وسلمت سيواس على يد قاضيهاء ومن جحافل الهاربين حدثشت هزة اجتماعية » 
وفى قيصرية قتل كل السكان الذكور » ولم يجد حكام قونية بدا من دفع جزية 
تفيلة للمغول » وعندما توفى غياث الدين كيخسرو نة ترك ثلاثة 
من الابناء لم يلبث أن قتل أحدهم وحكم الأثنان معاً بعد نزاع طويل وبمباركة من 
مانجو خان الغازى المغولى . ؛ 8 يلبث ان قتل الإبن الثانى .ثم أصبح الإبن 
الثالث وهو أصغرهم ركن الاين ألعؤية فى يد وزيره معين الدين بروأنه » 
وهاه مع هذه الهزات الجاسية والأجشساغية المتتالية اللتى نجد بعض صصداها فى 
المثنوى » كان الإشراق الروحى يزداد عند مولانا(') وتزداد شخصيته توغلا 
فى داخلها ورؤيته الكونية إتساعا » وفى مثل هذه الهزات تروح الشخصيات 
الإستشرافية المفكرة فى تفكير عميق ٠‏ لقد كان المغول يطردون أمامهم أناساً من 
أقصى المشرق الإسلامى ؛ إلى أقصى المغرب الإسلامى . وكان من هؤلاء 
مفكرون وصوفية وفقهاء شهدوا القيامة تقوم أمام أعينهم وفى النشأة الأولى » 
ويظل كل مفكر منشغلا بهم واحد » وهو كيف يحفظ فكره للأجيال التالية (قال 


1 ْ ة ٠‏ 
أنظر غزل 51417 ء ص 47١‏ من ديوان شمس ؛ وانظر شكوه شمس , 54 -4” . 
2-15 


مولانا بالحرف الواحد أنه : يكتب من أجل القرون التالية) وتكثر الموسوعات فى 
كافة الميادين » وينتج هذا النوع من الغوص داخل الذات أعمالا فنية وعلمية 
عظيمة » ولعل بذرة المثنوى جامع العرفان الإسلامى قد وضعت فى تلك الأونة . 
#- كانت نفسية مولأنا وخالتة الروحية مستعدين تماما للحدث الجلل فى حياته؛ 
اللقاء مع شمسه الخالدة7') شمس الدين محمد بن على بن ملكداد التبريزى 
(145-580) بتعبير سبهسالار " قطب المعشوقين " () وبتفسير أنا ماريا أنه 
عبر مرحلتى العشق الأوليين العاشق والمعشوق! . وقد حيكت حول شمس 
الدين الأساطير » وقال عنه براون : درويش متلفع بالسواد أمى على وجه 
التقريب يظهر فى مكان ثم يختفى " ) إلى أخره وهو وصف لا يقدم شئياً فى 
الحقيقة بل يزيد الصورة غموضاً » كما نقل الباحثون أيضاً أسطورة أنه إين 
لجلال الدين حسن شيخ اسماعيلية آلموت (أخلاف الحسن الصباح) وهى رواية 
لا أساس لها إذلم يكن لجلال الدين أولاد سوى علاء الدين . ويمكن معرفة 
بعض جزئيات حياته من خلال العمل الوحيد الذى تبقى عنه وهو "المقالات" 
وفى خلال بعض ما رواه الأفلاكى عنه فى مناقب العارفين وسبهسالار فى 
رسالته المشهورة عن حياة مولانا جلال الدين وكل هذا صب فى التحليل الرائع 
لشخصية شمس الدين التبريزى الذى كتبه عبد العزيز صاحب الزمانى فى كتابه 
القيم "خط سوم در بارهء شخصيت سخنان وانديشهء شمس تبريزى (تهران 
(') بتعبير أنا ماريا :» ص 5" . 

1 شري و 

(1) صن م”. 


1 5 ا 1 500 
3) ادوارد جرانفيل براون : تاريخ الأدب فى إيران من الفردوسى إلى السعدى ؛ ترجمة إبراهيم أمين 
الشواربى » ص 53١8‏ ء القاهرة ١184‏ . 


لول بت 


١‏ ه.ش) "ذلك الخطاط كان يكتب ثلاثة أنواع من الخطوط أولها كان هو 
يقرؤه دون سواه وثانيها كان يقرؤه هو وسواه وثالثها لا كان هو يقرؤه ولا 
الرصاص كان شمس الدين التبريزى يعبرعن أفكار قد تعتبر الوهلة الأولى - 
لخروجها عن المألوف - مناقضة لكل ما يؤمن به الصوفية » واذا فرغ ما ذكره 
الأفلاكى من خوارقه ء تبقى المحصلة النهائية » أن شمس الدين كان عارفا فريدا 
في نابة» ثائرا مقنوذا رافصا لكل ها يوق الفوي زافضنا كما لأن لعرفهء 
بمكية ا عل :ذا عتمي ١‏ فى تسر ناكمو الكاررى زاكر لاقو اففراو اها مكل هنا 
هو مألوف ومعترف به ومتعارف عليه » وكان يحس دائمآ ان فيه شيئا ما » شيا 
لم يدركه شيوخه الذين حضر عليهم فى سياحاته (وحياته كلها مرت فى سياحات) 
ولم يكن ينزل فى الزوايا والتكايا بل فى الخانات ولم يكن يلبس لباساً يدل على 
أنه من أهل العرفان ومن هنا قيل قلندر أى درويش متجول وقيل ملامتى » هذه 
العظمة المتجسدة التى كانت نافرة من كل شيخ لا تستقر على حال معهء هذا 
الفرد المتفرد بذاته كان يقلفه شئ واحد هو البحث عن من يتحمل صحبته » عمن 
يفهمه » ويأخذ عنه »كان يحس أن الإناء يطف بما فيه وأنه يحتاج إلى شارب كان 
وصله هاتف من المغيب اذا كنت تريد من هو جدير بصحبتك » فارحل إلى 


5 510 م 3 114 ها ءاه 1 
أرض الروم 7 . ويقول شمس الدين "كان لى شيخ فى تبريز يسمى أبو بكرء 
5 


خط سوم : ص ه : 


(') سبهسالار : ص ١56‏ نقلا عن كل الباحثين فى حياة مولانا . 


- ١5 


لقد وجدت منه كل الولايات » لكن كان فى داخلى شئ لم يكن شيخى يراه ولم 
يكن أحد قط قد رآه؛ ولقد رأى مولانا ذلك الشئ فى الحال 7') ما هو الشئى ؟!! 
القوة الروحانية الهائلة ؟!! التمرد ؟!! التعبيرات العميقة التى قد تجرح أحياناً ؟!! 
الشطحيات التى لو أخذت على ظاهرها لما فسرت بغير معنى الكفر ؟!! التفرد 
الشخصى الذى لا يقبل التعلق ب ” مراد " أيا كان ذلك المراد والانتساب إليه وفى 
نفس الوقت يبحث عن " مريد " عظيم ومتعطش ومستعد يكاد يبلغ مستوى الأستاذ 
نفسه ؟!! قد تكون كل هذه الأمور مجتمعة تلك التى جعلت جلال الدين يترك كل 
مشايخ الأناضول والشام العظام ويلزم ذلك الدرويش القلندرى الذى لا يلبس 
ملابس الدراويش ولا يحب أن يعرف بأنه درويش ويفر من الشهرة فراره من 
الوباء !!! ومما لا شك فيه أن جلال الدين في ذلك الوقت كان قد حصل على 
أقصى ما يستطيع من العلم المتاح ؛ وطوى ما استطاع أن يطوى من مراحل 
الطريق » ولم يكن كما قال معظم الباحثين واقفا عند حدود علوم الظاهر مشغولاً 
بالوعظ » وإلا لما استطاع أن ينجذب إلى مثل شمس الدين » وأن ينجذب إليه 
مثل شمس الدين !! 

هناك روايتان عن اللقاء الأول والذى كان عند نزول شمس الدين قونيه صباح 
يوم السبت السادس والعشرين من جمادى الآخرة سنة 545 ه » الرواية 
الأولى 7" أن مولانا جلا الدين كان خارها مق مدرستة بيه فروكان (باعة 
القطن) وكان يمر من أمام خان ' شكر ريزان : صابو السكر" وكان شمس الدين 


() صاحب الزمانى : 7١‏ . 
(؟) الأفلاكى : 5748/9 . 


(" الأفلاكى : 5018/5 . 


- ١ال‎ 


نازلا فيه» ويبدو أنه كان واقفاً آنذاك على بابه» فتقدم من الموكب وأمسك بعنان 
مطية جلال الدين وقال ؛ يا إمام المسلمين » هل ابو اليزيد (البسطامى) أعظم أو 
محمد ؟!! ومن هيبة هذا السؤال خيل لمولانا أن السموات السبع قد تفطرن 
وسقطن فوق الأرض ٠‏ واندلعت نار عظيمة فى الرأس ومنها خرج دخان وصل 
إلى قاعدة العرش ٠‏ فأجاب : أى موضع لأبى اليزيد إلى جواز أعظم العالمين ؟!! 
فقال شمس الدين : إذن فلماذا قال مع كل عظمته : "ما عرفناك حق معرفتك " 
بينما قال ابو اليزيد : سبحانى ما أعظم شانى "؟!! قال : (ليس من المعلوم من 
القائلك هل هو مولانا جلال الدين أو مولانا شمس الدين فالرواية فيما نقلها 
جولبنارلى (ص )١154-١77‏ متصلة وفيما نقلها فروزانفر أن القول تعليق من 
عبد الرحمن الجامى7) أن الجواب لمولانا " : إن إيا اليزيد سكر من جرعة 
واحدة وتحدت حديث شبع» وامتلاً وعاء إدراكه بهذا القدر» وكان ذلك النور قدر 
كوة داره » لكن حضرة المصطفى #لقوٌ كان لديسه استسقاء عظيم وظمأ شديد» 
وكام لني لعن الا ار الله الواسعة " مصداقاً ل «ألم نشرح لك 
صدرك » فلا جرم أن تحدث عن الظمأ وكان كل يوم يستدعى قربة أكثر» 
ودعوى المصطفى عليه السلام (المفروض : أبو اليزيد) عظيمة » ذلك أنه عندما 
وصل إلى الحق وجد نفسه ممتلئا ولم ينظر إلى ما هو أبعد؛ لكن المصطفى كله 
كان يرى كل يوم أكثر ويمضى قدما فى الطريق »؛ وكان يرى عظمة الحق 
وقدرته وحكمته بعد يوم وساعة بعد ساعة أكثر » ومن هنا قال : ما عرفناك حق 


2 05 5 ١ 
هاش »ا ص 455 ء‎ 1١75 عبد الرحمن الجامى : نفحات الأنس بتحقيق ميهدى توحيد بور » تهران‎ 0 
1ق‎ 


(1) زندكانى مولانا ص 558 وفى النص الأصلى للأفلاكى (514/9) . 
لم١‏ - 


معرفتك . وصرخ مولانا شمس الدين فى التو صرخة عظيمة وسقط مغشيا عليه 
فنزل مولانا من فوق مطيته وأمر تلاميذه بحمله إلى مدرسته » ويروى أنه وضع 
رأسه على ركبته ليفيق من غشيته ثم أخذ بيده وسارا معأ » ومكثا فى خلوة 
مستمرة ذات صوم متصل تبلغ تسعين يوما لم يخرجا منهاء ولم يجرؤ أحد على 
الدخول عليهما("© . 

ماذا دار فى هذه الخلوة المتصلة ؟!! يقول الأفلاكى : عشرات الآلاف 
من الأسئلة والأجوبة والاختبارات العجيبة كان يطرحها مولانا شمس الدين » ولم 
يكن مولانا قد سمع مثلا من أى شيخ أو خطيب قط" ما هى طبيعة هذه الأسئلة 
وهذه المناقشات والمكابدات التى دارت بينهما ؟!! لا يدرى أحد !! يشبه سلطان 
ولد هذا اللقاء بلقاء موسى والخضر عليهما السلام ؛ ولا يزيد » المهم أن هذا 
التعلق الزائد قد ألقى بأحجار عديدة فى بركة قونيه الهادئة وكان ثمة سيل من 
الأسئلة وعلامات التعجب والدهشة تزداد بين المشايخ والتلاميد والمريدين على 
السواء . " وظلوا يتحدثون بأنواع من الترهات وبما لا ينبغى قوله 7) لقد كان 
شمس الدين التبريزى مجهولا لديهم تماما لا يعرفون أى شخص هو ومن أين 
جاء ؟!! وبالتأكيد أن الأمر لم يتطرق إلى الظن فى الشذوذ الجنسى الذى طرحه 
بعض الباحثين الأوربيين (!!) فأى شذوذ جنسى هذا الذى يقوم بين قطبين من 
أقطاب الفكر فى خلوة صوم متصلة ؟!! علم هذا عند الذين يتخرصون بأمثال هذه 
الأحاديث الساقطة التى تناسب مستوى أفكارهم » فان خلق عارف عظيم وتحويل 
عالم وفقيه وقارئ للمتنبى وكتب أهل الظاهر إلى عاشق ذواقة ممتلئ وجدا 


(5 افلاكى , ؟/١551.‏ 
!1 افلاكى ؟/١57.‏ 
ام 


مغرما بالسماع والرقص الصوفى أمر جلل يحتاج بالتأكيد إلى ما هو أكثر من 
تلك الدورة المكثفة » لكن : هل كان من الطبيعى أن يشور تلاميذ مدرسة مولانا 
كل هذه الثورة لمجرد أن ' أستاذهم " قد انصرف عنهم لفترة من الزمان طالت أو 
قصرت ؟!! أم انها كانت غيرة غلى ذلك الأستاذ الذى غير اتجاهه وتحول من 
أستاذ إلى مريد ؟!! أم أن الأمر لم يعدم بعض الدسائس من يعض المشايخ 
الأخرين الذين كانوا ينفسون على جلال الدين مكانته العلمية فى قونيه ويضيقون 
ذرعا به ويتوجسون خيفة مما يمكن أن يكون ذلك الشيخ المجهول الذى تحيط به 
الريب يمليه عليه ؟!! وهكذا بدأ المريدون والتلاميذ - ولا شك أن بعض السوقة 
إندس بينهم - يتحرشون بالشيخ العجيب الغريب » وفى يوم الخميس ١١‏ شوال 
سنة 547 اختفى شمس الدين من قونيه تماما . لكن مولانا جلال الدين لم يعد 
مولانا جلال الدين.؛ فها هو يبحث ويتفحص حتى يعلم أنه فى دمشق وتتوالى 
الرسائل » أربع غزليات نظمها مولانا وأرسلها الواحدة تلو الأخرى : 

الأولى مطلعها : أيها النور فى الفؤاد.تعال غاية الوجد والمراد تعال 
والثانية :ياظريف الدنيا سلام عليك إن دائى وصحتى بيديك 
والثالئثة :لتدم الحياة بالصدر العالى. وليكن الله كالئا له حارسا 
والرابعة :بحق الله الذى هو من الأزل حى وعالم وقادر وقيوء() 

لم ' لمْ يسكت مولانا جلال الدين على غيبة شمس الدين ؟!! ولماذا عز عليه هذا 
الفراق إلى هذة الدرجة ؟!! لاشك أنه أدرك أنه لم يأخذ بغيته بعد من هذا البحر 
العباب ولما كان مولانا قد هجر مدرسته وتلاميذه » بدأ التلاميذ يحسون بالندم 


ويدركون أن ما فعلوه لم يرد أستاذهم إليهم » بل زاده عنهم ابتعادا وبأستاذه كلفا : 





. 4 5 َس‎ 5 2 ١ 
. 7 - 58 نص الغزليات الأربعة زندكانى مولانا لفروزائفر ؛ ص ص‎ 0) 


وفى النهاية أرسل جلال الدين ولده سلطان ولد إلى دمشق » (فى المقالات حديث 
أنه كان قد انتقل من دمشق إلى حلب وانه عاد من حلب بعد أن استمع خبر 
وصول سلطان ولد إلى دمشق ) معتذرا عن المربدين لشمس الدين ؛ وعاد 
شمس الدين بعد أن أسبغ على سلطان ولد عطاياه الروحانية » وكان لقاء فى 
المحرم 545 » السابع من مايو(' 47 ؟١‏ لكن إقامة مولانا شمس الدين لم تطل 
هذه المرة » وكان وراء الفتن التى استعرت وانتهت بمقتله علاء الدين بن جلال 
الدين » ترى هل كان علاء الدين يضمر لشمس الدين حقداً لتفريبه لسلطان ولد 
وهو أمر له معناه فى الطريقة ؟!! أم انه كان يخشى قوة سيطرة شمس الدين 
على والده وآمن مع العامة بأنه مجرد ساحر ؟!! واختفى شمس الدين هذه المرة 
تماما " ذهب » ذهب والقلوب فى أثره ' لكن الأفلاكى روى رواية مختلفة ظلت 
مجال شك الباحثين فترة طويلة من الزمان إلى أن أدت جهود محمد اندر مدير 
مدن مولانا فى وني إلى لاف مسن شيكةينا بأكشاف بتر لكان القن فيه 
جسد شمس الدين بعد اغتياله!) » وقد حدثت هذه الحادثتة فى ليلة الخامس من 
شعبان 5145/ الخامس من ديسمبر 15147١م‏ » كان مولانا وشمس يتحدثان إلى 


وقت متأخر من الليل فى الحجرة التى خصصها له فى مدرسته وزوجه فيها بعد 





(!) جولبنارلى .١4١ ٠‏ 
(10 موجود فى قونيه الآن وعليه مسجد صغبر وقد قمث بزيارته فى أغسطس عام ١1157‏ » وفى 
رفقتى الصديقان الدكتور شوقى حسن مدرس اللغة التركية بكلية أداب القاهرة والدكتور 
عبد الله عطية الذى كان يدرس العمارة الإسلامية فى تركيا وحدثنى عن الخصائص 


- #١ 


عودته من دمشق » (وكانت زوجته قد توفيت فى أواخر شتاء سنة 145) » ودق 
الباب » وخرج شمس الدين لبعض شأنه » فتناوبته خناجر سبعة من الغوغاء » 
وحملت جثته فألقيت فى بئر إلى جوار المنزل ؛ وعلم سلطان ولد بالجريمة » 
فأخرج الجسد من البترء ونقله إلى مقبرة قريبة ودفنه على عجل ؛ ودهنها 
بالجص ثم غطاها بالتراب ؛ وفيما بعد قام مدفن شمس ذلك المكان » وأثبتت 
حفريات محمد اندر عند تجديد الضريح وجود قبر مدهون بالجص واسع إلى حد 
ما يرجع إلى الفترة السلجوقية مما أثبت رواية الأفلاكى() . متى ؟ علم مولانا 
جلال الدين بما حدث ؟!! من الواضح أنه علم بعد فترة ما وبخاصة أنه أرسل 
الرسل إلى دمشق ٠‏ ورفع الأمر إلى سلطان قونيه » إلا أن شيئا ما شعورا ما فى 
داخله كان يوحى له بأنه لن يرى حبيبه فى هذه الدنيا » ويقول فى غزلية من 
غزليات الديوان الكبير : 


ليسث ترابا هذه الأرض إنها طست من الدم 
مخ ماع العاشقرق وجراح موت العظاء”") 


وقيل إن مولانا سافر إلى سوريا وعاد خائبا » لكنه يئس ٠»‏ "وأحس بشمس الدين 
داخله ساطعاً كالقمر 7 ولأنه سكن داخله » بقى معه إلى الأبد » فى كل غزلية » 
وفى كل بيت من أبيات المثنوى » عند طلوع الشمس وعند غروبها » عند ذكر 
شمس الحقيقة الأزلية » عند ذكره الفراق والشوق والطلب » عند أمل الوصال » 
فى تغريد الطيور وهديل القطا : 


10 اناماريا !4 ؛ الأفلاكى 7/9 . 
9 هزل5؟. 
انا ماريا ؛ عن ولد نامه ص ا 


اآا ا د 


لمعك أشنا وحندئ النذئ أنقمة سس الذويين شتنسين انيسن 
بل يغنيه العندليب من الرياض والقطا من الجبال 
فالتهنان المضعئ هنو شسن الدين :. والفلك الندواز كمس الدق 
وشمس الدين هو كأس جم » وشمس الدين هو البحر الأعظم 
وشمس الدين عيسوى الفن » وشمس الدين فى جمال يوس فا" 
تبدل جلال الدين إلى وجود فنى مطلق » شعر وموسيقى ؛ بل موسيقى يعبر عنها 
فى قالب الشعر ٠»‏ ان شمس الدين لم يمت بل هو خالد الحياة : 
من الذى قال " مات ذلك الخالد أبدا ؟!. 
من الذي قال : ماتت شسمس الأمل 
إنه عدو للشمس صعد إلى السطح 
وأغمض عينيه وقال : ماتت القلسمس”) 
وتشير انا ماريا إلى أن مولانا شك فى دور علاء الدين بما حاق بشمس الدين 
ولم يفاتحه » لكنه لم يغفرها له » وتروى كثير من القفصص كما تدل كثير من 
كتابات جلال الدين أنه لم يلتفت إلى ولده من بعدها قط حتى عسندما توفى 
علاء الدين (554 ه/50؟17م) لم يشترك مولانا فى جنازته أو فى دفنه7 . 
ويضيق المجال هنا عن ذكر بعض ما كتبه جلال الدين عن شمس الدين » يكفى 
أنه سمى ديوانه الأكبر بديوان شمس الدين التيريزى » ولم يقعد عن ذكره طوال 
حياته وفى كل كتاباته » لقد كان مرشده إلى الحقيقة » وكل ما كانت تجود عليه 


هزل كخلك. 
69 هؤزل “اكهة. 
197 اناماريا/ 74. 


د 


به تلك الحقيقة » كان يدرك أنه من عطايا شمس الدين وكثيرا ما استفاد بأفكاره 
وحكاياته بل وبعض تعبيراته مما ذكر فى موضعه من الشروح . 

ه - وانتهى ' المراد " واختفى بجسده » لكى يصبح مولانا جلال الدين هو المراد 
الذى يستفى وحيه الشعرى من المريدين المقريين إلى قلبه » وكان أولهم 
صلاح الدين فريدون بن ماغنيان المعروف بزركوب القونوى . يصفه مولانا فى 
إحدى غزليات ديوان شمس() بأنه "نفس ذلك الحبيب وإن تبدل الثوب » ونفس 
تلك الخمر وإن تبدلت الزجاجة فأية سعادة حلت بالخمار !!" والواقع أن صلاح 
الدين زركوب كان رفيقا لجلال الدين منذ زمن بعيد فىمحضر برهان الدين 
محقق ٠‏ وبالرغم من أنه كان أميا إلاأن برهان الدين كان قد اختاره لخلافته» ثم 
عاد صلاح الدين إلى قريته وتزوج . ثم عاد إلى قونيه ولزم جلال الدين أيام 
كان شمس الدين موجودا معه » وكان مولانا بعد شمس يحتاج إلى "مرآة" وكان 
يجدها فى هذا الرجل العاشق فحسب والذى كان العشق ' جبلة " و ' طبيعة " فيه 
بعيدا عن تقعرات الكتب وحجب العيارات » ومن البديهى أن رفقة جلال الدين مع 
صدح الاين كرب تكن تثير فى أهل قونيه الإحن بقدر ما كانت تثير 
الدهشةء. فماذا وجد فى ذلك الرجل الذى كان لا يستطيع أن يقرأ فاتحة الكثتاب 
من ذاكرتة دون خطأ ؟!! وكان دائماً يمدحه بأشعار فياضة بالعشق واللطف » 
وفى خطاب لابن جاووش وجهه إلى مولانا " الناس يتركون بلادهم ووالديهم 
وأهل بيتهم وأقاربهم وعشيرتهم ويسافرون حتى الهند والسند » ويهلكون الأحذية 
الحديدية ربما يلتفون برجل عنده رائحة من العالم الآخر ؛ لكنك قابلت مثل هذا 





الرجل فى بيتك وركنت عليه ظهرك وهذا العمل بلاء عظيم وغفلة 7" لكن 
مولانا لم يلق إلى كل هذا بالا » فمتى كان العلم يهمه ؛ والعلم فى حد ذاته قد 
يكون حجابا ؟!! بالعكس وثق صلة أكثر بصلاح الدين » فزوج ابنته لولده 
سلطان ولد » وكانت عيون النور تتفتح فى صدر صلاح الدين » يقول مولانا 
جلال الدين : "كانت فى باطنى عين نور مخفية ولم يكن عندىئ خبر عنها ولقد 
فتحثت أنت عينى بحيت صارت كل تلك الأنوار جياشة أمامها وكأنها البحر 7 
وكان حتى صوت مطرقة هذا الصائغ على ذهبه تصيب مولانا بالوجد وتجعله 
يدور (الرقص المولوى) وحل به الوجد من صوت المطرقة ذات يوم وهويمر 
بالسوق ؛ فظل يدور » ولم يتوقف صلاح الدين عن الطرق غير آبه بفساد 
ما يقوم به » وظل مولانا فى وجده حتى المساء ثم نهض ونظم غزلية مطعلها : 
ظهر كنز” فى دكان ذلك الصائغ 

فما أجملها من صورة وما أجمله من معنى وياله من حسن يا له من حسن7 
وفي تلك السنوات التى كان فيها مولانا رفيقا لصلاح الدين » كانت أحداث أخرى 
تجرى على الساحة السياسية فى الأناضول والعالم الإسلامى » وفى سنة 554 .ه 
اقترب المغول بقيادة بايجو مرة أخرى من قونيه » لكنهم لم يدخلوا المدينة 
احثتراما لمحضر مولانا فيما تقوله أحدى الأساطير وفى تلك الفترة كانت تحت 
حكم قليج ارسلان الرابع وكان مجرد ورقة فى يد وزيره معين الدين بروانه ؛ 
وقبيل سقوط بغداد سقط صلاح الدين مريضا وبعد مرض طويل ودع الدنيا إألى 


عن انا ماريا ؛ ص 27 . 


19 الأقلاكى 9/١11ا.‏ 
9 آفلاكى ركد ثا - والا, 


اه#” ب 


وادى الأروح ؛ (الأحد أول محرم سنة 5619/ 1508١)»؛‏ وعلى قبر 
صلاح الدين أقام مولانا عرساً صوفياً وسماعاً عظيماً » ورثاه بغزلية فى ديوان 
طلم ا 

يا من بكث السماء والأرض على فراقك 

وغرق القلب فى الدم.؛ وبكى العقل والروح(") 

وربما كانت مراسم السماع على القبر مما يثير غضب رجال الشريعة » ومع ذلك 
كان نفوذ مولانا يزداد فى قونيه » وكان يصدر حتى فتاويه أثناء الرفص 
الصوفى » لكنه كان يعيش حياة فى غاية الزهد » وفى صلاة وصيام دائمين ؛ 
كان تمسكه بالشريعة وجاذبيته الشخصية تقد إليه كثيرا من الناس ٠»‏ وكان من 
بينهم معين الدين بروانه الوزير الذى كان يتردد على مجلسه وينتظر طويلا 
ليؤذن له + وزقى اتلك الندنوات أريضا عراف مولا جلال الدين علئن ,عدن الدين 
القونوى تلميذ محيى الدين بن عربى الأثير إليه ؛ولم يكن صدر الدين يرضى كل 
الرضا عن أسلوب جلال الدين وشعائر سماعه ووجده» كما أن مولانا لم ليكن 
يفكر كثيرا فى ابن عربى ؛ غير أنه استطاع أن يأتلف مع القونوى على ما بينهما 
من تفاوت. وذكر عبد الرحمن الجامى فى النفحات( أنه كانت ثمة ألفة ومحبة 
بين الشيخين ؛ وفيما يبدو أن مولانا فى أخريات حياته أبدى اهتماماً أكثر بالأفكار 


النظرية » وعندما طلب من صدر الدين أن يصلى على مولانا صصلاة الجنازة 


0) 
0 


غزل 54؟؟ , 
ص 5ه , 


5 1 


"شهق وغاب عن الوعى 7 » وهناك عارف آخر جاء إلى قونيه فى عهد 
مولانا» هو نجم الدين الرازى المعروف بابن الداية (تلميذ نجم الدين كبرى 
البارز وصاحب المؤلف المشهور " مرصاد العباد" أفضل تعبير عن المدرسة 
الكسبروية فى التصوف الإسلامى ) ٠.‏ ويروى أنه أمّ مولانا جلال الديين 
وصدر الدين القونوى ذات مرة فى صلاة العشاء فقرأ فى الركعتين «قل يا أيها 
الكافرون ©-فقال مولانا للضدن ممانجا «قزاها'مرة من أجل ؤهرةامق: أجلك2)0 
على كل حال لم يكن مولانا على صلة وثيقة بالطبقات العليا من المجتمع » لكن 
"حيثما كان هناك خياط أو بقال أو بزاز كان يقبله مريدا له '() » كان صفوه مع 
الطبقات الفقيرة والمطحونة وكان عدد كبير من الفقراء يجعلون من عتبة مولانا 
اذا لهم » ويبدو من مكتوباته أنه كان يذلل لهم العقبات ويطلب لهم العون 
وسداد الدين أو العمل7) لكنه كان يضيق ذرعا بالسوقة والجهال والقرويين 
السذج » وبرغم عدم ميله الواضح للطغاة والسلاطين والحكام والعسكر والشرطة 
والعسس » إلا أنه لم يستغل قط قوته الروحية ونفوذه على الناس فى الإخلال 


بالنظم التى كان يراها لازمة للدنيا وإن كانت مكروهة/" . 


)1 أفلاكى؛ ١/ء‏ عن انا ماريا / .5١‏ 
أفلاكى "57/١.‏ ء عن انا ماريا / 5١‏ . 
17 أفلاكى ١/زه١.‏ مم 

19 اناماريام9ه. 

لغ ناماريا/4ه. 


ب #ان”# الا 


1- وتتكرر مرحلة الإلهام فى حياة مولانا » فبعد تجربته المحرقة الملتهبة بعشق 
شمس الدين » تجئ مرحلة الإطمئنان الروحى مع صلاح الدين» ثم تأتى مرحلة 
حسن حسام الدين مرحلة قمة النضج الفكرى والإنتاج اعرف ا جو حلة 
المثنوى» هو حسن حسام الدين بن حسن أخى ترك » أول خليفة للمولوية بعد 
مولانا » وآخر ملهم له . أرموى الأصل هاجرت أسرته إلى قونيه وفيها ولد سنة 
1ه . لقب ايضا ب " جلبى " أى السيد . وأخى ترك لقب آخر لانتساب أبيه 
إلى طبقة الأخية الفتيان . لم يدخل حسن حسام الدين حياة مولانا بشكل فجائى ١‏ 
لكنه عاش مغه سنوات ؛ يصفه سبهسالار مؤرخ حياة مولانا بلطف المزاج وأنه 
كان يحس فى جسده بألم الرفاق » وكان تموذجا للحنان والشفقة » وفى غاية 
الاحترام لشيخه » وإن احتاج إلى تجديد الوضوء عاد فى ليالى الشتاء الباردة إلى 
منزله ويجدد وضوءه'() » تنتشر أوصافه المادحة على لسان مولانا جلال الدين 
على طول المثنوى وعرضه "فهو مفتاح خزائن العرش وأمير كنوز الفرش 
وبايزيد الوقت وجنيد الزمان 7) وهو يقول أى مولانا " هو لى الابن والأب وهو 
لى النور والبصر7) » وهو أيضا صاحب الإقتراح بكتابة المثشوى بدلا من أن 
يقرأ المريدون حديقة سنائى أو مصيبت نامه للعطار » وهو كاتب الوحى المولوى 
فلم يكتب مولانا بخطه سوى الثمانية عشرة بيت الأولى من الكتاب الأول »وتأخر 
الجزء الثانى من المثنوى لمرضه ثم وفاة زوجته) » وهو كاتب أشعار مولانا 
وغزلياته التى كانت تأتيه عفو الخاطر فى الأسواق والشوارع والحمامات وحيثما 


اناماريا/5ه. 

سبهسالار / ١45‏ عن اناماريا/ 51 . 

5 مقدمة مولانا على الكتاب الأول من المثتوى . 

9( مكتوبات مولانا جلال الدين الرومى : عن انا ماريا / 1ه . 


5 عن المثنوى وتأليفه تكون مقدمة الجزء الثانى من الكتاب إن شاء الله . 


2 


هبط الوحى على مولانا » وفى سنة 51١‏ نصبه مولانا رسميا خليفة له . كما كان 
المتصرف فى كل شئون الزاوية المالية والتنظيمية أثناء حياة مولانا » ويظل 
حسن حسام الدين إلى جوار مولانا فى إملاء آخر بيت من أبيات المثنوى. 
- وبانتهاء الجزء السادس من مثنوى مولانا » وفى الأيام الأولى من جمادى 
الآخرة سنة 177 ه.ق/ النصف الثانى من ديسمبر سنة 1177م كانت حياة 
مولانا آخذة فى الأفول » وكان الخوف قد استولى على أهل قونيه فقد زلزلت 
الأرض زلزالها عدة مرات» وكان مولانا يعانى شدة المرض وأفاق قليلا » فقال : 
'"الأرض جائعة وعما قليل سوف تظفر بلقمة دسمة وبعدها تسكن" واشتد به 
المرض » وكان مريدون المتحلقون حوله يعزونه بأشعاره : 

العشاق الاين يموتون على وعى 

يموتون أمام المعشوق وكأنهم السكرا") 
وقليلا قليلا يذوبون فى رحمة الحق الأبدية : 

أيتها الطيور » وأنتم الآن منفصلون عن أقفاصكم 

أظهروا وجوهكم وقولوا : أين نبتم 

ويا من ولدتم عتدما وصلتم إلى الموت 

هذا هو الميلاد الثائى ٠»‏ ألا فلتولدوا فلتولدوا”") 
وعجز طبيبه " أكمل الدين" عن تشخيص الداء » وكانت الزلازل مستمرة » ومع 
ذلك توافد الناس على قونيه لإلقاء النظرة الأخيرة على شيخهم المحتضر . وفى 
النهاية حان الأجل غروب يوم الخامس من جمادى الآخرة سنة 1925 للهجرة/ 


0 غزل / 4075 , 


0 غزل / كك 


ةا م 


السابع عشر من ديسمبر سنة 177 » وفى تلك الليلة قام الرفاق بآخر خدمة ٠‏ 
وفى صباح اليوم التالى حمل جثمانه الطاهر ملفوفا فى فرجية. وكان زحام 
اضطر معه العسس إلى استخدام السيوف والهراوات » كان القوم من كل صنف 
ومن كل جنس ومن كل ملة ومن كل دين ؛ كان الحاخامات يقرأون التوراة 
والمسيحيون يقرأون الإنجيل » وعزفت المزامير والنايات وآلات الرباب » ودقت 
المزاهر والنقارات » ووصات الجثة التى خرجت من الفجر إلى الجبانة قرب 
الكرودة + ووصييت على اسن '» والتتدهي لذن الدين التوزدؤي لصباذة الجدازةء 
فغاب عن الوعى برهة ثم أفاق وأدى واجبه » وعندما وورى الجثمان التراب 
كانت الشمس' تكزب والأقق مخضبا بالنم + وانتهت حيناة:مولآنا تجلال الدين »> 
محمد بن محمد بهاء الدين الخطيبى البكرى » حياة عشق وفن وموسيقى ورأفة 
بالخلق ؛ وتمجيد للإنسان » ومحاولة للنهوض به من سجن الطين والشهوات 
للتحليق فى مقامات لا يسمو إليها إدراك الملائكة » ومن بعده مات قطه الأليف 
حزنا عليه بعد أن أمتنع عن الطعام والشراب أسبوعاً بعد وفاته فكفنته ملكة 
خاتون ابنة مولانا ودفنته إلى جوار قبر والدهالا . وبعد وفاته بفثرة بنى 
علم الدين قيصر مسجده المسمى بالقبة الخضرا! (بالعربية حتى عند الفرس 
والأتراك) وعلى مزاره نقش غزل له بالكامل عن الموت : 


فى يوم وفاتى عندما يسيرون بنعشسى لاتظن أنسى متألم لفسراق هذا العالم 
فلا تبك من أجلى ولا تقل وأسفاه وا أسفاه فوقوعك فى مخيض الشيطان مدعاة للأسف 
وعندما ترى نعشى لا تصرخ : الفراق فوصالى هو فى هذا الزم.ان ولقائى 
وحين أودع القبر لا تقل الوداع الوداع فالقبر هو حججساب على مجمع الجنان”") 


'/الوصف مع بعض اللصرف : كولبنارلى م1 -,؟؟ والذى اختصره عن الأفلاكىوس بهسالار : 


لل غزل/ ٠١5‏ 


او بت 


مقدمة مولانا : هذا كتاب المثتوى » وهو أصل أصول الدين في كشف أسرار 
الوصول واليقين » وهو فقه الله الأكبر » وشرع الله الأزهر وبرهان الله الأظهر » 
'مثل نوره كمشكاة فيها مصباح " , يشرق إشراقا أنور من الإصباح » وهو جنان 
الجنان ذو العيون والأغصان » منها عين تسمى عند أبناء السبيل سلسبيلا وعند 
أصحاب المقامات والكرامات خير مقاما وأحسن مقيلا .. الأبرار فيه يأكلون 
ويشربون ٠‏ والأحرار فيه يمرحون ويطربون » وهو كنيل مصر شراب للصابرين 
وحسرة على آل فرعون والكافرين » كما قال " يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا ". 
وإنه شفاء الصدور وجلاء الأحزان وكشاف القرآن وسعة الأرزاق وتطييب الأخلاق 
"بأيدى سفرة كرام بررة ' » يتمتعون بأن ' لا يمسه إلا المطهرون " ؛ " تنزيل من 
رب العالمين " ؛ " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه " »؛ والله يرصده 
ويرقبه » وهو "خير حافظا وهو أرحم الراحمين ' » وله ألقاب أخر لقبه الله تعالى " 
بها " واقتصرنا على القليل » والقليل يدل على الكثير » والجرعة تدل على الغدير ؛ 
والحفدة تدل تغلي البيذن الكيين. + 

يقول العيد الضعيف المحتاج إلى رحمة الله تعالى محمد بن محمد بن الحسين البلخى 
تقبل الله منه : إجتهدت في تطويل المنظوم المتنوى المشتمل على الغرائب 
والنوادر وغرر المقالات ودرر الدلالات وطريقة الزهاد وحديقة العباد » قصيرة 
المبانى » كثيرة المعانى » لاستدعاء سيدى وسندى ومعتمدى ومكان الروح من 
جسدى وذخيرة يومى وغدى » وهو الشيخ قدوة العارفين » إمام الهدى واليفين ١‏ 
مغيث الورى ٠‏ أمين القلوب والنهى » وديعة الله من خليقته » وصفوته فى بريته 
ووصاياه لنبيه وحبناياه عند صفيه » مفتاح خزائن العرش وأمين كنوز الفرش » 


##مم ل 


أبو الفضائل حسام الحق والدين حسن بن محمد بن حسن المعروف بابن أخى ترك » 
بايزيد الوقت » جنيد الزمان » صديق بن صديق بن صديق رضى الله عنه وعنهم ٠‏ 
الأرموى الأصل المنتسب إلى الشيخ المكرم بما قال [ أمسيت كرديا وأصبحت 
عربيا] - قدس الله روحه وأرواح أخلافه - فنعم السلف ونعم الخلف ؛ له نسب 
ألقت عليه الشمس رداءها وأرخت النجوم لديه أضواءها » لم يزل فناؤهم قبلة الإقبال 
يتوجه إليه بنو الولاة » وكعبة الآمال يطوف بها وفود العفاة » ولايزال كذلك ما طلع 
نجم وذر شارق » ليكون معتصما لأولى البصائر الربانيين الروحانيين السمائيين 
العرشيين النوريين؛ السكوت النظار والغيب الحضار » الملوك تحت الأطمار » 
أشراف القبايل » أصحاب الفضايل » أنتوار الدلايل .. آمين يارب العالمين » وهذا 
دعاء لا يرد » فإنه دعاء لأصناف البرية شامل ؛ والحمد لله وحده وصلى الله على 
سيدنا محمد وآله وعترته وحسبنا الله ونعم الوكيل . 


- استمع إلى هذا الناى يأخذ فى الشكاية » ومن الفرقات يمضي فى 
الحكاهييبة. 
-متكية أن كان سن المتعحايه إتقيلا تح حصي + مجح الرجتال 


-< تجح شهدرا يوز تيه اللعصعمحر 1 فى أبث قحو الام 
الك 

- كل من ييقفى بعيدا عن أصوله. لايزال يروم يام 
وصالاهه. 

مكوشويحتا] محوس وتعج ان يعد ويا لشيس 
وللسعيد. 

- ظن كل امرىء أن صار رفيقى ء لكنسه لم يبحث من 
داخلى عن أسرارى. 

- وليس سم رى ببعيد عن نواحى ء لكن العين والأذن قد 


ريعي ا لور 
- وليس الجسد مستورا عن الروح ولا الروح مستورة عن الجسد » لكن أحدا لم 
يؤذن له بمعاينة الروح . 
- وإن هذا الآنين نار وليس هواء »ء وكل من ليست لديه هذه النار ليكن 


ههيداءا. 
والأعرونان المشو نش الغ الامففتن الالحتتاف. > شاوحا العقاق هر ادن 
سرى فى الخمسر. 


اام" ب 


- والناى صديق لكل من إفترق عن أليفنه ؛ ولقد مزقت أتنغامسه الحجب 


عنا. 
- فمن رأى كالنائى سما وترياقا ؟ » ومن رأى كالناى نجيا 
ومشتاقا ؟. 


- إن الناى يتحدث عن الطريق الملىء بالدماء » والناى هو الذى يروى قصص 
عشق المجنون )١(.‏ 

- وهذا الوعى محرم إلا على من فقد وعيه » كما أنه لا مشتر للسان 
إلا الأذن (؟) . 

6- لقدصارت الأيام تسعى فى أحزاننا بغير وقت » وأصبحت قرينة 
للأحزان والمحن . 

- فإن مضت الأيام فقل لها إذهبى ولا خوف »؛ ولتبق أنت يامن لا مثيل لك في 
الطهر. 

- ولقد مل هذا الماء من ليس بحوته » وطويل يوم من لا قوت له 
منه., 

- إن أحوال الكمل العارفين لايدركها فج ساذج » ومن ثم ينبغى أن نقصر الكلام .. 
فسلاما. 

) شده١555 تهران خريف‎ ١١ ص ” من طبعة‎ ١ فى نسخفة جعفرى ويرمز لها فيما بعدب ج ( مجلد‎ )١( 
: أربعة أبيات زائدة ووردت فى الكتاب السادس من المثنوى وهى‎ 

- إن لنا فمين ناطقين كالناى ؛ وأحدهما مختف بين شفتي 1 

- وأحد الفمين نائح أمامكم » وألقى بضجيجه فى السماء . - لكى يعلم من هو من ذوى الشهود ؛ أن الضجيج هنا 
أصله من هناك .- وضجيج هذا الناى من أنفاسه » وضجيج الروح من صيحات وجده . 

(') ج / 5-١‏ : وإن لم يكن للناى من ثمر ؛ لما مل الدنيا بالشهد . 


لام ابد 


للذهب ؟ . 

-٠‏ وإتك إن تصب البحصر فى إناء » فكم يسع ؟ نصيبا يكفيك ليوم 
واحعد 

- وإن آنية أعين الحريصين لم تمتلىء قط » وما لم يقنع الصدف لايمتلىء 
تالوج 


- وكل من مزق ثوبه من عشق ما .ء فقد برىء تماما من الحرص ومن كل 
لكوت 

- ولتسعد إذن أيها العشق الطيب ؛» يا هوسنا ء يا طبيبا لكل عللغنا. 
- يا دواءً لكبريائغفا وعنجهيتتا » يامن أنت لنا بمثابة افلاطسون 
وجالينوس . 

© - لقد سما الجسد الترابى من العشق حتى الأفلاك » وحتى الجبل بدأ فى 


الإكفن نكت :: 
- أيها العاشق » لقد حل العشق بروح طور سيناء » فثمل الطور وخر موسى 
صعقار١)‏ 


- لكن كل من إفترق عمن يتحدثون لغتته ء ظل بلا لسان » وإن كان لديه 


)١(‏ ج / :5-١‏ إن السر مختبىء فى وترى الجهير والخفيض ؛ وإن بحت به حطمث العاللم. 
- وما يقوله الناى فى هذين البابين » إن أفصحت عنه صار العالم خرابا . 


اللا 


- والورد عندما مضى " أوانه" وماتت روضته ؛ فلن تسمع البلبل بعد يروى 


سيرته . )١(‏ 
.*- والكل معشوق » والعاشق مجرد حجاب » والمعشوق حى » والعاشق 
إلى موث . 


- ولو لم يقم العشق برعايته » يبقى كطائر بلا جناح » ويل له . (5) 
-فكيف يكون لى علم بما أمامى وبما ورائى » إن لم يكن نور حبيبى أمامى 
ووراثتى .(") 

- إن العشق يريد أن يصدر منى هذا الشعر »ء وإن لم تكن المرآة منبئة فماذا 


- أقدرى لماذا لا تنبىء مرآتك ؟ ذلك لأن الصدأ لم يمجل عن 
وجهها.(؛). 


)١(‏ ج/١-4:‏ - عندما مضى أوان الورد وصارت الروضة خرابا .. فمن أين تبحث عن رائحة 
الورد ؟ من الجلاب ؟ ! 

(؟) ج :4-1١/‏ - إن أجنحتنا وقوادمنا فى وهق عشقه ء تجذبنا من نواصينا إلى حى الحبيب . 
(؟) ج / :4-١‏ - ونوره من يمين ومن يسار ومن تحت ومن فوق » فوق رأسى كالتاج وحول 
رقبتى كالطوق . 

(5) ج :4-١/‏ - والمرآة التى جملى عنها الصدأ » مليئة بأشغة نور شمس الله - فامض » وامح 
الصدأ عن وجهها ؛ ثم أدرك بعد ذلك ذلك النور . - واستمع إلى هذه الحقيقة بأذن القلب » حتى 


تنجو تماما من أدران الجبمد . - وإن كنت تفهم فاسمح للروح بالطريق ٠‏ ثم اخط فى الطريق 


2 لس > 


عشق الملك لجارية مريضة وتدبيره 
ينأبم ل شقائها 

"- استمعوا أيها الأصدقاء إلى هذه الحكاية ه إنها فى الحقيفة تصنية 
لأ حوالنا . )١(‏ . 
- كان هناك أحد الملوك فيما مضى من الزمان » كان قد جمع ملك الدنيا 
وملك الدين . 
- واتفق أن ركب الملك مع خواصه ء ذات يوم من أجل الصيد . 
- ورأى الملك جاريبة فى طريقفه ؛ء فصار غلاما لها ذلك الملك . (؟) . 
- وعندما أخذ طائر روحه يتخبط فى قفص " جسده " » دفع المال واشترى تلك 
الجارية. 
45- وعندما اشتراها وقر عيناء شاء القضاء أن تسقط تلك الجارية 
مريضة. 
-لقد كان عند أحدهم حمار ولم يكن لديه سرج له » وعندما وجد السرج اختطف 
الذئب الحمار . 
- وكان لديه الإناء ولم يكن يحصل على الماء ؛ ولما حصل على الماء انكسر 
الإناء. 


. وإذا أدركنا أمرنا على حقيقتة » استفدنا من الدنيا والآخرة‎ - : 75-١ ج/‎ ) ١( 


(؟) ج/ 7-١‏ : - كان يسعى فى أثر صيد فى الجبل والوادى ؛ فسقط بغتة صيدا فى شبك 
العشق . 


اهم ب 


-وجمع الملك الأطباء عن يمين وبسان »ء وقال : إن روح كل منا أمانة بين 
أيديكم . 

- والأمر بالنسبة لروحى أنا سهل » لكنها روح روحى » فأنا مريض مهدم وهى 
دوائى . 

- وكل من يكتشف العلاج الناجع لروحى » فله منى الكنوز والدر والمرجان . 

الأمر. 

- فكل واحد منا مسيح عص ره وأوانه » ولكل ألم عندنا مايصلح من دواء . 

- ولم يقولوا " بمشيئة الله " بطرا من عند أنفسمهم ء ومن ثم أبدى لهم الله 
- وما أقصده أن ترك الاستثناء من قبيل القسوة » وليس الأمر بالقول » فالقول 
عرض من الأعراض . 

- وكثيرون هم الذين لم ينطقوا بهذه العبارة » لكنها تكون مقترنة بأرواحهم 
إقترانا . 

- ومهما بذلوا من علاج ومن دواء » زاد فى المرض » ولم يجعل حاجتهم 
مقضبية . 

-فصارت الجارية من مرضها فى نحول الشعرة » وجرت عين الملك بالدموع 
الدامية . 

- لقد شاء القضاء أن يؤدى كل علاج إلى عكس مفعوله » فالخل بالعسل زاد فى 
الصفراء وزيت اللوز أدى إلى الإمساك . !! 


- والإهليلج أدى إلى إنقباض المعدة بحيث فندت طبيعتها ؛ والماء صار مددا 
لنار " الجوف " وكأنه النفط . )١(‏ . 

ظهور عجز الحكماء عن معالجة الجارية واتجاة 

الملك إلى الحضرة الإلهية ورؤيته أحد الأولياء 

فوالقنوم 

ه»- وعندما رأى الملك عجبز الحكماء 2 أسرع إلى المسجد 
حاهاأا. 
- ودخل المسجد » واتجه صوب المحراب » وأصبح موضع سجوده مبللا من 
دمع ةهة. 
- وعندما عاد إلى وعيه من استغراقه فئ: الفناء » انطلق بلسان فصيح فى 
التحميد والدعاء ؛ 
- قائلا : يا من أقل عطية من عطاياك ملك الدنيا , ماذا أقول وأنت العالم 
بالمر .؟() 
- ويا من أنت الملجأ على الدوام لحاجاتنا » لقد أخطأنا الطريق مرة ثانية. 
6- لكنك قلت : وبالرغم من أنى أعرف سرك ٠‏ هيا إجعله سريعا واضحا 
عليك !! 


)١(‏ ج/ 78-١‏ : زاد ضعف قلبها وقل نومها ؛ وزاد إحمرار عينيها والقلب ملىء بالغم وال لم 
سس -- --وما وصفه الأطباء من شراب وأدوية ووصفات ؛ ضيع كرامتهم تماما 
5 ج/40-: ‏ إن أحوالنا وأحوال هؤلاء الأطباء سواء بسواء ؛ تكون بلا قيمة أمام لطفك 
الحيناه.. 


55 غ١‎ 


- وعندما صرخ صرخة من أعماق الروح » بدأ بحر العطاء فى الجيشان 
- وبينما هو فى بكائه غلبه لان وم » فرأى شيخا فى ما يراه النائم . 

- وقال له : أيها الملك » بشرا ك » حاجتك مقضية .» إذ يأتيك غدا من لدنا 
غريب . 

- وعندما يأتيك فهو حكيم حاذق » واعلم أنه صادق » لأ نه بالفعل أمين وصادق . 
5- وانلر فى علاجه إلى السحر المطلق ؛ وانقفر فى ما يمزجه من 
دواء إلى قدرة الحق !! 

- وعنما حل الموعد وطلع النهار » وبزغت الشمس من المشرق حارقة 
للأنصسم. 

- كان الملك منتظرا فى الشرفة » حتى يتحقق مما أبدى له من سر. 

- فرأى شخصا فاضلا وقورا ء شمسا ( بازغة ) فى قلب النضفل . 

- كان يقترب من بعيد وكأنه الهلال » كان عدما ووجودا ... كأنه الخيال . 
-٠‏ إن الخيال يكون كالعدم بالنسبة للنفس » فانظر إلى عالم بأكمله قائم على 
خيال. 

- فصلحهم وحربهم قائمان على خيال » وفخرهم وعارهم مستندان على 
خيال. 

- وتلك الخيالات التى هى فخاخ الأولياء »ء هى إنعكاس لحسان بستان 
الله . 


د لاع عه 


- وذلك الخيال الذى رآه الملك فى النوم , كان يتجلى فى طلعة الضيف )١(.‏ 
- وتقدم الملك بدلا من الحجاب نحو ذلك الضيف القادم إليه من الغيب . (؟) 
©- وكلاهما ينتمى إلى هذا البحر تعلما السباحة فيه ؛ وروحاهما متصلتان 
دون رتق (5) . 
- قال ( الملك ) : لقد كنت أنت محبوبى لا تلك الجارية » لكن الأمور فى هذه 
الدنيا تفضى إلى بعضها؛ 
- يامن أنت لى كالمصطفى أنا لك كعمر ؛ فلأ شمر عن ثيابى فى خدمتك . 
سوال الله ولى التوفيق إلى رعاية الأدب 

فو كل الأحوال وبيان وخامة ترك الأدب ومضاره 
- إننا نس أل الله التوفيق إلى الأدب » فمن لا أدب عنده صار محروما من لطف 
الرب . 
- وما أساء عديم الأدب إلى نفسه فحسب »؛ بل أضرم النار فى كل الآأفاق . 
٠‏ كانت هناك مائدة تنزل من السمساء ء بلا شراء ولا بيع ولا مساومة 
أو قيل وقال . 


(١)ج/ 45-١‏ : - لقد كان نور الحق ظاهرا فى ذلك الولى ؛ فكن حسن الرؤية إ ذا كنت من 
أهل القلوب . 

- وعندما ظهر ولى الحق ذاك من بعيد ؛ كان النور ينبعث من قمة رأسه إلى أخمص قدميه ٠‏ 
(؟) ج / -١‏ 47: - وعندما استقبل ضيف الغيب ؛ كان كالسكر الذى مزج بالورد 

(*) ج / 85-١‏ : - كان أ حدهما كالظمآ ن والآخر كالماء ؛ وكان أحدهما كالثمل والآخر 
كالخمر . 


خا ل 


-وكان هناك عدد من معدومى الأدب بين قوم موسى ٠»‏ فقالوا : أين الفوم والعدس ؟ 
- فاتقطعت مائدة السساء وخبزها ء وبقى لنا شقاء الزراعة والفأس 
والمنجل !! 

- ثم إن عيسى عندما تشفع لهم ٠‏ أرسل إلينا الغنيمة والمائدة 
الحاضسرة .)١(‏ 

- فترك الوقحاء الأدب » وأخذوا كالمتسولين يتخاطفون قطع اللحم . 

6- فلامهم عيسى قائلا : إنها دائمة .... ولن تنقطع عن الأرض . 

- إن ممارسة سوء الظن وإبداء الحرص » تكون من قبيل الكفران أمام مائدة 
العظيم . 

- وبسبب أولئك العمى الذين يملكون وجوها كوجوه الشحاذين » أغلق أمامهم ذلك 
الباب من أبواب الرحمة. 

- فالسحاب يشح بالمطر نتيجة لمن ع الزكاة » ومن الزنا ينتشر الوبساء فى 
أنجاء البلاد . 

- وكل ما يحيق بك من أضرار وأحزان » نتيجة لانعدام الخشية والتوقح . 

-١‏ وكل من يبدى عدم الخشية فى طريق الحبيب ٠‏ ليس رجلا .. بل قاطع 
لطريق الرجال . 

- ومن الأأادب صار هذا الفلك مليئا بالنور » ومن الأدب يكون المتلك 
معصوما طاهرا . 


. فعادت المائدة إلى النزول من السماء » عندما دعا قائلا أنزل علينا مائدة‎ - : 159-1١ ج/‎ )١( 


دعع ا د 


- ومن الوقاحة حاق الكسوف بالشمس » وصار عزازيل من جرأته مبعدا 
مطرودا 0( 
لقاءالملكمع ذلك الو له الذي أبدى له فى النوم 


- فت حزراعيهوعانئقفه؛ واحتوا ه بقلبه وروحه وكأنه 
العشق (؟). 

- وطفق يقبل يده وجبهته » ويسأله عن موطنه وطريقه . 

© -وظل يصحبه حتى صدر ( المجلس ) وهو يسأله ء وقال له : لقد وقعت 
على كر اكن بالنين : 

- وقال : يانور الحق ويادفعا للحرج أنت مصداق الصبر مفتاح الفرج . (") 
جرس قاف سات كلفد 5ل اسفن لوبي السجسل يذ فيل 
أو قال. 


- إنك ترجما ن لكل ما هو موجود فى القلب » وأنت آأخذ بيد كل من قدمه فى 


الطين . 
- " مرحبايا مجتبى يا مرتضى» إن تغب جاء القضا ضاق 
الفضا 





(1) ج / ١‏ -44: - وكل من يبدى الوقاحة فى الطريق ؛ يصبح غريقا فى وادى الحيرة - هيا وأ تمم 
الحديث عن الملك وضيفه » فليس لهذا الكلام من نهاية ٠‏ 

(؟) ج/١-١١١:عندما‏ تقدم الملك من ضيفه » كان ملكا لكنه ذهب ليه بمسكنة شديدة. 

(*) ج/١-١٠٠:‏ إن الصبرمر لكن عاقبته أنه يمنح ثمرة شديدة النفع . 


هع د 


1 - أنت مولى القوم من لا يشتهى ؛ قد ردى كلا لئن لم ينتتهىو( )١‏ 
-عندما انتهى المجلس ورفعت مائدة الكرم » أخذ بيده وقاده إلى الحرم 
اصطماب الملك ذلك الطبيب إلى فراش المريضة ليفخصها 
الك قفن غليه .ماجرئ للمريخسة ومرضهاء ثم أجلسة من بعد ذلك إليها : 
- فجس النبض ٠‏ وطالع لون الوجه » وفحص قارورة البول » كما سمع علامات 
المرض وماصحبه (من أعراض) . 
- وقال : إن كل علاج قاموا به لم يكن إصلاحا » بل كان تخريبا . 
- لقد كانوا عن حال الباطن غافلين » " أستعيذ الله مما يفترون " . 
- وأدرك سر الألم » وانكشف له المستور ء لكنه كتمه ولم يبح به للسلطان . 
- لم يكن تعبها من الصفراء أو من السوداء » فرائحة كل حطب ( يحترق) تبدو من 
دخانه . 
- لقد أدرك من تأوهها أنه تأوه القلب » فالبدن معافى ؛ لكنها عليلة القلب . 
- والعشق بين من مرض القلب . ولا مرض هنأك مثل مرض القلب . 
4ت وغهلة العاشق غير رقية العلل + فالعشق نهو لاسر لان لأساو الف : 
- والعشق سواء من هذه الناحية أو من تلك الناحية ٠‏ إنما يقودنا فى النهاية إلى تلك 
التاخقة ب 
- وكل ما أقوله شرحا وبيانا للعشق ؛ أخجل منه عندما أصل إلى العشق نفسه . 
- وبالرغم من أن تفسير اللسان موضح ومبين » لكن العشق أكثر وضوحا دون لسان. 


. بالعربية فى المتن‎ )١( 


ا - 


- ومهما كان القلم مسرعا فى الكتابة » فإنه عندما وصل إلى العشق تحطم وصار 
بددا )١(.‏ 

5 - والعقل فى شرحه عجز كحمار فى وحل » فشرح العشق إحساس يتحدث به 
العشق نفسه . 

- والشمس تكون دليلا على الشمس ٠‏ فإن أعوزك الدليل » لاتشح عنها بالوجه . 
-والظل وإن كان يدل عليها ٠‏ إلا أنها فى كل لحظة تنشر نورا من أنوار الروح . 
- والظل يأتى بالنوم وكأنه السمر ؛» وعندما تسطع الشمس ينشق القمر . 

- وليس هناك من غريب فى هذا العالم مثل الشمس » لكن شمس الروح باقية فليس 
لها من أمس . 

٠‏ - وبالرغم من أن الشمس الخارجة عن (الذات ) وحيدة فى بابها » إلا أنه يمكن 
تصوير مثلها . 

- لكن الشمس التى منها أبدع الأثير ؛ لا يكون لها نظير فى الذهن أو خارج الذات . 
- فأنى للتصور استيعاب ذاته ؟ بحيث يمكن له أن يتصور مثلها . 

- وعندما تطرق الحديث إلى طلعة شمس الدين البهية » توارت شمس الفلك الرابع 
بالحجاب . (؟) 

- ومن الواجب ما دام إسمه قد ذكر » أن تقدم رمزا من رموز إنعامه . 

نع ل دراه سوصصارر سل كن إن سف هذا الحال ٠‏ تحطم القلم وتمزقت الأوراق على 
السواء 


(؟) ج ٠٠5 -١/‏ : شمس الدين التبريزى الذى هو نور مطلق .. هو شمس من أنوار الحق . 


عارات 


إن هذا النفس قد أمسك بتلابيب روحى ء فقد وجدت فيه رائحصة 
قميص يوسف . 

- قائلا : بحق صحبة السنين » هلا أعدت على مسامعنا رمزا من ألوان السعادة ؟ 
- حتى تصبح السماء ضاحكة والأرض ضاحكة ؛ وحتى تكون قوة العفل والروح 
أضعافا مضاعفة.(١)‏ (؟) 

- " لاتكلفنى فإنى فى الققفاء كلت أفهامى فلا أنغفلى ثنا 

- كل شىء قاله غير المفيق » إن تصلف أو تكلف لا يليق " (”") (4) ٠‏ 

- وماذا أقول ؟ وليس فى عرق فى وعيه . عن ذلك الحبيب الذى لا نظير 
له . (ه) 

- فاترك الآن تفسير هذا الهجران وهذه المشفة إلى وقت آخر . 

- " قال أطعمنى فإنى جائنع ؛ واعتجل فالوقت سيف قااطلع"(١)‏ 

- والصوفى هو إبن الوقت أيها الرفيق » وليس قول غدا من شرط الطريق . 

- ألست أنت نفسك رجلا صوفيا ؟ فاعلم إذن أن من النسيئة يحيق العدم 
بالموجود . 


(١)حرفيا‏ : مائة ضعف . 
)١(‏ ج//١5-1١٠:‏ - قلت يا نائيا عن الحبيب » أأنت كمريض ناء عن الطبيب ؟ 
(؟) بالعربية فى المتن . 
(4) ج/ ٠١65-١‏ : وكل ما يقوله لما لم يكن موافقا » ويكون تكلفا لا يليق ثماما . 
(د)ج/ ١1-١‏ : - إن الثناء منى هو ترك الثناء » فهو دليل على وجودى ووجودى ذنب . 
(1) بالعربية فى المتن . 


- 00 


- قلت : من الأفضل أن يكتم سر ا لحبيب ؛ فاستمع إليه من خلال 


الحكابة. 
- ومن الأفضل لأسرار الأحبة » أن ترد خلال أحاديث الآخرين . 


- قال : تحدث حديئنا صريح ا مباشرا ء ولا تتدخل أنت .. هيا يا صاحب 

الأفضال . 

- ولترفع الحجب ولتتحدث حديثا صريحا ؛ فلست أطيق حسناء تتستر بملابسبها 

- قلت : لو أنها انكشفت عيانا ء فلن تبقى أنت ولا عناقك .. ولا ما بيننا. 

6- فاشت هه ... لكن في حدود ؛ فإن القشنة لا تتحمل الجبل . 

- والشمس التى أضاءت هذا العالم » إن إقتربت قليلا أحرقته كله )١(‏ . 

- ولا تطلب الفتنة والتمرد وسفك الدماء » ولا تتحدث أكثر من هذا عن شمس 

الدين التبريزى . 

- ولا آخر لهذا الأمر فتحدث عن البداية ء وعد وقص علينا بقية الحكاية 
طلب ذلك الولى خلوة من الملك من أجل إدراك مرض الجارية 

0س( 

- قال : أيها الملك فلتخل المكقان ؛ ولتبعد الأقرباء والغرباء على السواء . 

6- ولا ينصتن أحد فى الممرات » وذلك حتى أسأل هذه الجارية عن بعض 

الأشياء .(5) . 


(0)ج/ ٠١7-5١‏ : - حتى لا يصير القلب دما وثنفلت الروح من الجسد » ضم شفتيك الآن واغخمض 
(*) ج / 115-1١‏ : - وعندما سمع الحكيم ذلك الكلام » صار بباطنه شريكا للملك فى همه . 
(5) ج/1- 51 : -أخلى الملك المكان وخ رج ؛ ليس أل الطبيب الجارية عن أحوالها . 


هع - 


- وخلا المنزل إلا من الطبيب والمريضة فلا ديار واحد . 

- واستدرجها فى الحديث قائلا : أين موطنك ؟ فإن علاج كل مدينة يختلف عن 
الأخرى . 

-ومن هم أقاربك فى هذه المدينة ؟ ومع من كانت ألفتك وعلقتك ؟ 

٠-‏ ووضع يده على نبضها » وأحذ يسأل عنها واحدة بعد أخرى » وعما حاق بها 
من جور الفلك . . 

- وعندما تنغرس شوكة فى قدم أحد » فإنه يضع قدمه على ركبته . 
- ولا يزال فكره يبحث عن طرف تلك الشوكة . وإن لم يجدها يبلل موضع 
( الألم ) بلعابه . 

- وإذا كانت شوكة القدم صعبة المنال إلى هذا الحد » فكيف تكون الشوكة فى 
القلب ؟ أجب 

- وإذا كان كل خسيس يرى شوكة القلب » فمتى كانت للأحزان سطوة على 


أحد ؟ 
- وإذا غرس أحدهم شوكة تحت ذيل حمار » ولا يستطيع لها دفعا » لا يفتأ يقفز 
و'يبرطع '. 


- إنه يقفز فيشتد انغراس تلك الشوكة ؛ إذ يجب أن يكون هناك عاقل لينتزعها 
- والحمار من أجل أن يتخلص من الشوكة » ومن حرقته وألمه » يبرطع فيجرح 





(1)ج/115-1 :- ومتى يدفع ذلك الرفس . الشوكة خارجا ؛ إنما يلزمها حاذق يضع يده على موضعها . 


- وأخذ مسامرا يسأل تلك الجارية عن أحوال أصدقائها . 
- وأخذت هى تفضى للحكيم بما لديها من أنباء عن موطنها وسادتها ومدينتها 


ومسكتها . 
-٠‏ كان يسلم أذنيه لما تفصه عليه » لكن كل انتباهه كان منصبا على نبضها 
وحركته. 


- وذلك ليدرك عند أى اسم سيسرع نبضها . فإنه هو الذى يكون مقصودها من 
الديا. 

- وأحصت أصدقاءها فى موطنها عددا » فذكر الحكيم اسم مدينة أخرى . 

- وسألها : عندما غادرت موطنك .. أى المدن كانت إقامتك فيها أكثر من غيرها ؟ 
- فذكرت اسم مدينة ومر عليها » لأن نبضها ولونها لم يتغيرا. 

5- وتحدثتت عن المدن وسادتها فيها واحدة بعد الأخرى .. عن مقامها فيها 
- وتحدثت عن المدن مدينة بعد مدينة ودارا بعد دار » ولم يتحرك عرقها أو يشحب 
وجهها . 

- وظل نبضها على حاله لم يتغير » حتى سألها عن سمرقف د الحلوة 
كالسكر . )١(‏ 

- فأسرع نبضها ء واحمر لونها ثم شحب ؛ وذلك لأنها فارقت الصائغ السمرقندى . 


(١)ج/١ --١119/-‏ فتأوهت تلك الحسناء بحزن ؛ وسال الدمع من عينيها جدولا . - وقالت ؛ لقد أتى بى أحد التجار 
إلى تلك المديئة واشترانى صائغ فيها.- وعشت فى كنفه ستة أشير ثم باعنى ؛ وعندئذ تضرج وجهها بنار الحزن . 


- م١‎ 


-وعندما علم الحكيم ذلك السر عن مريضته » أدرك أصل الألم والبلاء . 

- وسألها : فى أى حى كان يعيش وأى شارع ؟ قالت : على رأس قنطرة 
غاتفر . )١(‏ . 

- فقال : عرفت مرضك وسرعان ما أبدى فى شفائك صنوف السحر .. 

- فلتسعدى ولتهنئى ولتطيبى خاطرا » فسوف أفعل بك ما تفعله الأمظار فى الرياض 
- وسوف أحمل همك » فلا تحملى هما » وأنا أكثر شفقة عليك من مائة أب . 

- لكن » حذار حذار وإياك أن تبوحى بهذا السر لأحد مهما فتش الملك عن أمرك. 
© - وعندما يكون قلبك قبرا لسرك » فإنك سرعان ما تنالين مقصودك . 

- إذ قال الرسول عليه السلام : كل من كتم سره سرعان ما وصل إلى مقصوده . 
-فالحبة عندما تختبىء فى باطن الأرض » يصبح سرها خض رة فى البستان . 

- وإذا لم يكن الذهب والفضة مكنونين » فمتى كان لهما أن يتكونا فى أعماق 
المنجم ؟ 

- إن وعود ذلك الحكيم واللطف الذى أبداه » جعلت الجارية آمنة من الخوف . 

- والوعود إن كانت صادقة تكون مقبولة لدى القلب » وإن كانت مجرد وعود 
فهى تزيل القلق والاضطراب . 

- ووعود أهل الكرم كنز لا يفقفنى » ووعود الأخساء عناء للنفس . (؟) 


. قال ذلك الحكيم المصيب لتلك الجارية آنذاك : الآن نجوت من العذاب‎ -:117-١ ج/‎ )١( 
(؟) ج/١1--118--: وينبغى الوفاء بالوعود تماما » وإلا كنت سخيفا ساذنجا.‎ 


زم د 


إدراك ذلك الولو للمرض وعرضه الأمر علي الملك 
00( 
- ثم نهض بعد ذلك وذهب إلى الملك وأخبره بشىء عن ذلك الأمر . (؟) 
- وقال له : الرأى أن نحمضر ذلك الرجل من أجل علاج ذلك المرض . (*) 
- إستدع الصائغ من تلك المدينة البعيدة » واستدرجه بالخلعة والذهب . (4) 
65- وعندما سمع السلطان قول الحكيم ٠‏ تقبل نصيحته بالروح والقلب . (5) . 
انفاذ الملك الرسل إلى سمرقند لإحضار الصائغ 
- أرسل الملك رسولين إلى تلك الناحية ء متميزين بالحذق والكفاءة ومن 
العدول . 
- ووصل هذان الأميران إلى سمرقند » مبشريان ذلك الصائغ من قبل الملك 
العظيم. 
- وقالا له : أيها الأستاذ الحاذق ذا المعرفة الكاملة ؛ لقد ذاعت صفاتك فى البلاد. 
- والملك فلان قد اختارك صائغا له » فأنت عظيم فى هذه الحرفة. 


(1)ج/1--177-:-عندما علم ذلك الحكيم الحنون بالسر ١»‏ أدرك تفصيلات مرض الجارية . 

(؟) ج /١-175:-قال‏ الملك : قل لى ماهو التدبير ؟ » وفى هذا الحزن ما لزوم التأخير. 

(*) ج/ :177-١‏ فأرسل رسلا يخبرونه بالأمر . ويأملوه بهذا الفضل والإيثار . 

(4)ج/١157-1:‏ عندما رأى ذلك الفقير الفضة والذهب ٠‏ انفصل عن أهله من جرائهما .- فالذهب يجعل 
العقل مفتونا والها » خاصة بالمفلس الذى يجعله مفتضحا. والذهب وإن كان بالعقل ؛ يأتى به العاقل 
بسهولة ويسر . 

(د) ج /174-1: وقال له إنى طوع أمرك » وفعلك هو فعلى فقم به . 


5م د 


- وهاك هذه الخلعة فخذها . وهاك الذهب والفضة ؛ وعنما تأتى » تصبح من 
خواص الملك وندماتئه. 

- ورأى الرجل الخلعة والمال الكثير » فاغغر »ء وانفصل عن مدينته وعياله ٠‏ 

- وانطلق الرجل سعيدا فى الطريب ق » غافلا عن أن الملك قد دببر 
لهلاكه . 

- وامتطى جوادا عربيا وساقه سعيدا » واعتبر الخلعة ثمنا لدمه . 

- فيا من إنطلقت فى الرحيل برضا شديد » "ما أشبهك " بمن سعى إلى حتفه 
- كان يتخيل الملك والعز والعظسمة ء وقال له عزرائثيل : أجل » إمض » سوف 
تنالها . ْ 

- وعندما وصل من الطريق ذلك الرجل الغريب ٠‏ أدخله الطبيب إلى حضرة الملك 
- وحملوه إلى الملك بالتجلة والإكرام » حتى يحترق أمام تلك الشمعة المنسوبة إلى 
طراز . 

- ورآه الملك فأبدئ له صنوف التعظيم » وسلم إليه خزانة ذهيه )١(.‏ 

-ثم قال له الحكيم : أيها الملك العظيم » هب تلك الجارية لهذا السيد . 
- حتى تشفى الجارية بوصاله » ؤيطفىء ماء وصله تلك النار . 

- فوهبه الملك تلك الحسناء » وقرن بين هذين اللذين يطلب كل منهما وصل الآخر 


)١(‏ ج/ 5-١‏ 17: وأمره أن يصصئع من الذهب الأساور والأطواق والخلاخيل والأحزمة . ومن أنواع الأوانى 
ما لاحصرله ٠‏ بما يليق بمجلس أنس الملك . وأخذ الرجل الذهب وانشغل بعمله » غا فلا عن ال حوال وعما يحاك 
له. 


> 6ه 


- وأخذ كل منهما ينال وطره من الآخر طيلة ستة أشهر , حتى شفيت تلك الفتاة 
تماما . 

- ثم أعد له من بعد ذلك شرابا » شربه وأخذ يذوب أمام الفتاة . 

- وعندما لم يبق له من المرض جمال ؛» لم تبق روح الفتاة بين حبائلنه . 

5 - وعندما صار قبيحا مريضا شاحب الوجه » أخذ حبه فى قلبها يبرد قليلا قليلا 
- إن أنواع العشق التى تكون من أجل اللون » لا تكون عشّْقا » بل عاقبتها العار . 

- وليت هذا العار كان قد انتهى دفعة واحدة » حتى لا يحيق به سوء القضاء . 

- لقد سال الدم من عينيه اللتين كالجدول » فقد كان وجهه عدوا لروحصه . 

- قفجناح الطاووس عدو له هء وما أكثر الملوك الذين قتلتهم حشمتهم . 

- فقال : أنا ذلك الغزال ... ومن أجل نافجتى » سفك ذلك الصياد دمى النقى . 
- وأنا ذلك الثعلب الصحراوى الذى كمنوا له » وقطعوا رأسه من أجل فرائه . 
- وأنا ذلك الفيل وبطعنة من الفيال سفك دمى من أجل سنى . 

- وذلك الذى قتلنى من أجل من هم دونى » ليس يدرى أن دمى لا إضل . 

- فاليوم على وغدا عليه ء وكيف يضيع هدرا دم مثلى إنسانا . 

- والجدار وإن ألقى خلا ممتدا » فإن هذا الظل يرئد إليه ثانتية. 

- وهذه الدنيا كالجبل وأفعالنا كالنداء » ويرتد إلينا من هذا النداء الصدى . 

- قال هذا ومضى لتوه إلى بطن الأرض ؛ وخلصت تلك الجارية من العشق 
والشقاء. 

- ذلك أن عشق الموتى ليس دائما ء لأن الموتى لا يعودون إلينا . 

- وعشق الحى بالنسبة للروح والبصر ء أكثر نتضرة كل لحظلة من البراعم 


- 668 امه 


- فاختر عشق ذلك الحى فهو باق » ويسقيك الشراب الذى يطيل العمر. 
- واختر عشق ذلك الذى وجد الأنبياء من عشفه الحشمة والعظخمة. 
- ولا تقل لا سبيل لنا إلى حضرة ذلك الملك » فإن الأمور لا تكون صعبة 
مع 'ذى" الكبرياء. 

ببان أن ققل الصائغ ودس السم له كان بإشارة 

إلعمية؛ بهو النفس والفكر التفاسه 
- لم يكن قتل ذلك الرجل على يد الحكيم على سييل الخوف أو الطلمع. 
- ولم يقتله الملك من جراء طبعه ؛ وما لم يأته الأمر والإلهام من 
الإلتمية: 
5- فذلك الغلام الذى قتلنه الخضر ء لم يدرك العوام سر مقتلنه. 
- وذلك الذى يجد من الحق الوحى والجواب ؛ كل ما يأمر به هو " عين " 
الصواب . 
-وذلك الذى يهب الروح يجوز له أن يقتل » فهو نائب الله » ويده يد الله . 
- فضع رأسك أمامه وكأنك إسماعيل ؛ وضح بالروح سعيدا ضاحكا 
أمام سيفه. 
- حتى تبقى روحك ضاحكة إلى الأبد ء مثل روح أحمد الطاهمرة مع 
الأحمد. 
6- إن الملك لم يسفك ذلك الدم شهوة»ء فدعك من سوء الظن ومن 
الجدل. 


- لقد ظننت أنه إرتكب فعلا ددشسا ء ومتى تترك التصفية غشا " فى حال " 
الصفاء ؟! )١(‏ 

- ومن أجل ذلك تكون تلك الرياضة وهذه القسوة " على النفس " » حتى يفصل 
الكو الشواقت عن الفكيتمحية, , 

- ومن أجل ذلك يكون الإمتحان بين الصحيح والزا نف ؛ حتى ليُصهر الذهب 
ليطفو الدخيل فوقه . 


6- ولو لم يكن فعله من إلهام الإاله ؛ لكان كلبا عقورا وليس 
ملكقا. 

- لقد كان طاهرا من الشهوة والحرص والهوى »ء ولقد فعل فعلا حسنا وإن بدى 
- والخضر وإن كان قد خرق السفينة فى البحر » فإن هناك مائة إصلاح فى 
هذا الخرق . 


- ووهم موسى مع كل ما كان له من تور وفضل » صار محجوبا عن ذلك » فلا 
تطر أنت بلا جنا ح . 

- إنه ورد أحمر » فلا تسمه دما » وهو ثمل بالعقل » فلا تصفه بالمجنون . 
- وشهوته إن كانت متجهة إلى دماء المسلمين » أكون لو ذكرت اسمه 
من الكافرين . 

- فإن العرش ليهتز من مدح الشقفى . وبمدحه يسوء ظن المتقى . 


()ج/ -:175-١‏ فدعك من الظن الخطأ يا سىء الظن » واقرأ " إن بعض الظن إثم " 


م اس 


- لقد كان ملكا ء بل كان ملكا شديد الوعى ٠‏ كان من الخواص ... خواص الله 

- وذلك الشخص الذى يقتله مثل هذا الملك » إنما يجذبه نحو الإقبال والدرجة 

الوفيعة: 

- هذا وإن لم تكن ترى نفعه فى قهره » فمتى كان ذلك اللطف المطلق باحكا عن 

القهر ؟ 

5؛- والطفل يرتعد " فرقا " من مبضع الحج م ء بينما تكون الأم المشفقة 

راضية مسرورة . 

- إنه يسلب نصف روح ويهب مائة روح » يهب مالا يتأتى لك فى وهم . 

- إنك تفيس الأمور بنفسك ..لكنك سقطت بعيدا بعيدا » فانظر جيد . )١(‏ . 
فصة البقال والببغاء وسكب الببغاء 


للزيت فى الحماتموت 
- كان هناك أحد البقالين » وكان لديه بيغاء حسن الصوت أخضر اللون » 


- كان مقيما فى الحانوت حارسا له ؛ وكان يفاكه كل التجار . 
- وكان عند مخاطبته البشر ناطقاء كما كان فى تغريد اللبغاوات حاذقا . (؟) 
- فقفز وهرب من صدر الحانوت يبحث عن ملجأ ما » فصب زجاجات ماء الورد . 


- وأتى سيده من الدار إلى الحانوت » وكعادة التجار جلس مطمئنا أمام الحانوت . 
ل 
(١1)ج/١-‏ 154:- وتقدم فليلا حتى أروى لك حكاية ؛ ربما تجد نصيبا من بيانى . (؟) ج/ 45-١‏ 9:- كان السيد قد 





ذهب إلى منزله ذات يوم ؛ وكان الببغاء يحرس الحانوت .- وقفز قط فجأة فى الحانوت فى أثر فأر » والببغاء خوفا 
على روحه .... 


3 5 2 


- فرأى الحانوت مليئا بالزيت والقماش بالبقع » فظل يضربه على رأسه حتى 
أصيب بالقراع . 

- فامتنع عن الكلام عدة أيام » وتا وه البقال ندما. 

65- وأحذ يقتلع لحيته ويقول : وأسفاه » إن شمس نعمتى قد غطاها السحاب . 

- ليت يدى قد قطعت حين ضربت حلو اللسان هذا على رأسسه. 

- أخذ يقدم الصدقات لكل الدراويش ٠‏ حتى يدعو لطائره بأن يعود إلى النطق . 

- وكان يبدى لذلك الطائر كل ما يخفيه من ' عجيب وغريب " عله يبدأ فى 
النطق )١(.‏ 

- وفجأة مر درويش ”* قلندرئى أو بكتاشى " عارى الرأس » برأس حليقة كظهر 
الإناء أو الطست . 

- قبدأ الببغاء فى النطق فى تلك اللحظة » وكأحد العقلاء صاح بالدرويش : 

- لأى سبب سلكت أيها الأقفرع بين القرع ؟ تراك سكبت الزيت من 
الزجاجة ؟ 

- ومن قياسه ضحك الخلق »؛ لقد ظن الدرويش مثله !! 

- فلا تفس أمور الأطهار على أمورك ٠‏ وإن تشابهتا فى الكتابة كلمة شير بمعنى 
أسد وبمعنى لبن . 

5- ولهذا السبب ضل كل الخلسق » وقليل من صار واعيا ٠‏ وهم أبدال الحق. 
- فظنوا أنهم يستوون مع الأنبياء ء وظنوا الأولياء من أمثألهم . 


(0) اج لولدم كان يتحدث لحظة بعد أخرى حديثا من كل باب ء ريما يبدأ الببغاء فى الكلام . وأملا مى 


يبدأ الطائر فى الكلام ٠»‏ كان يبدى عينيه فى صور عديدة . 


وم - 


- وقالوا : فى النهاية هم بشر ونحن بشر ؛ ونحن وهم فى أسر النوم والطعام . 

- ولم يعرفوا لما فيهم من عمى ؛ أن هناك فرقا بينهم لا حدله. 

- فهناك نوعان من النحل يمتصان الرحيق من موضع واحد ؛ لكن أحديهما يعطى 
الوخز والآخر العسل. 

6- وهناك نوعان من الغزلان يرعيان ويشربان من مكان واحد ء لكن أحديهما 
يفرز البعر » والآخر يفرز المسك . 

وفك توغاق هق الوقن يسان م ماء.واغة + لكن أخدويما حال ) والأخر 


ملىء بالسكر 
- وانظر إلى مئات الآلاف من الأشباه » وانظر بينهما بونا شاسعا " مسيرته" سبعون 
عاما . 


- فهذا ياأكل فيخرج منه الدنس والقذر ٠‏ وذاك يأكل » فيصبح كله نورا لله . 

- هذا يأكل فيتولد عنه البخل والحسد » وذاك يأكل ؛ فيفيض عنه بأجمعه نور الأحد 
6- هذه الأرض طيبة وتلك بور جرداء » هذا ملاك طاهر ؛ وذاك شيطان 
ووحش . 

- ومن الجائز أن تكون صورة هذا وذاك واحدة ؛ فالماء العذب والماء الملح كلاهما 
يتميزان بالصفاء . 

- ولا يميز بينهما إلا صاحب ذوق فأدركه » إنه هو الذى يميز بين الماء العذب 
والماء المالح . )١(‏ 





(1-) ج/149-1 : أقصد اللهم إلا صاحب ذوق يعرف الطعوم ؛ فمثى يميز من لم يذق الشهد بينه وبين الشمع ؟ 


- ولقد قاس " الناس " السحر بالمعجزة » واعتبرا أن كليهما قائم على المكر . 
- وسحرة فرعون من لجاجهم وخصومتهم » حملوا عصيا كعصا موسى . 

-٠‏ وهناك فرق عميق بين هذه العصا وتلك العصى » وهناك طريق مهول بين 
هذا العمل وذاك العمل 

:فلم الله على اذك الغدل كم وا نت علي ور حم النهدطان. بولا الحممل لما ففة 
من وفاء . 

- والكفار فى مرائهم لديهم طبع القرود » وثمة أفة حلت فى صدورهم هى 
الطفي. 

- فكل ما يقوم به الإنسان يقوم به القرد ٠‏ إنه يقوم بما يفوم به المرء لحظة بلحظة . 
- وهو يظن قائلا لنفسه " لقد قمت بما يقو م به " ومتى يعلم الفرق ذلك اللجوج 
العنيد ؟! 

5- إن المرء يفعل ما يفعله بالأمر " الإلهى " » وهو يقوم به مراء » ألا فلتحث 
التراب فى وجوه الممارين . 

- وإ ن ذلك المنافق ليدخل إلى الصلاة إلى جوار المؤمن مراء وجدلا لا على سبيل 
الخير لغ + 

- وفى الصلاة والصوم والحج والزكاة » يكون المؤمنون فى تزاحم مع المناففين . 
- والكسب يكون للمؤمنين فى نهاية الأمرء أما الهزيمة فهى للمنافقين فى الآخرة . 
- وإذا كا ن الفريقان فى سباق واحد » فإن ما بينهما هو ما بين الرازى والمروزى . 


ب تت 


- وكل منهما يمضى صوب مقامه » ويمضى. إلى وفق ما يمليه عليه إسمه ٠‏ 
- فمن يطلق عليه إسم المؤمن تطيب به روحه ؛ وإن كان منافقا يصبح حادا ممثلئا 
ارا. 

- والمؤمن إسمه محبوب فى حد ذاته » أما إسم المنافق فمكروه من شروره وآفاته . 
- وليست حروف الميم والواو " المهموزة " والميم والنون تشريفا » ولفظ مؤمن ليس 
إلا من أجل التعريف .- 

-وإن دعوته منافقا فإن هذا الإسم المنحط » يلدغه من الداخل وكأنه العقرب . 
5- وإن لم يكن هذا الإسم مشتقا من الجحيم » فلماذا إذن يكون مذاقه مذاق 
الجحيم ؟ 

- والقبح فى ذلك الإسم القبيح ليس من اللفظ ؛ وملوحة ذلك البحر ليست من الإناء . 
-- فاللفظ كالإناء والمعنى فيه كالماء » وبحر المعنى عنده "فى " أم الكتاب " . 

- والبحر العذب والبحر المالح كلاهما موجودان فى الدنيا » وبينهما برزخ لا يبغيان 
- هذا وإن كان كلاهعما ينبعان من أصل واحدء فدعك منهما معاء واتجه إلى الأصل 
*- والذهب الزائف والذهب الصحيح عند العيار » لا تميز بينهما دون محك على 


فول :العا 
- وكل من وضع له الله محكا فى روحه ٠‏ فإنه يستطيع أن يميز بين كل يقين 
وقنك .(1) 


- ولو أن قذى قفز فى فم حى ؛ فإنه لا يستريح حتى يخرج هذا القذى . 


)١ (‏ ج/ :1407-1١‏ - وهذا ما قصده المصطفى من " اسئفت قلبك " ؛ ويعلم ذلك الذى يكون شديد الوفاء . 


جع ان يت 


- وبين مئات اللقيمات لو أن عودا صغيرا من القذى دخل الفم لتتبعه حس الحى . 
- وحس الدنيا سلم لهذه الدنياء وحس الدين سلم إلى السماء . 

- فاطلب صحة ذاك الجس من الطييب » واطلب صحة هذا الحس من الحبيب. 
- وصحة ذاك الحس من عمران الجسد » وصحة هذا الحس من تخريب البدن . 
- وإن طريق الروح ليخرب الجسد » ومن بعد ذلك التدمير يقوم بإصلاحه )١(.‏ 
- لقد هدم الدار من أجل كنز من الذهب » ومن نفس ذلك الكنز جعلها أكثر عمرانا . 
- وقطع الماء ثم قام بتطهير الجدول » ثم أجرى فى الجدول ماءً صالحا للشرب . 
- وشق الجلد وأخرج النصل » وتكون من بعدها فوقه جلد ' جديد ' . 

- وهدم القلعة » واستولى عليها من الكافر » ثم أقام عليها مائة برج وسد. 

- فمن الذى يبين كيفية أمر لا كيفية له ؟ إنما بينت ما دعت إليه الضرورة . 

- فهو أحيانا ما يبديه هكذا وأحيانا ما يضاد هذا ؛ ولا يكون أمر الدين إلا الحيرة . 
- لكن لا كما يكون المرء حائرا بحيث يعطيه ظهره ؛ بل حيرة تجعله مستغرقا فى 
الحبيب ثملا به 

65- فبينما ولى أحدهم وجهه صوب الحبيب ؛ هناك آخر صار وجهه وجه الحبيب 
- فداوم النظر إلى كل وجه وداوم الانتباه إليه » ربما تصبح من هذا العمل خبيرا 

بالوجوه . 


- فكم هناك من إبليس له وجه آدم » فلا تمدن يدك إذن إلى كل يد . 


(1) ج/147-1:- فما أسعدها من روح تلك التى من أجل العشق والحال , بذلت ! لد ار وا لأسباب 
والفلك وائمال:: 


5# 


- ذلك أن الصياد يطلق صفيرا " كصفير الطائر " » حتى يخدع الطائر ذلك الأخذ 
للطيور . 
- إذ يستمع ذلك الطائر إلى صفير طائر من جنسه » ويحط من الهواء فيجد الفخ 
واللعق ؛: 
-٠‏ والرجل المنحط يسرق ألفاظ الدراويش ٠»‏ ليجعل منها رقية يقرأها على ملدوغ 
- وأعمال الرجال ضياء ومواسة ء أما أعمال الأدنياء فاحتيال ووقاحة . 
- إنهم يرتدون اللباس الصوفى من أجل التسول )١(‏ » ويلقبون مسيلمة بأحمد . 
- ويبقى لمسيلمة لقب الكذاب ٠‏ ويبقى لمحمد لقب أولى الألباب . 
- وشراب الحق ختامه المسك الخالص ٠»‏ أما ختام الخمر فهو النتن والعذاب . 

نصة ذلك الملك اليهودى الذى كان يبفتل 

النهصساري تغصمبا 

> كان فى اليهود أحد الملوك وكان مختلقا للظلم » كان عدوا لعيسى » فاتكا 
بالنصارى . 
- كان العهد عهد عيسي ٠‏ وكانت النوبة نوبته » وكان روجا لموسى وموسى 
كان روحا له . 
- لكن الملك الأحول فصل فى طريق الله بين هذين النجيين الالهيين . 
- " ومما يروى " أن أستاذا قال لأحد المصابين بالحول » أدخل الحجرة وهات ثلك 
الزجاجة . 





: وهو في نظرى أقرب إلى الصحة من نص نيكلس ون واستعلامى‎ )١148 -١(ىرفعج البيت من نسخة‎ )١( 


5 7 5 


- فقال الأحول : أى الزجاجتين أحضرها ؟ بين لي الأمر جيدا. 

- قال الأستاذ : ليسا زجاجتين ؛ اذهب ودعك من الحول ؛ ولا تر الشىء زائدا 
- قال : لا تسبنى أيها الأستاذ » فقال الأستاذ: اكسر واحدة من هاتين الزجاجتين . 
- وعندما كسر واحدة احتفت كلتاهما عن ناظريه ٠‏ والمرء ينقلب إلى أحول من 
الميل و العصّب: . 

-كانت زجاجة واحدة وظهرت له اثنتين » وعندما كسر واحدة » لم تبق الأخرى . 
- فالغضب والشهوة يجعلان المرء أحول » ويحولان الروح عن طريق الإستفامة 
ومنت علدب حل العرسن + كك الفط ودر انظلق سو« القلي امنا كله تسسات 


صوب العين . 
- وعندما يفكر القاضى فى الرشوة بقلبه » متى يعرف الظالم من المظلوم 
الشاكي ؟ 


و كذ عاذ > المتلك: لخوال مين العقن النووزدى فر او مناه زا ون افوا 
- وقتل مثات الآلاف من المؤمنين المظلومين قائلا : إنني لدين موسي الملجاأً 
والظهير . 

تعليمالوزير المكر للملك 
- كان لديه وزير مجوسي محتال ٠‏ كان من المكر بحيث يعقد العقد على الماء 
-"٠‏ فقال له : إن النصارى يكتمون دينهم على الملك حرصا على 
أرواجه م )١(.‏ 


. كف عن قثلهم وانتصرف عن سفك الدم‎ ٠ ققال للملك : أيها الملك الطالب للسرائر‎ - :15-١ ج/‎ )١( 


07 ا 


- فكف عن قتلهم أيها الملك إذ لا فائدة منه » فليس للدين رائحة كالمسك والعود 
- فهو سر مكتوم في مائة غلاف » والظاهر لك وإن اختلف الباطن عنه . 

- قال له الملك : إذن قل لى ماهو التدبيير ؟ وما حيلتنا فى هذا المكر وهذا 
التزوير ؟ 

- وذلك حتى لا يبقى في الدنيا نصرانى » سواء منهم من يظهر دينه أو يكتمه 
ه*- قال : أيها الملك ؛ إقطع أذنى وابتر يدى واجدع أنفي بحكم لا هوادة فيه 
- ثم إيت بي إلى المشنقة " ليتقدم " أحدهم ويشفع لي عندك 

- واجعل عملك هذا على الملأ » وعلى رأس طريق يفضي إلى أحد الميادين . 

- ثم انففنى من بعدها إلى مدينة بعيدة » حتى ألقي بين ظهرانيهم الفتنة 
والشر )١(.‏ . 

- سوف أقول لهم إننى نصرانى فى السسرءوأنت تعلم ذلك يا إلهى العالم يالمر. 
”5٠‏ - وقد علم الملك بإيمانى »ومن تعصيه هم بالقضاء على . 

- وقد أردت أن أخفى عن الملك دينى ؛ وأن أظهر له أنني على دينه . 

- وعلم الملك النذر اليسير من أسرارى » ووقعت له الريبة من أقوالى . 

- وقال لى : أقوالك كأنها الإبر داخل الخبز » لكن هناك كوة بين قلبى وقلبك . 


(1)ج/١17-1:-‏ وعندما يصبح هؤلاء القوم قابلين للدين منى ٠‏ فاعتبر أمورهم برمتها تبابا . - 
ولألق بالفتنة والفرقة بينهم » بحيث يحار كهنتهم فيما أبديه من فن - وما سوف أفعله مع 
النصارى؛ لا يتأتى الآن فى بيان . - وعندما يعتبروننى مؤتمنا عالما بالأسرار ؛ سوف أضصع 
أمامهم فخا آخر.- وأحدعهم جميعا بحيلي ؛ وألقي بينهم بمائة نوع من الجدل . - حتى يقوموا 
بأيديهم بسفك دمائهم أمامى .. وهكذا تم الكلام . 


ا 


- ومن هذه الكوة رأيت أحوالك ٠‏ ولأننى رأيتها لا أسمع مقالك . 
5- ولو لم تكن روح عيسى حرزا لي ٠‏ لكان قد مزقنى إربا بيهوديته. 
- وأنا من أجل عيسى أضحى بالروح » وأبذل الرأس » وله على مع هذا مئنات 
الآلاقف من المنن . 
- فلست أبخل بالروح على عيسى » لكن " المشكلة " أننى متبحر فى علم دينه . 
- فوجدت أنه من الخسارة » أن يهلك هذا الدين بين الجهلة . 
- والشكر لله ولعيسى أننا صرنا هداة إلى هذا الدين الحق , 
-"6٠‏ وتجونا من اليهود ومن الدين اليهودى » حتى عقدنا على مناطقنا الزنالر . 
- فالنوبة نوبة عيسى أيها الناس ؛ فاستمعوا بأرواحكم إلى أسرار دينه )١(.‏ 
- ففعل به الملك ما أشار عليه به » وبقى الخلق فى حيرة من هذا المكر الخفى . 
- وساقه نحو النصارى » فشرع بعد ذلك فى الدعوة بينهم . (؟) 
قبول النصارى مكر الوزير 
- فتجمع مئات الآلاقف من النصارى حوله » و " أقاموا " فى الحى الذى يسكنه 
65"- وأحذ يبين لهم فى السر ؛ أسرار الإنجيل والزنار والصلاة .(”) 
- لقد كان في الظاهر واعظا للا حكام » لكنه كان فى الباطن فخا وصفيرا. 


(1)ج/ 174-1: - وعندما يعتبروننى مؤثمنا ومقتدى » سوف ينقادوا إلى جميعا باحثين عن الهداية . - 
وعندما فصل الوزير للملك هذه المكيدة » قضى علي القلق في قلبه تماما . 

(؟) ج / 174: - وعندما رآه النصارى مسكينا هكذا » أخذوا يذرفون الدموع حزنا عليه . - وهكذا 
أحوال العالم برمتها يا بنى؛ كلها تنبع من الحسد . 

(5) ج/ :176-١‏ - كان يبين لهم دائما بلسان فصيح ؛ ماروى من قول أو فعل عن المسيح 


6 لاى ب 


- ومن هنا كان بعض الصحابة يطلبون من الرسول » أن يبين لهم مكر النشس التى 

هى كالغول . 

- وما الذى يمتزج من الأغراض الخفية » في العبادات وفي إخلاص الروح : 

- لم يكونوا يطلبون منه أن يبين لهم فضيلة العمل الظاهر ٠‏ بل كانوا يطلبون منه أن 

يدلهم على عيوب البإاطن . )١(‏ 

فكانوا يعرفون مكر النفس شعرة بشعرة وذرة بذرة » مثلما يعرفون التمييز 

بين الورد والكرفس(؟) 

- وكان أذكياء الصحابة يشعرون بحيرة فى أرواحهم من ذلك الوعظ الصادر منه 
اتباع النصارى للوزيسر 

- وأسلمه النصارى قلوبهم بالتمام » ومن يدريك بقوة التفليد العام . 

- وغرسوا حبه في أعماق صدورهم » وكانوا يعتبرونه نائيا لعيسى . 

- وهو في السر الدجال اللعين » فيا أيها الإله » أعنا .. يا نعم اإلمعين . 

ها"- فهناك مئات الآلاف من الشباك والحبوب يا الله » ونحن كالطيور الجائعة 

000 

- ولحظة بعد أخرى نسقط في شباك جديدة » كل منا » حتى وإن كان بازيا أو عنقاء 

- وأنت تنقذنا في كل لحظة » ثم نمضي ثانية نحو الشباك .. يا منزها عن الحاجة 

- ونحن لا نفتأ نختزن القمح فى هذه الأهراء؛ ولا نلبث أن نفقد القمح الذى تجمع فيها . 


. هذا البيت مترجم عن نسخة جعفرى لأننى رأيتها تستقيم فى المعنى والسياق عن النسخ الأخرى‎ )١( 
: لقد قال حذيفة فصلا عن هذا لحسن » حتى صار به ذكره وتذكيره حسنا‎ -:177-١ (ك)اج‎ 


ات 


- ولا نفكر بعقولنا آخر الأمر » أن هذا النقص في القمح من مكر الفأر . 
- وأن الفار أحدث نقبا ووصل " منه " إلى أهرائنا » وبحيلته ومكره خرب هذه 


- فيا أيتها الروح » قاومي من البداية شر الفأر » ثم جدى آنذاك في جمع القمح . 


- واستمعي إلى الأنباء من صدر الصدور ء " لااصلة تمالا 
بالعض ور " )١(‏ 

- وإذا لم يكن الفآر اللص قد " تسال " إلى أهرائنا » فأين بر أعمال تمت فى أربعين 
سئة ؟ ! 


- ولماذا لا يتراكم فتات صدق كل يوم في أهراتنا هذه ؟ 

. 586- وكثيرا ما انبعث شهاب من الحديد » قبله ذلك القلب المحترق وضمه إليه. 
- لكن لصنا كامنا في الظلمة » يضع إصبعه على الشهب . 

- ويقتل هذه الشهب واحدا بعد الآخر » حتى لا يبعث مصباح من مصابيح الفلك 
بالضياء . 

- وإذا كانت هناك آلاف الفخاخ في كل خطوة .. ما دمث معنا فلا حزن يحل 
بنا أبدا . 

-وما دامت عناياتك لاصقة بناء متى يمكن أن تكون هناك خشية من ذلك اللص 


اللنيم. 


)١(‏ بلعربييفةفى لشنن. 


-0 59 به 


وإنك لتخلص كل ليلة الأرواح من سجون الأجبسادد » وتحطم الألواح 
والحواجز" التى تحيط بها" . 

- وتنجو الأرواح كل ليلة من هذه الأقفاص » مجردة تكون » فلا حاكم ولا محكوم . 
- ففي الليل لا خبر السجناء عن السجن » وفى الليل لا خبر للسلاطين عن 
الدولة. 

- فلا حسرة ء ولا فكر عن النفع والضر » ولا هم ولا خيال عن هذا وذاك . 

- وهكذا يكون حال العارف حتى عندما لايروح في النوم » ولقد قال تعالى " هم رقود' 


5" - إنهم غافلون عن أحوال الدنيا ليل نهار » وكأنهم القلم يقلبون بين أصابع 
الرحمن ٠‏ 


- وذلك الذى لا يرى القبضة رأى العين » يظن أن الفعل من حركة القلم . 
- ولقد أبدى جزءا يسيرا من ذلك للعارف ٠»‏ عندما اختطفه النوم الحسي . 
-إذ تمعضي أرواحهم إلى صحراء لا وصف لها » وتبقى أرواحهم مستريحة 


. وأبدانهم . () 
- ثم يطلق الصفير وتمد الشباك ثانية » ويجذبون جميعا مرة أخرى إلى عالم العطاء 
والحكم . 


- وعندما يطل نور الفجر برأسه » ويخفق نسر الفلك الذهبى بجناحيه . 
- فإن فالق الأصباح ٠-‏ وكأنه اسرافيل - يجعلها تعود من تلك الديار وتتمثل صورا 


)١(‏ حج/ :181-١‏ - وعندما يضرب تركى النهار ذو الترس الذهبى عسكر الليل بالسيف قاطعا رأسه - يكون ميل 
كل روح إلى جسدها فكل جسد حامل بروحصه . 


- ويلبس الأرواح الشاردة أجسادا » ويجعل كل جسد حاملا بالروح مرة أخرى . 
- ويجعل جواد الروح مجردا من سرجه » وهذا هو سر القول القائل " النوم أخ 
الموت " . 
- لكنه يضع حول أقدامها خيطا طويلا » وذلك من أجل أن تعود حين يطلع النهار . 
5 - حتى يجذبها فى النهار من تلك المروج ٠‏ ويأتى بها من مرعاها " لتصبح " 
تحث أثفال الأجساد . 
- وليته حفظ تلك الروح 'طويلا” كما حفظ أرواح أهل الكهف,أو كما حفظ سفينة نوح. 
- حتى يخلص الضمير والعين والأذن من هذا الطوفان الذى " يأتي به " الوعي 
والعقل . 
- وما أكثر أصحاب الكهف الموجودين فى الدنيا » موجودون إلى جوارك وأمامك 
في هذه اللحظة . 
- والحبيب معه ء والغار معه في غناء» وثمة ختم على بصرك وسمعك فما 
الفاتدة ؟ .)١(.‏ 

قصة روية الخليفة لليلىي 
6- قال الخليفة لليلي : أهى أنت الذى صار المجنون بسببها مضطربا 
وغوياا"؟! 
- إنك لا تزيدين شيئنا عن بقية الحسان !! قالت : أصمت فلست المجنون )١(١‏ 


(١)ج/١187-1‏ : - فلتعلم ثالية من أى شيىء تكون هذه الدريئات ٠‏ إنها ختم الحق على العيون والآذان . 
(؟)اج/ 1997-١‏ : - ولو كانت لك عيمن المجنون ؛ لكان العالمان بلا خطر أمامك . - فأنت مع ذاتك لكن 
المجنون غائب عن ذاته » واليقظة فى طريق العشق أمر سىء . 


الما ب 


- إن كل من هو يقظ أكثر استغراقا في النوم » ويقظته تكون أسوأ من سباته )١( ٠‏ 
- وعندما لا تكون أرواحنا يقظة بالحق » تكون يقظتنا غلقا للأبواب أمامنسا 
- فالروح فى كل يوم من جراء ضغوط الخيال » والتفكير فى النفع والضر وخوف 
الزوال ؛ 

65- لاصفاء يبقى لها ولا لطف ولا جلال » ولا طريق لها ترحل منه صوب 
السمام . 

- ويكون نائما ذلك الذى يكون آملا فى كل خيال » يتبادل معه الحديث . (؟) 

- ويكون على مثال الحور ويرى الشيطان فى النوم » فيعاشره ويصب ماءه شهوة 
عليه . 

- وعندما صب بذور نسله في أرض بور ء عاد إلى وعيه وهرب منه الخيال ٠‏ 

- وأحس بضعف فى رأسه وبجسده نجسا » فيتأوه ألما من تلك الصورة الظاهرة 
- والطائر محلق في الأعالى .. وظله منعكس على الأرض .. يسرع طائرا 
وكأئه الطائر الحقيقى . 

- ويصبح أخد البلهاء صيادا لذلك الظل » ويسعى كثيرا من أجل ألا يظفر بنتيجة . 
- وهو غافل عن أن هذا الظل هو إنعكاس للطائر المحلق فى الفضاء » وغافل عن 
موطيع أصل :ذلك الظل:: 

- فلا يفتا يرمى ذلك الظل بالسهام » وتخلو كنانته .. لكن فى البحث والتقصى . 

. ج/149-1:- وكل من هو في غفلة يقظته أفضل » وثمل الغفلة إفافته أفضل‎ )١( 


(؟) ج/ 1517-١‏ : - وإن لم يعد إلى وعيه من هذا الخيال ؛ يصيبه من هذا الخيال مائة وبال . 


العا/ا اد 


- فقد أضحت كنانة عمره خالية خاوية » وضاع عمره هباء من سعيه في صيد الظل 
بجد وجهد. 

5 - وعندما يشمله الخالق بظل رعايته » ينجو من الخيال ومن ظله . 

- والعبد " الصادق " لله يصبح ظلا له » إنه ميت عن هذا العالم حى به . 

- فاستمسك بأطراف ثيابه بأسرع ما يمكنك ؛ حتى تنجو بلا شك من فتن آخر 
الزمان . 

- والآية الكريمة ' كيف مد الظل " مصداق على صورة الأولياء » لأنها دليل على. 
نور شمس الله. 

- فلا تمض في هذا الوادى بدون هذا الدليل » وقل مثل الخليل " لا أحب الآفلين " . 
لك وأمفكن عن الكلق كهة كبستاغ وتلق فى تكنو مين لدي : 

حوإن لم تكن عرق الطريق إلئ:هذا:الحفل وهذا العرن ٠‏ 'فنيل عنة ضياء الحق 


- وإن أمسك الحسد بخناقك فى الطريق » فاعلم أن إبليس غالى وتطرف من جراء 
الحسد . 


-إنه يشعر بالعار من آدم حسدا منه » ومن جراء هذا الحسد يقاتل سعادته . 
- وليس هناك عقبة أصعب من هذه العقبة فى الطريق فما أسعده ذلك الذى لا يكون 


الحينة قينا لد 
5"- وهذا الجسد الذى كان منزلا للحسد » إعلم أن كل سكانه يلوثنون 
بالحسد )١(,‏ 


(1)ج/704-1:- ومن الحسد تصير الدور والأسباب خرابا ؛ وينقلب الصقر الملكي غرابا . 


ل #لاا ب 


- هذا وإن كان الجسد منزلا للحسد » فإن الله سبحانه وتعالي يطهره جيدا )١(.‏ 

- فالآية الكريمة ” طهرا بيتي " بيان عن الطهر » فهو - أى الجسد - كنز للنور » 

طلسمه التراب . 

- وعندما ينصب حسدك على من لا حسد عنده » تلحق من جرائه بالجسد ألوان 

السواد . 

- فكن ترابا تحت أقدام رجال الحق ‏ واحث التراب على رأس الحسد مثلنا . 
بيان حسدالوزير 

- لقد كان ذلك الوزير الحقير في أصله حسودا » حتى أذهب أذنه وأنفه بالباطل 

أدراج الرياح . 

- وكان آملا أنه بناب الجسد » سوف يبث سمه في أرواح المساكين . 

- وكل من يجعل رؤيته قائمة على الحسد » يجعل نفسه بلا أذن ولا أنف . 

- فالأنف هي تلك التي تشم الروائح ٠‏ فيحملها شذى ' الحبيب ” إلى حيه. 

- وكل من لايشم الشذى لا أنف له » والشذى هو ذلك الشذى الذى يكون من الدين . 

6- وعندما يشم الشذى ولا يشكر هذه ” النعمة " » يكون هذا جحودا » ويفقد 


الأنف . 
- فاشكر »ء وكن عبدا لشاكريبه ٠‏ وكن أمامهم ' فى حكم ' الميت » وكن شابت " 
الوجود ' 5 


- وكالوزير » لاتجعل رأس مالك من قطع الطريق » ولا تخرج الناس من الصلاة . 


(ا)ج/ -:504-١‏ فيجد الطهر من جناب الكبرياء » ذلك الجسد الملىء بالحقد والحسد والكبر. 


6لا سس 


- لقد صار ذلك الوزير الكافر ناصحا في الدين » ومن مكره دس الثوم في حلوى 
اللوز . 

نهم أذكياء النصاري مكر الوزير 
- وكل من كان صاحب ذوق كان يحس في كلامه بلذة لكنها مقترنة بمرارة . 
- كان يتحدث بالنكات حديثا مختلطا » فلقد صب فى ماء الورد الممبزوج 
بالسكر سما )١(.‏ 
- كان ظاهره يقول : كن جلدا فى الطريق ؛ لكن تأثيره كان يفول للروح : كونى 
وأهية . 
- كان كأنه فضة ظاهرها أبيض جديد ٠‏ لكن اليد والثوب كانا يتلوثان بالسواد 
منها . 
- فالنار وإن كانت من شررها متوهجة المظهر » أنظر من فعلها إلى سوء الفعال . 
- والبرق وإن بدا نورا للبصر ؛ من خواصه أنه يخطف البصر . 
6 - وكل أامرىء - إلا الواعى وصاحب الذوق - صار كلام الوزير فى عنقه 
كالطوق . 
- ولقد ظل طيلة ست سنوات مبتعدا عن الملك » حتى صار ملاذا لأتباع عيسى . 
- وأسلمه الخلق دينهم وقلوبهم » وأخذوا يضحون بأرواحهم امتثالا لأمره وحكمه . 
(١)ج ١5١5-51 5/١/‏ : حذار ولا تغتر بهذا الفول المعسول ؛ فهو يحمل فى طياته مائة سوء.- وعندما 
يكون المرء قبيحا اعلم أنه قبيح » وكل ما يقوله ميت لا روح فيه .- وقول الإنسان جزء من الإنسان »؛ 
ومن المؤكد أن الكسرة خبز. - ومن هنا قال الإمام علي إن كلام الجهال » كخضرة على مزابل يا 
فلان.- وكل من جلس علىههه الخضرة ؛ فلا شك أنه جلس على نجس . - وينبغي أن يغتسل من 
الحدث» حتى لاتصيبح صلاته من قبيل العبث . 


هلا - 


مراسلة الوزير للملك خفية 
- كانت بينه وبين الملك مراسلات » وكان يطمئن الملك خفية . 
- وفي نهاية الأمر » من أجل ذلك الهدف » الذى هو تذريتهم جميعا مع الريح كأنهم 
التراب 
- وكتب له الملك : يا صاحب إقبالى » لقد حان الوقت » فطمئن فؤادى 
مسرعا . )١(‏ 
- فرد : إنني الآن منهمك في هذا الأمنر يا مليكى » وهو أن ألقى الفتن فى دين 
عيسى . 
بيان الأسباط الإثني عشر من النصارو 
- وكان يحكم قوم عيسى في هذه المعمعة إتنا عشر أميرا . 
- كان كل فريق يتبع أميرا » والأمير جعل نفسه عبدا من الطمع . 
- فصار هؤلاء الأمراء الإثناعشر وقومهم فى غل من ذلك الوزير المضل . 
65- صار إستنادهم جميعما .على أقواله » وصاروا جميهعا يتأسون بسلوكه . 
- وكان كل أمير مستعدا للتضحية بروحه » لو قال له في لحظة : مت . (؟) 
تلبيس الوزير في أحكام الإنجيل 
- اقد أعدٍ قرطاسا باسم كل واحد منهم » وكتب في كل قرطاس مسلكا مخثلفا . 
. - كانت أحكام كل واحد منها على شاكلة ما » وكان كل منها يخالف الآخر خلافا 
جذريا . 





. وأنا فى غاية الشوق والقلق من الإننظار ؛ فخلصئى من هذا الهم إن كان ثم وقت‎ -:171-١/ج‎ )١( 
. (؟)ج/777-1:- وعندما أضعف ذلك اليهودى الحقير الجميع ؛ أثار الفتنة بمكره ودهائه‎ 


اكلا ب 


- ففي أحدها جعل طريق الرياضة والجوع شرطا للتوبة والرجوع . 
- وقال في آخر : لا نفع فى الرياضة » ولا حل في هذا الطريق إلا الجود 
- وقال في قرطاس : إن جودك وجوعك ؛» يكونان شركا منك مع معبودك . 
- وفيماعدا التوكل » وفيما عدا التسليم التام » وفي السراء والضراء ٠‏ كل الوسائل. 
مكر وفخ . 
- وقال في قرطاس : بل الخدمة واجبة » وفكرة التوكل فكرة مريبة . 
- وقال في قرطاس : إن الأوامر والنواهي ليست من أجل التنفيذ » إنها لإبداء 
6- حتى ندرك منها عجزنا ء فندرك عندئذ قدرة الحق . 
- وقال في قرطاس : لا تنظر إلى عجزك » وحذار فإن هذا جحود للنعمة . 
- بل أنظر إلى قدرتك » فهذه القدرة منه » واعتبر قدرتك نعمة منه . 
- وقال في قرطاس : بل دعك منهما معا » فكل ما يبدو للنظر صنم . 
- وقال في قرطاس : لا تطفىء هذه الشمعة ء وأقصد بها البصر »ء فهو بمثابة الشمع 
٠‏ - وعندما تترك النظر والخيال » تكون قتيلا في منتصف الليل كشمع الوصال. 
- وقال في قرطاس : بل أطفئه ولا تخش شيئا » حتى تنال عوضا عنه مائة ألف . 
- فمن إطفاء الشمع تزداد الروح » وتصير ليلاك من صبرك مجنونة بك . 
- وكل من ترك الدنيا زهدا منه » تأتيه الدنيا بأكثر مما ترك . 
- وقال في قرطاس : إن ما أعطاكه الحق » قد حلله لك مادام قد أوجده . 


5 10 


6- ويسره لك وجعله عذيا مستساغا فخذه بيسر ؛ ولا تلق بنفسك فى المحن 
والشدة . 

- وقال في قرطاس آخر : أترك ماهو لك فهو سيء ومردود ذلك الذى قبله طبعك . 
- فلقد يسرت طرق مختلفة » وصارت كل منها لأمة ما صنوا للروح . 

- فلو كان كل ما يسره الحق قويما » لكان كل يهودى ومجوسى عارفا به . 

- وقال في قرطاس :إن المتيسر هو ما يكون حياة للروح وغذاء للقلب . 

وكل ما يقبله الطبع إن مضى عنك ؛ يكون كالأرض البور لايثمر ريعا 
ولا ثمرا. 

ولا يعون قف ريع لوز اقمع والابيرة بعرلا ,المشيحؤاك.: 

- وذلك الذى لا تكون عاقبته يسرا » لابد وأن تكون عاقبته عسرا . 

- فميز بين ما تكون نتيجته يسرا وما تكون نتيجته عسرا » وانظر إلى جمال هذا 
أو ذاك من عاقبته . 

- وقال في قرطاس : أطلب أستاذا » فإن رؤية العاقبة لا تجدها في حسب أو نسب . 
6- لقد رأت كل أمة عاقبتها بشكل أو بآخر » فلا جرم أن صارت أسيرة لذلة ما. 
- ورؤية العاقبة ليست أمرا يتأتى في اليد » وإلا متى كانت الخلافات " تقوم " بين 
الأديان . 

- وقال فى قرطاس : إنك أنت الأستاذ .. ذلك أنك الذى تكون عارفا بالأستاذ . 

- فكن رجلا » ولا تكن تابعا للرجال » وامض والزم رأيك » ولا تتحجير . 

- وقال فى قرطاس : إن كل هذه المذاهمب مذهب واحد ؛ ومن يراها اثنين فهو 


عر 


ااام 


- ثم قال فى قرطاس : كيف تكون المائة واحدا » ومن يفكر في هذا إلا 
مجئون. 

- ففي كل واحد منها قول يخالف الآخر » وكيف يكون شىء واحد سما 
وترياقا .؟! )١(‏ 

- وما لم تدعك من السم والشهد معا ٠‏ كيف تشم أريجا من بستان الوحدة 

- وغل هذا" التمظظ يكذ[ التسكل» كقي كلاف انهو لاون عرس :الى لقنن 


قرطاسا . (؟) 
بيان أن الاختلاف يكون فى صورة الأسلوب 
في حقيقة الطريق 
- لم يكن قد شم خبرا عن وحدة اللون عند عيسى ؛ ولم يكن لديه طبع من دن 
عيسى . 


5 - قالثوب ذو المائة لون كان يتحول من ذلك الدن للصفاء إلى ثوب بسيط ذى 
لون واحد كالضياء.(؟) 

- ليست تلك الوحدة للون التى يتأتى منها الملال ؛ بل كما تكون السمكة والماء 
الزلال . 

- فإن كان البر يحتوى على مئات الألوان ؛ فالأسماك تعادى الياببسة . 


)١(‏ ج/ 7315-١‏ :- فهناك اختلاف في المعائى والصور ء انظر إليها ليل نهار بين الورد والشوك والحجر 
والجوهر . 

(؟) ج/١95-1؟5:-‏ إنه وحدة في وحدة هذا المثنوى ؛ من الثرى حتى الثريا أيها المعنرى . 

(؟) فى نسخة نيكلسون وجعفرى كالضيا وفي نسخة استعلامي كالصبا والأولى أوقع . 


اهلا - 


- وما السمكة ؟ وما البحر في هذا المثل ؟! حتى يشبه به المليك عز وجل ؟ 
- وهناك مئات الآلاف من الأبحر والأسماك فى هذا الوجود تسجد أمام ذلك الإكرام 
والجود . 

6- وكم من أمطار العطاء قد انهمرت » حتى صار ذلك البحر واهبا للدر !! 

- وكم من شموس الكرم قد توهجت » حتى علمت السحاب والبحر الجود )١(.‏ 
- وسطع شعاع العلم على التراب والطين » حتى صارت الأرض قابلة للحب . 

- فالتراب أمين » وكل ما زرعته فيه حصدته » دون أن يخونك . 

- فلقد وجدت هذه الأمانة من تلك الأمانة » ولأن شمس العدل قد أشرقت عليها . 
اه - وما لم يجد الربيع إشارة من الحق » لما باح التراب بالأسرار الكامنة فيه 
- وذلك الجواد الذى وهب جمادا هذا الإنباء وهذه الأمانة وهذا السداد ؛ (؟) 

- يجعل فضله الجماد خبيرا » في حين أن قهره جعل العاقل ضريرا. 

- وليس للعقل والروح طاقة على هذا الغليان » ومع من أتحدث ولا أذن واحدة فى 
الدنيا . 

- وحيثما وجدت أذن صارت منه عينا » وحيثما وجد حجر صار منه عقيقا . 

- إنه هو القائم بكيمياء " التبديل" وماذا تكون الكيمياء وهو واهب المعجزة وماذا 


تكون السيمياء؟ 
- إن هذا الثناء منى هو فى الحفيقة ترك للثناء » فهو دليل على الوجود » ووجودى 


. فهو واهب كثيرا من شموس الكرم » حتى تصبح الذرة الواحدة حائرة‎ -: 747-1١/ج‎ )١( 
ج الك" :- ويصبح ذلك الجماد من اللطف كأنه الروح » ويخثفى الزمهرير خوف قهره - وذلك الجماد‎ )0( 
" صار لطيفا من فضله ؛ " كل شىء من ظريف هو ظريف‎ 


- وأمام وجوده ينبغى على المرء أن يكون عدما : وماذا يكون الوجود أمامه ؟ 
أعمي على عينيه زرقة . 
- ولو لم يكن أعمى لذاب من طلعته » ولأدرك ماذا تعني حرارة الشمس . 
- وإن لم يكن الوجود في زرقة من الحداد ٠»‏ فمتى كان يتجمد كالثلج في هذه 
الناحية ؟! 

ببآن خسارة الوزير في هذا المكر 
"- كان الوزير - كالملك - جاهلا غافلا » كان يضرب بقبضته " متحديا " 
القديم الذى لامحيص عنه )١(‏ 
- ذلك الإله القادر الذى من العدم صور مائة كعالم الوجود في لحظة واحدة . 
- ويجعل مائة كهذا العالم تبدو للنظر » عندما يجعل عينيك ناظرة إليه. 
- وإذا كان العالم أمامك واسعا لا تحده حدود ٠‏ فاعلم أنه أمام الفدرة مجرد ذرة .. 
لا تعد شيئا . 
- وهذه الدنيا في حد ذاتها سجن لأرواحكم » هيا ..إمضوا إلى تلك الناحية » فهى 


٠ه‏ - وهذه الدنيا محدودة والأخرى لاحد لها ؛ والنتقوش والصور سد أمام هذا 
المعنى . 


- فلقد حُطمت منات الآلاف من حراب فرعون أمام موسى بعصا واحدة . 
- ومنات الآلاف من " نوع" طب جالينوس » صارت أمام عيسى ونفخته هباء " 


منثورا '" 


لله جلت - لامحيص عنه للجميع فذلك الحي القدير ٠»‏ لايزال ولم يزل الفرد البصير . 


ام مد 


- ومئات الآلاف من دواوين الأشعار » كانت أمام كلام النبي " الأمي" تشعر بالعار . 
- وكيف لا يموت إنسان في سبيل هذا الإله الغالى إلا إذا كان خسيسا ؟! 

هه - وكم من قلوب في " استقرار " الجبال قد حركها » وكم من طائر ذكى علقفه 
من قدميه !! 

- وليس الطريق في شحذ الفهم وشحذ الخاطر ؛ ولا ينال فضل الله إلا الكسير . 
- وكثيرون ممن يكدسون الأموال وينقبون " عن المعارف" » صاروا إمعات كلحية 


الثور لهذا الهازل. 
عليه ؟ (") 


- وعندما افتضحت امرأة من فعل السوء » مسخها الله وجعل منها كوكب الزهرة . 
6 - وهل يعد تحويل امرأة إلى كوكب الزهرة مسخا » والتحول إلى تراب وطين 
ليس مسخا أيها العنود , 

-فالروح تحملك صوب الفلك الأعلى » وصرت أنت إلى الماء والطين في الأسفلين . 
- ومسخت نفسك من هذا التسفل » من ذلك الوجود الذى أزرى بالعقول . 

- فانظر إذن كيف يكون هذا المسخ » وكيف كنت قبله في أسفل سافلين . 

-لقد سقت جواد الهمة حتى الفلك » ولم تعرف آدم الذى أمر له بالسجود . 

6- إنك ابن آدم فى النهاية أيها العاق » فحتام تظئن الضعة شرفا ؟ 

-. وما الذهب وما الفضة حتى تصيرمفتونا بهما » وما الصورة التي تجعلك مجنونا بها هكذا‎ -:151-1١/ج‎ )١( 


ودارك وبستانك نسيان لك » وملكك ومالك بلاء علي روحك . - وثلك الجماعة الني مسخها الله ؛ ولسح آية 
0 هم " في أحسن تقويم '" 


- ام - 


- وحتام تقول سوف أستولى على عالم وأجعل هذه الدنيا مليئة بى ؟ 

-وإذا كانت الدنيا برمتها قد امتلأت بالثلوج » فإن حرارة الشمس تذيبها بنظرة واحدة 

- وجرمه وجرم مائة وزير مثله بل مانة ألف يجعلها الله تعالى عدما بشرارة واحدة 

- ويجعل من نفس هذا التلبيس حكمة ٠‏ ويجعل من نفس هذا السم شرابا سائغا )١(.‏ 

- ويجعل مما يثيره الخيال يقينا » وينمي ألوان الحب من أسباب الحقد . 

- ويربى إبراهيم - عليه السلام - فى النار » ويجعل الخوف أمنا للروح . 

- فأنا في حيرة من أسباب إحراقه» وأكون كالسوفسطائي عند التفكير في فعله (؟) ٠‏ 
قيام الوزير بمكر آخر فى إضلال القوم 

(0 

- ودبر مكيدة أخرى ذلك الوزير من تلقاء نفسه » فلقد ترك الوعظ وأقام في الخلوة . 

-وألقى الحرقة في مريديه من الشوق إليه » إذ إستمرت خلوته خمسة وأربعين يوما. 

- وجن الخلق شوقا إليه ء ومن افتقادهم لأحواله وأقواله ومواجيده . 

- فأخذوا يتضر عون إليه في خلوته » قد صار من الرياضة محدودب الظهر . 

-وقالوا له : لا نور لنا بدونك » كيف تكون أحوال الأعمى دون من يصحيبه ؟ 

حوكرما منك وبحق الله » لا تبعدنا عنك أكثر من هذا . 

- إننا كالأطفال وأنت بمثابة الحاضنة لنا » فابسط علينا ظل عنايتك . 


(1)ج/151-1:- وهو الذى يخفي الكنوز في الخرابات ؛ كما يجعل الأشواك ورودا والأجساد 
أرواحا ٠‏ 
(؟)ج/١555-1:‏ وأنا حائر من أسباب ألطافه » وحائرا يضا من أسباب إحراقه . 


ة وعندما اعتقد الوزير الفاسد ؛ أنه بدل بفساده دين عيسى. 


د “ات 


- قال : إن روحى ليست بعيدة عن محبيي .ء لكن ل إذن لي بالخروج . 
- فبدأ أولئتك الأمراء فى الشفاعة لديه » وبدأ أولنك المريدون يظهرون في حال 
- قائلين : أى شؤم هذا أيها الكريم » لقد أصبحنا بدونك يتامى القلب والدين . 
- إنك تتعلل ونحن ألما » نطلق من حرقة القلب آهات حزينة ٠‏ 
- لقد تعودنا على كلامك الحلو » ورضعنا من عصارة حكمتك . 

65 هبالله عليك » بالله عليك » لا تعاملنا بهذا الجفاء » وعجل بخيرك » اليوم وليس 
غدا. 

- وألا ينبؤك قلبك أن هؤلاء الذين سلبت قلوبهم » أصبحوا ممن لانفع لهم بدونك ؟ 
- وأنهم جميعا يتقلبون كالأسماك على اليابسة » فارفع السد من مجرى الجدول :2 
وافتح الماء . 

- يامن ليس مثلك في الزمان أحد » بالله عليك » بالله عليك » أغث الخلق . 

رد الوزبر على المربدين 

- قال : حذار » أيهاالخاضعين " لسحر " القول والحديث ٠»‏ وأيها الباحثين عن الوعظ 
وأقوال اللسان "وحظ" الآذان . 

-وضعوا القطن في آذان الحس الدنية » وأزيلوا سد الحس من أمام أبصاركم 
- إن أذن الرأسن بمثابة القطنة في أذن الس ء'وما لم تصم آذن الحس + تيقى ذلك 
الباطن أصم . 

- فكونوا بلا حس ولا فكر ولا أذن » حتى تسمعوا نداء " إرجعي 
- فما دمت منغمسا في أحاديث اليفضة . متى تشم رائحة من أحاديث النوم ؟ 


1 


حك وات 


- وأقوالنا وأفعالنا بمثابة السير الخارجي » والسير الباطني يكون فوق السماء . 

- والحس قد رأى اليابسة فقد ولد منها » وعيسى الروح يخطو فوق البحر . 

- وسير الجسد المتيبس يكون فوق اليابسة » وسير الروح خطا فى قلب البحر . 

- وما دام عمر” قد مر على طرق اليابسة ٠»‏ حينا فى الجبل وحينا فى البحر وحينا 

فى الواد ؛ 

- من أبن ستجد ماء الحيوان ؟ وأنى لك أن تشق موج البحصر ؟ 

- والموج الترابي هو أوهامنا وأفهامنا وفكرنا » والموج المائي هو محونا وسكرنا 

وفناؤنا . 

- وما دمت في هذا السكر فأنت بعيد عن ذاك السكر ؛ وما دمت ثملا منه فأنت 

أعمى عن تلك الكأس. 

- والأحاديث الظاهرة كأنها الغبار » فتعود فترة على الصمت » وكن صاحب وعي . 
تكرار المريدين قولهم: إنه الخلوة 

- قالوا جميعا : أيها الحكيم الباحث عن الذرائع » لا تتحدث معنا بهذا الخداع وهذا 

)١( الجفاء‎ 

- وضع على الدابة حملا بقدر طاقتها » وكلف الضعفاء بأعمال في وسعهم . 

- والحبة التي يلتفطها كل طائر بقدر حجمه , ومتى كان التين طعاما لكل طائر ؟ 

5- ولو أنك أعطيت الرضيع الخبز بدلا من اللبن » فاعتبر الطفل المسكين ميتا 

من هذا الخيز . 

(1)ج/١1531-1:-‏ وئحن أسرى فحتام هذا الخداع ؛ ونحن بلا قلوب أو أرواح وهذا الجفاء زائد .- وما دمث قد قبلتنا 

من البداية » فارحمنا هكذا حتى النهاية .- ولقد علمت ضغفنا وعجزنا وفقرنا .. كما عرفت الدواء لآلامقا. 


ب هلم - 


- وعندما تنبت له أسنان بعد ذلك ؛ تصبح معدته من تلقاء نفسها طالبة للخبز . 

- والطائر الذى لم ينبت له جناح كيف يصبح محلقا » إنه يصبح فريسة لكل قط شره 
- وعندما ينبت له جناح يطير من تلقاء نفسه بلا تكلف وبلا صفير حسن أو قبيح . 
- وإن نطقك ليصيب الشيطان بالخرس ٠؛‏ وقولك يمنح آذاننا الوعي . 

- تصير آذاننا وعيا عندما تتحدث » ويصير برنا بحرا لأنك أنت البحر . 

- ومعك تصبح الأرض أفضل من الفلك » يامن نور منك الكون من الأرض إلى 


السماك . 
- وبدونك تكتنفنا الظلمة ولو كنا فوق الفلك ٠‏ ومعك أيها القمر متى يكون هذا الفلك 
تقلا )1١(.‏ 


- إن صورة الرفعة تكون للأفلاك » لكن معنى الرفعة يكون للروح الطاهرة . 
- وصورة الرفعة تكون للأجساد » والأجساد إذا قيست بالمعنى تكون مجرد 
أسماء . )١(‏ 

جواب الوزبر : لن أنهي الخلوة 
5- قال : أقصروا من حججكم » واجعلوا لنصيحتى طريقا إلى قلوبكم 
وأرواحكم . 
- فإن كنت أمينا ء فالأمين لا يكون متهما » حتى وإن قلت أن السماء أرض . 





: ج/ 170-1:- الشطرة الثانية : ومعك أيها القمر متى تكون الأرض مظلمة وبعده بيتان زائدان‎ )١( 
. ومتى يكون الليل مظلما مع قمر وجهك » والنهار بدون نورك ظلام‎ - 

- ومعك تفوقنا على الفلك ونحن على الأرض ؛ وفوق السماء دون نورك كأننا التراب الوضيع . 

(؟) ج/١-170:-‏ بحق الله » بحق الله ؛ ألق علينا نظرة » " لاتقنطنا فقد طال الحزن * . 


كم - 


- وإن كنت كمالا فأى إنكار يكون مع الكمال ؟ وإن لم أكن .. فما هذا الأذى ؟ وما 
هذه المضايفة ؟. 


- ولن أخرج من هذه الخلوة » فأنا مشغول بأحوال الباطن . 


اعتراض المريدين على خلوة الوزير 
- قالوا جميعا : أيها الوزير ليس " ما نقول ' إنكارا » ولا يشبه قولنا قول الأغيار 
-٠‏ فدموع الأعين جارية من فراقك : والآهات لاثفتا تنطلق من أعماق الروح . 
- والطفل لا يجادل حاضنته » لكنه يبكي » مع أنه لا يعرف خيرا أو شرا . 
- ونحن كالصنج وأنت تعزف عليه بريشتك» وليس النواح مناء بل أنت الذى تنوح . 
- ونحن كالناى » والأنغام داخلنا منك » ونحن كالجبال , وفينا يتردد منك الصدى . 
- ونحن مثل قطع الشطرنج نوضع حيث ننقل , ونقلنا ووضعنا منك يا حسن 
الصفات . 
5- ومن نكون نحن ؟ يا من أنت لنا روح الروح ؛ حتى يكون لنا وجود مع 
وجودك !! 
- نحن عدم » ووجودنا أنت » ذلك أنك وجود مطلق يبدو فانيا. 
- ونحن كلنا أسود لكن أسود العلم » يكون هجومها من الريح لحظة بلحظة . 
- وهجومها ظاهر »٠‏ لكن الرياح ليست ظاهرة » فلا جعل الله مفقودا ذلك الذى ليس 
بظاهر . 
- وإن رياحنا ووجودنا من عطيتك ؛ ووجودنا بأجمعه من إبداعك . 
- لقد أظهرت للعدم لذة الوجود » وكنت قد جعلت العدم عاشقا لك . 


لام - 


- فلا 3 تسترد منا لذة إنعامك » ولا تسترد منا ثقلك وخمرك وكأسك . 

- وإن أخذتها » فمن ذا الذى يجادلك ؟ وكيف للنقش أن يطامن بقوته النقاش ؟! 
اا ا حل ال او 0 ٍ! 

- ذلك أنا لم نكن بعد ولم تكن مطالبنا » ولطفك كان يستمع إلى مالم نتلفظ به . 
5- والنقش يكون أمام النقاش والقلم » عاجزا معقود اللسان كالجنين في الرحم . 
- وأمام القدرة » الخلق جميعا لايزالون في الأرحام » عاجزون كألة النساج أمام 
الإبرة " التي تحركها" 

-حينا ترسم عليها شيطانا وحينا إنسانا » حينا تنقش صورة للسرور » وحينا للغم. 

- فلا يد لها تحركها بالرفض » ولا نطق حتى تنبس بنفع أو اضر . 
- وأعد من القرآن تفسير البيت » في قوله تعالى " ما رميت إذ رميت 
- فإن أطلقنا السهم فليس هذا منا » فذحن القوس » والرامي هو الله . 

- وهذا ليس جيرا لكنه معنى الجبارية » وذكر الجبارية '" يعن" عند ذكر العجز 
والمسكنة . 

- وصراخنا ونواحنا دليل على الاضطرار » وخجلنا صار دليلا على الإختيار . 
- فإن لم يكن إختيار ؛ فما هذا الخجل ؟! ما هذا الأسف وهذا الندم ؟! 

- ولماذا يعاقب ا يكون تحويل الخواطر عن تدابيرها ؟ 


5- وإذا قلت أنه آنذاك يكون فلا عن جبره » وأن قمر الحقيقة قد إختفى خلف 
سحايه ؛ 
- فإن لى على هذا الاعتراض جوابا حسنا » إن استمعت إليه » تترك الكفر وتدخل 
فى الدين 


- هلم - 


- فالحسرة والضراعة تكون عند المرض » وأوان المرض كله يقنففنة , 
-ويبدو في داخلك قبح الذنب » وتنوى قائلا : سوف ارجع إلى الطريق القويم ؛ 
- وتأخذ على نفسك العهود والمواثيق وتقول : لا يكون لي إختيار من بعد في 
الأمور إلا الطاعة. 
- ومن ثم صار من المؤكد أن مرضك يهبك الوعى واليقفة. 
- فاعتم هذا الأصل إذن يا باحثا عن الأصول » إن كل من أحس بالألم ظفر 
برائحة 1 تقوده إليه" 
- وكل من هو أكثر يقفظة يكون أكثر ألما » وكل من هو أكثر وعيا يكون أكثر 
شحويا . 
- فإن كنت منتبها إلي جبره فما ضراعتك ؟ وأين رؤيتك لغل الجبارية الحديدي ؟ 
5- وكيف يفرح المقيدبالغل الحديدى ؟! وكيف يزاول نزيل السجن الحرية ؟ 
- وإن كنت ترى أن قدمك قد قيدت » وأن عسكر الملك قد وقفوا على رأسك ؛ 
- لا تزاول إذن مع العاجزين ما يفعله العسكر » فليس هذا من طبع العاجز أو 
من شيمه . 
-- فإذا كنت لا ترى جبره » لا تتحدت عنه » وإذا كنت تراه ؛ فأين دليل الرؤية ؟ 
- وفي كل أمر تكون ميالا إليه » لا تفتا ترى قدرتك عيانا . 
- وما لاميل لك فيه أو رغبة » تجعل نفسك جبريا , وتقول أنه من الله . 
-فالأنبياء جبريون في أمور الدنيا » والكفار جبريون في أمور العقبى . 
-وللأنبياء اختيارفي أمورالعقبئ ٠‏ وللجهال اختيارفي أمورالدنيا . 


هم - 


- ذلك أن كل طائر يطير صوب جنسه ء وتتقدمه روحه في أثره . 
- ولما كان الكفار من جنس سجين ٠‏ طابت نفوسهم بسجن الدنيا. 
5- ولما كان الأنبياء من جنس عليين ؛ فهم مهرعون صوب عليين بالقلب 
والروح .(1) 
- وهذا الكلام لانهاية له » ولنكرر القول في تمام هذه القصة . 
إبئاس الوزير المريدين في رفض الخلوة 

- وصاح بهم ذلك الوزير من الداخل قائلا : أيها المريدين؛ ليكن هذا معلوما عنى ؛ 
- أن عيسي هكذا قد أرسل إلي وقال : إبتعد عن كل رفاقك وأقاربك . 
- ولتوجه وجهك إلى الجدار ولتجلس وحيدا » ولتختر الخلوة حتى عن وجودك . 
- ومن بعد ليس لدى الإذن بالكلام » ولا شأن لي بالحديث . 
- الوداع أيها الرفاق » فلقد مث » ونقلت متاعي إلى الفلك الرابع . 
- حتى لا -أحترق تحت هذا الفلك النارى كالحطب في عناء وفي عطب . 
- ولأجلس من الآن فصاعدا إلى جوار عيسى فوق السماء الرابعة . 

جعل الوزير كل أمير وليا لتعهه 

في غيبة عن بفية الأمراء 

- ثم استدعى أولئك الأمراء واحدا بعد الآخر » وتحدث مع كل واحد منهم على حدة 
)١(‏ ج/١-775‏ :- وكيف يفرح المقيدبالغل الحديدى ؟ وكيف يجعل من خشبة مهترئة عمادا ؟ - 


وكيف يزاول نزيل السجن الحرية ؟ وكيف يبدى المبتلى الفرح والسرور ؟ 2 
(؟) ج/ -:776-١‏ فيا إلهي أبد للروح هذا المقام » الذى يجرى فيه بلا ألفاظ الكلام . 


65- وقال لكل واحد منهم : إنك النائب الحق على دين عيسي » وأنت خليفتى . 
- والأمراء الآخرون تبع لك ؛ وقد جعلهم عيسى كلهم شيعة لك . 
- وكل أمير يعصاك إقبض عليه واقتله » أو إجعله أسيرا في قبضتك . 
- لكن لا تبح بهذا ما دمت أنا حيا » ولا تطلب هذه الرئاسة قبل موتي . 
- وما لم أمت لا تظهر هذا الأمر »ء ولا تدع الملوكية والسيطرة . 
- وهاك هذا القرطاس بأحكام المسيح » إقرأه بالتفصيل على الأمة " بلسان" 
- وقال لكل أمير هذا الأمر على حدة » لا نائب سواك في دين الله . 
- وجعل كل واحد منهم على حدة العزيز " المختار " » وما قاله لذاك » قاله لهذا . 
- وأعطي لكل واحد منهم قرطاسا من القراطيس » كان كل منها يناقض الآخر ؛ 
وهذاهوالمراد. 
- لقد كانت متون هذه القراطيس مختلفة تماما » كالإختلاف بين الحروف من الألف 
إلى الياء . 
5- كانت أحكام هذا القرطاس ضد أحكام ذاك » ولقد بينا من قبل تفاصيل هذا 
التضاد . 

فقتل الوزير لنفسه فى الخلوة 
- وبعد ذلك أغلق الباب على نفسه أربعين يوم أخرى » ثم قتل نفسه وتخلص من 
حياته . 
- وعندما علم الخلق بموته » قامت قيامة " منهم " على قبره . 
- واجتمع خلق كثيرون على ذلك الفبر »نائحين ممزقين تيابهم حدادا عليه. 


- عدد لا يحصيه إلا الله تعالى من عرب ومن ترك ومن روم ومن كرد . 

- أخذوا يحثون تراب قبره على رؤوسهم » واعتبروا الألم في سبيله موضع 

الدواء لهم . 

- ولمدة شهر قام هؤلاء الخلق علي قبره » يسوقون من مأقيهم طريقا من الدمع )١(.‏ 
سؤال أمة عبسى الأمراء : أيكم ولى الغهد ؟ 

- وبعد شهر قال الخلق : أيها العظماء من من الأمراء قد حل محله ؟ 

- حتى نعترف به إماما يخلفه » ونسام إليه أيدينا وأطراف ثيابنا .(؟) 

- فإذا كانت الشمس قد غابت ووسمتنا بالجراح » فلا محيص من أن يقوم في مقامها 

مصباح . 

©- وما دام وصل الحبيب قد غاب عن العين » ينبغى أن يبقى نائب عنه تذكارا 

لنا . 

- وما دام موسم الورود قد إنقضى وصارت الروضة خرابا » من أين نلتمس شذى 

الورود ؟ من الجلاب. 

- وما دام الله - جل شأنه - لا تدركه الأبصار » فهم نواب الحق أولئك الرسل . 

- لاء لقد أخطأت » فإن ظننت أنهما اثنان - النائب ومن أنابه- يكون أمرا قبيصا 

وليس طيبا . 


. كان الجميع في صراخ ألما من فراقه » الملوك والعوام والكبار والصغار‎ -: 370-1١/ج‎ )١( 
حتى نعترف به إماما يخلفه » وحتى تتم أمورنا به .- وننقاد جميعا إلى اختياره‎ -:521-1١/ج‎ )١( 
. ونمسك بطرف ردائه وتكون أيدينا في يده‎ ٠ 


5 0 


- لاء إنهما اثنان مادمت عابدا للصورة » وهما أمام من نجا من الصورة واحد . 
- وعندما تنظر إلي الصورة فأنت تنظر بعينين » فانظر إلى النور الذى إنبعث 
من العينين(١)‏ 

- فلا يمكن التمييز بين نور إحدى العينين ونور الأخرى ٠‏ عندما يلفي المرء بنظرة 
إلى النور . 

- وعندما تحضر عشرة مصابيح إلى مكان ما » ويكون كل منها في شكله مختلفا 


عن الآخر ؛ 

- فإنك لا تستطيع أن تميز بين نور كل منها » عندما تتجه إلى نورها بلا شك ولا 
ريب (؟) 

- وإنك إن أتيت بمائة ثمرة من التفاح أو السفرجل » فإنها لاتظل مائة عندما تقوم 
بعصرها . 


65- وليس في المعاني قسمة أو أعداد » وليس في المعاني تجزئة ولا إفراد . 
- واتحاد الحبيب بالأحبة أمر طيب » ولتمسك بقدم المعنى فالصورة متمردة . 
- والصورة المتمردة أذبها بالألم » حتى ترى الوحدة تحتها كأنها الكنز . 

- وإن لم تذبها أنت فإن عناياته - جل شأنه - تذيبها » يا من قلبي غلام له . 


-- إنه هو الذى يبدى نفسه للقلوب » وهو الذي يرتق خرقة الدرويش : 
(1)ج/571-1:- عندما تنظر إلى الصورة فأنت تنظر بعينين » فانظر إلى نوره فهو طية واحدة 


.- ولا جرم أن البصر عندما يقع على الواحد » يكون واحدا ولا يتأنى له اثنان . 
(9)ج/55-1:- أطلب المعنى من القرآن وقل " لانفرق بين أحد من الرسل " . 


لانو انك 


- لقد كنا جوهرا واحدا ساريا فى العالم » كنا بلا بداية ولا نهاية وهو المبدأ 
للجميع . 

- كنا جوهرا واحدا وكأننا الشمس » كنا بلا عقد » نتميز بالصفاء كالماء . 

- وعندما تصور ذلك النور الصافي » صار عددا » كأنه ظلال الشرفة . 

- فحطم الشرفة بالمنجنيق ؛ حتى تمضي الفروق عن هذا الفريق ٠‏ 

- وكان علي أن أفسر هذا الأمر نتيجة للمراء والجدل » لكني أخاف أن تنزلق 


خواطر الناس - 
65- فالنكات ” الدقيقة " حادة كأنها السيف الفولاذى » وإن لم يكن لديك ترس 
تقهفر هاربا . 


- ولا تواجه هذا السيف القاطع كالماس بلا ترس » إذ لا حياء للسيف عند القطع . 
- ولهذا السبب وضعت سيف القول في غمده » حتى لا يقرأه معوج القراءة خلافا 
" لقصدى ". 
- ولقد وصلنا إلى تمام القصة ٠‏ وإلى وفاء جمع الصادقين . 
- أوائك الذين نهضوا بعد ذلك المقتدى ٠‏ وأخذوا يطالبون بنائب في مقامه . 
نازع الأمراء على ولابة العهد 

- وتقدم أمير من هؤلاء الأمراء » وامتثل أمام أولئك القوم الأوفياء . 
- وقال : الآن أنا نائب لذلك الرجل ؛ ونائب لعيسى في هذا الزمان . 
- وإليكم هذا القرطاس وهو برهاني على أن النيابة من بعده الي . 
- وخرج ذلك الأمير الآخر من مكمنه » وادعى نفس الادعاء في الخلافة . 

- وأبدى بدوره قرطاسا من تحت إيطه » حتى اشتعل كل منهما بغضب كغضب 
اليهود . 


اد 


د - وأولئك الأمراء الآخرون واحدا واحدا وفي صف مرصوص ؛ سل كل منهم 
السيف البتار . 

- كان مع كل منهم قرطاس وسيفهء واشتبك كل منهم بالاآخر كالفيلة الهائجة. )١(‏ 
- وقتل مئات الآلاف من النصارى » حتى تشكل تل من الرؤوس المقطوعة . 

- وجرى الدم من يمين ومن شمال كأنه السيل» ومن غبار" المعركة"ظهرت الجبال 
في الهواء . 

- وبذور الفتنة التي كان قد غرسها » صارت وبالا على رؤوسهم . 

-٠‏ لقد تحطمت ثمار الجوز » وذلك الذى كان لديه لب ٠»‏ كانت له بعد القتل 
روح طاهرة ., 

- والقتل والموت اللذان يجريان على الجسد » كأنهما كسر لثمار الرمان والتفاح . 
- فما هو حلو » أسفر عن حبات الرمان » وما هو مهترئ ؛ لم يكن غير 
صوت .(؟) 

- وما كان ذا معنى يبدو طيبا حلوا » وما لا معنى له فضيحة في حد ذاته . 

- فامض ٠‏ وجاهد في المعنى يا عابد الصورة » ذلك أن المعنى بمثابة الجناح على 
جسد الصورة . 

- وكن جليسا لأهل المعنى » حتى تجد العطاء » كما تكون فققتى . 

- فالروح الخالية من المعنى » هي بلا شك في هذا الجسد » كأنها السيف الخشبي في 
الغمد . 


(١)ج/١-‏ "الالا:- كان عند كل واحد من الأمراء خيل لا حصر له ؛ وسلوا السيوف في ذلك 
الزمان . 
2( ج/757-1:- وما هو مليء باللب طاهر كالمسك ؛ومأاهو مهترىء ؛ لا يكون سوى 


تراب . 


-46ة8- 


- ما دام في غمده يكون ذا قيمة » وعندما يخرج مسن غلافه يورد صاحبه موارد 
الهلاك . 

- فلا تحمل السيف الخشبي في معمعة القتال » وانظر من البداية » حتى لا يسوء 
الأير. 

- فإن كان خشبيا ؛ امض واطلب غيره » وإن كان بتارا فتقدم فرحا . 

2- والسيف " الحق " موج ود في خزانة سلاح الأولياء » ورؤيتهم 
بالنسبة لك كيمياء » 

- وكل العلماء قد قالوا نفس القول » والعالم يكون " رحمة للعالمين " . 

- وإن إشتريت رمانا فاشتر المتشفق " الضاحك " » حثى تنبئ ضحكته عما فيه من 
حب . 

- فيا لها من ضحكة مباركة » إذ تبدى القلب من الفم » كالدر من درج الروح . 
-وضحكة تلك الزهرة المسماة شقائق النعمان غير مباركة » إذ تبدى سواد القلب من 
فمها . 

©- والرمان الضاحك يجعل البستان ضاحكا » وصحبة الرجال تجعلك من 
الرجال )١(.‏ 


- فإن كنت صخرة أو حجر مرمر » عندما تلحق بصاحب قلب تصبح جوهرا . 


(1)ج/١535-1:-‏ إن لحظة واحدة من صحبة الأولياء » أفضل من مائة سنة من الطاعة بلا رياء . 


اا أت 


- فاغرس حب الأطهار في سويداء الروح » ولا تمنح القلب إلا لودهم الذى يرضي 
الروح . 

- ولا تمض نحو حي اليأس فهناك آمال » ولا تمض صوب الظلمة » فهناك شموس. 
- والقلب يجذبك نحو حي أهل القلب » والجسد يجذبك نحو سجن الماء والطين . 
- فهيا » أمدد القلب بالغذاء من شريك في القلب .. وامض واطلب الإقبال من 


أحد المقبلين )١(.‏ 
تعظيم نفعت المصطفى صلى الله عليه وسلم 
المذكور فى الإنجيل 
-كان اسم المصطفى موجودا في الإنجيل ء ذلك الزعيم للأنبيياء وبحر 
المصيفاء. 


- كان ذكر حليته وشمائله موجوداء وكان موجودا أيضا ذكر غزوه وصومه وأكله. 
- وكانت طائفة من النصارى جلبا للشواب ؛ عندما كانوا يصلون إلى هذا الاسم 
والخطاب ؟؛ 

+اقانوا يقلو .هذا الاسم االشريق © وكاتوا يتشريكوق من :ذلك الرضيف اللطيف» 
- وفي هذه الفتنة التي ذكرناها » كانت تلك الجماعة آمنة من الفتنة 
لاقل اندي 


(1)ج/554-1:- وتشبث بطرف رداء صاحب إقبال » حتى تجد الرفعة من أفضاله ؛ فصحبة 
الصالح تجعلك صالحا » وصحبة الطالح تجعلك طالحا . 


5 0 


3 
- وتلك الجماعة الأخرى من النصارى » كانت تستهين باسم أحممد . 
- فصاروا مهانين أذلاء من الفتن »-من الوزير مشئوم الرأى » مشئوم الحيل ., 
- كان دينهم متخبطما وشرائعهم » من اتباعهم للقراطيس معوجة البيان . 
- وهكذا يقوم اسم أحمد بإسداء العون » فما بالك بنوره كيف يقوم بالحفظ ؟ 
- لقد صار اسم أحمد كالحصن الحصين » فما بالك بذات ذلك الروح الأمين ؟ 
حكابة الملك اليهودو الآخر الذي سعى 
في ملاك دبن عيسو 
- بعد هذه المذبحة التي لاتقبل العلاج » والتي وقعت من بلاء ذلك الوزير ؛ 
- قصد ملك آخر من نسل ذلك اليهودى » هلاك قوم عيسى . 
5- وإذا كنت تريد خبرا عن هذا الخروج الآخر » إقرأ آية " والسماء ذات 
البروج " 
- والسنة السيئة التي سنها ذلك الملك الأول » اتبعها بدوره ذلك الملك الآخر . 
- وكل من سن سنة سيئة » تنزل عليه اللعنة في كل لحظة . 
- ولقد ذهب الطيبون وبقى ما سنوه من سنن » وبقى عن اللثام الظلم واللعنات . 
- وحتى القيامة » كل من يأتي من جنس أولئك اللئام إلى الوجود تكون وجهته إليهم. 
- وعروق هذا الماء العذب وهذا الماء الملح تجرى في الخلق حتى نفخ 
الصور. 
- فللطيبين ميراث من الماء العذب ٠‏ وأى ميراث ذاك ؟ إنه " أورثنا الكتاب " . 
- فصارت حاجة الطيبين إن أمعنت النظر » قبسات من جوهر النبوة . 


9 


- والقبسات تكون دائرة مع الجواهر والأصول " التي تصدر عنها " ؛ والقبس 
يمضي نحو ذلك الجانب الذى هو منه. 

- والنور المنبعث من الكوة يمضي حول الدار ذلك أن الشمس تمضي من برج 
إلى برج . 

5- وكل من له اتصال بكوكب من الكواكب » تكون حركته مع كوكبه المتصل به 
- فإن كان طالعه الزهرة ؛ يكون ميله الكلي إلى الطرب والعشق والطلب . 
والخصومة . 

- وهناك كواكب أخرى وراء هذه الكواكب »؛ لا يحل بها نحس أو احتراق . 

- وكلها سيارة في سماوات أخرى » غير هذه السماوات السبع المعروفة . 
والراسخون في أشعة أنوار الإله ؛ لاهم متصلون بها ولا هم منفصلون 
عنها . 

- وكل من يكون طالعه من تلك النجوم فإن أنفاسه تحرق الكفار برجومها . 

- ولا يكون غضبه من قبيل الغضب المريخيء فهو يسير سيرا عكسيا » هو غالب 
- والنور الغالب آمن من النقص و "ظلمة " الغسق ٠‏ فهو بين إصبعين من نور 
الحقّ . 

- والحق يرش هذا النور على الأرواح » والمقبلون فتحوا له حجورهم . 

5 - وذلك الذى أصاب من رش النور » قد أعرض بوجهه عما سوى الله. 
- وكل من لم يكن له حجر ثوب من العشق » صار بلا نصيب من رش النور ذاك . 


9484 


- والأجزاء متجهة بوجوهها صوب الكل » كما تكون البلابل عاشقة لصفحة الورود. 
- ولون البقرة يكون من ظاهرها ء أما الرجل » فاطلب لونه من باطنه ؛» أحمر 
أو أصفر . 
- والألوان الطيبة تكون من دن الصفاء » وألوان القبحاء من صبغة الجفاء السوداء . 
- وصبغة الله هي اسم ذلك اللون اللطيف ؛ ولعنة الله هي نتن ذلك اللون 
القذر. 
- وما هو من البحر يمضي إلى البحر ٠‏ أى يمضبي إلى المكان الذى جاء منه . 
- ومن قمة الجبل " تنزل " السيول المسرعة في سيرها » ومن أجسادنا تنطلق الروح 
ممزوجة بالعشق . 

إضرام ملك اليهود للنار ووضعة صنما إلي جوارها 

قائلا: كل من سجد للصنم نجا من النار 
- فانظر إلى هذا اليهودى الكلب أى كيد كاده » لقد نصب صنما إلى جوار النار. 
- وقال : من سجد للصنم نجا » وإلا فهو ملقى في النار ٠‏ 
5- وعندما لم يجان صنم النفس بما يستحق ٠‏ تولد من صنم نفسه صنم آخر. 
- وإن صنم نفوسكم يعد أم الأصنام » فالصنم حية » لكن صنم النفس تنين . 
- والنفس حديد وحجر والصنم شرر » والشرر ينطفىء من الماء )١(.‏ 
- ومتى يسكن الحديد والحجر من الماء ؟ ومتى يكون الإنسان آمنا منهما ؟ 


2 جااسلاه؟ :- والحديد والحجر النار بداخلهماء ومن ثم لا يُمد الماء بماء ,- وعندما تطفأ النار الظاهرة بالماء‎ )١( 
متى يمضي الماء داخل الحديد والحجر .- والحديد والحجر أصل النار والدخان ؛ وفروعها الكفر والنصرانية‎ 
. واليهودية‎ 


- والصنم ماء كدر مختفه في الإناء » أما النفس فاعتيرها منبع الماء الكدر . 
- وذلك الصنم المنحوت كأنه السيل الأسود » والنفس ناحتة " الأصنام " عين 
ماء في مجرى الماء )١(‏ 
- وقطعة من الحجر تكسر مائة من الجرار ٠‏ لكن ماء العين يسيل بلا انقطاع .(؟) 
- وكسر الصنم سهل بل وفي غاية السهولة » لكن اعتبار النفس أمر سهل » جهل 
وأى جهل . 
- وإذا كنت تبحث عن صورة للنفس يا بنى» فاقرأ قصة النار ذات الأيواب السبعة 
- فلها في كل نفس مكر » وفي كل مكر » يغرق مائة فرعون مع أتباعه . 
5- قاهرب إلى إله موسى وإلى موسى ؛ ولا ترق ماء الإيمان من فرعونيتك . 
- ولتتشبث بالأحد وبأاحمد ء واج يا أخي من أبي جهل الجسد . 

تحدث طفل من بين النار وتحريضه الخلق 

على الوقوع فيها 

- وأتي ذلك اليهودى بامرأة ورضيعها أمام النار » وكانت النار متاأججة .(”) 
- وأخذ منها الطفل وألقى به في النار » فخافت المرأة وتزلزل إيمانها . 


)1( ات والصنم الموجود داخل الإناء كأنه الماء الجارى » ونفسك الشؤم هي منبعه أيها 
المصر. 

. فإذا كان ماء الدن والإناء فانيا . فإن ماء النبع متجدد وباق‎ -: ”ت/-1١/ج‎ )١( 
- وقال : أيتها المرأة » أسجدى أمام الصنم » وإلا احترقت في النار دون كلام.‎ -:"57-1١/ج)5(‎ 
. كانت تلك المرأة مؤمنة طاهرة الدين ؛ ولم تسجد لذلك الصئم تلك الموقنة‎ 


- ١.١ 


- وهمت بالسجود للصنم » فصاح بها ذلك الطفل " إني لم أمت " )١(‏ 

- أدخلي يا أمي ٠‏ إني سعيد هنا بالغم» مع أني صوريا داخل النار . 

- والعين مغمضة والنار من أجل الحجاب » ورحمة تلك التي أطلت برأسها من 
الحبيب . 

- ادخلي يا أمي وانظري برهان الحق » حتى تري مجاس أنس خواص الحق . 

- أدخلي وانظري ماءا على شكل النار » من عالم ناره على مثال الماء . 

- أدخلي وانظري أسرار إبراهيم » الذى وجد في النار السرو والياسمين . 

6- لقد كنت أرى أوان ميلادى منك موتا » وأصابني خوف شديد عند سقوطي 
منك . 

- وعندما ولدت نجوت من السجن الضيق » في عالم حسن الهواء جميل اللون . 

- والآن أرى الدنيا كأنها الرحم » عندما رأيت في النار هذه الطمأنينة . 

- لقد رأيت عالما في هذه النار » في كل ذرة منه صاحب نفس كعيسى . 

- فعالم العدم الآن له في ذاته شكل الوجود » بينما عالمكم ذو شكل لا ثبات له . 
-٠‏ أدخلي يا أمي بحق الأمومة » وشاهدى هذه النار التي ليس فيها طبع النار. 
- أدخلي يا أمي فقد جاء الإقبال » أدخلي يا أمي ولا تفرطي في هذه الدولة ., 

- لفد رأيت قدرة هذا الكلب » فادخلي حتى تري قدرة الله . 

- وأنا أجر قدمك إليها رحمة بك » فمن السعادة لا إلتفات مني إليك أصلا . 

- فادخلى واستدعي الآخرين أيضا » ففي النار قد مد المليك الموائد . 

5- وادخلوا أيها المسلمين جميعا » فكل ما سوى عذب الدين عذاب . 


2 


. بالعربية في المتن‎ )١( 


.ات 


-أدخلوا جميعا وكأنكم الفراش » في هذه المتعة التي تحتوي على مائة ربيع . )١(‏ 
- وأخذ يصيح وسط هذه الجماعة » وامتلأت أرواح كل الخلق عظمة ومجدا .(؟) 
- فأخذ الخلق جميعا - من رجال ونساء - ودون أن يحسوا يلقون بأنفسهم في النار. 
- وذلك دون جلاد ودون جر ؛ من عشق الحبيب » إذ به ينقلب إلى حلو كل مر . 
-٠‏ بحيث أن الحرس أخذوا يمنعون الخلق صائحين بهم : لا تلقوا بأنفسكم إلى 
النار . 
- وصارذلك اليهودى أسود الوجه خجلا ؛ ولذلك ندم وصار مريض القلب . 
- ففي الإيمان » صار الناس أكثر عشقا » وصاروا أكثر صدقا في فناء الجسد . 
- وارتد مكر الشيطان إليه والشكر لله » وافتضح أمر الشيطان والشكر لله . 
- وكل ما كان يدهن به وجوه الناس ٠‏ اجتمع وتراكم على وجه ذلك الخسيس . 
65- وذلك الذى كان يمزق ثياب الناس بجدء صار ثوبه ممزقاءبينما صلحت ثيابهم 

بقاء كم ذلك الرجل الذى كان ينطق اسم الرسول 

صلى الله عليه وسلم ساخرآ .. معوجا 

- لقد قوس أحدهم فمه » ونطق اسم محمد ساخرا » فبقى فمه معوجا. 


)١(‏ ج/550-1:- أدخلوا وانظروا كيف صارت باردة تلك النار الحامية المهينة .- أدخلوا يا من أنتم جميعا ثملون 
مهمومون ٠‏ أدخلوا يا من أنتم عين الملامة .- أدخلوا في هذا البحر العميق » حتى تصبح الروح صافية رقيقة .- 
وألقت الأم بنفسها عليه ؛ فأمسك بيدها ذلك الطفل المجبول على الحئان . - دخلت النار أم ذلك الطفل الصغير ٠‏ وفي 
(ك)ج امام أخذت تصيح بالخلق : أيها الناس ٠‏ أنظروا في النار إلى هذا البستان . 


2 0 


- فعاد إليه قائلا : يا محمد أعفْ عني » يا من لك الألطاف والعلم من لدنه . 
- لقدكنت أسخر منك جهله .. ذلك أني أهل للسخرية منسوب لها . 
- وعندما يريد الله أن يهتك ستر أحد » يجعل ميله إلى الطعن في الأطهار . 
- وإذا أراد الله أن يستر عيب أحد » فإنه قليلا ما يتحدث عن عيوب من بهم 
عيوب . 
- وعندما يريد الله أن يمد إلينا يد العون » يجعل ميلنا نحو الضراعة ٠‏ 
- فما أسعدها تلك العين التي تكون باكية له » وما أعظمه ذلك القلب الذى يكون 
محترقا به . 
- وإن آخر كل بكاء يكون ضحكا » والرجل الناظر إلى العاقبة عبد مبارك . 
- وحيثما يكون ماء جار تكون خضرة » وحيثما يكون دمع جار تكون رحمة . 
١5‏ - فكن كالساقية آنا دامع العين » حتى تنمو الخضرة في ساحة روحك )١(.‏ 
- فإن كنت تريد الدمع » إرحم الدامعين ؛ وإن كنت تريد الرحمة » إرحم 
الضعفاء . ْ 

لوم ذلك الملك اليغودى لتنار 
- اتجه الملك إلى النار قائلا : يا حادة الطبع ٠»‏ أين طبعك الجبلي المحرق للعالم ؟! 
- كيف لا تحرقين ؟ ! وإلي أين مضت خاصيتك ؟! أو أن نيتك قد تغيرت من سوء 
حظنا ؟ 
- إنك لا تغفرين لعابدك ؛: فكيف نجا منك من لا يعبدك ؟ 


. لقد رحمه السيد وعفا عنه » لأن ذلك المصفر الوجه قد تاب عن جرأته‎ -:78-1١/ج‎ )١( 


 ةؤ١.عاس‎ 


67- إنك لا تصبرين أبدا أيتها النار » فكيف لا تحرقين ؟! تراك غير قادرة ؟! 
- أهو إغماض للعيون - وآسفاه -أو قيد على العقل » كيف لاتحرق تلك النار التي 


يرتفع لهيبها ؟ 
- هل سحرك أحد؟ أو تراه مارس عليك السيمياء ؟ أو أن مخالفتك لطبعك من سوء 
حظنا ؟! 


- قالت النار : إنني كما أنا أيها الوثني ٠‏ فتعال إل حتى ترى حرارتي . 

6- وعلى باب المخيم تهز كلاب التركمان ذيولها وتتملق الضيفان . 

- وإن مر بالمخيم وجه غريب عليها » يرى منها هجوما كأنه هجوم الأسود . 

- ولست أنا أقل من الكلب عبودية » وليس الله - جل وعلا - بأقل من التركماني 
في هذه الحياة . 

- فإن جعل مليك الدين نار طبعك حزينة مغتمة » يجعل إحراقها بالأمر . 

- ولو منح نار طبعك السرور »؛ فإن مليك الدين يضع فيها السرور . 

. فإن أحسست بحزن » استغفر » فلقد نزل بك بأمر الخالق » فاعمل‎ - ٠ 

- ولو يشاء لجعل من عين الغم سرورا » ولصارت الأغلال في الأقدام عين الحرية. 
- والهواء والتراب والماء والنار كلها عبيد » وهي بالنسبة لي ولك ميتة » لكنها حية 
مع الحق . 

- فالنار دائما أمام الحق في قيام » تطوف دائما ليل نهار كالعاشق . 

5- فلا تضرب حديد الظلم بحجره لأنهما معا يلدان » كالرجل والمرأة . 


- ١.8 ب‎ 


١ 


- فالحديد والنار مجرد سبب ٠‏ لكن أنظر إلى أعلى أيها الرجل الطيب . 

- فإن ذلك السيب أحدث هذا السبب » فمتى صار سبب من نفسه دون مسبب ؟! 

- وثلك الأسباب المرشدة للأنبياء » أعلى من هذه الأسباب الموجودة هنا . 

- فإن ذلك السبب يجعل هذا السبب فاعلا » ثم يجعله أحيانا عاطلا بلا أثر . 

- والعقول مسموح لها " بإدراك " هذا السبب » والأنبياء مسموح لهم بذلك 
السيلت: ٠.‏ 

- وماذا يكون هذا السبب ؟ قل بالعربية إنه الرسن ؛ وهذا الرسن - أى الحبل - 
نزل في البئر بفن . 

- ودوران العجلة علة للرسن » لكن عدم رؤية من يدير العجلة زلة ٠‏ 

- وهذه الحبال أسباب في الدنيا > وحذار حذار » لا تعتبرها من هذه العجلة الدوارة 
" الفلك " . 

- حتى لا تبقى صفر اليدين » حائرا كالفلك ».وحتى لاتحترق في.انعدام اللب كعود 
المرخ . 

ه6خ- والهواء يأكل النار بأمر الحق ؛ وكلاهما ثمل بخمر الحق . 

- وماء الحلم ونار الغضب يابني ٠‏ تراهما أيضا من الحق » إن فتحت عينيك . 

- ولو لم .تكن روح الريح عارفة بالحق » فكيف كان لها أن تميز بين قوم عاد .؟ 
- لقد رسم هود - عليه السلام - دائرة حول المؤمنين , وكانت الريح ترق عندما 
تصل إليها . 

- وكل من كان خارج خط هذه الدائرة » كانت الريح تمزقه إربا في الهواء . 

6- مثل شيبان الراعي ؛ كان يخط خطما حول قطيعه ؛ 


وات 


- وذلك عندما كان يذهب إلى صلاة الجمعة » حتى لا يجرؤ الذئب علي الهجوم 
عليه بغارة تركية . 

- فلم يكن ذئب قط يدخل فيها » كما لم يكن خروف يخرج عن ذلك الخط . 

الله كانك ذائرة وجل النداقينة اع ريع حرس الأنب: وتخوضن :الشم على السواة 
- وهكذا ريح الأجل مع العارفين ٠‏ رقيقة طيبة كأنها ريح أمثال يوسف . 

5- إن النار لم تمس إبراهيم عليه السلام بأسنانها » إنه مختار من الحق ٠‏ فكيف 
سه" 

- وأهل الدين لا يحترقون بنار الشهوة » أما غيرهم فقد حملتهم إلى باطن الأرض 
- وموج البحر عندما هجم بأمر الحق ٠‏ ميز بين قوم موسى وآل فرعون . 

- والأرض عندما تلقت الأمر » حملت قارون إلى قعرها يذهبه وعرشه - 

- والماء والطين عندما رعيا من أنفاس عيسى عليه السلام » صارا طيرا » فتح 
الجناح والقوادم وحلق وطار. 

- وإن تسبيحك يكون بخارا حاويا للماء والطين » لكنه صار طيرا من طيور 
الجنة بينفحة صدق القلب. 

- والطور صار راقصا من نور موسى عليه السلام » صار صوقيا كاملا وخلص 


- وأى عجب أن يصبح الجبل صوفيا أيها العزيز » لقد كان جسد موسى أيضا من 
العدال : 


سخرية ملك اليهود وعدم قبوله نصيطة خاصته 
- لقد رأى ملك اليهود تلك العجائب » فلم يكن منه إلا الانكار والسخرية . 


#. اعد 


- وقال له الناصحون : كفاك حثا لمطية العناد » ولا تجاوز الحد . 
ه- فقيد أيديهم بالأغلال وسجنهم » وجعل الظلم متصلا بالظلم . 

- فجاء النداء عندما وصل الأمر إلى هذا الحدء توقف أيها الكلب » فقد حل 
قهرنا. 

-وبعد أن أضرمت النار وبلغ " ارتفاعها " أربعين ذراعا » رسم حولها حلقة : 
وأحرق أولئك اليهود . 

- كان أصلهم من النار منذ البداية » وفي النهاية مضوا صوب أصلهم . 

- كانت ثلك الجماعة قد ولدت من النار , وللأجزاء طريق صوب الكل " الخاص 
بها " )١(.‏ 

- كانوا نارا تحرق المؤمنين فحسب ٠‏ وأحرقتهم النار وكأنهم القذى . 

- وكل من كانت الهاوية أما له » تكون الهاوية زاوية له . 

- والأم تكون باحثة عن ابنها » والأصول تسعى في أثر الفروع . 

- والمياه إن كانت حبيسة في الحوض ٠»‏ فإن الرياح تجففها لأنها أيضا من الأركان 
- إنها تخلصها وتحملها إلى أصلها رويدا رويدا بحيث لا ترى حملها إياها . 

5- وكذلك أيضا هذا النقس » يسرق أرواحنا قليلا قليلا من سجن الدنيا . 

- " فإليه يصعد أطياب الكلم » صاعدا منا إلى حيث علم 

- ترتقي أنفاسنا بالمنتقى » متحفا منا إلى دار البقل ا 

- ثم تأتينا مكافاة المقال » ضعف ذاك رحمة من ذى الجلال 





. كأن هؤلاء الأخساء مولودين من النار » فهم يتحدثون عن النار والدخان‎ -:4.١-1١/ج‎ )١( 


ع اد 


- ثم يلجينا إلى أمثالها » كي ينال العبد مما الها 

- هكذا تعرج وتنزل دائما » لا فلا زلت عليه قائما )١(‏ 

- ولنتحدث بالفارسية : أعني أن هذا الجذب » يأتي من ذلك الطرف الذى جاءت منه 
اللذقه: 

- ولقد تركزت أبصار كل جماعة على جهة ما » فقد جاءت منها ذات يوم لذة ما . 
- ولذة الشيء تتأتى من جنسه يقينا » ولذة الجزء تكون من الكل ' الذى ينتمي إليه ". 
- أو من ذلك الذي يكون قابلا للتجانس » وعندما اتصل به صار من جنسه . 
5- مثل الماء والخبز وهما ليسا من جنسنا » صارا من جنسنا وزادا فينا . 

- وليس للماء والخبز التجانس معنا في الصورة ء فاعلم أنه من جنسنا لاعتبار آخر. 
- وإن كانت لذتنا نابعة من غير جنسنا » ربما تكون مما يشبه جنسنا . 

- وذلك الأمر الذى يكون شبيها يكون عارية » والعارية لا تبقى في آخر الأمر . 
- والطائر - وإن شعر بلذة من الصفير - عندما لا يجده صادرا من جنسه » ينفر 
منةه . 

- والظمآن إن شعر بلذة من السراب» عندما يصل إليه » يفر ويبحث عن الماء. 
- والمفلسون يطيبون نفسا بالذهب المزيف » لكنه يصير مفتضحا في دار السكة . 
- وحتى لا يضللك " الزائف " المطلي بالذهب » وحتى لا يلفي بك الخيال المعوج 
في البئر ؛ 

- فتش من كليلة " ودمنه" عن كلكا الحكاية »واطلت حصنك مق تلك القضة . 


. بالعربية في النص‎ )١( 


ا 


بيآن التوكل ومطالبة الحيوانات للأسد 
بتركالجهه 
- كانت جماعة من الحيوان في واد نضير ء في صراع دائم مع الأسد . 
سوق كزع ها كان الأسد يكظف هنها من مكننه » كان المواغى قد ضبان تكذا 
غليها كلها: 
- قاحتالوا جميعا » وجاءوا إلى الأسد » وقالوا له : سنجرى عليك راتبا بما يشبعك. 
- فلا تسع من بعد الآن في إثر صيد » حتى لا تتمرر في حلوقنا هذه الأعشاب »2 
جواب الأسد علو الحيوانات وحديثه عن فائدة الجهد 
- قال : أجل » إن رأيت الوفاء لا المكر ء إذ رأيت كثيرا من الحيل من هذا 
وذاك ‏ 
- إنني هالك من أفعال الخلق ومن مكرهم - وأنا الملدوغ من الحية ومن العقرب . 
- والنفس من قبيل الخلق كامنة في داخلي » وهى أسوأ منهم جميعا مكرا 


وحقدا. 
- ولقد سمعت أذني الحديث ' لا يلدغ المؤمن " » فاختارت قول الرسول بالروح 


ترجيح الصوانات التوكل والتكسب على الجهد 
-قالوا جميعا : أيها الحكيم العالم » ' الحذر ؛ دح »لميس يغنى عن قدر )١("‏ 
- ويفي الحذرإثتارة للقتنة والشرء قامض .ووتوكل ؛ فالتوكل أفضل . 





- (1/) بالعرببيئة قبي :المبن .. 


كولنات 


- ولا تعاند القضاء أيها الحاد المتهور » حتى لا يعاندك القضاء بدوره . 
5-وينيغي أن يكون المرء ميتا أمام حكم الحق » حتى لا يأتينه الطعان من رب 
الفلاق . 
ترجيم الأسد ثانية الجهد والاكتساب على التوكل والتليم 

- قال : أجل ٠‏ إذا كان التوكل رائ دا ء فالأخذ بالسبب أيضا سنة نبوية . 

- فلقد قال الرسول بصوت عال : اعقل ركبتي البعير وتوكل . 

- واستمع إلى الرمز القائل " الكاسب حبيب الله " » ومن التوكل لا تكن متكاسلا في 
الأخذ بالسيب )١(‏ 

ترجيم الحيوانات للتوكل على الاجتهاد 

- قال له الحيوان : إن الكسب من ضعف الخلق ٠‏ فاعلم أنه لقمة رياء على قدر 
الحلق .(؟) 

-ولا كسب هناك أفضل من التوكل » وأى شيء يستحب من الخلق أكثر من 
التسليم ؟ 

- وكثيرون من هم في الدنيا يفرون من البلاء إلى البلاء » وكثيرون هم الذين 
يهربون من الحية إلى التنين. 

- لقد احتال الإنسان » وكانت حيله شركا له » ومن ظنه حبيبا كان سافكا لدمه . 


(١)ج/50-1؛‏ فاذهب أيها العم وتوكل مع الكسب » وداوم على الجهد ... وداوم على الكسب 
شعرة بشعرة . - وجاهد وأبد الجهد حتى تنجو وإن قعدت عن الجهد فاعلم أنك أبله . 

(؟) ج/455-1 : - إذن فاعلم أن الكسب إنما نشّأ من الضعف والاعتماد على الغير فى التوكل 
خطأ . 


-ا65١-‎ 


-وأغلق الباب والعدو داخل داره » وكيد فرعون من هذا القبيل . 

- فلقد قتل مئات الآلاف من الأطفال ذلك الحقود » في حين أن من كان يقصده كان 
داخل داره . 

5- ولما كانت هناك كثير من العلل في عيوننا » فاذهب وأفن بصيرتك في 
بصيرة الحبيب . 

- فإن بصيرته نعم العوض عن بصيرتنا » وإنك لتجد في بصيرته كل ما تهوى ٠‏ 

- والطفل طالما أنه لا يمسك ولا يسعى ء لا يكون له من مطية سوى عنق أبيه ., 
- لكنه عندما صار فضوليا وأبدى له يدا وقدما » وقع في العناء من البلايا والمحن 
- وأرواح الخلق قبل أن " تكتسي " أيدى وأقداما » كانت تحلق في الوفاء مسن 


الصفاء. 

-7٠‏ وعندما صارت سجينة بأمر " اهبطوا " » صارت حبيسة للغضب والرضا 
والحرص . 

تومو هيان العضروة " الأليية "فطلب نيه از هيد 2ه ولد قال الرضاو قل التاق 
عيال " للهله " 

- وذلك الذى يرسل المطر من السماء » يستطيع أيضا أن يهب الخبز من رحمته . 


ترجيم الأسد الجهد على التوكل 
- قال الأسد : أجل ؛ لكن رب العباد وضع سلما أمام أقدامنا . 
- وينبغي الصعود إلى السطح درجة درجة » والطمع الساذج هنا من قبيل الجبر . 
- ولك قدم فكيف تجعل من نفسك أعرج ؟ ولك يد » فكيف تخفي قبضتك ؟ 
- ولو وضع السيد فأسا في يد عبد » فإنما يكون مراده معلوما دون بيان . 


1١١! - 


- واليد كالفأس في إشاراته » والتفكر في العواقب عباراته . 

- وعندما تتمسك بإشاراته بالروح » وتضحي بالروح وفاءً لثلك الإشارة ؛ 

- تعطيك إشاراته الأسرار » ويضع الإصر عن كاهلك » ويعطيك العمل . 

- وأنت حامل " للأمانة ' فيجعلك محمولا ' في البر والبحر' ؛ وأنت قابل 
"الخ ه " فيجعلك مقبولا. 

- وإن كنت قابلا لأمره يجعلك قائلا " لأسراره " » وإن بحثشت عن الوصل تصبح 
- والسعي يكون شكرا لنعمة القدرة » وجبرك إتكار لتلك النعمة . 

- وشكر القدرة يزيدك قدرة ؛ والجبر يجعل النعمة تتسرب من كفك . 

- وجيرك يكون نوما فلا ثنم في الطريق » لا ثنم ما لم تر هذا الباب والبلاط . 

5 - انتيه » ولا تنم أيها الكسول فاقد الاعتبار إلا تحت تلك الشجرة المثمرة . 

- حتى تجعل الرياح الأغصان ناثرة للثمار في كل لحظة ؛ وتصب علي النائم الثمار 
والزاد . 

- أثمة جبر ونوم بين قطاع الطرق؟ ومتى يجد الطائر المغرد في غير أوان أمانا ؟ 
- وإنك إن تكبرت على إشاراته » تظن نفسك رجلا » وأنت 'في الحقيقة " امرأة. 
- ويضيع حتى هذا القدر من العقل الذى لديك » والرأس الذى يطير العقل منه 


- ذلك أن الجحود يكون شؤما وشنارا » يحمل الجاحد إلى الدرك الأسفل من 
النار . 


عر 


- وإن توكلت فزاول العمل »ء زاول الكسب » ثم اعتمد على الجبار )١(١‏ 
ترجيم الحيوان ثانية التوكل على الجهد 

- فرفعوا عليه جميعا أصواتهم قائلين : هؤلاء الحريصون الذين تذرعوا بالأسباب؛ 
- وهم مئات آلاف الآلاف من الرجال والنساء » لماذا صاروا إذن محرومين من 
منافع الدهر ؟ 
- ومئات الآلاف من الأجيال من بداية الدنيا » فتحوا مثل التنانين مئات الأفواه ؛ 
- ولقد مكرت كثيرا تلك الجماعة من أرباب العلم » بحيث كانت الجبال تقتلع 
من أساسها من جراء هذا المكرء 
- ولقد وصف مكرهم ذو الجلال » بأنه تزول منه الجبال ؛ 
- فلم يتحقق لهم من الصيد ومن العمل » إلا ما كتب لهم من قسمة الأزل. 
- فكفوا جميعا عن التدبير وعن العمل ٠‏ وبقي فعل الله وكلمته . 
- فلا تعتبر الكسب إلا مجرد اسم أيها الشهير » ولا تظنن الجهد إلا من قبيل الوهم 
أيها العيار. 

إمغان عزرائيل النظر في رجل ‏ وهروب ذلك الرجل 

إلى قصر سليمان عليه السلام , وتقرير ترجيم التوكل 
على الجهد وقلة قائدة الجهه 

- دخل أحد الوجهاء وقت الضحى إلى مجلس مظالم سليمان وهو يهرول . 
- كان وجهه شاحبا من الخوف وشفتاه زرقاوين» فسأله سليمان ما الخبر أيها السيد ؟ 


(1)ج/١471-1:-‏ اعتمد على الجبار حتى تنجو » وإلا سقطت في بلاء الضلالة . 


-1١١غ‎ - 


- قال : لفد نظر إلي عزرائيل هكذا نظرة مليئة بالغضب والحقد . 

- قال : هيا قل ماذا تريد الآن ؟ اطلب » قال : مر الريح يا ملاذ الروح ؛ 

- أن تحملني من هنا إلى الهند .ء ربما أنجو بروحي إن ذهبت إلى هناك . 
5- وأليس الخلق هاربين من الفقر » ومن ثم فهم فرائس للحرص والأمل ؟ 

- فخوف الفقر مثال على ذلك الرعب » واعلم أن الهند رمز للحرص والسعي . 

- فأمر الريح أن تحمله على وجه السرعة من فوق المحيط إلى قلب الهند . 

- وفي اليوم التالي ؛ عند انعقاد الديوان ولقاء " الرعية " » قال الملك سليمان 
لعزرائيل : 

-لماذا نظرت بغضب إلى ذلك المسلم بحيث فارق أهله ؟ )١(‏ 

واجق ع قال مك تفارك اليه تحضف ؟ .لله وعدقه فى ملزريي لفارت زه عقت 
- لأن الله تعالى كان قد أمرني بأن أقبض روحه في الهند . )١(‏ 

- فقلت مندهشا : لو كان له مائة جناح » فبعيد عليه أن ينتقل إلى الهند .(؟) 

- وأنت أيضا - أيها الأسد - قس أمور الدنيا كلها على هذا النسق » وافتح عينيك 
57 

عفدي فيويه: مو اننا اانا اتفال رويس اختطلف تر الا را لوحال 11 


)١(‏ ج/445-1 : لأى سبب نظرت بغضب إلى ذلك المسلم » قل يا رسول الرب - فعجيب ذلك 
الذى فعلته » بحيث شردته عن أهله وداره . 

. قال له : يا ملك الدنيا » لقد أخطأ الفهم وتخيل أمورا‎ -:445-١ ج/‎ )١( 

(؟) ج/١-445‏ :- ورأيته هنا واندهشت كثيرا » وفكرت وازدادت جيرتي .- وعندما وصلت 
إلى الهند بأمر الحق ٠‏ رأيته هناك وقبضت روحه . 


- 1١6 


ترجيم الأسد ثانية للجهد على التوكل وببانه لقوائد الجهد 
5- قال الأسد : أجل ؛ لكن أنظر ايضا إلى جهود الأنبياء والمؤمنين . )١(‏ 
-لفد صدق الله تعالى جهدهم وماعانوه من جفاء ومن حلو ومر. 
- فأصبحت كل جهودهم حالا لطيفا »" وكل شيء من ظريف هو ظريف " . (؟) 
- وشباكهم بأجمعها صادت طيور الفلك » وكل ما كان لديهم من نقص انقلب إلى 
زيادة . 
- فجاهد ما استطعت أيها العظيم في طريق الأنبياء والأولياء . 
- والجهاد ليس من قبيل مغالبة القضاء » فهو أيضا ما كتبه علينا القضاء. 
- وإني لأكون كافرا إن قلت إن السائر في طريق الإيمان والطاعة » قد أحدث ضرا 
للحظة واحدة . 
- وإذا كانت الرأس لم تشج فلا تربطها » وجاهد ليوم أو يومين ؛ ثم اضحك فيما 
تبقى " من أيام". 
- فذلك الذى طلب الدنيا » بحث عن محال سيء ؛ أما الذى طلب العقبى » فقد طلب 
حسن الحال. 
- وأنواع المكر في طلب الدنيا شنيء سخيف » وأنواع المكر في طلب الآخرة أمر 
مطلوب . 
6- والتدبير يكون في إحداث فجوة في السجن » والمكر في سد هذه الفجوة أمر 
سيع . 





. والسعى للأبرار والجهاد للمؤمنين ؛ حتى الآن منذ بدء الخلق‎ -:448-1١/ج‎ )١( 
. بالعربية في المتن‎ )١( 


- ١١5 


- وهذه الدنيا سجن ونحن سجناء » فانقب السجن وخلص نفسك . 

- وما هي الدنيا ؟ هي الغفلة عن الله ؛» ليست في الكساء والمال والميزان والنساء . 
- والمال الذى تحمله من أجل الدين ؛» سماه الرسول " نعم المال الصالح " . 

- والماء في السفينة هلاك للسفينة » والماء تحت السفينة ظهير لها ومعين . 

- وذلك عندما يطرد المرء عن قلبه المال والملك » ومن هنا لم يسم سليمان 
نفسه سوى بالمسكين . 

- والجرة المغلقة في البحر العباب » طفت فوقه من قلبها المليء بالريح . 

- وعندما يكون الهواء في باطن الدرويش ؛ يصبح ساكنا فوق بحر العالم . )١(‏ 

- وبالرغم من أن هذا العالم كان ملكا لسليمان ٠‏ كان المُلك في نظره هباء . 

- فأغلق فوهة القلب إذن واختم عليها ء واملأه بهواء الكبرياء الإلهي . 
6- فالجهد حق ٠‏ والتداوى حق ؛ والألم حق » والمنكر لهذا جاهد من أجل أن 
ينفي الجهد (5) 

تقرير ترجيم الجهد على التوكل 

-.وعلئ هذا النمط اق الأسد كتير من اللبراهين 4 بعية مل الخبريون سن ارد 
عليها . 

- فترك الثعلب والغزال والأرنب وابن آوى الجبر والقيل والقال . 

- وعاهدوا الأسد المفترس ٠؛‏ ألا يبخس في هذا البيع . 





(1)ج/١443-1:-فلا‏ يستطيع الماء أن يغرقه ١‏ فإن له قلبا سعيدا بالنقخة الإلهية . 
(؟)ج/١453-1:-‏ فزاول الكسب واسع وجاهد » حتى تعرف أسرار العلم اللدني .- وبالرغم من أن هذا العالم قائم 
على الجهد » فمنى صار الجهد شهدا في فم الجاهل ؟ 


ل 1١‏ ده 


- فياتيه رزقه كل يوم بلا تعب منه » ولا تعود به حاجة إلى طلبه . )١(‏ 


- ومن كانت القرعة تقع عليه يوما بعد يوم ١‏ كان يسرع نحو الأسد وكأنه 


الفهد . 
- وعندما وصلت هذه الكأس"في دورانها إلى الأرنب » صاح قائلا : حتام هذا 
الجور ؟ 


إنكار الحيوان على الأرنب تآخره في الذهاب إلى الأسد 
- قال له القوم : لنا ردح من الزمن ونحن نضحي بأرواحنا فداء للحفاظ على العهد 
والوفاء . 
- فلا تطلب لنا سوء السمعة أيها العنود » وحتى لايغضب الأسد » هيا » اذهب إليه 
بأسرع ما يمكنك . 

جواب الأرنب عليهم 

- قال : أمهلوني أبها الرفاق » حتى تنالوا النجاة الكبرى . 
5- وحتى تجد أرواحكم الأمان بمكرى » ويبقى هذا ميراثا لأبنائكم . 
- وكل. نبي بين الأمم في هذه الدنيا » يكون على هذا النسق » فيسمي بالمخلص . 
17 4001 رعها لعا ماحم مرظا رفو لفن ريشي لان ان لان تاوضع رما لك 
الحيوانات في مكان واحد ؛ وقد ثارت بينهم ضوضاء وضجة .- كان كل منهم بطرح رأيا وتدبيرا » وكان كل منهم 


يسعى في دم الآخر .- وفي النهاية اتفقوا فيما بينهم » أن تطرح القرعة فيما بينهم . - وكل من تقع عليه القرعة 
يكون الفريسة ؛ ويكون طعاما للأسد دون مناقشة.- واتفقوا قيما بينهم جميعا ٠‏ أن تكون القرعة مناط الاختيار . 


-مظاا - 


- فقد كان طريق النجاة يوحى إليه من الفلك ؛ بينما كان "هذا الطريق " مختفيا 
كإنسان العين . 
- ورآه الخلق صغيرا كإنسان العين ؛ ولم يفهم إنسان عظمة إنسان العين . 

اعتراض الحيوآن على كلام الأرنب 
- قال له القوم : استمع أيها الحمار » وسيطر على نفسك ٠‏ كما ينبغي لأرنب . 
- وانتبه » ما هذا التنفج الذى لم يدر بخاطر من هم أفضل منك ؟ 
- فهل أصبت بالعجب ؟ أو أن قضاءنا في أثرك ؟ وإلا فمتى كان هذا الحديث 
لاتقا يمن هم مثلك ؟ 

جواب الأرنب على الحيوان 

-قال : أيها الرفاق » لقد ألهمني الحق ؛ وألا يقع لضعيف رأى قوى؟ 
حوما علمه الحقّ للنحل ؛ء لا يكون للأسد ولا لحمار الوحش . 
- إنه يصنع بيوتا مليئة بالشهد الطرى » فلقد فتح الله عليه أيواب العلم . 
65 - وما علمه الحق لدودة القز » هل علم فيل قط هذا النوع من العلم ؟ 
- وآدم المخلوق من تراب تعلم العلم من الحق ؛ حتى تألق علمه في السماء 
السابعة !! 
- فحطم أسماء الملائكة " وحط" من قدرها » برغم أنف ذلك الذى كان يشك في 
الحق . 
-فصنع لذلك العجل الذى بلغ من العمر ستمائة ألف عام كمامة ؛ أجل ... لذلك 
العجل . 


- ١١9 


- وذلك لكي لا يستطيع أن يتجرع لبانة علم الدين » وحتى لا يطوف حول ذلك 
القصؤ ‏ المشية:. 

6- وعلوم أهل الحس صارت كالكمامة بالنسبة لهم ء وذلك لكى لا يشربوا 
لبانة ذلك العلم السامي . 

- وفي قطرة القلب سقطت جوهرة » لم يهبها - جل شأنه - للبحار والأفلاك . 

- فحتام أنت عاكف على الصورة يا.عابد الصورة ؛ ألم تنج روحك من الصورة 
التى لا معنى لها ؟ 

- ولو كان الإنسان إنسانا بالصورة » لكان أحمد وأبوجهل سيين . 

- والصورة على الجدار تشبه الإنسان » فانظر .. ماذا يقل عن الصورة ؟ 

65- إنه ينقص الروح » فاذهب إلى تلك الشورة اللامعة » وابحث عن ذلك 


الجوهر النادر . 
-لقد صارت رؤوس كل أسود العالم حقيرة دنية » عندما مُدت الأيدى إلى كلب 
أصحاب " الكهيف" 

- فأى ضرر أصابه من تلك الصورة المنفرة » مادامت روحه قد غرقت في بحر 
النور ؟ 

- ولا صور ولا أوصاف في أقلام " الحق " » وصفات العالم والعادل موجودة في 
الكتب . 


- والعالم والعادل كلها معان فحسب » ولا تجدها في مكان » قدام أو وراء . 
:- إنها تحط على الجسد من اللامكان » وشمس الروح لا يستوعبها فلك . 


ذكر علم الأرنب وبيان فضيلة العلم ومنائعه 
- إن هذا الكلام لا نهاية له فتنبه » واصرف اهتمامك إلى قصة الأرنب . 
- وبع أذن الحمار » واشتر أذنا أخرى ؛ فإن أذن الحمار لا تدرك هذا الكلام . 
- وامض » وانظر إلى أرنب يقوم بالاعيب الثعالب ؛ وانظر إلى مكر الأرنب 
وقضائه على الأسد . 
- فالعلم هو الخاتم بالنسبة لملك سليمان » والعالم بأجمعه صورة » وروحه العلم . 
ه١١‏ - ومن هذا الفضل ؛: صارت مخلوقات البحار والجبال والأودية كلها بلا حيلة 


أمام الإنسان . 

-فالأسد والنمر كلاهما خائق منه وكأنها فثران » والتمساح والبحر كلاهما منه في 
هم وحزن . 

- ومنه الجا الجن والقشياظين إلى سكتى الشواكل.* وكل منهم اتغذ اله مخياً في مكان 
ان 


- فللإنسان أعداء كثار مختفون » والإنسان الحذر إنسان عاقل . 

-فالمختفون من الخلق قبيحهم وطيبهم » يطرق أذاهم الخلق في كل لحظة . 

- تمصضى من أجل الغسل إلى جدول ما » فتؤذيك شوكة داخل الماء . 
-وبالرغم من أن الشوك صغير مختف في الماء ؛ إلا أنه عندما يخزك تعلم أنه 


موجوك ٠‏ 
واحد . 


- فانتظر حتى تتيدل أحاسيسك » وتراها » ويُحل لك الإشكال . 


5 


- حتى تعلم أحاديث من قد رددت ؛ وحتى تعرف من جعلتهم أئمة 4 

طلب الحيوان ثانية من الأرنب البوم 

بسر تفقكيميرة 

ه- ثم قالوا : أيها الأرنب الهمام ٠‏ اعرض علينا ما وصل إليه إدراكك . 
- ويا من اشتبكت مع أسد » بح لنا بما فكرت فيه من رأى . 
- فإن المشورة تمتح الإدراك والذكاء » والعقول تسدى العون للعقول . 
- وقال الرسول : شاور يا صاحب الرأى فالمستشار مؤتمن . 

امتناع الأرنب عن البوم بالسر لهم(١)‏ 
- قال : لاينبغي البوح بكل سر » فإن الأمور قد تصيب أحيانا وقد تخيب . (؟) 
0- وإنك إن تحدثت بصفاء مع المرآة » سرعان ما يتكدر وجهها أمامنا . 
- وتحدث قليلا عن هذه الأمور الثلاثة : عن ذهبك وذهابك ومذهبك . 
- فإن لهذه الأمور الثلاثة خصوما وأعداء كثيرين يترصدونك » فكيف يعرفونها ؟ 
- وإن قلتها لواحد أو اثنين فالوداع » " كل سر جاوز الاثنين شاع " (”*) 
- وإنك إن ربطت ثلاثة طيور إلى بعضها » تبقى متألمة سجينة على الأرض 
6- ثم تتشاور فيما بينها من طرف خفي ' وتتحدث " كناية وبشكل مختلط وبما 
يلقي الغيرْ في الخطأ. 


. ج/1- -5لاغ: - ينبغي الاستماع إلى قول الرسول بالروح ؛ فكرره ليُعلم مقصودك سريعا‎ )١( 
. حر: فحينا يأتي فردا ما تتوقعه زوجا » وحينا يأتي زوجا ما تظنه فردا‎ )١( 


(؟) بالعربية في المتن . 


ب 9؟) - 


- لقد كان الرسول يشاور من طرف خفي ؛ وكان يجيب على صحابه دون أن 
يدرى من لا علم له 'بالأمر". 
-وكان يقول رأيه مغلفا بالمثال » بحيث لا يدرى الخصم رأسه من قدمه . 
-فكان يأخذ الجواب” الذى يقنعه ' منه » لكنه لم يكن يظفر من "جواب " لسؤاله إلا 
بالنذر اليسير )١(.‏ 

قصة مكر الأرنب 
0( 
-لقد تأخر ساعة في الرحيل » ثم امتثل أمام الأسد الضارب بمخالبه . 
- ولأنه تأآخر في الذهاب إليه » كان الأسد يزمجر وهو ينكت في التراب . 
- وهو يقول : ألم أقل أن عهد هؤلاء الأخساء واه غير محقق شديد الفجاجة ؟ 
- لقد فضحتني () أقوالهم الجوفاء ؛ فحتام يخدعني هذا الدهر ؟ حتام 
- إن الأمير المتسيب يصاب بالعجز الشديد » بحيث لا يدرى ما وراءه وما قدامه من 
حمقةه . 
- فالطريق ممهد لكن الشباك تحته » وهناك قحط في المعنسى موجود بين 
الأسحماء. 
د -١ ١‏ والألفاظ والأسماء كالشباك » واللفظ الحلو كالرمل " يمتص ' أعمارنا . 


(١)ج/ -:479-١‏ هذا الكلام لا نهاية له ٠‏ فعد نحو الأرنب الشجاع لنرى ما فعل . 
(5) لامع :- الخلاصة أن الأرنب لم يفصح عن تدبيره » وفكر مع نفسه كثيرا .- ولم يبح 
بان.ز. خيره وشره للحيوان » إذ كان يعتبر روحه وسره امرا واحدا . 


(؟) حر:أوقعتئي من فوق الحمار . 


- 15# - 


- وذلك الرمل الذى يفور منه الماء نادر جدا » فامض وابحث عنه . 
- هذا الرمل يا بني هو رجل الله » الذى اتصل بالحق وانفصل عن ذاته. 

- وماء الدين العذب يفور منه ؛ ومنه الحياة والنماء لطالبيه. 

- ومن هو غير رجل الحق اعتبره رملا جافا » يتشرب ماء عمرك في كل لحظة . 
- فكن طالبا للحكمة من رجل حكيم » حتى تصبح منه بصيرا وعليما . 
-يصبح طالب الحكمة منبعا للحكمة ؛ ويصبح فارغا من التحصيل وتوخي السبب . 
- ويصبح اللوح الحافظ لوحا محفوظا » ويصبح عقله ذا حظ من الروح . 

-لقد كان عقله يمثابة المعلم له من البداية » ومن بعد هذا صار العقل تلميذا له . 

- ويقول له العقل - كما قال جبريل - يا أحمد .. لو تقدمت خطوة لاحترقت , 
-١ ١6‏ فاتركنى » وانطلق من الآن قصاعدا ٠‏ فهذا هو حدى يا سلطان الروح . 
- وكل من يبقى من كسله بلا شكر ولا صبر » كل ما يعلمه أن يتعلق بقدم الجبر . 
- وكل من توسل بالجبر فقد أمرض نفسه » حتى وسده جبره في النهاية ثرى قبره 
- إذ قال الرسول إن من يتمارض يصيب نفسه بالمرض » ويظل حتى ينطفىء 
كالمصباح . 

-فماهو الجبر ؟ إنه جبر الكسير أو وصل عرق متفسخ . 

- وما دمت لم تكسر قدمك في هذا الطريق» فممن تسخر؟ وأى قدم ربطت ؟ 
- وذلك الذى كسر قدمه في طريق الجهد » أتى إليه البراق فامتضاه . 

- كان حاملا للدين فأصبح محمولا به » كان قابلا للأمر فأصبح مقبولا " من الله ". 
- ولقد قبلت الأمر حتى الأن من المليك » ومن بعد ذلك تلفي على الجيش بأوامرك. 
- وحتى الآن كان الفلك ذا تأثير عليك » ومن بعد هذا تكون أميرا على الفلك . 


- غ5١‏ د 


6 -- وإن كان ثمة إشكال يعن لك عند النظر » فإنك تشك إذن في أية " إنشق 
القمر " . 
- فجدد الإيمان لا بقول اللسان » يا من جددت الهوى في باطنك . 
- وما دام الهوى متجددا ٠‏ لايتجدد الإيمان » فهذا الهوى ليس إلا قفلا على البوابة . 
-ولقد قمت بتأويل الكلام البكر » فأول نفسك » لا تقم بتأويل الذكر . 
- إنك تؤول القرآن على هواك » فصار المعنى السني منك دنيا معوجا . 

زيف التأويل الركيك للذبابة 
)0( 
- أخذت تلك الذبابة ترفع رأسها كالملاح » فوق الأوراق "الساقطة" والقش 
وبول الحمار . 
- وقالت : لقد تمنيت البحر والسفين » وبقيت فترة أفكر فيهما . 
- وهاهو البحر » وهذه هي السفينة » وأنا الملاح وأهل للرأى والتدبير . 
- وأخذت تسوق السفينة فوق البحر » وكان هذا الأمر يبدو لها فائقا عن الحد . 
- كان ذلك البول بلا شطآن بالنسبة لها » فأين ذلك النظر الذي يرى ذاك الأمر على 
6 - لقد كان عالمها بقدر رؤيتها » والعين الواسعة الأفق بحرها بقدر 
رؤيتها. 
)١(‏ ج/١-445‏ :- إن أحوالك تشبه أحوال تلك الذبابة الغريبة » التى كانت تعتبر نفسها إنسانا. - 


لقد كانت ثملة بالإحساس بالذات دون شراب ٠‏ وكانت ذرة واعثبرت نفسها شمسا 2 - ولقد 
سمعت أوصاف البزاة ذلك الزمان ٠‏ فقالت : إنني عنقاء الوقت دون جدال .. 


- ١58 - 


- وصاحب التأويل الباطل كالذبابة » وهمه بول الحمار » وتصوره القذى والغثاء. 
- ولو تركت الذبابة تأويلها برأيها » لحولها الإقبال إلي طائر البئلح المبارك . 
-ولا تكون ذبابة تلك التي تعتبر » إذ لا تكون روحها جديرة بصورتها . 

ضيق الأسد من تأخر الأرنئب 
-مثل ذلك الأرنب الذي هاجم الأسد » متى كانت روحه جديرة بيس ده ؟ 
- قال الأسد محتدا غاضبا .ء لقد أغمض العدو عيني عن طريق أذني . 
- ولقد قيدتني حيل الجبريين » وسيفهم الخشبي قد جرح جسدى . 
-ومن الآن فصاعدا لن أسمع هذا الكلام المعسول ؛ فكلها أصوات شياطين 
وغيلان. 
- فلتمزقهم أيها القلب ولا تتوقف », ولتسلخ عنهم جلودهم » فليسوا إلا جلود . 
- وما هو الجلد ؟ إنه زخرف القول ؛ فهو كنقفش ترس على الماء لا دوام له . 
6- فالكلام كالجلد » واعتبر المغنى كاللب » والكلام كالصورة » والمعنى 
كالروح . 
- والجلد يكون غطاء للب المعيوب ٠؛‏ أما اللب الجيد » فالغيب يخفيه غيرة منه . 
- وعندما يكون القلم من الريح والورق من الماء » فإن كل ما تكتبه يفنى سريعا. 
- وإن طلبت الوفاء من النقش على الماء » فإنما تعود عاضا بنان الندم . 
- والريح في الناس هي الهوى والشهوة » وعندما تجاوز الهوى تكون رسالة الحق . 
ورسائل الخالق تكون طيبة » فهي ثابتة من قمة الرأس إلى أخمص القدم 
- وخطب الملوك في تغير مسثمر » والمجد المجد هو مجد الأنبياء وخطبهم . 
- فجلال الملوك يكون من الهوى ؛ وكتاب أعمال الأنبياء من الكبرياء " الإلهي " 


ا 5 


- وأسماء الملوك تمحى من فوق الدراهم » والسكة تضرب إلى الأبد بإسم أحمد. 
- وإسم أحمد هو إسم كل الأنبياء » فالمائة عندما تذكر تتضمن التسعين . )١(‏ 
أيضا في بيان مكر الأرنب 
65 - لقد تأخر الأرنب كثيرا في المضى إليه » ومكر مكرا فيما بينه وبين نفسه 

- واتخذ طريقه بعد تأخر شديد » لكي يسر في أذن الأسد بسر أو سرين . 

- فيالها من عوالم موجودة في سويداء العقل » وياله من شاسع ذلك البحر المسمي 
بحر العقل .(؟) 

-وصورنا في هذا البحر العذب » تسرع كأنها الأواني فوق سطح الماء . 

- وما لم تمتلىء فهي كالطسوت فوق سطح الماء » وعندما يمتليء الطست يغوص 
في الماء . 

- فالعقل عالم مختف وظاهر ؛ وصورنا هي الموج » أو قطرة منه. 
- وكل من يجعل من الصورة وسيلة له » فإن البحر يلقي به بعيدا من جراء هذه 


اوناك . 
-بحيث لا يرى القلب من يلقي فيه بالأمرار » وبحيث لا يرى السهم من يلقي به 
بعيدا. 


- ويحرن جواده » ومن العناد » يسوق هذا الجواد في الطريق الوعمر . 
- وذلك الفارس يعلم أن جواده حرون »؛ والجواد يسوقه هو نفسه وكأنه الريح . 


. وهذا الكلام لا نهاية له يا بنى ؛» فحدث عن قصة الأرنب والأسد الهصور‎ -:454-١/ج‎ )١( 
. فعقل البشر بحر بلا نهاية » وينبغي للبحر غواص يا بنى‎ -:505-١ ج/‎ )١( 


- ١؟«“-‎ 


65- وهو في صراخ وبحث وتفتيش ذلك الحافئر ٠‏ يظل متسائلة وباحثا من 
باب لباب . 

- قائلا : من الذى سرق جوادي ؟ ومتى ؟ فماهو الموجود تحت فخذك أيها 
السيد؟ 

- أجل .. إنه الجواد .. لكن أين هذا الجواد ؟ أفق أيها الفارس الباحث عن الجواد 
)0 

- والروح ضالة عن الوجود والقرب » كالدن » باطنه مليئ بالشراب وهو متيسس 
الشفة .(؟) 

- فمتى ترى الأحمر والأخضر والأصفر ما لم تر فوق هذه الأنوار الثلاث ؟ 

- لكن ما دام تمييزك بين الألوان قد ضل » فقد وضع حجاب أمامك دون نور 


تلك الألوان . 
- وما دامت تلك الألوان تكون مستورة عنك ليلا ء تعلم إذن أن رؤية تلك الألوان 
كانت من النور. 


- فلا رؤية للون دون النور الخارجي » وهكذا أيضا لون خيال الباطن . 

- وهذا النور الخارجي من الشمس ومن السها ء أما الباطني فهو من إنعكاس أنوار 
العلا . 

- والنور نور العين » وهو نفسه نور القلب» فأنوار العيون حاصلة من أنوار القلوب. 


(١)ج/١-504:-‏ ويقول له المستمع الأوصاف سرا ؛ حتى يعرف الرجل جواده ثانية . 
(')ج/ -:305-١‏ فزد الألم في باطنك ؛ حتى ترى الأحمر والأخضر والأصفر. . 


- ١7م‎ 


5ح ثم إن نور نور القلب هو نور الله » وهو منزه ومنفصل عن نور العقل 
ونور الحس . 

- وفي الليل لا يكون نور ولا ترى الألوان » ومن ثم ثبت لك أنه ضد النور )١(.‏ 

-فرؤية النور في البداية » ثم رؤية اللون » وتعلم هذا من ضد النور .. على الفور 

- ومن أجل ذلك -إذن- خلق الله الألم والحزن ؛ حتى تبدو السعادة لهذا الضد. 

- وتظهر الخفايا من ثم بأضدادها » ولما كان الحق لاضد له يظل خفيا . 

-- فالنظر يستند على النور » ثم يدرك اللون » والضد يظهر بالضد كالرومي 
والزنجي . 

- فهذا الكلام وذاك الصوت إنما نبعا من الفكر » وأنت لا تدري أين يوجد بحر 
الفكر. 

- فبضد النور -إذن - عرفت النور » فالضد يبدي ضده عند الظفهور. 

- وليس لنور الحق ضد في الوجود » حتى يمكن لك أن تدركه بضده . 

- فلا جرم أن أبصارنا لاتدركه » وهو يدركها » وشاهد" هذا الأمر " بموسى 
والجبل . 

5- واعلم أن الصورة من المعنى كالأسد من الغاب» أو كالصوت والكلام من الفكر 

- لكنك عندما ترى موج الكلام لطيفا » تعلم أن بحره أيضا يكون بخرا شريفا. 
- وعندما طف موج الفكر من المعرفة » صنع صورة من الكلام والصوت . 


(1)ج/302-1:- إنك لا ترى اللون ليلا إذ لا نور فيه ٠‏ وماذا يكون اللون آنذاك إلا خرزة عمياء 


زرقاء ؟9 


- 


- صنع صورة من الكلام ثم إنعدم » وحملته الأمواج ثانية إلى البحصر. 
- لقد انبعثت الصورة مما لا صورة له؛ ثم عادت إليه مصداقا ل" إنا إليه راجعون ". 
9- ومن ثم فإن لك في كل لحظة موتا ورجعة » وقد قال المصطفى : الدنيا 
ساعة . 
'- وفكرنا سهم منطلق منه - جل شأنه - في الهواء » ومتى يستقر في الهواء ؟ إنه 
يعود إليه . 
- وفي كل نفس تتجدد الدنيا » ونحن بلا تنبه إلى التجدد والبقاء . 
- فالعمر كالجدول يصل أولا بأول » ويبدى إستمراره في الجبسد . 
- ولقد تشكل من الإنطلاق المستمر » متل شرر تحركه بيدك بشكل سريع . 
ه11 إنك تمرك غوذا مشتمل الطراف بشكل منظم ؛ فتبدو لك التان تسديدة 
الللتب ل 
- والطول الموجود في الزمان من سرعة الصنع » ولكى تبدى لك سرعة الصنع 
- ويا طالب هذا السر - إن كنت عسلامة - هاك حسام الدين ؛ فهو سامي 
الكتاب )١(.‏ 

وصول الأرنب إلى الأسد وغضب الأسد عليه 
- ورأى الأسد وهو في نار "غيظه " وفي غضبه وثورته ء أن ذلك الأرنب يقترب 
من بعيد ؟ 


- مسرعا غير هياب وبجرأة شديدة » غاضبا هو أيضا حادا مندفعا عابس الوجه 


. وإن وصفه ليستغني عن الشرح » فامض وارو الحكاية فقد تأخر الوقت‎ -: 205-1١/ج‎ )١( 


- فمن المجيء بانكسار تكون التهمة » ومن الجرأة جلاء لكل رييبة. 
- وعندما دنا أكثر من صف "المواجهة" ؛» صاح به الأسد : هكذا أيها العاق . 
- أمعي أنا ؟ أنا الذدى مزقت الفيلة إربا » أنا الذى عركت أذن الأسد الهصور ؟ 
- فمن يكون أرينب حقير » حتى يضرب بأوامرى عرض الحائط ؟ 
- فدعك من نوم غفلة الأرنئب » واستمع أيها الحمار إلى زئير الأسد . 
اعت ذارالأرنب 
5 - قال الأرنب : الأمان .. فإن لي عذرا ...لو أعانني عفو سيادتك . )١(‏ 
- قال : أى عذر هذا ؟ أتقصير من البلهاء ثم يمثلون بعده أمام الملوك ؟ 
- إنك طائر صحت في غير أوان ٠‏ ومن ثم ينبغي ذبحك فلا ينبغي الإستماع إلى 
عذر الأحمق . 
- فإن عذر الأحمق أقبح من ذنبه »؛ وعذر الجاهل سم لكل معرفة . 
- وعذرك أيها الأرنب خال من العلم » ولست بالغافل حتى تتفل على أذني به . 
لان الك قأن 1 إزها"'الفلف + فاكارن التببرين ابطنا ماوكا و انشفم: إلى عدر مين 
وقع عليه الظلم . 
- وذلك على سبيل زكاة جاهك » فلا تطرد ضالا عن طريقك . 
- والبحر الذى يعطي ماءه لكل جدول » يسمح لعود من القذى أن يطفو فوقه . 
- ولن يقل البحر من هذا الكرم » ومن الكرم لا يحل بالبحر نقصان أو زيادة . 


(1) ج/381-1:- ولأفض به إليك إذا نفضلت , وأنت سيد وملك وأنا عابر سبيل . 


- ١#"! 


- قال : إنني متصف بالكرم ؛ لكن في موضعه » وأنا أخيط ثوبا لكل إمرىء بقدر 
قامته . 
6 - قال " الأرنب " : إستمع إل » وإن لم أكن جديرا باللطف , لوضعت رأسي 
أمام أفاعي العنف . 
- كنت عند الضحى قادما مع رفيق لي صوب جلالتك . 
- كان معي من أجلك أرنب آخر » كانت الجماعة قد أرسلتنا زوجا من أجلك . 
- ولقد هاجمني أسد في الطريق » هاجمنا نحن الرفيقين القادمين إليك . 
- قلت له : نحن عبدا الملك » ونحن من أقل أتباع ذلك البلاط . 
6 - قال : ومن يكون الملك ؟ إخجل » ولا تذكر أمامي كل خسيس . 
- ولأمزقنك أنت وملكك » إن ذهبت أنت ورفيقك عن بابي . 
- قلت له : دعنى » حتى أشاهد وجه الملك مرة أخرى » وأنبؤه بأمرك . 
- فقال : أترك رفيقك رهنا لدى ٠»‏ وإلا فأنت أيضا ضحية في رأبي . 
- ولقد توسلنا إليه كثيرا » ولم يجد نفعا » وأخذ رفيقي وتركني وحدى . 
-١ 6‏ ولقد كان رفيقي ضعفي سمنة وامتلاءا » وأفضل مني لطفا وجمالا وقواما 
- ومن بعد الآن » أغلق الطريق بذلك الأسد » هكذا كان حالي ؛ وقد قصصته عليك 
- واقطع الأمل الآن من الراتب » وها أنا أقول لك الحق » والحق مر . 
- فإن أردت الراتب طهر الطريق » هيا .. أقدم وادفع ذلك الوقح. 
مواكقة الأسد للأرنب وسيره معه 
- قال : بسم الله » تعال .. أين هو ؟ .. هيا تقدمني إن كنت تقول الصدق . 


10د 


- حتى أوقع به جزاءه ومائة من أمثاله » وإن كان ماقلت كذبا أجازيك بما 
- فتقدم أمامه كدليل الطريق » حتى يقوده نحو الفخ الذى نصبه له . 

- نحو بئر كان قد وضع عليه علامات » كان قد جعل البئر العميق فخا لروحه . 
- وظلا يسيران معا حتى فوهة البئر ؛ فهاك أرئب كأنه ماء تحت تبن . 

- والماء يحمل القشة إلى البحر ٠‏ فكيف - ويا للعجب - يحمل الماء جبلا !! 

65 كانت شبكة مكره وهقا للأسد » فياله من أرنب عجيب .. كان يخطف أسدا. 
- ورجل مثل موسى يقتل فرعون في البحر مع عسكره وجمعه الغفير . 

- وبعوضة تشق مفرق النمرود بنصف جناح ولا يعتريها خوف 

- وهذا هو حال الذى إستمع إلى العدو » فانظر جزاء ذلك الذى صار رفيقا للحسود 
- حال فرعون الذى إستمع إلى هامان » وحال النمرود الذى إستمع إلى الشيطان . 
-٠‏ فالعدو وإن تحدث إليك بلهجة الصديق » إعتبره فخا وإن حدثك عن الحب 
- فإن أعطاك سكرا إعتيره سما » وإن تلطف إليك ؛ إعتبر تلطفه قهرا . 

- وعندما يحم القضاء لا ترى سوى القشر » ولا تميز بين الأعداء والحبيب , 

- وإذا صار الأمر هكذا » فابدأ في الإبتهال » واجعل لنفسك عدة من الضراعة 
والتسبيح والصوم . 


- وداوم الضراعة قائلا : يا علام الغيوب » لاتدقنا تحت حجر المكر السيء )١(.‏ 


)١(‏ ج/١-541‏ :- "يا كريم العفو ستار العيوب ' ؛ لا تنتقم منا بذنوبنا .- وكل ماهو في الكون 
من أشياء وكل ماهو موجود ء أبده للروح على ماهو عليه . 


عا 


5- فإذا كنا قد أبدينا أخلاق الكلاب يا خالق الأسد ء لا تسلط علينا الأسد من 
هذا المكمن. 
- ولا تبد لنا الماء العذب في صورة النار » ولا تضع على النار صورة الماء . 
- وعندما تهب سكرا من شراب القهر ؛ تعطي المعدومات صور الوجود . 
- وما هو السكر ؟ إغماض العين حتى لا ترى العين » حتى يبدو الحجر جوهرا 
والصدوف: حكن يشو : 
- وما هو السكر ؟ إنه إبدال الأحاسيس » وتحول خشب الطرفاء إلى خشب 
ممندل: 

قصة الهدهد وسليمان عليه السلام.. في بيان 

أنه عندما بحم القضاء تغمض العبون المبصرة 
-٠‏ عندما نصب لسليمان مخيمه » أتت الطيور كلها إلى محضره . 
- فقد وجدوا من يشاركهم اللسان ومن هو مأذون له بأسرارهم » فأاسرعوا إليه 
واحدا واحدا بأرواحهم . 
- لقد تركت كل الطيور شتشقاتها » وصارت مع سليمان " أفصح من أخيك " . 
-إن المشاركة في اللسان قرابة وصلة » والمرء مع الغرباء عنه مثل سجين مفقيد. 
-فرب هندى وتركي شريكين في اللسان » ورب تركيين كلاهما غريب عن الآخر . 
65- ومن ثم فلسان المأذون له لسان من نوع آخر » والمشاركة في القلوب 
أفضل من المشاركة في الألسنة . 
- وغير النطق وغير الإشارة وغير الكتابة » هناك مئات الألوف من التراجمة تنبع 


0 


- وأخذ كل واحد من الطيور يبدى أسراره » وما لديه من علم وفضل وعمل . 
-أخذ يقصه لسليمان بالتفصيل » مادحا نفسه » عارضا خدماته . 

- لا على سبيل الكبرياء أو إبداء الذات » بل لكي يُسمح له بالتقدم إليه . 

. كما يحدث من عبد بالنسبة لسيد ما » يقوم أمامه بعرض ما يتقن‎ -٠ 

- لكنه عندما يشعر بالنفور من مشتريه » يتظاهر بالمرض والشلل والصمم 
والعرج. 

- ووصل الدور إلى الهدهد وحرفته وبيان صنعته وما لديه من فكر . 

- قال : أيها الملك ٠‏ أقول لك أدنى ماعندى من فنون » فخير الكلام ما قل ودل . 
- قال : قل » لنر أى فن ذاك » قال : إني أكون طائرا في الأوج ؛ 

6- وأنظر من الأوج بعين اليقين » فأرى الماء تحت طباق الأرض . 

- أرى موضعه وعلى أي عمق يكون وما لونه وأينفجر من صخر أو من تراب . 
- فيا سليمان » من أجل جيشك » إصطحب معك عند رحيلك به دوما هذا الخبير . 
- فقال سليمان : أنت نعم الرفيق إذن في الصحارى الشاسعة التى لاماء 
فيها . )١(‏ 

- حتى تجد الماء من أجل العسكر ؛ وتوم في السفر بالسقاية للصحاب ٠‏ (؟) 

طعن الزاغ في دعوى الهدهد 
- عندما سمع الزاغ » تقدم من حسده » وقال لسليمان : لقد كذب وقال محالا ٠‏ 





. تكون قائدا لنا ودليلا » ومن أجلنا تكتشف الماء‎ -:550-١/ج‎ )١( 
. (؟) ج/1-امهة- ومن بعد ذلك صحبه الهدهد » فقد كان عالما بالماء الخفي‎ 


- 1# 


- وليس من الأدب الحديث أمام الملك حديثا يعد نفاجا كاذبا ومحالا . 

-فإن كان لديه هذا النظر على الدوام » فكيف لم يكن يرى الفخ تحث قبضة من 
تراب ؟! 

- وكيف كان يسقط في الفخ ؟ وكيف كان يحبس في القفص خائبا محروما ؟ 

- فقال سليمان : أيها الهدهد هل يليق أن يبدومنك الذردى والكأس في أوله ؟ 
6- فكيف تبدى المئكر يا من شربت المخيض ثم تتنفج أمامى .. أثم كذب ؟ 

جواب الهدهد على طعن الزاغغ 

- قال : أيها الملك ٠‏ بالله لاتستمع في أنا المتجرد الشحاذ إلى قول العدو . 

- فإن كانت دعواى بالباطل » فإنني أضع رأسي ؛ فاذبحني . 

- والزاغ الذي ينكر حكم القضاءكافر وإن كانت لديه آلاف: العقول . 

- ومادامت فيك صفة من صفات الكافرين » فأنت موضع للنتن والشهوة كما بين 
الفخذين . 

. إننى أرى الشبكة وأنا في الفضاءءإن لم يضع: القضاء على عين عقلي حجابا‎ -4٠ 
. وعندما يحم القضاء تتام المعرفة ويسود القمر وتصاب الشمس يالكسوف‎ - 

- ومتى يكون هذا الفعل نادرا من القضاء ؟ ومن ينكر القضاء إعتبر إنكاره أيضا 
من 'سوء" القضاء. ش 

قصة آدم :عليه السلام وإغماض القضاء بصره 
عن مراعاة صريم النهي وترك التأويل 

- إن أبا البشر وهو السيد المشرف ب '" علم الأسماء" » كان يجري في كل عرق 
منه مئات الألوف من العلوم . 


ات 


- لقد وهب روحه إسم كل شيء على ماهو عليه وحتى عاقبته . 
65 - وكل لقب علمه إياه لم يبدل ؛ وما سماه جلدا نشيطا لم يتحول إلى 


000 
- وكل من كانت عاقبته مؤنا رآها من البداية » وكل من كان في عاقبته كافرا ظهر 
له وبدى.(2) 


- فاستمع إلى إسم كل شيء من العالم به » واستمع إلى سر علم الأسماء . 

- وإسم كل شيء بالنسبة لنا هو ظاهره » وإسم كل شيء بالنسبة للخالق سره 
وباطنه. 

- وعند موسى كان إسم عصاه مجرد عصا » لكن إسمها عند الخالق كان حية . 

. وإسم عمر هنا كان عابد الصنم » لكن إسمه يوم العهد كان مؤمنا‎ - 6٠ 

- وما كان عندنا إسمه قطرة من المني » كان أمام الحق على الصورة التي تمخضت 
عنها قطرة المني. 

-كانت قطرة المني صورة في العدم موجودة أمام الحق بلا زيادة ولا نقصان . 

- والخلاصة أن حقيقة أسمائنا » كانت أمام الحق بناء على ما تكون عليه عاقبتنا 
- فالمرء يسمى على ما تؤول إليه عاقبته » لا على الإسم الذى وضع على شيء هو 
فيه عارية . 


- وعندما نظرت عين آدم بالنور الطاهر » إنكشف له سر الأسماء وروحها . 


. وكل من سماه مقبلا حرا » بقي عزيزا هانئا سعيدا‎ -: ه24-١/ج‎ )١( 
. (؟) ج/١-504:- وكل ناظر للعاقبة يكون مؤمنا » ومن هوناظر إلى المزود فهو بلا دين‎ 


ا 


- وعندما أدرك كالملك أنوار الحق بداخله » عكف على السجود » وجد في الخدمة 
)0( 

- ومدح آدم هذا الذى أذكره » أكون قاصرا لوفصلت فيه إلى القيامة . 

-لقد علم كل هذا » وعندما حم القضاء » صارت معرفة نهي واحد أمرا صعبا 
- وتساءل : ويحي .. أكان النهي من أجل التحريم » أو كان الأمر على وجه التأويل 
والإبهام ؟ 

- وعندما رجحت كفة التأويل في قلبه » أسرع طبعه في حيرته إلى الحنطة . 


- والناطور عندما وجد شوكة في قدمه » وجد اللص الفرصة » وأسرع في سرقة 


المتاع . 
- وعندما نجا من الحيرة وآب إلى الطريق » وجد اللص قد أسرع في سرقة المتاع 
من بستانه . 


- فقال : " ربنا إنا ظلمنا " وتأوه » أى أن الظلمة قد خيمت وضاع الطريق . 

- إذن فقد كان القضاء سحابا يغطي الشمس ؛ ومنه يصير الأسد والأفعى كالفار . 
55- وأنا إن كنت لا أرى الشبكة حين الحكم الإلهي ٠‏ فلست بالجاهل الوحيد أمام 
الحكم . 


- وما أسعده ذلك الذى عكف على الإحسان » وترك القوة وعكف على الضراعة . 


. وعندما رأى الملائكة نور الحق 'يشع" منه » وقعوا له ساجدين‎ -:204-1١/ج‎ )١( 


5 0 


- فإذا كان القضاء يحط عليك بالظلمة كالليل » ففي النهاية » هو القضاء الذى يتأخذ 
- وإذا قصد القضاء هلاكك مائة مرة » فالقضاء نفسه هو الذى يهبك الروح ويهبك 
الذواء + 
- وهذا القضاء إن قطع عليك الطريق مائة مرة » فإنه هو الذى يضرب مخيمك على 
قمة الفلك . 
-- واعلم أن تخويفه إياك من قبيل الكرم وذلك حتى يقعدك على ملك الأمن. 
- وهذا الكلام لا نهاية له » وقد تأخر بنا " الوقت " ٠‏ فاستمع إذن إلى قصة الأرنب 
والأسد . 

تقهقر الأرنب عن الأهد عندما وهصةا 

قورب البتر 

)0 
- وعندما اقترب من البئر » رأى الأسد أن ذلك الأرنب قد توقف فى الطريق ثم 
انسحب . 
- فقال له : لقد تراجعت فلماذا ؟ لا تتراجع .. هيا .. تقدم . 
- قال : أين قدمى ؟ لقد ضاعت يدى وقدمي ؛ وارتعدت روحي ؛ وانخلع قلبي من 
مكانه . 


)١(‏ ج/١558-1:‏ عندما رافق الأسد الأرنب » صارشديد الغضب والحدة وسيء النية . - وكان 


الأرئب الشجاع يتقدمه » وفجأة تراجع من أمام الأسد. 


ابن 


- ألست ترى وجهي " أصفر " كالذهب ؟ إن لوني ينبي عما هو موجود 


داخلي . 
- والحق عندما جعل السيماء منبئة "عما وراءها " » بقيت عين العارف مركزة على 
السبماعء . 


#0 


- وما يحطم كل ما يحل به » وما يقتلع كل شجرة من جذورها . 
- واللون والرائحة منبئان كالجرس كما ينبيء صهيل الخيل عن الخيل . 

- وصوت كل شيء ينبيك عن خبره » حتى تميز بين نهيق الحمار وقرع الأبواب . 
- وقد قال الرسول عند التمييز بين الأشخاص:المرء مخبوءلدى طي اللسان )١( ٠.‏ 
- ولون الوجه فيه أمارة عن حال القلب ٠‏ فارحمني واغرس محبتي في قلبك. 
- واللون الأحمر في الوجه يحتوي على صوت الشكر ؛ ولون الوجه الأصفر 
يحتوى على الصبر والفكر . 

- لقد حدث لي ما أفقدني يدى وقدمي » وما يسلب مني لون الوجه والقوة والسيماء . 
- وما يحطم كل مايحل به » وما يقتلع كل شجرة من جذروها . 

- لقد حل بي ما صار مبهوتا منه الإنسان والحيوان والجماد والنبات . 

6- وهذه كلها أجزاء وفروع والكليات منه » جعلت اللون شاحبا والرائحة نتنة. 
- وهذا لكي تصبح الدنيا حينا شاكرة وحينا صبورة » ويرتدي البستان الحلل حينا. 
وحينا يصير عاريا . 

+ والشمين الث فلم كان الذان أشي ينل وي لله قلي 

- والنجوم المتألقة في قبة السماء الرابعة » تبتلى بعد لحظة أخرى بالاحتراق . 


. بالعربية في المتن‎ )١( 


- والقمر الذى يزيد في جماله عن النجوم » يصبح من مرض السل والنحول كأنه 
الخيال . 

- وهذه الأرض الساكنة بأدب » يصيبها الزلزال بالارتعاد والحمى . 

- وما أكثر الجبال التي صارت في الدنيا دكا- من هذا البلاء المتوارث- وحفنة من 
الرمال . 

- وهذا الهواء الذى اقترن بالروح ؛ عندما حم القضاء صار وبيئا عفنا . 

- والماء العذب الذى صار توأما للروح » صار في غدير آسنا مرا أصفر . 

- والنار المتأججة برياح الكبرياء » آخرها ريح تقرأ عليها آية موتها )١(.‏ 

65 - وافهم حال البحر من اضطرابه وجيشانه والتبديلات التي تطرأ علي لبه . 
- والفلك الدوار الذى هو في بحث ودوران » حاله كحال أبنائه . 

-حينا في الحضيض وحينا في الوسط ؛ وحينا في الأوج » يتوالى عليه السعد 
والنحس فوجا بعد فوج )١(.‏ 

- ومن ذاتك » يا جزءا ممتزجا من الكليات » إفهم دائما حال كل موجود .(؟) 

- فما دامت الكليات في ألم وعناء » كيف لا يكون الجزء منها شاحب الوجه ؟ 
- خاصة ذلك الجزء المجموع من كل الأضداد » فهو مجموع من الماء 
والتراب والنار والهواء . 

-وليس عجيبا أن تفر الشاة من الذئب ؛ العجيب أن تتعلق تلك الشاة بقلبها بالذئب 


(١)ج/١1-قكت‏ : والتراب الذى يكون مادة الورود في الربيع » تذروه ريح فجأة : 
(؟) ج/١059-1:-‏ حينا في شرف وصعود وسعد ؛ وحينا في وبال وهبوط ونحس . 
(؟) ج/١-370:-‏ وإذا كان نصيب العظماء الألم والتعب » كيف يمكن أن يكون الكنز للصغار ؟ 


- ا١ع١-‎ 


- والحياة هي المصالحة بين الأضدادء والموت هو الذي يؤجج الحرب بينها.(١)‏ . 

- ولطف الحق هو الذى وضع الألفة بين الأسد وحمار الوحش »؛ بين هذين الضدين 

المتباعدين . 

- وما دامت الدنيا مريضة وسجينة » فأى عجب أن يكون المريض فانيا . 

ه.*- لقد ظل يعظ الأسد على هذا النسق » وقال : لقد تقهقرت من هذه القيود 
سؤال الأسد الأرنب عن سبب تراجعه 

- قال له الأسد : لقد تحدثت عن أسباب المرض ؛ لكن حدثني عن سبب ما أسألك 

عنه (5) . | 

- قال : إن ذلك الأسد يسكن في هذا البئر » وهو آمن في هذه القلعة من الآفات . 

- فقد اختار قاع البئر كل من هو عاقل » ذلك أن في الخلوة أنواع من الصفاء للقلب. 

- وظلمة البئر أقفضل من ظلم الخلق :ولا يرفع رأسه ذلك الذي يتشبث بأقدام الخلق. 

- قال له : تقدم » فإن ضربتي قاهرة له » فانظر .. هل يوجد ذلك الأسد في 

البئر ؟ 


- . وعمر الدنيا هو صلح هذه الأضداد ؛ وحرب الأضداد هو العمرالخالد‎ -:270-1١ ج/‎ )١( 
فهز يتجه إلى الحرب في النهاية متحمسا .- فالحياة هي‎ ٠ وسلام من له عدو على سبيل العارية‎ 
الصلح بين الأعداء » واعلم إذن أن الموت هو عودة كل شيء إلى أصله .-ولبضعة أيام من أجل‎ 
المصلحة ؛ تكون معا في وفاء وتراحم .- وفي النهاية يعود كل جوهر إلى أصله » ويشترك كل‎ 
واحد منها مع من هو من جنسه . - ولطف البارى هو الذى ألف بين هذا النمر ومن هم من‎ 
. ديدنهء ورفع القتال من بينهم‎ 

(؟) ج/١-584:-‏ لماذا تراجعت ؟ وهل تقوم معي بألاعيب واهية ؟ 


- ١819 


- قال : لقد احترقت من تلك النار » فهل تعاتقني وأنا محترق بها ؟ 
- وما دمت وراءك فآأنا أقتح عيني يا منبع الكرم ٠‏ وأنظر في البئر )١(.‏ 

نظرالأسد في البئر ورؤيته لصورته وصورة 

ذلك الأرنب 

- عندما أخذه الأسد إلى جواره » أخذ في حمى الأسد يسرع نحو البثر . 
- وعندما نظرا إلي الماء في البئر » انعكست صورة الأسد وصورته في البئر 
واضحة جلية . 
65- ورأى الأسد صورته في الماء الرائق » رأى صورة أسد وإلى جواره أرنب 
- وعندما رأى خصمه في الماء » ترك الأرنب وألقى بنفسه في البئر . 
- وسقط في البئر الذى كان قد حفره ٠‏ لقد كان ظلمه وارتد إليه . 
- ولقد صار ظلم الظالمين عليهم بئرا مظلما ؛ وهكذا قال كل العلماء . 
- وكل من هو أكثر ظلما يكون بئره أكثر هولا » وقد قال العدل أن للأسوأ مصيرا 
أسو ا . 
- فيامن تقوم بظلم الخلق من جاهك ٠‏ إعلم أنك تحفر بئرا لنفسك . 
- فلا تنسج حول نفسك كما تفعل دودة القز ؛ وإن كنت تحفر بثرا لنفسك » فاحفره 
في حدود . 


- ولا تعتبر الضعفاء بلا معين » واقرأ من القرآن :إذا جاء نصر الله . 


. إنني أستطيع أن آتي بعونك ؛ فاحفظني من هذا البئر الذى لا حبل فيه‎ -:384-1١/ج‎ )١( 


م11 - 


- وإذا كنت فيلا وهلع خصمك منك ٠؛‏ فإليك الجزاء ؛ لقد جاءك الطير الأبابيل . 

- وإذا طلب ضعيف في الأرض الأمان » لوقعت ضجة بين جند السماوات . 
6- فإن أنشبت فيه أسنانك وجعلته داميا » فإنما يجتاحك ألم الأسنان » فماذا 
تفعل ؟ 

- لقد رأى الأسد نفسه في البئر ومن الغلو » لم يستطع التمييز بين نفسه آنذاك وبين 
العدى. 

- لقد رأى صورته عدوا لنفسه » فلا جرم أنه سل السيف على نفشسه. 

- وما أكثر الظلم الذى تراه " صادرا " من الآخرين » وهو نيتك أنت تكون فيهم .. 
يا فلان . 

- لفد انعكس وجودك فيهم » من نفاقك وظلمك وسوء سكرك . 

١‏ ١-إنه‏ أنت » وإنك توجه هذه الطعنة إلى نفسك » وفي هذه اللحظة تنسج حول 
نفسك خيوط اللعنة . 

- وإنك لا ترى هذا السوء في نفسك عيانا » وإلا كنت عدوا شديد العداوة لنفسك . 
- وإنك تهاجم نفسك أيها الرجل الساذج ٠‏ مثل ذلك الأسد الذى هاجم نفسه . 

د وعندما تضل إلى قمر © يتن * طبفك + تفلك :أن كل هذه انحسة كانت فيك اكد 
- فمن الذى ظهر لادُسد في قاع البئر ؟ إنها صورته ؛ تلك التي كانت تبدو له 
شخصا آخر . 

7 -وكل من يقتلع من ضعيف أسنانه » فإنما يقوم بعمل ذلك الأسد المتخبط في 


رؤيته . 


- ١8غ‎ 


- ويامن ترى صورة سيئة في وجه عمك ؛ السيء ليس ليس العم » إنه أنت » فلا تنفر 
من نفسك . 

- والمؤمنون كل منهم مرآة للآخر » ولد روى هذا الخبر عن الرسول عليه السلام. 
-لقد وضعت أمام عينك زجاجة زرقاء كدرة ؛ ولهذا السبب يبدو لك أزرق كدرا . 

ح ان لراك اسع اعد ااه ا الكزر يول ل ريد رز ل له 
الخلق . 

٠١ح‏ وإذا لم يكن المؤمن ينظر بنور الله » فكيف ظهر الغيب للمؤمن عيانا؟ 
-وعندما تكون أنت أيضا ناظر! بنور الله » تكون من الخير غافلا عن السوء الذى 
حاق بك . 

- فصب الماء على النار رويدا رويدا » حتى تصبح نارك نورا يا غريقا في الحزن 
- وصب - يا ربنا - الماء الطهور ؛ حتى تصبح هذه النار الموجودة في العالم 
بأجمعها نورا . 

- فماء البحر برمته طوع أمرك ؛» والماء والنار كلاهما يا إلهي ملكك . 

65- وإن شئت تصبح النار ماءَ زلالا » وإن لم تشأ » يصبح الماء نارا . 
<توقذة لحت مفاق فى بواظه ]تضسك الطنا"ء والقداء ينين الطلء عطي ةمتاك يا لله 
- وبلا طلب منا أعطيتنا أنت كل ما طلبنا » وفتحت كنز الإحسان في وجوه 


الجميع .(1) 


- . وبلا طلب تمنح أيضا الكنز الخفي » وقد وهبت للدنيا الروح بالمجان‎ -:585-1١/ج‎ )١( 
" هكذا أنعم إلى دار السلام ؛ بالنبي المصطفى خير الأنام‎ 


- ١4ه‎ 


حمل الآرنئب البشرى للديوان قائلا : 
لقد سقط الأسد كي البئر 

- عندما صار الأرنب فرحا لنجاته » إنطلق مسرعا إلى الحيوان في الوادى )١(.‏ 
- وعندما رأى الأسد في البئر قد قتل صبرا » أخذ يدور " راقصا " سعيدا حتى 
المرج . 

- وطفق يصفق عندما نجا من يد الموت ٠‏ متهللا راقصا في الهواء كأنه 
الأغصان والأوراق . 

- فلقد نجت الأوراق والأغصان من سجن التراب ٠‏ وأطلت برؤوسها وصارت 
صنوا للنسيم . 

- وعندما شقت الأوراق الأغصان » انطلقت مسرعة إلى أعالي الأشجار . 

- فهى تتغنى بلسان " أخرج شطأه '" بشكر الله » كل ورقة وثمرة على حدة . 
- قائلة : لقد ربى أصوانا ذو العطاء » حتى صدق علي الشجره قوله تعالى " 
استغلظ " و "إستوى" . 

5"- والأرواح الحبيسة في الماء والطين » عندما تنجو من الأجساد سعيدة القلب. 
- تصبح راقصة في هواء عشق الحق » وتصبح كبدر التمام بلا نقصان . 

- فأجسادك راقصة » ولا تسل عن أرواحها » ولا تسل أيضا عما تحول إلى أرواح 
منها . 


)١(‏ ج/١5997-1‏ :- عندما رأى الأسد ممحوا بظلمه » عاد إلى قومه مسرعا .-- عندما رأى الأسد 


- ١88 


- لقد ألقى الأرنب بالأسد في السجن » والعار على أسد عجز من أرنب . 

- وهو قي مثل هذا العار - وهذا موضع العجب - يطلب من الناس أن يلقبوه ب " 
فخر الدين )١('‏ 

- ويا من أنت أسد في قاع هذا البئر الفريد » إن النفس قد فعلت بك ما فعله 
الأرينب » سفكت دمك وأكلتك . 

- ونفسك التي كالأرنب ترعى في الخلاء » وأنت في هذا البئر للجدل والمراء . 

- لقد أسرع نحو الحيوان ذلك الآخذ للأسود قائلا : " أبشروا يا قوم » إذ جاء 


البشير. 

-البشرى ؛ البشرى أيتها الجماعة اللاهفية » فإن كلب الجحيم ذاك قد عاد | 
84 ل ص ِ 

الجحيم . 


-البشرى البشرى » فذلك العدو للأرواح » خلع قهر الخالق أسنانه . (؟) 
6- وذلك الذى دق بقبضته كثيرا من الرؤوس ؛»؛ كنسته أيضا مكنسة الموت 
وكأنه القذى . )١(‏ 


. فيامن أنت أسد في قاع بئر الدهر » إن نفسك التي كالأرنب قتلتك ظلما‎ -:517-1١/ج‎ )١( 

(؟) ج/539-1 :- البشرى البشرى فقد شاء القضاء أن يكون الظالم في البئر ؛ وقد سقط بعدل المليك ولطفه . 
() ج/558-1: ذلك الذى لم يكن له من عمل سوى الظلمء أخذته آهة المظلوم وحطمته سريعا 
- قصمت عنقه ومزقت لبه » وحررت أرواحنا من قيد المحنة - وهلك وانمحى من قضل الحق ؛ 
وحزتم السبق على عدوكم اللدود . 


- ١عا/-‎ 


تجمع الحيوان حول الأرنب وثناؤهم عليه 
- تجمع الحيوان كله حول الأرئب في تلك اللحظة » مسرورين ضاحكين » من 
الفرح في لذة وصخب . 
-تحلقوا حوله , وهو كالشمعة في وسطهم » وسجدوا له قائلين : أخبرنا ؛ 
- أأنت ملاك من السماء أو تراك جني ؟! لا .. إنك ملاك الموت بالنسبة للدُسود 
الهصور . 
- ومهما تكن »لتكن أرواحنا فداءً لك .ولك اليد الطولى؛ ألا سلمث يداك وساعداك !! 
- لقد ساق الله الماء في جدولك » فالثناء على يدك وساعدك . 
- فلتقص عليما كيف مكرت هذا المكر » وكيف حطمت هذا الظلوم بمكرك ؟! 
- قص علينا » حتى تصبح قصتك دواءٌ لنا » قص علينا لتصبح قصتك مرهما 


للأرواح , 
- قص علينا » فمن ظام هذا الظلوم » وقعت على أرواحنا مئات الآلاف مسن 
الطعنات )١(.‏ 


- قال: لقد كان تأييدا إلهيا أيها العظماءء وإلا فماذا يكون أرنب في هذا العالم .؟ 

65 - لقد وهبنى القوة » وغمر قلبي بالنور » وإن نور القلب ليهب اليد والقدم 
القوة' والعزم " . 

- وأنواع التفضيل لا تزال تصل من جانب الحق ؛ كما تنهمر أيضا من الحق أنواع 
التبديل . 


(١)ج/20-1:‏ قص علينا القصة فهي تزيد في سرورنا ؛ وهي قفزة لأرواحنا ودواء لقلوبنا . 


- ١4م‎ 


- والحق يبدى هذا التأييد لأهل الظن والرؤية " الطاهرة" كل في دوره ونوبته . 
نصبحة الأرنب للحيوان قائلا : لا تفرحوا بهذا 
- حذار » لا تفرح بالملك الذى هو مجرد نوبة ؛ ولا تمارس الكبرياء يا أسيرا 


للنوبة. 
- وذلك الذي ينسج ملكه أعلى من النوبة والدور » تدق له طبول " العظمة” فيما فوق 
الكواكب السبعة . 


- والملوك الباقون أعلى من الدور والنوبة » فالساقي يدور على أرواحهم 
دورانا دائما .(1) 
-وإنك إن تركت هذا! الشفراب يوما أو يومين » فإنك تغمس فمك في شراب 
الخلد . (؟) 

تفسير " وجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر " 
- أيها العظماء » لقد قتلنا خصما خارج " وجودنا " » وبقي خصم أخطر منه يقيم في 
و اطننا:: 
- وقتله عمل لا يتأتى بالعقل والذكاء » وأسد الباطن لا يُسخر لأرنب . 
-فهذه النفس جحيم » والجحيم أفعى ؛ لا تقل ولا تنقص بماء البحار . 
"- إنها تشرب البحار السبعة ؛ ثم لا يقل إحراقها » تلك المحرقة للخلق. 


1( ج/ 55-1 وماقييك تفظطق: هذه الدولة في دورك ؛ فلأى سبب انتفخث أوداجك 6 


(؟) ج/705-1:- أى يوم أو يومين والدنيا ساعة » وكل من تركها فى راحة.- فاستمع إلى معنى 
الترك راحة ؛ ثم إحتس بعدها كأس البقاء. - واترك هذه الجيفة للكلاب ؛ وحطم زجاجة الظن . 


-١غ4-‎ 


- والحجارة والكفار ذوو القلوب الحجرية » يدخلونها مساكين خجلين . 

- فلا تسكن أبدا بهذا الغذاء » حتى يخاطبها الحق بهذا النداء : 

- هل شبعت ؟ فتقول الممثلئة : ليس بعد » فهاك النار » هاك النار » هاك الاحتراق 
- تجعل العالم لقمة واحدة وتبتلعها » ولا تزال معدتها نصيح : هل من مزيد ؟ 
- ويضع الحق عليها قدمه من اللامكان » وآنذاك تسكن من كن فكان ٠‏ 

- ولما كانت نفوسنا هذه جزءا من الجحيم » فإن هذه الأجزاء دائما ما تتسم بطبع 
الكل " الذى تنتمي إليه. 

- وقدم الحق هي التي تقتلها » ومن غير الحق يشد فوس الحق ؟ 

- وفي القوس لا يوضع إلا السهم المستقيم » ولهذا القوس المغشوش سهام معوجة . 
- فاستقم كالسهم ثم انطلق من القوس » فمن القوس ينطلق بلا شك كل سهم مستقيم. 
6- وما دمت قد عدت من الجهاد الظاهرى » فقد اتجهت إلى الجهاد الباطني 
- فقد رجعنا من الجهاد الأصغر » ثم اتجهنا مع النبى إلى الجهاد الأكبر . 

- وإنني أطلب من الحق القوة والمكنة والجرأة » حتى أحفر بإبرة جبل قاف هذا . 
- واعلم أنه أمر سهل أن يكون ثم أسد يشق الصفوف ؛ لكن الأسد الحقيقي هو الذى 
يهزم النفس )١(.‏ 

مجيء رسول الروم إلى عمر رضي آلله عنه 
ورؤيته لكراماتةه 
- استمع.إلى قصة في بيان هذا الأمرء حتى تظفر بحصة من سر قولي . 


. يصبح بعونه من أسد الله » وينجو من النفس وفرعونيتها‎ ىتح-:108-1١/ج‎ )١( 


٠‏ - لفقد جاء إلى عمر رسول من قبل القيصر » جاء حتى المدينة عبر صحراء 


ي 


شأسعة . 

- وسأل : أين قصر الخليفة أيها الحشم ؟ حتى أسوق جوادى إليه وأحمل متاعي . 

- فقال له الناس : ليس له قصر ٠؛‏ ولعمر قصر " واحد" هو الروح المضيئة . 

- ومع أن له صيتا من الإمارة » إلا أنه كالدراويش صاحب كوخ . 

- فكيف لك أن ترى قصره أيها الأخ » مادامت هناك شعرة واحدة في عين قلبك . 
- فلتطهر عين القلب من الشعر والعلل » ومن بعدها تكون لك عين تبصر 


- 


قصره ٠.‏ 
- وكل من له روح طاهرة من الشهوات ؛» سرعان ما يرى الإيوان والحضرة 
الطاهرة . 


- وعندما تطهر محمد من هذه النار ودخانها » أينما ولى فم وجه الله . 
- وما دمت رفيقا للوسوسة التي تريد بك السوء » متى تعلم معنى ثم وجه الله؟ 
- وكل من يكون له شرح في صدره » فإنه يرى االشمس في كل مدينة ٠‏ 
ات و افق كلا فر عن كل ما سوام وكانه لقاو رون انكو 
- فضع طرفي إصبعك على عينيك و'أجبني " هل ترى شيئا من الدنيا ؟ قل الحق !! 
حفاق كنف لا كر هذه" الذا فين الست معدرية رو المي ايمل الأسن إضيعي 
57 

ا ل ل 
0 :أو :الففنانة ؟ كان ساروف النوار وف :اق" تاشتقيوا 


- ١6١١ 


-١ 5‏ فلقد لففتم وجوهكم ورؤوسكم بثيابكم » فلا جرم أنكم لم تروا بالرغم من 

وجود عيونكم . 

- والإنسان رؤية وما عداها فجلد » والرؤية الحقفة هى رؤية الحبيب . 

- وما لم تتيسر رؤية الحبيب فخير لها أن تكون عمياء » والبعد عن الحبيب الذى لا 

يبقى أولى . 

- وعندما سمع رسول الروم هذه الكلمات النضرة » أصبح أشد شوقا . 

- وصرف بصره إلى إلبحث عن عمر » وأضاع متاعه وجواده . 

- وفي إثر رجل الأمر ذاك » أخذ يطوف بكل ناحية كالمجنون متسائلا : 

- أمثل هذا الرجل يوجد في الدنيا » ويكون مختفيا عن الدنيا كأنه الروح ؟! 

- لقد بحث عنه ليكون عبدا له » ولا جرم أن من جد وجد. ‏ . 

- ورأته أعرابية غريبا " عن المكان " فقالت له : عمر الآن تحت ذلك النخيل . 

- إنه تحت ظل النخلة منفصل عن الناس » فانظر إلى ظل الله نائما في الظل . 
روبة رسول الروم لعمر رضي الله عنه نائما تحت الشجرة 

-١ 5‏ فجاء إلى ,ذلك المكان ووقف بعيدا » وأبصر عمر فتملكته رعدة . 

- وحطت هيبة من ذلك النائم على الرسول » وطرأ حال طيب على روحه . 

- والحب والهيبة كلاهما ضد للآخر » وهذان الضدان اجتمعا في كبده . 

- وقال في نفسه : لقد رأيث الملوك » وكنت في حضرتهم عظيما مقربا . 

- ولم تقع على هيبة من الملوك ولم أهبهم ٠‏ وهيبة هذا الرجل سلبت لبى . 

6/1 انعا كيلك كن اجاء الأسوة واللموار ,+ ر لدرايدف وكوي بكرا فين .. 

- وكثيرا ما حضرت المواقع والحروب ٠‏ وكنت كالأسد عندما يحتدم القتال . 


- ا١طماآ‎ 


- وكثيرا ما أتخنت الآخرين بالطعان » كما تلقيث الطعنات » وكنت أقوى قلبا من 
الآخرين . 

- ومن هذا الرجل النائم بلا سلاح » يرتعد جسدى كله » فما هذا الأمر ؟! 

- إن هذه هي هيبة الحق وليست من الخلق » إنها ليست هيبة هذا الرجل لابس 
الخرق !! 

-١‏ وكل من خاف الله واختار التفوى » خافته الجن والإنس وكل من وقع 
بصره عليه . 

- وعقد يده احتراما وهو يفكر في هذا الأمراء وبعد برهة من الزمن استيقظ عمر 
من نومه. 

- فأدى فروض الطاعة لعمر وألقى عليه السلام؛ إذ قال الرسول ':السلام ثم الكلام". 
- فرد عليه السلام واستدعاه إليه » وأمنه » وأجلسه إلى جواره . 

- إن " لا تخافوا " نزلت في حق الخائفين » فهي أية جديرة بكل من هو خائف . 

6 - وكل من يخاف يأمنونه » ودائثما ما يقومون بطمأنة قلب الخائف . 

- وكيف تقول " لاتخف " لمن ليس بخائف » وأى درس تعطيه إياه وهو لا يحتاجه ؟ 
- لقد أسعد " عمر " ذلك المسلوب القلب » وطيب خاطره المضطرب . 

- ثم حدثه من بعدها بالكلام الدقيق » عن صفات الحق » إنه نعم الرفيق . 

- وعن إلطافات الحق بالأبدال » حتى يعلم ذلك " الرسول" المقام والحال . 

. فالحال كأنه الجلوة لتلك العروس الحسناء » والمقام هو الإختلاء بها‎ -١ 

- والجلوة يشهدها العريس وغير العريس » وفي وقت الخلوة لا يوجد إلا العريس 
العزيز . 


0 ١ 


- فالعروس جعلوها في الجلوة ليراها الخواص والعوام » وفي الخلوة ينبغي أن يكون 

العريس فحسب مع العروس . 

- وهناك كثيرون من أهل الحال بين الصوفية , وندر من بينهم من يكون من أهل 

المقام . 

-ولقد علمه عمر منازل روحه » كما علمه أيضا رحلات نفسه . 

- وحدثه عن ذلك الزمان الذى كان خاليا من الزمان » وعن مقام القدس 

المتسوت لذ العلل 

- وعن ذلك الهواء الذى كانت عنقاء الروح قد رأت فيه من قبل الإنطلاق والفتوح 

- وكل طيران منها كان زائدا عن الآفاق ٠‏ أكثر من رجاء المشتاق ومن نهمته . 

-وعندما وجد عمر ذلك الذى يبدو غريبا رفيقا » ووجد روحه طالبة للأسرار . 

قا فيه كاملا والظالك مققيية كان الروحك :ذا همة والنطدة على النانة': 

هه -١‏ رآه ذلك المرشد جديرا بالإرشاد » فغرس بذوره الطاهرة في أرض طاهرة 
توجيه رسول الروم الأسئلة لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه 

- سأله الرجل : يا أمير المؤمنين » الروح من أعلى فكيف هبطت إلى الأرض ؟ 

- وكيف استوعب القفص الطائر الذى لايحده حد ؟ قال : لقد تلا الحق على الروح 


الرقى والقصص . 
- وعندما يتلو رقيته على المعدومات التى لا عيون لها ولا آذان تفور كلها 
إل بالحركة ١‏ 


- ومن رقيته تنقلب المعدومات سعيدة نحو الوجود بأسرع ما يمكنها . 


- ١6عا‎ 


1ق اتسينا طاو هاج الغو حر اريت مناه رومز قم دوعر مما رونا 
نحو العدم . ْ 

- لقد قالها في آذان الورود وجعلها ضاحكة؛ وقالها للحجر وجعله عقيقا في المنجم. 
- وتلا أية على الجسد حتى صار روحا » وقالها للشمس حتى صارت ساطعة 
- ثم همس في أذنها بنقطة مخيفة » فوقع على وجه الشمس مائة كسوف . 

-وما الذى تلاه ذلك المفوه الفصيح في آذان السحاب حتى ساق الدموع من مآقيه كما 
تنصب من أفواه القرب !! 

-١ 5‏ وما الذي تلاه الحق في أذن التراب » حتى صار مراقبا " ساكنا" وبقي 
صامتا ؟! 

- وكل من صار حائرا 'مستغرقا " في تردده » همس الحق في أذنه بلغز من الألغاز 
- وذلك حتى يجعله سجينا بين ظنين » 'قائلا" : ترى أأفعل ما همس لي به أو أقوم 
يعكسه ؟ 

- ومن الحق أيضا يرجح أحد الظنين » ومن كنف لطفه يختار واحدا من الإثنين . 

- وإن لم تكن ترريد أن يظل لب الروح في " وهدة " التردد » فقلل من ضغطك على 
هذه القطنة في أذن الروح )١(.‏ 

- حتى تفهم كل ألغازه » وحتى تدرك المعميات والواضحات . 

-قتصبح الأذن موضعا لوحي الحق » وما هو الوحي ؟ إنه الجدير بالقول عن طريق 


الحس الخفي . 


. حتى يحل فيها النداء من الفلك‎ ٠ فأخرج قطن الوسواس من الأذن‎ -:555-١/ج‎ )١( 


- ١68 


- فعين الروح وأذنها غير هذه الحواس الظاهرة » وعين العقل وأذن الظن يفتقران 
إليه . 

- ولفظ الجبر جعل العشق مني نافد الصبر » ومن ليس بعاشق سجين في " نطاق”" 
الك 

- إنها معية مع الحق وليست جبرا » إنها تجل للقمر » وليست سحابا . 

-١‏ وإن كان هذا جبرا فليس جبر العامة » وليس جبر تلك الأمتارة تابعة 
هواها . 

- وهم يعرفون " حقيقة " الجبر يا بني » فقد فتح الله أبصار قلوبهم . 

2 واق هاو الكينة و الاق فقاغريق لين اوعدن كن التاشي هران اموه 

- واختيارهم وجبرهم من نوع آخر ء فالقطرات في الأصداف تتحول إلى درر . 
-وهي في خارج الصدف " مجرد " قطرات صغيرة أو كبيرة » لكنها في الصدف 
دررصغيرة وكبيرة . 

0- وهؤلاء القوم يتصفون بطبع نافجة الغزال » ظاهرهم دم والسسك في 
بزاطتي: ْ 

- ولا تتساءل : إنه من الواضح أن هذه المادة دم » فكيف تصبح مسكا عندما تصل 
إلى النافجة ؟ 

- ولا تقل : لقد كان نحاسا وإن إختفى ظاهره » وإلا كيف يتحول في قلب الأكسير 
إلى جوهر ؟! 

- فالاختيار والجبر كانا فيك مجرد خيال ٠‏ وعندما إنتقلا إليهم تحولا إلى نور لذى 
الحلذل + 


- ١و5‎ 


- فالخبز يكون على المائدة " مجرد " جماد » ويصبح في أجساد الناس روحا هانئة 
-١ 5‏ وهو لا يتحلل وهو على المائدة » والروح تحلله من 'فعل " السلسبيل . 
-وهذه هي قوة الروح يا صحيح القراءة » فما بالك بقوة روح الروح ذاك ؟ )١(‏ 
- والإنسان مضغة من اللحم لكنه ذو عقل وروح » هى التي تشق الجبال وتطوى 
البحار . 
- وقوة الروح محطمة للجبل شاقة للصخر » وقوة روح الروح مصداقها " إنشق 
القمذ ": 
- والقلب لو يفتح فوهة خزانة السرء لجعل الروح " متجهة " نحو العرش ' مسرعة ' 
كالتركي في هجومه. )١(‏ . 
إعلان آدم مسئوليته عن زلته قائلا : ربنا ظلمناآ 

ونسبة إبليس ذنبه إلى الله تعالى قائة: بما أغويتني 
- فانظر إلى فعلنا وفعل الحق كليهما » واعتبر فعلنا موجودا فهو واضح 
- وإن لم يكن فعل الحق ذا دخل » لا تقل لأحد إذن لم فعلت ما فعلت ؟ 
- وخلق الحق موجد لأفعالنا » وأفعالنا آثار لخلق الحق . (7) 
- والناطق إما يتدبر الكلام أو الغرض منه » وكيف يصبح في لحظة واحدة محيطا 


بعرضين ؟ 


(1) ج/55-1:- فالخبز قوة لجسدك ؛ لكن أمعن النظر لتدرك كيف يكون قوة للروح يا بني . 


()ج/157-1:- لكن ذلك الفعل يكون من اختيارنا » ومن ثم يكون جزاؤنا النار أو ” رضا” الحبيب. 


- ١نزل‎ 


- فإن إتجه إلى المعنى غفل عن اللفظ »ولا يبصر أحد وجه الشئ وظهره في لحظة 
واحدة. 

-١ 5‏ فإنك إن رأيت ما هو أمامك في لحظة ما » متى ترى في نفس الوقت ماهو 
خلفك ؟ ألا فلتتدبر هذا الأمر ؟ 

-وإن لم تكن الروح محيطة باللفظ والمعنى » كيف -إذن- تقوم بخلقهما معا .؟ 
-والحق محيط بالألفاظ والمعاني يا بنى » ولا يمنعه فعل عن "القيام " يفعل آخر . 
- لقد قال الشيطان " بما أغويتني " ٠‏ وأتكر مسئوليته ذلك الشيطان الدني . 

- وقال آدم " ظلمنا أنفسنا " ولم يكن مثله غافلا عن فعل الحق . 

0- ففي ذنبه أخفى دور الحق أدبا منه»بينما إمتنع الآخر عن إسناد ذنبه إلى نفسه. 
- وقال له "الحق" بعد أن تاب :يا آدم ألست أنا الذي خلقت فيك ذلك الجرم والبلاء ؟ 
- وألم يكن ذلك من قضائي وقدري ؟ فكيف كتمت ذلك عندما قدمت العذر ؟ 

- قال : خفت .. ولم أترك الأدب » قال الحق : وأنا راعيت ذلك لك . 

- فكل من يؤدي فروض الإحترام يُحترم » وكل من يأتي بالسكر 'يمزج له باللوز. 
-١ 6‏ فالطيبات لمن ؟ للطيبين » فأسعد الحبيب أو أجفه ».؛ ثم أنظر !! 

- ولتأت أيها القلب بمثال لبيان الفرق » حتى تميز بين الجبر والاختيار . 

- فيد تكون مهتزة إرتعاشا! ء ويد تقوم أنت بهزها . 

- واعتبر كلتا الحركتين من خلق الحق ٠»‏ لكن ليس في الإمكان القياس بينهما . 

- فإنك تكون نادما إن هززتها أنت ؛ لكن متى رأيت المرتعش نادما ؟ )١(‏ 


(١)ج/ -:5519-1١‏ فمتى رأيت المرتعش نادما ؟ وأى عكوف لك على مثل هذا الجبر ؟ . 


- ١0م‎ 


21 - وهذه مناقشة عقلية .. أى عقل ؟! ذلك المحتال » الذى ربما يحمل ضعيفا 
إلى هناك . 

- والمبحث العقلي وإن كان درا ومرجانا » فإن بحث الروح من نوع سواه . 

- ذلك أن بحث الروح في مقام آخر ؛ ولخمر الروح قوام مختلف . 

- وحين يكون البحث العقلى فيه مؤثرا » يك ون عمر - الذى نتحدث عنه - 
وأبو جهل نجيين . 

- وعندما تحول عمر من العقل نحو الروح » صار أبو الحكم من حكمها أبا جهل . 
- فهو كامل سواء من جهة الحس ومن جهة العقل » هذا وإن كان بالنسبة 
للروح أباجهل. 

- فاعلم أن مبحث العقل والحس مجرد أشر أو سبب » أما مبحث الروح فهو أمر 
عجيب في غاية العجب. 


- لقد سطع ضوء الروح ولم يبق لازم أو ملزوم يا طالب الضياء .. أو ما ينبغي 


وما يقتضب 7 
-ذلك أن البصيرة التي يكون نورها بازغا » تكون في غنى تام عن دليل هو بمثابة 
العحصا . 


تنسير " وجو معكم أينما كنتم " 
- لقد عدنا إلى سياق حكايتنا » لكن .. متى خرجنا منها أصلا ؟ 
6 - فإن تطرقنا إلى حديث الجهل فهو سجنه » وإن تطرقنا إلى " حديث العلم » 
تين ارو اله 
- وإن غلب علينا النعاس فنحن سكارى به » وإن حلت بنا اليقظة فنحن في يده . 


- ١64 


- وإن بكينا فنحن سحابه كثير الحيل » وإن ضحكنا » فنحن آنذاك برقه . 

- وإنا كنا في شحناء وحرب فانعكاس لقهره » وإن كنا في سلام ومودة فانعكاس 
للطفه . 

- ومن نكون نحن في هذه الدنيا شديدة الإعوجاج » إلا كحرف الألف » وماذا تملك 
الألف في الأصل ؟ هباء منغ ورا . )١(‏ 


سوال الرسول عمر رضي الله عنه عن سبب 

آبتاء الأروام بماء الجحسد وطاينة 
0( 
165- قال : يا عمر » أية حكمة كانت وأى سر في حبس تلك " الروح " الصافية 
في هذا المكان الكدر. 
- فأصبح ماء زلال مختفيا في طين » وأصبحت الروح الصافية في أسر 
الأبدان .(9) 


(1)ج/57-1:- فإن أصبحت كالألف مجردا » تصبح في هذا الطريق رجلا فريدا .- فجاهد 
حتى تترك كل ما هو سوى الحق » وتصرف القلب عن هذه الدنيا الفانية ٠‏ (؟)ج/١51/5-1:-‏ هذا 
الكلام لانهاية له يا بني » فتحدث عن رسول الروم وعن عمر .- عندما سمع الرسول هذا الكلام 
من عمر ؛ إنبثق نور من قلبه . - فانمحى من أمامه سواء السؤال والجواب ؛ وصار فارغا من 
السؤال ومن الجواب. - فلقد أدرك الأصل وجاوز الفرع » وشرع في سؤال آخر من أجل حكمة 
الشرع . (") ج/١-175:-‏ فتفضل ببيان الفائدة .. أية حكمة كانت هذه » وأى نفع في حبس الطائر في 
القفص ؟ . 


5 0 


-لقد حبست المعنى الحر المطلق » وجعلت الذكر أسيرا للحروقف . 

فهل قمت بهذا الأمر من أجل فائدة ما ؟ وأنت نفسك في حجاب عن هذه الفائدة )١(.‏ 
١‏ - فكيف لا يرى ذلك الذى تتولد منه الفوائد ذلك الذى صارمرئيا لنا ؟! 

- وهناك مئات الآلاف من الفوائد كل منها تعد الفوائد التى ندركها بالنسبة لها قليلة 
القيمة. 

-ونفس نطقك هذا وهو جزء من أجزاء صار فائدة » فكيف يكون الكل الكلي خاليا 
منها ؟ 

- وعملك هذا وأنت مجرد جزء ذو فائدة ٠‏ فكيف ترفع يدك معترضا على الكل ؟ 
- فإن لم يكن للفول فائدة لا تقله » وإن كانت له فائدة » فدعك من الإعتراض .. 

واشكر . 

- وشكر الخالق طوق في كل عنق » وليس جدلا أو عبوسا بالوجه . 

- ولو كان العبوس بالوجه هو الشكر فحسب ؛ فلا أحد هناك شاكر .. وكلهم كالخل 
- وإن كان على الخل أن يسلك طريقه إلى الكبد » قل: لتكن خلا ممزوجا بالعسل 

من سكر " الشكر ". 

-والمعنى في الشعر لايكون خاليا من الغموض ؛ وهو كحجر المقلاع لايمكن 
السيطرة عليه . 


)1( ج/ -:31970-1١‏ لقد حبست المعنى الحر المطلق ؛ وجعلت الهواء حييسا للحروف : - ولفد قمت بهذا 


الأمر من أجل فائدة , وإن كنت أنت نفسك في حجاب عن هذه الفائدة . 


0 ١5١ 


١ 

ني معنى أن " من أراد أن يجلس مع لله 

انليجلس مع أمفل التصوف 

- لقد غاب ذلك الرسول عن نفسه من هذا الكأس أو الكأسين » فلا الرسالة بقيت في 
ذاكرته ولا السفارة. 
-وصار واألها في قدرة الله » فقد وصل إلى هذا المكان مجرد رسول فصار 
ملكا . 
- وعندما وصل إلى البحر صار بحرا » وعندما غرست الحبة في المزرعة صارت 
مزرعة . 
-وعندما إتصل الخبز بأبي البشر » صار الخبز الميت حيا عالما . 
- وعندما صار الشمع والحطب فداءٌ للنار » تحولت ذاتهما الظلمانية إلى أنوار . 
- وحجر الأثمد عندما وضع في العيون » صار بصرا » وأصيح حارسا في ذلك 
المكان . 
5- وما أسعده ذلك الرجل الذى نجا من نفسه » وأصبح متصلا بوجود حي . 
-وويله ذلك الحي الذى جلس مع ميت » صار ميتا وفرت منه الحياة . 
- لكنك عندما أهرعت إلى القرآن »إمتزجت مع أرواح الأنبياء . 
- فالقرآن هو حال الأنبياء » وهم أسماك في بحر الكبرياء . 
- وإذا كنت تقرأ القرآن لكنه لا يكون مقبولا لديك » إستعر بصرا من الأنبياء 
والأولياء. 
- وإن كنت قابلا » فإنك عندما تقرأ الفصص , يضيق طائر روحك بالقفص 
- والطائر الذى يكون حبيسا في القفص ؛ من جهله لا يبحث عن النجاة . 


157 


-والأرواح التى نجت من الأقفاص » تكون جديرة بالأنبياء والأئمة . 
- ومن خارجها تأتيها النداءات من الدين ٠‏ قائلة لها هاك طريق النجاة » هاك إياه 
- فلقد نجونا بالدين من هذا القفص الضيق ؛ ولا علاج لهذا القفص إلا هذا الطريق. 
-١‏ إنك لتجعل نفسك مريضا شاكيا باكيا » حتى يقوموا بإخراجك من دائرة 
الشهرمق. 
-فإن الشهرة بين الخلق قيد محكم ؛ وماذا يقل هذا القيد في الطريق عن القيد 
المحكم ؟(١)‏ 

خصة الناجر الذى حمله ببغاءه الحبيس رسالة 

إلى ببغاوآات الهند عندما كان ذاهبا للتجارة 
- كان هناك أحد التجار » وكان له ببغاء » وكان الببغاء الجميل حبيسا في القفمص 
- وعندما أعد التاجر عدة السفر » عازما على التوجه إلى الهند . 
- أخذ من حوده يسأل كل عبد وكل جارية قائلا : ماذا أحضر لك ؟ قل سريعا . 
6 - وطلب كل واحد منهم طلبا » ووعدهم جميعا ذلك الرجل الطيب . 
- وقال للببغاء : أية هدية تريد أن آتيك بها من بلاد الهند ؟ 
-قال ذلك الببغاء : هناك توجد ببغاوات ؛ عندما تراها » حدثها عن أحوالي . 
- " قل لهم " : إن الببغاء فلان مشتاق لكم » وقد شاء القضاء أن يكون حبيسا عندنا . 
- لقد أرسل إليكم السلام وطلب الغوث » وسألكم الوسيلة وطريق الإرشاد . 


- . استمع إلى حكاية أيها الرفيق الطيب ؛ حتى تعلم شرط هذا البحر العميق‎ :575-1١/ج‎ )١( 
. حتى تصبح واقفا على أسرار المقال‎ ٠ استمع إلى قصة الآن كمثال‎ 


ا 


-١ 6‏ وقال : أيليق أن أسلم الروح إشتياقا » وأموت هنا من الفراق ؟ 

-وهل يجوز أن أكون أنا في الغل الثقيل » وأنتم حينا فوق الخضرة وحينا فوق 
الأشجار ؟ 

- أهكذا يكون وفاء الأصدقاء ؟ أنا في هذا السجن وأنتم في الرياض ؟ 

- فتذكروا أيها العظماء هذا الطير المسكين بصبوح بين الرياض . 

- وذكر الأصدقاء يكون يمنا على الصديق : خاصة إذا كانوا في مقام ليلى وهو في 
مقام المجنون . 

- فيا رفاق حستائكم الممشوقة » إنني أحتسي الأقداح مليئة بدمي . 

-فاشرب كأسا من الخمر على ذكراى » هذا إذا كنت لا تريد القيام بنجدتي . 

- أو على ذكرى هذا الساقط فوق التراب» عندما تشرب » أرق جرعة فوق التراب. 
-فواعجباه ٠‏ أين ذلك العهد ؟ وأين تلك الأيمان ؟ وأين الوعود من تلك الشفة الشبيهة 
بالسكر ؟ 

- وإذا كان فراق العبد من سوء قيامه بالعبودية » وتجازي السوء بالسوء » ما الفرق 
إذن ؟ 

6 - وإن ذلك السوء الذى تقوم به عند الغضب والحرب ؛» أكثر إطرابا من 
السماع ومن أنين الصنج . 

-ويا من جفاؤك أكثر حسنا من الإقبال » وانتقامك أحب إلينا من الروح . 

-هذه نارك فكيف يكون نورك ؟ وهذا هو المأتم فما بالك بما يكون عليه عرسك ؟ 
-ومن أنواع اللذات التي يحويها جورك » ومن اللطف لا يسبر أحد غورك . 


- إنني أثن ٠‏ وأبدي خوفي من أن يصدق ' أنيني " » ومن كرمه يقلل هذا الجور . 


ويك 


- إنني عاشق لقهره وللطفه جاد في هذا » وهو أمر شديد العجب ؛» أن أكون 

عاشقا لهذين الصدين. 

-فوالله لو أنني إنتقلت من هذا الشوك إلى البستان ٠‏ أكون نائحا كالبلبل لهذا السبب . 

-إنه عجيب ذلك البلبل , إنه يفتح منقاره » حتى يأكل الشوك مع " زهور" الرياض. 

-أى بلبل هذا ؟ إنه تمساح نارى » وكل البلايا بالنسبة له لذات من العشق . 

-إنه عاشق للكل وهو بعينه الكل » إنه عاشق لنفسه » وباحث عن عشق نفسه . 
صفة أجنحة طبور العقول الإلعصهية 

5 - إن قصة ببغاء الروح على هذا النسق » فأين شخص يكون مسموحا له 

اموا الليون ؟ 

- أين طائر ضعيف برئ وفي باطنه سليمان ذو جيش ؟ 

-وعندما يئن شاكيا » بلا شكر أو ملام » تحدث الضجة في الأقلاك السبعة . 

- وفي كل لحظة له مائة رسالة ومائة رسول من الله؛ وإن قال مرة واحدة يا رب ٠»‏ 

أجابه الله بلبيك ستين مرة . 

-وزلته أفضل من الطاعة عند الحق » وكل أنواع الإيمان خلقة أمام كفره . 

- وله في كل لحظة معراج خاص ٠‏ ويضع فوق مفرقه مائة تاج خاص . 

-صورته فوق الثراب » وروحه في اللامكان اللامكان الذى يعلو على أرواح 

البدالكيق:د 

-ذلك اللامكان الذى لا يتأتى لك في فهم » ويتولد لك منه خيال كل لحظة . 

-بل إن المكان واللامكان تحت أمره » مثلما تأتمر الأنهار الأربعة بساكن الجنة . 


- ١566 


- فلتقصر في شرح هذا الأمر ولتحول عنه وجهك » ولا تتحدث , والله أعلم 
بالصواب. 
١ 6‏ ولنعد نحن أيها الأصدقاء صوب الببغاء والتاجر واليهند. 
-لقد قبل التاجر هذه الرسالة » أى أن يبلغ سلامه لمن هم من جنسه . 

روبة السيد لببغاوات الهند في الوادي 

وإبلاغه رسالة ذلك آلببغاء 

- وعندما وصل إلى أقصى بلاد الهند » رأى في الصحراء عددا من الببغاوات . 
- فأوقف مطيته » ورفع صوته » وأبلغ ذلك السلام وأدى تلك الأمانة . 
-فارتعد ببغاء من تلك الببغاوات رعدة شديدة » ثم سقط ميا وقد قطع النفس . 
- فندم السيد من إبلاغه الخبر » وقال : لقد سعيت في إهلاك كائن حي . 
-فلعله كان قريبا لذلك الببغاء المسكين » وربما كانا جسدين والروح واحدة !! 
- لم فعلت هذا ؟ ولم أبلغت الرسالة ؟ لقد قضيت على المسكين بهذا القول الساذج 
-إن هذا اللسان كالحجر وهو أيضا شبيه بالحديد » وما ينطلق من اللسان كأنه النار . 
-فلا تضرب الحديد والحجر معا خبط عشواء ء حينا كراوية » وحينا مترثرا . 
5- ذلك أن الجو مظلم » وفي كل صوب حقل قطن ؛ وكيف يكون الشرار 
وسط القطن ؟! 
-وظلمة أولئك القوم الذين أغمضوا عيونهم » ومن تلك الألفاظ أحرقوا عالما . 
+ :إن اللفظ الواح ليذمن حالما وتجعل مق التعالب الميتة أميود ا . 
-والأرواح في أصلها ذوات نفس كنقس عيسى ء حينا تكون جراحا وحينا تكون 
مرهما . 


155 مس 


- ولو أن الحجاب رفع عن الأرواح » لكان قول كل روح على مثال المسيح . 

- وإذا كنت تريد أن تقول كلاما كالسكر » فاصبر ؛ ولا تأكل هذه الحلوى من 
احرص . 

- فالصبريكون شهوة الأذكياء ء أما الحلوى فهي شهوة الأطفال . 

- وكل من يصبر ؛ يرتفي الأفلاك » وكل من يأكل الحلوى » يمضي متقهقرا . 

تفسير قول كريد الدين الغطار قدس الله روحه: 
إنك صاحب نفس أيها الغاكل قداوم على شرب الدم بين التراب 
لكن صاحب القلب إن شرب السم يكون عساةا 

- إن صاحب القلب لا يصيبه من هذا خسران » أى أن يشرب السم عيانا . 

-ذلك أنه قد وجد الصحة » وخلص من الحمية» والطالب المسكين في غمرة الحمى . 
65 0 ولقد قال الرسول: أيها الرجل المماري حذار » وإياك أن تمارى مطلوبا أبدا. 
-وفي داخلك نمرودء فلا تقدم على النار » وإذا كنت تريد » فتحول أولا إلى إبراهيم. 
- وما لم تكن بالسباح أو رجل البحار » لا تلق بنفسك فيها من عنادك . 

- إنه يُخرج من النار وردا أحمر ؛ ومن الأضرار يضع النفع على الرؤوس . 

- والكامل إن أمسك بالتراب يصبح ذهبا ٠‏ والناقص إن حمل الذهب ؛ يصبح ترابا 
-٠‏ وعندما يكون ذلك الرجل الصادق مقبولا من الحق » تكون يده في الأمور 
هي يد الله . 

- ويد الناقص هي يد إبليس ويد الشيطان » ذلك أنه في شباك التكليف والحيلة . 

- والجهل يبدو أمام الكامل فيتحول إلى علم ٠»‏ أما العلم إن إحتواه المنكر فإنه يصير 
جهلا . 


- ١5م7/-‎ 


- وكل ما يمسك به العليل يصير علة ٠‏ أما الكامل إن تلقى الكفر » يصير ملة . 
- ويامن ماريت » إن الراجل ينجو برأسه من الراكب » فاتبت الآن . , 
تعظيم السحرة لموسى عليه السلام قائلين : 
بماذا تأمر ؟ أتلقي عصاك ني البدابة ؟ 

165- إن السحرة في عهد فرعون اللعين » عندما جادلوا موسى بالباطل حقدا . 

- قاموا بتقديم موسى على أنفسهم » وذلك تكريما منهم له . 

- وذلك عندما قالوا له : الأمر لك » وإن أردت ألق بعصاك . 

- قال : لا » لتلقوا أنتم أولا أيها السحرة ولتعرضوا مكركم . 

- وبهذا القدر اليسير من التعظيم إشتراهم الدين» ومن الجدل قطع أيديهم وأرجلهم » 
- وعندما عرف السحرة له حقه » قامروا بأيديهم وأرجلهم " تكفيرا " عن 
جرمهم . 

- ولقمة الكامل وقوله كلاهما حلال » ولست بالكامل فلا تأكل » وكن أبكم . 

- وما دمت أذنا وهو لسان ٠»‏ فهو ليس من جنسك » وقد قال الحق للآذان : أنصتوا . 
- والطفل أول ما يولد ويكون رضيعا » يبقى مدة صامتا » ويكون بأجمعه أذنا . 

- وينبغى عليه أن يضم شفتيه عن الكلام فترة من الزمن » حتى تعلمه الكلام )١(.‏ 
- وإن كان فاقد السمع » يظل يتهته » ويجعل من نفسه أبكم في هذا العالم . 
- والذى يولد أصم ويكون فاقدا لحاسة السمع من البداية يصبح أبكم » فمتى ينطلق 
في النطق ؟ 
)١(‏ ج/١4-1١,7‏ :- وما لم يتعلم لا يتحدث ولو بنسبة واحد في المائة » وإن تحدث فإنه يقول 
هراء بلا شك . 


2ت 


- ذلك أنه تلزم حاسة السمع من البداية من أجل النطق » فتعال إلى النطق عن 
طريق السمع . 

- " أدخلوا الأبيات من أبوابها » واطلبوا الأعراض من أسبابها " )١(‏ 

- والنطق الذى لا يكون موقوفا على طريق السمع » ليس إلا نطق الخالق الذى 


لاطمع عنده . 
- إنه المبدع » وليس تابعا لأستاذ » والجميع يُسندون إليه » ولا يسند هو إلى 
أحد . 


- أما سواه فسواء في الجرف أو المقال » تابعون لأستاذ محتاجون إلى المثال . 
-وإذا لم تكن غريبا عن هذا الكلام » فالبس الخرقة » وداوم على ذرف الدمع في 
خرابة ما . 

- ذلك أن آدم نجا بالدمع من هذا الملام » والدمع الهتون يكون نفسا للتواب الأواب . 
- ومن أجل البكاء هبط آدم على الأرض ٠‏ لكي يكون باكيا نائحا حزينا . 

- لقد هبط آدم من الفردوس الأعلى ومن فوق السموات السبع إلى موضع 
خلع النعال من أجل الإعتذار. 

- فإذا كنت من نسل آدم ومن صلبه » داوم على الطلب ٠‏ وكن أيضا في طريقه . 

- واجعل من دمع العين وحرقةالقلب غذاءك الشهي ؛ فالبستان يكون طلقا من 'بكاء" 
السحاب و"حرقة " القلب . 


- وأى علم لك بلذة الدموع » وأنت عاشق للخبز كالعميان . 


. بالعربية في المتن‎ )١( 


- 1١54- 


- وإنك إن أخليت مخلاتك من الخبز ؛ فإنك تملؤها بجواهر ذى الجلال . 

0- فافطم طفل الروح عن لبن الشيطان ؛ وبعد ذلك اجعله شريكا للملك . 
- وما دمت مظلما وملولا وكدرا » فاعلم أنك تشارك الشيطان اللعين الرضاع . 
- واللقمة التي تزيد النور والكمال » هي تلك المجلوبة من الكسب الحلال . 
- والزيت الذى يأتي ويطفئ مصباحنا » سمه ماءٌ » لأنه يطفئ مصباحا . 
- والعلم والحكمة يتولدان من اللقمة الحلال:والعشق والرقة يتأتيان من اللقمة الحلال 
6- وعندما ترى من اللقمة الحسد والفخ » ويتولد منها الجهل والغفلة » فاعلم 
أنها حرام . 
- فهل زرع أحد قط قمحا وحصده شعيرا ؟ وهل رأيت فرسا ولدت جحشا ؟ 

- واللقمة هي البذرة وثمارها الأفكار ؛ واللقمة هي االبحر ودرها الأفكار . 

- ومن اللقمة الحلال في الأفواه يتولد الميل إلى العبادة وعزم التوجه إلى تلك 
الدار )١(‏ 

روابة التاجر للببغاء ما رآة من ببغاوات الهند 

- لقد أتم التاجر أمور تجارته » وعاد إلى داره راضيا . 

- وأحضر لكل غلام هدية السفر » وأنعم على كل جارية بنصيب . 

- فقال الببغاء : أين هديتى ؟ إرو لي ما رأيت وما قلت . 

- قال : لا ء إنني جد نادم على ذلك » أعض بنان الندم (؟) وأضرب كنا بكف . 


)١(‏ ج/١115-1:-‏ ومن اللقمة الحلال يتولد أيها العظيم الحضور في قلبك الطاهر والنور في 
عينيك - وهذا الكلام لا نهاية له أيها المبجل » فأتمم حكاية التاجر والببغاء . 


(؟) حر : وأعض يدى . 


- فلماذا حملت رسالة ساذجة خبط عشواء » ثم أديتها من جهلي وغبائي ؟ 

- قال : أيها السيد » ولم الأسف ؟ وما الذي يسبب لك كل هذا الأسى والحزن ؟ 
6 -- قال : لقد نقلت شكاواك لسرب من الببغاوات من رفاقك ؛ 

- وأحس أحدها بقدر يسير من ألمك » فانفجر كمدا وارتعد ومات . 

- ولقد ندمت » فأى قول كان هذا القول » لكن ما دمت قد قلته » ما جدوى الندم ؟ 
- والفكرة التى انطلقت فجأة من اللسان »؛ إعلم أنها كالسهم الذى انطلق من القوس . 
- وذلك السهم لايعود عن طريقه يا بني » إذ ينبغي أن يُسد طريق السيل من بدايته 
-- وما دام قد انطلق من منبعه فقد اجتاح العالم » ولا عجب إن حطم العالم . 
- وللأفعال فى الغيب آثار قابلة للتولد » وما يتولد عنها ليس فى حكم الخلق . 

- وكلها مخلوقة لله دون شريك » نعم هي مواليده » وإن نسبت إلينا . 

- لقد أطلق زيد سهما نحو عمرو » فأصمى سهمه عمرا كالنمر . 

- ولمدة عام يتولد عن ذلك الألم » والآلام يخلقها الله لا الإنسان . 

-١‏ حتى وإن مات زيد الرامي لفوره من الوجل ٠‏ فإن الآلام تنولد عند عمرو 
شق يسن الأجلام 2 

- وإذا كان قد مات نتيجة لما تولد عنه من ألم » فسم زيد إذن مميتا فهو السبب 
الأول . 

- وانسب إليه تلك الآلام بالرغم من أنها كلها من صنع الله . 

- وهكذا الزراعة والتنفس والشياك والجماع » كلها مواليد في قدرة الحق . 

- وللأولياء قدرة "موهوبة " من الله ء بحيث يعيدون السهم المنطلق عن طريقه 
- ويغلقون أبواب المواليد من أسبابها » فكيف يندم الولي من قبل الله ؟ 


- ١7١ 


- ويجعلون ما قبل كأن لم يُقل من شرح صدورهم » بحيث لا يحترق منها لا السفود 
ولا الشواء . 

- وإن سمع نقطة ما من جميع القلوب » فإنه يجعلها ممحوة غير ظاهرة . 

- وإذا أردت الحجة والبرهان أيها العظيم » فاقرأ ثانية " ما ننسخ من آية أو ننسها" . 
- واقرأ آية " أنسوكم ذكرى " » وإسناده إليهم قدرة النسبيان . 

6- وما داموا قادرين على النسيان والتذكير » فهم إذن مسلطون على كل قلوب 


الكلق + 
- وعندما سد على النسيان طريق النظر » لا يمكن القيام بفعل ما » وإن كان شم 


- " إتخذتموهم سخريا " أى أهل السمو » فاقرأ من القرآن " حتى أنسوكم " . 

- وصاحب القرية ملك على الجسوم » وصاحب القلب ملك على القلوب . 

- والعمل فرع من النصيرة بلا شك ؛ ومن ثم لايستحق لقب الإنسان إلا إنسان 
العين )١(.‏ 

- وأنا لا أستطيع أن أفصح عن هذا الأمر بتمامه » ذلك أني أُمنع من قبل 
أصحاب الصدارة . 

- وما دام نسيان الخلق وذكرهم من لدنه » وهو أيضا الذى يغيثهم . 

- فإن ذلك البهي يفرغ قلوبهم كل ليلة من مئات الآلاف من " أفكار" الخير والشر . 
- إنه يمل قلوبهم بها أثناء النهار » ويجعل تلك الأصداف مليئة بالدرر . 


)١(‏ ج/١-775‏ :- وإنما يراه الناس صغيرا كإنسان العين » ولم يفهم أحد مدى عظمة إنسان 
العين . 


ب ال/اط١‏ - 


- وكل تلك الأفكار الموجودة منذ الآزال » تعرفها الأرواح من هدايته . 
6- تأتيك حرفتك ويأتيك فنك » حتى يفتحا باب الأسباب أمامك . 
- فلا تنتقل حرفة الحداد إلى الصائغ » ولا يذهب طبع ذلك الحسن الطبع إلى ذلك 
القبيح . 
- والحرف والأخلاق وكأنها المتاع » تعود إلى أصحابها عند البعث )١(.‏ 
- مثلما تعود الحرف والطباع من بعد النوم مسرعة إلى أصحابها. 
-فالحرف والأفكار في وقت الصبح ؛ تعود إلى الموضع الذى كانت فيه من حسن 
وقبيح . 
- ومثل الحمام الزاجل تحمل إلى مدينتها المنافع من المدن " التى كانت فيها". 
سماع ذلك الببغاء ما فعله الببغاء الآخر وموته اي 
ققصه ونوام السيد عليه 
- وعندما سمع ذلك الطائر ما فعله ذلك الببغاء » إرتعد وسقط وبرد جسده . 
- وعندما رآه السيد ساقطا هكذا » قفز وألقى بقلنسوته على الأرض . 
- وعندما رآه السيد على هذا اللون والحال » قفز وشق جيبه . 
- وقال : أيها الببغاء حسن التغريدءماذا جرى لك ؟ ولماذا صرت على هذا الحال .؟ 
6- وآسفاه على طائرى حلو الصوت ؛ وآسفاه على نجيى وموطن أسرارى ٠‏ 
- وآسفاه على طائرى حلو الألحان » راح روحى وروضتى وريحانى ٠‏ 
- ولو كان لسليمان مثل هذا الطائر » فمتى كان سيشغل بغيره من الطيور ؟ 


)١(‏ ج/١775-1:-‏ والصورة التى كانت غالبة على وجودك » تصويرك عليها واجب فى الحشر 


17# به 


- وآسفاه على الطائر الذى وجدته بسهولة» وسرعان ما قرطت فيه !! 

- ويا أيها اللسان » إنك خسارة شديدة على الورى » وما دمت أنت المتحدث ماذا 
أقول لك ياترى؟ 

1-٠‏ يها اللسان » إنك أنت النار وأنت البيدر » فحتام تضرم النار فى هذا البيدر؟ 
-فالروح صارخة فى الباطن منك » بالرغم من أنها تفعل كل ما تقوله لها . 

- أيها اللسان إنك أنت الكنزالذى لا ينفدء أيها اللسان ,, وأنت الألم الذى لا علاج له. 
- إنك الصفير والخدعة للطيور ؛ كما أنك الأنيس لوحشة الهجران )١(.‏ 

- فحتام تعطينى الأمان يامن لا أمان لك؛ ويا من شددت على قوسك حقدا . 

6- وها أنت قد طيرت طائرى ؛ فكفاك رعيا فى مرعى الظلم . 

- فأجبنى » أو أغتنى » أو فعلمنى أسباب الفرح ,.وءءءءه 

- وآسفاه على النور الماحي لظلمتي » وأسفاه على الصبح المضئ لنهارى . 

- وآسفاه على طائري حسن الطيران » الذي طار من سدرة المنتهى حتى مبدئي !! 
- والجاهل عاشق للكبد إلىالأبد » فانهض » واقرأ من ' لا أقسم " حتى " في كبد" 
- ومع وجهك كنت فارغا من الكبد » وفي جدولك » كنت صافيا من الزبد . 
- وهذه التأوهات ما هئ إلا خيال المشاهدة » والانفصال عن وجودي الحق . 

- لقد كانت غيرة الحق » ولا حيلة مع الحق ٠»‏ وأين هو القلب الذي لم يتمزق إربا 
من عشق الحق؟! 

- والغيرة لأنه يكون غير الجميع ؛ ذلك الذى يزيد عن البيان وعن القول . 


)١(‏ ج/١754-1:‏ - إنك الصفير والخدعة للطيور ٠؛‏ كما أنك إبليس وظلمة الكفر .- وأنت الصفير 
للرفاق والمرشد لهم » كما أنك أنيس وحشة الهجران . 


- ١ؤال4‎ 


-وأسفاه ؛ ليت دمعي كان بحرا » حتى أجود به من أجل الحبيب الجميل . 

6- ببغائي » طائري الذكي » ترجمان فكري وأسراري . 
- وكل ماأعطيته وما منعته ذات يوم » أخبرني به من البداية » علنى أذكره . 
- فالبيغاء الذى يأتى من الوحى صوته ؛ يكون مبدؤه قبل بداية الوجود . 
- وهذا الببغاء مختف في داخلك » وأنت ترى إنعكاسه على هذا وذاك . 
- إنه يسلب سرورك وأنت مسرور به » وتقبل منه الظلم وكأنه العدل . 

- ويا من تحرق الروح من أجل"الجسدء لقد أحرقت الروح وأضأت الجسد !! 
- لقد إحترقت ٠‏ وهل يريد أحد محترقا ؟ حتى يضرم بي النار في الهشيم ؟ 

- والمحترق متى يكون قابلا للنار ؟ والبستان المحترق متى يكون جاذبا للنار ؟ 

- وأسفاه » وآسفاه » وأسفاه » إن مثل ذلك القمر إختفي خلف السحاب !! 

- وكيف أتحدث وقد تأججت نار القلب » وهاج أسد الهجر ؛ وصار سافكا للدماء . 
© - وذلك الذي يكون حاد الطبع ثملا وهو مفيق » كيف يكون حاله عندما يمسك 
بالكأس ؟! 

- والأسد الثمل الذي يعز على الوصف ٠‏ يكون أعظم من ساحة المرج . 

- إنني أفكر في القافية » ويقول لى حبيبى : لا تفكر إلا فى رؤيتى , 

- واقعد هانئا يا من أنت لي » يا مفكرا في القافية » إن قافية إقبالك موجودة لدي . 
- فماذا يكون اللفظ حتى تفكر فيه ؟ ماذا يكون اللفظ ؟ مجرد شوك فى سور 
الكرمة !!! 

- فلأحطم اللفظ والصوت والقول » حتى أتحدث معك دون وجود هذه 
الثلاثة !! 


- ١ا/له-‎ 


- بذلك الحديث الذي أخفيته عن آدم » أحدثتك به يا من أنت أسرار العالم . 

- ذلك الحديث الذي لم أتحدث به مع الخليل » وذلك الحزن الذى لا يعرفه جبريل . 
-ذلك الحديث الذي لم ينبس منه المسيح بحرف»ء ولم يتحدث به الحق إلينا غيرة منه. 
- وماذا تكون "ما" في اللغة ؟ إثبات ونفي » وأنا لست بالإثبات؛ كما أنني بلا ذات . 
6 -«ولقد وجدت هويتي في انعدام الهوية » ثم جدلت الهوية فى. انعدام الهوية 

- وكل الملوك عبيد لعبيدهم » وكل الخلق موتى " هياما " فى موتاهم . 

- وكل الملوك خاضعون للخاضعين لهم »وكل الخلق ثملون بمن هم ثملين بهم . 

- ويصبح الصياد صيدا للطيور » حتى يقوم فجأة لصيدهم !! 

- والحسان يبحثن بجد عن مسلوبي القلوب » وكل المعشوقين صيد للعاشفين !! 
-٠‏ وكل من تراه عاشقا » إعلم أنه معشوق » والأمر نسبي لهذا ولذاك . 

- وإذا كان الظامئون يبحثون عن الماء في الدنيا » فإن الماء في الدنيا يبحث أيضا 
عن الظامئين ٠.‏ 

- فإذا كان هو عاشقا » أصمت أنت »؛ وإذا كان يجر أذنك » كن أذنا. 

- وأقم سدا » ما دام السيل يتدفق ويهمي » وإلا أحدث الخراب والدمالن . 

- وأى حزن أحس به إن كان ثم دمار ؟ وتحت الخرائب يكون الكنز السلطانى !! 
5- وغريق الحق يريد أن يزداد غرقا » كأمواج بحر الروح 'يصبح"صاعدا 
هابطا . 

-فهل قاع البحرأفضل أو سطحه ؟ وهل سهمه أكثر فتنة يا ترى أو درعه ؟ 

- إنك ممزق بالوسوسة أيها القلب ٠‏ فليتك تستطيع أن تميز الطرب من البلاء !! 

- وإذا كان لمرادك مذاق السكر ؛ أليس انعدام المراد هو مراد الحبيب ؟! 


كلا!ا - 


- وكل نجمة له فداؤها مائة هلال ؛ وسفك دم العالم له حلال , 

- ولقد وجدنا الثمن ووجدنا الدية » وأسرعنا صوب المقامرين بالروح . 
- فيالها من حياة للعاشقين تلك التي تكون في الموت » وإنك لن تجد القلب إلا في 
استلاب القلب , 
- وأنا أكون باحثا عن قلبه وهو بمائة دلال ٠‏ يتعلل معي ويبدى الملال . 
- قلت : في النهاية هذا العقل والروح غريقان فيك » قال : إمض ,, إمض ولا تل 
على هذا الهراء . 
- إنني لا أدري فيم تفكر » يا عينئىَّ كيف رأيت الحبيب ؟! 

6- يا تفيل الروح أتراك رأيته شيئا هينا » وذلك لأنك قد شريته بثمن بخس . 
-وكل من يشتري'الشئ رخيصا يفرط فيه بثمن بخس ؛» كالطفل يقايض الجوهرة 
على رغيف . 

- وأنا غريق في عشق غرق فيه عشق الأولين والآخرين . 

- ولقد بحت بالأمر على سبيل الإجمال , ولم أبن » وإلا لاحترقت الأفهام كما 
احترقت الألسنة . 

- فإن قلت ساحل فإنما أقصد ساحل البحر » وإن قلت لا » فإنما أقصد إلا . 

- وأنا من شدة اللذة التي أشعر بها جلست عابس الوجه » ومن كثرة ما لدى 
للفول صامث . 

- وذلك حتى تختفى لذتنا عن الدارين فى حجاب الوجه العبوس . 

- وحتى لا يتطرق هذا الكلام إلى كل الأسماع » أتحدث بواحد فى المائة من 
الأسرار اللانية . 


- ١ا/ا/‎ 


تفسير قول الحكيم: 
فى كل ما يجعلك عاجزا عن الطريق بستوى الكقر والإيمان 

ومن كل ما وقعت به بعيدا عن الحبيب بستوى الجميل والقبيم 

فى معفى وله عليه السلام : إن سعدا لغيور وأنا أغير من سعد 

والله أغير منا ومن غيرته حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن 
- لقد اتصف الكون كله بالغيرة » والحق قد حازقصب السبق في الغيرة علىالكون , 
- فهو بمثابة الروح والكون بمثابة الجسد » والجسد يقبل من الروح الخير والشر 
6- وكل من صار له محراب الصلاة عين الذات "الإلهية " » إعلم أن عكوفه 
على " مظاهر " الإيمان شين . 
- وكل من صار مشرفا على ملابس الملك » يكون غبنا له الإتجار للملك . 
- وكل من صار جليسا للسلطان ٠»‏ يكون جلوسه على بابه ظلما وغبنا . 
- فما دام قد وصل إلى " مرتبة" تقبييل يد الملك » فإنه إن إختار أن يقبل قدمه » 
يكون قد أذنب. 
- وبالرغم من أن وضع الرأس على " قدم" الملك من قبيل التبجيل » فإن ذلك إلى 
جوار التكريم الآخر خطأ وزلة , 
5- وإن الملك ليشعر بالغيرة على ذلك الذى إختار أن يشم الرائحة بعد أن 
شاهد الوجه . 
- وغيرة الحق على مثال القمح » وغيرة الناس هى التبن المنفصل عن البيدر . 
-فاعلم أن أصل أنواع الغيرة من الإله » ومسا عند الخلق من غيرة فروع لها بلا 
حدال > 


- ١الم-‎ 


- ولأترك تفسير هذا الموضوع وأبدأ في الشكوى ؛ من قسوة قلب الحسناء ذات 
القلوب العشرة . 

- ولأئن » فإنما يحلو لي الأنين ٠‏ وإنها لتريد من كلتا الدارين الأنين والحزن . 
65- وكيف لا أنوح بمرارة من تعلاتها ؟ وكيف لا أكون في حلقة السكارى 
يها ؟ 

- وكيف لا أكون كالليل وأنا محروم من نهارها ؟ محروم من وصال وجهها الذي 
يضئ النهار . 

يؤلم قلبي . 

- وأنا عاشق لأوجاعي وآلامي »: وذلك من أجل رضا مليكي الفرد . 

- وإنني لأجعل من تراب الغم كحلا لعيني » حتي يمتلئ بحر عيني بالدرر . 

- والدمع الذي يذرفه الخلق من أجله » هو در » بينما يظنه الخلق دمعا . 
- أأقوم بالشكوى من روح الروح ؟! معاذ الله » إنني لا أشكو ؛ بل أبوح . 
-فالقلب لا يفتأ يقول : إنني متألم منه » وأنا أضحك من نفاقه المكشوف . 

- ألا فلتستقم يا فخر المستفيمين » ويامن أنت الصدر وأنا عتبة لبابك . 

- وما العتبة وما الصدر بالنسبة للمعنى ؟ وأين " نحن" وأين " أنا" حيثما يوجد 


الحبيب ؟ 
65- ويا من تنزهت روحك عن " نحن" وغن " أنا " يا لطيفة الروح في الرجال 
وف الشاة.: 


- هذ - 


- وعندما يصير الرجال والنساء واحدا فذلك الواحد هو أنت » وعندما تنمحى 
الأحاد» حينذاك تكون . 

- لقد صنعت هذه الأنا والنحن من أجل هدف ماء هو أن تلعب مع نفسك نرد 
الخدمة !! )١(‏ 


1 


- وحتى تصبح كل " أنا " و" أنت " روحا واحدة » وتصبح في النهاية مستغرقة في 
الأحبة . 

- وكل هذا موجود » فتعال يا أمر " كن " » يا منزها عن تعال وعن الكلام. 

- فهل تستطيع عين الجسد أن تبصرك ؟ أو هل يدور لها في خلد حزنك 
وشبقك ذا 

- والقلب الذي هو رهين البكاء والضحك » لا تقل أنه جدير بهذه الرؤية . 

- وذلك الذي يكون رهن الحزن والسرور » يكون حيا بهذين الشيئين الطارئين ٠‏ 

< وكديقة الشق التصيرية الثتى لا تحدها حذود + فيها كمار كثيرة مين الخون 
والسرور . 

- والعشق أعلى من هاثين الحالتين » فهو أخضر نضر بلا ربيع أو خريف . 

- فلتؤت زكاة الحسن يا حسن الوجه » ولتعد حديث الروح التي مزقت إربا . 
- فمن دلال العين الفاتنة » نظرة واحدة » وسمت قلبي بجرح جديد . 

- ولقد جعلت دمي له حلالا إن سفكه » وظللت أقول : حلال لك » وهو يجد في 
الووفة 


(١)ج/9520-1:-‏ وحتى تصبح جوهرا واحدا مع نحن وأنت » تصبح فى النهاية محض ذلك 
المحبوب . 


- فكيف تكون هاربا من أنين أهل التراب ؟ وأى حزن تصبه علي قلوب 
المحزونين ؟ 

- ويا من كل صبح أشع من المشرق » وجدك منهاجا مثل نبع المشرق . 

-٠‏ فأية حجة تسوقها للمفتون بك ؟ يا من لا ثمن لشفتيك الفياضتين بالشهد. 
- ويامن أنت الروح الجديدة للعالم القديم » إستمع إلى النواح من الجسد الذي بلا 
روح ولا قلب . 

- فبحق الله » دعك من الحديث عن الورود » وتحدث عن البلبل الذى افترق عن 
الورود . 

- فمن الحزن والسرور لا يكون وجدنا » وإلى الخيال والوهم لا تسكن ألبابنا . 

- فهناك حالة أخرى ٠‏ وهي حالة نادرة » ولا تنكر » فالحق شديد القدرة . 

6- ولا تقم بالقياس على حال الإنسان » ولا تتخذ منزلا من الجور ومن 
الإحسان . 

- فالجور والإحسان واالحزن والسرور أمور حادثة » والحادث يموت ٠‏ والحق هو 
الوارث . 

- لقد طلع الصباح يامن أنت ملجأه وملاذه » فاصرف عن محضرك السيد حسام 
الدين . 

- وأنت الصارف للعقل الكلي والروح ؛ وأنت روح الروح وألق المرجان . 

- لقد أشرق نور الصباح ونحن من نورك » في صبوح من خمر منصورك . 

- ومادامت عطيتك تجعاني على هذا الحال ؛ فماذا تكون الخمر حتى 
تشعرني بالطرب ؟ 


- ١81 


- فالخمر في جيشانها لتتسول منا الجيشان ؛ والفلك في دورانه أسير لألبابنا. 

- ولقد ثملت منا الخمر ولم نثمل نحن منها » مثلما وجد منا الجسد » ولم نوجد نحن 

منة . 

- ونحن كالنحل والأجساد كالشمع » ولقد خلق " الحق " الأجساد خلية خلية كالشمع . 
عودة إلى حكابة السيد التاجر 

- لقد طال الأمر بنا » فتحدث عن السيد » لنرى ماذا جرى لذلك الرجل الطيب . 

5- فالسيد في ناره وألمه وحرقته » ظل يتحدث كيفما أتفق على هذا النسق . 

- فهو حينا في تناقض ٠‏ وحينا في تكبر » وحينا في ضراعة » وحينا مفتون بالحقيقة 

وحينا بالمجاز . 

- فالغريق الذى يعاني نزع الروح ٠‏ إنما يتعلق بكل عشبة " طافية " . 

- منتظرا أيها يأخذ بيده في الخطر ؛ فهو يضرب بيديه وقدميه خوفا على رأسه . 

- والحبيب إنما يحب هذا الإضطراب » والجهد الذى لاطائل منه أفضل من النوم . 

- وذلك الذى سيكون ملكا لا يكون عاطلا » والشكوى أمر عجيب ممن لا 

يكون مريضا . 

- ومن أجل هذا قال الرحمن يا بنى » كل يوم هو في شان . 

- فداوم على إزالة العقبات وتحطيمها في هذا الطريق ؛ وداوم على الجهد حتى 

النفس الأخير ولا تجلس فارغا . 

- حتى النفس الأخير ٠‏ فقد يكون في نفس أخير » أن تكون العناية معك صاحبة 


سر . 


- 5م - 


- وكل سعي يُبذل من ذكر أو أنثى » فإن عين مليك الروح وأذنه تكون مشرفة عليه 
من الكوة )١(.‏ 
إلقاء التاجر الببغاء خارج القخص وطبران الببغاء الميت 
5- ثم ألقى به بعد ذلك خارج القفص ؛ فطار الببغاء المسكين إلى غصن عال. 
- لقد حلق الببغاء الميت طائرا » وكأنه شمس المشرق تهجم هجوم التركي . 
- وتحير السيد في أمر الطائر » ودون أن يدري أبصر فجأة أسرار الطائر . 
- فرفع رأسه وقال : يا عندليب » أخبرنا عن أحوالك بنصيب . 
- ماذا فعل الذى هناك وتعلمت منه ؟ أو تراك مكرت مكرا وألحقت بنا الهزيمة ؟ 
6 - ققال الببغاء : لقد نصحني بهذا الفعل » وقال لي : دعك من حلاوة الصوت 


والوداد . 
- ذلك أن صوتك هو الذي أوقعك في السجن » ونصحني بأن أجعل نفسي ميتا من 
أجل هذا . 


- يعني : يا من صرت مطريا للعامي والخاص ؛ مت مثلي حتى تجد الخلاص . 

- فإن كنت حبة تلتفطك الطيور ء وإن كنت برعمة يقطفك الأطفال . 

- فاخف الحبة وكن بأجمعك فخا » واخف البرعمة » وكن نباتا متسلقا على 
السطوح . 

65- وكل من عرض حسنه في المزاد » إتجه إليه مانة من قضاء السوء . 

- فتنصب على رأسه نظرات الحسد وألوان الغضب والأحقاد مثلما تنصب المياه من 
القرب . 


1( ج/-105:- هذا الكلام لا نهأية له يا عماه » فتحدث ثايئة عن قصة الببغاء والتاجر 3 


-8م1- 


- ويمزقه الأعداء غيرة منهم » والأصدقاء بدورهم يتلفون أوقاته . 

-وذلك الذي كان غافلا عن الغراس والربيع ٠‏ أى علم له بقيمة هذه الأيام ؟ 

- وينبغي الفرار إلى حمى لطف الحق » لأنه هو الذي صب آلاف الألطاف على 

الأرواح . 

- حتى تجد الملجأ » وياله من ملجأ آنذاك » إن الماء والنار كليهما يكونان 

- ألم يصبح البحر عونا لنوح وموسى ؟ ألم يكن قهارا لأعدائهما منتقما منهم ؟ 

- وألم تكن النار حصنا لإبراهيم حتى حطمت قلب النمرود تحطيما ؟ 

- وألم يستدع الجبل يحيى إليه ورد مطارديه عنه مشجوجين بالحجارة ؟ 

- وقال : يا يحيى تعال » أهرب داخلي ؛ حتى أكون لك ملجأ من السيف البتار . 
ودآع الببغاء للسيد ثم طيرانه 

5- أسدى إليه نصيحة أو نصيحتين مخلصا » ثم قال له : سلاما .. الفراق )١(.‏ 

- قال له السيد : إمض في أمان الله » لقد أبديت لي الآن طريقا جديدا . (؟) 

- وقال السيد : لتكن هذه النصيحة نصب عيني ؛ ولأسلك طريقه » فهو طريق 


وأضح . 
- ومتى تكون روحي أقل همة من ببغاء » وما ينبغي على الروح أن تكون حسنة 
الخطو . 


جا - الوداع أيها السيد » لقد تلطفت معي » وحررتني من القيد والظلم .- الوداع 
أيها السيد فأنا ذاهب إلى الوطن » وسوف تصبح ذات يوم حرا مثلي . 
(؟) ج؛ 797-1١‏ :- واتجه إلى الهند " موطنه " الأصلي ٠‏ ومن بعد الشدة سر قلبه من الفرج . 


ب ةا - 


مضرة تعظيم الخلق وكون المرء مشارا إليه بالبنان 
- إن الجسد على شكل القفص ؛ صار شوكا على الروح قائما بخداع الداخلين 
والخارجين . 
- يقول له هذا: لأكن موضعا لأسرارك ٠‏ ويقول له ذاك :لاء إنني شريك لك . 
- يقول له هذا : لامثيل لك في الوجود في الجمال والفضل والإحسان والجود . 
- ويقول له ذاك: العالمان كلاهما لك»وكل أرواحنا آكلة لفتات " مائدة " روحك.(١)‏ 
- وعندما يرى هو الخلق ثملين به » من الكبرياء يضيع من يدي نفسه . 
- وهو لا يدرى أن آلافا من أمثاله » قد ألقى بهم الشيطان في ماء الجدول . 
6 - ولطف الدنيا وخداعها لقمة حلوة » ققلل من أكلها » فهي لقمة ملأى بالنار . 
- ونارها مختفية ولذتها ظاهرة » ومن ثم يتصاعد الدخان منها في نهاية المطاف 
- ولا تقل : متى يخيل على ذلك المديح ؟ إنه يقوله طمعا ٠‏ وأنا أفهم ذلك . 
- فإذا حدث وهجاك مادحك هذا على الملأ»لاحترق قلبك عدة أيام من وخز"هجائه" . 
- ومع أنك تعلم أنه قال ذلك من حرمانك إياه » ولأن طمعه فيك لم يجد فتيلا . 
- وأثر ذاك المديح يبقى في داخلك ٠‏ وحالتك هذه معيار عند المديح . 
- ويبقى هذا الأثر لعدة أيام » ثم يصبح مادة للكبر » وخداعا للروح . 
- لكنه لا يظهر ء ذلك لأن المدح حلو » ويظهر الأثر السئ لأن القدح مر . 
- مثل الدواء المطبوخ " على هيئة " الحب الذى تزدرده » تظل لفترة طويلة في 


هياج منه وضيق . 


- 5868 - 


- وإن أكلت الحلوى تكون لذتها على الفور » ولا يثبت أثترها على الدوام مثل ذاك 
الأثر . 

- وما دام لا يثبت في الظاهر فإنه يثبت في الخفاء » فاعلم إذن كل ضد من 
صده . 

- مثتل السكر الذى يبقى تأثيره خفيا » وبعد فترة يؤدي إلى طفح الجلد الذى يطلب 
المبضع . 

- والنفس من كثرة المديح تحولت إلى فرعون؛ " كن ذليل النفس هونا لاتسد " )١(‏ 
- وكن عبدا ما استطعت ولا تصر سلطانا » وكن متلفيا للضربات كالكرة ؛ ولا 
تصر صولجان ٠‏ 

- وإلا فعندما لا يبقى لك لا ذلك اللطف ولا ذلك الجمال » يتأتى لرفاقك منك الملال. 
- وثئلك الجماعة التي كانت مقيمة على نفاقك ؛ عندما تراك تقول : إنه 
شيطان . 

- ويقولون لك جميعا عندما يرونك واققا ببابك : هل أنت ميت أطل من قبره ؟ 

- مثل ذلك الأمرد الذى يلقبونه بالسيد » لكي يلقوا به في الفخ بهذا الخداع . 

- وما دامت لحيته قد نبتت في سوء السمعة » فإن الشيطان من النظر إليه يشعر 
بالعان, : 

- والشيطان يتجه إلى الإنسان " للوسوسة " بالشر » لكنه لا يأتي نحوك ٠»‏ لأنك أشر. 
65 - وطالما أنت إنسان يسرع الشيطان في أثرك ويذيقك من خمره , 


. ما بين القوسين بالعربية في المتن‎ )١( 


1ت 


“و عندما صرت بطبعك شيطانا راسخا » فإن الشيطان الرجيم يفر منك . 

- وذلك الذى تعلق بطرف ثوبك » عندما صرت على هذا التحو» فر منك . 
تتفسير " ما شاء الله كان " 

- لقد قلنا كل هذا » لكننا عند الاستعداد والسعي ٠‏ دون عناية الله هباء منثور . 

- ودون عنايات الحق وأولياء الحق » كل " إمرئ " عبد رقيق وإن كان ملكا )١(.‏ 

- فيا الله »يا من أنت من فضلك قاض للحاجات » إن ذكر من سواك 

لا يجوز . 

- لقد وهبت أنت هذا القدر من الإرشاد ٠‏ وبه سترت كثيرا من العيوب . 

- وقطرة واحدة منحتها من المعرفة فيما سبق ٠‏ أوصلها يا إلهي ببحارك . 

- وقطرة العلم الموجودة في روحي » خلصها من هواء الجسد ومن ترابه . 

- وذلك من قبل أن تطمسها هذه الأتربة » وذلك قبل أن يمتصها هذا الهواء . 

6- مع أنه وإن إمتصها فأنت قادر على أن تستردها منه وتشريها. 

-فالقطرة التي إمتصها الهواء أو إنصبت على التراب متى هربت من خزانة قدرتك ؟ 

- فإن ذهبت إلى العدم أو مائة عدم » عندما تستدعيها تجعل من الرأس قدما . 

- ومئات الألاف من الأضداد تقتل أضدادها » ثم ينشرها حكمك مرة ثانية . 

- ومن غياهب العدم حتى " عالم " الوجود » في كل لحظة ترد - يا رب -قافلة 

وراء قافلة .(؟) 

- خاصة في كل ليلة تنعدم كل الأفكار والعقول وتغرق في بحر عميق !! 


(1) ج/ 04-١‏ : حيا ألله ؛ أيها القادر بلا كمية ولاكيفية ومطلع على أحوال الظاهر والبباطن 


. ج/609-1: - ثم تمضي سائرة من الوجود إلى العدم » تلكِ القوافل مرة أخرى‎ )٠(. 


- ١ممال‎ 


- وفي وقت الصبح ٠‏ تطل هذه الهبات الربانية برؤوسها من البحر وكأنها الأسماك 
- وفي الخريف »؛ مئات الآلاف من الفروع والأوراق تمضي منكسرة في بحان 


الموت . 
- وطائر الزاغ قد إكتسى السواد وكأنه النادبة أخذ ينوح في الروضة على ما ذوى 
من نبات ٠‏ 


- ثم يصدر الأمرللعدم من سيد الوجود : رد ما إلتهمت . 
6- رد ما إلتهمت أيها الموت الأسود من نبات وأعشاب )١(.‏ 
- فيا أخي » إصطحب العقل لحظة واحدة » فمن لحظة إلى لحظة » في داخلك 


خريف وربيع . 
- وانظر إلى حديقة الفلب خضراء طرية نضرة مليئة بالورود والبراعم والسرو 
والياسمين 3 


- ومن تكائف الأوراق إختفت الفروع » ومن تراكم الورود إختفت الصحارى 


والقصور. 
- وهذه الكلمات الصادرة عن العقل الكلي » هي أريج تلك الرياض والسنابل وأشجار 
العتر 


فهل تنسمت ريا الورود حيث لم تكن ورود » وهل شاهدت جيشان " 
غوارب " الخمر حيث لم تكن خمر ؟! 


)١(‏ ج/١409-1:-‏ وياأخي إبتعد لحظة واحدة عن نفسك وعد إلى وعيك واغرق في بحر النور 


- ا١م68-‎ 


- والرائحة تكون دواءً للعين صانعة النور ؛ فمن ريح إرتد يعقوب بصيرا . 

- والرائحة النتنة تجعل العين مظلمة » وريح يوسف يسدى إلى العين العون . 

- وأنت لست بيوسف فكن يعقوب ؛ وكن مثله قرينا للألم والبكاء والحزن . )١(‏ 

65 - واستمع إلى هذه النصيحة من الحكيم الغزنوى » حتى يبث الشباب في 

جسدك الهرم : 

-" للدلال » ينبغي وجه كالورد » وما لم يكن لديك لا تحوم حول سوء الطبع ؛ 

- فقبيح أن يكون الدلال من وجه قبيح » وقاس أن تكون العين العمياء تعاني الألم " 

00 

- وأمام يوسف لا تتدلل ولا تبد الحسن » ولا تقم إلا بضراعة يعقوب وآهاته. 
د وَمَعنئ الموت: من البيقاء كان الضراعة + ففى 'الشراعة والشن لجل تنسك يتا 
- حتى يقوم نفس عيسى بإحيائك » ويجعلك مثله طيبا مباركا . 

- ومن فصول الربيع متى يصبح سطح حجر أخضر اللون ٠»‏ فكن ترابا حتى تنبت 
الورود متعددة الألوان . 


- ولسنوات كنت حجرا تخمش القلوب » فلمحض التجربة » كن لحظة واحدة ترابا 


)١(‏ ج/١603-1‏ :حوما لم تكن شيرين فكن فرهاد » وما لم تكن ليلى » فكن نائرا للتراب كالمجنون 

٠. ما بين القوسين من شعر مولانا سنائي الغزنوي دون تصرف‎ )١( 

(") ج/ 255-1١‏ :- واستمع إلى هذه الرباعية بالروح والقلب ؛ حتى تخرج كلية من الماء والطين . 
- وانصت إلى نصيحته بالقلب والروح ؛ واجعل العقل روحا والروح عقلا . - وذلك الحكيم الغزنوى 
شيخ كبير ٠‏ وقد قال هذه النصيحة فتعلمها جيدا . 


-14- 


قصة عازف الصنج الشبخ الذى كان في عهد عمر رضي الله عنه 
وعزك الصنج لله ذي أيام فقره بين المقابر 

)0 
- هل سمعت أنه كان في عهد عمر مطرب عازف صنج ذو صيت وأبهة ؟ 
- كان البلبل من حسن صوته يغيب عن الوعي » ودور واحد من غنائه كان يتحول 
إلى مانة دور . 
6 - كان غناؤه زينة للمجالس والمجامع » ومن صوته ٠‏ كانت تقوم قيامة !! 
-مثل إسرافيل » كان صوته بفن ٠»‏ يعيد الأرواح إلى أبدان الموتى . 
- أو أنه كان رسيل إسرافيل » فمن سماعه » كان ينبت للفيل جناح .(2) 
- إن إسرافيل لينفخ نفخة ذات يوم » ينفث بها الروح في الأبدان التي إهترأت من 
مائة عام . 
- وللأنبياء أيضا أنغام في بواطنهم » تكون للطالبين حياة منها لا تقدر بثمن . 
- وأذن الحس لا تستمع إلى هذه الأنغام» فمن المظالم تكون أذن الحس نجسة. 
- والإنسان لا يستمع إلى أنغام الجان » لأنه جاهل بأسرار الجان . 
- ومع أن أنغام الجان أيضا من هذا العالم » فإن نغمة القلب أسمى من هاتين 
التعمتين . 


" . ج/ 17-7 : - إستمع في بيان هذا إلى إحدى القصص ؛ حتى تعلم إعتقاد الصادقين‎ )١( 
. اه.ءش‎ 1١55 تهران‎ -١ جعفرى : شرح وتحليل وتفسير مثنوي ج/١؟ طا‎ 
كان يجعل الأرواح تطير صوب بستان الله.‎ ٠ ج/ ؟-/7١:- أو أنه كداود من حلاوة أنغامه‎ )( 


- والجني والإنسان كلاهما سجين ٠»‏ كلاهما رهن لسجن هذا الجهل . 
- فاقرأ "يا معشر الجن " من سورة الرحمن » وتمعن في ' إن إستطعتم أن تنفذوا' 
وفي " لاتنفذون إلا بسلطان " . )١(‏ 
-١‏ والأتغام الداخلية عند الأولياء تقول في البداية: أيها المتولدين من" لا " ؛ 
- إنتبهوا ؛ أفيقوا من " لا " النفي , والقوا بهذا الخيال والوهم جانبا . 
- ويا أيها المهترئين في ' عالم ' الكون والفساد » ألم تنم أرواحكم الباقية وألم تولد " 
بعد " ؟! 
- ولو أنني قلت نبذة عن هذه الأنغام » لأطلت الأرواح برؤوسها من أعماق القبور 
- فلتقرب أذنك » فهذه " الأنغام " ليست بعيدة » لكن ليس مسموحا بنقلها إليك . 
- إنتبه » فإن الأولياء بمثابة إسرافيل في هذا الزمان ؛ وللميت منهم الحياة 
والنماء . 
- فروح كل ميت من موتى الأجساد » تختلج في كفنها من أصواتهم . 
- وتقول إن هذا الصوت مختلف عن كل الأصوات » والإحياء من فعل صوت 
الله. 
- ولقد متنا وتفسخنا تماما » وأتانا صوت الحق فنهضنا جميعا . 
- وصوت الحق سواء كان في حجاب أو بدون حجاب ؛ يعطي من لدنه ما أعطاه 
لعو 
5 - فيا من أعدمكم الفناء » عودوا إلى جلودكم من العدم على نداء الحبيب . 


(١)ج/‏ ؟-18 :-واقرأ سورة الرحمن أيها المبتدئ » حتى تصبح مهتديا إلى سر الجان .- فإن 
عملهم من تلك الناحية التي يقطنها الجان » يصير لك واضحا عندما تجد مرشدا . 


-191- 


- وذاك الصوت المطلق هو من ذات المليك ٠‏ وإن كان صادر! من حلقوم عبد الله 
- فلقد قال له : أنا لسانك وعينك وأنا حواسك وأنا رضاك وأنا غضبك . 

- إمض » فإن لك " بي يسمع وبي يبصر " » وأنت أنت السر ؛ فما معنى أن تكون 
صاحب سر ؟! 

- وما دمت قد صرت مصداقا ل " من كان لله " » فأنا أكون لك مصداقا ل " كان 
الله له " . 

- حينا أقول " أنت " وحينا أقول " أنا " » ومهما أقول فأنا الشمس المضيئة 

- وحيثما أطلع من مشكاة نفس » فإن مشكلات عالم بأسره قد 'حلت فيه. 

- والظلمة التي لا تمحوها الشمس » تصبح من أنفاسنا كأنها الضحى . 

- ولقد علم آدم الأسماء بنفسه » والآخرون كانوا يفسرونها من أدم )١(.‏ 

- فاقتبس نوره من أدم إن شئت وإن شئت اقتبسه منه » وخذ الخمر إن شئت من 
الدن أو من ثمرة اليقطين . 

- فإن ثمرة اليقطين هذه شديدة الاتصال بالدن وليست مثلك » فما أسعدها من 
ثمرة يقطين مقبلة!! 

- لقد قال المصطفى " طوبى لمن رآني .... ولمن رأى من رآني " (؟) 

- وما دام مصباح قد أشعل من شمعة » فكل من رآه , رأى الشمعة يقينا . 


(١)ج/‏ ؟”-١":-‏ ويا طالب الماء أطلبه من الجدول أو من القدر » فإن هذا القدر يستمد من 
الجدول . - واطلب النور من الشمس أو فاطلبه من القمر » فإن نور القمر من الشمس أيضا 
يا بني .- واقتبس سريعا إن وجدت النجوم » فلقد قال المصطفى: أصحابي نجوم . 

(؟) في النص بالعربية والشطرة الثانية " والذى يبصر لمن وجهي رأى " . 


-!١و9‎ 


- وهكذا إلى مائة مصباح إن قبست منها » فإن رؤية المصباح الأخير تعد لقاء 
للأصل . 
- فاستمد القدرة إن شئت من النور الأخير » وإن شئت من شمع الروح .. فلا فرق 
- وانظر النور إن شئت من المصباح الأخير » وإن شئت فانظر نوره من. 
شموع الغابرين ٠.‏ 
ني ببان هذا الحديث 

"إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا قتعرضوا لها " 
- قال الرسول عليه السلام : إن نفحات الحق تتسابق في هذه الأيام . 
- فترقبوا هذه النفحات بأذانكم وألبابكم » وتخطفوا أمثال هذه الننعمات . 


- فربما جاءت نفحة وأبصرتكم ثم مضت » وكل من كان يريدها وهبته الروح 


م 


ومضت . 

- وقد حلت نفحة أخرى فكن منتبها ء حتى لا تعجز عن تلقيها أيها الرفيق في 
العبودية . 

5 - فالروح التي لها طبع النار وجدت فيها القضاء على النارية » والروح الميتة 
وجدت في نفسها الحركة . 

- أى أن الروح النارية قد إنطفات منها ٠‏ ولبس الميت منها قباءً من البقاء . 

-وهذه هي نضرة طوبى واهتزازها » وهي ليست مثل حركات الأحياء . 

- ولو أنها وقعت في الأرض أو في السماء » لذابت طاقاتها في التو واللحظة . 

- وخوفا من هذه النفحة التي لا تحدها حدود » إقرأ في شأنها" فأبين أن يحملنها " 


- 14 - 


- وإلا كيف كانت " تنزل " آية " أشفقن منها " في حد ذاتها » إن لم يكن قلب 
الجبل خوفا منها يصير دما . 

- وليلة الأمس بينما كانت هذه النفحة تعرض لنا بشكل آخر » جاءت بضع لقيمات 
وسدت الطريق . 

- ومن أجل لقمة » حبست نفحة" في عظمة" لقمان » والوقت هو وقت لقمان » 
فامضي أيتها اللقمة بعيدا . 

- أمن هوى لقمة يكون هذا الشوك الحاد ؟ أوتطلب من كف لقمان الشوك ؟ 

- وفي كفه » لا وجود للشوك ولا لظله » لكن ليس لكم من الحرص هذا التمييز . 
- فاعتبره شوكا ذلك الذى رأيته رطبا » ذلك أنك شديد الحرمان ولم تر " 
- وروح لقمان التي هي روضة الله » لماذا تكون متأذية بالشوك ؟ 

- إن وجود هذا الشوك الذليل بمثابة البعير » وابن للمصطفى قد إمتطى هذا البعير 
- فيا أيها البعير » إن باقة من الورد فوق سنامك ؛ ومن أريجه نبتت فيك مائة 
روضة . 

- وميلك صوب شوك أم غيلان والرمل » فأي ورد تراك تجنيه من الشوك الحقير ؟ 
- ويا من صرت في طلب هذا من حي إلى حي » حتام تتساءل : أين هذه 
الروضة ... أين ؟ 

- وذلك من قبل أن تخرج هذاالشوك من القدم »وعينك في غشيان.. فما لك تتجول ؟ 
- والإنسان الذي لا يستوعبه العالم » أيختفي في طرف شوكة ؟ 

- ولقد أقبل المصطفى قاصدا المؤانسة » فقال : كلميني يا حميرا كلمي . 


-194- 


- يا حميراء , ضعي السنبك في النار » حتى يصبح هذا الجبل من السنبك ياقوتا . 

65 - وحميرا هذه لفظيا مؤنثة » والروح أيضا مؤنثة عند العرب . 

- لكن لا بأس للروح من التأنيث ؛ فلا علاقة للروح بالتذكير والتأنيث . 

- فهي أعلى من المذكر وأعلى من المؤنث » وهي ليست تلك الروح الموجودة من 
اليابس والأخضر. 

- هي ليست تلك الروح التي تزداد من الخبز » أو تصير حينا على هذا النحو وحينا 
على ذاك التنحو . 

- إنها فاعلة للذة ولذيذة بل وعين اللذة » ولا لذة " تعطى " بلا لذة تكون أيها 
المرتشي . 

- وعندما تكون حلوا من السكر » ربما يغيب عنك هذا السكر في بعض 
الأوقات )١(.‏ 

- وعندما تصبح أنت سكرا من تأثير الوفاء » كيف إذن ينفصل السكر عن السكر ؟ 
- والعاشق عندما يجد من ذاته غذاءً من الرحيق » يغيب العقل أنذاك .. يغيب .. 
أيها الرفيق . 

- والعقل الجزئي يكون منكرا للعشق ٠‏ وإن كان يبدي أنه صاحب سر . 

- إنه ماهر وعالم ؛ لكنه ليس عدما »وما لم يصر عدما فهو منسوب إلى الشيطان . 
6 - إنه عند القول والفعل يكون رفيقا لنا » لكنك عندما تصل إلى الحال ينتفي 

- يصبح منتفيا لأنه لم يتحول من الوجود إلى العدم » وما لم يصر منتفيا طوعا ؛ 
فكثيرا ما حدت ذلك له كرهط ا. 


)1( ج/ ؟79-9: يكون لك سما زعافا ذلك الذى يكون بلا وفاء ؛ " هب لنا يا ربنا نلعم الوفا ". 


-هموظ1- 


- والروح كمال ونداؤها هو الكمال » والمصطفى هو القائل " أرحنا يا بلال ". 
-يا بلال» إرفع صوتك الممتد كالسلسلة»من تلك النفخة التى نفختها في قلبك. )١(‏ 
- من تلك النفخة التي صار منها آدم مدهوشا » وصارت عقول أهل السماء غائبة 
عن الوهي ٠:‏ 

- لقد صار المصطفى غائبا عن الوعي من ذلك الصوت العذب » ففاتته 
الصلاة في ليلة التعريس . 

- ولم يرفع رأسه المبارك من ذلك النوم » حتى صلى الصبح عند الضحى . 

- وفي ليلة التعريس وجدت روحه الطاهرة " رتبة " تقبيل اليد من تلك العروس . 
-والعشق والروح كلاهما مختقف » فإن سميت كلا منهما عروسا » لا تعب علي . 
- ولو أن الرفيق أمهلني لحظة واحدة » لكنت قد صمت مللا منه . 

5 لكنه يقول : هيا :: تحدث ولا بأس » إنه ليس إلا إرادة قضاء الغيب . 

- ويكون: عيبا لمن لا يرى سوى العيب » ومتى ترى العيب روح الغيب الطاهرة ؟ 
- لقد صار عيبا بالنسبة للمخلوق الجهول » وليس بالنسبة لرب القبول . 

- والكفر بالنسبة للخالق حكمة » لكنك عندما تنسبه إلينا يكون آفة . 

- وإن كان ثم عيب واحد " في شئ " إلى جوار مائة نفع » يكون كالعود الذي يسلك 


فيه سكر النبات . 
- فإنهما يوزنان معا في الميزان على السواء » لأن كلا منهما لازم للآخر 
كالروح والجسد . 


. ج/7-"1: يا بلال » يا من تكون الروح رهن روضتك ؛ إنهض ؛ ومثل البلبل هب العطاء للروح‎ )١( 


-195- 


- ومن ثم فإن العظماء لم يقولوا عبثا » إن أجساد الطاهرين طاهرة كأنها الروح ٠‏ 

- وأقوالهم ونفوسهم وصورهم ؛ كلها أرواح مطلقة ؛ لا أمارة لها . 

- وأرواح أعدائهم كلها أجساد خالصة » كالزهر الزائد في النرد » مجرد إسم . 

- ولقد إنغمس أحدهم في التراب وصار بأجمعه ترابا » لكن آخر إنغمس في الملح 
وصار كله طاهرا . 

6- وذلك الملح يعتبر محمد أملح منه » ومن ثم فإن حديثه أفصح من ذلك 
الحديث المليح . 

- هذا الملح قد بقي ميراثا عن محمد ٠»‏ وهو معكم يا ورثته » فابحثوا عنه . 

- إنه موجود أمامك » لكن أين الأمام منك » هو أمام وجودك ؛ لكن أين الروح التي 
تفكر في الأمام . 

- ذلك أنك حصرت فكرك في ما هو أمامك وخلفكءفأنت رهن الجسد ومحروم من 
الروح . 

- فالتحت والفوق والأمام والخلف أوصاف للجسدءوانعدام الجهات لتلك الروح النيرة ٠‏ 
٠ح‏ -فلتفتح بصيرتك من النور الطاهر للمليك » حتى لا تقعن في الظن مثل قصار 
النظر . 

- إنك هكذا في حزن أو سرور فحسبء فيا أيها العدم؛متى يكون للعدم قدام أووراء ؟ 
- واليوم ممطر ؛ فامض حتى يحين الليلءإنه ليس من قبيل هذا المطرءإنه مطر 
الرب . )١(‏ 


)١(‏ ج/؟-40 :- فاعلم أن هناك أمطارا غير هذه الأمطار » لا تراها إلا عين الروح . - فطهر 
عين الروح وانظر جيدا » حتى ترى الخضرة عيانا من ذلك المطر . 


-لاو١‏ د 


قصة سؤال عائشة رضي الله عنها المصطذى صلى الله علية وسلم 
تقد نزل المطر اليوم .. فلماذا لم تبتل ثبابك عندما 
ذهبت إلى المقابر 

- ذهب المصطفى ذات يوم إلى المقابر لتشييع جنازة رجل من صحابته . 
- ولقد ملا حفرته بالتراب ٠‏ وأحيا حبة " وجوده" تحت التراب . 
6- وهذه الأشجار على مثال البشر » قد رفعت أبديها من التراب . 
- وهي تشير إلى الخلق مائة إشارة»وذلك الذى له أذن يترجم إشاراتها إلى 
عبارات )١(.‏ 
- إنها تتحدث بلسان فصيح ٠‏ وبأيد طويلة " تشير " بالأسرار من باطن التراب . 
- مثل طيور البط » غمرت رؤوسها في ماء " النهر' » وصارت كالطواويس وكانت 
كالغربان . 
- وهي وإن حبست في فصول الشتاء » فإن تلك الغربان » حولها الله إلى طواويس. 
0- وهو وإن كان قد أماتها في الشتاء » فقد أحياها في الربيع » وأعطاها الزاد. 
- ويقول المنكرون : إن هذا أمر قديم في حد ذاته؛ فلماذا تنسبه إلى الرب الكريم ؟ 
- وبرغم أنوفهم » فإن الحق ينبت داخل أوليائه الرياض والبساتين . 
- وكل زهرة تكون نامية سامقة من الباطن ؛ تكون تلك الزهرة مخبرة عن الأسرار 
الكلية . 
- وبرغم أنوف المنكرين تمضي حول العالم بأريجها ممزقة الحجب . 


. ج/ ؟-5:- كما أن الآذان تسمع أسرارهم ؛ والغافلون لا يسمعون أصواتهم‎ )١( 


داجرةواات 


7- والمنكرون كأنهم حشرات الجعل بالنسبة لشذى تلك الورودء أو كأنهم 
ضعاف العقول بالنسبة لقرعات طبول " الرعد " . 
- إنهم يتظاهرون بالا نشغال والاستغراق » ويسترقون النظر نحو لمعات البرق ٠‏ 
- إنهم يسترقون النظر ولا عين هناك » إن العين تكون حيث ترى الأمن . 
-وعندما عاد الرسول من المقابر » مضى نحو الصديقة ليناجيها . 
و غندها وت عين الفياكة على وحيه © الشتريف" + قننة و احذت تحنس 
0" ' أخذت تتحسس" عمامته ووجهه وشعره وجيب ثوبه وصدره وساعده. 
- قال الرسول :عم تبحثين في لهفة هكذا ؟ قالت : لقد سقط المطر اليوم من السحاب 
- إنني أتحسس ثيابك » لكني لا أراها مبللة من المطر » ويا للعجب . 
- قال : ماذا كنت قد وضعت فوق رأسك من ثياب ؟ قالت: لقد جعلت رداءك هذا 
كماد 1 
- قال : من أجل هذا يا طاهرة الجيب » أبدى الله لعينك الطاهرة مطر الغيب . 
٠ 5‏ - وليس هذا المطر من سحابكم هذاءإنه من سحاب آخر وسماء أخرى. )١(‏ 
تفسير بيت الحكيم رضي الله عنه : 
هناك سماوات في ولابة الروم مدبرة لأمور السماء الدنيا 

وني طريق الروم هناك منخفضات ومرتفئعات وجبال عالية وبحار 

- فللغيب سحاب آخر ومطر آخر » وسماء أخرى وشمس أخرى . 





)١(‏ ج/14-17:- فاستمع إلى قول سنائي من الرموز معنى من المعاني حتى تصبح واقفا 
علىالكنوز. 


1١و98‎ - 


- لكنها لا تظهر إلا للخواص » أما الباقون فهم " في لبس من خلق جديد " 

- فهناك مطر من أجل الإنماء » وهناك مطر من أجل الإذزبال . 

- وأمطار الربيع ذات نفع عجيب ٠‏ أما أمطار الخريف فهي كالحمى بالنسبة للبستان. 
- ومطر الربيع يدلله وينميه » أما مطر الخريف فيجعله مريضا أصفر الوجه. 
- وهكذا البرد والريح والشمس » كلها تتفاوت ٠»‏ فاعثر على طرف الخيط . 

- هي أيضا في الغيب موجودة على أنواع ؛ في الخسارة والربح والنفع والضر . 
- فأنفاس الأبدال من قبيل "مطر " الربيع » منها تنبت في القلب والروح مروج 


خضراء . 
- وما تفعله أمطار الربيع في الشجرة ؛ يتأتى من أنفاسهم " المباركة " عند المقبل 
السعيد . 


5- وإن كان ثم شجرة يابسة في مكان ما » فلا تعتبر أن العيب فيها من الريح 

الذى ينعش الأرواح . 

- لقد قامت الريح بفعلها وهبت عليها » وذلك الذى كان له روح فضلها على روحه. 
في معنى هذا الحديث " اغتنموا برد الزبيع ...إلخ " 

- قال الرسول: أيها الرفاق » حذار أن تخفوا أجسادكم عن برد الربيع . 

-ذلك أنه يفعل بأرواحكم ماتفعله فصول الربيع بالأشجار )١(.‏ 

- لكن توقوا برد الخريف ؛ فهو يفعل ما يفعله بالبستان والكرم . 

- ولقد أخذ الرواة " هذا الحديث " على محمله الظاهر » وقنعوا منه بصورته. 


)1( ج/7/8-7:- ومن ثم فإن برده ذاك يكون غنيمة في الدنيا لدى العارفين طلاب الوقت ٠‏ ففي 
أوقات الربيع إخلعوا عن أبدائكم الثياب » وامضوا عراة الأجساد نحو الرياض . 


- فلقد كانت هذه الجماعة بلا علم عن الروح ٠‏ ورأوا الجبل » لكنهم لم يروا فيه 
المنجم . 
- فالخريف عند الله هو النفس والهوى » والعقل والروح هما عين الربيع والبقاء. 
- وإن لك عقلا جزئيا مخفيا فيك » فابحث عن إنسان كامل العقل في هذه الدنيا . 
- فيصبح جزؤك من تأثيره كلا » والعقل الكلي على النفس كأنه الغل )١(.‏ 
5 - ومن ثم فتأويل هذا الخبر أن الأنفاس الطاهرة كأنها الربيع » وهي حياة 
للأوراق والكروم . 
-فلا تخف حسدك عن حديث الأولياء رفيقا كان أو قاسياء فهو في الحقيقة ظهير لدينك. 
- وتقبل برضا قوله - حلوا كان أو مرا » حتى تنجو من الحلو والمرء ومن السعير. 
- فحلوه ومره ربيع جديد للحياة » وهو مادة الصدق واليقين والعبودية " لله " . 
- ومنها يحيا بستان الروح » ومن هذه الجواهر يمتلئ القلب . 
5- وفي قلب العاقل " تسكن " آلاف الأحزان » إن نقص من بستان القلب عود 
واحد . 

سؤال الصديقة رضي الله عنها المصطفى صلى الله عليه وصلم 

مآذا كان سر مطر اليوم ؟ 

00 


- قالت الصديقة : يا زبدة الوجود » ماذا كانت الحكمة من مطر اليوم ؟ 


. فالجزئي يظهر من كله » مثلما يظهر سكر العقل من النبيذ‎ :"!4-١/ىولوم‎ )١( 
. (؟) ج/44-7:- سألته الصديقة بصدق وخشوع وأدب من فوران العشق‎ 


- ".1١- 


- وهل كان من قبيل مطر الرحمة » أو أنه كان من أجل التهديد " وإظهار " العدل 
الإلهي ؟ 
- هل كان من تلك الألطاف الربيعية ٠‏ أو من تلك الخريفية المليئة بالآفات ؟ 
- قال : إنها من أجل تسكين الأحزان ؛ التي تتوالى على أبناء آدم من المصائب , 
٠5‏ - فإن بقي الإنسان " مقيما ” على تلك النيران » لوقع خراب شديد ونقصان 
- ولخربت هذه الدنيا في لحظة واحدة ؛ ولغادرت أنواع الحرص الناس . 
- وعماد هذا العالم - أيتها الحبيبة - هو الغفلة » والوعي آفة بالنسبة لهذا العالم 
- فالوعي من ذلك العالم » وعندما يغلب » تصبح هذه الدنيا دنية . 
- والوعي بمثابة الشمس والحرص ثلج » والوعي بمثابة الماء » وهذه الدنيا دنس 
- فهو يتسرب بشكل قليل من ذلك العالم » لكي لا ينتني في الدنيا الحرص 
والحسد . 
- ولو أنه تدفق بشكل زائد من الغيب ٠»‏ مابقي فضل في هذا العالم ولا عيب . 
- وهذ'المعاني"لا حد لها فعد إلى البداية » عد إلى قصة الرجل المطرب . 

بفية قصة الشيخ عازف الصنج وبيان نتيجتها 
- المطرب الذى كانت الدنيا مليئة منه بالظرب» ومن صوته نبعت الخيالات العجيبة. 
- من صوته ٠‏ كان الطير يحلق ؛ وكان لب الروح يصاب بالحيرة . 
6 -- عندما مرت عليه الأيام وصار شيخا » أصبح بازى روحه من عجزه يصيد 
البعوض .(1) 
- إنحنى ظهره كأنه الدن ؛ وحاجباه فوق عينيه " صار" كعرقل المطية . 


(١)ج/-43:-‏ وما البازى ؟ فإن كان فيلا ٠‏ تجعله البعورضة عاجزا بلد جدال 3 


ا 08 


- وصار صوته الجميل الذي يطيل العمر قبيحا » لا يساوي عند أحد شروي نقير . 
- وذلك الصوت الذي كان يزري بالزهرة » صار كأنه نهيق حمار عجوز . 
- وفي الأصل » أي جميل لم يصر قبيحا ؟ وأى سقف لم يتحول إلى أرض ؟ 
- اللهم إلا أصوات الأعزاء في الصدور » الذي يكون من إنعكاس أنفاسهم 
نفخ الصور . 
-فهم ذوو بواطن تكون البواطن ثملة بها » وعدم منه ينبعث وجودنا . 
- هم كهرمان الفكر وكل صوت من أي منهم » يكون لذة الإلهام والوحي ؛» ويكون 
نعو عن :+ 
- وعندما صار المطرب أكثر شيخوخة وضعفا » صار من كساد سوقه محتاجا إلى 
- وقال :يا ألله ؛ لقد مددت في عمري وأمهلتني طويلا » وقدمت ألطافك إلى 
- ولقد مارست المعصية لسبعين عاما » ولم تمنع عني نوالك يوما واحدا . 
- واليوم وقد أصبحت عاجزا عن الكسب فأنا ضيفك » ولأعزف لك الصنج فأنا لك. 
- وحمل الصنج » وتوجه إلي باب الله متأوها صوب جبانة يرب . 
- وقال : سوف أطلب من الله أجر العزف » فإنه يقبل القلوب بالإحسان . 
- وعندما عزف كثيرا بدأ في البكاء » ثم جعل من الصنج وسادة له وسقط 'مهدودا" 
علي قبر . 
0- وغلبه النوم » ونجا طائر روحه من السجن » ترك الصنج وعازفه ؛ 
وأنطلق . 


رغيف . 


.د 


- ضار حرا من الجسد وتعب الدنيا .ء في عالم بسيط » وقفي صحراء الروح . 
- وروحه هناك متغنية يما حدث ٠»‏ قائلة : لو أنهم أبقوني في هذا المكان . 

- لكانت روحي سعيدة في هذا البستان والربيعءثملة بهذا الوادىءمغيبة بشقائق 
النعمان . 

- ولسافرت دون جناح ولا قدم » وتقضمت السكر دون شفة أو أسنان » 

- ولقمت يالذكر والفكرء فارغة من ألم رأسي ٠‏ ولسامرت ساكني الفلك . 

- ولكنت أرى وأنا مغمض ألعينين حالما » ولقطفت الورود من الرياض دون كقف . 
- فالطائر المائي غريق في بحر العسل ٠‏ وعين أيوب له شراب ومغتسل . 

- وبه صار أيوب من أخمص القدم إلي قمة الرأس يريئا من الآلام كانه نور 
المتيرةق ‏ 

- ولو كان اللمثنوي في حجمه كأنه القلك ء لما إستطاع أن يحتوي على ما كان يراه 
؛ حتى على يعض من كل . 

"١‏ كان يفول " : إن هذه الأرض والسماء للواسعتين ؛ مزقتا قلبي مسن 
- لكن هذه الدنيا التي أيدتها لي للرؤيا ٠‏ من سعتها قتحت مني الجناح والقوادم. 
-ولو كانت هه اللدنيا التي كنت فيهامرئية أو ظاهرة الطريق ء لما بقي إنسان لحظة 


على 'الأرض : 
- وكان النداء يصل إلي قائلا : 'لا .. 'لا تطمع ء وما دام الشوك قد خرج من قدمك 
.. فامض . 


_ أختتت ,روحه تتلكأ في ذلك المكان » أأى في قضاء رحمته وإحسانه . 


5 1 


قول هاتف لعمر رضي الله عند في الروّيا : أعط بعض الذهيب 
من بيت اتمال لذلك الرجل الذو نام في المقابر 
- في ذلك الزمان سلط الله نوما علي عمر » حتى لم يستطع أن يسيطر علي 
نفسه من التوم . 1 
- فتعجب قاتلا : إن هذا ليس بالأمر المعهود -. إن هذا قد أتي من الغيب . وليس 
يل هدف . 
- فوضع رأسه وغليه النوم » فرأى حلما » وجاءه هاتف من الحق سمعته روحه. 
- وذلك النداء هو أصل كل صوت ولحتن ٠‏ وهذا هو النداء الحقيقي والباقي صدى. 
- ولقد فهم التركي والكردي والعوبي هذا النداء بلا أذن ولاشقفة. 
-٠‏ وأى موضع " لذكر” الترك. والتااجيك والزنج هنا ؟ لقد فهمت هذا النداء 
الأحجار والأخشاب . 
- ففي كل لحظة يأتي منه نداء ” ألست " وتتحول الجواهر والأعراض إلي وجود . 
- وإن لم تصدر منهم " بلى "؛ إلا أن مجيئهم من العدم هو ' بلى " هذه . 
- وعما قلته بشأن فهم الحجر والتشب ٠‏ إنتبه إلي قصة جيدة أسوقها إليك . 
أنين الجذع الحنان عتدما مسقهوآ ترسول الله صلي الله عليه 
وسلم منبرا بعد أن ازداد عدد المسلمين وقالوا : إننا لانرى 
وجهك المبارك عند الوعظ. وسماع الرسول والصحابة لقلك 
الأنين , وسؤال الرسول عليه السلكم للجذع وإجابته عليه 
علبه السام صرائحة 


-ه.”# - 


-إن الجذع الحنان من هجر الرسول ؛ أخذ يئن كأنه أرباب العقول . )١(‏ 

تقال الرسول : ماذا تريد أيها الجذع ؟ قال : لقد صارت روحي من فراقك 
دما (؟) 

-لقد كنت مسندا لك فهل هجرتني ؟ وجعلت مسندك علي رأس المنبر 9(") 
- قال : هل تريد أن أجعل منك نخلة يقطف منها الغربي والشرقي الثمار ؟ 

- أو أن يجعلك الحق في ذلك العالم شجرة سرو .. حتى تبقى نضرا أخضر إلى 
الأبد ؟ 

- قال : ما أريده هو ذلك الذي دام بقاؤه . فاستمع أيها الغافل ولا تكن أقل من 
- فدقنوا ذلك الجذع في الأرض » حتي يحشر يوم الدين كالخلق . 

- حتى تعلم أن كل من دعاه الله إليه » بقي عاطلا من كل أشغال الدنيا . 

- وكل من يكون .له مع الله شئغل وشأن » وجد الشأن هناك » وخرج عن الشغل. 
- وذلك الذى لا تكون له عطية من الأسرار » متى يصدق أنين الجماد ؟ 

- إنه يقول : نعم » لكن ليس من قلبه » بل لمجرد الموافقة » وحتى لايقال له إنك 
'من أهل النفاق . 


(١)ج/ :1١١-7‏ - ظل يئن في مجلس الوعظ ء بحيث سمعه الشيخ والشاب . فتحير أصحاب 
الرسول متسائلين : من أى شيء يئن الجذع ذي العرض والطول . 

(؟) ج/ ١1-7‏ : - وما دامت روحي قد إحترقت من فراقك؛ فكيف لا أنن بدوتك يا روح الدنيا ؟ 
(؟) ج/101-7:- فقال الرسول : أيتها الشجرة الطيبة »يا من صرت مع السر قرينة للإقبال. 


4 


1.5 - 


؟١-ولو‏ لم يكونوا واقفين على أمر " كن " » لكان هذا الكلام مردودا في 
الدنيا. 

- وإن مئات الآلاف من أهل التقليد والبرهان ٠‏ ألقى بهم نصف وهم في الظن . 

- فإن تقليدهم واستدلالهم قائمان علي الظن ؛ بل وكل أجنحتهم وقوادمهم . 

- وإن ذلك الشيطان الدني ليثير شبهة من الشبه » فيسقط كل هؤلاء العميان منقلبين. 
- وأقدام أهل الإستدلال أقدام خشبية ؛ والقدم الخشبية واهية تماما . 

- وهي غير قطب الزمان ذلك البصير . فمن ثباته يصبح الجبل دائر 
الرأس . 

- وقدم الأعمى هي العصا ...أجل العصا ء حتى لا يسقط منقلبا فوق الحصى !! 
- أما ذاك فهو الفارس الذى صار الظفر للجيش به » ومن هو أهل للدين ؟ سلطان 


البصر !! 

- والعميان وإن أبصروا الطريق بالعصا ء فإنهم أبصروه بفضل الخلق 
المستنيرين. 

- فلو لم يكن المبصرون موجودين وسلاطين " الدين " لهلك كل العميان في 
الدنيا. 


65- فلا زراعة تتأتي من العميان ولا حصادء ولا عمارة ولا تجارة » ولا نفع . 


- ولو لم يكن قد رحمكم وتفضل عليكم » لحطم عصي إستدلالكم. 
- وما هي هذه العصا ؟إنها القياسات والدليل » ومن أعطاهم تلك العصا ؟ إنه 


المبصر الجليل . 


/7.# هه 


- وإذا كانت العصا قد صارت عدة للحرب والجدل » فحطم هذه العصا تحطيما أيها 
الطيويو 1 

-لقد أعطاك العصا ء فلما تقدمت بها » ضربته بتلك العصا غضبا ؟ 
5-6 يا حلقة العميان .. فى أي عمل تخوض ون ؟ ألا فلتحضروا حارسا 
ميصرا لكم !! 

-وانظر إلى معجزة موسى وأحمد ء عندما صارت العصاحية وصار الجذع 
عليميا. 


<7 


- ومن العصا حية ومن الجذع الحنين » إنهم يدقون " النقارة" خمس مرات من أجل 


الدين . 
-وإن لم تكن لذة الدين بالشيء غير المعقول ؛ فمتى كانت في حاجة إلى عندة 
معجزات ؟ 


6 - وكل ما هو معقول يتقبله العقل دون حاجة لمعجزة ودون جر ومد . 

- فانظر إلى هذا الطريق البكر غير المعقول » وأنظر إليه مقبولا إلي قلب كل مقبل. 
- ومثلما هربت الوحوش والشياطين إلي الجزر خوفا من آدم وحسدا الهء 
-وأيضاخوفا من معجزات الأنبياء »أخفى المنكرون رؤوسهم تحت الأعشاب . 

- حتى يعيشوا بشرع الإسلام نفاقا » وحتى لانعلم من يكونون حقيقة ' . 

- مثل أولئك المزورين الذين يطلون تلك السكة المزورة بالفضة " وينقشون " 
عليها إسم الملك . 

- فظاهر ألفاظهم التوحيد والشرع » وباطنها مثلما يُدس في الخبز حب الصرع. 
- ولا جرأة للمتفلسف على الحديث »فإن تحدث » فإن الدين الحق يجعل قوله أنكاثا . 


د م.”# - 


- فإن يده ورجله جمادان » وكل ما تمليه روحه » يطيعه هذان . 
-وبالرغم من أنهم ينكرون التهمة بألسنتهم » فإن أيديهم وأرجلهم تشهد عليهم . 
إظهار معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم وتحدث الحصى في 
يد أبي جهل عليه اللعنة . وشهادة الحصى على حفيقة 
الرسول صلو الله عليه وسلم ورسالته 
حلقد كان الحصى في يد أبي جهل ٠»‏ فقال : يا أحمد ... أخبرني سريعا » ماذا 
أخفي في يدي ؟ 
- وإذا كنت نبيا .. فما هذا المخفي في يدي ؟ ما دمت ذا خبر عن سر السماء ؟! 
- قال : ماذا تريد ؟ أقول لك ما هذا الشيء " الذى في يدك * ؛ أو تشهد هي أننا علي 


- قال أبو جهل : هذه الثانية أكثر عجيا !! قال : أجل والحق قادر علي ما هو 
أكثر منها . 


- ومن بين كفه المقبوضة ؛ أخذت كل حصاة تنطق بالشهادة على الفور . 
- وقالت لااله إلا اللهء ونقبت در " أحمد رسول الله". 
- وعندما سمع أبو جهل هذا من الحصى » ألقى بها غاضبا على الأرض )١(.‏ 


)١(‏ ج/؟-9١١‏ :-وقال : لايوجد ساحر آخر مثلك » إنك زعيم السحرة وتاج رؤوسهم .-وعندما 
رأى أبوجهل هذه المعجزة ؛ إشتعل غضبا ومضى إلى منزله.- واتخذ طريقه منصرفا عن 
الرسول ٠‏ وسقط في حفرة ذلك القبيح الجهول .- لقد رأى المعجزة واشتد شؤمه وشقاؤه ٠‏ ومضى 
مسرعا نحو الكفر والزندقة . فليكن التراب على مفرقه فقد كان أعمى ملعونا ؛ وكانت عينه كعين 
إبليس لم ير إلا التراب . 


35 0 


بقية قصة المطرب وإبلاغ .أمير المؤمنين عمر 
رضي الله عنة الرسالة ؛ وما جتف به الهاتئف 
- عد واستمع إلى أحوال المطرب ؛ ذلك أن المطرب صار عاجزا من 


الإنتط ار. 
-وهتف الهاتف بعمر : ياعمر ء ألا فلتخلص عبدنا من حاجته. 


- إن لنا عبدا محترما من خواصنا ء فهيا أتعب قدمك " بالسير " نحو الجبانة . 
- إنهض يا عمر ومن بيت مال المسلمين » خذ سبعمائة دينار لا تنقص. 
-إحملها إليه ٠‏ وقل له : يا من إخترتنا » خذ هذ! القدر منا » واعذرنا . 

- إن هذا المبلغ كأجر للعزف ٠‏ فأنفقه » وإن نفد » فارجع إلينا. 

-فنهض عمر هيابا من هذا الهاتف » وتشمر من أجل أداء هذه الخدمة . 

- واتجه إلي الجبانة وكيس الدنانير تحت إيطه وسار مسرعا متفحصا وباحثا. 
"-وطاف كثيرا بالجبانة في سرعة » فلم ير أحدا هناك غير ذلك الشيخ . 
-فقال في نفسه : لا يمكن أن يكون هذا » وأخذ يسرع ء وأحس بالتعب » ولم ير 

سوى ذلك الشيخ . 

- فقال في نفسه : لقد قال الحق إن لنا عبدا صافيا جديرا مباركا ؛ 

- فمتى يكون عازف الصنج الشيخ من خواص الله ؟ فيا لك من سر عجيب » يا لك 

من سر عجيب !! 

- وطاف مرة ثانية بالجبانة » وكأنه أسد يجوب الصحراء في أثر صيد . 

5 - وعندما ثيقن من أنه لا يوجد سوى الشيخ » قال : ما أكثر القلوب المضيئة 
الموجودة في الظلمة . 


- واقترب منه » وجلس بأدب شديد » فتملكته عطسة » فقفز الشيخ من مكانه . 
-ورأى عمر » فاشتدت دهشته » وهم بالسير ؛ وقد تملكته رعدة . 

- وهتف في باطنه » يا الهي » منك الغيات » لقد وقع المحتسب على شيخ ضعيف 
عازف على الصنج . 

- وعندما نظر عمر إلى وجه الشيخ » رآه خجلا شاحيا. 

- فقال له عمر : لا تخف » ولا تهلع مني » فلقد جئتك بالبشارات من الحق. 
- ولقد مدح الله تعالى خلقك كثيرا » حتى صار عمر عاشقا لرؤية وجهك ٠‏ 

- فاجلس إل » ولا تعزف لحن الفراق » حتى أفضي إليك بسر عن الإقهبال . 
-إن الحق يقرؤك السلام ويسألك : كيف أنت من آلامك وأحزانك التي لاحد لها ؟ 
- وهاك مبلغ ضئيل من المال ثمنا للعزف ٠‏ أنفقها » ثم إرجع إلي . 

6- وعندما سمع الشيخ هذا الكلام صار مرتعدا » وأخذ يعض على يديه » كما 
أخذ جسده يهتز . 

- وأخذ يصيح : يا الها بلا نظير » كفي » فقد ذاب الشيخ المسكين خجلا . 
-وعندما بكى كثيرا وزاد ألمه عن الحد » ألقى بالصنج على الأرض وحطمه . 
- وقال : يا من كنت حجابا لي عن الإإاله ء ويا قاطع طريقي في الطريق 
الملكية: 

- ويا من شربت دمي طيلة سبعين عاما ؛ ويا من إسود وجهي منك أمام الكمال . 
- ويا إلهي يا ذا العطاء والوفاء » إرحم من ضاع عمره في الجفاء . 

- ولقد وهب الحق عمرا لا يعرف أحد في الدنيا قيمة كل يوم منه. 

- ولقد أنفقت عمري لحظة بلحظة » وأضعته هباء على وتري الجهير والخفيض !! 


- #١ < 


- آه .. فمن ذكر مقام العراق ولحنه » ذهبت عن ذاكرتي لحظة الفراق المرة . 
عوبلاه.:'فمن ليونة مقام 'الزير افكنذ 'الضغير ء جفت مزرعة قلبي ومات القلب !1 : 
65- ويلاه » فمن هذه الشعب الأربعة وعشرين » مضت القافلة » وصال النهار 
إلى الزوال . 
-يا إلهي » الغياث من هذا المستغيث » إنني أريد حقي » لا من أحد . بل من هذا 
المطالب بالحق . 
-فلن أجد حقي من أحد » لن أجده إلا من ذلك الذي هو أقرب إلى مني !! 
- فمن هذه الأنية يحيق بي ما يحيق بي لحظة بعد لحظة » ومن ثم فأننا أراه غندما 
قلت الأنية داخلي . 
-ومثل ذلك الشيخ ٠‏ ليكن بصرك مثبتا عليه » لا على من يعد لك الذهب )1١(.‏ 

تحويل عمر رضي الله عنه نظره من مقام البكاء الذى هو وجود 

إلى مقام الاستغراق 

-٠‏ فقال له عمر : إن نواحك هذا من آثار حضورك وانتباهك .(؟) 
-فالماضي والمستقبل كلاهما حجاب بينك وبين الله » وذكر الماضي هو من قبيل 
الإنتباه . 
-فاتضرم النار في كليهما معا » فأنت مليء بالعقد منهما معا كأنك القصبة !! 


(١)ج/-177:-‏ هكذا ظل في بكائه وأنينه ؛ يبحصي جرم عمره الطويل : 
)3 ج/41-17١:-‏ ثم نقله سريعا من تلك الحالة ؛ ودعاه من حال الإعتذار صوب الإستفراق ٠‏ 


- م١؟-‎ 


- وما دامت القصبة بعقدها فهى ليست قرينة للسر ؛ ولا تكون جليسة لنلك الشفاة 
ولا لذلك الصوت !! 

- فما دمت في طواق ٠»‏ فأنت في مقام هذا الطواف » وإن عدت إلى الدار فأنت مع 
ذاتك . 

6- وما دمت مطوقا بشيء » فأنت تطوق ذاتك بهذا الشيء ؛» وعندما تعود إلى 
الدار » فأنت مع ذاتك 

-ويا من أخبارك تدل على جهلك بالمخبر » إن توبتك أقبح من الذنب . 

- ويا باحثا عن التوبة عن حالك الماضي ؛ متى تتوب عن هذه التوبة ؟ أخبرني !! 
-حينا تجعل الصوت الخفيض قبلة لك » وحينا تقبل موضع البكاء . 

- وعندما صار الفاروق مرآة للأسرار ؛ صارت روح الشيخ مستيقظة داخله . 
- وصار كالروح فارغا من الضحك والبكاء » لقد مضت روحه » وحيت فيه 
روح أخرى . 

-وحلت بباطنه حيرة في ذلك الزمان » بحيث صار خارج السموات والأرضين . 
-وثمة بحث فيما وراء البحث » وأنا لاأدريه » وإن كنت تدريه » قل . 

-وهناك حال ومقال وراء الحال والمقال » غارق في جمال ذي الجلال . 

- غرقا لايكون منه خلاص » ولا يعرفه أحد » اللهم إلا اللحجر . 

65- إنك عقل جزئي لا تكون متحدثا عن العقل الكلي ؛ إن لم يكن لك طلب 
وراء طلب . 

- وعندما يصل ٠‏ يتوالى الطلب بعد الطلب » يصل موج ذلك البحر إلى هذا المكان. 


-1١م-‎ 


- وعندما وصلت قصة أحوال الشيخ إلى هذا الحد » توارى الشيخ وتوارت أحواله 


بالحجاب . 
- ولقد نفض الشيخ طرف ثوبه عن القيل والقال » ونصف ما قاله بقي محبوسا في 
أفواهنا . 


ومن أجل القيام بهذا اللهو والسرور ٠‏ تنبغي التضحية بمئات الآلاف من الأرواح. 
- فعد ثانية نحو صيد أجمة الروح ؛ وكن مثل شمس الدنيا مقامرا بالروح . 
- إن الشمس العالية خلقت مضحية بالروح » وفي كل لحظة تفرغ ثم تملا . 
- فاتضح بالروح ياشمس المعني ؛ ولتب د الجدة في العالم القديم. 
- والروح والنفس في وجود الإندسان ؛ يصلهما المدد من الغيب مثل الماء 
الجاري . 

تفسير دعاء الملكين اللذين بناديان كل يوم في الأسواق: 

اللهم أعط كل منئق خلفا وكل ممسك تلفا وببان 

أن ذلك المنفق هو المجاهد في طريق الدق لا المسرف ذي 
طويقالهطوي 

- قال الرسول عليه السلام : هناك ملكان يناديان دائما نداء حلوا ناصحين : 
5- هو :يا إلهي أشبع المنفقين » وعوضهم عن كل درهم بمائة ألف . )١(‏ 
- ويا إلهي لا تعط الممسكين في الدنيا » إلا خسرانا في خسران . 


)0( ج/40-7١:-‏ يأ إلهي أعط المنفقين الخلفا ؛ ويا إلهي اجعل التلف يحيق بالممسكين .- فانظر 
إلى محل المنفق ومحل الممسك » ما دام الموضع يكون مؤثرا : 


3ج 


- وما أكثر الإمساك الذي هو أفضل من الإنفاق ؛ فلا تنفق مال الحق إلا بأمر 

الحق . 

- حتى تجد العوض كنزا لا نفاد له » وحتى لا تكون من عداد الكافرين . 

-واستفسر عن أمر الحق من أحد الواصلين ؛ وأمر الحق لا يدركه كل قلب . 

- وفي القرآن إنذار لأفل الغفلة ء إن كل ما ينفقونه سوف يكون 

عليهم حسرة . 

- وكبراء مكة في قتالهم للرسول ؛ قدموا القرابين على أمل القبول 

- لفد كانوا يقدمون القرابين » حتى تنتصر سيوفهم على المصطفي » 

- مثل عبد آبق بذل مال الملك للمتمردين على أن هذا عدل . 

- وعدل هذا الآبق وعطاؤه ماذا يزيده عند الملك إلا البعد والوجه الأسود )١(.‏ 
65 "- ومن هنا يقول المؤمن في الصلاة من خوفه : اهدنا الصراط المستقيم . 

- وذلك المنح للدراهم لائق بالسخي» اوسس اد تر 
- إنك تجود بالخبز من أجل الحق فيهبك الخبز » وتجود بالروح من أجل الحق ٠»‏ 

فيهبك الروح . 

- فإن تساقطت أوراق شجرة السنار هذه » فإن الحق يهبها القدرة على الاستغناء. 
- وإن لم يبق مال في يدك من الجود » فكيف يجعلك فضل الله مهانا ؟ 

- وكل من يزرع »ء ثم تصبح أهراؤه خالية » يكون البهاء موجودا في 

مزرعته . 

- وذلك الذى يبقى في الأهراء لأنه أمسك عن إنفاقه ٠‏ تأتي عليه فئران الحادثات 

والسوس 


(0) جات 4 1:- والغريب أن الغلمان الأتراك يظئونها عدلا » ويقول أحدهم : لقد آثرت وبذلت 
وتام 


5١60 -‏ م 


- فهذه الدنيا نفي » وليكن بحثك في الإثبات » وصورتك صفر فابحث عن معناك . 
- والروح المالحة المرة معرضنة للسياق ٠‏ فاشتر الروح التي هي كالبحر العذب . 
- وإذا لم تكن تعلم الانصراف عن هذه العتبة » استمع مني مرة إلى هذه القصة. 

قصة الخليفة الذي فاق حاتم الطائي كرما 

في زمانه . ولم يكن له نظير 
5 - كان هناك أحد الخلفاء فيما مضى من أيام » جعل من حاتم غلاما له في 
الكرم . 
-ولقد رفع راية الإكرام والعطاء » وقضى علي الففر والحاجة من الدنيا. 
- ومن عطائه صار البحر والدر صافيين » وغمر جوده العالم من أقصاه إلى 
أدناه . ٠‏ 
- وفي عالم التراب » يعد الماء والسحاب مظهرا! لعطاء الوهاب . 
- فمن عطائه البحر والمنجم في اهتزاز وزلزلة » والقواقل في أثر القوافل قاصدة 
جودم . 
ح-كان بابا وبوابة لقبلة الحاجات ٠‏ وذاع في الدنيا صيته بالجود . 
- وقد بقي من جوده وسخائه في عجبه سواء العجم والروم وسواء الترك والعرب. 
- كان ماء الحياة وبحر الكرم » وقد حيا منه العرب والعجصم . 
قصة الأعرابي الكقببر ومآ حدث لزوجته مغه بسبب 
إملآاقه وفقفرة 

- ذات ليلة تحدثت امرأة أعرابية مع زوجها ء وجاوزت الحد في القول . 
إننا نعاني كل هذا الققر والشظف ٠.‏ والعالم كله في هناء » ونحن في إملاق !! 


-115- 


65- ولا خبز لدينا » وإن وجد » فأدمنا الألم والكمد ؛ ولا آنية لدينا » وماؤنا من 
دموع العين . 
- وساترنا في النهار حرارة الشمس ؛ وحشيتنا ولحافنا في الليل ضوء القمر . 
- ونحن نرفع أيدينا إلى السماء ظانين أن قرص القمر رغيف من الخبز . 
- وإن فقرنا ليزرى بالفقراء » والنهار والليل يتواليان علينا في هم الرزق ٠‏ 
- والقريب والغريب صارا نفورين منا » كنفور الناس من السامري . 
- فلو طلب أحد منا حفنة من العدسء لقيل له أصمت ليكن لك الموت والعار. 
- أليس العرب يفخرون بالغزو والعطاء ؟ إذن فأنت في العرب كالخطأ في الخط . 
- أى غزو ؟ ونحن بلا غزو قد قتلنا أنفسناءوأصبحنا من سيف الفقر بلا رؤوس !! 
- وأى عطاء ؟ ونحن على القفر مقيمون » ونحن نفصد الذبابة " الطائرة " في 
الهواء . 
- وإن حل بنا ضيف فإنني أنا نفسي أجرده من ثيابه ليلا وهو نائم. )١(‏ 
اغترارالمريدين المحتاجين بالمدعين المزورين وظنهم إباهم 
مشا يخ محترمين وواصلين وعدم معرفتهم الفرق بين النقل والعيان 
وبين المقيدومن نبت ل هجنام 
- ومن هنا قال العلماء بفن » ينبغي النزول ضيفا على المحسنين . 
)١(‏ ج/150-7 :- وعلى هذا النحو جاوزت الحد في هذا القبيل من العبارات لزوجها . - لقد 
أصبحنا أذلاء من العناء والفقرء واحترقنا من الفاقة والاضطرار .- وحتام نتحمل نحن هذه الذلة » 
غارقون في بحر عميق من نار .-- ولو حل بنا ضيف فجأة ذات نهار » فإننا نخجل أمامه أشد 
الخجل .- ولو دخل علينا ضيف دون أن يتثبت ٠‏ لجعلنا من نعله قوتا لنا . 


ا - 


- وأنت تصبح مريدا " وتنزل " ضيفا على ذلك الذي يأخذ منك ما لديك من خسته . 
- فلا مكنة لديه ..فكيف يعطيك المكنة ؟ إنه لا يعطيك نورا بل يجعلك مظلما . 
- وما دام هو نفسه لا نور لديه مقترن به ؛ فكيف يجد الآخرون منه النور ؟ 
- فمثله كمثل الأعمش الذي يشتغل بالكحاالة ؛ فماذا يضع في العيون إلا 
الهيباء ؟ 

- فهكذا حالنا في الفقر والعناء » فلا خدع بنا ضيف قط . 

- وإن لم تكن قد رأيت قحطا دام عشرة سنوات مصورا أمامك » فافتح عينيك 
وانظر إلينا . 

- فظاهرنا كأنه باطن المدعي » في قلبه الظلمة ولسانه مش ع بالنور . 

- فليس لديه متفال ذرة من الله ولا أشر ؛ لكن ادعاءه أكثر من شيث وأبي البشر . 
- وحتى الشيطان لم يبد له صورته » وهو لا يفتأ يقول : إنني متقدم في الطريق عن 
الأبدال . 

65- ولقد سرق الكثير من كلام الدراويش » حتى يُظن أنه إنسان . 

- وهو يدقق في الكلام علي أبي اليزيد » ويزيد يشعر بالعار من باطنه . 

- إنه بلا قوت من خبز السماء ومائدتها » ولم يلق إليه الحق حتى بعظمة . 

- ولفد هتف قائلا : لقد مددت المواند ء وأنا نائب الحق وابن الخليفئنة . 

- هيا يا سذج القلوب » يا من غمضت عليهم الأمور » حتى تملأوا بطونكم علي 
مائدة جودى بالهياعء . 

- ولسنوات على وعد الغد الذى لا يتحقق » تجمع أناس حول ذلك الباب » 
والغد لا يصل أبدا . 


جد 1 اح 


- وإنما ينبغي وقت طويل حتى يصبح سر الإنسان ذائعا » قليلا كان أو كثيرا ؛ 
- وهل يوجد أسفل جدار البدن كنز أو جحر حيات ونمل وأفاع !! 
- وعندما يصير واضحا أنه لم يكن هناك شيء » ويكون عمر الطالب قد ذهب ٠‏ 
فبماذا يفيده هذا العلم إذن؟؟ 
اني بسببآن أنه من النادر أن بحدث أن يصل مريد يعتقد صادقا 
في مدع مزور أنه على شيء ويصل بهذا الاعتقاد إلى مقام 
لم يكن شيخه قد وصل إليه حتى في النوم , قلا يؤذيه ماء 
ولاتوؤذبه نار وتوذي شيخه ...لكن هذا في الناآدر الفادر 
- لكن من النادر أن يعاين الطالب من نوره ء ما ينتفع به من مثل هذا الباخل . 
65- إنه يصل إلى مقام ما بحسن نيته » حتى وإن ظنه روحا واتضح أنه 
جسد . )١(‏ 
- مثل المتحري عن القبلة في الليل الداج ٠‏ وإن أخطأها ؛ فإن صلاته تجوز . 
- إن المدعي ليحس بفحط الروح من داخله؛ لكن لدينا نحن قحط الخبز ظاهرا علينا. 
- فلماذا نخفيه كما يخفي المدعي باطله » ونهلك أرواحنا من أجل تقاليد بالية ؟! 
أمر الأعرابي لزوجته بالصبر وبيانه لها فضيلة 
الصبرروالكققو 
- فقال لها الزوج حتام تطلبين الزرع والدخل ؟ وما الذي تبقى أصلا من العمر ؟ 
لقد مر أكثره . 


(1) ج/؟-154:- إنما تبدو لذلك المريد أحوال . لا تبدو لشيخه في سنين . 


- م١4‎ - 


- والعاقل لا ينظر إلى الزيادة والنقصان » لأن كليهما يمضي كما يمضي 
الول ٌْ 
- فسواء كان السيل صافيا وسواء كان كدرا » ما دام لا يمكث » لا تتحدثئي 
عنه!! 

- وهناك في هذا العالم آلاف الأحياء » تعيش عيشا حسنا لاصعود فيه ولا هبوط . 
- وإن الفاختة لتشكر الله وهي على فننها ٠‏ لم يتهيأ لها قوت الليل . 

- والعندليب يحمد الله قائلا : الاعتماد عليك في الرزق أيها المجيب !! 

65- والبازي جعل رجاءه في يد المليك » وقطع رجاءه عن كل الجيف . 

- وهكذا دواليك من البعوضة حتى الفيل » الجميع عيال الله والحق " نعم 


المعيل "' 

- وإن كل هذه الأحزان التي في صدورن ا ء هي من بخار كبريائنا ووجودنا 
وترابهما . 

-فلتقتلع هذه الأحزان مادام المنجل معنا » ف" هكذا صار وهكذا كان " وسواس 
لنا. 

- واعلم أن كل ألم هو قطعة من الموت » فادفع عن نفسك جزء الموت إن كان ثمة 
وسيلة . 

-٠‏ وإن لم تستطع الفرار من جزء الموت ٠‏ فاعلم أن " كله " سوف ينصب 
على رأسك . 


- وإن لذ لك جزء الموت ٠‏ اعلم أن الله تعالى سوف يجعل كله عليك حلوا . 


- والآلام إنما تأتي رسولا من الموت » فلا تشح بوجهك عن رسوله أيها 
الفضولي . 

- وكل من يحيا حياة حلوة يموت موتا مرا » وكل من يعبد الجسد لم يظفر بالروح. 
- إنهم يسحبون الخراف من المرعي » ويذبحون ما يكون أسمنها . 

6- لقد مضي الليل وأقبل الصبح يا قمر )١(‏ فحتام تعيدين وتزيدين في 
أسطورة الذهب هذه. 

- لقد كنت شابة وكنت أكثر قناعة » وصرت طالبة للذهب » وقد كنت ذهبا . 

- كنت كرمة مليئة بالثمار » فكيف أصبحت خاوية ؟ فهل أصابك الخراب أوان 


نضج فاكهتك ؟ 
- وينبغي أن تكون فاكهتك أكثر حلاوة » لا كديدن جادلي الحبال » يسيرون إلى 
الخلف . 


_ أنت زوجي » والزوجة ينبغي أن تشارك زوجها صفاته » حتى تتم الأمور كلها 
على سبيل المصلحة . 

- وينبغي أن يكون الزوجان متماثلين » وانظري إلى زوجين من الأحذية أو 
من الجراميق . 

- وإذا ضاقت فردة حذاء على القدم » لا يفيد زوج الأحذية بشيء . 

- ومصراعا الباب » هل أحدهما كبير والآخر صغير ؟ وهل رأيت قط في الغاب أن 
ذئبا يكون زوجا لأسد ؟ 


)١(‏ في نص نيكلسون يا تمر وهو تلخيص اسم تيمور وهكذا تبعه أغلب المترجمين والشراح وبما 
أن حديث الأعرابي لزوجته يبدأ بالبيت فقد اخترت ما ارتآه جعفري "١11/15"‏ وترجمتها يا قمر .. 


- 75ا١-‎ 


- ولا يستقيم عدلان أبدا على بعير » حين يكون أحدهما خاليا والآخر مليئا طاقا . 
- إنني أمضي صوب القناعة قوي القلب » فلماذا تتجهين أنت نحو الششسنعة 
والافقتضاح ؟ 
65- وهكذا ظل الرجل القانع يتحدث إلى زوجته بإخلاص وحرقة حتى طلع 
الصباح . 

نصم المرأة لزوجها قائلة : لاتزد في الكلام عن سلوكك 

ومقامك " لم تقولون مالا تفعلون" فإذا كانت هذه الكلمات 
صادقة نمقام التوكل ليس لك. وهذا الحديث بما نوق 
مقامك ومعاملتك فيه ضرر . وينطبق علبه قوله تعالى 
"كبروقت]" 

-صاحت به المرأة : يا مقيما على الشرف » إنني لن أتجرع خداعك أكثر من ذلك . 
- فلا تتحدث بالترهات ادعاءٌ ونفاجا»وامض » فلا تتحدث عن كبريائك وعنجهيتك . 
- فحتام هذه القعقعة والتظاهر بالأبهة ء انظر إلى أمرك وحالك » واخجل !! 
- فالكبر قبيح ويكون أقبح من الشحاذين » أيكون الجو باردا تتساقط فيه الثلوج وتم 
رذاء مبلل ؟! 
7- فحتام الادعاء والتنفج والكبرياء ؟ يامن لك بيت كبيت العنكبوت !! 
-ومتى نورت الروح بالقناعة ؟! لقد تعلمت من أنواع القناعة مجرد الاسم !! 
-لقد قال الرسول : ما القناعة ؟ إنها كنز » وأنت لا تستطيع أن تسيز بين الكنز 
وبين التعب . 
- فليست هذه القناعة إلا الكنز السيار ٠‏ فلا تنفج » ياحزنا وألما ماشيا على قدم . 


1 


- ولا تسمني زوجة » وكفاك تلطفا معي ؛ إنني زوج بالإنصاف .» لا بالنفاق 
والحيلة . 

- فكيف تمشي مع الأمير ومع العظيم ء وأنت " من الفقر " تفصد الجرادة 
في الهواء ؟! 

- وأنت في نزاع مع الكلاب من أجل عظمة .ء في أنين دائم كبوصة مفرغة 


الجوف . 
- فلا تتخط إليّ باحتقار وباستهانة شديدة » حتى لا أقول لك ماذا يجري داخل 
عروقك . 


-فهل رأيت عقلك زائدا عن عقلي ؟ وكيف رأيتني إذن ناقصة العقل ؟ 

حولا تفاج تني بالهجوم وكأنك الأئب » يا من يكون المجنون أفضل من عار 
عقلك !! 

- وما دام عقلك عقيلة " أمام " عقول الناس » إنه ليس بعقل » إنه ثعيان 
وعقرب . 

- وليكن الله خصيما لظلمك ومكرك » وليبعد عنا فضلك وعقلك . 

- أتكون الحية والمشعوذ معا ويا للعجب !! وتكون الحية وصيادها معا .. يا عار 
العرب . 

- ولو كان الزاغ يعلم مقدار قبحه » لذاب كالتلج ألما وغما. 

- والمشعوذ يتلو رقاه كالعدو » فهو يطلسم الحية » والحية تطلسمه ؟! 

65- ولو لم تكن شبكته هي رقية الحية » فمتى صادت الرقية والتعويذة حية ؟ 


« 


م7 - 


- ومشعوذ الحيات من حرصه على الكسب والعمل ؛ لا يفهم في ذلك الزمان سحر 
الحية !! 

- إذ تقول له الحية : أيها المشعوذ حذار حذار » هل رأيت أولا ما لديك ؟ أنظر الآن 
إلى رقيتي !! 

- إنك قد خدعتني باسم الحق ؛ حتى تجعلني مفتضحة بالاضطراب والشر !! 

- وإنما قيدني لك اسم الحق » لا مهارتك » لفد جعلت من اسم الحق شبكة » فالويل 


لك . 
0- وسوف يأخذ لي اسم الحق حقي منك » فلقد أسلمت اسم الحق الروح 
والجسد . 


-فإما أن يقطع عرق روحك بلدغة مني » أو يحملك إلى السجن كما حملتني . 

- ومن هذا النوع من خشن القول»أسمعت المرأة زوجها الشاب ما يملا قراطيس )١(.‏ 
نصيحة الرجل للمرأة قائلا : لا تنظري باحتقار إلى الفقراء 
وآنظري إلى قعل الحق بظن الكمآل , ولا تعذلي الفقر 


- قال : أيتها المرأة .. هل أنت امرأة أو منبع حزن ؟! إن القفئر فخر » قلا 


-فالمال والذهب يكونان بمثابة القلنسوة على الرأس ؛ والأقرع هو الذي يلجأ إلى 
الفلنسوة . 


. عندما سمع الرجل هذه الشتائم من المرأة » استمع إليه ماذا قال بعدها‎ : 17١1-7 ج/‎ )١( 


- 


6- وذلك الذي يكون ذا جدائل متموجة جميلة » يكون أسعد عندما تضيع 
- ورجل الحق يكون بمثابة البصر » ومن ثم يفضل أن يرى الأمور مكشوفة وليست 
مستترة . 

- وذلك النخاس عند عرضه لبضاعته ء يخلع عن العبد الثوب الذى يستر 
العيوب . 

- ومتى يعريه إن كان فيه عيب ؟ بل إنه يكسوه بثوب الخدععة . 

- ويقول : إنه خجول من الصالح والطالح » ومن العري ينفر منك . 

- والسيد غارق في العيوب حتى أذنيه » لكن عند السيد مالا » والمال ستار 
العيوب !! 

- ومن الطمع »؛ لا يرى طامع؛ عيبه.ء ولقد صارت الأطماع مجمعا للقلوب . 
- ولو أن الفقير تحدث بكلام كالذدمب النضار » لا تجد بضاعته طريقا إلى 
حانوت !! 

- وإن أمر الفقر لمما يجل على فهمك ٠‏ فلا تنظري إلي الفقر باستهانة . 

- ذلك أن الدراويش تجاوزوا الملك والمال » ولهم رزق عظيم من ذي الجلال . 
65- والله تعالى عادل » ومتى يوقع العادلون الظلم على مسلوبي القلوب ؟! 
- وهل يوجب لأحدهم النعم والمتاع » ويوضع آخر على حافة النيران ؟ 

- ألا فلتحرقن النار من يظن هذا الظن في الله خالق الدارين . 

- وماذا عن الفقر فخري ؟ أهي من زخرف القول والمجاز؟ لا » بل إن في طياتها 
آلاف من أنواع العز والدلال. 


حب ات 


- ولقد لقبتني بألقاب كثيرة من غضبك ؛ وسميتني بصياد الحيات ومن هو في طبع 
الحيات . 
- وأنا لو صدت حية أخلع أسنانها » حتى لايدقن أحد رأسها من بعمد. 
- ذلك أن أسنائها عدوة شديدة العداوة لها » وأنا أقضي على العدو بعلم الحييب . 
- وأنا لا أتلو رقية أبدا على سبيل الطمع » فلقد جعلت الطمع منقابا. 
- حاشا لله » فليس طمعي في الخلق » وهناك في قلبي عالم من القناعة . 
- إنك ترين هكذا لأنك فوق شجرة الكمثنرى ء فاهبطي من فوقها » حتى لايبقى 
لديك ذلك الظن . 
6 97- وعندما تدورين حول نفسك ويصاب رأسك بالدوار » ترين الدار تدور » 
والأمر كله منك . 

بيان أن حركة كل امريء من حيث يكون . كل إنسان 

ينظر من كوة وجوده , فالشمس تبدو لك زرقاء عندما 

تنظر إليها من وراء زجاج أزرق » وعندما تنتفي آلألوان 

عن الزجاج تصبح بيضاء. وبكون أصدق من كل 

الزياج الأآخور. ويكون إماما[ا 

- لقد رأى أبو جهل أحمة فقال : يالها من صورة قبيحة تلك التي ظهرت 
من بين بني هاشم. 
- فقال له أحمد : حقا ما قلت .. صدقت ٠‏ هذا برغم أنك بالغت !! 
- ورآه الصديق فقال : أيتها الشمس ٠؛‏ لا أنت بالشرقي ولا بالغربي ٠‏ فتألق سعيدا !! 
- فقال أحمد : صدقت أيها العزيز » يا من نجوت من الدنيا التي لا تساوي شيئا . 


حت 


6- ققال الحاضرون : يا صدر الورى » لقد قلت للقائلين الضدين : صدقت » 
فلماذا ؟ 

-قال : إنني مرآة صقالت بيد الإاله ؛ ويرى التركي والهندي في ما هو 
عليه )١(.‏ 

- فيا أيتها المرأة إن كنت ترينني طماعا » لترتفعي عن هذا التحري النسوي !! 
-فامتحني أنت الفقر يوما أو يومين » حتى ترين في الفقر الغنى مضاعفا . 
5- واصبري على الفقر » ودعك من الملال منه ؛ ذلك أن في الفقر عز ذي 
الجلال . 

-فلا تتاجري في الخل » وانظري إلى آلاف الأرواح » من القناعة غارقة في بحر 
العسل . 

- وانظري إلى آلاف الأرواح تتحمل المرارة » وكأنها الورود منقوعة في محلول 
السكر بالورد . 

حووا أسفاه » لو كان لديك الاستيعاب » لكنت وجدت في روحي شرح ما يجرى في 
القلب !! 

- وهذا الكلام بمثابة اللبن في ثدي الروح » وبلا جاذب حلو لا يجري عذبا زلالا . 
- وعندما يصير المستمع ظمأنا جادا في الطلب » يصبح الواعظ فصيحا 
مفوها وإن كان ميتا . 


)0( ج/ 17-5 :-وكل من تكون مرآته أمامه ٠‏ يرى فيها طيبه وقبيحه : 


-/ا؟؟ - 


- وعندما يكون المستمع منتبها حاضرا خاليا من الملل » يصبح للأيكم مائة لسان 
كال 

- وعندما يدخل غير مأذون له من الباب » فإن أهل الحرم يختبئن خلف الستار . 

- وإن دخل محرم لا ينتظر منه الضرر »ء فإن أولاء المتقبات يكشفن التقاب . 
-وكل ما يفعله المرء من حسن أو جميل » فإنما يفعله من أجل عين ناظرة ٠‏ 
6- ومتى تكون ألحان الصنج والخفيض والجهير »ء أمن أجل أذن أصم 
محروم ؟! 

- والحق لم يخلق المسك العبق عبثا » لقد جعله من أجل حس الشم » ولم يجعله من 
أجل الأخشم )١(.‏ 

-ولقد خلق الحق الأرضين والسموات ومن بينهما » وأشعل كثيرا من النيران ؛ 
وخلق كثيرا من النور. 

- وجعل هذه الأرض من أجل بني آدم » كما جعل السموات مسكنا للملائككة . 
- والسفلي يكون عدوا للعلوي ٠‏ ويكون ظاهرا وواضحا طالب كل مكان . 

- ويا أيتها السيدة » هل نهضت مرة واحدة وزينت نفسك من أجل أعمى ؟!! 
- ولو أنني ملأت الدنيا بالدر المكنون » ولم يكن من رزقك » فماذا أقعل ؟ 

-فاتركي النقار أيتها المرأة وقطع الطرق » وإن لم تفعلي فاتركيني . 

- فأى موضع للقتال بالنسبة لي مع الطيب والشرير ؟ وقلبي هذا ساكن لأنواع 
السلام .(؟) 


)١(‏ ج/؟-184:- والحق لم ينفخ في الناي عبثئا » بل فعله من أجل الأنس ؛ لا من أجل أنه يحس 
بلفح الحر ْ( ج/184-7:- فلا تدقي بالمبضع جراخي هذه » ولا تطعني روحي المسالوبة 5 


-ما؟ - 


- وإن صمت فبها » وإلا فإن ما علي أن أفعله هو أن أترك هذه الدار في التو 
واللحظة )١(.‏ 

تطبيب المرأة لخاطر زوجها واعتذارها عن قولها 
5 - وعندما رأت المرأة أنه حاد عنيد » بكت » والبكاء في الأصل هو شباك 
المرأة . 
- وقالت : متى ظننت فيك هك ذا ؟ اقد كان أملي فيك غير هذا .!! 
-ولقد دخلت المرأة من طريق العدم » وقالت : إنني تراب " تحت قدمك ” ولست 
بالسيدة !! 
- وأنا لك جبسدا وروحا مهما أكون » والأمر والحكم برمته أمرك وحكمك . 
-وإن كان قلبي من الفقر قد فارق الصبر » فليس ذلك من أجل نفسي ؛ بل من أجلك 
أنت !! 
- ولقد كنت لي الدواء من آلامي » وأنا لا أريد أن تكون خاوي الوفاض . 
- وبحق حياتك » ليس هذا من أجلي ؛ بل من أجلك أنت شكواى وأنيني . 
- ووالله ؛ إن وجودي كله من أجل وجودك »؛ وهو في كل لحظة يود لو يموت 
من أجلك . 
- وليت روحك - جعلت روحي فداها - تقف على ما يدور في ضمير روحي . 
- وما دمت معي هكذا على هذا الظن » فاقد ضقت بروحي وضقت بجسدي . 
65- وكيف نحصل على التراب ونجعله ذهبا » وأنت معي هكذا يا سكونا للروح 


)١(‏ ج/184-7:- والحفاء أفضل من الحذاء الضيق ؛ وألم الغربة أفضل من الشجار في المنزل. 


- 759- 


- وأنت الذي تستقر في روحي وفي قلبي ؛ ولهذا السبب التافه تتبرأ مني ؟! 

- فتبرأ » فإن القدرة في يدك » يا من تبرؤك مني » يصرف عني روحي !! 

-وتذكر أيام كنت بالنسبة لك كالوثن وأنت كعابد الوثن !! 

- ولقد أشعلت قلبي وفقا لهواك ٠‏ وكلما تقول أنه نضج » يقول : بل احترق !! 

- وأنا " كالسبانخ" بين يديك » تطبخني بما تشاء » بحامض أو بحلو » بما 


يطيب لك !! 
- ولقد نطقت كفرا .. والآن عدت إلي الإيمان » وأمام حكمك جئت مخلصة 
تماما. 


- وأنا لم أعرف طبعك الملوكي ؛ وسقت الحمار أمامك بوقاحة . 

-وعندما صنعت من عفوك مصياحا » تبت » وئبدذدت الاعتراض . 

- وإنني لأضع أمامك السيف والكفن » وأمد رقبتي أمامك » فاقتطضع . 

06- أتتحدث عن الفراق المر ؟ افعل ما تشضاء ؛ إلا هذا . 

-وفي داخلك مني سر طالب للعذر » وهو معك مستمر » بدون شفيع. 

- والذي يعتذر عني في داخلك أنت هو خلقك ؛ واعتمادا عليه أجرم قلبي . 

- فارحم خفية عن نفسك أيها الغاضب » يا من خلقك أحلى من مائة من من العسل. 
-وأخذت تتحدث على هذا النسق بلطف وانبساط » وأثناء ذلك غلبها البكاء . 
- وعندما جاوز البكاء والعويل الحد » منها هي ٠»‏ التي كانت فاتنة حتى دون 
بكاء . 

- وانطلق برق من بين ذلك المخضلر .ء فأضرم في قلب الرجل الوحيد الشرر . 
-وتلك التي كان الرجل عبدا لوجهها » كيف يكون الحال عندما تبدأ هي العبودية ؟ 


وا 


- وتلك التي يكون من كبريائها مرتعد القلب » كيف يكون الحال عندما تصبح باكية 


أمامه ؟ 
-وتلك التي من دلالها يكون القلب والروح دما ء حين تبدأ في التضرع » كيف 
يكون حاله؟! 


-١ 5‏ وتلك التي تكون فخاخنا دائما في جورها وجفائها » ماذا يكون عذرنا إن 
- " زين للناس " ولقد زينها الحق » وما زينه الحق » كيف يمكن الفرار منه؟ 
- وإذا كان قد خلقها من أجل أن " يسكن إليها " » فمتى يستطيع آدم أن ينفصل عن 
خحواء ؟ 

- وحتى وإن كان رستم بن زال .. وأقوى من حمزة ؛ إنما يكون أسيرا في يد 
أنناه !! 

- وذلك الذي ثمل العالم بأقواله ء كان يصيح " كلميني يا حميرا'. 

- لقد صار الماء غالبا على النار بعنفوانه ء لكنه يغلي من النار عندما 
يكون في حجاب . 

- فعندما يحول قدر بينهما ٠‏ تعدم ذلك الماء وتجعله بخارا . 

- وإذا كان الرجل غالبا للمرأة في الظاهر غلبة الماء " للنار" » إلا أنه مغلوب في 
الباطن وطالب للمرأة . 

- إن مثل هذه الخاصية موجودة في الإنسان ؛ء والحب قليل بين الحيوان » 


وهذا من دنو مرتبته. 


-1؟ - 


اني ببان هذا الخبر القائل: إنهن يغلبن العاقل ويغلبهن الجاهل 
-قال النبي عليه السلام : إن النساء يغلبن العاقلين تماما وأصحاب القلوب . 
6- ثم إن الجهال يغلبون النساء » ذلك أنهم شديدو الحدة ويسيرون على 


العشواء . 
- وقليلا ما يكون عندهم لطف أو رقة أو ودادء ذلك أن الحيوانية غالبة على 
أصولهم . 


- فالحنان والرقة من صفة الإنسان ؛ والغضب والشهوة من صفات الحيوان . 
- إنه شعاع الحق وليس المعشوق في ذاته ؛ إنه تجل الخالق وليس المقصود هو 
المخلوقة. 

تسليم الرجل نفسه بما التمسته منه المرة من طلب 

المعيشة , واعتبار اعتراض المرأة إشارة من الحق 

على ما أشار إليه نظامي افي خسرو وشييرين : 
في وأى كل عافل عالم *أن مع الذي يدور من يديره 
ومن تلك العجلة التي تديرها المرأة العجوز * فس عليها بجملة الفلك (1) 

- ولقد خجل الرجل من قوله هذا خجل الجلاد عند موته من العمل الذي كان 
يزاوله. 


وقال : كيف كنت خصما لروح الروح ٠»‏ وكيف ركلت رأس من أحب ؟) 


. العنوان من نسخة جعفري(؟/7١5) لأنه أكمل‎ )١( 
(؟) ج/؟-١٠٠ : وإذا جاء القضاء لم يبق فهم ولا رأى » ولا يعلم القضاء إلا الله.‎ 


- 95" د 


- وعندما يحم القضاء يحجب البصر » حتى لا تعرف عقولنا القدم من الرأس )١(.‏ 
- وعندما يمر القضاء » يأكل ' المرء" في نفسه ويشق جيبه وقد مزقت حجبه . 
- قال الرجل : أيتها المرأة » إنني نادم » وإن كنت كاقرا » فها أنا أسلم . 
- إنني مذنب في حقك فارحمي » ولا تقتلعيني دفعة واحدة من الجذور . 
-١ 5‏ ومن شاخ في الكفر إن أبدى الندم » يصبح مسلما ما دام قد اعتذر . 
- والحضرة الإلهية مليئة بالرحمة والكرم » وعاشقها سواء الوجود والعدم . 
- والكفر والإيمان كلاهما عاشق لذلك الكبرياء » والنحاس والفضة عبيد لتلك 
الكيمياء . 

في ببان أن موسى وفرعون كليهما مسخر للمشيئة كالسم 

والترياق والظلمات والنور , ومناجاة فرعون الله في خلوته 

حتي لآ يعتنك حرمتة 

- موسى وفرع ون كلاهما بالنسبة للمعنى سالك ء والفرق أن ذاك يجد 
الطريق بينما يضل هذا . 
- وكان موسى شاكيا إلى الله نهارا » بينما كان فرعون باكيا في جنح 
الليل . 
- مناجيا : يا إلهي ٠‏ أى غل هذا في عنقي ؟ وإن لم يكن ثم غل ؛ فمن 
يجرؤ على قول ها أنا ذا . 
- وذلك أنك قد غمرت موسى بالنور » ومن ذلك » جعلتني مظلما كدرا !! 


(1)ج/7-. 7 رحوقد روى إمام المتقين هذا الخير » قال : إذا جاء القضاءع عمي البصر. 


ام 


- وذلك أنك جعلت موسى قمري الوجه » وجعلت قمر روحي أسود الوجه . 
- ونجمي لم يكن بأفضل من القمر ؛ وما دام الخسوف قد حل » فأية حيلة لي ؟ 

- والدور دوري » وكوسات السلطنة تدق لي » ومع ذلك فقد خسف قمري » والناس 
يدقون على الطسوت. 

6 - إنهم يدقون على الطسوت » ويحدثون الضجيج » ويجعلون القمر مفتضحا 
بهذا الدق . 

- وويلي .. ويلي أنا الفرع ون من الدق على الطسوت التي تناديني ب " ربي 
الأعلى " !! 

- ونحن كلنا عبيد لسيد واحد » لكن بلطتك تشق الأغصان داخل غابتك . 

-ثم تقوم ثانية برتق غصن ما » وتترك غصنا آخر بلا نفع ولا فاقفدة. 

- فهل هناك قدرة للغصن على يدك ؟ لا ... وهل نجا غصن من بلطتك ؟ 
أبدا !! 

- فبحق هذه القدرة التي لبلطتك؛: هلا جعلت كل هذه الاعوجاجات مستقيمة ؟ 
- ثم قال فرعون لنفئسه: عجبا » ألست أنا المقيم على المناجاة طوال الليل ؟ 

- إنني في السر أكون مخلوقا من تراب ومتزنا .ء وعندما ألتقي بموسي إلام 
أصير؟ 

- والذهب الزائف إن طلي بعشر طبقات من الذهب » كيف يصبح أمام الناس أسود 
الوجه؟ 

- لا » إن قلبي وجسدي في حكمه ؛ يجعلني في لحظة لبا » وفي لحظة أخرى 


ب 


قشرا. 


-6م7 - 


6 - أصبح أخضر عندما يقول لي : كن زرعا » وأصفر عندما يقول لي كن 
- يجعلني في لحظفة تقمرا وفي أخرى أسود » وماذا يكون فعل الإله إلا هذا ؟ 
- ونحن نسرع أمام صولجانات حكم " كن فيكون " في المكان واللامكان . 

- وعندما يصبح من لا لون له أسيرا للون » فإن أمثال موسى يتقاتلون فيما 


- وعندما تصل إلى مرحلة اللالون التي كانت لك في الأصل » فإن الوفاق يتم بين 
موسى وفرعون . 

- وإن عن لك سؤال في هذه النقطة الدقيقة . فمتى يكون اللون خاليا من 
القيل والقال ؟ 

- وعجيب أن يكون اللون قد صدر عن من لا لون له » فكيف إذن نهض اللون لقتال 


- وفي الأصل أن الزيت يطفو علي الماء » فكيف يصير في النهاية مضادا للماء ؟ 
- وعندما يمزج الزيت بالماء » كيف صار الماء إذن عدوا للزيت ؟ 

- وما دام الورد من الشوك والشوك من الورد » فلماذا يشتبك كلاهما في حرب مع 
الآخر وفي نزاع ؟. 

-١ 5‏ أو ربما لم تكن هذه حربا بل لحكمة » أو لعلها مفتعلة كالخصومة بين باعة 
الحمير ., 

- أو لعلها لا تكون هذا أو ذاك »بل حيرة » وينبغي البحث عن الكنزءفهاك الخراب . 


-16- 


- وما تظنه كنزا ربما فقدت من جراته الكنز .. من جراء هذا التوهم . 

-فاعلم أن الأوهام والأفكار بمثابة العمران » والكنز لا يوجد أبدا في العمران . 
- فلفي العمران الوجود والقتال ٠»‏ وللعدم من الموجودات ألوان من العار . 

- أليس الموجود قد انطلق صارخا من العدم ؟ بل إن العدم قد رد ذلك 
الموجود .٠‏ 

- فلا تقل إنني هارب من العدم » بل إنه هو الهارب منك .. فتوقف . 

- إنه يدعوك في الظاهر صوب نفس ه . لكنه في الباطن يطردك بعصا الرد )١(.‏ 
- وإنها لنعال معكوسة " الاتجاه ” أيها الساذج » فاعلم دائما كراهية فرعون من كليم 


الله. 
سبب حرمان الأشقياء من الدارين مصداقا لقوله تغالى : 
خسرالدنياواآفيرة 
- عندما أبدى حُكيئ م اعتقاده بأن السماء بيضشة والأرض كصفاره ا . 


- سأله أحدهم : كيف بقيت هذه الأرض وسط محيط السماء هذا ؟ 

- قال له ذلك الحكيم : إنها تبقى في الهواء من جذب السماء من الجهات الست . 
- وكأنها قنديل معلق في الفضاء » فلا هي تهبط ولا هي ترتفع . 

-وكأنها قبة مصبوبة من مغناطيس ؛ بقي وسطها حديد معلق . 

- وقال آخر : كيف تجذب السماء الصافية الأرض الكدرة إلييا ؟ 

- بل إنها تدفعها من الجهات الست ٠‏ ومن ثم تبقي بين العواصف . 


)١(‏ ج/705-1:- وهناك قوم في النار المحرقة كأنهم الورود » وأخرون في الروضة وفي ألم 
وعناء . 


-جم7 - 


- ومن هنا فمن دفع خاطر أهل الكمال » تبقي أرواح أمثال فرعون في ضلال . 
- ومن ثم فمن دفع هذه الدنيا وتلك الدنيا » بقي هؤلاء الضالون محرومين من هذه 
وتلك . 

- وإنك لتعصي عبيد ذي الجلال ؛ فاعلم أنهم أيضا ملولون من وجودك . 

- ولديهم حجر كهرمان عندما يظهرونه . يجعلون قش وجودك مفتونا. 
ه١.-‏ وعندما يخفونه » سرعان ما يحولون تسليمك إلى طغيان . 

- وكما أن المرتبة الحيوانية تكون أسيرة للمرتبة الإنسانية فريسة لها ؛ 

- فإن مرتبة الإنسان على أيدي الأولياء » اعلم أيها العظيم أنها فريسة كالحيوان. 
- لقد دعا أحمد يعبهده في كتاب الرشاد » وأقرأ قوله عن العالمين قل يا عباد. 

- وعقلك كالجمتال وأنت كالبعير » يجرك إلى كل صوب بأمره المستبد . 

- والأولياء هم عقل العقل ؛ والعقول على مثال الإبل » حتى المنتهي . 
-فانظر إليهم آخر الأمر على سبيل الاعتبار » فهناك مرشد واحد وإن كانت الأرواح 
يمئات الألاف ! 

- أى مرشد ؟ وأى جمال ؟ فلتعثر على بصيرة » بحيث تبصر الشمس . 

- لقد بقي عالم كامل مسمرا منتظرا » متوقفا على الشمس والنهار . 

- فهناك شمس مخفية في ذرة » والأسد الهصور في إهاب جمل . 

6- وهناك بحر مخفي تحت قشة . فلا تضع قدمك على هذه القشة على 
العمياء . 

- وأنت مقيم على الخطأ والظن » ورحمة الحق في الباطن من أجل الهداية. 

- وكل نبي جاء إلى الدنيا فردا » كما كان فردا أيضا ذلك المرشد إليه في الباطن . 


لم7 - 


- والعالم الأكبر قام بالسحر بقدرته » فجعل نفسه مطويا في أصغر صورة . 
- ولقد رآه البلهاء فردا وضعيفا .ء فمتى يكون ضعيفا ذلك الذي صار رفيقا 
للملك؟! 
- وقال البلهاء : إنه رجل ليس أكثر ء فويل لذلك الذي لا يفكر في 
العاقبة )١(.‏ 
روية عيون الدي صالحا وناقة صالم حقيرين بل نصير . وعندما 
يريد الحق أن يهلك جيشا , ببدي الخصوم ضهعافا قلائل مهما 
يكون ذلك الخصم هو الغالب مصداقا لقوله تعالى " ويقتلكم 
كني أعينهم ليقضي الله أمرا كان مذعولا " 

)00 
-لقد كانت ناقة صالح في صورتها مجرد ناقفنة .ء فعقرها من الجهل أولئك القوم 
العصساةة . 
- وعندما صاروا خصوما لها من أجل الماء ؛ كانوا أشحاء بالماء أشحاء 
بالخبز . 
-لقد شريت ناقة الله من الجدول والسحاب ؛ فبخل هؤلاء بماء الحق على الحق . 
- وناقة صالح مثل أجساد الصالحين » صارت كمينا في هلاك الطالحين . 


(١)ج/705-1:-‏ إن رؤية العاقبة تكون من الكمال » والابتعاد في كل لحفة يكون من 
الجهل. 

(؟) ج/171-7:- استمع الآن إلى قصة صالح الجميلة ٠‏ ودعك من الصورة ؛ واطلب منها 
المعنى . - ذلك أن الناظر إلى الصورة لا يرى العاقبة + وترى العاقبة فتدرك العافية . 


- 708- 


١ 65‏ وما أكثر ما أنفذه على تلك الأمة من حكم الموت والألم مانزل في 'ناقة الله 
وسقياها ". 

- ولقد طليت منهم شرطة القهر الإلهي مدينة بأكملها فدية لناقة . )١(‏ 

- والروح كصالح والجسد هو الناقفة . والروح في وصل والجسد في فاقة . 
- فروح صالح ليست قابلة للآفات »والطعنة تصيب البعير » ولا تصيب الذات . 

- وروح صالح ليست قابلة للأذى » ونور الله ليس مددا للكفار . 

-2٠‏ ومن هنا فقد اتصل الحق خفية بالأجساد » وذلك حتى تصاب بالأذى 
وتمتحن . 

- غافلين عن أن إيذاءها إيذاء اله .ء فماء هذا الدن متصل بالجدول . 

- ومن هنا اتصل الإله بالجسمية » حتى يصبح ملجأً لكل العالم .(؟) 

- فكن عبدا لناقة جسد الولى » حتى تصبح مع روح صالح عبدا لسيد واحد . 
- قال صالح : ما دمتم قد ارتكبتم هذا الجرم ٠‏ بعد ثلاثة أيام تصل النقمة من الله. 
ه- وبعد ثلاثة أيام تأتي من قابض الأرواح » آفة ذات ثلاث أمارات ؛ 

- وتتغير ألوان وجوهكم جميما , لونا بعد لون » حين تبدو للنظر . 

- ففي اليوم الأول تكون وجوهكم كالزعفران » وفي اليوم التالي حمراء كزهر 
الأرجوان . 

- وفي اليوم الثالث تسود كل الوجوه ؛ وبعدها يحل بكم قهر الله . 


)١(‏ ج/751-7:- وروح صالح على مثال البعير؛ والنفس الضالة عاقرة إياهها. 
(؟) ج/7721-7:- إن أحدا لا ينتصر عليهم ؛ والضرر يصيب الصدف لا ما فيه من در . 


-وم7 - 


- وإن كنتم تريدون دليلا مني على هذا الوعيد » فإن فصيل الناقة قد أسرع إلى 


الجيل )١(.‏ 
٠‏ - فإن استطعتم الإمساك به » فهناك علاج ؛ وإلا فإن طائر الأمل قد طار من 
الشباك )١(.‏ 


-ولم يستطع أحد أن يلحق بهذا الفنصيل .ء لقد مضى في الجبال واختفى . 

- وكأنه الروح الطاهرة التي تفر من عار الجسد إلى جوار رب المنن ٠.‏ 

- قال : لقد رأيتم أن هذا القضاء قد صار معلنا » ولقد قطع عنق خيال الرجاء . 

- فما هو فصيل الناقة ؟ إنه خاطره » فمتى تقومون برعاية إحسانه وبره ؟ 

65- فإن رضي قلبه نجوتم من هذا العذاب , وإلا فأنتم قانطون تعضون 
سواعدكم . 

- وعندما سمعوا ذلك الوعيد المظلم » وضعوا عيونهم مترقبين منتظرين . 

- وفي اليوم الأول رأوا وجوههم مصفرة » فأخذوا يطلقون يأسا الآهات الحزينة . 
- وفي اليوم الثاني احمرت وجوه الجميع » فانتهت نوبة الأمل والتوبة. 

- وفي اليوم الثالث اسودت وجوههم جميعا » وصدق حكم صالح دون جدل . 
0- وعندما بدأوا جميعا في اليأس والقنوط » سجدوا على ركبهم وكأنهم 
الطيور" المقعية ” 

-ولقد نزل جبريل بوصف هذا الركوع في القرآن » وقال أنهم كانوا "جاثمين " 

. ج/7-9:- انطلق فصيل الناقة إلى الجيل مسرعا ؛ وصار كأنه الرياح أوان الخريف‎ )١( 

(؟) ج/757-7:- وعندما سمعوا انطلقوا جميعا في العدو في إثر الفصيل وكأنهم الكلاب . 


-فلتركع على ركبتيك في تلك اللحظة التي يعلمك فيها الركوع » وإلا من مثل هذا 
الركوع على الركبة يأتينك الخوف . 

- لقد انتظروا ضربات القهر ء وحل القهر » فأباد تلك المديمجبمة. 

- ومضى صالح من خلوته نحو المدينة » فرأى المدينة غارقة في الدخان والنفط . 
وأخذ يستمع إلى الأنين " يرتفع " من أعضائهم » والنواح ظاهر والنائحون 
مختفون . 

-ولقد سمع النواح من عظامهم » والدموع الدموية تسيل من مآقيهم كأنها الطل )١(.‏ 
- سمع صالح ذلك وأجهش بالبكاء » وبدأ في النواح على النائحين . 

- وقال : أيها القوم الذين عاشوا في الباطل » ومنكم كم بكيت أمام الحق . 

- وقال لي الحق : اصبر على جورهم » وعظهم ء فلم يبق الكثير على دورهم 
وزمانهم . 

- وقلت : يا إلهي » لفد صار النصح من الجفاء قيدا ؛ إن لبن الموعظة ليفور 
من الحنان ومن الصفاء. 

- ومن كثرة ما قسوتم علي وفرطتم في جنبي » تخثر لبن الموعظة في عروقي . 
- وقال لي الحق : فلألطف بك » ولأضع مرهما على تلك الجراح . 

- فجعل الحق قلبي صافيا وكأنه السماء » وأزاح عن خاطري جوركم . 

- فبدأت في النصح مرة أخرى ؛ وضربت الأمثال » وسقت المواعظ ؛ وكأنها 
السكر . 


)0( ج/؟735-5:- وعندما جاوز البكاء حدة والصياح ؛ بكاء يعربد في الروح ويخطف القلب . 


-1ع؟ - 


6- فانطلق لبن جديد من السكر ٠»‏ وامتزج اللبن والشهد بأقوالي . 

- فصارت تلك الأقوال بالنسبة لكم كالسم الزعاف ؛ ذلك لأنكم كنتم موطنا للسم من 
الأصل والجذر. 

- فكيف أصبح حزينا ؟ لقد انقلب الحزن » فقد كنتم أنتم الحزن ٠‏ أيها القوم 
المعاندون . 

- فهل ينوح إنسان على موت الحزن » وعندما يزول جرح الرأس » هل يقتلع إنسان 
شعره حزنا ؟ 

- واتجه إلى نفسه وقال : أيها النائح » إن ذلك النفر لا يستحق نواحك . 

- فلا تقرأ باعوجاج أيها القارئ المجيد المبين" كيف أسى على قوم 
كافرين " ؟ 

- لكنه وجد البكاء ثانية في قلبه وفي عينيه » وانبعثت في قلبه رحمة لا علة لها. 

- وأخذت دموعه تنهمر ؛ وكان قد صار حاترا » فهي قطرات لا علة لها من بحر 
الجود. 

- كان عقله يسائله : ما هذا البكاء ؟ » وهل يجب البكاء على أمثال أولنك 
الضالين ؟ 

- علام تبكي ؟ قل .. أعلى فعلهم ؟ أعلى الجمع الحقود سيء الأمارات ؟ 

- أو تراك تبكي على قلوبهم التي ران عليها الصدأ ؟ أو على ألسنتهم السامة 
كألسنة الحيات ؟ 

- أو ربما على أنفاسهم وأسنانهم التي يشبهون بها قوم الكلاب ٠»‏ أو على أفواههم 
وعيونهم التي تشبه جحور العقارب .؟ 


-(9ع؟ - 


- أو على عنادهم وسخريتهم وضلالهم ؟ ألا فلتشكر الله أنه أخذهم بذنبهم. 
-فأيديهم معوجة » وأقدامهم معوجة ٠‏ وعيونهم معوجة ؛ وحبهم معوج » وصلحهم 
معوج » وغضيهم معوج. 
- وبناء على التقليد ومعقولات العقل » وضعوا أقدامهم فوق رأس شيخ العقل هذا. 
- لم يكونوا طلابا للشيخ شراة لاله » بل كانوا حميرا تقدم بها العمر ؛ رياء 
لأبصار بعضهم وأسماع بعضهم. 
- ولقد أتى الله من الجنة بعباد له »ء حتى يبدى لهم ربائب سقفر. 

بي معنى " مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان " 
- انظر إلى أهل النار وأهل الجنة في صعيد واحد » وبينهما برزخ لا يبغيان . 
- مثلما امتزج التراب والذهب في المنجم » وبينهما مائة صحراء ومائة رباط . 
6 -- مثلما يكون الدر والسّبه في العقد » مختلطين كضيفين لليلة واحدة )١(.‏ 
-ويحر تصفه عذب كأنهة السكر » طعمه حلو ؛ ولوته زاه كالذتمر. 
-والنتصف الآخر ملح أجاج كأنه سم الحية .ء طعمه مر » ولونه مظلم 
كالقتار . 
-إنها تمزج أى هذه الأضداد من تحت ومن فوق» على مثال البحر العباب» موجة موجة!! 
- فتنافر الصورة من الجسم الضيق " المحدود" » وامتزاج الأرواح موجود في 
الصلح وفي الحرب . 


. فافتح عينيك حتى تتبين‎ ٠ ج/؟- 756:- والصالح والطائح يلتبسان بالصورة‎ )١( 


- ع7 - 


- فتتداخل أمواج الصلح مع بعضها البعض فتقتلع الأحقاد من الصدور . 

- وأمواج الحرب على شكل آخر »؛ تجعل عالي ألوان الحب سافلها . 

-والحب يجذب أرباب المر بشكل حلو ؛ ذلك أن أصل ألوان الحب الرشد . 

- والقهر يقوم بحمل الحلو إلى المرارة » ومتى يتواءم المر مع الحلو . 

- والمر والحلو لا يظهران بهذا النظر » ويمكن رؤيتهما من كوة العاقبة . 

-١ 6‏ إن العين الناظرة إلى العاقبة تستطيع أن تبصر الحقيقة » والعين الناظرة 
إلى المزود غرور وخطأ . 

- وما أكثر الحلو الذي يبدو كالسكر » لكن السم يكون مضمرا في السكر . 

- ومن هو أكثر مهارة وذكاء يعرفه برائحته » وغيره يعرفه بشفته وأسنانه . 

- فترده شفته قبل أن يصل إلى حلقه » بالرغم من أن الشيطان يصيح به " كل" . 
- وثمة آخر يكتشف حقيقته وهو في حلقه » ثم إنه يحدث لآخر فضيحة في بدنه . 
- وآخر يحدث له حرقة عندما يتغوط؛ ومذاقه يصيبه بجرح يدمي كبده )١(.‏ 
- وآخر يبدو له بعد أيام وشهور » وآخر بعد الموت عندما يوسد قاع الثرى . 
- وإذا أعطي المهلة من قاع القبر » فلا بد أنه يكتشفه يوم النشور . 

- وكل نبات ومسكر في الدنيا » له مهلة من دوران الزمان. . 

- وتنبغي سنين حتى يجد الياقوت من الشمس اللون واللمعان والبهاء (") 


. ج/745-7:- الشطرة الثائية : ويعلمه إخراجه ضرر إدخاله‎ )١( 


(؟) ج/747-2 : - وتنبغى سنوات خمس أو سبع حتى يصبح للشجرة من الإثمار البهاءوالإقبال. 


تع 14ت 


6ه- ثم إن الخضر تنضج في شهرين » والورد الأحمر يحتاج إلى عام . 

- ومن هنا قال الله عز وجل فى سورة الأنعام في الذكر الأجل . 

-ولقد سمعت هذا فلتكن كل شعرة في جسدك أذنا » إنه ماء الحياة قد شربته » هنيئا 
لك . 

-فسمه ماء الحياة » ولا تسمه كلاما » وانظر إلى الروح الجديد في اللفظ القديم . 
-واستمع إلى نقطة أخرى أيها الرفيق » إنها كالروح » ظاهرة جديدا » لكنها دقيقة. 
ع كيوقي يام كع وف ملام زواع #اوكي متام كفن وف نفام يمسكان 1(1) 

- وبالرغم من أنها تكون هناك أذى للروح ٠»‏ عندما تصل إلى هنا تصبح دواء . 
- والماء في الحصرم مالح » لكنه عندما يصل إلى مرحلة كونه عنبا يصبح عذبا 
حلوا: 

)١(‏ ج/747-7:- في مقام شوك وفي الآخر ورد ٠‏ في مقام بخل وفي الآخر سخاء.- في مقام 
فقر وفي الآخر غنى ؛» في مقام قهر وفي الآخر رضا .- في مقام جور وفي الآخر وفا » في مقام 
منع وفي الآخر عطا . -في مقام ألم وفي الآخر صفاء ؛ في مقام تراب وفي الآخر عشب .- 
في مقام عيب وفي الآخر فضل ٠‏ في مقام حجر وفي الآخر جوهر .-في مقام حنظل وفي الآخر 
سكرء في مقام جفاف وفي الآخر مطر . - في مقام ظلم وفي الآخر محض عدل ؛» في مقام جهل 
وفي الآخر عين العقل . 

0س( ج/747-7:- وهكذا يكون التفاوت في الأمورء والرجل الكامل يعرفها عند التظشهور. 


تبن ج 


ني معنى أن ما يافعله آلولي لايجب على المريد أن يتجراً ويقوم 

بفعله ,ء فالحلوى لا تضر الطبيب لكنها قد تضر المرضى , 

والثلج لا يضر العنب لكنه يضر الحصرم . فهو في الطريق 

وذلك لكي " يغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تآخر" 
6- إذا شرب الولي الدواء يصبح له عسل » وإن شربه الطالب » يصير 
سببا في ضياع لبه . 
- ولقد ورد عن سليمان قوله " رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي " » أى 
لاتعط غيري هذا الملك وهذه القوة. 
- " لا تجد على غيري بمثل هذا اللطف وهذا الجود » وهذا يشبه الحسد » لكنه لم 
يكن كذلك . 
-فاقرأ حقيقة " لا ينبغي " بالروح ٠»‏ ولا تعتبر سر " من بعدي " بخلا منه. 
- لكنه رأى في الملك أخطارا محققة ٠‏ وكان ملك الدنيا شعرة بشعرة وجعا للرأس. 
-٠‏ أيكون وجع الرأس مع وجع السر مع وجع الدين » ليس هناك امتحان لنا 
مثل هذا . 
-ومن ثم تلزم همة سليمانية » بحيث يتجاوز عن هذه الآلاف من الألوان والروائح . 
- ومع تلك القوة التي كانت لديه » كان موج ذلك الملك يكتم أنفاسه . 
- وعندما حط عليه الغبار من هذا الهم » أحس بالرحمة تجاه ملوك العالم . )١(‏ 
- فصار شفيعا وقال : أعط ذلك الملك والكمال لصاحب الكقمال . 


(1)ج/748-7:- فامض واقرأ 'ألقينا على كرسيه" ؛ عندما صار خاليا من العرش 


-كغع؟ - 


6 - فكل من تعطيه هذا الكرم وتخصه به » هو سليمان » وذلك الشخص هو أنا 

نفسي . 1 

- إنه لا يكون بعدي » لكنه يكون معي » وماذا تكون " معي " ؟ إنه أنا بلا ادعاء . 

- ومن المفروض أن تشرح هذه النقطة » لكنني عائد إلى قصة الرجل وزوجته . 
خلاهصة قصة الأعرابي وزوجته 

- إن لقصة الرجل والمرأة مغزى ما . لكنه يطلب باطن أحد المخلصين . 

- ولقد سيقت قصة الرجل والمرأة كحكاية » لكنها متال على نفس المرء وعقله . 

. فهذه المرأة وهذا الرجل نفس وعقل » لازمان تماما من أجل الخير والشر‎ -1٠ 

- وهذان اللازمان في دار التراب هذي » في قتال ليل نهار .. وفي صراع . 

- فإن المرأة لا تزال تطلب حوائج الدار » أى الكرامة والخبز والمائدة والجاه . 

- والنفس كالمرأة في أثر طلب الوسيلة » حينا ترابية » وحينا تطلب الرئاسة . 

- والعقل في حد ذاته غير واع لهذه الأفكار » وليس في مخه إلا هم الله. 

؟- وبالرغم من أن هذا هو سر القصة فهو شبكة وحبوب » فاسمع صورة 

القصة الآن بتمامها . 

- والبيان المعنوي إن كان كافياء لكان خلق العالم عاطلين باطلين . 

-ولو كانت المحبة مجرد فكرة ومعنى » لما كان لها صورة صلاتك وصيامك . 

- وهدايا الأصدقاء المتبادلة فيما بينهم » ليست في الصداقة إللااصور . 

- حتى تشهد هذه الهدايا على المحبة المضمرة في الخفاء . 

- ذلك أن ألوان الإحسان الظاهرة شاهد على المحبة الموجودة في السر أيها 


العظيم . 


لاع؟ - 


- وشاهدك حينا يكون صادقا وحينا كاذبا » والثمل يكون تملا حينا من الخمر 
وحينا من المخيض. 

-وإن من شرب المخيض يكتشف في نفسه سكرا » فيعربد ويرتكب كثيرا من 
الشرور . 

-وذلك المرائي في صلاة وفي صيام » حتى يُظن أنه ثمل بالولاء )١(.‏ 

- والخلاصة أن أعمال الظاهر أعمال مختلفة » إلا أن يكون هناك دليل على ما هو 
مضمر . 

5- فيا إلهي ٠»‏ هبنا هذا التمييز بمشيئتك » حتى نعلم ذلك الدليل على المعوج 
وعلى الصحيح . 

- وللحس تمييز ٠‏ أتدري ماذا يكون ؟ إنه ذلك الحس الذي ينظر بنور الله . 

- وإن لم يكن ثم أثرء فالسبب أيضا يكون مبدياء مثل القرابة التي تخبر عن المحبة . 
- ولا يكون ذلك الذي صار نور الحق إماما له ء غلاما للأثر أو للأسسباب . 
-ومن تضرم المحبة شعلة في باطنه » يصبح عظيما » ولا يلقي بالا إلى الأثر. 
.- ولا تكون يه حاجة إلى إعلان المحبة» لأن المحبة ألقت بنورها فوق الفلك . 
- وهناك تفصيلات لهذا الكلام حتى يتم » لكن إيحث أنت عنها ... والسلام . 

- وبالرغم من أن المعنى قد صار واضحا في الصورة » إلا أن الصورة بالنسبة 
للمعنى قريبة وبعيدة . 


)١(‏ 1-7 وذلك المرائي يبدي جدا وجهدا كاملين تماما في الصلاة والصيام .- حتى يُظطن 
أنه ثمل بالولاء » وعندما تنظر إلي حقيقته هو غارق في الرياء . 


بت مع" - 


- وهما في الدلالة مثلهما مثل الشجرة والماء » وعندما تمضي إلى ماهيتهما » فالبون 
بينهما شاسع.(1) 
- ألا فلتترك الماهيات والخواص » وقم ببيان أحوال هذين الجميلين . 

استسلام الأعرابي لإلتما سر محبوبتةك وقسمه لها قائلا 


ليس في هذا التسليم حيلة أو آمتحان 
6- قال الرجل : الآن ضربت صفحما عن الخلاف » والحكم لك ؛ فسلي 
السيف من غمذه . 


- وكل ما تقوليه » علي أن أمتثل لأمركء ولا أنظر إلى نتيجة حسنة كانت أو سيئة . 
- ولأصر أنا منعدما في وجودك ٠‏ لأني محب » والحب يعمي ويصم . 

- قالت المرأة : أتراك تقصد بري أو تراك تقصد هتك سري؟ 

- قال : بالاله عالم السر الخفي » الذي خلق من التراب أدم صفيا. 

- وفي جسد ذي ثلاثة أذرع وهبه له » أبدى له كل ما كان في الأرواح 
والألواح . )١(‏ 

- وكل ما يكون حتى الأبد » درسه له مسبقا » مصداقا لقوله " علم الأسماء " . 
- حتى فقد المَلك وعيه من تعليمه » ووجد قدسية أخرى من تقديسه . 

- فكان ذلك البسط الذي بدى لهم من أدم » غير موجود في سعة السموات . 

- وفي سعة ساحة ذلك الطاهر الروح » تضيق ساحة السموات السبع . 

)١(‏ ج/؟-1355:- وانظر إلى البذرة كيف صارت شجرة من الماء والتراب والشمس . عالمة في 
إسراع .- وعندما تدير البصر إلى الماهية : فإن هذه الأسباب بعيدة عن بعضها تماما . 

(؟) ج/؟-7073:- وعلمه لوح الوجود المحفوظ ؛ حتى علم ماهو موجود في الألواح . 


-9ع؟ - 


6- قال الرسول: إن الحق تعالى قال : لا يسعني عال ولا سافل 
- ولا تسعني الأرض ولا السماء ولا يسعني العرش أيضا » واعلم هذا يقينا أيها 


العزيز؛ 

- ويسعني قلب " عبدي المؤمن " ويا للعجب » وإن كنت تبحث عني » فاطلبني في 
تلك القلوب . 

- وقال : " ادخل في عبادي تلتفي » جنة من رؤيتي يا متقي(١)".‏ 

- والعرش مع كل نوره وسعته هء عندما رأى ذلك » تحرك من موضعه . 
- وعظمة العرش في حد ذاتها تكون عظيمة الامتداد » لكن ماذا تكون 
الشدون #تعتدها يشل الدمك ؟ 


- وأخذ كل ملك يقول : لقد كانت لنا قبل الآن ألفة مع وجه الأديم !! 

- وكنا نلقي ببذور الخدمة فوق هذه الأرض » وكنا نتعجب من هذا التعلق 
وتيا 

ع مقنائليق ‏ ماهذا التغلق لناعيذا القررات :هذ اقلت «طبيعقا عن الستفسساء ؟ 

- وأية ألفة لنا نحن الأنوار مع الظلمات ؟ وكيف يمكن للنور أن يحيا مع 


الظلمات ؟ 
©- يا أدم » لقد كانت. هذه الأأفة من شذاك » ذلك أن الأرض كانت لجسدك 
السدى واللحمة . 


-لقد نتسج جسدك الترابي من ذلك المكان » بينما وجد نورك الطاهر من هذا المكان. 


)١(‏ بالعربية فى المتن الفارسى 


- وذلك الذي وجدته أرواحنا من روحك » كان من قبل ذلك بكثير يتألق من التراب. 
- كنا في الأرض غافلين عن الأرض » وغافلين عن الكنز الذي كان مدفونا فيها . 
- وعندما أمرنا بالرحيل عن ذلك المقام » تمررت أفواهنا من هذا النقل . 

- حتى أننا أخذنا نتفوه بالحجج قائلين : يا إلهي من الذي سيحل محلنا ؟ 
- وهل تستغني عن نور هذا التسبيح والتهليل من أجل القال والقيل ؟ 

- ولقد بسط حكم الحق من أجلنا البساط ؛ قولوا كل شيء عن طريق الانبساط ؛ 
- وكل ما يتأتى على ألسنتكم بلا حذر ء مثلما يكون الطفل الوحيد مع أبيه . 
- ذلك أن بني آدم وإن كانوا غير لاثقين » فإن رحمتي سبقت غضبي . 
6- وإن هذا السبق من أجل الإظهار أيها الملك ٠‏ فإنني أضع فيكم دواعي 
الإنكار والشك . 

- حتى تتحدثوا ولا أؤاخذكم بهذا الحديث » ومنكر حلمي لا يجرؤ على الحديث . 
- وفي حلمنا يولد في كل نفس مائة أب ومائة أم » ثم يسقطون في " هاوية " الفناء. 
- وإن حلمهم زبَد' لبحر حلمنا » والزبد يأتي ويمضي ؛ لكن البحر في موضعه . 
- وما هذا الذي أقول ؟ وأمام در هذا الصدف ٠‏ لا يوجد إلا زبذ زبد زبد الزيد. 
6- وبحق ذلك الزبد » وبحق ذلك البحر الصافي » إن هذا القول ليس إمتحانا 
وليس ادعاءا. 

- إنه نابع من الحب والصفاء والخضوع » بحق ذلك الذي إليه مرجعي وملاذي . 
- وإذا كان افتتاني بك في رأيك امتحانا » فامتحني هذا الامتحان في لحظة واحدة . 


- ولا تخفي سرا حتى يبدو لك سري »ء ومري بكل ما أكون قادرا عليه. 


طاو - 


- ولا تخفي " ما في ' القاب » حتى ينكشف ' ما في" قلبي أمامك ؛ وحتى أقبل كل ما 
أكون قايلا له. 
65 -وماذا أفعل ؟ وأية حيلة في وسعي ؟ وأمعني النظر حتى تدركي ماذا 
تصلح له روحي .!! 

نتحديد المرأة طريق طلب الرزق لزوجها وقبوله إباه 
- قالت المرأة : لقد سطعت إحدى الشموس ٠‏ ومنها وجد عالمٌ النور والصفاء . 
- إنه نائب الرحمن وخليفة الخالق » ومدينة بغداد منه كأنها الربيع . 
-فإن اتصلت بذلك المكان تصبح ملكا » فحتام تمضي صوب كل عتل زنيم ؟ 
- وإن مجالسة الملوك كأنها كيمياء التبديل » فإذا كان نظرهم كيمياء » فماذا يكونون 
هم أنفسهم ؟ 
- ولقد وقعت عين أحمد على أبي بكر » ومن تصديق واحد صار صديقا . 
- قال " الأعرابي " : كيف أكون أنا قابلا للملك ؟ وكيف أذهب إليه دون حجة ؟ 
- إذ تلزمني إليه نسبة أو حجة »؛ وهل صحت قط حرفة دون آلة ؟ 
-وذلك كالمجنون الذي سمع من أحدهم » أن مرضا عارضا قد ألم بليلى ؛ 
- فقال : أواه .. كيف أمضي إليها دون حجة » وإن قعدت عن عيادتها ء ماذا 
سيكون حالي ؟ 
5 '" ليتني كنت طبيبا حاذقا » كنت أمشي نحو ليلى سابقا )١('‏ 
- ولقد قال الله لنا " قل تعالوا" لهذا السبب » ليكون ذلك إشارة لكي نتخلص من خجلنا. 


بالعربية فى المتن الفارسى 


--؟ع؟ - 


-ولو كان للخفافيش نظر” وآألة ء لكان لهم تجوال بالنهار وحال طيبة . 
-قالت : عندما يخرج ملك الكرم إلى الميدان ٠‏ فإن انعدام الوسيلة في حد ذاته يكون 
الوسيلة . 
-ذلك أن الوسيلة هي ادعاء " وإيداء"' وج ود ء والأمر في انعدام الآلة 
والصنعة . 
-٠‏ قال : متى انتفع بانعدام الوسيلة » مالم أجد حال انعدام الوسيلة ؟ 
- بل يلزمني دليل على إفلاسي . حتى يرحمني الملك رحمة فيها إيناسي . 
- فأبدي لي دليلا غير القيل والقال واللون » حتى يرق لي ذلك الملك البشوش . 
-فإن ذلك الدليل الذي يكون من القول واللون»يكون مجرحا عند قاضي القضاة 
ذاك )1١(.‏ 
-إن الصدق يلزمه دليل على حاله » حتى يشع نوره دون مقال . 
حمل الأعرابي جرة من ماء المطر كهدبة إلى أمير المؤمنين من 
قلب البادبة إلى بغداد ظنا منه أن الماء نادر أيضا هناك 
65- قالت المرأة : إن الصدق هو أن تبرأ تماما من وجودك » ومن كل جهد 
يكون لك . 
- فإن لدينا بعض ماء المطر في الجرة » هي كل أملاكك وعدتك وعتادك . 
- فاحمل جرة الماء هذه وامض ؛ واجعلها هدية » واذهب بها إلى الملك . 


(1) ج/-54- ومن ثم يلزمني شاهد من الباطن: وليس يلزمني شاهد من الظاهر . 


-#8ع؟ اس 


- وقل له : إننا لا نملك سوى هذا من حطام الدنيا » وفي الصحراء لا يوجد ما هو 
أعذب من هذا الماء. 

- وهووإن كانت خزانته مليئة بالذهب والجوهر الثمين » فليس عنده ماء كهذاء فهو 
نادر جدا. 

- فما هي هذه الجرة ؟ إنها جسدنا المحدود ١‏ وفيها ماء حواسنا المالح . 

- فيا إلهي » تقبل منا هذا الدن وهذه الجرة » من فضل قولك " إن الله اشترى ". 

- إن الجرة ذات المنافد الخمس وهي الحواس الخمس » فاحفظ هذا الماء طاهرا من 
كل دنس . 

- حتى يصبح لهذه الجرة منفذ صوب البحر » وحتى تتخذ جرتنا طبع البحر . 

- وحتى تحمله هدية إلى السلطان ؛ ويراه طاهرا فيشتريه. 

165- ويصبح ماؤها بلا نهاية من بعد ذلك » وتمتليء من جرتنا مائة دنيا. 
- فسد منافذها واملأها من الدن فلقد قال " غضوا عن هوى أبصاركم " . 

- ولقد امتلأت لحيته بريح ' الكبرياء " وتساعل : لمن تكون هذه الهدية ؟إنها جديرة 
بذلك الملك حقا !! 

- ولم يكن يدري أنه سيمر بماء دجلة الذي يجرى " بماء" كأنه السكر !! 

- يجرى وسط المدينة وكأنه البحر » مليء بالسفن » وشصوص الأسماك . 

- فاذهب نحو السلطان » وانظر عيانا إلى الأبهة والعظمة » وانظر عيانا 
مصداق الآية " تجرى من تحتها الأزميار ". 

- ومثلٌ أحاسيسنا هذه وإدراكاتنا » مثل القطرة في هذا البحر للصفاء . )١(‏ 


)١(‏ ج/145-1:- فداوم البحث ؛ وداوم النظر » وداوم الإيجاد ؛ ممن ؟ من من " عنده أم الكثاب. 


-806؟ تت 


كيف خاطت إمرأة الأعرابي حول الجرة باللبماد وختمت 
عليه ., وذلك لفرط | عتقادها ني " أهميخنه" 

- قال الرجل : أجل » أغلقي فوهة الجرة ء هيا » فإنها هدية ونافعة لنا . 
- ولفي هذه الجرة باللباد وخيطيه ء حتى يفطر الملك على هذه الهدية في يوم 
صوم !! 
- فلا يوجد مثل هذا الماء في كل الآفاق » اللهم إلا الرحيق » وما يلذ للأذواق . 
ه7- ذلك أنهم من الماء المر والماء الملح » دائما ما يعانون العلل وتضعف 
أبصارهم . 
- والطائر الذي يكون سكنه في الماء الملح » أى علم له بموضع الماء العذب ؟ 
- فيا من موطنك في نبع مالح » أى علم لك بالشط وبجيحون والفرات ؟ 
- ويامن لم تنج من هذا الرباط الفاني ؛ أى علم لك بالمحو والسكر والانبساط ؟ 
- وإن عرفتها نقلا عن الآباء والأجداد » فإن أسماءها تكون أمامك " مجرد" حروف 
" صماء " . 
- وكم تكون الحروف شائعة معلومة الظاهر لكل الأطفال ء لكن معانيها 
شديدة البعد . 
- ثم إن ذلك الأعرابي حمل الجرة » وانهمك في السفر » وأخذ يعانيه ليل نهار . 
- كان مرتعدا " خوفا" على الجرة من أفات الدهر ء وهو أخذ في حملها من 
البادية إلى المدينة . 
- والمرأة من الضراعة » جعلت من " مسكنه" مصلى » وكان وردها في صلاتها: 
رب سلم ..رب سلم. 


-6ه؟ - 


- ولتحفظ يا إلهنا ماءنا من الأخساء » وأوصل يا الله ذلك الجوهرإلى البحصر .!! 

5- ومع أن زوجي يقظ حسن التدبيير »ء لكن لهذا الدر آلاف الأعداء . 

- وما الدر إلى جواره ؟ إنه ماء الكوثر » إن قطرة من ذلك الماء هي أصل الدر . 

- ومن أدعية المرأة وضراعاتها ٠‏ ومن حزن ذلك الرجل وثقل حمله.. 

- حمل الجرة دون تأخير إلى دار الخلافة سالما من اللصوص ومن أذى الحجر . 

- فرأى عتبة مليئة بالإنعامات » وقد بسط أهل الحاجات أمامها شباك " آمالهم' . 

- وفي كل لحظة كان صاحب حاجة يظفر من ذلك الباب بالعطاء والخلعة . 

- ومن أجل المؤمن والمجوسي والجميل والقبيح » كان كالشمس والمطرءبل كالجنة. 

-ورأى قوما مزدانين لناظريه ء وقوما آخرين وقفوا منتظرين . 

-والخواص والعوام »ء ومن هم " كأمثال" سليمان ومن هم كالنمل » بعثوا أحياء 

كالانيا من نفخ الصور. 

- وأهل الصورة في الثياب المطرزة بالجواهر » وأهل المعنى قد حصلوا على بحر 

المعنى . 

6- وفاقد الهمة » كم صار ذاهمة » وصاحب الهمة » كم صار ذا نعمة !!. 
في بيان أنه كما أن المتكدي عاشق للكرم وعاشق للكريم 

فإن كرم الكريم عاشق للمتكدي ؛ وإن كان صبر المتكدي زائدا أتى الكريم 

إلى بابه . وإن كان صبر الكريم زائدا أتى المتكدي إلى بابه , لكالصبر 

كمال للمتكدي ونقم للكريم (1) 


)١(‏ العنوان من نسخة جعفري )١١7/5(‏ لأنه يبدو أكمل من النسخ الأخرى 


-5م؟ - 


- أخذ النداء يتوالى: أيها الطالب تعال؛إن الجود محتاج للمتكدين وكأنه يتكداهم )١(.‏ 
- والجود يبحث عن المتكدين والضعاف ؛ كالحسان اللائي يبحشن عن مرأة 
اين : 
-ووجوه الحسان تصبح جميلة من المرآة » ووجه الإحسان إنما يظهر من وجوه من 
يطلبون الإحسان. 
- ومن هنا قال الحق في صورة الضحى : " وأما السائل فلا تتهير'. 
- ومادام السائل مرأة الجود فحذار » فإن النفخ في وجه المرآة يكون 
صر رالها. 
- وإن أحدهم ليجعل السائل بج وده ظاهرا » وآخر يهب السائلين المزيد. 
- ومن ثم فالسائلون هم مرآة جود الحق » وأولئك الذين مع الحق ج ود مطلق . 
- وكل من هو من غير هاتين الفئتين فهو ميت ٠‏ وهو ليس على هذا الباب » بل هو 
صورة على ستار . 

الفرق بين أن يكون الفقير اذقيرا إلى الله وظمآنالله 

وبين أن يكون الفقير فقيرآ من الله وظمآنا للغيير 
)00 


- إنه صورة درويش ٠‏ ليس من أهل الروح (")»؛ فلا تلق بالعظام إلى صورة كلب . 


)١(‏ ج/7007:- إن الجود يحتاج طالبا ٠‏ مثلما تحتاج التوبة تاثبا. 

(؟) ج/؟-١:-‏ لكن الدرويش الذي يكون ظماآنا إلى الله ؛ فإن أموره دائما لله . 
- أما الدرويش الذي يكون ظمآنا للغير؛ فقد صار فقيرا أبله محروما من الخير 

(؟) هكذا في نسخة جعفري أما في بقية النسخ فأهل الخبز ولا تستقيم . 


لام؟ - 


65- إن لديه فقر اللقمة لا فقر الحق ٠‏ فكفاك وضعا للأطباق أمام صورة ميتة . 
-إن درويش الخبز سمكة " مشكلة " من الطين ؛» لها صورة السمكة ؛ لكنها خاملة 
عن البحر.(١)‏ 

- إنه طائر منزلي » ليس عنقاء طباق الجو » إنه يأكل الدسم ٠‏ ولا يأكل من العطاء 
الإلهي . 

- إنه عاشق للحق من أجل النوال » وليست روحه عاشقة للحسن والجمال . 

- وهو وإن كان يتوهم أنه عاشق للذات ٠‏ فالذات ليست أوهام الأسماء والصفات . 
- فالوهم مخلوق ومولود من " المتوهم " » والحق لم يلد ؛ كما أنه لم يولد. 
- وعاشق تصوراته وأوهامه .ء متى يكون من عشاق ذي المنن . 

- وإن توضيح هذا الكلام يحتاج شرحا ؛ لكني أخاف من الأفهام القديسمة. 

- والأفهام القديمة قصيرة الننفر » يرد إلى فكرها مائة ظن سيء . 

- وليس لكل إنسان قدرة على السمع الصحيح ٠‏ كما أن التين ليس طعاما لكل 
طويئر. 

- وبخاصة طويئر أعمى ؛ ميت متفسخ » مليء بالظن » فاقد اللبمسصر . 

- وسواء لصورة السمكة البحر واليابسة ء وللون الهندي سواء الصابون والزاج . 
- والصورة التي ترسمها حزينة على الورق » لاعلم لها عن حزن أو عن فرح . 
- والصورة التي" يرسمها الرسام" حزينة وهو غير أبه. بهاء ووجهه ضاحك » ولا 
تأثير لها عليه . 


. تكون صورة السمكة مفتقرة إلى الماء؟ إنها لاتهلك من انعدام الماء‎ ىتمو-:5١7-1/ج‎ )١( 


-8م60” - 


- وهذا الحزن أو السرور اللذان حطا في القلب » ليسا إلا صورة أمام ذلك 
السرور والحزن. 
- وإن شكل الصورة الضاحكة يكون من أجلك ؛ حتى يصبح المعنى الذي ترمي إليه 
واضحا )١(.‏ 
- والصور الموجودة في هذه الحمامات » كأنها السواتر خارج مشلح الحمام . 
- ما دمت خارجها فإنك ترى الثياب فحسب ٠؛‏ فاخلع ثيابك » وادخل » يا شريكا لنا 
في هذا النفس. 
- ذلك أنه لاطريق للدخول إلى الحمام بالتثّياب »فالجسد ليس عالما بالروح » كما أن 
الثتوب ليس عالما بالجصطد. 

تقدم نقباء الخليفة وحجا به من أجل إكرام الأعرابي 

وقبولهم هديته 

0( 
5- عندما وصل ذلك الأعرابي من الصحراء البعيدة على باب دار الخلافة ؛ 
- تقدم إليه النقباء » ورشوا على جيب ثوبه من جلاب لطفهم. 
- وفهموا حاجته دون مقال ٠‏ فقد كان ديدنهم العطاء قبل السؤال . 
- ثم قالوا له : يا وجه العرب ؛ من أين أتيت ؟ وكيف أنت من وعثاء السفر ؟ 
- قال : إنني وجه لو وليتموني وجوهكم ٠‏ وأنا بلا نفقة إذا ألقيتموني وراء ظهوركم. 
0- ويا من في وجوهكم أمارات العظمة:؛ وأبهتكم أجمل من الذهب الجعفري . 


. إن شكل الصورة الحزين من أجلنا نحن ؛ حتى تذكرنا بالطريق المستقيم‎ -:5١4-؟/ج‎ )١( 
(؟) ج/717-7:- فلأعد نحو قصة الأعرابي ؛ ولأتحدث عن بيان السر » بل والسر العجيب‎ 


-9ه؟! - 


- ويا من لقاء واحد معكم بمثابة لقاءات عديدة » ويا من تضحون بالدنائير من أجل 
دينكم. 

- ويا من كل منكم يصدق عليه " ينظر بنور الله " » وخرجتم من محضر الملك من 
أجل العطاء . 

-حتى تلقوا بأنظاركم الشبيهة بكيمياء التبديل على نحاس أشخاص البشر !! 

- إنني غريب جئت من البادية » وجئت على رجاء لطف السلطان . 

6- فلقد اجتاح شذى لطفه الصحارى ؛ فاستمدت منها حبات الرمال 
الأرواح . 

- لقد جئت إلى هنا أبغي رفدكم » وعندما وصلت » صرت ثملا برؤيتكلم. 

- ومن أجل رغيف ذهب أحدهم إلى الخباز » وعندما رأى حسن الخباز ضحى 
بالروح . 

- وذهب أحدهم نحو البستان قاصدا التنزه » فظفر بمشاهدة جمال البستاني . 

- مثل الأعرابي الذي سحب الماء من البئر » فذاق ماء الحياة من وجه يوسف . 
وذهب موسى ليأتي بقبس من النار » فآنس نارا نجا بها من النار !! 

- وفر عيسى لكي ينجو من الأعداء » فحمله هذا الهروب إلى: السماء الرابعة . 

- وكانت شبكة آدم سنبلة من القمح » حتى صار وجوده سنبلة وأصلا للبشر . 

- والبازي حط على الشبكة من أجل القوت » فوجد ساعد المليك والإقبال والمجد . 
- والطفل ذهب إلى المكتب من أجل اكتساب الفضل » ورجاء في الطير اللذيذ " 
الذي وعده به" والده . 


5- ومن المكتب صار صدرا من الصدور ٠‏ لقد دفع الأجر الشهري وصار بدرا . 
-ونهض العباس للحرب حاقدا » من أجل قمع أحمد ومناهضة الدين ؛ 
-فصار للدين حتى القيامة وجها وظهيرا » بخلافته وخلافة أبنائه من بعده )١(.‏ 
- ولقد جئت إلى هذا الباب طالبا لحاجة»وصرت صدرا عندما وصلت إلى الدهليز . 
- وجتت بالماء هدية»وذلك من أجل الخبز ١‏ وحملتني رائحة الخبز إلى صدر الجنان . 
-٠‏ والخبز الذي ألقى بآدم خارج الجنان» نفس ذلك الخبز غمسني في الجنان .!! 
- فنجوت من الماء والخبز وكأنني الملك ؛ أطوف على هذا الباب بلا غرض » 
كالفلك . 
- ولا يكون ثم طواف بلا غرض في الدنيا . إلا لأجساد العاشقين وأرواحهم . 
ني بيان أن عاشق الدنيا كعاشق جدار ينعكس عليه ضوءالشمس , 
ولم يجاهد أويسع ليفهم أن هذا الضوء والرونق ليسمن الجدار 
بل من قرص الشمس الموجود ني السماء الرابعة كلا جرم أنه أسلم القلب 
بأجمعه للجدار , وعندما ارتد شعاعالشمس إلى الشمس ء صار محروما إلى الأبد 


" وحبل بينهم وبين ما يشتسهيون " 
- "اقصد" عشاق الكل لاعشاق الجزء » ومن صار مشتاقا إلى الجزء » حيل بينه 


)1غ( ج/728-7:- ولقد نهض عمر لقتال المصطفى ؛ والسيف في يده , وقد عقد المواثيق 2 
فصار في الشرع أميرا للمؤمنين ٠‏ إماما مقتدى لأهل الدين . - وذلك الجامع للأعشاب مضى نحو 
الخرائب ٠‏ فتعثر قدمه بكنز غافلا .- والظمآن مضى نحو جدول الماء » فوجد في الماء اتنعكاس 
القمر . 


-51 ا - 


- وعندما يصير جِزء عاشقا لجزء » ثم يمضي معشوقه سريعا إلى كله . 
65- يكون أحمق صار عبدا للغير » وغريقا يتشبث بكف ضعيف . 
- فلا حاكم هناك لكي يعتني به » أيقوم بعمل من اختاره سيدا أو بعمله ؟ 

مثل عربي: إذا زنيت فازن بالحرة . وإذا سرقت فاسرق الدرة 
- ومن أجل هذا صار " فازن بالحرة " مثلا » ومن هنا تناقل الناس "فاسرق الدرة " 
-والعبد مضى نحو سيده وصر نائحا » ومضى شذى الورود إلى الورود 
وبقي الشوك .(1) 
- وبقي هو بعيدا عن مطلوبه » فياله من سعي ضاتع وتعب باطل وقدم جريح. 


-٠‏ فمثله مثل صياد يصيد للا » ومتى يجديه الظل فتيلة ؟ 
-ولقد أمسك الرجل بظل الطائر بكل قواه » والطائر فوق ظل الشجرة مندهش 
م 


-يتساءل : ممن يسخر هذا الأحمق المجنون ؟ هاك الباطل ؛ وهاك السبب الواهي !! 
بالورد . 
- فهو ليس مقرونا بالكل إلا من وجه واحد » وإلا كان بعث الرسل باطلا في حد 


ذاته. 
)١(‏ ج/؟-775:- مثل ذلك الأبله الذي رأى شعاع الشمس فوق جدار وأسرع مندهشا . - وصار 


عاشقًا للجدار قائلا إنه ذوضياء » غافلا عن أن هذا الضياء هو انعكاس شمس السماء .- وعندما 
ارتد ذلك الضياء إلى أصله » رأى جدارا أسود قد تبقى في موضعه. 


ل 2 


6< ذلك لآن الأنبياء " بعثوا " من أجل هذا الربط » وماذا يربطون إذن إن كانا 

)١(. شيتاواحدا‎ 

- وهذا الكلام لا نهاية له أيها الغلام » وقد آذن النهار بالانقضاءء؛ فأتمم الحكاية . 
تسليم الأعرابي الهدية أو جرة الماء إلى غلمان الخليئة 

00 

- لقد وضع جرة الماء تلك أمامه ؛ وألقى ببذور الخدمة في تلك الحضرة . 

- وقال : احملوا هذه الهدية إلى السلطان » واشروا سائل الملك من الحاجة . 

- فالماء عذب ؛والجرة خضراء جديدة» وهو من ماء المطر الذي تجمع في الحفرة . 

- وضحك النقباء من ذلك ؛ لكنهم قبلوها وكأنها الروح . 

- ذلك أن لطف الملك الطيب العالم » كان قد أثر في كل أركان " الدولة " , 

- وطباع الملوك تحدث فعلها في الرعية » والفلك الأخضر يجعل الأرض خضراء . 

-واعلم أن الملك كالحوض والحشم كالأنابيب:والماء ينتقل من الأنبوبة إلى الأواني . 

- وإذا كان ماؤها كلها من حوض طاهر ‏ تعطي كل آنية ماءا حلوا لذيذ الطعم . 

5- وإذا كان في ذلك الحوض ماء مالح آسن » فإن كل أنبوبة تبديه بعينه . 

- ذلك أن كل أنبوب متصل بالحوض ٠؛‏ فخض في معاني هذا الكلام خوضا . 

- ولطف مليك الروح الذي لا وطن له ١‏ أنظر كيف أثر في الجسد بكليته !! . 

- ولطف العقل حسن الأصل حسن النسب ؛ " أنظر" كيف يؤدب كل الجسد .!! 

- والعشق اللعوب الذي لا قرار له ولا سكون » كيف يصيب كل الجسد بالجنون ٠‏ 


. ذلك أن فيه منزلقا صعبا‎ ٠ ج/؟-ه؟5:- هذا الكلام لا نهاية له أيها الغلام‎ )١( 
. ج/؟-541- وقص ذلك الأعرابي حاله للنقباء عندما رأى أن الأوان هو أوان الطلب‎ )١( 


- 70- 


- ولطف ماء البحر الذي هو كالكوثر » حصباؤه كلها در وجوههفر . 

- وكل ما يكون الأستاذ معروفا به » تكون أرواح تلاميذه متصفة به . 

- وعلى أستاذ الأصول » درس ذلك الطالب النابه المستعد الأصول بالطبع . 

- وعلى الأستاذ الفقيه » قرأ ذلك الدارس القفه وليس الأصول . 

- ومن ذلك الأستاذ الذي كان نحويا » صارت روح تلميذه الحبيب نحوية . 

6 ثم إن الأستاذ الذي أصابه المحو في الطريق » صارت روح تلميذه ممحوة 

وفانية في المليك . 

- ومن كل أنواع هذه العلوم » علم الفقر هو عتاد الطريق وعدته يوم الموت . 
حكاية ما جرى بين النحوي والملام 

- ركب أحد النحاة سفينة ء قالتفت إلى الملاح ذلك العابد لنفسه ؛ 

- وسأله.: هل قرأت شيئا من النحو ؟ قال : لا » قال : ضاع إذن نصف عمرك 

هدرا. 

- فصار الملاح كسير القلب من هذا التحقير » لكنه صمت في تلك اللحظفة عن 

٠. الجواب‎ 

- ثم ألقت الريح السفينة في دوامة » فصاح ذلك الملاح بالنحوى : 

- هل تعرف شيتا من السباحة ؟ أخبرني » قال : لا ياحسن الجواب ويا حلو 

)١( المحيا‎ 


)١(‏ عند جعفري ونيكلسون وسائر النسخ غير استعلامي الشطرة الثانية : لا .. لاتطلب مني 
السباحة . ونص استعلامي المذكورهنا هو أيضا نسخة قونية ص 1". 


5ت 


-قال : كل عمرك إذن ضاع هدرا أيها النحوي ٠‏ ذلك أن السفينة " لامحالة " غارقة 
في الدوامات . 

- فاعلم أن ما ينبغي هتا هو المحو لا النحو ؛ فإن كنت عالما به فسق في الماء بلا 
خطر . 

- وإن ماء البحر ليجعل الميتة " تطفو" على سطحه ؛ ومن كان حيا ؛ متى ينجو من 
البحر ؟ 

6- وإذا ما مت عن أوصاف البشر » فإن بحر الأسرار يضعك على مفرق 
رأسه. 

- ويا من كنت تدعو الناس حميرا » لقد عجزت هذه اللحظة كحمار فوق ثلج !! 
- وإذا كنت علامة الدهر في الحياة الدنيا » فانظر " حين " فناء الدنيا والدهر . 

- ولقد قمنا بإفحام الرجل النحوي ؛ وذلك حتى نعلمك محو المحصو . 

- فتجد فقه الفقه ونحو النحو وصرف الصرف في تنزل أيها الرفيق العظيم . 

- وإننا لنحمل الجرار الممتلئة إلى دجلة » فإن لم نعتير أنفسنا حميرا ٠‏ فنحن حمير. 
- ولعل الأعرابي كان معذورا فيما فعلء فلقد كان غافلا عن دجلة » شديد البعد عنه. 
- ولو كان مثلنا على علم بدجلة ء لما حمل تلك الجرة من مكان إلى آخر . 
- بل إنه لو كان على علم بدجلة » لحطم تلك الجرة فوق صخ رة )١(.‏ + 


)١(‏ ج/45-7:- وتلك الجرة الضيقة المليئة بالعنجهية والكبرياء ٠‏ صارت حجابا على البحر 
فاأكسرها يحجر. 


- 55860- 


قبول الخليفة الهدية وأمره بالعطاء مع كمال 
استغنائه عن تلك الهدية وتلك الجرة 

5- وعندما أبصره الخليفة وسمع أحواله » ملأ تلك الجرة بالذهب وزاد 
عليها. 
- وخلص ذلك الأعرابي من الفاقة » ومنحه العطايا والخلع الخاصة . 
- ثم أمر ذلك الواهب للدنيا والبحر للعطاء أحد النقباء . 
- قائلا : أعطوه هذه الجرة وسلموها في يده » وعند عودته احملوه إلى دجلة . 
- لقد جاء عن طريق اليابسة مسافرا إلينا » وكان طريق دجلة أقرب بالنسبة 
له .(1) 
- وعندما ركب السفينة ورأى دجلة »ء أخذ يسجد ويرك ع حياء . 
- قائلا : عجبا للطف ذلك الملك الوهماب ؛» وأعجب منه أن يأخذ ذلك الماء . 
- وكيف تقبل مني هذا البحر للجود مثل ذلك النقد الزائف بهذه السرعة ؟ 
- واعلم أن هذا العالم بأجمععه مجرد جرة يا بني » ملأى حتى حافتها بالعلم 
والحسين::: 
- وقطرة واحدة من دجلة حسنه ؛ تجعل جلده لا يسعه من شدة امتلائه . 
6- لقد كان كنزا مخفيا ومن امتلائه » شق التراب » وجعله أكثر ضياءًٌ من 
الأفلاك . 
- كان كنزا مخفيا » ومن امتلائه » جاش بالوجود » وجعل التراب يرتدي الأطلس . 


. ج/؟-55؟: وعندما يركب السفينة سوف ينسى تعب الطريق آنذاك‎ )١( 


- 745- 


- ولو كانت تلك الجرة قد رأت فرعا من دجلة الله » لفنيت فتناء . 

- وكل من رأوه ؛ غائبون دائما عن ذواتهم ء وبدون أن يدرواء حطموا 
جرارهم بالحجارة . 

- ويا من أنت من الغيرة ؛ ألقيت حجرا على الجرة » وذلك الانكسار » كان عين 
الصواب والسلامة . 

- وانكسرت الجرة » لكن الماء لم ينصب منها » وانبعثت مائة سلامة من هذا 
الانكسار . 

- وحطام الجرة قطعة قطعة أخذة في الرقص والحال » وإن بدى هذا الأمر للعقل 
الجزئي من قبيل المحال. 

- فلا الجرة ظاهرة في هذا الحال ولا الماء » فانظر جيدا » والله أعلم بالصواب . 
- وعندما تدق باب المعنى يفتحون لك » فاخفق بجناح فكرك »؛ يجعلون منك صقرا 
ملكيا 


- ولقد صار جناح فكرك تفيلا ملوثا بالطين » ولأنك أكل للطين » صار الطين 
بالتسبة لك كالخبز . 

5- فالخبز واللحم كلاهما طين فقلل من أكلهما » حتى لا تيقى كالطين ملتصقا 
بالأرض )١(.‏ 

- وعندما تجوع تصبح كليا » حاذا سيء المعشر ؛ سيء الجيلة ‏ 

- وعندما تشيع » " تهمد " كالميتة » تصيح غافلا معقود القدم » كأنتك جدار . 


(0) جاجسعومف- لقد أخذنا نأكل التراب. عمرا عند الغذاء ٠‏ وفي النهاية أكلتا التراب انتقلما . 


- ؟وآ١-‎ 


- إذن » فأنت في لحظة ميتة وفي لحظة كلب »٠‏ فكيف تقوم بالخطو الحاسم الحلو في 
طريق الأسود؟ 

- فلا تعتبر الكلب إلا أداة لصيدك ؛ وألق العظام للكلب نادرا . 

- ذلك أن الكلب إن شبع تمرد » فمتى يسرع خنفيفا نحو الصيد والقنص ؟ 

- لقد كانت الفاقة هي التي تجر ذلك الأعرابي » حتى وصل إلى تلك الحضرة وذلك 
الإقبال . 

- ولقد ذكرنا في ثنايا الحكاية إحسان الملك في حق ذلك المعسر فاقد الملاذ . 

- وكل ما يقوله العاشق » فإن أريج العشق يفوح من فمه في حي العشق ؛ 

- فإن تحدث عن الفقه » جاء حديثه كله عن الفقر » إذ ينبعث شذى الففر من ذلك 
الحلو الحديث . 

6- وإن نطق كفراء فإن كفره ريا الدين» ومن أقواله الشاكة تأتي رائحة اليقين . 
- والزبد غثاء » ولو انبعث من بحر صدق ٠‏ فإن أصله الصافي يزينه » لأنه فرع . 
- واعلم أن زبده هذا يكون صافيا مطلوبا » واعتبره أيضا شبيها بالإساءة من بين 
- فلقد صار هذا السب غير المطلوب حلوا منهاءوذلك من أجل وجنتيها المحبوبتين . 
- فإن تحدث " العاشق ' حديثا ملتويا فإنه يبدو صادقا » فيا له من التواء يزدان به 


الصدق . 
- وإنك إن طبخت من السكر ما هو على شكل الخبز » يتأتي منه طعم السكر 
عندما تذوقه. 


- 554- 


- ولو وجد مؤمن وثنا ذهبيا » كيف يتركه إكراما لخاطر كل وني ؟!(١)‏ 

- بل يأخذه » ويلقي به في النار » ويزيل عنه صورته المستعارة . 

- حتى لا يبقى على الذهب شكل الوثن ؛ ذلك أن الصورة عقبة وقاطعة للطريق . 
- فإن ذاته الذهبية عطاء الربانية » وصورة الصنم على الذهب النضار الحاضر 
ا 


65- فلا تحرق الغطاء من أجل برغوث » ولا تضيع اليوم في اهتمامك بإزعاج 


كل ذبابة . 
- أأنت عابد وثن ؟ فما عكوفك إذن على الصور ؟ ألا فلتترك صورته ولتنظر إلى 
المطتي .. 


- ويا أيها الحاج » أطلب رفيقا حاجا مثلك » هنديا كان أو تركيا أو عربيا . 

- ولا تنظر إلى صورته أو إلى لونه » بل أنظر إلى عزمه وإلى مقصهه . 
- وإن كان أسود وشريكا لك في القصد » فاعتبره أبيض » فهو من نفس لونك .(؟) 
- ولقد رويت هذه الحكاية أعلاها وأدناها » وهي كفكر العاشقين ؛ لا بداية لها 
ولا نهاية . 

- فلا بداية لها » لأنها كانت قبل الأزل ٠‏ ولا نهاية لها » فهي من أقرباء الأبد . 

- بل إنها مثل الماء » كل قطرة منه بداية ونهاية معا »وهي مسرعة في أثرهما معا. 
- حاشا لله؛ هذه ليست حكاية؛ حذارء إنها أحوالنا وأحوالك الحاضرة » فانظر جيدا . 
- ذلك أن الصوفى ذو كر وفر » وكل ما يكون ماضيا لا يذكر عنده . 


)١(‏ ج/؟37-7":- فإذا وجد المؤمن وثنا ذهبيا ٠‏ متى يتركه من أجل ساجد له ؟ 
(؟) ج/؟-535:- وإن كان أبيض لكن لاهدف له ؛ فانقصل عنه » فلا لون لقلبه . 


- 754- 


6- قفالأعرابي هو نحن ٠‏ ونحن أيضا الجرة » ونحن الملك »؛ كلنا » و" يؤفك 
عنه من أفك ' . 

- واعتبر العقل هو الزوج » والزوجة هي هذه النفس والطمع » كلاهما ظلمانيان 
منكران » والعقل هو الشلمع. 

- واستمع الآن » من أي نبع أصل الأفكار »: ذلك أن للكل أجزاء على أشكال 
- إن الحديث عن الجزء والكل » ليس عن الأجزاء بالنسبة للكل ؛ لا كما يكون شذى 
الورد جزأ" من الورد. 

- فإن لطف الخضصرة جزء من لطف الورود » وصوت البلبل جزء من ذلك البلبل . 
- وإن أصبحت هكذا مشغولا بطرح الإشكالات والإجابة عليها » فمتى 
استطيع أن أقدم الماء للظمآنين؟! 

- فإن كان لديك إشكال تام وحرج » فاصبر ؛ والصبر مفتاح الفرج . 

- وتوخ الحمية » الحمية عن الأفكار » فالفكر أسد وضيع » والقلوب آجام )١(.‏ 

- وأنواع الاحتماء مفضلة على أنواع الدواء » ذلك أن حك الجلد زيادة في الجرب. 
- فالاحتماء هو أصل الدواء يقينا » فملرس الحمية » وانظر إلى قوة روحك . 

5 - وكن قابلا لهذه الأقوال كأنك الأذن » حتى أصنع لك قرطا من ذهب . 

- وتصبح حلقة في لذن صائغ عظيم »ء وتسمو حتى القمر وحتى التثريا. 

- فاستمع من البداية إلى أن الخلق المختلفون»تختلف أرواحهم اختلاف الألف عن الياء. 


. والهاضمة والعلة الجديدة شيء آخر‎ ٠ ج/2724-7- وأنواع الحسية على رأس الأدوية‎ )١( 


0 


- وفي الحروف المختلفة آراء وشكوك » مهما كانت متشابهة تماما من أحد الوجوه . 
- فهي من وجه متضادة » ومن وجه متحدة » وهي من وجه هزل » ومن وجه 
7 

- ومن ثم ففي القيامة » يوم العرض الأكبر » يريد سبحانه العرض ذا زينة 
وجلال . 

- وكل من يكون كهندي سيء المعاملة»فإن يوم العرض بالنسبة له نوبة الافتضاح . 
- فما دام لا يملك وجها كأنه الشمس » فإنه لا يريد سوى ليل كأنه النقاب . 

- وما دام الشوك لا يحتوي على ورقة ورد واحدة » فإن فصول الربيع تصبح عدوة 
ا 

- وما هو ورد وسوسن من قمة رأسه إلى أخمص قدمه ؛ يكون الربيع بالنسبة له 
- والشوك الذى لامعنى له يريد الخريف ٠‏ أجل الخريف ؛ وذلك حتى يطامن 
الرياض . 

- حتى يخفي حسن تلك وعار هذا » وحتى لا يرى بهاء تلك » وقبح هذا . 

- فالخريف بالنسبة له ربيع وحياة » فهو يبديهما سيين » الحجر والياقوت الثمين. 

- والبستاني يعرفها أيضا في الخريف ٠»‏ لكن رؤية الواحد » أفضل من رؤية الدنيا 
بأجمعها . 

- والدنيا كلها ما هي إلا ذلك البستاني ؛ وهو - أى الشوك - أبله » وكل نجمة على 


دإبالا ب 


- ومن ثم تقول كل صورة ويقول كل رسم : البشرى ٠‏ البشرى ؛ هاهو 
الربيع يأتي !! 
- فما دامت البراعم متألقة كأنها حلقات الدروع » متى تبدى تلك الثمار عفدها ؟ 
- وعندما تسقط البراعم تطل الثمار » وعندما يتحطم الجسد ؛ تطل الروح . 
- فالفاكهة هي المعنى والبراعم صورتها » وثلك البراعم هي البشرى » والثمار هي 
النعمة التي تبشر بها 
65- ومالم يهشم الخبز » متى يبعث القوة ؟ والعناقيد التي لم تعصر »؛ متى تهب 
القية”ة 
- وما لم تدق الهليلة مع النبانات الطبية » متى تصبح هذه النباتات الطبية مزيدة 
للصحة ؟ 

في صفة المرشد واتباعه 
-يا ضياء الحق حسام الدين » خذ ورقة أو ورقتين » ولنطل في وصف الشيخ )١(.‏ 
- وإن لم يكن في جسدك الرقيق قوة »لكن بدون الشمس نكون محرومين من النور ٠‏ 
- وأنت وإن كنث قد صرت المصباح والزجاجة ء لكنك مقدم خيل القلب » 
وطرف الخيط . 
- ومادام طرف الخيط في يدك ووفق هواك » فإن درر عقد القلب من 
إنغافك , 


- أكتب أحوال الشيخ العالم بالطريق ٠‏ واختر الشيخ » واعتبره ذات الطريق . 


)١(‏ ج/557-7:- وبالرغم من أن جسمك شديد النحول رقيق ٠‏ فإن الدنيا لا يصاح لها أمر بدونك 


- 5ل - 


- فالشيخ هو الصيف ٠‏ والخلق شهر الصيف ٠‏ والخلق كالليل , والشيخ كالقمر . 

- ولقد سميت الإقبال الفتي بالشيخ » فهو شيخ من الحق ٠‏ لا من الأيام . 

- إنه شيخ » إذ لا بداية له » وليس لذلك الدر اليتيم عديل . 

6- وإن الخمر المعتقة في حد ذاتها تصبح أقوى . خاصة تلك الخمر التي 
تكون من لدنه . 

- فاختر الشيخ » فإن هذا السفر دون شيخ » مترع بالآفات والمخاوف والمخاطر . 
- وذلك الطريق الذي سرت فيه مرارا » تكون بلا مرشد مضطربا فيه . 

- فما بالك بطريق لم تسر فيه قط » حذار » لاتمض فيه وحيدا » ولا تلو الرأس عن 
الشيخ.(١)‏ 

- فإن لم يكن ظله عليك أيها الأحمق ؛ فإن هتاف الغول بك سيصيبك بالدوار . 
- ويلقي بك الغول من الطريق إلى الضرر » وقد كان هناك الكثيرون أكثر 
دهاع منك في هذا الطريق . 

- واستمع من القرآن إلى ضلال السالكين » وماذا فعل إبليس ؛» ذلك القبيح النفس. 
- لقد حملهم إلى طريق يبعد عن الجادة بمسيرة مئات الآلاف من السنين » وجعلهم 
من نحسهم عرايا. 

-فانظر إلى عظامهم وشعوره م .ء واعتبر » ولا تسق الحمار نحوهم . 

-وخذ بعنق الحمار » وجره نحو الطريق » صوب المرشدين والعارفين بالطريق 
الطيوية: 


. ج/545-7:- وكل من سلك الطريق دون مرشد ؛ ضل من الغيلان وسقط في البثنر‎ )١( 


ع 


65- وحذار » لاترخ للحمار العنان » ولا ترفع يدك عنه » ذلك أن عشقه يكون 
صوب المروج ٠.‏ 

- فإنك إن أطلقته غافلا لحظة واحدة » فإنه يسير فراسخ عديدة صوب العشب . 
-فالحمار هو عدو الطريق » فهو ثمل بالعشب » وما أكثر ما أهلك من الحمارين . 
- وإن لم تكن تعرف الطريق » فكل ما يريده الحمار » إفعل عكسه » وهذا فحسب 


هو الطريق المستقيم . 
00 شاوروهن 0 وآنذاك 1 خالفوا كن إن من لم ب ٍ تالف 0١)"‏ 
- ولا تكن صاحبا للهوى والشهوة ء فإن ذلك " يضلك عن سبيل الله" . 


غويذ البو اح شو في الكو مال ظل :فاق الظروق + 
وصبة الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه :إذا كان كل 
إنسان بتفرب إلى الله بنوم من الطاعة , 
فتقرب إليه بصحبة العاقل وعبهد من الخواص حتىور 


- قال الرسول عليه السلام لعلى رضي الله عنه : يا علي ٠‏ أنت أسد الله وأنت ثابت 


الجاأش ؛ 

- لكن » لاتعتمد على البطولة » وتعال إلى ظل نخيل الرجاء. (؟) 

- وادخل تحت ظل ذلك العاقل » الذى لايستطيع أن ينقله عن الطريق ناقل . 

. مابين الأقواس بالعربية في النص‎ )١( 

-. ج/؟-598:- فإذا كانت كل فئة تقوم بطاعة ما تقربا إلى الحق الذي لاحد له ولا كيف‎ )١( 
. فتقرب أنت بعقلك وسرك ؛ لا كمثلهم بكمالك وبرك‎ 


- 4 


- فظله في الأرض كأنه جبل قاف » وروحه عنقاء محلقة في الأعالي )١(.‏ 
-ولو أنني ظلت أصفه إلى قيام الساعة ؛ لا تعتبر لوصفه غاية أو نهاية . 

- لقد تخفت الشمس في صورة إنسان ٠»‏ فافهم » والله أعلم بالصواب . (؟) 

- ويا علي » من بين كل طاعات الطريق ٠‏ إختر أنت ظل أحد من خواص الله . ' 
- فكل فئة أهرعت إلى طاعة من الطاعات ٠»‏ وهيأت لنفسها طريقا للخلاص . 
- فامض أنت ٠‏ وفر إلى ظل عاقل » حتى تنجو من ذلك العدو الخفي الماكر 
- وهذه هي الأفضل من بين كل الطاعات ٠‏ إذ تسبق أى سابق مهما كان . 

- وما دام الشيخ قد تقبلك » حذار » وكن منقادا له » وامض وكأنك موسى وفق حكم 
الخضير: 

- واصبر على أعمال كأعمال الخضر » دون نفاق » حتى لا يقول الخضر : 
إمض » هذا فراق . 

- فإن خرق السفينة » لاتنبس ؛ وإن قتل غلاما » لا تفتلع شعصرك . 

6- فلقد اعتير الحق يده كيده جل شأنه » حتى قال " يد الله فوق أيديهم ' . 

- إن يد الحق تسوقه وتحييه » وماذا يكون الحي ؟ إنما تجعله خالد الروح ٠‏ 

- وكل من قطع هذا الطريق وحيدا - وهذا من النادر- قد قطعه أيضا بعون من 
همة المشايخ . 


)١(‏ ج/ ؟-548:- فهو المعين وهو العبد الخالص لله ؛ وهو يصحل الطالبين حتى البلاط 
الإلفسصيي: 


(؟) ج/ 898-7:- شمس الروح » لا شمس الفلك ؛ فمن نوره يحيا الإنس ويحيا الملك . 


ولا؟ - 


- فليست يد الشيخ بقاصرة عن الغائبين عنه » وليست يده إلا يد الله . 


- وإذا كان يهب الغائبين هذه الخلمة » فالحاضرون عنده -بلا شك --أقضل من 
الغائيين. 


06- ومادام نواله يصيب الغائبين » فما بالك بالنعم التي يمدها أمام ضيوفه . 

- وأين ذلك الذي يتمنطق بحزام ” الخدمة " أمام الملك من ذلك الذي يكون خارج 

بابه .؟ 

- وإن إخترت الشيخ » لا تكن رقيق القلب ؛ ولا تكن خائرا كالماء وكالطين ٠‏ 

- وإذا أصبحت من كل ضربة شديد الحفد ء كيف تصبح إذن مرآة دون صقل ؟ 
وشم قزويني لصورة أسد على كتفه وتدمسة بسبب وخز الإير 

- إستمع إلى هذه الحكاية من صاحب بيان » في تقاليد أهل قزوين وعاداتهم )١(.‏ 

65- فهم يرسمون على أجسادهم وأيديهم وأكتافهم وشما دون شكوى من وخز 


الإيبر. 
- ولقد ذهب قزويني إلى أحد الوشامين قائلا : إرسم علي وشما أزرق وأحسن 
الصنعة . 


- قال : أي صورة أشم أيها البطل ؟ قال : إوشم صورة أسد هصور !! 
- فأنا من برج الأسد فاوشم أسدا » وجاهد في أن يكون لون الوشم مشبعا . 
- قال : على أي موضع أقوم بالوشفم ؟ قال : إوشم تلك الصورة على كتفي.(؟) 


)١(‏ ج/ 7 -05غ افهم يشمون أجسادهم وأكتافهم وأيديهم دون وجل بصورة الأسد والنمر 
(؟) ج / 4505-5 :حتى يصير ظهرى قويا فى القتال واللهو مع مثل هذا الأسد وفى العزم والجزم 


ك/ا؟ ا سه 


- وعندما بدأ يخزه بإيرته » سرى ألمها حتى أعماق كتفه . 

- فبدأ البطل في الصراخ قائلا : أيها المحترم قتلتني .. ترى أية صورة ترسمها ؟ 
- قال : لقد أمرت آخرا بصورة أسد » قال : من أى عضو بدأت ؟ 

-قال : بدأت من منبت الذيل » قال : دعك من الذيل يا عيني . 

- فلقد إنحبس نفسي من ذيل الأسد ومنبت ذيله » ولقد كتم منبت ذيله على مطلع 
نفسي . 

- فقل للأسد أن يكون بلا ذيل ياصانع الأسود ؛ فإن قلبي قد هوى من طعن 
الإبرة . 

- وبدأ ذلك الرجل في الوخز من ناحية أخرى بلا هوادة وبلا رقة ولا|رحمة . 
- فصاح به : أى عضو هذا فيه ؟ قال : هذا هو الأذن أيها الرجل الطيب . 

-قال : لا كانت له أذن أيها الحكيم » دعك من الأذن » وأقصر في الموضوع )١(.‏ 
- فبدأ بالوخز في جانب آخر » فبدأ القزويني ثانية في الصراخ . 

. أى عضو ذلك الجانب الثالث أيضا ؟ قال : إنه بطن الأسد أيها العزيز‎ -*٠ 
)١(. قال : لا كانت للأسد بطن » لقد إزداد الألم فكف عن الطعان‎ - 

- فاندهش الوشام وازدادت حيرته » ووضع إصبعه في فمه فترة طويلة . 

- ثم ألقى الأستاذ بالإبرة على الأرض من الغضب قائلا : هل حدث لإنسان في 
العالم مثل هذا ؟ 


٠ حرفيا : وقصر الكليم‎ )١( 


(0 ج/-45:- قال : قل إن الأسد ليس له بطن ؛ وأي بطن تنبغي لهذا المشئوم أصلا؟ - لقد 
إزداد الألم فقلل الطعان » أاى بطن أسد هذى بحق الله ؟ 


لآلا - 


- فمن رأى أسدا بلا ذيل ولا رأس ولا بطن » إن مثل هذا الأسد لم يخلقه الله 
نفسه )١(.‏ 

65- فيا أخي » لتصبرن على ألم الوخز ؛ حتى تنجو مسن وخز نفسك 
المكو وي 

- وتلك الجماعة التي تحللت من الوجود » يسجد لها الفلك والشمس والقمر . 

- وكل من ماتت في جسده النفس المجوسية » » تمتثل لأمره الشمس ٠‏ ويمتثل 
السحاب . 

- وما دام قلبه قد تعلم إشعال الشموع » فإن الشمس لا تجرؤ على إحراقفه. 
-ولقد قال الحق في الشمس المنتظمة في سيرها ء أنها تزاور عن كهفهم .(؟) 
- وإن الشوك ليصبح بأجمعه لطفا كالورود » أمام ذلك الجزء الذي لا يفتأ 
يمضي صوب الكل . 

- وما هو إعلان تعظيم الله ؟ هو أن تعتبر نفسك ترابا .. ذليلا . 

- وما هو تعليم توحيد الله ؟ إنه إحراق النفس أمام الواحد . 

- وإذا أردت أن تتألق دائما كالنهار »ء فلتحرق وجودك الذي يشبه الليل . 

- وأذب وجودك في وجود ذلك اللطيف الوجود » كما يذاب النحاس في كيمياء 
التبديل . 


)١(‏ ج/؟-١٠:‏ :- ما دمت لا تملك طاقة على وخز إبرة ؛ فدعك من الحديث عن مثل هذا الأسد 


المصور. 
)١(‏ ج/7- 25٠١‏ : والنائمون الذين كانت أفعالهم من الله » كانت الشمس تزاوا عن كهفهم . 


-8/ا؟ - 


765- ولقد تشبثت في ' أنا ' و " نحن " بكلتا يديك » والخراب حاق بالجميع من 
ذهاب الذئب والثعلب مع الأسد إلى الصيهد 

- كان أسد وذئب وثعلب قد ذهبوا إلى الجبل من أجل الصيد وطلباله. 

- حتى يتعاونوا معا على أنواع الصيد » ويتكاتفوا فيما بينهم في شد وثاقه. 

- ويصيدوا معا في هذه الصحراء الشاسعة صيدا كثيرا وسمينا. 

- وبالرغم من أن الأسد الهصور كان يشعر منهما بالعار ؛ لكنه أكرمهما 

بالصحية. 

0" فإن مثل هذا الملك يشعر بالضيق من الجند » لكن صحبة الجماعة رحمة. 

- ومثل هذا القمر يشعر بأنواع العار من النجوم » لكنه موجود بين النجوم سخاءً 

منه, 

- ولقد نزل الأمر ب " شاورهم " على الرسول ؛ مع أنه لم يكن هناك رأى ند لرأيه. 

- وإذا كانت حبات الشعير قد صارت في الميزان قرينة للذهب » فليس ذلك لأنها 

أصبحت معدنا كالذهب . 

- ولقد قرن الروح بالبدن حتى الآن » ولفترة صار الكلب حارسا على العتبة . 

ه"."- وعندما ذهب هذان إلى الجبل في ركاب الأسد ذي المجد والعظمة . 

- صادوا ثورا جبليا وماعزا وأرنب » وتقدمت بهم الأمور كثيرا . 

حوكل من يكون قتاله تحت قيادة الأسد »ء فإن الشواء لا يقل عنده ليل نهار . 

- وعندما نقلوا " صيدهم " إلى الغابة قتيلا وجريحا جارين إياه في الدم . 

- كان الذئب والثعلب يطمعان في أن تتم القسمة بعدل الملوك . 


ولام - 


وانعكس طمع كل منهما على الأسد » وعلم الملك أن لهذه الأطماع سندا . 
- وكل من يكون أسدا على الأسرار أميرا لها » فإنه يعلم كل ما يجري في 
الضمير. 

- فحذار » واحفظ ياصاحب القلب المعتاد التفكير » قلبك من التفكير السيء أمامه . 
- إنه يعلم » لكنه يسوق الحمار صامتا » وإنه ليضحك في وجهك سثرا عليك . 

- وعندما علم الأسد ما يوسوس به صدراهما » لم يفصح عنه » وتغاضى عنه 
مراعيا . 

م" لكنه قال لنفسه : فلأبدين لكما الجزاء أيها الخسيسين الشحاذين ؛ 

- ألم يكن يكفكما رأيي ؟ أو هكذا ظنكما في عطائي ؟ 

- ويا من عقولكم ورأيكم " نابعان" من رأيي ومن عطاياي التي يزدان بها العالم . 
- وأى مكر للنقش مع النقاش آخر الأمر » وهو الذي أوحى له بالمكر ولديه خبر به. 
- أكان لديكما إذن هذا الظن الخسيس بي ؟! .. يا عار الزمن !! 

- وإن لم أقطع رؤوس " الظانين بالله ظن السوء " لكان هذا هوعين الخطأ . 
- ولأخلص الفلك من عاركم » حتى تظل هذه الحكاية تروى في الدنيا. 

- ومع هذا التفكير كان الأسد يضحك عاليا .ء فلا تكن آمنا من بسمات الأسد . 
- ولقد صار مال الدنيا من قبيل بسمات الحق » جعلنا سكارى مغرورين متهتكين .!! 
- والقفر والتعب أفضل لك أيها السيد » فإنها تقتلع بسمات فخاخه وشباكه . 

امتحان الأسد للذئب قائل : تعال أيها الذئب واقسم الميه بيننتا 

هه.* قال الأسد : أيها الذئب » قسم هذا بيننا » وجدد " سيرة " العدل » أيها 
الائب العجوز . 


-.م؟ - 


- وكن نائبا لي في القسمة » حتى يبدو من أي جوهر أنت . 

-قال : أيها الملك ٠»‏ الثور الوحشي نصيبك » فهو الأكبر ؛ وأنت كبير وضخم وجلد. 
- والماعز لي ؛ فهو متوسط في حجمه .ء ويا أيها الثعلب : خذ الأرنب .. ولا 
خطأ في هذا . 

- قال الأسد : أيها الذئب .. كيف تحدثت ؟ قل » وعندما أكون أنا موجودا تقول 
أنت : نحن وأنت ؟ 

- وأى كلب يكون الذئب أصلا حتى يرى نفسه أمام من هو مثلي أسد 
بلا نظير ولا ند ؟! 

- وقال: تقدم أيها الحمار الذي إشترى نفسه )١(‏ » فتقدم » فضربه بمخالبه ومزقه . 
- وعندما رآه خاوي المخ وبلا تدبير رشيد » عاقبه بسلخ جل ده عن رأسه . 
- وقال : مادامت رؤيتي لم تخلصه من نفسه » فإن مثل هذه الروح ينبي أن. 
تموت ذليلة . 

- ولأنك لم تصر فانيا أمامي » فإن من الفضل قط ع رقبتك . 

6- ذلك أن كل شيء هالك إلا وجهه » وما دمت لست " متجها " إلى وجهه » 
فلا تطلب الوجود . 

- وكل من يكون فانيا في وجهنا ؛ لا يكون مصداق الآية منطبقا عليه . 

- ذلك أنه مقيم من الشهادة على" إلا " وتجاوز "لا " ؛ وكل من أقام في " إلا " لم يفن 


)١(‏ في نسخة جعفري (477-7): يامن لم ير أحد مثلك حمارا ؛ وفي نسخة نيكلسون : أيها 
الحمار الذي أبصر ذاته . والنص هنا من نسخة استعلامي . 


-1م5 - 


- وكل من هو على الباب ويقول " أنا " و" أنت " » فهو مردود من الباب طائف 
حول "0" , 

قصة ذلك الشخص الذي دق باب صديق فقفال من الداخل: 

من ؟ قال : أنا , قال : ما دمت أنت أنت أن أفختنم الباب , 

اذلا أعرف أحدا من أصدفائي يسمى " أنا " . قاذهب 

- جاء أحدهم ودق باب صدي وق ء ققال الصديق : من أنت أيها المعتمد ؟ 
قال : أنا » قال له : إمض » فليس الوقت مناسبا » وليس هناك مكان لساذج 
على هذه المائدة . 
- وأي شيء ينضج الساذج إلا نار الهجر والفراق ؟ وأى شيء يخلصه إذن من 
النفاق ؟(١)‏ 
- وذهب ذلك المسكين » وأمضى عاما في الرحيل » وهو يحترق من نار فراق 
الحبيب . 
- ونضج ذلك المحترق ثم عاد » وطاف ثانية بدار قرينه . 
- ودق حلقة الباب بوجل وأدب شديدين » حتى لايتطاير من شفته لفظ لا أدب 
- فصاح صديقه : من بالباب ؟ قال : الذى على الباب هو أنت يا سالب 
القلب . 


- قال : الآن مادمت أنت أنا » فيا أنا أدخل » فالدار لاتتسع لإثنين يقولان " أنا" . 


)0( 75-7 وما دامت ذاتيتك لم تغادرك حتى الآن ؛ ينبغي إحر اقلك في نار حامية. 


-95م؟ - 


- ولا" توج" إبرة قط تسع خيطا مزدوجا »ء فإن كنت مفردا » أدخل 
في تلك الإبرة . 

- والخيط له إرتباط بالإبرة » ولا يناسب الجمل سم الخياط . 

- ومتى يصبح الجمل نحيل الجسد »ء إلا بمقراض الرياضات والعمل ؟ 

- وينبغي لهذا يد الحق يا فلان ؛ الذي يكون قادرا على كل محال ب” كن 
فكان ” . 

- وكل محال يصبح ممكنا من يده » وكل عقل عنيد يصيح ساكنا من خشيته . 
- وما الأكمه ؟ وما الأبرص ؟ إن الميت ليبعث حيا من رقية ذلك العزيز . 
- وذلك العدم الذي هو أشد موتا من الميت » يصبح مستسلما مضطرا في كف 
إيداعه وخلقه. 

- فاقرأ " كل يوم هو في شان " ولا تعتبره بلا عمل وبلا فعل . 

5 *- وأقل عمل له في كل يوم » أنه يسير ثلاثنة جيوش إلى هذه الناحيسة . 
- فجيش " يسيره " من الأصلاب نحو الأمهات ؛ من أجل أن ينبت في الأرحام 
النبات. 

- وجيش " يسيره" من الأرحام صوب الدنيا » حتى تمتليء الدنيا بالذكور والإناث. 
- وجيش ”" يسيره " من الدنيا صوب الأجل ؛ حتى يرى كل إنسان جزاء ما 
عمل )١(.‏ 


(١)ج/‏ -478:- ثم يصل بلا شك ما هو أكثر منها . وهو ما يصل من الحق إلى الأرواح - 


وما يصل من الأرواح إلى القلوب ٠‏ ومايصل من القلوب إلى الأجساد .- هذه هي جيوش 
الحق بلا حد ولا مراء » ومن هنا قال تعالى " ذكرى للبشر” . 


- م5 - 


- وهذا الكلام لانهاية له »فهيا أسرع نحو هذين الرفيقين الطاهرين المتعاملين بطهر. 
* قال رفيقه : أدخل يامن أنت كلي ؛: ولست مخالفا » كما تخالف الأشواك 
الورود والرياض. 

- لقد صار الخيط مفردا » ومن ثم قل الخطأ الآن » وإن رأيتهما اثنين حرفي الكاف 
والنون. 

- فالكاف والنون كلاهما جاذب كالوهق » حتى تجر العدم إلى " دنيا" الخطوب . 

- ومن ثم ينبغي أن يكون الوهق مكونا من شقين في شكله » بالرغم من أن هذين 
- وإن كان المخلوق يمشي على اثنين أو على أربع » فهو يقطع الطريق . 
6 - وانظر إلى هذين القصارين الشريكين ؛ فهناك خلاف في الظاهر بين 
عمل هذا وعمل ذاك . 

- فأحدهما قد ألقي بالكرباس في الماء » وشريكه الآخر يقوم بتجفيفه. 

- ثم يقوم الآخر بغمسه في الماء ثانية ء وكأن كليهما من العداوة يقوم بعمل 
مضاد للآخر . 

- لكن هذين الضدين باديي الخلاف » قلب واحد وعمل واحد » وكلاهما راض . 
- ولكل نبي ولكل ولي مسلك” ما »لكنها مادامت توصل إلى الحق ؛ فكلها مسلك 


واحد . 
-٠‏ ولما كان النوم قد غلب جميع المستمعين » فقد جرف الماء حجارة 


-586؟ - 


- وإن جريان هذا الماء ليفوق قدرة الطاحون »ودخوله إلى الطاحون من أجلكم أنتم. 

- وما دمتم لم تعودوا في حاجة إلى الطاحون » فقد رد الماء إلى مجراه الأصلي . 

- و"قوة" النطق إنما تحل في الفم من أجل التعليم » وإلا فإن لهذا النطق في 

الأصل مجرى منقصلا. 

- فهو يمضي دون هدير ودون تكرار إلى الجنان » إذ " تجري من تحتها الأنهار" . 

23 فيا إلهي » هب الروح هذا المقام » الذي يتيسر فيه نمو الحروف فيها دون 

كلام . 

- حتى تجعل الروح الطاهرة من الرأس قدما » صوب ساحة العدم البعيدة الواسعة . 

-فهي ساحة شديدة الإتساع ذات خلاءءوهذا الخيال وهذا الوجود يجدان منها القوت . 

- وإن الخيالات لأشد ضيقا من العدم » ومن هنا يكون الخيال سببا للحزن ٠‏ _ 

- ثم إن الوجود أكثر ضيقا من الخيال » ومن ثم يصبح فيه القمر كأنه الهلال . 

- ووجود عالم الحس واللون أكثر منهما ضيقا ء فهو سجن ضيق . 

- وعلة الضيق هي الكثرة والتكاشر » وهو لايفتا يجذب الأحاسيس نحو الكثرة . 

- ومن تلك الناحية من الحس »؛ إعلم أن هناك عالم التوحيد » وإن كنت تريده » فسق 

مركبك نحو ذلك الجانب . 

- وأمر " كن " فعل" واحد » والنون والكاف مجرد كلمة والفعل يكون صافيا منها. 

- وهذا كلام لا نهاية له » فعد " لنر " ما حدث من أحوال الذئب في المعمعة . 
تأدبب الأسد للذتب الذي أبدى عدم الآأدذب ني القسمة 

-"١ 65‏ لقد أطاح ذلك الرفيع الشأن برأس الذئب » حتى لا تبقى هناك رئاستان » 


ولا يبقى إمتيازان . 


-6خم5؟ - 


- لقد انطبقت عليك " فانتقمنا منهم " أيها الذئب العجوز » لأنك لم تكن ميتا أمام 
الأمير. 

- ثم إلتفت الأسد إلى الثعلب قائلا : قسم هذا الصيد من أجل الطعام . 

- فسجد وقال : هذا الثور السمين هو إفطارك أيها الملك المختار . 

- وذلك الماعز من أجل وسط النهارء ويمكن أن يطبخ عليه " يخني " للملك المظفر. 
”> ثم إن ذلك الأرنب من أجل عشائه » هو تقوت بالليل من أجل الملك ندي 
اللطف والكرم . 

- قال : أيها الثعلب ؛ لقد رفعت راية العدل » من أين تعلمت هذه القسمة ؟ 

- من أين تعلمت هذا أيها العظيم ؟ قال : مما جرى للذئب يا مليك العالم . 

- قال : ما دمت قد صرت رهينا لعشققغفا هء فاحمل " الفرائس " التلائة وخذها 
كلها وامض . 

- أيها الثعلب » ما دمت قد صرت بكليتك لنا » فكيف أوذيك » وقد صرت أنت نحن 
6- فنحن لك ء وكل الصيد لك ؛ فضع قدمك على الفلك السابع » واصعد . 
- وما دمت قد اعتبيرت من "مصير" الذئب الدني»فلست إذن بثعلب » بل أنت أسدي . 
- والعاقل هو الذي يعتبر من موت الرفاق في البلاء المحترن . 

- فساق التعلب في تلك اللحشفة مائة شكر أن الأسد قد استشاره بعد أن 
استشار الذئب . 

- ولو كان قد قال له من البدايةقسم هذا الصيد » ما كانت الروح لتنجو منه . 

"٠‏ ومن ثم » فإن له - سبحانه وتعالى - الشكر الجزيل » أنه أوجدنا في 
الدنيا من بعد السابقين. 


-5م؟ - 


- وعلى أننا سمعنا عن عقوبات الحق » على القرون الماضية » فيما سبق . 

- وحتى قمنا أكثر برعاية أنفسنا " اعتبارا" من حال الذئاب من قبلنا » كما فعل 
التحلب . 

- ومن هنا » سمانا لهذا الأمة المرحومة . ذلك الرسول الحق صادق البيان . 
- فانظروا أيها العظماء » أنظروا إلى عظام تلك الذئناب وشعورها » واعتبروا . 
إلى عاقبة فرعون وعاد . 

- وإن لم يفعهل »ء فإن الآخرين يعتيرون بحاله . وبضلائه . 

تهديد نوح عليه السلام لقومه :لا تمكروا معي فإنما 
بفعلكم هذا تمكرون بالله حقيقة- 

- قال نوح : أيها العصة » إن " من ترونه " أنا ليس أنا » لقد مت عن الروح 
وأحيا بالأحبة.(١)‏ 

- وعندما مت عن حواس أبي البشر » صار الحق لي السمع والإدراك والبصر. 
- وما دمت أنا لست بأنا » فهذا النفس منه هو » ومن تنفس أمامه فهو كافر . 
وأنما يكمن أسد في إهاب هذا الثعلب » فلا تجوز إذن الجرأة على هذا 
التعلب . 


)١1(‏ ج/425-7:- قال نوح ناصحا قومه ؛ (قبلوا العطاء من الله آخرا .- وانظروا أيها العصاة 
فأنا ست أنا » لقد مت عن الروح وأحيا بالأحجة . 


بات 


- ولو لم تكن لنوح يد" من الله » فلماذا إذن حطم عالما بأكمله ؟! 

- ولقد كان هو مئات الآلاف من الأسود في جسد »ء لقد كان نارا والعالم بيدر . 

- ولما لم يراع البيدر إعطاءه عشر " الزكاة " » ققد سلط مثل تلك الشعلة على ذلك 
يدن : 

-١ 5‏ وكل من فتح فاه أمام هذه الأسود الخفية بغير أدب مثلما فعل الذئب ؛ 
- فإن ذلك الأسد يمزقه كما مزق الذئب ٠»‏ ويقرأ عليه آية " فانتقمنا منهم " . 

- ويتلقى الطعنة من مخلب الأسد كما تلقاها الذئب » ويكون أبله ذلك الذي يبدي 
جرأة أمام الأسد. 

- وليت تلك الطعنة قد أصابت الجسد فحسب » وليته كان سليم القلب والإيمان . 

- لقد خارت قواى عندما وصلت إلى هذا الموضع » فكيف أستطيع أن أفشي 
هذا السر ؟!(١)‏ 

0- وكونوا مثل ذلك الثعلب ؛ وقللوا الاهتمام ببطونكم » وكفوا أمامه عن 
ألاعيب التعالب . 

- وضعوا أمامه كل " نحن " وكل ' أنا » فالملك ملكه » أعطوه ما تملكقون . 
- وعندما تكونون فقراء في الطريق ٠‏ يكون الأسد وصيد الأسد كله لكم . 

- ذلك أنه طاهر » والتنزيه وصفه » وهو بلا حاجة إلى حلو أو جلد أو لب . 
- وكل صيد » وكل إنعامات تكونء إنما تكون كلها من أجل عبيد ذلك المليك )١(.‏ 


. ج/4057-7:- لكن علي أن أحدثكم برمز من الرموز ؛ ربما تفهمونه وتصبحون عارفين‎ )١( 


(؟) ج/؟-"407 :قال : أليس الله بكاف عبده » حتى لا يصيح العبد باحثا في كل صوب .- وكل 
من يتوكل على الحق » يتفضل عليه بدوره . 


- 588 - 


62"- وليس عند المليك طمع ٠‏ لقد خلقها كلها » كل هذه الدولة من أجل الخلق؛ 

وما أسعد من عرفه . 

- وذلك الذي خلق الدولة ٠‏ وخلق الدارين » أى نفع له من الملك والممالك .؟ 

- فاحفظوا قلوبكم إذن أمامه سبحانه » حتى لا تصبحوا خجلين من ظن السوء . 

- فإنه يعلم السر والفكر والسعي والطلب ٠‏ كما تكون الشعرة في اللبن الصافي . 

- وكل من صار صافي الصدر من الصور » صار مرآة لصور الغيب . 

- وتصبح قلوبنا مؤمنة يقينا » ذلك أن المؤمن مرآة المؤفأمن )١(.‏ 

- وعندما يعرض نقدنا على المحك ؛ يميز هو بلا جدال اليقين من الشك . 

- وعندما تصبح روحه محكا لأنواع النقد » فإنه يميز إذن بين النقد وبين الزيف . 
إجلاس الملوك للصوفية العارفين أمام وجوههم 

- كان عند المالوك عادة » لعلك سمعتها .ء إن كنت تذأكير. 

- بأن يقف الأبطال على يسراهم » ذلك أن القلب معلق بالناحية اليسرى . 

65 - والمشرفون وأهل القلم على يمنااهفم ء ذلك أن علم الخط والتسجيل 

مرتبط باليد اليمنى . 

- ويجعلون للصوفية موضعا أمامهم؛ فهم مرايا الروح ؛ وأفضل من المرآة. (؟) 

- فلقد صقلوا الصدور بالذكر والفكر ؛ حتى تقبل المرآة الصورة البكر . 


. ج/455-7:- وإيمانك وإيمانه بلا شك ؛ بينهما فرق لاحد له‎ )١( 


(؟) ج/45-7:- فهم حجاب أولئك الصوفية يا بني » بسطاء أحرار متواضعون . 


-هم؟ - 


- وكل من ولد جميلا من صلب الفطرة ء ينبغي أن توضع المرآة أمامه . 
- وصاحب الوجه الحسن يكون عاشقا للمرآة » وتكون تقوى القلوب جلاءً 
للأرواح . )١(‏ 
حلول ضيف على يوسف عليه السلام وطلب يوسف 
عليه السلام منه هدية وتحفة 

- جاء من الآفاق رفيق حنون و'نزل " ضيفا على يوسف الصديق . 

- فقد كانا صديقين أوان الطفولة ء واتكآ معا على وسادة الألأفة. 

- وذكره بجور إخوته وحسدهم » قال : لقد كان ذلك غلا وأنا أسد . 
-ولا عار للأسد يكون من القيد » ولا شتكوى عندنا من قضاء الله . 

- والأسد ؛ وإن كان في رقبته قيد ه يكون أميرا على كل صناع القيود. 

6- قال : كيف كنت من الجب ومن السجن ؟ قال : مثلما يكون القمر في محاق 
اهو 

- ففي المحاق وإن ينقسم الهلال ؛ ألا يصير في النهاية بدرا في كبد السماء؟ 
- وحبات الدر وإن دقت في الهاون؛ ألا تصير نورا للعين والقلب » وتبصر عاليا ؟ 
- وحبة القمح التي تبذر تحت التراب » تجعل من التراب سنايبل . 
- ثم تطحن بعد ذلك في الطاحون » وتزداد قيمتها » وتصبح خبزا يزيد في 
الروح . 

- وبعد ذلك يطحن الخبز بالأسنان ٠‏ فيتحول إلى عقل وروح وفهم ذكي . 


-. ج/455-7:- وكل من يكون ذا وجه حسن متناسق ؛» يكون طالبا للمرآة . والسلام‎ )١( 
. واستمع الآن إلى مثال معنوي ؛ حتى لا تسمع بعدها قولا من صورة‎ 


- إن تلك الروح التي صارت ممحوة بالعشق » بعد زرع الجسد تصبح نباتا يعجب 
الزراع )١(.‏ 

- وهذا الكلام لانهاية له ء فعد وتحدث عما قاله ذلك الرجل الطيب ليوسف . 

- ومن بعد السمر ٠‏ قال يوسف : يافلان » هيا لنر ماذا أحضرت معك هدية لي ؟ 
- والذهاب إلى باب الصديق بيد خاوية أيها الفتى » يشبه تماما الذهاب إلى الطاحون 
دون قمح . 

5 - وإن الحق تعالى يقول للخلق يوم الحشر: أين هديتكم من أجل يوم النشور .؟ 
- هل جنتمونا فرادى بلا زاد » على نفس النسق الذي خلقناكم عليه أول مرة ؟ 

- هيا » ماذا أحضرتم على سبيل التقرب من هدايا ليوم القيدمة ؟ 

- أو أنكم كنتم قد قطعتم الرجاء في العودة » وكان يبدو لكم موعد اليوم باطلا ؟ 

- وهل كنت منكرا لضيافته من حماريتك» وتحمل إذن من المطبخ الثتراب والرماد ؟ 
- وإلا أيها المنكر » كيف تضع قدمك على باب ذلك الحبيب خاوي اليد ؟ 

- فلتدخر قليلا من طعامك ونومك ٠»‏ واحملها هدية من أجل لقانه. 

- فصر قليل النوم ممن هم " قليلا من الليل ما يهجبعون " »؛ وكن ممن هم " في 
الأسحار يستغفرون" 

- وتحرك قليلا مثلما يفعل الجنين » حتى توهب حواسا رائية الز_ور . 

- وعندما تخرج من الدنيا التي في ضيق الرحم » تتحول من الأرض إلى الساحة 


الواسفحة : 


)0( ج/514:- شم إن تلك الروح التي تكون ممحوة بالحق تعجزل عن السكر وتتجه الح 
الصحو.-ومن هنا صلح لعالم الثمر ؛ وقوم أخرون منتظرون الفلاح . 


- ؤم - 


6- تلك التي وصفت بأنها أرض الله الواسعة » واعلم أن للأنبياء ساحة 
شديدة السمو . 

- فلا يضيق القلب من تلك الساحة الواسعة ؛ ولا يصير نخل الجسد في ذلك 
المكان متيبس الأخغخصان. 

- وإنك حامل لحواسك حتى الآن » وتصبح منها عاجزا بطينا منقلبا. 

- وعندما تكون وقت النوم محمولا ولست حاملا » فقد ذهب عنك العجز » وصرت 


- واعلم أن حال النوم مجرد نذر يسير » إذا قيس بأحوال الأولياء عندما 
يُحملون. 


- فالأولياء هم أهل الكهف أيها العنود » في قيامهم وتقلبهم رقود. 
- إنه يقلبهم بلا تكلف في الفعال» دون إحساس منهم » ذات اليمين وذات الشمال . 
- فماهو ذات اليمين؟ إنه الفعل الحسنءوما هو ذات الشمال ؟ إنه أشغال الجسد )١(.‏ 
- وإن الأنبياء ليصدر منهم هذان الأمران ٠‏ وهم فارغون منهما » كأنهما الصدى . 
- فإذا كنت تسمع صوتك في الخير والشر » فإن ذات الجبل لا علم لها بكليهما . 
قول الضيف لبوسف علبه السلام : أحضرت لك مرآة 
كلما نظرت فيها رأيت وجهك الجميل وتذكرتني 
5 - قال يوسف: هيا » قدم الهدية ء فصرخ حياءً من هذا الطلب . 


)١(‏ ج/7047:- فإن أبصرتهم فمن الصعوبة " أن تبصر”" بواطنهم » إذ لاخوف عندهم ولا هم 
يحزنون .- فإن مظهر هذين يجري على البشر » وهم في زيادة فارغون من هذين . 


-؟9 - 


- وقال : لقد بحثت كثيرا عن هدية لك » فلم أجد هدية " لائقة" بك . 

- فكيف أحمل حبة إلى المنجم ؟! وكيف أحمل قطرة إلى المحيط ؟! 

- وكيف أحمل الكمون إلى كرمان ؟ وأنا لو أستطيع آتيك بالقلب والروح ٠‏ 

- فلا بذرة هناك قط لا توجد في هذا المخزن » اللهم إلا حسنك الذي لا نظير له . 
-٠‏ فوجدت من اللائق أن آتي لك بمرآة » فأنت النور " الشارح " للصدور . 
- حتى ترى وجهك الجميل فيها »يا من أنت كالشمس » شمع للسموات . 

- لقد جئت لك بمرأة أيها النور » حتى تذكرني كلما رأيت وجهك فيها . 

- وأخرج المرآة من تحت إيطه هء وإن المرآة لتكون شغلا للوجه الحسن . 

- وما هي مرآة الوجود ؟ إنه العدم » فاحمل إلى حضرته العدم إن لم تكن أبله . 
5- ويمكن إبداء الوجود في العدم » مثلما يجود الأغنياء على الفقراء . 

- والجائع هو المرآة الصافية للخبز » وعود الحرق هو مرآة الزرند. 

- والعدم والتقص أينما ظهرا » مرآة جيهدة لكل الحرف )١(.‏ 

- وعندما يكون الثوب أنيقا مخيطا » كيف يصبح مظهرا لفن الحائك ؟ 

- وينبغي أن تكون جذوع الأشجار غير منحوتة أو مسواة » حتى يجعل منها النجار 
لوحا من الخشب أو فرعا من الفروع . 

- وإن السيد مجبر الكس ور ليمضي إلى ذلك المكان الذي يكون فيه أحدهم 
كسير القدم . 

- ومتى تصبح جمال صنعة الطب واضحة إن لم يكن ثم مريض شاك ؟! 

- وإن لم يكن رخص النحاس ودنو قيمته ظاهرا على الملأًءفمتى تظهر كيمياء التبديل؟ 


(1) ج/؟4807-7:- ذلك أن العدم هو التصفية » وكل هذا الوجود أدران ودنس . 


ةع - 


- إن أنواع النقص هى مرآة وصف الكمال » وتلك الحقارة والدونية هى مرأة العز 


والجلال . 
- وذلك أن الضد يبدي ما هو ضده يقينا ء والعسل يظهر إذا كان الخل على وجه 
اليقين . 


65- وكل من أدرك نقصه وعرفه » أسرع لاستكماله بسرعة عشرة جياد . 
- ذلك أنه لا يطير صوب ذي الجلال » ذلك الذي يظن في نفسه الكمال . 

- ولا علة هناك أسوأ من ظن الكمال » في روحك يا صاحب الدلال . 

- وكثير من الدم يسيل من قلبك ومن عينيك » حتى يمضي عنك ذلك العجب . 

- لقد كانت علة إبليس في قوله " أنا خير " ؛ وهذا المرض موجود في نفس كل 
مخلوق . 

- وإن كان المرء يرى نفسه شديد الإنكسارء يكون ناظرا إلى الماء الصافي 
لكن البعر في قاع النهر. 

- وعندما يستفزك أحد إختبارا لك » يصبح الماء الصافي بعرا في التو واللحظة . 
- ففي قاع النهر بعر أيها الفتى » مع أن ماء الجدول يبدو لك صافهيا. 

- وهناك شيخ عارف بالطريق شديد الفطنة؛ شاق” للجداول في بساتين النفس الكلية . 
- فمتى يستطيع الجدول أن يطهر نفسه ؟ لقد صار علم المرء نافعا من علم 
الله )١(.‏ 

- ومتى ينحت السيف قبضته ؟ألا فلتذهب ولتعرض جرحك هذا على جراح . 


(١)ج/‏ 588-19 :- وماء الجدول لا يستطيع أن يطهر نفسه من البعر ؛ وعلم المرء لا يمحو جهل 


-ع8 - 


- وفوق كل جرح يتجمع الذباب » حتى لا يرى المرء قبح جرحه . 
- وذلك الذباب هو أفكارك ومالك » وجرحك هو ظلمة أحوالك . 
- والشيخ هو الذي يضع على جرحك هذا المرهم ؛ وأنذاك يسكن الألم والصراخ . 
- بحيث تظن أن الجرح قد إلتأم ؛ وشعاع المرهم هو الذي سطع عليه. 
-٠‏ فحذار » لا ترفض المرهم يا جريح الظهر »ء واعلم أن هذاقد حدث من 
الشعاع وليس من ذاتك )١(‏ 

ردة كاتب الوحي , لأن نور الوحي سطع عليه قفتة تلك 

الآية قبل أن بنطق بها الرسول صلى الله عليه وسلم 

وقال : إذن فأنا موضع الوحمي 

- كان هناك قبل عثمان رضي الله عنه أحد كتاب الوحي ؛ كان يبدي جدا وهمة في 


كتابة القرآن . 
- وعندما كان الرسول عليه السلام يلقي بدرس " نقلا " عن الوحي ؛ كان ينقله كما 
هو علي الورق . 


- كان شعاع ذلك الوحي ينعكس عليه .ء فكان يجد الحكمة تنبعث من باطنه. 
- من نفس تلك الحكمة التى كان يفيض بها الرسول » ومن هذا القدر » ضل ذلك 
الفضولي . 

ه ؟"- قال : إن ما يقوله الرسول المستنير » عندي أيضا حقيقته في الضمير . 


)١(‏ ج/ 488-7:- هذا الكلام لا نهاية له أيها الشاب ٠‏ فاستمع الآن إلى قصة في هذا المجال 


-وة”7 - 


- وطرق شعاع تفكيره الرسول ؛ فأنزل قهر الحق على روحه )١(.‏ 

- فخرج عن عمل الكتابة » كما ارتد عن الدين » وصار من حقده عدوا للمصسطفي 
ولدينه . 

- فقال المصطفى: أيها المجوسي العنود» كيف إسودت قريحتك إن كان النور منك 
- وإنك إن كنت ينبوعا إلهيا ء لما سقت إلينا هذا الماء الأسود . 

- وحتى لا يحط من كبريائه أمام هذا وذاك ٠‏ أغلق هذا الرجل فمسه 
تماما . 

- وكان باطنه يحرقه لهذا السبب » ولم يكن يجرؤ على التوبة » وهذا هو العجب . 
- كان يتأوه » ولم تكن الآهات تجديه نفعا » ما دام السيف قد طاله واختطف رأسه 
- لقد جعل الحق من الكبرياء 'قيدا" يزن مائة من من الحديد » وما أكثر المغلولين 
بقيود غير ظاهرة . 

- فالكبر والكفر يسدان الطريق ٠»‏ بحيث لا يستطيع المرء أن يظهر آهاته. 
- لقد قال " إنا جعلنا فى أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون " :2 
وهذه الأغلال لا تكون علينا من الغ ارج . 

- وقال : ' وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم 
لاا ييمصرون" ؛ فلا يرى المرء الفيد من قدامه ومن خلفه. 

- وإن ذلك السد الذي قام يكون في نفس لون الخلاء » ولا يعرف من هو أمامه أنه 
سد القضباء . 


. ج/515-7:- وسطع شعاعه فجأة عليه » فلم يجد في باطنه حرفا واحدا‎ )١( 


- 5و - 


- وإن حسناءك لسد أمام وجه الجميل " المطلق " » ومن تتخذه مرشدا يكون سدا 
أمام المرشد"الحقيقي" 

- وما أكثر الكفار المغرمين بالدين » وسدهم العنجهية والكبر أمام هذا وذاك . 
6- إن القيد خفي ؛ لكنه أسوأ من القيد الحديدي » فإن القيد الحديدي تحطمه 
ضربات الطبر . 

- والقيد الحديدي يمكن أن يُرفع . لكن القيد الغيبي لايعرف أحد له دواء . 

- وإذا لدغت النحلة المرء » فإن طبعه في تلك اللحظة يهرع إلى دفع هذه اللدغة . 
- هذا عن لدغ إيرة " النحلة " » أما إذا كانت "اللدغة " من وجودك ؛ فإن الحزن 
يقوى ولايقل الألم . 

- إن تفصيل هذا الألم ليقفز من قلبي قفزاء لكني أخاف أن يصيب بالإحباط واليأس . 
65- لاء لاتقنط » واجعل نفسك فرحا » واصرخ أمام ذلك المغيث قائلا : 

-يا محب العفو » أعفُ عنا »؛ يا طبيبا لجراحنا المزمنتنة. 

- لقد أضل إنعكاس الحكمة ذلك الشقي » فلا تعجب بنفسك ؛ حتى لا يجعلك 
أنقاضا. 

- ويا أيها الأخ » إن الحكمة الجارية " على فمك " هي من الأبدال » وهي بالنسية لك 
عارية . 

- فإن كان قد وجد في داره نوراء فهو في الحقيقة قد إنعكس من الجار ذي النور . 
*- فاشكر ؛ ولا تغتر » ولا تشمخ بأنفك » واستمع » ولا تعجب بنفسك أبدا . 
- ومن شدة الأسف والألم أن هذه الأمور المستعارة » قد أبعدت الأمم عن أنبيائها. 

- وأنا غلام لذلك الذي يكون في الرباط » ولا يعتبر نفسه واصلا إلى السماط . 


لاوم - 


- وما أكثر الأربطة التي ينبغي على المرء أن يتركها حتى يصل إلى منزله . 
- وإن احمر الحديد » فليس أحمر بطبعه ٠‏ بل هو شعاع مستعار من إضرام 
النار فيه. 

- وإن صارت الكوة أو الدار مليئين بالان ور ء فلا تعتبير شيئا منوراء 
اللهم إلا الشمس. 

- وكل باب وجدار يقول : إنني منير ٠»‏ وليس لدي شعاع مستعار » هذا هو أنا . 
- فتقول له الشمس : أيها الساذج ؛: عندما أغرب » سيبدو الأمر " على 
حقيقكته'". 

- وتقول الخضرة : إنني خضراء من نفسي » متهللة ضاحكة » شديدة جمال الخد 

- فيقول فصل الصيف : أيتها الأمم » أنظرن إلى أنفسكن عندما أمر بكن . 

- والجسد لا يزال يدل بالحسن والجمال » والروح أخفت مجدها وجناحها 
وقوادمها. 

- فتقول له : من أنت أيتها المزبلة ؟ إنك تعيش يوما أو إثنين من شعاععي . 

- ولا يسع الدنيا غنجك ودلالك » فانتتفر حتى أغادرك . 

- ويدفنك من يعزونك في قبر » ويجعلونك طعاما للحيات والشتعمل )١(١‏ 

- ومن نتنك يمسك بأنفه ذلك الشخص ٠‏ الذي كثيرا ما كان يموت أمامك " 
هياما". 


)١(‏ ج/5-7١51و515:-‏ ويدفنك من يعزونك في قبر » ومن يعانقونك يلقون بك في حفرة القبر.- 
وعندما يقبرك رفاقك » يجعلونك طعاما للحيات والنمل . 


-4ة؟ - 


65- إنها شعاع الروح : النطق والبصر والسمع ؛ وسُعاع النار يكون غليانا في 
الماء . 

- وكما يكون شعاع الروح على الجسد ء يكون شعاع الأبدال على روحي . 
- وروح الروح عندما يسحب قدمه من الروح » إعلم أنها تصبح كما يكون الجسد 
بلا روح. 

- ومن هنا فإنني لا أزال أضع وجهي على الأرض » حتى تكون لي شاهدا يوم 
الدين . 

-فيوم الدين » عندما تزلزل زلزالها » تصبح هذه الأرض شاهدا على الأحوال . 
- فتحدث جهرة بأخبارهما ء وتنطلق الآأرض والصخور متحدثة )١(.‏ 
- والمتفلسف ينكر في فكره وظنه ء ويقول : إمض ؛ فاضرب برأسك ذلك 
الجذانم : 

- ونطق الماء؛ ونطق التراب ٠‏ ونطق الطين » كلها محسوسة بحواس أهل القلب . 
- والمتفلسف المنكر لأنين الجذع الحنان » هو غريب عن حواس الأولياء . 
-ويقول : إن شعاع مهاوس الخلق » يأتي بكثير من الخيالات في عقول الخلق . 
6- لا » بل إن إنعكاس فساده وكقفره»ء جعل هذا الخيال المنكر يطرقه . 
- فالمتفلسف ينكر وج ود الشيطان » في نفس الوقت الذي يُسخكر له . 

- فإن لم تر الشيطان »ء أنظر إلى نفسك » وبدون الجنون »؛ لا يكون الوسم 
الأزرق على الجبين . 


)١(‏ ج/315-7:- والمتفاسف يتحدث عن المعقولات الدنية؛ والعقل يبقى خارج الدهليز. 


- 14- 


- وكل من كان في قلبه شك وإلتواء » يكون في الدنيا متفلسفا في الخفاء . 
- إنه يظهر الإيمان ء وبين الحين والآخر » يجعل عرق التفلسف ذاك وجهه 


أنيسؤة + 
- فحذار أيها المؤمنون ٠»‏ فتلك الصفة موجودة فيكم » وفي داخلكم عاله' 
لانهاية له . 


- وكل الإثنين وسبعين ملة في داخلكم » وويلاه يوم تطل برأسها متكم . 

- وكل من لديه زاد من ذلك الإيمسان ؛ يصبح من خوف هذا مرتعدا كورقة 
شهرة 

- وإنك لتسخر من الشيطان ومن إبليس ٠‏ ذلك لأنك رأيت نفسك إنسانا طييا. 
- وعندما تقلب الروح فراءهما » يصيح أهل الدين مائة صيحة : واويلاه . 
6- وفي الحانوت » كل من له مظهر الذهب » صار ضاحكا » ذلك أن حجر 
الإمتحان قد إختفى. 

- فلا تكشف عنا الحجاب يا ستار » وكن مجيرا لنا عتد الإمتصان . 

- فالزيف يطامن الذهب في الليل ؛ والذهب ينتظر طلوع النهار . 

-وبلسان الحال يقول الذهب : إنتظر أيها المزور حتى ينتشر النهار . 

- ولمئات الآلاف من السنين ؛ كان إبليس اللعين من الأبدال وأميرا للمؤمنين . 
-2٠‏ فتحدى أآدم من الكبر الذي كان لديه ؛ فصار مفتضحا كالبعر في 


كنس لسن 1 


)١(‏ ج/517-7:- فلا تتحد الرجال أيها المتهوس » وكيف تسوق جوادك لتسابق السلطان ؟. 


كيف دعا بلعم بن باعور على موسى وقومه بأن يردهم الله 

عن المدينة التي حاصروها واستجابة الله لدعائه 
- كان أهل الدنيا قد صاروا أسارى لبلعم بن باعور ؛ وكان مثله كمثل عيسى 
في زمانه . 
- فلم يسجدوا لأحد سواه ؛ وكانت رقيته شُفاء للمريض . 
- فتحدى موسى من الكبر وظن الكمال ؛ فصار إلى ما قد سمعت أخباره . 
- وهناك مئات الآلاف من أمثال إبليس وبلعم في الدنيا » وهكذا كانوا » ظاهرين 
ومختفين . 
6- ولقد جعل الله هذين الإثنين مشهورينء لكي يكونا دليلة على الباقين )١(.‏ 
- فعلق هذين اللصين على مشنقة عالية » وإلا ففي القهر الإلهي لصوص كثار. 
- وأخذ هذين بالنواصي صوب المدينة » بينما لا يُحصى قتلى القههر. 
- وإنك لمدلل مرفه لكن في حدودك » فبالله بالله » لاتجاوز حدك . 
- فلو أنك صادفت من هو أكثر نعممة منك ؛ لأتى بك إلى طباق الأرض 


5 


السابعة . 
ومن أجل أي شيء كانت قصة عاد وثتمود ؟ ذلك لكي تعلم أن الأنبياء 
مكرمون . 
-وهذا الدليل على الخسف والقذف والصاعقفة ؛ صر بيانا لعز النقس 
الناطقفة. 


(1) جه وعندما يقتلون قطاع الطرق » يجرون منهم جثة أوإثنتين صوب القرية .- حتى يراها 
أهل القرية ويعتبرون ٠‏ وتكون رؤيتها كالعظة. 


للم اد 


- فاقتل كل الحيوان من أجل الإنسان » واقتل كل البشر من أجل اللب . 
- وماهو اللب ؟ إنه العقل الكلي اللييب » والعقل الجزئي عقل » لكنه ضعيف . 
- وكل الحيوانات البرية قيمتها أقل من كل الحيوانات المستآنسة وذلك لبعدها عن 
الإنسان . 
865 فيكون دمها مباحا للخلق » ذلك لأنها متوحشة عن العقل الجليل . 
- ولقد قلت عزة الحيوان البري لهذا السبب ٠‏ وهو أنه مخالف للإنسان . 
- فأية غزة تكون لك يا نادرة " عصرك" ؛ إذا صرت من الحمر المستتفرة ؟ 
- فلا يجوز قتل الحمار من أجل الصلاح » وإن توحش فدمه مباح . 
- وبالرغم من أنه لا زاجر للحمار من العلم » فإن الودود لا يعذره قط . 
3” فإذا صر الإنسان -إذن - وحشيا » متى يكون له العذر آنذاك أيها 
الصديق الفاضل ؟ 
-فلا جرم أن صار دم الكفار مباحا » كالوحشي أمام النشاب والرماح . 
- وتصير أزواجهم وأولادهم كلها حلالا » ذلك أنهم بلا عقل وأذلاء مطرودون " من 
رحمة الله " . 

اعتماد هاروت وماروت على عصمتهما وطلبهما إمارة 

الدنيا,؛ وسقوطهما في القئئنة 

-متل هاروت وماروت الشهيرين ؛ تلقيا من البطر سهما مسمما. 
؟5- لقد كان اعتمادهما على قدسيتهما » فأى اعتماد يكون للجاموس علسى 
الأستدة:: 


- ومهما يحتال مائة حيلة بقرنه .ء فإن الأسد الهصور يمزق قرن قرنه. 


ا 


- حتى ولوصار مليئا بالقرون وكأنه القنفذ » فإن الأسد لا محالة قائنه. 

-وإذا كانت الريح الصرصر تقتلع كثيرا من الأشجار » فإنها تشفق على 
الأعشاب الطرية . 

- وذلك الإعصار قد رحم ضعف الأعشاب . فيا أيها القلب لا تتبجح بالقوة . 
0- ومتى تخشى البلطة من تكائف أوراق الأشجار ؟ إنها تمزقها إربا 
إربا. 

- لكنها لا تدق نفسها على ورقة واحدة من الأوراق ٠»‏ ولا تضرب مبضعها إلا على 
عضو مسمم . 

- وأى حزن للهب من كومة الحطب ؟ ومتى يخشى القصاب قطيع الغنم ؟ 

حؤناة ا اتكون الصووة :إلى كوا الندي: إن معو القلك كندل شيو ف القلك:: 

- وقم أنت بالقياس على " حال " هذه الساقية الدوارة » فممن يكون دورانها ؟ من 
65” ودوران هذا القالب الذي يشبه المجن » يكون من روح خنية يا بني . 


- وممن يكون جزر هذا النفس ومده ودخوله وخروجه الا من الروح كثيرة 


الهوين:؟ 

- حينا تجعله جيما وحينا خاء ودالا » حينا تجعله صفحا وحينا جدلا . 

- تحمله حينا إلى اليمين » وحينا إلى اليسار » حينا تجعله روضة ورد » وحينا 
شوكا . 


6" مثلما جعل الله تلك الريح كأنها التنين على قوم عاد . 
- ثم إنه جعل نفس الريح صلحا ورفقا وأمانا على المؤمنين . 


ل 35 


- ولقد قال شيخ الدين : " المعنى هو الله " »؛ وبحر المعاني هو رب العالمين . 
- وكل طباق السموات والأرضين » كأنها قشفة في ذلك البحر المواج . 
- وإن تهاجم القذى ورقصه فوق الماء » إنما جاء من الماء عند إضطرابه . 
هه- وعندما يريده سأكنا عن الحركة » يلقي بهذا القذى نعو الساحل . 
- وعندما يجذبه من الساحل أوان الموج » يفعل به ما تفعله النار في الهشيم . 
- وهذا الحديث لا نهاية له » فسق مركب " الحديث " نحو هاروت وماروت أيها 
الشاب . 

بقية قصة هاروت وماروت ونكالهما وعقوبتهما في الدنيا في 

بتربابل 

- وعندما كانت ذنوب أهل الدنيا وفسقهم تبدو لهم في ذلك الزمان . 
- كانا يعضان الأيدي غضبا ء لكنهما لم يكونا ينظران إلى عيوبهما . 
-”"٠‏ ولقد رأى ذلك الرجل القبيح وجهه في المرآة » فأشاح بوجهه عنها » وتملكه 
الغضب . 
- والمعجب بنشمه عندما يرى جرما من أحد » تتأجج في داخله نار من 
الجحيم . 
- وإنه ليسمي هذا الكبر حميية للدين » ولا ينظر إلى النفس المجوسية في 


داخله ., 
- ولحمية الدين علامة أخرى » يتحول لون نار الدنيا منها إلى لون أخضر . 
-ولقد دلهما الحق : إذا كنتما من المقريين > فلا تنظرا إلى سود الفعال + من 


مك اكلا اج 


65- واشكروا الله أيها النفر من الأتباع » على أنكم نجوتم من الفرج ومن شهوة 
الجماع ., 

- ولو أنني وضعت فيكم بعض هذه الشهوة » لما قبلتكم السماء أكثر من هذا . 
- فإن العصمة الموجودة في أجسادكم » هي إنعكاس عصمتي وحفظخي . 

- فانظروا إليها على أنها مني » وليست من أنفس كم ء فالحذر ثم الحذر » حتى 
لا يتسلط عليكم الشيطان اللعين. 

- مثلما رأى كاتب الرسول » أن الحكمة في ذاته , ونور الأصول . 
فكان يعتبر نفسه شريكا لطيور الله في التغريد » وكان ماعنده صفيرا كأنه 


الصبدى: 

- قإن كنت واصفا لتغريد الطي ور .ء متى تكون واقفا على مراد 
الطمييور؟ 

- وإن كنت قد تعلمت تغريد البلبل » فأى علم لك بمابينه وبين الورود ؟(١)‏ 

- وإن كنث تعلمه ء فربما يكون هذا ظنك » فإن من تحريك الشفتين تبدو ظنون 


ذهاب أصم لعيادة جاره المريض 
- قال أحد الرجال المحترمين لأحد الصم : لقد مرض جارك . 
ه""- فقال الأصم لنفسه : بهذا السمع الثقيل » ماذا أفهم من كلام ذلك الشاب ؟ 
- ويخاصة وهو مريض خافت الصوت ٠‏ لكن ينبغي أن أعوده » وهذا ما لابد منه . 
)١(‏ ج/؟-355:- وإن علمت من القياس والظن ؛ فربما كان العكس أيها العاجز .- وربما يكون 
تصورك إبتلاء ٠‏ فإن ممن يحرك الشفتين هناك ظنون تقيلة 


اخ" د 


-وعندما أرى شفتيه تتحركان ٠‏ أقيس بنفسي ماهو مفروض أن يقوله !! 

- فإذا قلت له : كيف أنت يا مريضي الممتحن ؟ سوف يقول : بخير أو طيب . 

- فأقول : الشكر لله » وأى حساء شربت ؟ سوف يقول : شرابا ما أو حساء باقلاء . 
فأقول : صحة وعافية وهنيثا لك » وأى طبيب عادك ؟ فيقول : فلان . 
- فأقول : إنه مبارك الخطوجدا » وما دام قد عادك » فسوف تشفى " بإذن الله " . 
- ولقد جربنا بركته » وحيثما مضى » تقضى الحاجات . 

- وجهز هذه الأجوبة ء تم مضى إلى المريض » ذلك الرجل الطيب . )١(‏ 

- وقال : كيف أنت ؟ قال : مت » قال : شكرا لله » فصار المرزيض من هذا شديد 
التأاذي والغضب . 

6- فأى شكر هذا ؟ أهو معنا بهذا السوء؟ لقد استخدم الأصم القياس » وخرجت 
- ثم قال له : ماذا أكلت ؟ قال : سما » قال : هنيئا لك » فزاد غضبه. 

- ثم قال له : من من الأطباء يعودك للعلاج ؟ 

-فقال : عزرائيل يآتيني .. فاذهب عنيء قال : قدمه مباركة جدا » فاسعد .(؟) 
- وخرج الأصم سعيدا بأقواله قائلا :الحمد لله أنني قمت بمجاماته الآن .(؟) 
0" وقال المريض إنه عدو لدود لي » ولم أكن أعلم أنه منجم للجفاء . 


(١)ج/‏ 455-7:- ولعل خاطر المريض كان متأذيا قليلا من الأصم ياكثير الفضل .- فأتى الأصم 
إليك الآن »؛ ولقد أوصيته أن يرعاك “فيه ج/555-7:- لقد كان ظنه معكوسا من الصمم » ولقد ظن 
هذا الأذى المحض نفعا .-وأخذ يسير في الطريق قائلا لنفسه من العمى : الحمد لله أنني عدت الجار . 


2 


-وصار خاطر المريض باحثا عن سقط ” القول ” من كل نمط حتى يرسله إليه. 
-مثل إنسان يكون قد شرب حساءٍ حامضا » يموع معدته حتى يقينيه. 

-وكظم الغيظ معناه لا تقنه ؛ء حتى تجد حلو الكلام جزاء له . 

- ولما لم يكن لديه صبر ٠‏ أخذ يتلوى قائلا : أين ذلك الكلب المخنث زوج البغي ؟ 
6- حتى أصب على رأسه ما قاله » ففي ذلك الوقت كان أسد ضميري في 
غفوة . 
- وإذا كانت العيادة سكينة للقلب ؛ فليست هذه عيادة » إنها شماتة عدو . 

- حتى يرى عدوه نحيلا شاكيا ٠‏ وحتى يقر خاطره القبيح !! 

- وكثيرون هم أولتك الضالون عن الطاعة ٠‏ ويطمئنون قلوبهم على نيل الرضوان 
والثواب بها . 

- وأعمالهم في الحقيقة معصية خفية .ء وهو شديد الكدر ذلك الذي تظفنه 
صافيا. 

٠‏ - مثل ذلك الأصم الذى أخذ يظن أنه أسدى معروقا ؛: وكل ما تفوه به 
معكوس. 

- ولقد جلس سعيدا قائلا : لقد قمت بالواجب ٠‏ وأديت حق الجار كما ينبغي . 

- وهو قد أضرم نارا في قلب المريض » وأحرق نفسه . 

- " فاتقوا النار التي أوقدتم » إنكم في المعصية إزددتم " )١(‏ 

- ولقد قال الرسول لأحد المرائين : " صل » إنك لم تصل يافتى " . 


)١(‏ بالعربية في المتن 


لالد 


5 - ومن أجل علاج هذه المخاوف » تردد في كل صلاة " إهدنا " 

- أى : يا إلهي » لا تمزج صلاتي هذه بصلاة الضالين وأهل الرياء . 

-ومن القياس الذي قام به ذلك الأصم المنتجب» بطلت صحبة دامت عشرسنوات. )١(‏ 

- وبخاصة أيها السيد قياس الحس الدني ٠»‏ فيما يتصل بهذا الوحى الذي يزيد عن 

الحد . 

- فإذا كانت أذنك الحسية قمينة بهذه الألفاظ » فاعلم إذن أن أذن الغيب لديك صماء . 
أول من قاس النص بالقياس إبليسسر 

. إن أول من قاس أنوار الله بهذه القياسات الواهية ؛ء كان إيليس‎ -٠ 

-وقال : إن النار لاجدال أقضل من الطين» وأنا من النارء وهو من التراب الأدنى . 

- ولنقس الفرع إذن على أصله » إنه من الظلمة وأنا من النور المنير. 

- وقال الحقء لا بل هذا زمن " لا أنساب "» والزهد والتقوى صارا مقياسا للفضل . 

- إن هذا ليس ميراث الدنيا الفانية » حتى تجده بالأنساب » إنه روحاني . 

65> بل إنه ميراث الأنبياء ء وإنما ترثه أرواح الأثقياء. 

-لقد صار إبن أبي جهل مؤمنا عيانا » وصار إبن نوح النبي من الضالين . 

- وإين التراب صار منورا كالقمر » وأنت ابن النار » فامض مسود الوجه . 

- وهذه القياسات والتحري في اليوم الملبد بالسحاب وفي الليل » قام بها الحبر من 

أجل القبلة . 


-. ج/511-7: إن السيد يظن أنه يقوم بالطاعة » غافلا عن أنه يقتلع روحه بالمعصية‎ )١( 
. فامض واترك قياسك هذا » فمن قياسك تشيب لحيتك‎ 


اد 


- ولكن في وجود الشمس والكعبة أمامك » لا تتوخ هذا القياس وهذا التحري . 

٠‏ - ولا تتجاهل الكعبة » ولا تشح عنها بالوجه من القياس ؛ والله أعلم 
بالصواب . 

-وعتندما تسمع صفيرا من طائر الحق » وتتعلم ظاهره وكأنه الدرس . 

- ثم تقوم أنذاك بقياسات من نفسك » وتجعل من الخيال المحض حقيقة واقتعة . 
- وهناك مصطلحات للأبدال » لا خبر عنها في المعتاد من الأقوال . 

- ولفد تعلمت منطق الطير محض صوت ؛ ورفعت مائة قياس ومائة هوس . 
5- ومثل ذلك المريض جرحت منك القلوب ؛ ولقد صار الأصم ثملا بمجرد 
ظن الإصابة . 

- وكاتب الوحي ذاك من مجرد صوت الطير ؛ ظن أنه كان شريكا للطير . 

- فضربه الطير بجناحيه ضربة غادرته أعمى » وحملته في التو إلى قاع الموت 
والألم . 

- فحذار " أيها الملكان " بفكر عكسي أو بظن منكماء لا تسقطا عن مقامات السما . 
-بالرغم من أنكما هاروت وماروت ؛ ومقدمان ععن الجميع في سقف " نحن 
الصافون " . 

"7-فأشفقا على إساءات المسيئين » والعنا الأنية والخغجب . 

-حذار وإلا إنطلقت الغيرة من مكمنها » فتقعان منكسين في قاع الأرض . 

-وقال كلاهما : يا إلهي ٠‏ الأمر لك ٠»‏ وبلا أمانك ٠»‏ أين يكون الأمان في الأصل ؟ 
- أخذا يقولان هذا وقلباهما يخفقان ٠‏ قائلين : أنى يتأتى منا السوء ونحن نعم العبيد ؟ 


- وإن وخز الشوك لم يترك حتى الملكين » حتى غرس فيهما بذور العجب . 


-4ثا”" د 


5 - فأخذا يقولان : يا من أنتم في إسار الأركان » إنكم بلا علم عن طهر 
الملائكة . 
- إننا نقيم الخيام على هذا الفلك » فلنهبط إلى الأرض » ولنضرب مخيمنا )١(.‏ 
- ولننشر العدل » ولنجلب العبادة » ثم لنحلق كل ليلة نحو الفلك . 
- حتى نصبح أعجوبة الزنمان » وحتى نضع في الأرض الأمن والأمان . 
- وهذا القياس لأحوال الفلك مع أحوال الأرض لايصصح » فقد كان بينهما ثم فرق 
خفي . 
في ببان أنه ينبغي أن تخفي حالك وسكرك عن الجاجلين 
- إستمع إلى ألفاظ الحكيم " الذي طوته " الحجب : ضع رأسك حيثما شربت 
الخمر. 
- وعندما يخرج ثمل مترنحا من الحان » يصير سخرية للأطفال وألعوبة لهم . 
- ويسقط في طين كل طريق من ناحية إلى أخرى » ويضحك عليه كل أبله . 
- وهو على هذه الحال والأطفال في عقبه » لا علم لهم عن سكره ولذة خمره . 
- والخلق أطفال » إلا الثمل بالله » ولا بالغ واحد » إلا من خلص من الهوى . 
*- ولقد قال " وما الحياة الدنيا إلا لهو ولعب " » وأنتم أطفال » وصدق الله . 
- وما لم تقلع عن اللعب فأنت طفل » وبلا حرقة للروح » متى تكون ذكيا؟ 
- واعلم أيها الفتى أن الشهوة التي يمارسونها هنا ماهي إلا جماع أطفال . 
-وماذا يكون جماع الطفل ؟ إنه لعب ٠‏ إذا قيس بجماع أمثال رستم والغزاة . 


(١)ج/7-/577:-‏ وقال كلاهما : لاخوف علينا » فإن طبيعتنا ليست من الماء والطين. 


- وحروب الخلق مثل حروب الأطفال » كلها حقيرة » لامعنى لها ولا مغزى . 
- إن كل حروبهم تتم بسيوف خشبية » وكلهم يقصدون مالا ينتفع . 

- ولقد ركبوا جميعا أعواد من البوص » وهم يقولون: هذا براقنا ذو الخطي كخطي 

الذلذل . 

- وهم حملة قد تسامقوا جهلا ء ظنا منهم أنهم راكبون ومحمولون . 

- فانتظر يوما يعبر فيه الذين حملهم الحق إلى الطباق التسع يسوقون خيولهم . 

- " تعرج الروح إليه والملك » من عروج الروح يهتز الفلك ” )١(‏ 

5 - وكلكم كالأطفال ؛ تركبون ذيول ثيابكم » وقد وضعتم أطرافها في أفواهكم , 

وكأنها الجياد. 

-ولقد بلغنا عن الحقّ " إن الظن لا يغني "؛ فمتى أسرع مركب الظن على الأفلاك ؟ 
- " أغلب الظنين في ترجيح ذا » لا تماري الشمس في توضيحها ' )١(‏ 

- وترون آنذاك مطاياكم » وأنكم جعلتم من أقدامكم مطايا . 

- واعلم أن أوهامكم وحسكم وإدراككم ٠‏ كأعواد البوص ». مطية للطفل » فانية. 
- وعلوم أهل الدين حاملة لهم » وعلوم أهل الجسد أحمال على " كواهلهم " 
- والعلم عندما يطرق القلب يكون معيناء والعلم عندما يحط على الجسد يكون وقرا. 
- وقد قال الله " يحمل أسفار" » فإنه يكون حملا »ذلك العلم الذي لا يكون من لدنه . 
- والعلم الذي لا يكون من لدنه بلا واسطة ؛ لا يثبت » مثل الأصباغ التي 
تضعها الماشطة . 


)١(‏ بالعربية في المتن . (؟) بالعربية في المتن وبعده بيت ج (3.15/12):- عندما تستوي شمس 
الحق يوم القيامة على الراشد والغوي 


امد 


- لكنك عندما تحمل هذا الحمل جيدا » يضعون عنك الحمل ويهبوتك السعادة . 
65- فحذار » لا تتحمل حمل العلم من أجل الهوى » حتى ترى في الباطن خزانة 
العلم )١(.‏ 

- وحتى تصبح ممتطيا مطية العلم المسرعة » ويقع من بعدها الحمل من فوق 
كاهلك . 

- ومتى تنجو من الأهواء دون كأس " هو " ؟ يا من صرت قانعا من " هو " بإسم 


هو 

-وماذا يتولد من الصفة والإسم ؟ الخيال » وذلك الخيال يكون لوصاله الدلال . 

- قهل رأيت دلالا بلا مدلول قط ؟ وما لم يوجد الطريق ٠‏ لا يوجد الغول قط . 
وهل رأيت اسما بلا حقيقة قط ؟ أو هل قطفت قط من اسم الوردة وردا ؟ 
- ولقد قرأت الاسم » فامض وابحث عن المسمى ٠‏ واعلم أن القمر في السماء » 


لا في ماء النهر . 

- وإذا أردت أن تعبر مرحلة الأسماء والحروف » فطهر نفسك من نفسك » هيا؛ 
دفعة واحدة . 

- وكالحديد المجلو » صر خاليا من لون الحديد » وفي الرياضة اجعل مرآتك خالية 
من الصدأ . 


- واجعل نفسك صافيا من أوصافك ؛ حتى ترى ذاتك الصافية الطاهرة . 
65 "- وترى في الفلب علوم الأنبياء » بلا كتاب وبلا أستاذ أو معيد ا 


(١)ج/978-7:‏ هيا لاتحمل حمل هذا العلم هوى ؛ حتى تركب مطية العام المسرعة . 


- 7”5١19- 


- وقد قال الرسول : من من أمتي يكون في جوهري وفي همتي ؟ 

- إلا من تراني أرواحهم بذلك النور الذي أراهم أنابه. 

- وهذا بدون الصحيحين والأحاديث والرواة » بل في مشرب ماء الحياة . 

- فاعلم سر " أمسيت كرديا " ؛ واقرأ سر " أصبحت عربيا ” )١(‏ 

- وإذا أردت مثالا عن العلم الخفي »فارو قصة عن أهل الروم وأهل الصين. 
قصة تنافس أهل الروم وأهل الصين في علم التصوير 

- قال الصينيون : نحن أكثر مهارة في النقش ٠‏ وقال أهل الروم : بل نحن أصحاب 

الكر والفر فيه . 

- وقال السلطان : وأنا أريد امتحانا في هذا الموضوع ؛ لنرى من المبرز منكم في 

)١(. دعواه‎ 

- وعندما حضر نقاشو الصين والروم » كان الروم أكثر وقوفا على هذا العلم . 

- وقال نقاشو الصين : ليخصص ننا منزل ولكم منزل . 

6 - وكان المنزلان متواجهين » أخذ أحدهما نقاشو الروم » وأخذ الآخر نقاشو 

الصين . 

- وطلب نقاشو الصين مائة لون من الملك » ففتح خزائنه ذلك الملك العظيم. 

-وكان لنقاشي الصين كل يوم من خزانة الألوان جعل معين . 

- وقال نقاشو الروم : لا نقش ولا لون جدير بهذا العمل » اللهم إلا صقل الصدأ. 

- وأغلقوا الباب وظلوا يصقلون ؛ وصار " ما صقلوه ” كالسماء بسيطا صافيا . 


. ج/278-7:- وسر أمسينا وأصبحنا ” يوصلك إلى جائب طريق الله‎ )١( 


(؟) ج/؟-5١11:-قال‏ الصينيون : سمعا وطاعة . وقال الروميون : نحن في الحكمة جسد واحد . 


ام 


- فهناك طريق من تعدد الألوان إلى اللا لون » فاللون كالسحاب » واللا لون 
كالقمر. 

-فكل ماتراه في الضوء وفي الأشعة » إعلم أنه من النجوم ومن الشمس والقمر . 
-وعندما فرغ نقاشو الصين من العمل » أخذوا يدقون الطبول فرحا . 

- ودخل الملك فرأى صورا في ذلك المكان » كانت تسلب العقول والألباب . 

- ثم انتقل صوب نقاشي الروم » فكشفوا ستارة كانت موضوعة أمامه . 

6- فانعكست تلك الصور وثلك الأعمال على تلك الجدران الصافية . 

- وكل ما رآه هناك » انعكس هنا أفضل ٠‏ فكانت تخطف العيون من محاجرها . 
- ونقاشو الروم هم الصوفية أيها الوالد » بلا حفظ ولا كتاب ولا فضل . 

- كلهم صقلوا تلك الص دور ؛ فهي طاهرة من الطمع والحرص والبخل وأنواع 
الحقد . 

- فصفاء المرآة ذاك » وصف للقلب » الذي يكون قابلا لصور لانهاية لها . 

6- وصورة الغيب التي لاحد لها ولا صورة لها » انعكست في مرأة قلب 
موسى من الجيب . 

- ومع أن هذه الصورة لا تستوعب في الفلك » ولا في الفرش والعرش والبحر 
والسماء ؟ 

-ذلك أن هذه المواضع محددة ومعدودة ؛ فاعلم أن مرآة القلب لاحد لها . 

-والعقل هنا إما ساكت وإما مضل لذلك الذي يكون القلب معه » او يكون هو نفسه 
القلب . 


كلاد 


-وانعكاس كل صورة لا ينعكس إلى الأبد ء إلا من القلب ؛ سواء كان مع 
الأعداد أو متتفيا عنها . 
5- فكل صورة جديدة تنعكس فيه إلى الأبد ء تبدو فيه بلا حجاب . 
- لقد نجا أهل الصقل من الرائحة ومن اللون » وهم في كل لحظة يشاهدون 
الحسن دون إيطاء . 
- ولقد تركوا صورة العلم وقشوره » ورفعوا راية عين اليقين. 
- ومضىعنهم الفكروشاهدوا النور »ووجدوا بر الألفة وبحرهما. 
- والموت » ذلك الذي يهلع منه جميع الناس ٠»‏ يهزأمنه هؤلاءالقوم. 
٠‏ *ولايظفر أحد على قلوبهم أبدا » فإن الضرر يقع على الصدف لا على 
الدن ؛ 
- فبالرغم من أنهم تركوا النحو والفقه ؛ إلا أنهم ظفروا ب”محو ” الفقر . 
-ومنذ إن إنبعثت نقوش الجنان الثمانية » وجدت ألواح قلوبهم قابلة . 
- إنهم أعلى من العرش ومن الكرسي ومن الخلاء ٠‏ فهم مقيمون عند الله في " مقعد 
دق" 

سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم لزيد : كيف أصبحت ؟ 

وجوابه : أصبحت مومنا با رسول الله 

-- قال الرسول ذات صباح لزيد : كيف أصبحت أيها الرفيق ذا الصفا ؟ 
6 قال :" عبدا مؤمنا " » فقال : وما علامة حديقة الإيمان إن كانت قد تفتحت. 


-قال : لقد أظمأت نهاري ٠‏ وأسهرت ليلي ؛ بالعشق والحرقات ٠‏ 


(1) ج/512-5 :-فهم محو مطلق وإن كانت لهم مانة أمارة ؛ أية أمارة ؟ بل عين مشاهدة الحق . 


- #8568 - 


- بحيث نفذت من النهار ومن الليل » مثلما تنفذ أطراف السنان من الدرع . 

- فمن تلك الناحية .ء الأمة كلها بمثابة واحد » وتستوي مئات الآلاف من السنين 
ولحظة واحدة !! 

- وهناك فيها اتحاد بين الأزل والأبد » وليس للعقل طريق إلى تلك الناحية » فهو 


بفلفذه . 


- قال : أية هدية أتيت لنا بها من هذا الطريق جديرة بفهم أهل هذه الديار 
وعفولهم ؟ 

- قال : مثلما ينظر الخلق إلى السماء » أنظر أنا إلى العرش وإلى ملائكة العرش ؛ 
- والجنان الثمانية » والنيران السبعة أمامي ؛ ظاهرة كما يظهر الصنم أمام 
الوثتي . 

- وأميز بين خلقها واحدا واحدا » مثل التمييز بين القمح والشعير في الطاحون . 

- فمن هو صائر إلى الجنة ومن هو الغريب المبعد » ظاهران أمامي كالحية 
والسمكة . 

65- .ء وفي هذا الزمان يصير ظاهرا لهذه الجماعة » " يوم تبيض وجوه وتسود 
وجوه '. 

- ومن قبل هذا مهما كانت مليئة بالعيب » فقد كانت في الرحم وغائبة عن الخلق . 
- " الشقي من شقى في بطن الأم » من سمات الجسم يعرف حالهم " )١(.‏ 

- والجسد كالأم حامل بطفل الروح ٠‏ والموت هو ألم المخاض وهو الزلزلة . 


. بالعربية في المتن‎ )١( 


ك5 


- وكل الأرواح تبقى منتظفرة ء ' لترى" على أي شكل تولد تلك الروح البطرة . 
6 فيفول الزنج : إنها منا » بينما يقول الروم : لا ء إنها شديدة الجمال . 
-وعندما تولد في عالم الروح والجود , لا يبقى الاختلاف بين البيض والسود . 
-فإن كانت زنجية حملها الزنج ؛ وإن كانت رومية حملها الروم . 

- وما لم تولد ؛ هناك مشكلات لاحصر لها » فقليلون هم الذين يعلمون من لم يولد 
بعد . 

- اللهم إلا إذا كان ينظر بنور الله » فإن له طريقا إلى ما تحت الجلد . 
"- وأصل ماء النطفة أبيض وجميل , لكن من إنعكاس الروح يكون الأبيض 
والأسود . 

- إنها تضفي على أحدهم لون أحسن التقويم » بينما ترد أحدهم إلى أسفل سافلين. 
- إن هذا الكلام لانهاية له »ء فسق ثانية » حتى لا نتخلف عن صف القافلة . 
- و" يوم تبيض وجوه وتسود وجوه " » يشتهر الهندي ويشتهر التركي من بين تلك 
الجماعة . 

- ففي الرحم ٠‏ لايظهر الهندي أو التركي ٠‏ وعندما يولد تراه سمينا أو نحيلا ., 

. وأنا أراهم بأجمعهم » كما يكونون يوم الحشرء عيانا » من رجال ونساء‎ -"6 ٠ 
. -هيا » أأتحدث أو أصمت ؟ فعض المصطفى شثفتيه بما معناه: أصمت‎ 

- هل أقول سر الحشر يا رسول الله ؟ وهل أجعل النشور ظاهرا في الدنيا اليوم؟ 
- دعني حتى أمزق الحجب » وحتى يتألق جوهري كشمس !! 

- وحتى تصاب الشمس بالكسوف مني » وحتى أبدي النخل من الصفصاف . 
6- وحتى أبدي سر الحشرهء والسكة الصحيحة من السكة المخلوطة بالزيف. 


1 


- وأصحاب الشمال ممن قطعت أيديهم » وأبدي لون الكفر ولون " الختم الملكي" 


الأحمر. 
- ولأكشقن عن فتحات النفاق السبعة » في ضياء القمر الذي لايخسف ولا يعتريه 
تقاف 


- وآتي للكاذبين أمام عيونهم » بالجحيم والجنة والبرزخ بينهما . 

6- وأظهر حوض الكوثر يهدر بالمياه » بحيث يضرب الماء وجوههم ويصل 
"خريره" إلى آأذائنهم 8 

- وأولئك الظامئون المسرعون حوله » صاروا أمامي هذه اللحظة عياتا . 
- وتحف أكتافهم بكتفي » وتصل صيحاتهم إلى أذني . 

- وأهل الجنة أمام عيني : يتعانتقفون اختيارا. 

- ويتزاورون والأيدي في الأيدي » ويتبادلون القبلات المنيممرة. 

دهده" - ولقد صمت أذناي من أصوات الصيحات الصادرة عن الأكسينتاة 
- ولولا خوفي من عقاب الرسول ؛ لأظهرت هذه الصيحات من أعماقها . 

- وظل هكذا يتحدث ثمل الرأس مهدما » فأمسك الرسول بخناق ثوبه . 

- وقال : إنتبه » أصمت ؛» فقد تحمس جوادك » وانعكس عليه قول " إن الحق 
لا يستحي " وذهب الحياء. 

- ولقد قفزت مرآتك من غلافها ؛ ومتى تكذب المرآة ؟ ومتى يكذب الميزان ؟ 
- ومتى تحبس المرآة والميزان أنفاسهما خشية من تأذى أحد أو خجله ؟ 


دوم 


- فالمرآة والميزان كلاهما معيار عدل » ولو قمت بخدمتهما مائتي سنة ؛ 

- ثم قلت لأيهما : أخف الحقيقفة .ء وأبد الزيادة » ولا تبد النقصان . 

- لقال لك: لا تد تضحك على لحيتك وشاربك »أنكون مرآة وميزانا وثم رياء ومداراة ؟ 
- فما دام الله قد نشرنا من أجل أن تعرف الحقيقة عن طريقنا ؛ 

6 - فلا يصح هذا » فماذا نساوي بعدها أيها الشاب ؟ ومتى نصيح إذن رهن 
أيدي الحسان ؟ 

- لكن قلتغط المرأة باللباد » إذا كان جبل سيناء قد تجلى من الصدر . 

- قال " زيد " : هل تخفى شمس الحق وذكاء الأزل تحت الإبط قط ؟ 


- إنها لتمزقن سواءً المحتال وإيطه .ء ولا يبقى أمامها لاجنون ولاعقل . 
- قال " الرسول " : إنك إن وضعت إصبعا واحدا أمام عينيك » ترى العالم خاليا من 
الشمس . 


٠ه‏ "- فإن طرف إصبع صار حجابا على القمر » وهذه دلالة على ستر الله . 
- حتى تخفي العالم نقطة واحدة » وتنكسف الشمس من سقطة واحدة . 

- فضم شفتيك ؛ وانظر إلى عمق البحر » فقد جعل الحق البحر تحت سيطرة البشر 
- مثل عين السلسبيل وعين الزنجبيل » تكون في حكم ساكن الجنان الجليل . 

- وأنهار الجنة الأربعة تحت حكمنا ء وليس هذا بحول مناء بل بأمر الله . 

65 - وحيثما نريد نجريها ء وكأنها السحصر تحت سيطرة السحصرة . 

- مثل هذين النبعين الجارين للعين » كلاهما تحت سيط رة القلب » وتحت أمر 
الدواسد: 

- فإن أرادت » جرت نحو السم والثعبان » وإن شاءت » مضت نحو الاعتبار . 


- وام - 


- وإن أرادت جرت نحو المحسوسات » وإن شاءت جرت نحو الملبوسات . 
- وإن أرادت ؛ أسرعت نحو الكليات ٠‏ وإن شاءت ظلت حبيسة الجزئيات . 

وهكذا الحواس الخمسة » صارت كالأنابيب » جائزة بحسب مراد القلب 
وأمزة» 

- وحيثما أشار القلب لها » تمضي الحواس الخمسة جارة أذيالها. 

- واليد والقدم » تحث أمر القلب على الملا » مثلما كانت تلك العصا في كف موسى 
- فإن أراد القلب » بدأت القدم في الرقص » أو أسرعت من الخسران إلى الريح . 
- وإن أراد القلب تبدأ اليد في الحساب بالأصابع حتى تسجل الدفاتر . 

6- واليد قد بقيت " تحت سيطرة " يد خفية ؛ء وهي في الداخل » وأبدت لنا 
- فإن أرادت تصبح تعبانا على العدو » وإن أرادت تصبح عونا للولي . 

صواق الاك تمي سعرنة لعا سن ناكول ونون نادف تفنع فالشفع الذي ورين 
عشرة أمنان . 

- فماذا يقول القلب لها ويا للعجب !!» وياله من اتصال طريف » سببه اتصال خفي . 
- فهل وجد القلب خاتم سليمان ؟ بحيث أمسك في يده بزمام الحواس الخمسة ؟ 
6- فالحواس الخمسة الظاهرة مسخرة له » والحواس الخمسة الباطنة تحت 
سيطرته . 

- عشرة حواس » وسبعة أعضاء » وغيرها مما لايتاتى في مقال » وداوم العد !! 

- وأنت أيها القلب مثل سليمان » وفي عظمتك ؛ سلط خاتمك على الجن والشياطين 


- وإذا أصبحت في ملكك بريئا من الرياء» لما إستطاع شياطين ثلاثة "سديو' أن 
يسلبوا الخاتم من إصبعك . 
- ثم يستولي إسمك على العالم » وتصبح الداران طوع أمرك ؛ كجسمك . 
6 - وإذا سلب الشيطان الخاتم من يدك ؛ فقد فقدت الملك ومات اقبالك . 
- ومن بعدها تصبح "يا حسرتا على العباد" » محتومة عليك ؛ حتى يوم التناد )١(.‏ 
- وإذا أنت قمت بإنكار سكرك ؛ فمتى تنجو بروحك من الميزان والمرآة ؟!(؟) 

إتهام الغلمان والرفاق في العبودية للقمان بأكله 

تلك الثمار النضرة التي جلبوبا 

- كان لقمان الأصغر جرما من بين العبيد عند سيده. 
- وكان يرسل الغلمان إلى البستان » لتجلب له الفاكهة ٠‏ من أجل أن يتمتع بها. 
- وكان لقمان من بين العييد كالطفل الصغير » مليئا بالمعاني » داكن البشرة » 
كأنه الليل . 
- وأكل اولتك الغلمان الفاكهة المقطوعة هنيئا » من سيطرة طمعهم عليهم . 
- وقالوا السيد : لقد أكلها لقمان » فغضب السيد على لقمان » وعبس في وجهه . 
- وعندما تحرى لقمان عن السبب » قأل معاتبا سيده: 
- يا سيدي : إن العبد الخائن لا يكون مرضيا عنه من الله . 
- فاختبرنا جميعا أيها الكريم » وامل بطوننا جميعا بالماء المغلي . 
-ثم خذنا جميعا إلى موضع فسيح ٠‏ واجعلنا نجري » وأنت راكب . 





. ج/؟-145:- وإن كنت منكرا لشيطانك ؛ عندما تمضي إلى هناك تراه ظاهرا‎ )١( 
. (؟)ج/ 5494-7 :- وهذا الكلام لانهاية له ؛ ولأعكف بعده على قصة لقمان‎ 


- 5؟9١-‎ 


- ثم أنظر آنذاك سيء الفعل » وانظر إلى صنع كاشف الأسرار . 
- فأصبح السيد ساقيا الماء المغلي للغلمان » وشربوا خوفا. 


- ثم أخذ يسوقهم في الأودية ء وأخذت هذه الجماعة تعدو بين المنخفضات 


والموتقيات: 
' ام فَحْد جميعا الفيء من العذ 5 2 وكان الماع المغلي يجلب معة الفاكهة 0 
المأكولة " . 


- وعندما تقيأ لقمان جوفه »ء كان الماء يتدفق منه صافيا . 
- وإذا كانت حكمة لقمان تعلم إيداء هذا " الأمر" » فما بالك إذن بحكمة رب 
الومجود؟ 
- "يوم تبلى السرائر كلها » بان حكم كامن لا يُشتهى » 
- إذ سقوا ماء حميما قطعث » جملة الأستار مما أفظعت " )١(‏ 
6- ومن هنا كانت النار عذابا للكافرين » فإن النار تكون إمتحانا للحجر . 
5 
- وكم قمنا بترقيق هذا القلب الذي. يشبه الحجر » لكنه لم يقبل النصح . 
- وللجرح السيء » يجد العرق دواءً قاسيا ء وإنما يليق برأس الحمار أسنان 
الكلب . 
- والخبيثات للخبيثين حكمة » والقبيح للفبيح قرين وقمين . 


حمق قن » إنضن إلن أ كزين :تزيه :وصمو تعهوا قتفموإفانك سن نين كتكلة 


حا د 


- وإن كنت تريد النور » كن مستعدا للنور ٠‏ وإن كنت تريد البعد ؛ أنظر إلى 
نفسك » وابتعد . 
- وإن كنت تريد طريقا من هذا السجن الخرب ٠,‏ لا تشح بالرأس عن الحبيب ٠‏ 
واسجد واقترب )١(.‏ 

بقبة قصة زيد وأجوبته على الرسول 

صلى الله عليه وسلم 

- هذا الكلام لا نهاية له . فانهض يا زيد ٠‏ وضع القيد على براق ” القوة " 
الناطقفة . 
- مادامت الناطفة فاضحة للعيب » ولا تفتأ تمزق أستار الغيب . 
- والله تعالى قد طلب الستر والكتم في أوقات كثيرة » فسق هذا القارع للطبل بعيدا 
»؛ وسد طريق "النطق". 
65- ولا تسق منبتا » وشد الزمام ٠‏ فالستر أولى ٠‏ وأفضل أن يكون كل إنسان 
مسرورا بظقنه. 
- والحق يريد دوما ألا يترك القانطون فيه هذه العبادة . (؟) 
- ثم يشرفون بالرجاء فيه » ويسرعون في ركابه عدة أيام . 
- إنه يريد أن تشع هذه الرحمة على الجميع » على الصالح والطالح » من الرحمة 
العامة . 
- والحق يريد لكل أمير وأسير » أن يكونوا حذرين ٠‏ وبين الرجاء والخوف . 
(1)ج/575-7:- فانظر إلى العصاة بأجمعهم في عذاب » وطأطيء رأسك والله أعلم بالصواب 
(؟)ج/؟-177:- يتشرفون بعبااته ؛ ويشغل ون بيطاعته . 


مسد 


- وهذا الرجاء والخوف كلاهما في حجاب:حتى يتناميا من وراء الحجاب . 
- وما دامث الحجب قد مزقت » فأين الخوف والرجاء » فقد صار للغيب شأن 
وجلال على الملا . 

- ولقد خطر ظن على حافة الجدول لفتى من الفتيان » فقال : إن سليمان ماهو إلا 
مجرد صياد سمك بيثئنا . 

- فإن كان هو هو ؛ فمن أي شيء هو حزين ومختف ؟ وإلا فأين سيماء " المجد " 
السليماني فيه ؟ 

- وكان مستغرقا في هذا التفكير مترددا » حتى صار سليمان ملكا متربعا . 

5- ومضى الشيطان » وهرب من ملكه ومن عرشه » وسفك سيف إقباله دم 
هذا الشيطان . 

- ووضع في إصبعه خاتما » وحشر له جند من الشياطين والجن . 

- واجتمع الناس لمشاهدته » وكان من بينهم ذلك الشاك المتردد . 

- وعندما رأى الخاتم في إصبعه ؛ ذهب عنه الظن والشك دفعة واحدة . 

> لق كان الهم موود عنما كان مهيا حنه م .وكان هذا التدرى الأستلم تين 
- ويصير خيال الغائب ضخما في الصدر » وعندما يصبح حاضرا يمضي الخيال . 
- وسماء النور إن لم تكن بلا أمطارءفإن الأرض المظلمةءلا تكون بلا سامق أو نام 
- وإنما ينبغي لي مصداق " يؤمنون بالغيب"؛ ومن هنا فقد أغلقت كوة الدار 
الفانية )١(.‏ 


)١(‏ ج/180-7:- لكن إعلم أن مقدار واحد في المائة من الإيمان بالغيب أمر طيب ؛ ودعك من 
التردد والشك , 


عمد 


- وما دمت أشق السماء عند الظهور » فكيف أقول " هل ترى فيها من فطور " ؟ 
- وماداموا يتحرون في هذه الظلمة » فإن كل جماعة تمضي إلى جهة ما . 
ه- وتجري الأمور فترة على عكس ما ينبغي » ويأتي اللصوص بالشرطة إلى 
التشان: 

- حتى أن كثيرا من السلاطين علاة الهمم » صاروا عبيدا لعبيدهم فترة من الزمن. 
- فالعبودية في الغيب طيبة وسامفة » وحفظ الغيب يكون طيبا في العبودية " لله ". 
- وأين ذلك الذي يمدح الملك في وجهه ؛ ممن يكون في غيبته خجل الوجه منه ؟ 
- ومحافظ القلعة الوجود على حدود المملكة:ويكون بعيدا عن السلطان وظل السلطنة ؛ 
- يحرس القلعة من الأعداء » ولا يبيع القلعة يمال لا يحصى 
- إنه غائب عن المليك » على الحدود والثغور » لكنه كالحاضر يحفظ الوفاء . 

- ويكون عند الملك أفضل من الآخرين الحاضرين في مجلسه ٠‏ المضحين بأرواحهم . 
- إذن فإن مثقال ذرة من حفظ العمل في الغيبة ٠‏ أفضل من مائة ألف ضعف في 
الخطيوة : 

- فالطاعة والإيمان يصيران الآن محمودين » وبعد الموت يصيران مردودين عيانا 
*- وما دام الغيب والغائب يجملان بالحجاب » فاضمم شفتيك إذن » فالشفة 
المضمومة أجمل . 

- ويا أخي » إرفع يديك عن الحديث »٠‏ والله نفسه يبدي علمه من لدنه . 

- ويكفي شاهدا على الشمس وجهها , " أى شيء أعظم الشاهد ؟ إله " )١(‏ 


)١(‏ بالعربية في المتن. 


- ”"60- 


- لاء ولأقل » مادام قد قرنها به في البيان » إنه الله والملانكة وأهل العلم . 
- ” يشهد الله والمَلك وأهل العلوم » انه لا رب إلا من يدوم ' )١(‏ 
- وما دام الحق قد شهد » فماذا يكون الملك حتى يشترك في الشهادة ؟ 
- ذلك أنه في تألق الشمس وحضورها ء لا تسطع الأبصار ولا القلوب الخربة. 
- وتقطع الأمل .ء وكأنها خفاش لا يتحمل ضوء الشمس . 
- فاعلم إذن أن الملائكة مثلنا ء لهم نفس الحبيب ٠»‏ الذى يجعل الشمس تتجلى في 
كبد السماء . 
- قائلة : لقد وجدنا نحن هذا الضياء من شمس ما » ونحن كنواب لها » سطعنا على 
الضعفاء . 
5- وكل ملك له من القدر والكمال والنور » ما يكون لهلال أو لقمرغير مكتمل 
أو لبدر. 
- ومن أجنحة النور ٠‏ لكل ملك ذلك الشعاع » على مراتب ٠‏ " مثنى " وثلاث ورباع 
- وذلك مثل أجنحة عقول الإنس » توجد بينها فروق عديدة . 
- ومن ثم يكون قرينا للإنسان في الخير والشر » ذلك الملك الشبيه به . 
- ولأن عين الأعمش لا تتحمل الشمس ؛ صار النجم شمعا له حتى يجد الطريق . 
قول الرسول صلو الله عليه وسلم لزيه 
ل نانش هذا السر أكثر, واحنظ المتابعة 
- قال الرسول : أصحابي نجوم » هم شموع للسالكين وللشيظضان رجوم . 


. بالعربية في المتن‎ )١( 


05م - 


-وكل من كانت له تلك البصيرة وتلك القوة » متى كان يأخذ من شمس الفلك النور 

- ومتى تكون به حاجة إلى النجم أيها الذليل»ومتى كانت الشمس دليلا له إلى 
النور ؟ 

- إن القمر ليفول للتراب والسحاب والفيء ؛ لقد كنت بشرا » لكن يوحى إلي . 

- ولقد كنت مثلكم مظلما بطبعي وجبلتي» لكن وحى الشمس أعطاني مثل هذا النور. 
- وإن بي لبعض الظلمة بالنسبة إلى الشموس , لكن لدي النورمن أجل 
ظلمات النفوس . 

- وأنا ضعيف ٠‏ من أجل أن تتحمل نوري » فلست رجل الشمس الأكثر نورا . 

- وإنني لأمتزج إمتزاج الشهد والخل ؛ حتى أجد العلاج لآلام الكبد . 

- وما دمت قد نجوت من العلة يا رهينا "لدي" » دعك من الخل ؛ وكل الشهد 


الخالض:»: 
- ولقد عمر عرش القلب طاهرا من الهوى » فانظر إلى " الرحمن على العرش 
إستوى " 
- وإن الحق ليتحكم في القلب من بُعد بلا واسطة , ما دام القلب قد وجد هذه 
الرابطة . 


- وهذا الكلام لا نهاية اله ه فأين زيد ؟ حتى أنصحه قائلا : لا تبحث عن 





)١(‏ ج/54:0-7:- وليس من الحكمة البوح بهذه الأسرار ؛ مادامت القيامة سوف تقوم من أجل 
الإظذهيلر . 


3 


عودة إالو قصة زيه 
- إنك لن تجد زيدا الآن » فقد فر » وقفز من الصف الأخير ؛ وأيلى نعله . 
- ومن تكون أنت ؛ إن زيدا لم يجد نشمه » مثل نجم سطع عليه ضوء الشمس 
- ومن ثم لن تجد أنت منه نقشا ولا أثراء ولن تجد عود تبن واحد في درب 
امن 
6- لقد صارت حواس آبائنا وما نطقوا به » ممحوة في نور علم سلطاننا . 
- وأحاسيسهم وعقولهم في الباطن » موجة بعد موجة » " لدينا محضرون " . 
- وعندما يتنفس الصبح يحين أوان الإستقبال» والنجوم المختفية تقوم بفعلها )١(.‏ 
- ويهب الحق سبحانه وتعالى الغائبين عن الوعي وعيهم » ويتحلق العبيد ذوو 
الحلقات في الآذان . 
- راقصين مصفقين مهللين .ء مفتخرين قائلين : " ربنا أحييتنا " . 
- وتلك الجلود » وتلك العظام النخرة : تتحول إلى فرسان تثير الغيار . 
- وهى تهجم من العدم صوب الوجود يوم القيامة »ء سواء الشكور وسواء 
الكتود. 
- وأي عصيان تقوم به ؟ هل تتجاهل ؟ ألم تعاند ونرفض من قبل في العدم ؟ 
- ولقد كنت قد ثبت قدمك في العدم ؛ قائلا : أنى له أن يقتلعني من موضعي ؟ 


-: هكذا في نسخة إستعلامي » وعند جعفري (190-7) وعندما يأتي الليل » وبعدها‎ )١( 
يصبح خلق العالم جميعا بل وعي ؛ يضعون الحجب فوق وجوههم وينعس ون .- وعندما‎ 
يتنفس الصبح وترفع الشمس أعلامها ؛ يرفع كل إمريء جسده من النوم . والنص هنا يبدو أكثر‎ 


2 


- وألست ترى الآن الصنع الرباني بك ؛ وأنه يجرك من ناصيتك ؟ 

6- حتى يقلبك في كل هذه الأنواع من الأحوال » التي لم تجر لك في وهم 
أو خيال . 

- وذلك العدم عبد له على الدوام » فلتعمل أيها الشيطان ؛ فسليمان لا يزال حيا . 
- فالشيطان لا يفتأ يصنع لك جفانا كالجواب ؛ ولا جرأة لديه على الإعتراض 
أو الجواب . 

- وانظر إلى نفسك ؛ كيف ترتعد فرقا ء واعلم أن العدم أيضا دائم الإرتعاد . 
- وإنك إن أنغمست في المناصب » تعاني نزع الروح خوفا عليها . 

- وكل ما هو غير عشق الإله الأجل »هو نزع للروح » وإن كان قضما للسكر . 
وما هن تزع الرواح ١‏ إنه الأسراء تحن التو ؛ وعدم مد اليد إلى ماء الحياة . 
- وللخلق عيون " مسمرة " على التراب وعلى الممات » ولديهم مائة شك في ماء 
الحياة . 

- فجاهد حتى تقل المائة شك إلى تسعين ؛ وأسر في الليل » فإن تنم » يمضي الليل 
"' هدرا" . 

- وابحث في الليل المظلم عن ذلك النهار » واجعل أمامك ذلك العقل الحارق للظلمة 
5- وفي الليل سيء اللون كثير من الخيرات » وماء الحياة قرين بالظلمات . 
- وكيف تستطيع أن ترفع رأسك من النوم ؟ وأنت قد غرست مائة بذرة من بذور 
الغففة !! 

- لقد صار الغائب في النوم كالميت » قرينا للقمة الميتة » وإن نام السيد »ء جد اللص 
في العمل . 


ولام - 


- وأنت لاتدري من هم خصومك ؛» والمخلوقون من نار خصوم للمخلوقين من تراب 
- والنار خصم للماء ولأبنائنه ؛ مثلما يكون الماء خصما لدودا لها . 

- والماء يقتل النار » لأنها خصم لأبناء الماء وعدو . 

- ثم إن هذه النار - أى نار الشهوة - » أصل للذنب والزنلة . 

- والنار الظاهرة تنطفيء بقدر من الماء » ونار الشهوة تحمل إلى الجحيم. 
- فنار الشهوة لا تطفا بماء ء ذلك أن لها طبع الجحيم في العذاب . 

- وأى علاج لنار الشهوة ؟ إنه نور الدين » " نوركم أطفأ نار الكافرين " )١(‏ 
6- وماذا يقتل هذه النار ؟ إنه نور الله ٠‏ فلتتصف بنور إبراهيم أيها الأستاذ . 
- حتى ينجو جسدك ” النحيل " كالعود » من نار نفسك التي تشبه نار النمرود ٠‏ (؟) 
- والشهوة النارية لاتقل بطردها ودفعها » بل تقل بإيقائها دون أدنى بد . 

- وما دمت تضع الحطب فوق النار » فمتى تموت النار من مدها بالحطب ؟ 


. ما بين القوسين بالعربية في المتن‎ )١( 

(؟) ج/ ؟-145:- وليس لنار الأطهار ضرر في حد ذاتها » ومتى يختفي البحر من القذى . - 
وكل من يشرب الترياق الإلهي ؛ لا تقل أنه مات وإن شرب سما . - إنه يجعل المريض أكثر 
مرضا ء لكنه يجعل العامر أكثر عمرانا .- وإن قال لك الطبيب : أيها المريض الشاكي ٠‏ فلتتجنب 
العسل » حذار ؛ إنتبه .- فإن أجبته جهلا أيها السقيم » لماذا تأكله أنت بلا خوف ولاوجل ؟- 
يقول لك في القلب الحكيم المدقق : لقد قمت بقياس معوج كاليله - - وانظر إلى ماء النبع » يزداد 
من إنصبابه » وانظر إلى الدن » يقلب عندما يفرغ ماؤه .- ويزيد منك العلة وكأنه النار » فحذار : 
لا تفرن النار بالحطب .- ومن هاتين النارين منزلك في خراب » والقالب الحي يصير منها بلا 
روح .- وأنا وإن كان في داخلي نار فهي نور » ونار الصحة تزيد في الجسد السرور .- ونار 
الصحة عندما تزداد أوارا في الوجود ؛ بلا لسان يستمد منها الجسد ألف نفع . 


- وعندما تمنع الحطب تموت النار » ذلك أن التقوى » حملت الماء إلى النار . 
- ومتى يسود الوجه الجميل من النار » وهو الذي يضع خضابا من 
" تقوى القلوب "؟ 

إندلاع النار في المدينة في عهد عمو 

رضي الله عنه 

- شب حريق في عهد عمر رضي الله عنه » كانت تأكل الحجارة وكأنها الخشب 
اليابس . 
- واندلعت النار في الأبنية والمنازل » حتى طالت أجنحة الطير وجحور "الحشرات" 
- فأخذ الأذكياء يصبون قرب الخل والماء على النار , )0( 
ام#- فكاتخحيق مكاذ ها داك ول 1م إل فاق سن لبها المدد مما لاح ةلتف 
- فأهرع الناس إلى عمر قائلين : إن نارنا لاتموت أبدا من الماء . 
- فقال : إن هذه النار من أيات الله ء وهي مجرد شعلة من نار شحكم . 
- فما الماء والخل ؟ قسموا الخبز فيما بينكم » واتركوا البخل إذا كنتم من أهلي . 
- قال الخلق : لقد فتحنا الأبواب » وكنا أسخياء وأهل فتوة . 
٠‏ 7”- قال : لقد وهبتم الخبز عادة وتقليدا » ولم تبسطوا أيديكم من أجل الله . 
- لقد ” بسطتموها " من أجل الفخر والعنجهية والكبرياء » لا خوفا أو تقوى 


أو تضرعا . 


لل 0 كانت النار من عنادها تزيد في اللهيب ٠‏ وكان يصل إليها المدد من صنع 
الرب . 


0 


-إن المال بمثابة البذور فلا تغرسه في كل أرض خراب » ولا تضع السيف في يد 
كل قاطع طريق . 
- وميز أهل الدين من أهل الحقد »ء وابحث عن جليس للحق وجالسه . 
- وكل إنسان بطبعه يؤثر قومه » والكسول يظن أنه قام بعمل ذي قيمة . 
إلقاء الخصم بصفة في وجه أمير المؤمنين كرم الله وجهه 

وإلقاء أمير المؤمنين علي بالسيف من بده 
5- تعلم من علي الإخلاص في العمل ؛ واعلم أن أسد الله مطهر من الخبث . 
- لقد ظفر في الغزو بأحد الأبطمال » فسل سيفه سريعا » وأسرع 'للقضاء عليه" 
- فبصق بصقيسة في وجه علي ؛ فخر كل نبي وكل ولي . 
- بصق على ذلك الوجه الذي يسجد القمر أمامه أوان سجوده . 
- فألقى علي بالسيف لتوه »ء وأبدى كسلا في غزوه . 
-٠‏ فصار ذلك المبارز حائرا من هذا الفعل » ومن إبداء العفو والرحمة في 
غير موضعها . 
- وقال : لقد سللت علي السيف البتار » فلم ألقيت به ؟ ولم تركتني ؟ 
- وهل ما رأيت أفضل من صيدي ؟ حتى صرت عزوفا هكذا عن أخذي ؟ 
- وماذا رأيت حتى سكن غضبك هكذا ؟ وكأنه برق لمع ثم خبا . 
- ماذا رأيت ؟ بحيث أنه من إنعكاسه » شبت في روحي وقلبي شعلة من اللهب . 
5- وماذا رأيت أعلى من الكون والمكان وأعلى من الروح ؟ فوهبتني الروح 
-إنك في شجاعتك أسد رباني » وفي المروءة » من يدري أصلا من تكون ؟ 
- إنك في المروءة غمام موسى في التيه؛ مدت منه الموائد » والخبز الذي بلا شبيه. 


امم 


- إن السحب لتهب قمحا يجهد الناس في خبزه وجعله حلوا كالشهد ؛ 

- لكن غمام موسى فتح جناح الرحمة » ومنحه مخبوزا حلوا بلا مشقة. 
١‏ ومن أجل أولتك المتسولين من الكرم ٠‏ رفعت رحمته العلم في العالم . 

- وحتى أربعين سنة لم يقل هذا العطاء وهذا الراتب يوما واحدا عن أهل الرجاء . 
- حتى قاموا من خستهم » وطلبوا الكراث والفجل والخس )١(.‏ 

- وأنتم يا أمة محمد من الكرام » سوف يظل باقيا حتى القيامة هذا الطعام . 

- وعندما صارت ' أبيت عند ربي " مأثورة ؛ صارت " يطعمني ويسقيني ' كناية عن 
العصيدة . 

6 فاقبل " الحديث " دون تأويل قط . حتى يكون في حلقك كالشهد واللبن 

- ذلك أن التأويل هو رد العطاء ء وذلك لأنه يرى تلك الحقيقة رؤية خاطئة . 
- وتلك الرؤية الخاطئة من ضعف عقله » والعقل الكلي لب ٠‏ والعقل الجزني قشر . 
- فقم بتأويل نفسك لا الأحاديث النبويية ٠‏ واشتم أنفك ٠‏ ولا تشتم الرياض . 

- ويا علي » يا من أنت كلك رأى وبصي رة ء أذكر لنا نبذة مما رأيت . 

- لقد شق سيف حلمك أرواحنا ء وماء علمك طهر أجسادنا . 

- إشرح لي ٠‏ فأنا أعلم أن هذه أسرار إلهيية ء ذلك أن القتل بلا سيف ١‏ هو عمله 
- فهو الصانع بلا آلة أو جارحة »ء وهو واهب هذه الهدايا الراإحصة . 

- وإنه ليذيق اللب مئات الآلاف من الطعوم » دون أن تدري عنها العينان أو الأذنان 
(١)ج/4-7 -0١‏ وقالوا جميعا من حرصهم لموسى : أين البقل والقثاء والعدس والبصل والفوم ؟ 
- فمن تسول أرواحهم وحرصهم وطمعهم » إنقطع المن والسلوى من السماء . 


ممم 


- إشرح لي ٠‏ يا بازى العرش الماهر في الصيد » ماذا رأيت في هذه اللحظة من 
الخالق . 

6- لقد تعلمت عينك إدراك الغيب ٠‏ فخاطت أعين الحاضرين . 

- فأحدهم يرى القمر رأى العيان » وآخر يرى الدنيا في ظلام . 

- وثالث يرى ثلاثة أقمار معا » وهؤلا الثلاثئة يجلسون معا » نتعهم. 

- وأعين الثلاثة مفتوحة ء وآذانهم حادة » كلها متعلقة بك » هاربة مني . 

- أسحر للعين هذا ؟ عجبا له من لطف خفي !! إنه بالنسبة لك صورة ذئب » وبالنسبة 
لي في حسن يوسف. 

- وإذا كانت العوالم تبلغ عددا ثمانية عشر ألفا أو تزيد ء فليست هذه 
العوالم الثماني عشرة ألف ميسرة لكل عين . 

-فلتكشف السر يا عليا المرتضى » يا من أنت حسن القضاء بعد سوء القضما . 

- فإما أن تقول أنت ما وجد عقلك » وإما أن أقول أنا ما أشع على . 

- لقد أشع منك علي » فكيف تخفيه عني ؟ أتنثر النور كالقمر دون بيان ؟ 
- لكن قرص القمر إن أخذ في الحديث » فإنه يأتي بالسراة إلى الطريق أمسرع . 
5- فإنهم يصيرون آمنين من الخطا ومن الذدفول » ويغلب صوت القمر 
على صوت الغول . 

- وكيف يكون القمر دليلا دون حديث » وهو عندما يتحدث يصبح نورا على نور . 
- وما دمت أنت باب مدينة العلم » وما دمت شعاعا لشمس الحلم 

- فلتفتح أنت الباب للباحث عن الباب » حتى يصل منك في القشور اللباب . 


عم 


- ولتفتح يا باب الرحمة إلى الأبد » حظيرة " ماله كفوا أحد " . 

6- وكل هواء ؛ وكل ذرة في حد ذاتهما شرفة ” إطلال " » فمتى يقول من لم 
يفتح عليه أن هناك بابا ؟ 

- وما لم يفتح الحارس بابا ٠‏ لما تحرك هذا الظن في الباطن قط . 

- وعندما يُفتح باب » يصبح حاترا ء ويصيح طير الرجاء والطمع محلقا. 
-ولقد وجد غافل فجأة كنزا في خرابة » فأخذ يسرع بعدها نحو كل خرابة . 

-وما لم تجد أنت من درويش جوهرة » فمتى تطلب الجواهر من درويش آخر ؟ 
65- والظن إن أسرع على قدمه لسنوات »٠‏ لا يمر حتى من فتحتي أنقه . 

- وما لم يأت إلى أنفك أريج من الغيب » فماذا ترى غير الأنف ؟ أخبرني . !! 

سؤال ذلك الكافر عليا كرم الله وجهه : 
مآ دمت ند ظفرف بى .. نلماذا ألقيت بالسيفك من يدك ؟! 

- ثم قال ذلك الولى حديث العهد بالإسلام » من سكره واحساسه باللذة لعلى : 

- تحدث يا أمير المؤمنين » حتى تتحرك الروح داخل الجسد وكأنها الجنين . 

- فالكواكب السبعة كل بدوره » تقوم بخدمة الجنين فترة من الزمن !! 

- وعندما يحين الحين لبعث الروح فى الجنين» تقوم الشمس ذلك الزمان باسداء 
العون له !! 

- فيتحرك ذلك الجنين من الشمس » فإن الشمس تهبه الروح على وجه السرعة . 
- فإن هذا الجنين لايجد من بقية الكواكب إلا الصورة ؛ ما لم تسطع على الشمس . 
- فعن أى طريق كان تعلقه وهو فى أعماق الرحم بهذه الشمس وضاءة الوجه ؟ 

- عن طريق خفى بعيد غن أحاسيسنا » ولشمس الفلك طرق عديدة . 


هوي" - 


06 - فطريقٌ يجد الذهب قوته منه » وطريق صار الحجرمنه ياقوتا . 

- وطريق يجعل الياقوت أحمر اللون » وطريق يجعل الشرر يتطاير من سنابك 

الجياد 

- وطريق يقوم بإنضاج الثمار » وطريق يهب الشجاعة للخائف المتهيب !! 

- اشرح لنا يا بازيا نشرت الجناح » واعتدت على المليك وعلى ساعده . 

- اشرح لنا يا بازى المليك صياد العتقاء » يا هازما للجيش بنفسك لا بجيش . 

. ح- يا أمة وحدك .. فأنت واحد ومائة ألفء» اشرح. يا بنى أنا صيد لبازيك‎ ٠ 

- ما سبب هذه الرحمة فى موضع القهر ؟! واى طريق هو ابداء العون للتنين ؟! 
جواب أمبر المؤومنين عن سبب الإلقاء بالسيف 


اذى تلك الحالة 
- قال : إننى أضرب بالسيف فى سبيل الحق » اننى عبد للحق » ولست تحت إمرة 


الجسد ! 

- إننى أسد الحق » ولست أسد الهوى » وفعلى شاهد على دينى )١(.‏ 

- وفى حروبى مصداق "ما رميت إذ رميت " فأنا كالسيف والضارب ءع(تلك 
الشمس) !! 

5 - ولقد حملت متاع (الذات) من الطريق » واعتبرت كل ماسوى الحق عدما 
- وأنا ظل ٠‏ وقيمى الشمس ٠؛‏ وأنا حاجب ولست لها بالحاجب . 

- وأنا كالسيف ملئ بجواهر الوصال » وأنا أحيى » لست أقتل » فى القتال . 

- فالدم لا يغطى لمعان سيفى » فمتى تقشع ريح" سحابى من موضعه ؟! 

- وأنا لست بالقشة » بل جبل من الحلم والصبر والعدل » ومتى يخطف الإعصار 
الجبل ؟! 


(' ج/؟ - د؛4؟ : وأنا كالسيف والضارب تلك الشمس » وفى حروبى مصداق «ما رميت إذ رميت» . 


ا 


- وذلك الذى يتحرك من موضعه لريح مجرد قشة » ذلك أن الريح غير 
المواتية كثيرة فى حد ذاتها . 

- فإن ريح الغضب وريح الشهوة وريح الحرص » إنما تقتلع من لا يكون من أهل 
العبلاة 17 

- إننى جبل » ووجودى من أصله » وعندما أصير كالقشة » فريحى ذكره . 

- فلا يتحرك ميلى إلا بريحه ٠‏ وليس إلا عشق الأحد قائد لخيلى . 

- إن الغضب ملك" على الملوك لكنه غلام لى ٠‏ ولقد قيدت زمام الغضب . 

65 - وسيف حلمى قطع عنق غضبى؛ وغضب الحق » نزل على كأنه الرحمة. 
- وأنا غريق فى النور وإن تهدم سقفى » وصرت روضة » مع أن أسمى 

« أبو تراب ». 

- وعندما تدخلت علة ما قى القتال » رأيت من الأولى إغماد السيف . 

- حتى يصبح إسمى «من أحب لله» وحتى تصبح رغبتى .. «من أبغض لله» !! 

- وحتى يصيح جودى اعطاء لله ؛ ويصبح وجودى وقفا على الله . 

- فبخلى من الله » وعطائى لله فحسب ٠؛‏ فأنا بكليتى لله » ولست لأحد !! 

-.وما أفغله لله ليس تقليدا »“وليس كهيلاً ولاظنا + ليس الآ مكناهدة !! 

- ولقد نجوت من التحرى ومن الاجتهاد » وربطت كم ثوبى بطرف رداء الحق !! 

لح كر كي اير ووإذااكت انررم دان العبر بيت 
أدور !! 

ا 0000000 

5 ح- إن الحديث مع الخلق بما فوق ذلك لا وجه له » فإن الجدول لا يستوعب 
اليسو 

- وإننى أتحدث (بمستوى) بسيط على قدر العقول ؛ وليس هذا عيبا » لقد كان ديدن 
الويكة له 


7 ج/؟-ه؛4؟ : - وريح الكبر وريح العجب وريح الحمق ؛ إنما تجرف من لم يكن من أهل العلم . 


الاسم 


- وأنا حر من الغرض » فاستمع إلى شهادة الحر» فإن شهادة العبيد لا تساوى حبتى شعير . 
- ففى الشريعة لا قدر لشهادة العبد عند الدعوى والفضاء . 
ب ال د 
اس م 5 ار ا 1 0 1 
ويموت ميتة شديدة المرارة .٠‏ 
- وعبد الشهوة لايجد خلاصاً فى حد ذاته ؛ إلا بفضل الله وبإنعام خاص !! 
- فلقد سقط فى بئر لا قرار له » وهذا ذنيه ليس جبرا ولا جورا . 
-قك ل اسه في اللثر قاقافه إن أهد عياد جديرا بترازء 0011 
م - فلأكتف » قإن زاد هذا الكلام » فإن حجر الصوان يصير دما » فماذا يكون 
الكبد ؟! 
- إن هذه الأكباد لم تصر دما من العناء » يل من الغفلة والانشغال (بالدنيا) والإدبار. 
- تصير دما يوم لا يكون للدم نفع » فلتصر دما ء ذلك الوقت الذى لا يصير فيه 
الدم مردودا . 
- وإذا كانت شهادة العبيد غير مقبولة » فإن (الشاهد) العدل هو الذى لا يكون عبداً للغول . 
- ولقد نزلت «أرسلناك شاهدا» فى القرآن » لأنه كان من الكون حرا ابن حر !! 
- وما دمت حرا متى يقيدنى الغضب ؟! ليست هذه إلا صفات الحق فادخل 
(فى الإسلام) 
- أدخل فلقد حررك فضل الحق ٠»‏ ذلك أن رحمته سبقت غضيه . 
- أدخل فلقد نجوت الآن من الخطرء وكنت حجرا ٠‏ وجعلتك كيمياء (تبديله) جوهرا. 
- ولقد نجوت من الكفر ومن أجمة شوكه ؛ فتفتح كالزهرة فى روضة سروه !! 
- فأنت أنا وأنا أنت » أيها المحتشم » لقد كنت (عليا) فكيف أقتل علياً ؟! 
5" - ولقد قمت بمعصية أفضل من مائة طاعة » وطويت السماء فى لحظة واحدة . 


)0 ج/755-1 : - وما دام الذنب ذنبه ماذا أفعل » حتى أخرجه من قاع البثر . 


ممم 


- ورب معصية ارتكبها المرء وتكون مباركة » أليس من الشوك تنبثق أوراق 
الورد ؟ 
- ألم يكن ذنب عمر وقصده (قتل) الرسول » يجره نحو عتبة النور ؟! 
- وألم يكن فرعون يجذب السحرة لسحرهم ٠‏ قصار دولة لعونهم . 
- ولو لم يكن لديهم ذلك السحر وذلك الجحود فمتى كان يجذبهم إليه فرعون 
العنود . , 
- ومتى كانت تتيسر لهم رؤية العصا والمعجزات,لقد صارت المعصية طاعة 
أيها القوم العصاة. 
- لقد قطع الله عنق القنوط » عندما جعل الذنب شبيها بالطاعة !! 
- وما دام سبحانه وتعالى يبدل السيئات » ويجعلها طاعات برغم الوشاة ؛ 
- من هنا يصبح الشيطان الرجيم مرجوما » وينفجر حسدا » وينشق إلى نصفين. 
- فإنه يجاهد حتى ينمى الذنب » ويأتى ينا إلى البئر بذلك الذنئب . 
6 - وعندما يرى أن ذلك الذنب أصبح طاعة تصبح له تلك اللحظة لحظة 
شؤم . 
- أدخل (فى الدين) فلقد فتحت لك الباب » لقد بصقت على فقدمت لك(هدية) غالية. 
- فإذا كنت أهب الجافى مثل هذه (الهدايا) » وأطأطئ رأسى أمام أصحاب الشمال ؛ 
- فماذا أهب الوفى ؟ ألا قلتعلم » (أهبه) الكنوز والملك الخالد(") . 

قول الرسول صلى الله عليه وسلم فى أذن سائس جواد 

أمير المؤمنين علي كرم الله وجضه : إن مققل على سوك 

يكون على يديك ذات يوم 

- إننى هذا الرجل الذى لايكون لطفى عند الغضب وخزآ » حتى على قاتلى !! 
- لقد همس الرسول فى أذن تابعى » أنه سيفصل رقبتى هذه عن جسدى ذات 


يوم . 


(') ج/١-747‏ : - أهبه الملك الخالد . وأعطيه ما لا يتأتى له فى وهم . 


- لمم - 


- لقد علم الرسول من وحى الحبيب » أن هلاكى فى النهاية على يده . 

- فكان يقول لى : اقتلنى من البداية » حتى لا يتأتى منى هذا الجرم الفظيع !! 

- قأقول له : إذا كان موتى على يدك » فكيف أستطيع أنا أن أحتال على القضاء ؟! 
- فكان يسقط تحت أقدامى قائلاً : أيها الكريم ٠‏ بالله أشطرنى نصفين . 

6 - حتى لا تحيق بى هذا العاقبة السيئة » حتى لا تحترق روحى من جراء 


روحك . 
- فأقول له : إمض » لقد جف القلم » ومن ذلك المكتوب كم من الأعلام تصير 
مقلوبة ؟! 


- فلا بغض قط فى روحى تجاهك » ذلك أنى أعلم أن هذا (يتأتى) منك !! 

- إنك أداة فى يد الحق ؛ والفعل من يد الحق » فكيف أطعن أداة الحق وأحطمها ؟! 
- قال : قلما إذن هذا القصاص ؟ قال : هو أيضا من الحق وهو سر خفى . 

فلو قام هو بالاعتراض على قعله » لأنبت من اعتراضه الرياض . 

- فهو الخليق -- فحسب - بالإعتراض على فعله ء ذلك أنه أحث فى قهره وفعله . 
- فهو الأمير فى مدينة الحادثات هذه » وفى الممالك هو مالك التدبير . 

- فإن حطم هو أداته » فهو الذى يرأب أيضا (تلك الأداة) التى تصدعت . 

- فاعلم أيها العظيم سر «ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها» . 

81 - وكل شريعة نسخها الحق » فكأنه أزال العشب » وعوضه بالورد . 

- فإن الليل يجعل شغل النهار منسوخا » فانظر إلى جمود نير العقل وسكينته . 

- ثم يصبح الليل منسوخا من ضوء النهار حتى ليحترق ذلك الجمود من تلك التى 
تبث اللهب . 

-:فإن كنك كلك الظلمة نوما وسببانا + أليين :ماء الكياة مكيوءا فى حوفت الظلمةث! 
- أليست العقول تتجدد فى تلك الظلمة ؟! وألا يصير السكوت رأس مال (لانطلاق) 
الصوث ؟! 


- بحيث تظهر الأضداد من أضدادها » ويخلق النور من قلب السويداء . 

- لقد صارت حروب الرسول أساساً للسلام » والصلح أخر الزمان (نتيجة) لتلك 
الحروب (القادمة) . 

- ولقد قطع ذلك السالب للقلب مئات الآلاف من الرؤس » حتى تأمن رؤوس أهل 


الدنيا على نفسها . 
- ولذلك فإن البستانى يقتلع الأعشاب الضارة » حتى يجد النخيل (سموق) القامة 
والبر . 


- والعالم » يزيل من البستان » ذلك العشب؛ حتى يبدى البستان وثماره نضرتهما!! 
5 - وذلك الطبيب يخلع الضرس االمنخور » حتى ينجو ذلك الحبيب من الألم 


والمرض» 1 

- ومن ثم فإن( ألوان) الزيادة ( كامنة في أنواع) النقصان ٠‏ وأليس للشهداء حياة في 
موتهم ؟ 

فرحين . 

- وعندما ذبح حلق الحيوان عدلا » نما به الإنسان وازداد فضلة . 


- فإن قطع حلق الإنسان - إنتبه وانظر - ماذا يتولد منه ؟ قس هذا على ذاك . 
6- يتولد حلق ثالث » يتولاه شراب الحق وأنواره برعايته . 

- والحلق المقطوع يشرب الشراب ٠؛‏ لكن الحلق الذي نجا من العالم الفاني » مات 
على إثبات يوم العهد . 

- كفاك يا دني الهمة » ياقصير اليد » حتام تكون حياة روحك بالخيبز . 

-فإنك لا تملك ثمرا وكأنك شجر الصفصاف , لأنك أرقت ماء وجهك من أجل الخبز 
الأبيض !! 

- فإذا كانت روح الحس لا تستطيع صبرا عن هذا الخبز » فاأحصل على الكيمياء ٠‏ 

وحول النحاس إلى ذهب . 


كاعم ل 


6- أو تريد أن تغسل الثياب يا فلان؛ لا تحول وجهك إذن عن حي القصارين. 
- وإذا كان الخيز قد قضى على صومك ؛» ألا فلتربط هذا الكسير يجبيرة ٠‏ ولتسم . 
- وإذا كانت يده تجبر الكسير ٠‏ فإن الفتق الذي يأتي به يكون يقينا رتقا . 
- وإن كسرته أنت » يقول لك ؛ تعال أصلحه » ولا تجد قدرة وإمكانا على ذلك . 
- ومن ثم فإن الكسر من حقه وحده » لأنه يعلم جبر هذا الكسير . 
- وكل من يخيط » يستطيع أن يمزق » وكل ما يبيعه » يشتري أفضل منه . 
- إنه يخرب المنزل ويجعل عاليه سافل ه » وفي لحظة واحدة يجعله أكثر عمرانا. 
- وإنه إن قطع رأسا واحدة من البدن ٠‏ يأتي بمئات الآلاف من الرؤوس في لحظة 
واحدة . 
- ولو لم يقل أن القصاص على الجناة » ولم يقل أن القصاص حياة ؛ 
- فمن كان يجرؤ من تلقاء نفسه على أن يسل سيفا على أسير حكم الحق ؟ 
5 - ذلك أن كل من فتح له عينه يعلم أن القاتل مسخر لتقديره . 
- وكل من جرى هذا الحكم عليه » إنما ينزل بالسيف على رأس ولده بنفسه . 
- فامعن النظر ؛ وخفف من طعنك فى الأشرارء وأمام شبكة الحكم؛ إعلم عجزك.() 
تتعجب آدم عليه السلام من ضلال 
ابليس اللعين وابتلائه بالعُجب 
- لقد نظر آدم ذات مرة إلى إبليس بعين الاحتقار » والاستصغار . 
- لقد قام بالعجب » وكان مفضلا لذاته » وضحك ساخرا من فعل إبليس اللعين . 
٠‏ - فصاحت غيرة الحق » قائلة : أيها الصفى ؛ أنك لا تعلم (شئياً) عن 
الأسرار الخفية . 


('" ج/؟-778 : - وأمام الحق طأطئ الرأس مخلصا »ولا تسخر من الضالين و تطعن فيهم . 


-45” د 


- وفى تلك اللحظة يكشف الستر عن مائة من أمثال آدم:؛ ويجعل مائة من أمثال 
ابليْس يدخلون فن الأشلام .: 0 

- قال آدم " لقد تبت عن هذه النظرة » ولا أفكر فى مثل هذا التوقح ثانية . 

- "يا غياث المستغيثين اهدنا » لا افتخارا بالعلوم وبالغنى . 

6 ح- لا تدع قلبا هديت بالكرم » واصرف السوء الذى خط القلم "7" . 

- واصرف عن أرواحنا سوء القضاء ؛ ولا تفصلنا عن اخوان الصفاء . 

- وليس أمر هناك من فرقتك قط » وبلا حماك » ليس هناك الا التواء فى التواء . 
- إن متاعنا قاطع للطريق يسلب متاعنا » وأجسادنا تخلع الثياب عن أرواحنا . 

- فإذا كانت أيدينا تأكل أقدامنا » فكيف ينجو انسان بروحه دون أمانك ؟! 

- وان نجا بروحه من هذه الأخطار العظيمة » قربما يكون قد نجا بأس 
الخوف والأديار . 

- ذلك أن الروح » عندما لا تكون متصلة بالأحبة » تصبح إلى الأيد مع ذاتها عمياء 
حزينة ٠.‏ 

- وإن لم تهد الطريق » حتى وإن نجت الروح فى حد ذاتها » فاعتبرها ميتة !! 

- وإنك ان طعنت فى عبيدك » فان هذا خليق بك » يا سائق الرغائب ٠‏ 

- وأنك إن تحدثت بالجفاء إلى القمر والشمس ٠‏ أو قلت للسرو الممشوق أنه منحن !! 
6 - أو دعوت الفلك والعرش بأنهما حقيران » أو قلت للبحر والمنجم أنهما 
فقيران . 

- فان هذا يليق بالنسبة لكمالك » فان ملك الكمال لما هو فان موكل بك !! 


- فانك أنت المنزه عن النقص وعن العدم » وأنت موجد المعدومين ومفنيهم !! 


(') بالعربية فى المتن . 


#عم د 


- فان من ينمى يستطيع الإحراق » ذلك أنه ما دام قد مزق يستطيع الحياكة !! 
- وانه ليحرق كل خريف البستان ؛ ثم ينبت من بعدها الورود ذات الألون . 

4 - قائلة : يا من احترقت » أطل » وتجدد » وصر مرة ثانية جميلا حسن 
الصوت .. 
- فانه هو الذى خلق ثانية عين النرجس التى صارت عمياء » وقطع حلق البوص 
٠‏ ثم عاد فأكرمه !! 
- ولما كنا مصنوعين ولسنا بصناعء؛ فنحن لسنا إلا مساكين قانعين بما نحن فيه !! 
- واننا وكل منا ليصيح وأنا : نفسى نفسى » وإن لم ترد » فنحن كنا شياطين . 
- ونحن إنما نجونا من الشيطان » عندما شريت أرواحنا من العمى !! 
5" - وأنك أنت الذى يقود كل من له حياة » وماذا يكون حال الأعمى بلا عصى 
وبلا قائد ؟! 
- وكل ما هو سواك ؛ حسنا كان أو قبيحا » محرق” للانسان » بل هو عين النار !! 
دو كل كن كافك له الثاى لها وملا ةا مدان كوس ال عمان 1 زدقدة ت نفسه !! 
- كل شئ ماخلا الله باطل” » إن فضل الله غيم هاطل7) 

عودة إلى حكاية على كرم الله وجهه » 

وتسامحه مع قائله 

- عد صوب قصة على وقاتله » وذلك الكرم مع قاتله والتسامى 
- قال : اننى لأبصر العدو ليل نهار بعينى رأسى » ولا أحس نحوه بأدنى 
- إن الموت بلا موت حلال لنا ء والقدرة على الاستغناء نوال لنا90) . 


بالعربية فى المتن . 
0 ج/305-1 : واذا كنت قد وجدت القدرة على الاستغناء » فقد وجدت الروح الباقية وانقضى الموت . 


5ع" - 


- إن ظاهره موت ٠؛‏ لكنه حياة فى الباطن ؛ ظاهرة بتر لكن باطنه ثبات وحياة !! 
- وميلاد الجنين من الرحم يعد ذهابا » لكنه تفتح' له من جديد من الحياة الدنيا !! 
- فما دمت عاشقا للأجل ميالاً إليه ٠‏ فإن النهى « لا تلقوا أيديكم » موجه 
إلى . 
- ذلك أن النهى يكون عن الثمرة الحلوة » والمر فى حد ذاته نهى فمتى تكون حاجة 
( إلى النهى عنه) ؟! 
- والثمرة التى تكون مرة اللب والقشر » فان مرارتها وكراهتها نهي فى حد ذاته!! 
- ولقد حلت لى ثمرة الموت ؛ ذلك أن « بل هم أحياء » نزلت فى شأنى . 
- « اقتلونى يا ثقاتى لائما » إن فى قتلى حياتى دائما 
6 - « إن فى موتى حياثى يا فتى ؛ كم أفارق موطنى حتى متى ؟ 
- فرقتى لو لم تكن فى ذا السكون ؛ لم يقل إنا إليه راجعون!" !! 
- والراجع هو الذى يكون عائدا إلى المدينة » ويأتى صوب الوحدة من التفريق الذى 
حدث من قهر (الله)!!(") 
سقوط السائس مرات امام على كرم الله وجهه 

قائلاً : با أمير المؤمنين اقتلنى ؛ وخلصنى من هذا القضاء 

- لقد عاد قائلاً : يا على اقتلنى سريعا » حتى لا أرى تلك اللحظة والوقت 


الو 

- لقد جعلت دمى حلالا لك فاسفكه » حتى لا ترى عينى تلك القيامة . 

ده" - قلت : لو أن كل ذرة منى انقلبت إلى قاتل سفاك » الخنجر فى كفه يمضى 
لهلاكك . 


1 ما بين القوسين بالعربية في المتن . 
ج/١-4.»5‏ : إن هذا الكلام لا نهاية له فاآن غلامى عندما سمع ذلك إنحنت قامته ٠‏ 


اتسين 


-8ع”# دل 


- لن يستطيع أن يقطع شعرة واحدة منك » ما دام القلم قد كتب لك هذا المصير . 
- لكن » لا تحزن » فأنا شفيعك » فأنا سيد الروح » ولست مملوكا للجسد . 
- ولا يساوى عندى هذا الجسد أدنى قيمة » فأنا بدون جسدى الفتى ابن الفتى . 

- فالخنجر والسيف صار ريحانا لى » وموتى هو حفلى » وزهرية نرجسي . 

- وذلك الذى يتعقفب جسده على هذا النسق » متى يحرص على الإمارة 
وعلى الخلافة ؟! 

- إنه إنما يجاهد فى الظاهر فى الجاه والحكم ٠‏ حتى يبدى للأمراء الطريق 
والحكه(" . 

- حتى يمنح الامارة روحأ أخرى » وحتى يهب الثمر لنخل الخلافة() !! 

بيان أن طلب الرسول صلى الله عليه وسلم فتم مكة وغبيرها , 
لم يكن لحب ملك الدنيا , لأنه قال الدنبا جيقة . بل كان بالأمر (الإلهى) 

- وجهد الرسول- عليه السلام- لفتح مكة» متى يكون سببا لاتهامه بحب الدنيا ؟! 
- وهو الذى أغلق عينه وقلبه عن خزائن السموات السبع يوم الامتحان . 

6 - ومن أجل النظر إليه » مل الحور والجان آفاق السموات السبع كلها( . 
- وقد زينت نفسها من أجله ء فمتى كان لديه أدنى اهتمام بغير الحبيب ؟! 

- وذلك الذى امتلاً من إجلال الحق ٠»‏ بحيث لم يجد إليه حتى أهل الحق سبيلا . 

- « لا يسع فينا نبى مرسل » والملك والروح أيضاً فاعقلوا »9) . 


99 ج/415-0 :حتى يزين لكل أمرئ ثوب » وحتى يكتب لكل امرئ كتاباً . 

19 ج/5-5١4‏ : وإنك ترى إمارته فى ذلك العالم الآخر » تصير الفكرة الحقيقية واضحة لك - فائتبه 
لانظن ظن السوء يا ذا اللباب » وعدإلى نفسك ؛ والله أعلم بالصواب . 

57 ج/405-5 : وسقط الملائكة على تراب طريق ؛ ومأثة من أمثال يوسف سقطوا فى بئره !! 

0) بالعربية فى النص . 


م 


- قال : « ما زاغ » ولسنا كطير الزاغ» ونحهن سكارى لا بالبستان بل 
بالصباغ » 

- وإذا كانت خزائن الافلاك والعقول . بدت بعد الرسول وكأنها قذى . 

- فماذا تكون اذن مكة والشام والعراق » حتى يحارب من أجلها أو يبدى لها شوقا؟! 
- ان هذا الظن فيه من هناك سوء فى ضميره؛ أنه إنما يقيس على حرصه وجهله. 

- وأنك ان جعلت زجاجة صفراء تقاباً » ترى نور الشمس بأجمعه أصفر اللون . 

- فلتكسر هذه الزجاجة الصفراء والزجاجة الزرقاء » حتى تميز ما بين الغبار 
والرجل . 

- فحول الفارس » يتصاعد الغبار » وظننت أنت أن الغبار هو رجل حق . 

- لقد رأى ابليس الغبار وقال «كيف يزيد على سليل الطين وأنا نارى الجبين ؟! » 

- وما دمت ترى الأعزاء بعين الشر » فاعلم أن ذلك النظر ميراث"' من إبليس . 

- وإن لم تكن ابنا لابليس أيها العنيد » فكيف وصل لك ميراث ذلك الكلب ؟! 

- ولست بالكلب » يل أنا أسد الحق » عابد للحق » وأسد الحق هو ذلك الذى نجا من 
الصورة . 

- وإن أسد الدنيا ليجد فى أثر الصيد والزاد » وأسد المولى يطلب الحرية 
والموت . 

- وما دام يرى فى الموت مائة وجود ؛ فانه كان يحرق الوجود . 

- لقد صار عشق الموت طوقا (فى أعناق) الصادقين » فإن لحظة الموت امتحان 
لليهود . 

- لقد قال فى القرآن : أيها القوم اليهود » ان الموت يكون للصادقين نفع وكنز . 

- وكما تكون هناك شهوة إلى الربح » فان شهوة كسب الموت أفضل منها . 

5" - أيها اليهود » من أجل شرف البشر » تمنوا هذا الأمنية .. ولو من طرف 
اللسان . 

- ولم تكن ليهودى واحد هذا القدر من الجرأة » عندما رقع محمد هذا العلم . 

- فقال : لو سقتم (هذه الأمنية) ولو على اللسان ٠»‏ لما بقى يهودى واحد فى الدنيا . 


1ت 


- فحمل اليهود إليه الأموال وأدوا الخراجء قائلين: لا تفضحنا يا سراج (الأنبياء) . 
- إن هذا الكلام لا تبدو له نهاية » فلتضع يدك فى يدى » ما دامت عينك قد أبصرت 
الحبيب(1) 
قول أمير المؤمين علي كرم الله وجهه لقِرنه : عندما 
بصقت على وجهي تحركت نكسي , ولم يعد لدي إخاص العمل 
وصار هذا مانعا لقتلك 

- قال أمير المؤمنين لذلك الشاب عند إحتدام الصراع : أيها البطل ؛ 
- عندما بصقت على وجهى » تحركت نفسى » وفسد طبعى !! 
- فصار نصفه من أجل الحق » ونصفه من أجل الهوى » ولا يجوز الشرك فى أمر 
الحق . 
- ولقد صورتك كف المولى » وأنت لله » ولست من صئعى !! 

- ولتكسر ما صوره الحق بأمر الحق قحسب », ولا توجه إلى زجاجة الحبيب إلا 
حجر الحبيب . 

65 - لقد سمع المجوسى هذا الأمرء وتجلى نور” فى قلبه» حتى مزق زناره !! 
- ولقد كنت ميزانا لطيع الأحد » بل كنت لسانا لكل ميزان !! 

- كنت أهلى وأصلى وقومى ؛ وكنت نورا لشمع دينى !! 

- وأنا غلام لذلك المصباح الباحث عن العين ؛ والذى قبل مصباحك النور منه . 
٠‏ - وأنا غلام لموج ذلك البحر من النور » الذى يبدى هذا الجوهر » عند 
ظهوره . 

- فاعرض على الشهادة » فاننى رأيتك عظيم هذا الزمن. 

- واتجه خمسون من أهل وقومه إلى الدين بعشق . 1 

- فلقد اشترى (الإمام) بسيف الحلم عدة حلوق من سيف (القهر) وعددا من الخلق . 


0 ج/420-5 : فتعال إلى الروضة » من المزبلة » ذلك أنك رأيت شغلك الشاغل فى الظلمة - 
واخط بأسرع ما تستطيع دون توقف ؛ من هذه التى لا أساس لها إلى جنة ارم - فقال قرينه :بالله 
٠‏ اشرح لى هذا فقد قبلته..هيا . : 


-مغ" - 


- وسيف الحلم أقطع من السيف الحديدى ؛ بل انه لمسبب للظفر من مائة جيش . 

. وأسفاه لقد أكلنا لقمة أو لقمتين » فتجمد منهما حيشان الفكر‎ - ٠ 

- ومن حبة قمح حاق بشمس أدم الكسوف » مثلما خسف ذنب شعشعة بدر !! 

- وهاك لطف القلب الذى يجعل من قبضة من الطين فى « فرقة الثريا » بعد أن 

كان فى « اكتمال » القمر.. 

- وعندما يكون الخبز معنئ » يكون لأكله نفع » وعندما صار صورة فقد تسبب فى 

الجحود !! 

- مثل العشب الأخضر عندما يرعاه البعيرء يكون له من أكله مائة نفع ومائة لذة . 

٠‏ - وعندما ذهبت عنه الخضرة وصار يايسا ٠‏ يصبح شبيها تماما بما يرعاه 

البعير فى الصحراء. 

- فان يمزق الفم والأشداق فوأسناه » إن هذا المربى فى الورد قد انقلب إلى 

تصال . 

- والخبر » عندما يكون معنى ؛ فهو هذا العشب الأخضر ؛ وعندما صار الآن 

صورة فهو جاف غليظ . 

- وأنت اعتدت عليه وكأنك من قبل كنت قد أكلته من قبل أيها الوجود المنعم 

المدلل . 

- وعلى نفس رائحته تأكل هذا الخبز الجاف ٠؛‏ بعد ان امتزج معناه بالثرى . 

65 - صرر ممزوجا بالتراب جافا قاطعا للحم » فلتتعفف الآن عن ذلك العشب 

أيها البعير . 

- ان الكلام لينطلق منى شديد الامتزاج بالتراب » لقد تعكر الماء » فلتسد فوهة 

البئر . 

حاحق يجعله الله.هنافيا عدبا هر ثانية »انه هو 'الذئ عكر كهو الذى يضفيه": 

64 - وان الصبر يأتى بالرغائب لا العجلة » فاصبر » والله أعلم بالصواب . 
(تمت الترجمة) 


هعم - 


هموامش و شروج 





« الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح * المصباح فى زجاجة؛ 
الزجاجة كأنها كوكب درى؛ يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية * يكاد 
زيتها يضئ ولولم تمسسه نار * نور على نور * يهدى الله لنوره من يشاء * ويضرب الله 
الأمثال للناس والله بكل شئ عليم » (النور / د؟) ٠‏ فالمعرفة نور يقذفه الله فى القلب , 
وهذا المثنوى المعنوى حصيلة هذا النور ١‏ فمعانيه نور » وألفاظه وكلماته كالمشكاة 
والمصباح . 

وهو جنان الجنان : الجنة عند العرفاء أجلة وعاجلة ؛ فالآجلة نتيجة الأعمال الصالحة فى 
الآخرة ؛ والعاجلة الأذواق الروحانية والعلوم والمعارف الربانية دلت عليها الأحاديث 
الشريفة وهو قوله عليه السلام : ارتعوا فى رياض الجنة قالوا : وما رياض الجنة يا رسول 
الله؟ قال: مجالس العلم و قال عليه الصلاة والسلام : اذا لقيتم شجرة من أشجار الجنة 
فارتعوا فى ظلالها وكلوا من ثمارهاء قالوا : وكيف يمكن هذا فى دار دنيانا يا رسول الله؟ 
فقال عليه السلام إذا لقيتم صاحب العلم فكأنما لقيتى شجرة من أشجار الجنة (يوسف بن أحمد 
المولوى : المنهج القوى لطلاب المتنوى ؛ ج ١‏ ؛ ص 3 يذكر بعد ذلك تحت اسم مولوى 
فحسب) 

« خير مقاما وأحسن مقيلا » ناظرة إلى الآية الكريمة « أصحاب الجنة يومئذ خير مستقر 
وأحسن مقيلا » (الفرقان / ؛ ؟) . 

« وهو كنيل مصر شراب للصابرين وحسرة على آل فرعون الكاذبين » أنظر لتفصيلات 


هذا المعنى ؛ الترجمة العربية للكتاب الرابع من مثنوى مولانا جلال الدين » لكاتب هذه 


- 


السطور » الأبيات 5470 - 5374 وشروحها (القاهرة ١19”‏ :ت . مدبولى) . حيث 
يفصل ايضاً فى المقارنة بين المثنوى بين متقبليه وكارهيه بماء النيل بين قوم موسى وآل 
فرعون . 

وسعة الأرزاق : الأرزاق هنا هى الحكمة (أنظر لتفصيلات الترجمة العربية ؛ الكتاب الثالث 
من المثنوى لكاتب هذه ألسطور . الأبيات 59745 - 775٠‏ وشروحها . الزهراء للاعلام 
العربى . القاهرة سنة ؟995١).‏ 

« يضل به كثيراً ويهدى به كثيرا » جزء من الآية 57 من سورة البقرة : وأن يضل به 
محض عدله أى يمنع عنه الاهتداء وذلك لضعفهم بتراكم المخالفات فلا تظهر إلا ظلمتهم 
(مولوى )7-5/١‏ . 

« بأيدى سفرة كرام بررة » (عبس / )١5 - ١5‏ ومقارنة المثنوى (فى مفاهيمه والتزامه 
وجانبه التعليمى والروحى) بالقرآن الكريم ترددت كثيرا فى كتب المثدوى الستة (لأكثر 
الاشارات تفصيلا ١‏ أنظر الترجمة العربية للكتاب الثالث من المنوى » لكاتب هذه السطور 
؛ الأبيات 477٠‏ - 47435 وشروحها) . وغنى عن الذكر أن المثشوى يسمى بالقرآن 
البهلوى من قبل -الناطقين بالفارسية تعظيما لشأنه واحتراما له ولا يكاد بيت فى إيران حديثاً 
والدول الناطقة بالفارسية من قبل يخلو من المثنوى . 

« لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين » (الواقعة / 55) . 

« لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه » (فصلت / 47) . 

فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين . وعن حفظ الله للقرآن » أنظر الكتاب الثالث ؛ 


. وشروحها‎ ١7١1١5 - ١١51 الأبيات‎ 


عه" - 


« القليل يدل على الكثير والجرعة تدل على الغدير والحفئة تدل على البيدر الكبير » تبدو 
مثلا عربيا لكنى لم أجد له أصلا . 

اجتهدت فى تطويل المنظوم المثنوى : الواقع أن مولانا جلال الدين قد استرسل فى بعض 
المواقع » وكرر كثيرا من الأمثال والصور , وعلينا ألا ننسى أن المثنوى فى البداية كتاب 
تعليمى وأنه يحتوى على عدة مستويات وذلك لاختلاف مستويات المخاطبين ومع ذلك ففى 
مواضع كثيرة منع مولانا نفسه من الاسترسال واعترف بأنه لو استرسل لما تحمل أحد 
منظومة المثنوى ولصارت فى سبعين مجلدا . 

وطريقة الزهاد : لا تدل العبارة على أن مولانا كان يفضل الزهد كسلوك إلى طريق المعرفة 
.. بل توجد فى المثنوى سخرية من الزهاد المتنطعين وكيف يصلهم العقاب الإلهى فالأصل 
عند مولانا التوسط فى الأمور (أنظر على سيل المثال لا الحصر : مثنوى عربي ثالث . 
الأبيات : ١515‏ - 1118 و 17174 - ١594‏ وشروحها ومثنوى عربي خامس ؛ الأبيات 
1514-6 وشووحيها- 

لاستدعاء سيدى وسندى .. إلى آخره : الأوصاف كلها من شيخ إلى مريده وليست من مريد 
إلى شيخه (!!) ولعل فى هذا نوعا من الإيهام ٠‏ فاذا كان المريد على هذه الدرجة من المعرفة 
والمشيخة فما بالك بالشيخ؟ وفى الأبيات 47١(‏ - 477) من الكتاب الذى بين أيدينا يطلب من 
المستمع إن أشكل عليه شئ أن يسأل شمس الدين التبريزى » فإن لم يجبه فحسن حسام الدين ٠‏ 
وأسقط نفسه تواضعاً؛ والحب الذى يكنه مولانا لحسن حسام الدين لا يقل بحال من الأحوال 
عن الحب الذى يكنه لشمس الدين التبريزى ؛ وحسن حسام الدين مذكور فى كل كتب المثنوى 


في مواضع الافتتاح وفى غيرها (أنظر على سبيل المثال لا الحصر : الكتاب الثانى : ؟ - د 


- 8ه" 


والثالث ١‏ - " والرابع اشارة فى المقدمة بأن المثنوى مدين له فى الأبيات ١5 - ١‏ وفى 
الخامس يفتتح بأن حسام الدين هو الذى طلب منه دفترا خامسا (انظر الأبيات )١4 - ١‏ 
وحان س!, "دين في المأثور اامولوى هو الذى طلب من مولانا منظوقة على غرار حديقة 


الحقيقة لسبنائى لتعليم المريدين وفى افتتاحية الكتاب السادس الأبيات ١‏ - 8 يعترف مرة 
أخرى بأن حسن حسام الدين هو الجاذب للمتثنوى) وحسن حسام الدين الذي كان نائبأ لجلال 
ندين وأمينا لسره وموضعا لتقته ومثار وجده الصوفى طيلة عشرة سنوات بعد وفاة صلاح 
الدين زركوب؛ اسمه حسن وأيوه محمد وجده حسنء ويرجع تسبه إلى تاج العارقين أبى الوفاء 
الكردى المتوفى سنة 50١‏ للهجرة. ولد سنة 557 فى قونيه فكان بينه وبين مولانا ثمانى 
عشرة سنة أو ست عشرة سنة .. توفى والده وهو صبى وكان شيخا لزاوية الفتيان المسماة 
بالأخية والتى زارها ابن بطوطه ووصف دراويشها وشيخها (ابن بطوطة : تحفة النظار فى 
غرائب الأمصار وعجائب الأسفار » تحقيق د. على المنتصر الكتابى ؛ جا ١‏ ءا ص 7757 - 
555 . ط ؟ مؤسسة الرسالة ؛ بيروت سنة )١475‏ واراد الفتيان تنصيبه شيخا مكان أبيه؛ 
إلا أنه فضل الالتحاق بجلال الدين حيث وصل إلى مرتبة نجيه (أنظر لمعلومات أكثر تفصيلا 
: بديع الزمان فروزائفر: زندكانى مولانا جلال الدين محمد مشهور به مولوى ٠‏ ص -51١١‏ 
5 - تهران - زوار - ١١54‏ هاش - عيد الباقى كوليينارلى : مولانا جلال الدين 
محمد ؛ ترجمة توفيق سبحانى » ص ١95‏ -١50ء‏ تهران ١559‏ هاش). 

المنتسب إلى الشيخ المكرم يما قال : أمسيت كرديا وأصبحت عربيا : يقول استعلامى (محمد 
استعلامى : مثتوى جلال الدين بلخى ؛ جلد ١ ط٠» ١‏ - تهران ١5١‏ ه.شا ص 157 : 


يكتفى فيما بعد بذكر استعلامى ورقم المجلد والصفحة) نقلا عن يادداشتهاى كزوينى نقلا عن 


ا 


- ”835- 


نفحات الأئس لعبد الرحمن الجامى: أن القول منسوب إلى الصوفى الفارسى بابا طاهر العريان 
الشهير بالهمدانى انه كان يريد ذات يوم أن ينضم إلى طلاب إحدى المدارس؛ فلم يسمحوا له 
إلا أن يكسر الثلج فى ذلك الشتاء؛ وأن يغتسل بماء شديد البرودة؛ ففعل ما أمروا به؛ ونام 
ليلته: فقام من النوم أكثر علما وفتوحا من كل الطلاب وتضرب العبارة مثلا فى الفارسية 
للطفرة ولمن يقطع فى ليلة واحدة طريق سنوات والمقصود هنا التطور الروحى السريع ٠‏ 
غير أن الأمر قد لا يتصل ببابا طاهر العريان وقد يكون الشيخ أبو الوفاء الكردى الذى أشار 
مولانا نسبة حسن حسام الدين إليه؛ كما أشار إليها الباحثون (أنظر الإشارة السابقة) وأشار 
إليها يوسف بن أحمد (مولوى )٠١/١‏ وساق رواية مفادها أن أهل زمانه طلبوا منه موعظة. 
وكان أميا لا يقرأ ولا يكتب فقال لهم : غدا تسمعون» ثم توجه تلك الليلة إلى حضرة الرسول 
صلى الله عليه وسلم بتوجه تام؛ فرآء وقال له : يا طبيب القلوب عبدك العاشق استدعاه 
المسلمون للوعظ ولسانه اشتعل بلمعة الوعدء أما تعلم يا فخر الرسل بأنى أمى ؟! فتبسم 
الرسول صلى الله عليه وسلم له قائلا : تجلى الله عليك باسمه العليم والحكيم؛ فاجتمع الناس 
ثم أتى المسجد وصعد المنبر بعد الصلاة» وافتتح كلامه بما قال: أمسيت كردياً وأصبحت 
عربيا (والرواية موجودة أيضاً عند اسماعيل حقى الأنقروى- جلد ١‏ ؛. ص ١4‏ من شرح 
المثنوى ٠‏ استنابول ١١١5‏ ه - يذكر فيما بعد اسم انقروى فحسب) . 

ألقت على الشمس رداءها : إشارة إلى حديث أورده الأتقروى 11/١‏ : إن لله عبادا قلوبهم 
أتور من الشمس . 

الملوك تحت الأطمار : أى الصوفية الأولياء » مختفون فى الخرق » لكنهم ملوك ذلك العالم 
... وفى موضع آخر يقول مولانا «إنهم تحت قبابى أو تحت قبائى كامنون» أنظر مثدوى 


عربي ثان: البيتان 91١‏ - 417؛ ومثنوى عربي ثالث الأبيات 9/ - 44 وشروحها) . 


الاو" ب 


١(‏ - 5 ): البيتان هنا كما ورد فى النسخ القديمة كلها على وجه التقريب فى موضعين ذكر «هذا 
الناى» بدلاً من النص الأكثر انتشار «من الناى» وذكر فى صوت التياعى بدلاً من صوت التياعى 
.. وكلاهما انتشر مع نسخة نيكلسون . وبهذين البيتين يبدأ مثنوى جلال الدين .. ومن قائل أن هذا 
الافتتاحية للمثنوى والتى لا تزيد فى أغلب النسخ على "أربعة وثلاثين بيتا هى خلاصة الأفكار التى 
ساقها مولانا فى كتب المثنوى الستة» وهو قول فيه تزيد كبير . على كل حال اختلف الشراح فى 
تفسير المقصود بالناى فمن قاثل أنه الإنسان الكامل (مولوى »)١5/١‏ ومن قائل أنه الروح القدسية؛ 
ومن قائل أنه النفس الناطقة؛ وقال بعضهم بل الحقيقة المحمدية (استعلامي /9554١).؛‏ وقال الأنقروى 
(١/4؟‏ - 5؟) بل هو القلم؛ فالناى والقلم من أصل واحدء ونفير الناى كناية عن صرير القلم . 
وساق بعض الأحاديث النبوية منها «القام أحد لسانى الانسان يؤدى به ما فى الجنان وييلغ البعيد 
كما يبلغ القريب باللسان» . وقال بعض الشراح بل هو الروح أنتزعت من نبتها من الجنان فلا 
تزال تثن شوقا إلى موطنها وحنينا إلى أوان عودتها . وقال عبد الرحمن الجامى فى شرح له على 
بعض أبيات المثنوى أن الناى هو مجرد الإنسان المتصل بالله التواق إلى رحابه فليس هو الذى 
ينطق بل ينطقه الله سبحانه وتعالى ويضع على فمه هذا الحنين »وقد نقل السبزوارى هذه الأبيات 
(ملا محمد هادى سبزوارى » شرح مثنوى : ص 4 » تهران ١185‏ ؛ بعد ذلك يكتفى باسم 
سبزوارى) » وجاءت عند عبد الرحمن الجامي كاملة : 

» من هو الناى ؟!! إنه ذلك الذى يتحدث لحظة بعد لحظة .. قائلاً : أنا لست سوى موج بحر 

القدم . 
وعندما أصبحت خاليا عن وجودى ؛ لم يعد لى علمٌ” سوى بالله . 


. فأنا فان عن نفسى باق بالحق » وشق عنى لباس الوجود دفعة واحدة‎ ٠ 


-84ه” - 


واسترحت إلى الحق نفورا عن نفسى ٠‏ وأطلق خارجا ما ينفخه فى الحق . 

ولقد صرت مقترنا بشفتى نجيي ؛ ولا أنبس بشفتى إلا ما قاله . 

ومن صوتى وجد كلام الحق الظهور ؛ سواء كان الفرقان أو الانجيل أو الزبور . 

ورقص الأنجم والأفلاك إنا يكون من لحنى ؛ وتسبيح الملائكة المقربين من صوتي . 

وكل من سقط من جراء حظه العاثر ؛ إنما أنبهه أنا بصوتى العال . 

أما من جلس فى صف المقربين . فأنا اهمس له بالسر فى أذنه هوا . 

أحياناً أشرح محنة الهجران » وأضع الجراح على أرواح مسلويى القلوب . 

وأحيانا آتى ببشرى قرب الوصال ٠‏ وأهب أهل الوجد مائة وجد وحال . 

وأقوم ببيان الشرائع » كما أجعل الحقائق عيانا ٠‏ 

ومن هذه الانغام العذبة التى تربى الروح ٠»‏ المثنوى فى ستة مجلدات موحدة النغمة !! 

وإنما تنبغى فرصة سانحة وعمر طويل .. حتى أقص ثانية نبذة عن عمرى . 

وما دام هذا الكلام تنبغى له نهاية » فتلُضع ختم الصوت فوق فمى !! ( رسالة الناي لمولانا 
عبد الرحمن الجامي وهي في شرح البيتين الأولين من المثدوي فى أبيات شعرية وبعض 
الشروح النثرية - بتصحيح حامد رباني - تهران ب. ت. ) ويرى استعلامى أن الناى هو 
مولانا جلال الدين نفسه فقد شبه نفسه فى المتنوى وفى الديوان الكبير حينا بالناى وحيناً 
بالصنج " آلة وترية" (أنظر البين 707 و ٠0٠7‏ من الكتاب الذى بين أيدينا) وقد ذكر جعفرى 
(نقد وتحليل مثنوى جلال الدين محمد مولوى ؛ جلد ١‏ .؛ ط 1١١‏ .ص ” ؛ تهران خريف 
5 هاش . يكتفى فيما بعد باسم جعفرى فحسب) خلال نص المقدمة خمسة أبيات أخرى 


منهما بيتان وردا في الكتاب السادس( البيتان رقم 7٠١5‏ و5٠١5)والأبيات‏ الأخرى أثبتتها 


وه" - 


في هامش النص على أساس أن نص جعفرى المطول قد يكشف عن بعض معانى النص 
الأكثر اشتهارا (وهو أمر كشف عن بعض خلل النص الأشهر فى مواضع عديدة من كتب 
المثنوى الستة مما يشار إليه فى موضعه) ومفاد البيتين أن للناى فمين أحدهما يخرج انينه 
والآخر مختف بين شفتيه ١‏ وأن الأنين والضجيج منتشران فى السماء مثلما ينتشران فى 
الأرض ٠‏ ولو لم يكن النفخ من هناك لما كان الضجيج هناء وفى البيتين 5١7‏ و70١5‏ من 
الكتاب الذى بين أيدينا معنى قريب من هذا المعنى؛ فنحن الصنج وهو العازف بريشته» ونحن 
الناى والأنغام فيئا منه .. ونحن الجيال وما يتردد فينئا صدى صوته . فحتى أنين الناى وشوق 
الروح إنما يكونان من عطاياه . على كل حال : الموسيقى على وجه العموم فى رأى مولانا 
نفحة سماوية (لاكثر التفصيلات عن هذه الفكرة » أنظر مثنوى عربى رابع » الأبيات 1/5٠‏ - 
4 رشزوقها) وكان الملاع بالمؤسيقن تعروفا فى وما عاق امسهاكى كوئينةه شاحة 
5ه أى فى شباب مولانا جلال الدين (أنظر آنا ماريا شميل طارى : شكوه شمس » 
ترجمة حسن لاهوتي » ص 757 , ط 7 1770 ه. ش. » والفصل الرائع الذى خصصته 
للموسيقى والرقص عن مولانا جلال الدين من 555 - 5١7‏ حيث تفصل قيمة الناى فى 
الرقص والسماع المولوى) واستخدام الناى كرمز لم يكن من ابتكار مولانا جلال الدين بل 
يشير فروزانفر إلى عبارة أسندها إلى أبى طالب المكى (مثل المؤمن كمثل المزمار لا يحسن 
صوته إلا بخلاء بطنه) وهو ما عبر عنه مولانا نفسه فى احدى غزلياته : 

٠‏ إنك إن خلوت من كل شئ كالناى » فإنك تمتلئ كالبوص بالسكر 

* 001011 ,املله !00151 كلف ظآ نظن ,1[ 117 -قلططظ ,5 78 1880151  ,‏ وان 


-19 .5 ,1990 ,آ[]8آال151 ,885161 ا يكتفى بعد ذلك بذكر كلبينارلى . الترجمة الفارسية » 


توفيق سبحانى » ط ١‏ » تهران ٠‏ سنئة ١7١‏ ه.ش . ص 58 - 59 . كما أن الناى الذى 
يفشى أسرار الملك الإسكندر عندما ينفخ فيه الراعى من قصص سنائى الشهيرة (أنظر حديقة 
الحقيقة وشريعة الطريقة » ترجمة كاتب هذه السطور ء الأبيات 74”/ا - ١1لا‏ وشروحها 
- دار الأمين - القاهرة )١995‏ كما وردت فكرة مولانا بنصها فى سير العباد لسنائى (عن 
شكوه شمس )١58‏ هذا الناى آخذ فى الشكوى من وجوده فى غير موطنه من أنوع الفرقة 
وأنواع الغربة : غربة الإنسان عن الله الذى هو مبدأه ومنتهاه؛ وغربة الإنسان عن الجنة التى 
هى موطنه الأصلى ؛ وغربة الإنسان عن أخيه الإنسان؛ واختلاف اتجاه كل إنسان عن أخيه 
واختلاف الألسنة والمشارب والأهواء (وكلها موضوعات تناولها مولانا فى المشوى) . هذا 
الاغتراب يعد ميداناً من ميادين الشعر الصوفى الرئيسية » وهو من جوائب الضعف الإنسائى 
الذى يعترف به مولانا جلال الدين وينظر إليه نظرة إنسانية شديدة الرقي ٠‏ وغربة الولى هى 
أقسى أنواع الغربات فبينما يكون ملتفتا بأجمعه إلى الله ؛ إذا به مضطر إلى معاشرة هذا 
ومعاشرة ذاك وتحمل أذى هذا وعنت ذاك .. وها هو الناى يواصل شكواه : منذ أن اقتلعت 
من الغاب وفارقت وطنى والناس كلهم يجدون أنينهم فى أنينى ؛ يجدوننى خير تعبير عنهم » 
وهذا هو الموضع الثانى في اختلاف هذه النسخة عن نسخة نيكلسون المشهورة - وأغلب 
النسخ القديمة روت البيت برواية النسخة التى بين أيدينا - وفى تفسير آخر ورد على لسان 
مولانا جلال الدين أن الغاب هو الناس؛ هو نحن ؛ وأن هذا الغاب فى إنتظار العشق لكى 
يضرم فيه النار : 
.١‏ نحن الغاب وعشقه نار ونحن ننتظر أن تضرم هذه النار فى الناى 


-صوسما- 


© إن أنواع الهموم التى يعبر عنها الناس بشتى أنواع الفنون » المكتوبة والمنظومة والمجردة هى 
قبس” من هذا الأنين ويمكن أن يكون هذا الأنين المنطلق من الناى تعبيرا عنها ... والناى منذ 
أن اجتث من الغاب وهو يقطع المراحل مرحلة بعد مرحلة «والحاصل أن الإنسان يتولد من 
صلب السماء إلى يطن الأرض ومنها إلى عالم النبات ومنها إلى عالم الحيوان ثم إلى مرتبة 
الإنسان» (مولوى / )١7-١‏ مرحلة بعد مرحلة وعذاب بعد عذاب (لمولانا جلال الدين شعر 
عن هذه الفكرة بتعبيرات منبثة خلال كتب المثنوى أروعها المذكور فى الكتاب الثالث الأبيات 
0 -59808) .( في شرح مثنوي شريف لبديع الزمان فروزائفر تفصيلات عن ورود 
الناي والآلات الموسيقية في الديوان الكبير ٠‏ كما أنه فسر الناى بأنه جلال الدين نفسه - أنظر 
الجزء الأول من الدفتر الأول صص١-١٠من‏ ط/ تهران 7377١ه.ش.‏ يكتفي بعد ذلك بشرح 
فروزانفر ) 
(' - 8) : الجنسية علة الإنضمام (مولوى / )١8 - ١‏ وعادة ما يكون الحديث إلى من لا يحس 
بنفس آلام الشاكى بغير جدوى ولا نتيجة » كان يعقوب عليه السلام يفتأ يذكر يوسف وعاب عليه 
أؤلاده :.ى فكال: إنما اككو يكن :وحزق إلى الله :ويدق مولأنا كثير؟ على .هذه النقطة ككيرا وه 
ا 22 ا 
والأحاسيس ... ويقول الصوفية «يعرقنا من كان منا وسائر الناس لنا منكرون» ويقولون «من ذاق 
عرف» ويستشهدون بالبيت العربى الشهير : 


لامحورك الوجسحد الاين كاه" .ولا المقايسينة الأمجتتدى :وار كينا 


ثم يعود الناى (أو الروح أو مولانا جلال الدين نفسه) فيقول : وأى بدع فى أن أئن وأبوح وأشكو 


2 


الآلام المبرحة التى نتجت عن مفارقة الموطن ومعاناة الغربة ؟! إن هذه هى الطبيعة ٠‏ فكل إنسان 
يحن إلى أصله ويترقب إنتهاء غربته ٠‏ هذه إشارة إلى مبدأ النفس ومنتهاها (مولوى )١8/١‏ المهم 
أن يعرف المرء أصله - أين كان ومن أين جاء وكيف أصبح: فمبدأ البحث عن الأصل هو معرفة 
هذا الأصل ٠‏ والمثنوى كتاب يأخذ بيد المرء إلى مراحل خلقه ؛ ويحمله إلى منازل رحلته الطويلة 
من الجمادية إلى النباتية إلى الإنسانية ثم إلى ما لا يحده وهم ولا يحيط به فهم .و إلى المبدأ يكون 
المعاد » ومبدأ الخلق ومعادهم الواحد الأحد ٠و‏ «إنا إليه راجعون» . هكذا يغنى أرغئون الروح. 
والأمر كله كدائرة مفروضة متوهمة على كرة (اتقروى ١/1؟)‏ واء وليس هذا الأمر خاصا 
بالعارفين والصادقين فحسب ٠‏ فالاشقياء والسعداء يعانون هذا الشوق ؛ والأشقياء أكثر حزنا وإن لم 
يشعرواء ومن ثم يقدمهم مولانا عن السعداء ؛ فمن عرف المبدأ سهل عليه المعاد ‏ ومن لم يعرقه 
أحاط به الشقاء وسقط من النجاد إلى الوهاد وتفرقت به السبل ؛ فهم يظنون الوصل وهم فى فصل: 
والقرب وهم فى بعد . وكل مقيم على ظنه «كل حزب بما لديهم فرحون» ٠‏ قال ابن عطاء : قدم 
الظالم لئلا ييأس من فضله؛ لأنه لم يكن له شئ يتكل عليه إلا ربهء وأخر المعتقد ليعلمه أن المئة 
لله عليه (مولوى / )١9 - ١‏ » وهكذا فكل أمرؤ يظن أنه قد صار رفيقا لى ٠‏ وهذا مجرد ظن » 
والظن لا يغنى عن العلم شنياء تراه يستطيع أن يدعى هذا الإدعاء وهو لا يبحث عن أسرارى » 
وهل يظن أنه من الممكن أن يصل إلى الحقيقة دون بحث ودون سلوك للطرق المهولة ؛ ودون 
جهاد يهون دونه أى جهاد ؟! هذا وان كان سرى ليس ببعيد عن نواحى وأنينى ؛ لكنى لازلت أؤكد 
أن هذا الأمر أمر إدراك السر ليس فى مقدور أى انسان » فلابد لأذئه وعينه من هذا النور الذى 
يمكنه من إدراك السر ء فان هناك كثيرا من الناس لهم آذان لا يسمعون بها ولهم أعين لا ييبصرون 


بهاء والله هو الواهب للبصيرة والإدراك والفهم ؛ وأنظر هل يفهم كثير من الناس ما يقال لهم 


- وم 


بنفس الدرجة؟ وأنظر إلى الشبلى لما سمع بائع السعتر ينادى على بضاعته «سعتر برى» فتواجد 
لأنه سمعها «اسع ترى برى» » وألم تسمع ما قاله على ظَهُنْه عندما سمع صوت الناقوس فقال : هل 
تعلمون ما يقول ؟ قيل لا ٠‏ قال : يقول سبحانك الله حقا إن المولى يبقى ... وألم يقل محمد الباقر 
نه : يتجلى الله لخلقه فى كلامه ولكنهم لا يبصرون» (مولوى )5١--١‏ والعلاقة بين اللفظل 
والمعنى ؛ والتعبيرات والأسرار هى تماما مثل العلاقة بين الجسد والروح ... فالجسد بلا روح 
مجرد جثة هامدة لا يتأتى منها شئ ... وآثار الروح ظاهرة فى كل حركاته وسكناته ... لكن هل 
يسمح لاحد أن يعلم ما هى الروح أو أن يشاهد الروح أو أن يحدد بالضبط أين تكمن الروح فى 
هذا الكيان الجسدى ؟! قل الروح من أمر ربى (وما أبلغ التعبير العامى المصرى الذى يسميها 
بالسر الإلهى) وفى قول للجنيد (الروح شىء استأثر الله بعلمه لا يجوز عنه العبارة) فاقصرالقول 
فى هذا المجال . 

(9 - ١٠):إياك‏ أن تظن أن أنين هذا الناى مجرد نفخ للهواء فيه » إنه نار ؛ نار تضرم فى كل 
دئسك وكدوراتك؛ تصفيك وتطهرك ؛ ليست بعيدة عن فكرة الدور التطهيرى للفن على وجه 
العموم ؛ وويله من لم يحصل على هذه النار ؛» يظل سادرا في غيه مقيما على دنسه » تغطيه 
كدورات الدنيا طية بعد طية » يكدس على جوهره الثمين اكداس التراب وهو لا يدرى ؛ يخبو وهو 
يظن أنه يتألق » ويزداد سقوطأ وهو يظن أنه يزداد علوا ... قما أسعدها من نار تحرق كل ما هو 
سوى المعشوق (لتفصيلات أنظر الكتاب الخامس الترجمة العربية الأبيات 588 - 531 
وشروحها) وأنظر إلى تعبير الشيخ الأكبر محيى الدين بن عربى عن العشق «العشق افراط 
المحبة» وكنى عنه فى القرآن بشدة الحب فى قوله تعالى «والذين آمنوا أشد حبا لله» وفى قوله 


تعالى «قد شغفها حبا» أى صار حبها يوسف على قلبها كالشغاف على الجلدة الرقيقة التى تحتوى 


مت 


على القلب؛ فهى ظرف له محيطة , فالعشق إلتفاف الحب على المحب حتى خالطه جميع أجزائه: 
واشتمل عليه اشتمال العشقة ... وقال فى محل آخر : فإذا عم الحب الإنسان بجملته وأعماه عن 
كل شئ سوى محبوبه؛ وسرت تلك الحقيقة فى جميع أجزاء بدنه وقواه وروحه؛ وجرت فيه 
مجرى الدم فى عروقه ولحمه؛ واتصلت يجميع أجزائه جسما وروحاء ولم يبق فيه متسع لغيره؛ 
وصار لطفه به سماعه ونظره فى كل شئ إليه» ولا يرى شنيا إلا ويقول هو هذاء حينئذ يسمى 
ذلك الحب عشقاء كما حكى عن زليخا أنها اقتصدت. فوقع الدم فى الأرض وكتب يوسف يوسف 
حيث سقط الدم؛ لجريان ذكر يوسف مجرى الدم فى عروقها . هكذا حكى عن الحلاج لما قطعت 
أطرافه؛ انكتب بدمه فى الأرض الله حيث وقع ولذلك قال رحمه الله " هم الذين استهلكوا فى الحب 
هذا الاستهلاك ' (عن الاتقروى 0/١‏ - مولوى )١5/١‏ . والعشق هو الذى يفور فى البدن 
وتصبح به الخمر خمرأ : (وفى الكتاب الخامس البيت "57١‏ : ان الخمر التى تفور فى الدن سرا 
؛ إنما تفور هكذا شوقا إلى وجهك؛ وفى الكتاب الذى بين أيدينا البيت ١4815١‏ إن الخمر تستمد 
غليانها من غلياننا) والخمر فى مصطاح مولانا هى المعرفة عادة وهى الفيضء فكان العشق هو 
الذى يمهد سبيل المعرفة .. وقى رأى السبزوارى (ص )١٠١‏ أن المقصود بالغليان سريان العشق 
فى كل الموجودات . 

)١١ - 16‏ : والناى ( المرشد ٠‏ مولانا جلال الدين نفسه) هو الذى يمكن أن يكون أليفا لكل من 
انفصل عن أليفه ... فكلاهما يعانى من نفس الداء ومن نفس الألم ويستطيع أن يفهم آلام صاحبه 
... ويمكن أن تؤدى الشطرة الثانية معنى ظاهريا يتصل بمهمة الموسيقى ووظيفتها فى أن تحرك 
كوامن الأشجان: وتجعل الذى يعانى يبوح بمأ يعانيه وينفث عن أسرار قلبه. كما أنه من الممكن 


أن يكون معناه أن هذا الأنين من قبل الروح يطهرها ويزيل عنها الكدورات والحجب التى حجبتها 


ملم - 


عن الحقيقة؛ وحالت بينها وبين المعرفة: وأخرتها عن المشاهدة ؛ فعاشق الصورة تفشى أنات الناى 
أسرار عشقه ٠‏ وعاشق الحقيقة ترفع انغام الناى الحجب عن عينيه حتى يدركها . ومن ثم فأنين 
الناى بمثابة السم لمن لا يعانون ألم الشوق وبمثابة الترياق لعشاق الحقيقة » فلا يزال أوائك الذين لا 
يعانون ألم الشوق إلى الحقيقة يحسون بمذاق السم إن حدثتهم عما هم منغمسون فيه من حب الدنيا 
ولزوم للجسد (والنصيحة سم) ... كما أن نفوسهم قد ترق لحظة لسماع أنين الناى؛ مثلما كان 
بعض الكفار يدمعون رقة وحشية وحنينا عندما يستمعون إلى القرآن الكريم » ثم تتغلب عليهم 
نفوسهم وانغماسهم فيما هم فيه ويغلب عليهم كفرهم فإذا بهم يحسون بطعم السم (والحق صر) ... 
لكن عند أهل الباطل ؛ ومن ثم فالناى قرين ومشتاق» ويفسر جعفرى )١8/١(‏ هذا التضاد بأنه 
قرين لكل انسان ومشتاق لتوصيله إلى الحضرة العليا وهذا التفسير لا يعطى المعنى فلابد أن يكون 
قرينا ومشتاقا فى نفس الوقتء ومن ثم فالأغلب أن الناى فى هذا البيت رمز للروح فهى قرينة لكل 
جسدء وفى نفس الوقت تشتاق إلى الحضرة العلياء وهى قرينة 56 العليا وسر من أسرارها 
لكنها مشتاقة إليها (من الغريب أن الشراح كلهم يسكتون عن هذه الشطرة !!) وقد يكون فيما ذكره 
جعفرى فيما بعد نقلا عن ابن سينا (جعفرى )2١/١‏ بعض ما يلقى الضوء على هذا المعنى 
«ولروح الانسان وجهتان : وجهة ناحية الأعلى وناحية موطنها وموضعهاء ووجهة نحو هذه 
الدنيا. وقوة فعلها نحو هذه الدنياء وقوة إدراكها صوب الأعلى ... وفى الدار الآخرة » . 

)١1١-1(‏ : فمن ينبؤك إذن سوى الناى عن الطريق الدموى الملئ بالمشقة؛ والذى قطعته 
الروح منذ منزلها الأول » وطريق العشاق الذى لا فلاح فيه إلا ببذل الروح؛ ولا مرتبة فيه لعاشق 
قبل أن يبذل روحه ؛ والذى يمتلئ بأمثال المجنون من العشاق الذين بذلوا كل شئ فى طريق 


العشق ولمولانا اشارة فى ديوان شمس : 


املس 


ف - 


جلجل أيها الناى فى العدم وأنظر إلى مائة من أمثال ليلى والمجنون 


ومائتين من أمثال وامق وعذر 

(عن شكوه شمس .ص 555) 

لكن كيف تدرك أحوال أولئك الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل العشق وأنت لازلت فى وعيك ؟! 
ألا فلتتخلص من وعيك ومن منطقك ومن عقلك الذى يكثر التساؤل من البداية: وبعدها تستطيع أن 
تدرك أحوال من ققدوا حياتهم فى هذا الطريق الدامى: ينبغى أن تكون من أهل هذا الشىء لأن كلا 
ميسر لما خلق له ... كما يسرت الأذن لسماع النسان. أو كما قال أبويزيد البسطامى ” علم الله 
استعداد عباده؛ فمنهم من لم يصلح للعشق والمحبة؛ فشغلهم للخدمة والعبادة فهم العابدون 
والزاهدون؛ ومنهم من يصلح لمحبته فاختصهم بمحبته فهم العاشقون الوالهون " (عن الأتقروى 
0١‏ ثم يواصل مولانا : إننا مهما لاقينا من عنت الأيام ومن مشقات الطريق ومن الأحزان التى 
تتوالى علينا ونفاجأ بها فى وقت و غير وقت ؛ ذلك أن الاحزان فى سبيل الحبيب لا نهاية لها . 
فإنما يعزينا أن الهدف يستحق » وأنه هو الباقى المنزه فى طهر لا مثيل له » وجمال المقصد يهون 
مصاعب الطريقء وبقدر تعب الغربة يكون الفرح بالموطن ٠‏ وعلى مستوى أخر من التعبير : إنك 
إن أدركت أن أحزان الحياة الدنيا ومتاعها هى آخر الأمر إلى نهاية» وأنك بقدر تحمنك لها تظفر 
بالكنز الباقى ؛ وأن الباقى فى النهاية هو من لا'مثيل له فى الطهر والنقاء؛ لما أحسست بأن هذه 
المتاعب فادحة إلى هذا الحد ؛ وغير قابلة للتحمل إلى هذا الحد. 

)١18- 10(‏ : هذا الماء ...ماء المعرفة والفيض الإنهى , الأسرار المتوالية والمتتالية كالماء 
الزلال؛ وطيور البحر كناية عن الأولياء الغواصين فى بحار الحقيقة الخارجين بدرر الأسرار 


وهو تعبير نمطي من تعبيرات المثنوي ( ورد في البيتين 5057 و"؟:0 من الكتاب الذي بين ايدينا 


لاوما 


والبيت ١741١‏ من الكتاب الثالث والبيتين757177و777>” من الكتاب السادس - عن شرح فروزائفر 
ص"١)‏ ؛ هؤلاء لا يرتوون ولا يملون » ولا يحسون بطول الزمان أو توالى الأيام؛ فهم فى 
حضور دائم وتجدد مستمر . وإنما يحس بطول الأيام حقيقة كل من لم يكن له زرق من هذا الفيض 
ولا نصيب من هذا القوت ٠‏ تتشابه أيامهم ؛ وتقلتهم الوتيرية ٠‏ ويزحف عليهم الملل ١‏ وتفوتهم 
الفرصة » وفوت الفرصة سبب الحرمان [روى أن يحيى بن معاذ الرازى كتب إلى أبى يزيد 
البسطامى : سكرت بشربة من كأس حبه » فأجابه : 


شربت الحب كأسا بعد كأس فما نفد الشراب وماارتويت 


كان سلطان العارفين وبر شان الوصلين محيى الدين قدسنا الله بسره المبين يقول : الرى ما يحصل 
بد الاكتفاء ويضيق به المحل عن الزيادة» لأن من رأى الغاية قال بالرى: وعلق الهمة بالغاية 
ويشهد على ذلك كول لين الفارضن : 


فلا عيش فى الدنيا لمن كان صاحيا وض ق تيمت مشكرا جيننا اكه الخدرم 
على نفسه فلييك من ضاع عمره وليس لهمنها نصيب ولا سهم 


(مولوى 1-14 ؟) 5 وقال محيى الدين : 


الرى قال بهقوموليس لهم علمٌ بأن وجود الرى معدوم 


لو كان رى تناهى الأمر و انقطعت امسدداده وزيادت و تعليم 


مم 


كما عبر مولانا خير تعبير عن هذا المعنى فى هذا البيت من ديوان شمس : 


لقد صبر الرمل على الماء وأنا لم أصبر فواعجباه وقوسي لا يليق به هذا الشد فواعجباه 


وعبر عنه فى هذا البيت من أبيات المثنوى : 


ايها الأخ إنها حضرة لا نهاية لها فلا تتوقف على كل ما تصل إليه 


(انقروى )57/١‏ . ولأن أحوال الكمل الواصلين لا يدركها إلا الكمل الواصلون ؛ ولأن من لم 
تعركه الأيام ولم يشهد مرارة الطريق ساذج فج ١‏ فإنه لا يدرك أحوال الناضج؛ ومن ثم يجب على 
أن أقصر الكلام : وألا أخوض فيه ٠‏ ولو كان فى الدار ديار ٠‏ ولو كان فى القربة نفس ؛ ولو كان 
التطويل مفيداً » لجاز هذا التطويل ؛ وهكذا يصل مولانا فى مواقع كثيرة من المثنوى إلى أنه سوف 
يخوض فيما لا يصلح لكل أمرؤ » وفى ما يمكن أن يجر سوء الفهم ويجر المتاعب , فيتوقف . 
لأن شرط الحديث العميق وجود مستمع فذ يقظ ناضج . ويفسر شمس الدين(مقالات ص )1١8‏ 
صاحب الذوق عندما يؤثر فيه الذوق يعجز عن الكلام ٠‏ ويعرف ابن عطاء الله الكامل الناضج 
بقونه (الكامل عبد" إذا شرب ازداد صحواء وإذا غاب ازداد حضوراء فلا جمعه يحجزه عن فرقه؛ 
ولا فرقه يحجبه عن جمعههء ولا فناؤه عن بقائه؛ ولا بقاؤه عن فنائه. يعطى كل ذى قسط قسطه؛ء 
وكل ذى حق حقه) (مولوى ١/59؟)‏ . وبهذا البيت انتهت مقدمة المثنوى التى كتبها مولانا بخطه » 
ومن بعدها كان المتنوى يملى على حسن حسام الدين . 

(19- 5" : تريد أن تكون عبدا كاملا أيها السالك ١‏ أى بئى حطم كل ما يحيط بك من قيود 


الدنيا فهى التى تحد روحك وتمنعها عن الانطلاق فى العوالم الجديرة بهاء وتجعلها حريصة على 


-4وم - 


الدنيا » مع أن الإنسان إن حيزت له الدنيا بأجمعها فلن يستطيع أن يستفيد منها أكثر ما يطيقه 
وجوده ؛ بل يتمتع المحروم من متع الدنيا بأقل قدر يصله منها ؛ ويكون الحريص عليها كأتون 
الثار فى حاجة دائما إلى حطب يغذيه؛ وإن نهل من متعها » فإن هذه المتع تدمره » فكأنه يسرع 
خلف حتفه . أنظر كم يستوعب الإناء من ماء البحر ؟! هل يستوعب أكثر من سعته الفعلية 
وطاقته ؟! ومن ثم لا تمتلئ عين الحريص » ولا يملا عين ابن آدم إلا التراب والدر لا يتكون فى 
الصدفة إلا اذا قنعت هذه الصدفة: والغلقت على اقل القليل مما يدخلها (كان القدماء يعتقدون أن 
الدر يتكون فى الصدفة عندما تسقط قطرة ماء عذبة من المطر فتنغلق عليها الصدفة . ولسعدى 
الشيرازى فى البستان رواية عن تحول قطرة المطر العذبة إلى درة داخل الصدفة؛ حين تواضعت 
لما رأت سعة البحر وحقارتها : (كليات سعدى : ص 750١5‏ / ط ؟ » تهران ؛ انتشارات جاويدان 
0١‏ ها.ش) . والعلاج الوحيد لحرص الدنيا أن تكون عاشقاء فإن العشق هو الذى يمزق ثياب 
المادة ثوبا بعد ثوب : فيخرج العاشق من أدرانها مرحلة بعد مرحلة؛ فكما مزق ثوبا من الأثواب 
المادية؛ أبدل خيرا منه ثوبا من أثواب الروحانية حتى يبرأ من العيوب ؛ وإلحاق ياء التنكير بكلمة 
عشق تشير إلى أن مولانا يريد أن يقول أن عشق المرء لشئ ما يعميه ويصمه عما سوى هذا 
الشئ؛ فينصرف إليه بكليته » ولا يكون له هم سواه ؛ فلا حرص له على شئ غيره » ولا اهتمام له 
بما هو دونه » والعشق عند مولانا هو سبب الحياة وحافظها ... وهو الذى يمنع نظرة مولانا إلى 
الكون والخليقة من التبدد والتفسخ إلى أشلاء (أنظر مقدمة الترجمة العربية للكتاب الثالث من 
المثنوى لكاتب هذه السطور) . ويخاطب مولانا العشق : أيها العشق المرتبط بالجذبة الإلهية . 
لتسعد» فإنك الطبيب الذى تعالج كل عللنا وأمراض نفوسنا وأدران بشريتنا وما يشدنا دوما إلى 


الحضيض ٠‏ فكأنك بالنسبة لنا طبيب لا يستعصى عليه مرض من أمثال جالينوس وأفلاطون ؛ قال 


5 


صدر الدين القونيوى فى شرح الأسماء الحسنى «العاشق لا يزال فى حياة طيبة بشهود المعشوق؛: 
وهو ألذ نعيم العشاق؛ وأعظم العيش عند كل مشتاق وان ظهر فى ظواهرهما أثار الآلام؛ فلا 
يئافي ذلك طيب حياتهم؛ فإن الآلام الجسمانية لا تقلل النعم الروحانية؛ فالمحجوب اذا رأى بلاء فى 
العشاق؛ يحمل ذلك على نفسه؛ ونفس العشاق على خلاف ما يتوهم هذا المحجوب (عن 
الانقروى ص 45) . ومن العشق (يعرج) هذا الجسد الترابى ويسمو إلى الأفلاك (معارج الانبياء 
والاولياء والصوفية وكل من اصابته شرارة العشق أو بالمصطلح المعاصر شرارة الفن). ولا 
يتقصر الامر على الأنبياء والأولياء » لا » بل إن من العشق يهتز الجماد ويخف ويرقصء وإن لم 
تصدق فاقرأ «ولما جاء موسي لميقاتنا وكلمه ربه؛ قال رب أرنى انظر اليك؛ قال لن ترانى؛ ولكن 
أنظر إلى الجبل؛ فإن إستقر مكانه فسوق ترانى؛ فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا 
.. فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين» ( الأعراف / ١47‏ ) . وفى مقالات 
شمس( ص 174 ): أنظر إلى الجبل» الجيل هو ذات موسى وكان يسمى بالجبل لعظمة ومتانته : 
أى أنظر إلى نفسك تراني » من عرف نفسه عرف ربه . 

(0؟ - 19) : وهناك الكثير من الأسرار يمكن أن ابوح بها لو أننى وجدت من يستحقها » ولو 
اقترنت بقرين نجى مجانس يستحق هذه الأسرار » ففى هذا الصدر أسرار كثيرة لو تجد أهلاا ومن 
غير المستحب أن تلقى هذه الحكمة أمام غير أهلها فيضيعوهاء وقد قال عليه السلام : (لاتعطوا 
الحكمة غير أهلها قتظلموها ولا تمنعوها عن أهلها فتظلموهم) واسرار العشق أمانة الله والأولياء 
أمناء الله (انقروى / 57) (سيرد الحديث عن عدم البوح بكل ما يعرفه المرء فيما بعد فى الكتاب 
الذى بين أيدينا) » ومهما كنت أغلى وجدا ؛ وأكثر من الكلام فأنا فى الحقيقة صامت عن قول ما 


ينبغى أن يُقال » لأننى افتقر إلى وجود الشريك لى فى اللغة ٠‏ وليس المقصود هنا لغة الكلام ٠‏ 


5 مض ©" 


ولكن المعانى التى تختبئ خلف الألفاظ » (أنظر الكتاب الذى بين أيدينا عن التجائس فى اللغة , 
الأبيات 1717 - ١713‏ وشروحها) . ولكل مقام مقال » أتراك تريد من بلبل أن يغرد فى خرابة 
ذرت أوراقها رياح الخريف وتركتها قاع صفصفا ؟! فمن يسمع والرسول يقول : «إن الله يلقى 
الحكمة على قلوب المرشدين بقدر همم المستمعين» (انقروى )24/١‏ وأنظر راوية أخرى فى 
. الكتاب السادس الأبيات ١57١ - 1١5515‏ وشروحها) . 

)5 - 4؟) : العاشق فى حد ذاته حجاب دون معشوقه ذواتنا هي الحجاب الفاصل بيننا وبين 


المعشوق ؛ فلو ارتفعت الأنية حدث المعشق كما قال المنصور : 


أأنت أم أنا هذا العين فى العيز اق ا حاف واف د اتات اكه 
بينى وبين ك إنى نياز عنى فارفع بفضلك إنيا من البي:: 


(أتقروى / ١‏ -- 54) وأى تناسب بين العاشق والمعشوق ٠»‏ العشاق كلهم إلى فناء » والمعشوق هو 
الباقى الخالد «كل شئ هالك إلاوجهه» (القصص / 88) . وإنما هى عناية المعشوق التى تحفظ 
العاشق» ورعايته هى التى تبلغه المراد (عن العناية انظر الكتاب السادس » الأبيات 51م" - 
5 وشروحها) وان لم يكن ثم جذب فى فائدة السعى والجهد ؟!! وان لم يكن ثم عطاء فما فائدة 
القاباية ؟!! وان لم يكن ثم توقيق وهداية فمتى يبلغك عملك أملك ؟!! وإن لم يكن هناك نور من 
الحبيب يضئ من قدام ووراء فهل يمكن أن تضاء السبل أو تبدو الطرق ؟! وأليس هو القائل : 
«ويجعل لكم نورا تعشون فيه» (الحديد/ 18) والقائل : «يوم كرى المؤمنين والمؤمنات يسعى 


نورهم بين أيديهم وبأيمانهم» (الحديد / ؟١)‏ . وإن كنت عاشقاً صادقا حقيقياً لا يمكن أن تخفى 


الا د 


العشق تكون كالمرأة تعكس حقائق الكون وأسرار المحبة » يكون قلبك قابلا للأسرار وعاكسا لها 
كما هىء إما إذا ران على مرأتك صدأ الدنيا وكدوراتها وعلائقها المادية ومتطلباتها ومهاوسها . 
فطمست وجههاء وجعلته كظهرهاء فمتى تظهر الحقائق والدقائق والأسرار أو تنعكس عليها 
الصور ؟! (أنظر أيضاً الكتاب الرابع الأبيات : 7854 - 54835 وشروحها) . 

(د") : بهذا البيت تبدأ أولى حكايات المثنوى وأكثرها إثارة للجدل . ويقدم مولانا جلال الدين 
للقصة بأنها نقد لحالنا أو تصفية لحالنا وكأنه يوحى للسامع بألاينظر إليها كحكاية عن أشخاص 
ماضين تتعاق بأحوالهم وتخصهم ؛ لكنها أيضا تخصنا وتتعلق بأحوالنا وفى الكتاب الثالث (الابييات 
*ه --255) يقول مولانا أن الحكاية ظاهر لياطن بعيد الغور : فان لم تستطع الوصول إلى 
الباطن فتعلق بالظاهر وفى نفس الكتاب ( الأبيات 475 - 477) يعلق على قصة موسى ليغ 
وفرعون ويخاطب السامع بأن فرعون موجود فى داخله فلا يعتبر الحكاية من قبيل الأساطير 
(لتعليقات أخرى عن فن الحكاية ؛ أنظر مقدمة الترجمة العربية الكتاب الثالث .ص 5١‏ - 5©) . 
والحكاية التى بين أيدينا فيما يرى فروزانفر (مآخذ قصص وتمثيلات متثنوى : ط 4 . طهران ؛ 
اميركبيرء ١77١‏ ه.ش . ص ” - 5 - يكتفى بعد ذلك بذكر مأخذ) ورد مثيلها فى فردوس 
الحكمة عن أمير ذاب حبا فى جارية وكتم ذلك واستطاع احد الاطباء أن يعرف الأمر عن طريق 
النبض وزوجه اياهاء كما ذكر نظامى العروضى مثيلا لها فى كتابه جهار مقاله (له ترجمة عربية 
تحت عنوان المقالات الأربع لعبد الوهاب عزام ويحيى الخشاب) عن معالجة أبى على بن سينا 
لحالة مشابهة؛ وأضاف فروزانفر أن أبا على ذكر طريقة المعالجة هذه فى كتاب «القانون فى 
الطب». أما الجزء الخاص بالقضاء على عاشق الجارية؛ فيرى فروزانفر أنه مأخوذ من حكاية 
لنظامى الكنجوى وردت فى منظومة اسكندر نامه عن عشق ارشميدس لجارية صيئية وهى نفس 
الحكاية التى اقتبسها فريد الدين العطار فى اسرار ناسه . وهناك حكاية اخرى وردت فى حديقة 
سنائى قد تكون قد أوحت امولانا جلال الدين بهذا الحل غير المنطقى والذى لا يمكن أن يكون 
مفهوما خارج الإطار الصوفى وهو القضاء على معشوق الجارية حتى تشفى الجارية من غرامه 
ويخلو الجو للملك العاشق ٠‏ (انظر حكاية فى أن الملك لا ينبغى أن يربط قلبه بالهوى؛ فى الترجمة 


#الا ا 


العربية لحديقة الحقيقة لسنائي » لكاتب هذه السطور . ص 18 » من الجزء الثائنى - القاهرة - دار 
الأمين » سنة )١9598‏ . 

(4") : تشبه الروح هنا بالطائر والقفص بالجسدء وهو تشبيه شائع؛ وعند ابن سينا فى عينيته 
المشهورة الروح حمامة (ورقاء) وعند مولانا تشبه بالطائر حينا على الاطلاق وبالبازى (كناية عن 
القوة) فى أحيان كثيرة . 

41١‏ - 47) : إشارة إلى أن طيبات الدنيا لا تكتمل ؛ وأن الانسان يظل يعانى النقص فى أمور 
دنياه ؛ وإحساسه بهذا النقص لابد وأن يوحى إليه بأن كل شئ ما خلا الله باطل؛ وكل نعيم لا 
محالة زائل . والبيتان من الأبيات التى جرت بها مجرى الأمثال في الاستخدام اليومى الإيرانى . 
)5١ - :4(‏ : الإستثناء هو قول "إن شاء الله" وفى القرآن الكريم « ولا تقولن لشئ إنى فاعل 
ذلك غدا إلا أن يشاء الله» وفى الآية اشارة إلى رواية سؤال اليهود المصطفى ي عن قصة آل 
الكهف وقوله # لهم غدا سأخبركم ولم يقل إن شاء الله؛ فتأخر الوحى عن الرسول يي (سيرة 
ابن هشام)وفي صفة رجال الحق ' كانوا لايتكلمون إلا والاستثناء في كلامهم * ( شرح فروزائفر 
ص"25) ؛ وقول مولانا أن الحكماء لم يستثنوا بطرا وقسوة أى إعتمادا على قوتهم وحولهم 
وطولهم» وعدم إرجاع الأمن كله إلى الله تعالى. ومن ثم فلم ينود علاجهم إلى نتيجة » بل بالعكس 
كان كل دواء يؤدى إلى عكس مفعوله. وينقل المولوى )79/١(‏ والانقروى )27/١(‏ حديئا عن 
الرسول [عن أبى هريرة قال سليمان عليه السلام لأطوفن الليلة على تسعين امرأة كلهن يأتى 
بفارس يجاهد فى سبيل الله؛ فلم يقل إن شاء الله؛ فطاف عليهن؛ فلم تحمل منهم إلا امرأة واحدة 
جامت بشق رجلء وأيم الذى نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا فى سبيل الله فرسانا 
أجمعون] ثم يعود مولانا فيقول أن الأمر ليس باللسان بل بالقلب فكثيرون هم أولئك الذين لا 
يكررونها بالسنتهم لكن قلوبهم مقيمة عليها » وهم بين أيدى الله تعالى وإن لم يفصحوا . 

)1١ - 55(‏ : مسألة إسراع الملك حافيا إلى المسجد ليتضرع إلى الله تعالى ليرفع عنه ما هو فيه 
من بلاء؛ ساقطة إلى مولانا من تأثير مسيحى .. فمتى كان فى الإسلام ألا يخاطب الله إلا فى 
المسجد ؟!! ويقدم مولانا شروط الدعاء : البكاء والتضرع وإظهار الذل والمسكنة إلى ما لا حد . 


- 


ورفع الصوت بالدعاء لأن الله يحب أن يسمع صوت عبده (انظر مثنوى عربي ثالث ٠‏ الأبيات 
75١4 - 37‏ وشروحها , والكتاب الخامس ٠‏ الأبيات 1591 - ١7١١‏ وشروحها). كان الملك 
فانيا فى تضر عه إلى الله تعالى؛ فكأن شرط الدعاء هو الفناء التام من الذات والاتجاه التام إلى الله 
. ومن ثم لم يستطع أن يطلب حاجته فى الغيبة » وكان لابد من العودة إلى حال الحضور هفضلا 
عن أن الدعاء من المستحسن أن يكون باللسان؛ وعن الإمام على نه «واعلم أن الذى بيده خزائن 
السموات والأرض قد أذن لك فى الدعاء وتكفل لك بالإجابة» كما قال «من أعطى الدعاء لم يحرم 
الإجابة» إعلى المشكينى: الهادي إلى موضوعات نهج البلاغة ص ١‏ ؟ - ص 54١‏ .ط ١ء؛‏ 
تهران ]١57‏ . ويشير المولوى أن المراد بالخطأ مرة ثانية : طلب الشفاء من الحكماء لا من 
اللهء هذا هو الخطأ الثانى: أما الخطأ الأول فهو وقوعنا فى عشق جارية فانية وانصرافنا عن 
العشق الإلهى ١‏ (مولوى )55/١‏ والواقع أن فى هذا إشارة إلى أن إحساس القارئ قد يخدش بكل 
هذه الضجة من ملك من أجل جارية ٠‏ وعندما يزداد الوجد فى الدعاء والإنهماك فيه تحل 
الاستجابة: ويفور بحر العطاءء؛ فبقدر الإخلاص فى الدعاء تكون سرعة الاستجابة . 

(51 - 15) : مثلما يتكرر الأمر فى المثنوى؛ يتم حل المشكلات عن طريق هاتف يأتى فى النوم 
(المثال الواضح فى قصة محتسب تبريز والمريد فى الكتاب السادس وفى قصة الذى عثر على 
خريطة لكنز فى نفس الكتاب وفى حكاية الذى رأى فى النوم ثمة كنز فى مصر فى الكتاب نفسه) 
وكأن مولانا هنا يرى أن الملك يتصف بجزء من ست واربعين جزء من النبوة؛ أى الرؤيا الصادقة 
» هذا الحكيم القادم من عالم الغيب يتسم بالحذق » وليس حذقه إلا نتيجة للصدق والأمانة وعدم 
الإدعاء؛ ومن ثم فعلاجه أشبه بالسحر أى أنه قوى المفعول سريع الأثر ؛ وما الدواء الذى يحضره 
ويصفه إلا أثر من قدرة الحق (الطب من العلوم التى أوحيت فى البداية إلى الأنبياء فى المأثور 
الإسلامي) . 

(74 -77) يواصل مولانا وصف الطبيب الإلهى أو الروحانى (عن الفرق بين أطباء البدن 
وأطباء الروح ٠‏ أنظر الكتاب الثالث الأبيات:707؟ - 71١١‏ وشروحهاوالكتاب الرابع ؛ الأبيات 


٠١ -‏ وشروحها) ٠.‏ ويوصف هذا الطبيب الإلهى بأنه شمس بين الظلال : أى يبدو فى 


دو/ا”" ب 


هذا الدنيا وكأنه ينتمى إلى عالم آخر ١‏ أو هو ظاهر مزدهر متألق نور كأنه الشمس بين الظلال 
وهو هلال لرقته ونورانية يشاهد وكأنه الخيال ؛ أو كان الملك كأنه يشاهد باطنه وكأنه الخيال . 
ولماذا لا يكون خيالا والأمر أصله رؤيا نوم ٠‏ أليست الرؤيا من قبيل الخيال. وأليست الدنيا كلها 
خيال ؛ وأغلب الظن أن مولانا يقصد بالخيال هنا الفكر فكان الملك كان يرى الحكيم الغيبيى مجرد 
فكرة وقد تجسدت أمامه » وماله الفكر وماله الخيال ؟! أليس من هذه الأفكار تكون حربهم ومنها 
تكون صلحهم وسلامهم » ثم إن هذه الخيالات هى فخاخ الأولياء : إن الولى من هذه الخيالات 
والأفكار التى يستوحيها من بستان الله (العالم المجرد غير المحسوس).؛ يزين لمريديه الطريقة: 
ويحضهم عليهاء ويرغبهم فيما عند الله من جمال مطلق وسرور دائم » وهى فخاخ للأولياء 
أنفسهم لأنها قد تصد الأولياء فرحا بها وسرورا منها عن طلب الحقيقة نفسها فيستغرقون فى مجرد 
تصور لذة القرب . وذلك الذى كان يراه ذلك الملك (الولى) مجرداء تجلى فى وجود هذا الضيف 
القادم من عالع الغيب » ومن ثم فسرعان ما تعارفا وتألفا واتصلا واتحدا . فكلاهما ينتمى إلى بحر 
واحدء والأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف ؛ اذن كانت الجارية 
مجرد سبب » مجرد رؤية » مجرد حجاب »٠‏ وكان المقصود كله هذا العشق وليس العشق الأرضى 
؛ عشق الولى » عشق الجارية مجازء والمجاز قنطرة الحقيقة يفضي إليهاء وكان كبار الصوفية لا 
يردون مريديهم عن عشق احدى الجميلات» لتعلم العشق عموماً . ويصور الملك علاقته بهذا 
الولى بعلاقة عمر «ه بالمصطفى يك ؛ كان عمره فاتحا عظيما وصلت الدولة فى عهده أقصى 
اتساعها وهزم الفرس والروم . لكن هذا كله لأنه كان يدور حول محور المصطفى #8 ٠‏ إن روح 
هذا الملك متصلة بذلك الولى متحدة بها » فأرواح أسد الله متحدة » وليست كأرواح الذئاب 
والكلاب (اليست رقم 4١4‏ من الكتاب الرابع وعن الفكرة كلها بتفصيلاتها انظر الأبيات 405 - 
6 من نفس الكتاب وشروحها) . 

(4 - 24) : هذا الأدب الذى أبداه الملك فى لقاء الولى وتواضعه له برغم ملوكيته واعترافه بأن 
هذا الولى هو الملك الحقيقى ؛لأن هناك فرقا بين الملوكية على الأجساد والملوكية على الأرواح» 
يورد على خاطر مولانا أهمية الأدب فى الطريق؛ فإن لم يكن ثم أدب من المريد تجاه الشيخ ؛ فان 


واد 


خاطر الشيخ لا يتفتق له بالإفاضات وهمته لاتصيح معطوفة عليه .. ومن ثم يصبح محروما من 
فيض الله تعالى الذى جعل الشيخ واسطة له : وهو بهذا قد لا يحرم نفسه وحده فحسبء؛ بل تحرم 
الخليقة من العلم » لأن العلم يقبض بقبض العلماء؛ فضلا عن أن سىء الأدب قد يجر على قومه 
الخراب . وفى القرآن الكريم «وائقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة» والمثال عاقر ناقة 
صالح؛ الذى أصاب شؤمه كل قومه حتى سمى أشأم عاد» وقال تعالى هولا تركنوا إلى الذين 
ظلموا فتمسكم النار» .ويدق مولانا كثيرا على أهمية المخاطب بالنسبة للمخاطب . فان لم يكن 
المخاطب قابلا نامت قريحة المخاطبء؛ ويقول مولانا "مت حسرة على الفهم الصحيح (بيت 
من الكتاب الثالث ) ويدق على وجود الفهم المشترك بين الشيخ والمريد أو بين القائل 
والسامع عموما (انظر الكتاب السادس الأبيات 195-75٠‏ وشروحها) ويسوق فى الكتاب الثالث 
(الأبيات 5504 - 5113 وشروحها) حديثا طويلا عن أداب المسمتعين والمريدين عند فيض 
الحكمة من لسان الشيخ كما يشرح فى الكتاب السادس الأبيات ١115 - ١77‏ قول الرسول 3 : 
إن الله تعالى يلقن الحكمة على لسان الواعظين بقدرهم المسمتعين. يقول أبو حفص الحداد 
التصوف كله أدب؛ ولكل وقت أدب؛ ولكل حال أدب؛ ولكل مقام أدب ؛ وقال ذو النون المصرى 
:عليك بالأدب ظاهرا! وباطناء فما أساء أحد الأدب ظاهراء إلا عوقب باطناء وما أساء ياطنا إلا 
عوقب ظاهرا (الأتقروى 14/1) . وروى المولوى (57/1) أدبوا النفس أيها الأصحاب ؛: طرق 
العشق كلها أداب . 

(0 - 85) : يضرب مولاتا المثل على إساءة الأدب بقوم موسى عليه السلام »ومن إساءة الأب 
أن تدخل فى جدال مع المحسن إليك (الكتاب الثالث ؛ الأبيات 765 - 558) . لقد كان المن 
والسلوى ينزلان عليهم فى تيهم ويحفظانهم من الهلاك ؛ ومع ذلك قالوا : لن نصير على طعام 
واحد «واذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد؛ فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من 
بقنها وقثائها وفومها وعدسها وبصلهاء قال أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير» (البقرة ١؟)‏ 
قال نجم الدين كبرى فى تفسير الآية «هذا حال من لم يرض بقضائه؛ ولم يحمد على نعمائه. ولم 
يصبر عل بلائه؛ يكله إلى نفسه بالخذلان» ويرده إلى مقاساة الذل والهوان؛ فيلفى جلباب الحياء؛ 


- /الا ات 


ويقطع حبل الوفاء بسكين الجفاء؛ ويبيح سفك دماء الأثبياء (مولوى )48/١‏ ولولا إساءة بنى 
اسرائيل الأدب » لما انقطعت عنهم النعم الإلهية »وبقى لهم الكدح والتعب؛ ثم التشتت والتفرق» ولا 
يزالون يثبتون سوء الادب فى كل عصر » فإن كانوا لم يحفظوه ونبيهم معهم ٠‏ فكيف بهم وهو 
ليس بينهم ؟!1 . 

م - 88) :عند مولانا البشرية واحدة؛ وال نبياء نفس واحدة؛ وتفسير التاريخ عنه على أنه 
مواجهة بين حاملى الرسالات السماوية وبين منكريهم (انظر لتفصيلاتها الكتاب السادس ,الأبيات 
"١975-6‏ وشروحها). ومن ثم عندما تشفع عيسى عليه السلام نزلت المائدة من السماء » 
«إذ قال عيسي ابن مريم :اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء؛ تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية 
منكء وارزقنا وأنت خير الرازقين» (المائدة / )١١4‏ لكن هؤلاء لم يحسنوا الأدب» فتخاطفوا قطع 
الطعام وكأنهم الشحاذون ( الاحتكار المعاصر تطوير لهذا الموقف البدائى) وهذا كله من قبيل سوء 
الظن بالله تعالى (قوم عيسى هم الوحداء الذين ذكر عنهم الادخار فى كتاب الله) ومن ثم كان 
العقاب فى انقطاع المائدة (انهيار السوق العالمى الربوى الوشيك) وفى رواية أن بنى اسرائيل لما 
نزل عليهم المن والسلوىء نهوا عن ادخارهماء فادخروا ففسد وأنتن » وليس هذا العقاب وقفا على 
الأمم السابقة بل للأمة الإسلامية أيضا العقوبات المناسبة بمعاصيها: شح المطر وانقطاعه؛ (مهما 
حدث من صلاة استقساء ممن يعلمون السبب الحقيقى لكنهم يكذبون على أنفسهم) ومن الزنا يعم 
الوباء (الإيدز)؛ وذلك مصدداقا للحديث النبوى الشريف «خمس بخمس : ما نقض العهد قوم” إلا 
سلط الله عليهم عدوهم؛ وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقرء ولا ظهرت فيهم الفاحشة 
إلا قشا فيهم الموت (والطاعون)» ولا تطففوا الكيل والميزان إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين؛ ولا 
منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر» وعن كعب بن مالك قال عليه السلام «اذا رأيتم القطر قد منع» 
فاعلموا أن الناس قد منعوا الزكاة؛ فمنع الله ما عنده؛ واذا رأيتم الوباء قد فشا فاعلموا أن الزنا 
فشا» صدق الذى لا ينطق عن الهوى( عن الأنقروى/؟؟) وفى حديث آخر : «فى الزنا ست 
خصال: ثلاث فى الدنياء وثلاث فى الآخرة ؛ فأما اللوات فى الدنياء فيذهب بنور الوجه؛ ويقطع 


ملام 


الرزق» ويسرع الفناء وأما اللواتى فى الآخرة فغضب الرب وسوء الحساب والدخول فى النار» 
جعفرى 55-١‏ عن مجمع البيان للطبيرسى . 

(45 - 175) : وكل ما يحيق بالانسان إنما يحيق به من ظلمه ومن جهله؛ وقد خلق ظلوما جهولا 
لا يخشى الله؛ ومن ثم فهو فى الطريقة قاطع طريق أمام الرجال المخلصين ١‏ وليس رجلا : 
والصفة هنا يقصد بها الشجاعة والشهامة وليست الرجولة الجنسية » فرب امرأة فى الطريق 
الصوفى خير من ألف رجل ٠‏ إن الملائكة صاروا معصومين طاهرين من الأنوب «ونحن نسبح 
بمحمدك ونقدس لك» . والشمس عندما تحيد عن طريقها تصاب بالكسوف وقد استخدم مولانا نفس 
المعنى فى الكتاب السادس (البيت 55) : ان الشمس لتمشى معوجة فى الفلك ٠‏ فيصيبها الكسوف 
فى سواد وجهها . وصار عزازيل وهو اسم ابليس قبل أن يعصيى وكان من الملائكة المسبحين؛ 
حتى عصى وأساء الأدب »ورفض السجود لأدم اَن وأبدى التجبر والعنجهية وقال «أنا خير 
منه» و «أأسجد لمن خلقت طينا» خوطب ب «أخرج منها» وصار من المبعدين المطرودين . 

)٠٠١ - 95(‏ : يتصرف الملك مع ضيف الغيب كما ينبغى للدرويش أن يتصرف مع شيخه؛ 
واحتواه بقلبه وروحه » أى لم يتوقف فحسب على الترحيب الظاهر بل ترك له موضعا فى القلب 
وفى الروح؛ وصح باطنه مع ظاهره فى الترحيب به ؛ والحديث نصف القرى ؛ وهو يعتبر 
الطبيب الالهى كنزاء لأنه عن طريقه سوف يصل إلى الكنوز المعنوية وكنوز الفيض الإلهى فهو 
كنز من حيث أنه سيوصل إلى الكنز ٠‏ وكل هذا لأنه اقتبس من نور الحق و «أوليائى نور» وفى 
المؤمنين جميعا من نور الله «يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم» . وشرط استفادة المريد من هذا 
النورء هو الصبرء وانتظار عطاء الشيخ بعد التوقير اللازم والايمان القلبى؛ ومن ثم فالشيخ هو 
أكبر تفسير لتجلى القول المأثور «الصبر مفتاح الفرج» وهو حديث نبوى شريف و «من جد ظفر» 
ومن لا صبر له لا ايمان له » ثم يشير فى البيت التالى إلى إستفادة المريد من الشيخ فى حل 
مشكلاته بلا قيل أو قال ؛ وكثيرة هى الحكايات التى رويت عن كبار المشايخ وقراءاتهم لما فى 
ضمير السالك وما يعانيه دون شكوى منه واسراعهم إلى تقديم الحلء وهو ما يعرف بالفراسة؛ 
ومن ثم يسمون جواسيس القلوب (أنظر لتفصيل الفكرة ؛ الترجمة العربية للكتاب الرابع ٠‏ الأبيات 


- ولام - 


18١١ - 1‏ وشروحها- وأنظر احكايات الفراسة كشف المحجوب الترجمة العربية لكاتب 
هذه السطور ) ويضيف مولانا صفة أخرى هى : أنهم تراجمة القلوب أى يفصحون عما فى 
باطن السالك ؛ وهم المجتبون المرتضون بهم ترزقون ,٠‏ وقد استبعد الشارحون أن يكون المجتبى 
والمرتضى هنا إشارة إلى على بن أبى طالب والحسن بن على رضوان الله عليهما وقالوا أنها 
صفات اتباعاً لتعليقات نيكلسون .وذكر مولى القوم بعدها قد يشير إلى أن هذا المعنى لم يكن بعيدا 
عن ذهن مولانا جلال الدين والله أعلم . ولقد ردى وأصابه الموت من لا يشتهى لقاء هؤلاء 
الأعلام من حملة النور الإلهى وناقليه . واذا حان القضا ضاق الفضا » متل عربى ورد فى مجمع 
الأمثال للميداني . وفى المعنى إشارة إلى الآية الكريمة «كلا لئن لم ينته لنسفعاً بالناصية» 
(العلق )١5/‏ . ' 

)١١١ - ٠١١(‏ : لقد توسل الطبيب الالهى أيضا بالأسباب مع أنه كان يستطيع بنظرة واحدة أن 
يدرك ما تعانيه الجارية وأن يعلم سر آالامهاء لكن علاج الباطن لابد وأن يبدأ بالنظر إلى الظاهر » 
وعلاج النفس قى الطب الحديث لا يبدأ إلا بعد الاطمئنان الكامل إلىأن البدن معافى . ومن ثم 
أدرك الطبيب الروحانى (أنظر عن الفرق بين أطباء الروح وأطباء الجسد ؛ شرح الأبيات 54-/الا 
من الكتاب الذى بين أيدينا) وأدرك الطبيب أن العلة من القلب » أى أنها العشق ٠»‏ وعلة العشق علة 
مختلفة عن كل العلل «إنها الوسيلة لكشف كل الأسرار الالهية » أو لبيان النفس على حقيقتها . 
سواء" كان هذا العشق متجها إلى الذات العليا (أو تلك الناحية بتعبير مولانا) أو إلى هذه الناحية 
(العشق الأرضى أو المجازى) وقد ذكر فروزانفر فى شرحه(ص83-84) تقلأ عن أرسطو وابن 
سينا تعريفهما للعشق » فالعشق عند ارسطو هو العمى عن عيوب المحبوب (والتعبير المصرى 
العامي : الحب أعمى) وعند ابن سينا أنه مرض كالماليخوليا » وعلى كل حال فان العشق سواء 
أكان الهيا أو ارضيا يركز اهتمام العاشق فى نقطة واحدة ؛ ويجعل همه هما واحداً ويجعله يتخلى 
عن عيوبه لكى يظهر أمام المعشوق فى أبهى صورة ٠‏ والمجاز قنطرة الحقيقة » فقد يتوصل من 
هذا العشق الأرضى المجازى الفانى إلى العشق الالهى الحقيقى الدائم الخالد يقول مولوى )557/١(‏ 
: قال بعض الافاضل : المجاز قنطرة الحقيقة» روى عن عين القضاة الهمدانى وفخر الدين العراقى 


وأوحد الدين الكرمانى أنهم كانوا يقيدون الطلاب بالجمال المقيد حتى يندرج بعشق ربه ويفنى؛ 

كالفرس يعلمونها لركوب السلطان » ولكن بمقتضى الحديث النبوى : «من عشق فعف ثم مات ٠»‏ 

مات شهيدا » . 

)١١8--1١(‏ ؛ مادام الحديث عن العشق فإن مولانا يسترسل ١‏ لكنه ينبهنا من البداية : إن 

العشق غير الحديث عن العشق ٠‏ العشق تجربة ذوقية لا يعبر عنها بيان ؛ فأى بيان فى الحقيقة 

تدرك منه العشق ان لم تكن عاشقا بالفعل . العشق واضح دون لسان أو دون بيان بل إن اللسان 

يحجبه والبيان يحدده (أنظر الترجمة العربية للكتاب الثالث ١‏ الأبيات 4775 - 4911 وشروحها) 

وفى ديوان شمس : 

لا تسل أحدا عن العشق وسل العشق20 فلعشق فى حد ذاته هو شمس الروح يا بنى 

وهو ليس فى حاجة إلى ترجمةالأنتية فالعشق فى حد ذاته ترجمان يا بنسى 
(جعفرى )٠١4/١‏ 

والشطرة الثانية فى البيت الأول فى رواية أخرى : 

العشق سحاب ناثر” للدر أى بنى 

(كليات ديوان شمس غ ٠١91‏ .ص "47؟) 

إن العقل كالقلم فى شرحه للانوار يسرع كما يسرع القلم عند الكتابة » لكنه عندما يصل إلى العشق 

ينشق ويتوقف عن الكتابة ٠ ٠‏ وأغلب الشارحين هنا وقفوا على أن المراد أن معرفة الله سبحانه 

وتعالى لا تتم إلا بهداية ومنة . وعندما يكون العشق أظهر من الشمس . هل يحتاج إلى دليل ؟!! 

وهكذا تتوارد الخواطر عند مولانا : العشق ؛ (والمحبة هى عين الشمس وكل العالم كآثار الأنوار 

حولها تستقى من المحبة معارف بهاء ص ٠١5‏ ). العشق . الشمس ؛ شمس الدين التبريزى الدليل 

على وجود الشمس هو الشمس ؛ وأى دليل آخر يكون من فضول القول؛ والمعنى ناظر” غلى قول 

المتنيى : 

وإذا امستطال الشىء قم بنفسه وصفات نور الشمس تذهب باطلا 


)٠١1/١ (جعفرى‎ 


عمد 


وفى دعاء الصباح ”يا من دل على ذاته بذاته " وفى دعاء للإمام السجاد وه " بك عرفتك وأنت 
دللتنى عليك ؛ ولولا أنت لم أدر ما أنت " (جعفرى )١٠١١/١‏ وروى عن ذى النون المصرى 
" عرفت ربى بربى ولولا ربى ما عرفت ربى * (عن استعلامى )2١5/١‏ وقال الجنيد : العقل 
يحول حول الكون فإذا نظر إلى المكون ذاب " وسثل النورى : ما الدليل على الله ومحبته ؟ قال 
الله قبل : فما بال العقل : قال : عاجز”لايدل ١‏ لا على عاجز" (مولوى )10١-539/١‏ والظل (الألفاظ 
والاستدلال) قد تعد دليلا على الشمس لكنها ليست الشمس بحال من الأحوال » وهذا الظل لا يوحى 
لك إلا بالنوم ؛ تسمر فى الظل وفى ضوء القمر » تنغصس فى الخرافات والأساطير » ثم يغلب 
عليك النوم » وتتميز الأعراض الطيبة من الأعراض الخبيثة » وتظهر لك الأمور على حقيقتها . 
(119- ؟؟1١)‏ : وهذه الشمس شمس الفلك هى التى تعتبرها أنت عظيمة كل هذه العظمة هى 
شمس آفلة فى النهاية و إلى غروب ؛ لكن ثمة شمساً فى داخلك أكثر أيضأ ونورا وطهورا وثباتا » 
كما قيل : أن شمس النهار تغرب بالليل وشمس القلوب ليست تغيب . وقال ابن الفارض : 

( فبدرى لم تألل وشمسى لم تغيب * وبى تهتدى كل الدرارى المنيرة) 

(الأتقروى 537/4) (وانظر الكتاب الرابع 7117 - 7١147‏ وشروحها) أليس من الممكن أن 
تعطى صورة ولو مصغرة لشمس الفلك رغم كونها وحيدة فى بابها وتعد سيدة الكواكب ومصدر 
النور الأرضى ؟!! لكن هذا القبس الالهى الموجود داخلك لا يمكن لك تصويره ؛ انها مصدر ابداع 
شمس الفلك ومصدر ابداع الأثير » انها خالدة لا تغنى ولا تغيب وفى كل مرحلة من مراحل الخلق 
تلقى بنورها . 

(1776-/7؟1١)‏ : شمس الدين أى الروح لا يمكن الا تأتى إلى ذهن مولانا جلال الدين بذكر مراده 
شمس الدين التبريزى؛ وهو روح وجوده وروح شعره ومصدر ئوره ومنبع وحيه الشعرى ومثل 
عشقه المتمئل فى صورة انسانية المظهر ربائية المخبر والباطن » وعندما يحل ذكر شمس الدين 
فلابد أن تتوارى شمس الفلك الرابع بالحجاب ؛ وعند ذكر شمس الدين يجتاح الوجد روح مولانا 
جلال الدين ١‏ فكأن يعقوب اعَنيكا وجد قميص يوسف اقل وشم ريح يوسف فارتد بصيرا ؛ انفتحت 
عين الروح وزالت عنها أدران رؤية الكون فلم تعد تبصر إلا النور الالهى والا الحقيقة المجردة ؛ 


-95ق58 - 


هذا النفس .. هذا الحال قد أمسك بتلابيب الروح؛ قاتلا : ما دام ذكر شمس الدين قد وردء فهلا 
بحق صحبة السنين ورفقة العمرء حدثتنا بشىء من أسراره؛ وقدمت الينا فيضا من إنعامه وزدتنا 
معرفة به ؟!! وذلك حتى تستمد أرض النفس وسماء القلب وتزيد لنا فى قوة العقل وقوة 
الروح !!وفي رأى أن السائل هو حسن حسام الدين !! 

)١15١ - ١14(‏ : بالله عليك لا تضع هذا التكليف على كاهلى ؛ فأية قدرة لى على الثناء وأنا فى 
هذا الفناء فى المعشوق. و فى مقالات شمس (ص 1؟١)‏ بالعربية” قال طالب : يا مطلوب لا 
تكلفنى بشىء فانى اعبدك يأضعاف ما تكلفنى من عشق نفسىء فإن التكليف وحشة وثقيل ؛ قال 
المطلوب : قليل من التكليف وتحمله خير لك من ألف ألف عبادة بغير تكليف؛ ودرهم تعطيه مع 
طلب المطلوب خير من ألف درهم من تلقاء نفسك . وما قدروا الله حق قدره”... ومن هنا ففى 
الفناء وفى غيبة السكر بالمحبوب؛ كيف يتكلف ثناءً أو يبدى وجودا وكبرياء » إن كل ما يقوله من 
هو فى هذا الحال من قبيل ما لا يليق ٠‏ فأى حديث هذا وأنا غائب الفكر كليل اللب معقود اللسان 
؟!! وماذا يمكن أن أقول وليس فى عرق واحد" فى صحوء فى الحديث عن هذا المحبوب الذى لا 
حبيب له سوى الملا الأعلى ؟!!إن الثناء يتطلب أن أكون موجودا ٠‏ وفى حال العشق لا ثناء (لا 
تعبير قى حال العشق) فان أثبت وجودى وهو متجل امامى؛ فهذه ثنوية وشرك (أنت نفسك حجاب 
يا حافظ فارفع وجودك من بيننا - حافظ الشيرازى) . فقل إذن كما كان الرسول # يقول : لا 
أحصى ثناء عليك أنت كما أثتيت على نفسك (أحاديث مثنوى / ”) وأى رمز أحدثك به عن شمس 
الدين ؟! أحدثك عن الهجران وعن المشقة وعن العذاب الذى تحملته في هذا الفراق ؟!! ألا فلتترك 
الحديث عن هذه الأمور !! 

: )15/١ الضمير فى قال هنا فى رأى عائ" على حسن حسام الدين (مولوى‎ : )١١4---15( 
والطعام المطلوب هنا هو فيض العشق الذى يفيض عندما يكون الحديث عن شمس الدين التبريزى‎ 
واهتبل الوقت والحال الذى أنت فيه؛ فالوقت كالسيف إن لم تقطعه‎ ٠ وعجل فخير البر عاجله‎ ٠ 
قطعك ؛ والصوفى هو إين وقته والفوت عنده أشد من الموت . وأنت يا جلال الدين : ألست فى‎ 
النهاية تحافظ على هذه القاعدة الموجودة عند الصوفية من أن فوات الوقت (الحال الطارئ الذى‎ 


وا 


يؤدى إلى تغيير باطن ويقطع الصوفى عن العلائق) . والموجود يتحول إلى عدم إذا أوكلته إلى 
النسيئة و إلى التسويق ؛ هذا الكلام من المفروض أنه موجه من حسن حسام الدين إلى مولانا 
جلال الدين فى رأى » وفى رأى آخر - وهو الأرجح - من النفس الذى أمسك بتلابيب مولانا ؛ 
والصوفى عند مولانا نفسه ليس ابنا للوقت ولا لغيره (أنظر الترجمة العربية للكتاب الثالث الأبيبات 
١454-7‏ وشروحها والكتاب السادس ء العنوان المطول قبل البيت 577) والبيت أيضا 
ناظر” إلى بيت منسوب إلى الإمام على ذقند 
مافات قضى وما سياأتيك فأين قم فاغتتم الفرصة بين العدمين 
(عن جعفرى ١/دت١١)‏ 
ولابن الفارض : 
وكن صادقا كالوقت فى كل ما عسى2 واإياك عل فهى أخطر من عسى 
(عن الأنقروى )77/١‏ 
)١47- ١*(‏ : قلت لسائلى : ليس قول ما تريد من معان عالية وأسرار باطتيه بالامر السهل ٠‏ 
فقد تضيع فيها الرؤوس وقد تؤدى إلى ما لا يحمد عقباه » ومن الأفضل أن يأتى ذكر الحبيب 
تلميحا فى خلال حديث أو سمر أو حكاية ٠‏ وأسرار الأحبة أفضل لها أن تذكر عند الحديث عن 
أمور الآخرين ؛ قال السائل : 
فبح ياسم من أهوى ودعنى عن الكنى قلا خير فى اللذات من دونها ستر 
انك امرء لا بخل عندك ولا خيانة» ولديك الكثير من الفضلء ولا يجمل بك هذا البخل وهذا المنع » 
وأية متعة تكون فى أن يتمتع المرء بوصال محبوبه وبينهما أستارء يقول مولانا فى ديوان شمس : 
من الأفضل أن أكون معك عاريا أخلع ثوب حتى يكون جوار لطفك قباء لروحي 
(عن استعلامى ١/17١؟)‏ 
ويرد مولانا : حذار » فائه أى المحبوب أوسر المحبوب لو ظهر عياناء فانه لا يبقى منك اثر 
تستطيع به أن تعانق هذا المحبوب أو تضع يدك حول خاصرته : 


- "84 - 


انك عاشق للحق وعندما يتجلى الحق فإنه لا يبقى منك شعرة واحدة 
(البيت رقم 175 من الكتاب الثالث) 

وإن الشمس الحقيقية - أو هذه الشمس المادية لتئير العالم ؛ لكن على البعد فائها لو اقتربت 
لاحرقت العالم بأجمعه ؛ واذا كان جبريل لم يتحمل القرب ليلة المعراج إلا بقدر رتبته - وعند حده 
وقف وقال للرسول # : لو دنوت أنملة لاحترقت . فاى حديث لك عن شمس الدين ء كفانا فتئة 
وسقك دماء (أنظر مقدمة الكتاب الذى بين أيدينا) أليس يكفى ما حدث عندما ظهر شمس الدين فى 
قوينه ؟! وكيف أبدا الحديث عن موضوع لا نهاية له ؟! أنه من الأفضل لنا أن نعود إلى حكايتنا . 
(العودة إلى الحكاية عند الخروج منها هى وسيلة مولانا فى كل أجزاء المثنوى إلى منع نفسه من 
الاسترسال فى الحديث عن أسرار يرى أن البوح بها فى غير المصلحة) . 

)١35- ١5٠(‏ : طريقة العلاج الروحى التى يقوم بها الطبيب الالهى هى نفسها ما يعتمد عليه 
الطب النفسى المعاصر من جعل البوح بماضى المريض وسيلة يستطيع الطبيب من خلالها ان 
يكتشف بعض ما يقلق مريضه وقد يكون السبب فى مرضه ٠‏ ويشبه مولانا هذا الهم الذى يمض 
مريضه بأنه (شوكة فى القلب) ويقارن بينهما وبين شوكة القدم : مرض الجسد ذى السبب الظاهر 
٠‏ أنه يضع قدمه على ركبتيه ويفتش ؛ ويبلل موضع الألم بريقه عل الشوكة تظهر له فأين 
شوكةالقدم من شوكة القلب ٠‏ ولو كان كل خسيس يستطيع أن يدرك أمراض القلوب ويفهمها ١‏ فأية 
حاجة لنا بأطباء القلوب المرشدين ؟! ان من يكون غير ذى دراية بهذا الفن»ء سوف يصبح مثل 
حمار وضعت شوكة تحت ذيله ء انه لا يستطيع استخراجهاء ومحاولاته فى استخراجها لا تزيدها 
إلا انغراسا فى لحمه وتسبب له عذابا فوق عذاب ٠‏ والمعنى ورد فى معارف بهاعولد : وشبهت 
النفس بالحمار والشيطان هو الذى وضع الشوكة تحت الذيل . (ص 35") .بل ينبغى ان يكون 
هناك عاقل' يستخرج منه هذه الشوكة . 

. أبيات الهامش تفسر النص أكثر‎ : )١10( 

)١(‏ : المضمون هنا مأخوذ عن قول مأثور منسوب إلى على ##ه والى كثيرين من كبار 
الصوفية : صدور الأحرار أو قلوب الأحرار قبور الأسرار . وهناك أيضا قول للإمام على #ء 


66م" - 


« صدر العاقل صندوق لسره» (نهج البلاغة - ترجمة جعفر شهيدى » ص "© ؛ تهران 2150١‏ 
يذكر بعد ذلك نهج البلاغة - شهيدى) . 

(175) : المضمون هنا مقتبس من الحديث النبوى الشريف « استعينوا على إنجاح الحوائج 
بالكتمان فان كل ذى نعمة محسود » وهناك حديث آخر « من كتم سره .. ملك أمره» (مولوى 
0 

الا"؟١ رد فروزانفر( شرح/5١٠) المعنى فى هذا البيت إلى حديقة سنائى (انظر البيتين‎ : )١70( 
. 77ل من الترجمة العربية للحديقة)‎ - 

)١18١-180(‏ : الوعود صنفان : وعوث حقيقية يستريح إليها القلب» ووعود مجازية وغير 
حقيقية وهى وإن هدأت القلب إلا أنه لا نفع فيها ولا جدوى منها ٠‏ والصنف الأول وعود أهل 
الكرم فهى خزانة جارية من الفتوحات التى لا تنقطع ؛ فوعد الشيخ حقيقة وليس مجرد بشرى هو 
حقيقة واقعة بالقوة وان لم تقع بالفعل » والصنف الثانى تعب مستمر وألم جار . 

ولااخير فى وعد إذا كان كاذيا ولااخير فى قول إذا لم يكن فعل 
(187) : من هنا تبدأ لا منطقية الحدث فى هذه الحكاية وعدم اقناعه؛ والواقع أن الحكاية التى 
اعتمد عليها مولانا تقف عند عملية اكتشاف المرض ولا تخبرنا بالعلاج » وأى قارئ لابد وأن 
يسأل نفسه : ما ذنب الصائغ السمرقندى فى أن تحبه الجارية » وأما كان من الأوفق للملك أن 
يتصرف كما تصرف ملك أخر فى موقف مشابه فى:. احدى حكايات مولانا جلال الدين الواردة فى 
نهاية الكتاب الخامس عندما منح الملك جارية للقائد الذى احبته وسما عن شهوات حبه ؟!! (نفس 
السؤال سأله كاتب ايرانى معاصر هو رسول برويزى فى مجموعة لولى سرمست ., أنظر بحثنا 
بالفارسية : سيرى در داستانهاى رسول برويزى ؛ المنشور فى مجلة كلية الآداب - جامعة 
القاهرة- العدد 39 سنة137١‏ ) وتظل هذه السمة من عدم الاقناع وقفا على هذه الحكاية الوحيدة 
من حكايات المثنوى . 

)١95 - 184(‏ : المدخل إلى الصائغ واستدراجه إلى الملك والى حتفه من شقين : الشق الأول هو 
مدح مهارة الصائغ فى صنعته وعلمه ٠‏ والثانى : المال الذى قدم له والذى ظن أنه لا محالة 


ت مانت 


واصل" إليه » وهما فخان ندر أن ينجو منهما انسان » فالصائغ لم يسأل نفسه كيف وصل صيته 
إلى الملك وهو مغمور” فى مدينته؛ وبالتالى لم يسأل نفسه على أى أساس سوف يستحق كل هذا 
الذهب وكل هذا المال من الملك!! ومن ثم سعى إلى حتفه بظلفه؛ وحفر بتفسه قبره . والمضمون 
يوحى بقول للإمام على #ء : رب ساع فيما يضره؛ وبعبارة: يقدر المقدرون والقضاء يضحك» 
كما يمكن أن توحي بهذا : المضمون 
وكم من اكلة منعت اخاههفا ‏ بلكة سساعة أكللات دهفسر 
وكلممن طالب يسعى شئ وفيه هلاكق هلو كان يسترى 
(أحاديث مثنوى ؟) 
)١99(‏ : جزء أخر من لا منطقية الحدث فى القصة ؛ فكيف يسلم الملك معشوقته التى يعانى من 
حرمانه منها لمرضها كل هذه المعاناة إلى عاشقها السابق لتشفى بوصاله . ثم تعود إليه ؟!! على 
كل حال ينبغى أن ننحى منطقنا المعاصر جانبا كما سيوصينا جلال الدين فيما بعد . 
)3١7- 70:(‏ : العشق من أجل اللون و من أجل الأصباغ ومن أجل الجمال الوقتى عاقبته العار 
ونهايته الفناء ٠‏ وهو غير العشق الخالد الذى يضيف إلى كيانك ووجودك فى كل لحظة علما جديداً 
وآفاقاً جديدة » دعك من صبعة الدنيا وفتات الجمال . فكل جمال فى الدنيا إنما صار جميلاً لأنه نال 
قدرا يسيرأ من فتات الجمال الخالد ومعدن الجمال (عن جرعة الجمال الإلهى انظر الكتاب الخامس 
:الأينات + سد ةلالا وشووحيا وعق أفول اعمال القبرئ »انر الكنان الوابغ الأبينات 
د - ١51١5‏ وشروحها) وليت هذا القبح الذى حاق بالصائغ قد حاق به من البداية: إذن 
لشفيت الجارية منه قبل أن تصل إلى الملك وقبل أن يحيق به سوء القضاء (مولوى )74/١‏ وعند 
استعلامى : ليت حبها كان على هذا النسق من البداية ١‏ اذ كان حبها يبدو قويا روحانيا فاذا به 
تعلق جسدى .)5١١/١(‏ 
)5١5 - 7٠04(‏ : يظل الصائغ على غروروه ٠‏ وها هو يرثى نفسه » لقد قتل لأنه كان جميلاً فقد 
كان وجهه عدوا لروحه . ورب جميلات يصبح جمالهن وبالا عليهن لأنهن لم يجمعن إلى جمال 
الوجه والجسد جمال الروح والخلق ؛ والصائغ لا يرى إلا ما هو جسدى فيه ؛ ولا يتذكر فى نفسه 


دلام"” - 


إلا جمائه الذي أورده موارد الهلاك . فالمخلوقات الجميلة يوردها جمالها موارد الهلاك : 
الطاووس يورده جناحه موارد الهلاك (فى الكتاب الخامس حكاية عن طاووس أخذ يقلع جناحه ؛ 
انظر الأبيات "ات - 357 وشروحها) والغزال تورده نافجته موارد الهلاك والثعلب يصاد من 
أجل فرائه ء والفيل يقتل من أجل سنه ؛ وهكذا فكمال الدنيا نقص وعطاياها هلاك . 

)5١5-- 57(‏ : لا يزال الصائغ فى غروره وتوعده : لقد قتل بريئا ولم يكن قد أذنب ذنبا واحدا 
؛ لكنه قتل من أجل من هم دونه ٠‏ فهل يقصد الملك أو الجارية أو الحكيم ؟!! ويتوعد قاتله بأن 
دمه لن يضيع هدرا ٠‏ فاليوم له : والغد عليه » والفعل شمس ظاهرة ورد الفعل ظل ؛ والفعل نداء 
فى الجبل ورد الفعل هو ذلك الصدى الذى يرتد من هذا الصوت (إفعل ما شئت فكما تدين تدان) . 
وللسلطة نهاية وللقدرة نهاية . 

(14١؟‏ - ؟١١١)‏ : ما إن مات الصائغ حتى شفيت الجارية من حبه . وإذا كانت حقيقة قد عانت كل 
هذا المرض الشديد لفراقه ؛ فكيف لا يضتيها مرضه وذوبانه أمامها ٠‏ وكيف لا يحطمها موته 
تحطيما ؟!! على كل حال » هكذا تدور الحكاية ويعود مولانا إلى التفرقة بين نوعين من العشق : 
عشق الأموات (انظر شرح 705 - 7٠١7‏ من الكتاب الذى بين أيدينا) وعشق الحى الذى لا يموت 
٠‏ والذى يتجدد دائما » فكأن العاشق شرب من ماء الحياة الذى يتجدد به وجوده ويزداد نضرة فى 
كل لحظة . ووجد الأنبياء من هذا الحب العظمة والحشمة والعطاء المتجدد؛ ولا تقل إن الأمر 
خاص بالانبياء؛ وأن كل امرئ إنما يعشق بقدر همته ٠‏ فالكريم كريم مع كل خلقه ؛ وما دام 
الاستعداد موجوداً فإنه لا يهب احدا ما لا يهبه لآخر » ويرى فروزائفر ( شرح ص )١١5-١١6‏ 
أن البيت ١77‏ يحتوى على إجابة لأحد العارفين على ما قال به المتكلمون بأن العشق الإلهى أمر 
غير ممكن ؛ لكن الصوفية يرون أن العشق هو العشق لله فحسب فهو أقوى صلة بين العبد وربه. 
وأن الله يقبل عشق عبده ولا يؤيسه ولا يرده - بكرمه - عن بابه . 

)13١18- 57(‏ : يناقش مولانا قضية قتل الملك للصائغ من وجهة النظر الصوفية ٠‏ ويرى أن 
قاتله هو الحكيم وليس الملك . على كل ففى القانون المحرض أكثر مسئولية من المنفذ - ويقيس 
مولانا بقصة سيدنا الخضر وقتله للغلام وخرقه للسفيئة : والخضر يتكرر ذكره كثيراً فى كتب 


8م - 


الصوفية » كمرشد للأنبياء والذى أوتى العلم اللدنى بنص القرآن ؛ وهو شارب ماء الحياة » ولذلك 
لا يموت أبدا ؛ وكثير” من الصوفية الأولياء لهم روايات عن لقاءات معه فى البادية» حيث يظهر 
فيدل التائه فى البيداء على الطريق ؛ وكل مكان يمر به الخضر يخضرء وفى رفقته لموسى الظيندا 
ميدان اشتق منه الصوفية كثيرا من معانيهم وافكارهم ؛ ومن أهمها الصبر علىأمر المشايخ مهما 
كان مرا ... فموسى لكي نفسه لم يستطع معه صبراً ؛ فقتل الصانغ على يد الحكيم مثل قتل الغلام 
على يد الخضر ٠‏ كلاهما بأمر الله ٠‏ كلاهما من وحى الله؛ وأمر الله لا يكون إلا صوابا ... ثم 
يقدم مولانا تبريرات توقعنا فى إشكال أآخر هو ان الحكيم الالهى يهب الروح الخالدة المنورة 
بالعشق والثابتة بالعشق فمن حقه أن يقتل (فى المثنوى حكاية اخرى تسبب فيها ابو يزيد البسطامى 
فى مقتل عدد من مريديه . انظر الكتاب الرابع الأبيات 7175 - 7١54‏ وشروحها) وللولاية ما 
للنبوة من مزايا » لقد أسلم اسماعيل رأسه للذبح ولم يعترض . 

)١48- 575(‏ : إن أرواح قتلى العشق تتصل مباشرة بالخالق سبحانه وتعالى وبذلك تنال الخلود» 
وفى حديث قدسى يتكرر عند الصوفية «من أحبنى قتلته ومن قتلته فأنا ديته» (انظر أحاديث 
مثنوى / ص ١١54‏ » وانظر الكتاب الرابع ؛ الأبيات 7١70 - 57١77‏ وشروحها ويوسف بن احمد 
المولوى 94/4") ... وحكايات العشاق الذين ضحوا بالروح رخيصة من أجل الحبيب تملا كتب 
التصوف » ولا يرضى المحبوب بما هو دون بذل الروح و ' لا خير فى عشق بلا موت" وعند 
سنائى " العشاق يموتون ضاحكين عندما يأخذون كأس الموت من أيدى الحسان ' ٠‏ ويحس مولانا 
بأن كل هذه الاحتجاجات قد لا تجدي فتيلا فى تبريرموت الصائغ المسكين ؛ فيأمرنا بعدم الجدل 
وعدم إساءة الظن ٠‏ ألا ترى أن طريق التصوف كله قسوة على الجسد وقسوة على النفس وأعمال” 
أن قستها بمنطقك الدنيوى تكون أشبه بالجنون والعته ؟! فاذا كان الغنى في الترك والشبع فى 
الجوع فلماذا لا تكون الحياة فى الموت ؟!! أليس كل هذا من أن تصفى فضتك الخالصة (روحك) 
من الشوائب (أدران البدن ووساوس النفس) التى لحقت بها ؟! ... وألا يصفى الذهب النضار فى 
بوتقة النار ؟! (عن العمارة فى الخراب انظر الكتاب الرابع الأبيات 774١‏ - 71517 وشروحها) 
... ألم يكن فى خرق الخضر للسفينة إنقاذا لها من الملك الظالم الذى كان يأخذ كل سفينة غصبا 


- 


(الكهف / )١4 - 7١‏ واذا كان موسى بنبوته قد حجب عن ذلك؛ فما بالك تحاول التحليق إلى أفاق 
هذه المعانى العليا ولا جناح لك ؟! لماذا تنظر إلى الأمر على أساس أن ملكا قتل منافسا له فى 
حب حارية أعشادا على حوله وقوه وسيظرقه 14ب إنة لريكن ملكا بل كان وليا من خواض- الله 
جاهد اذن فى أن تفرق بين الورد الاحمر وبين الدم وإن اتفقا فى اللون » وجاهد فى ألا تعتبر من 
امامك مجئونا بناء على حكم الظاهر » وجئونه هذا إنما من فرط عقله » انه يتظاهر بهذا الجنون 
عقلا منه " عقلاء المجانين طائفة من الصوفية تظهر الجنون احتماءً أو اتقاءا " تراه لو كان ملكا 
متعطشا إلى دماء المسلمين كنت مدحته ؟! وأنا اعلم تماما أنه اذا مدح الفاسق غضب الرب واهتز 
لذلك العرش ؟! (استعلامى )١١7/١‏ كان يريد أن يخلص الجارية من عشق أرضى ويخلص 
الصائغ من عشق ارضى كان لطفا ذلك الذى يريده ويقصده ولم يكن قهرا ... وألا تدرى أن كثيرا 
مما يفعله الله يبدو قهرا وهو لطف . (وقد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت) (تتردد هذه الفكرة كثيرا 
فى المثنوى ويعبر بها مولانا بلفظ النعل المعكوس » اى اللجوء لقلب إتجاه النعل عند السير ( أنظر 
الكتاب الذى بين أيدينا البيت 447 7 والكتاب الخامس ٠»‏ البيت ١6‏ والبيت 054؟) واذا كنت لا 
تتحمل النظر إلى الحكمة الإلهية فانظر إلى ما يجرى فى الحياة حولك : الطفل يبكى من إبرة 
الحجام ' أويبكى من حتنة الطبيب " لكن الأم ضاحكة » لماذا ؟! لأنها تفهم أن فى هذا الألم الذى 
يعانيه طفلا راحة له ٠‏ فإياك ان تقيس الأمور بقدر فهمك وإدراكك؛ وإلا تجد نفسك قد سقطت 
(754 -278) :عن الدرويش القلندري: أنظر شرح كولبينارلي الترجمة الفارسية والكتاب 
التذكاري في تكريم فروزانفر» وتنتهى اللطيفة التى ساقها مولانا عن القياس الذى فى غير محله 
والذى يوقع صاحبه فى الخطا فالاشياء تتشابه فى المظهرء وبينها بون شاسع فى المخبر ... 
وكثير” من الالفاظ تتشابه فى الكتابة لكنها تستخدم للتعبير عن معانى متعددة » ويستخدم مولانا 
مصطلح الأبدال بمعنى عام أى رجال الحق بوجه عام؛ وإن خاض الشراح فى الحديث عن الابدال 
بالمعنى الخاص (لتفصيلات انظر يوسف بن احمد المولوي )41١ - 894/١‏ ويضرب مولانا المثل 
بالكافرين الذين ضلوا لأنهم اعتبروا الأنبياء بشر «إن أنتم إلا بشر مثلنا» (ابراهيم )٠١/‏ «هل هذا 


إلا بشر مثلكم» (الأنبياء /؟) «أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون» (المؤمنون "4) ١‏ «وقالوا 
ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق» (انفرقان / ؟) وهذا هو العمى الذى ينظر إلى 
الظاهر فحسبء ولا يعرف أن هناك فرقا شاسعا بين هذا النبى وعامة الناس . والحياة حولك مليئة 
بالأشباه ظاهرا وبينها مسافة سبعين عاما فى الباطن فنحل” يفرز الشهد ونحل لا عمل له إلا 
الوخزء وبوص خال وبوص آخر ملئ بالسكر . وإنسان يأكل ليعيش حياة حيوانية ؛ وآخر يأكل 
فينقلب الأكل فيه إلى علم ونور وفيض وحكمة » انسان يأكل فيقوى كل صفاته البهيمية من حسد 
وبخل وحقد ء وآخر يأكل فيقوى فى ذاته الصفات الربانية » ليس البشر فحسب أو الاجساد: 
فالجمادات هى الأخرى تتفاوت وان كانت تصنف تحت انواع واحدة : فأرض خصبة وأرض بور 
» متلما يكون إنسان ملاكا وآخر شيطانا . وماء' ملح وماء عذب وإن اتفقا فى الصورة ؛ لن 
تستطيع أن يميز بين هذه الأشياء المتنافرة الا صاحب ادراك . 

(779 - 3585) : واذا كانت الأعراض هكذا فكذلك المعانى : فالسحر والمعجزة متشابهان فى 
الظاهر» فكلاهما خرق للعادة » لكن شتان بينهما »ومع ذلك فقد اعتير الناس المكر أساسا لكليهما . 
وفى منارات السائرين عن الفرق بين المعجزة والكرامة :المعجزة : تقع عن قصد النبى وتحديه؛ 
والكرامة قد تقع عن غير قصد الولى؛ وقيل قد يجوز أن تقع الكرامة ايضا بقصد الولى وأن الفرق 
بينهما أن المعجزة تقع على التحدي والكرامة لا يتحدى بها الولى ؛ والولى قد يحدث الكرامة 
قاصدا ولكن دون تحدى والمعجزة ظاهرة؛ والكرامة يجاهد الاولياء فى إخفائهاء والمعجزات للنبوة 
تثبيت» والكرامة للولاية إستدراج (لتفصيلات انظر منارات السائرين .)١58- ١55‏ (عن الفرق 
بين السحر والمعجزة ؛ انظر الكتاب الثالث » الأبيات 21١57 --11١45‏ وشروحها) . قالاعمال 
بنتائجهاء وفرق بين عمل يكون رحمة من الله فى إيدائه وفى نتيجته » وعمل يكون شعوذة 
وإحتيالا لايتأتى من ورائه إلا اللعنة» وفرق بين المقلد وبين المؤيّد من الله . والكفار يتطبعون 
بطبع القردة » فالقرد يقلد الإنسان فى كل ما يقوم به »فهل انقلب بذلك انسانا ؟! أو سحرة موسى 
حملوا عصا كعصا موسى فهل تغليت على عصا موسى ؟ أو لقفت ما صنعوا لأنه كيد ساحر ولا 
يقلح الساحر حيث أتى . 


لوم - 


)50١- 745(‏ : وكما يكون الأمر كذلك بين المعجزة والسحر يكون بين الايمان والنفاق » وقد 
يكون المنافق اكثر من المؤمن حرصا على رعاية الظاهر؛ وذلك لكى يغطى كفره ونفاقه 2 
والمناققون يزاحمون المؤمنين فى العبادات : في الصلاة والصوم والحج ؛ لكن ما النتيجة ؟! كسب 
للمؤمن وهزيمة ساحقة للمنافق ...وان كان كلاهما يجرى فى مضمار واحدء إلا أن الفرق بينهما 
كالفرق بين ساكن مرو (أقصى الشمال الشرقي لايران) والرى (أقصى الشمال الغربى) ... كلاهما 
- وهما يقومان بعمل واحد على وجه التقريب» يمضيان إلى غنايتين بعيدتين عن بعضهما كل 
البعد والمنافق بنفاقه يضع حجباً متراكمة على عين قلبه » وبناء على اسمه (من النفق اى المسافة 
الخفية بين منطقتين منطقة الايمان ومنطقة الكفر) فإنه كلما أمعن فى النفاق ازداد بعدا عن الحقيقة 
لكن ما بال الاسم هنا يكتسب معنى ؟!! يفسر مولانا هذا الأمر قائلاً : إن كل انسان سواء كان 
مؤمنا أو منافقا يسر إذا لقب بالمؤمن ؛ ويستاء اذا لقب بالمنافق؛ فالاسم هنا كأنه عقرب يلدغ من 
الداخل ؛ فكأن اسم المنافق مشتق من النفق ٠‏ والنفق مظلم وخفى ومريبء ويذكر بالدرك الأسفل 
من النار عاقبة المنافقين الحتمية » وينتقل مولانا إلى مبحث آخر هو العلاقة بين اللفظ عموماً وبين 
معناه : فالقبح ليس من اللفظ , واللفظ مجرد وعاء للمعنى» وملوحة ماء البحر ليست من الإناء 
الذى وضعت فيه ؛ وكلاهما موجود فى الدنيا البحر العذب والبحر المالح » لكن «بينهما برزخ لا 
يبغيان» (الرحمن )2١/‏ فاذا اردت أن تنجو دعك من الظواهر ... ودعك من الصنع وانصرف 
إلى الصانع ؛ وسله أن يضع محك التمييز فى روحكء وأن يسقيك شربة من أم الكتاب» أى اساس 
التمبيز بين الحسن والقبيح من اللوح المحفوظء أو يرزقك من علمه النذر اليسرء أو محو الصفات 
البشرية وإثبات الصفات الروحانية » أو كما يتضح من الأبيات التالية » حسن الدين الذى به تستطيع 
أن تصل إلى حقيقته المتشابهات » وهذا ما يقصده المصطفى يي بقوله : " استفت قلبك ولو افتاك 
المفتون " ! 

)31١- 50(‏ ؛ لأقرب لك معنى حس الاين عن طريق شرحس لك حسن الدنيا : إنك إن 
أحسست بأن قشة قد دخلت فمك من خلال اللثمة التى تبتلعها تتبعها حتى تعثر عليها وتخرجها » 
هذا بشرط أن تكون حيا ويكون حس الدنيا حيا فيك ٠‏ إذن فلتحيى فى نفسك حس العقبى؛ حس 


وم - 


الدين؛: سلم السماء والوصول (شبه سنائى أيضا الطريق إلى الآخرة بالسلم. انظر الترجمة العربية 
لحديقة الحقيقة الأبيات 7١‏ - 13؟) وأنت تطلب سلامة حس البدن من الطبيب لكن اطلب سلامة 
حسن الدين من الله » وانت تعمر حس البدن لسلامة البدن ... لكن حس الروح لا يعمر إلا بخراب 
البدن» أى عدم اغراقه بالشهوات والموبقات . وهذا التخريب للبدن هو بداية عمران الروح ٠‏ وكل 
عمران لابد له فى البداية من تخريب (انظر شرح الأبيات 774 - 48" من الكتاب الذى بين 
أيدينا) قطع الماء عن الجدول وتطهيره ثم إجراء الماء فيه ...هدم المنزل للبحث عن الكنز - شق 
الجلد وإخراج النصل- هدم القلعة والإستيلاء عليها كلها أمثلة وردت في مقالات شمس ص ١٠١‏ 
* مادامت بافية في يد المتمرد ع لابد من تخريبها ' وعند إين قيم الجوزية : لابد فىقبول المحل 
لما يوضع فيه: أن يفرغ من ضده :وهذا كما أنه فى الذوات والأعيان؛ فكذلك هو فى الاعتقادات 
والارادات؛ فاذا كان القلب ممتلئا بالباطل إعتقادا ومحبة؛ لم يبق فيه لاعتقاد الحق ومحبته موضع؛ 
كما أن اللسان إذا اشتغل بالتكلم بما لا يتفع؛ لم يتمكن صاحبه من النطق بما ينفعه. إلا اذا فرغ 
لسانه من النطق بالباطل. وكذلك الجوارح إذا إشتغلت بغير الطاعة لم يمكن شغلها بالطاعة الا اذا 
فرغتها من ضدهاء فكذلك القلب المشغول بمحبة غير الله وإرادته والشوق اليه والأنس به لايمكن 
شغله بمحبة الله وإرادته وحبه والشوق إلى لقائه إلا من تفريغه من تعلقه بغيرهء ولا حركة اللسان 
بذكره والجوارح بخدمته إلا اذا فرغها من ذكر غيره وخدمته؛ فاذا امتلاً القلب بالشغل بالمخلوق 
والعلوم التى لا تنفع؛ لم يبق فيه موضع للشغل بالله ومعرفة أسمائه وصفاته وأحكامه (الفوائد : 
ص :١‏ »ء ط دار الزهراء للاعلام العربى » القاهرة سنة )١956©‏ . 

(51 - 374) : إننى أسوق الأمثلة هنا فحسب ؛ وإلا »فأى علم لى بتحديد كيفية عمل من لا 
تحدد كيفية عمله ؟! وليس لى هنا إلا أن أقدم الحيرة » والحيرة فى الصنع وليست الحيرة فى 
الصانع » وحيرة الإعجاب والحب؛ لا حيرة الإنكار والبغض والجهل والشك ؛ وقد قال سيد المحبين 
واللهى كت فيك تصير 1+ (عن الحيرة انظر الكتاب الثالث الأبيات ١١17-١1١١‏ اوشروحها )هذه 
الحيرة المحمودة هى التى تجعلك ناظرا دائما إلى وجهه ؛ بحيث تصل في وقت من الاوقات إلى 
أن تكون عبدا ربانيا ٠‏ «أكون يده التى يبطش بها وقدمه التى يسعى بها ولسانه الذى ينطق به "... 


وم 


وإن كنت لا تصدق أن من الممكن أن يكون أحدهم وجه الله؛ فاقرا الحديث النبوى الشريف «من 
رآنى فقد رأى الحق» (رواه البخارى ومسلم) (أحاديث مثنوي / 17) وإن وصلت إلى هذه المرتبة؛ 
فقد حلت أمامك جميع الإشكالات »وتصبح عالما بقراءة الوجوه ومطالعة الوجوه ويسفر لك كل 
وجه عما يخفيه من باطن» ة قلا تمدن يدك إلى كل شيطان مريد له وجه إنسان » ولا يخدعنك أنهم 
يتحدتون بلسانك ... فكم من صياد يخدع الطائر بصفير يشابه صفيره (بل ويضع له طائرا ميتأ أو 
دمية على شكل طائر مثله فى الفخ؛ على أساس أن كل جنس ينجذب إلى جنسه» وأخطر من أولاء 
جميعاً منحط أو خسيس يسرق مصطاحات الدروايش ويحدثك بها ٠‏ فتحسبه مرشدا . فتذكر قول 
الرسول ‏ : يوشك أن يظهر منكم شياطين كان سليمان بن داود أوثقها فى البحر يصلون معكم 
فى مساجدكم؛ ويقرأون معكم القرآن ويجادلونكم فى الدين ومنهم شياطين فى صور الانسان 
(أحاديث مثنوى ص ؛) . فاذا به غول يجعلك تضل فى البيداء» وهم وإن كان لهم شكل الدروايش 
فليس لهم نورهم . وان كان لهم كلامهم ٠‏ فليس لكلامهم هذا تأثير كلام المرشدين الحقيقيين من 
مواساة وإرشاد ... ليس لهم من التصوف إلا اللباس " وجوههم وجوه الذباب وقلوبهم قلوب 
الذئاب " » لا يعرفون الفرق بين النبى الصادق وبين المتنبى الكذاب؛ بين أحمد المصطفى وبين 
مسيلمه الدعى الكذاب ٠‏ وما بقى لمحمد أنه رأس أولى الألباب ؛ ولم يبق لمسيلمه من ذكر إلا 
الكذاب » فالفرق بينهما هو الفرق بين شراب الحق وختامه مسك « وفى ذلك فليتنافس المتنافسون » 
والخمر التى تظوننا نتحدث عنها وخاتمتها نتن وعذاب . 
(75) : يقدم مولانا بداية من هذا البيت حكاية عن فحوى الأبيات السابقة » عن مرشد كذاب 
مزور استطاع أن يضل أمة بأكملها (وما أكثرهم فى العصر الحديث) ... والواقع أن أصول 
الحكاية عديدة وان إستطاع مولانا أن يصنع منها حكاية متكامله الأطراف .فنحن أمام أساطير 
عربية ومن بينها أسطورة الزباء ملكة تدمر وبعض جزئياتها » وتراث مسيحى عن الإختلاف حول 
الأناجيل وتحريفها » وجو عام يذكر بخلافات المتصوفه فى عهد مولاناء وإتقلاب التصوف من 
ذوق وعرفان وسلوك إلى مجرد جدل صوفى حول قضايا نظرية » وقال جولبنارلى نقلا عن براون 


- وم - 


أنها مأخوذه عن كتاب عن قصص الأنبياء كتبه أبو الحسن بن الهيثم وترجمه إلى الفارسية محمد 
بن عبدالله التسترى كما ذكر مخطوطة ابراهيم بن منصور النيسابورى ووجود القصه فيها عن 
يهودى اسمه يونس القى بالخلاف بين المسحيين (د5١٠)‏ . ويرى قروزانفر أن هذه الحكاية (مآخذ 
/ "-7)مأخوذة نقلا عن تفسير أبى الفتوح الرازى. وأشار إلى مصادر منها تفسير الفخر الرازى 
وحياة الحيوان للدميرى نقلا عن الكلبى وتفسير النيشابورى . وأشار إلى أن جزئية قطع الوزير 
المحتال لأذنه وأنفه إلى أنها مأخوذه من حرب فيروز مع الهياطلة , والأقرب أنها قد تكون مأخوذه 
من قطع قصير لأنفه وأذنه فى قصة الزباء العربية المشهوره . وأصل القصه عن رجل يهودى 
يسمى بولس يظهر تقوى كاذبه ويعتنق المسيحيه اعتناقا كاذباء ويتظاهر بأنه لقى العذاب والعنت 
من ملك اليهود من أجل مسيحيته ٠‏ ويندس بين المسيحيين . ويقوم بتحريف الدين والفاء الفرقه ؛ 
وهو نفسه الذى قال بطبيعة إلهية للمسيح ووضع التثليث ٠‏ وشرح فروزائفر( شرح١5١59-1١)‏ 
أنه نفس بولس هذا كان مؤمنا بالمسيحيه وان كان أصل البدع فيها . وفى تفاسير أخرى للقرآن 
ومصادر تاريخيه أنه كان من بناة المسيحيه وأنه لقى العنت فى سبيلهاء وأنه استشهد بأمر من 
نيرون امبراطور روما سنة 14 أو سنه 77 م؛ ولم ينتحر كما ورد فى قصة مولانا بناء على 
رواية قصص الانبياء وتفسير ابى الفتوح الرازى . ويبدو أن مولانا اخذ رواية أبي الفتوح الرازي 
؛ ووضع إسم بولس على وزير محتال هاماني الطبع لملك متعصب تعصبا يهوديا وقحاء» ومن 
خلال الشخصيتين تحدث إلينا عن التعصب ومضماره وعبادة الذات وتأثير النفس مىخلال الإنسان؛ 
كما طرح بعض القيم الدينيه ؛ وحدثنا عن ديناميكية ظهور مذاهب جديده وافكار وآراء جديده مما 
قد يكون قد شهده خلال تجاربه العديده . ومن العسير إعتبار القصه تعصبا ضد المسيحيه ؛ فقد 
كان مولانا بريئا من التعصب براءة تامه - وفى جنازته سار اليهود والنصارى والمسلمون جنبا 
إلى جنب - فضلا عن أن القضايا القكريه التى أثارها كلها قضايا صوفيه وعرفانيه ولا علاقة لها 
بالمسيحيه من قريب أو من بعيد . وانظر فى البيت إلى التعبير ' مختلقا للظلم ' أى أنه كان يبتكر 
فى المظالم تعصبا لليهوديه وتحقيقا للهوية اليهوديه . 


- ووم - 


(710) : لم يكن هذا آنملك المتعصب يسلك هذا المسلك إلا من حوله : فالأحول هو الذى يرى 
الشئ الواحد لثنين وهذا الملك الأحول لم يبصر الوحدة النبويه بين موسى وعيسى عليهما السلام 
فوقع فى أفة التعصب . 

(554) : الطربفة التى يذكرها مولانا هنا بناء على قول فروزانفر (مأخذ / /ا-4) وردت فى 
مرزبان نامه للوراوينى كما نقلها العطار فى أسرار نامه ؛ وعند سنائى حكايه أخرى عن أحول 
آخر وان كانت تهدف إلى نفس المعنى (أنظر الترجمه العربيه لحديقة سنائى » الأبيات 4١17‏ - 
5ه وشروحها). 

(54 -5"") : الغضب والشهوه حائلان دون الحكم الصحيح » فلا حكم لغاضب ؛ والغرض 
مرض » والهوى مضل ؛ وكلها حجب تحجب الرؤيه الصحيحه » يقول على 4د « واحذر الغضب؛ 
فإنه جند عظيم من جنود ابليس » (مشكينى / )57١‏ والهوى حيض الرجال وكل هذه آفات أشبه 
بأن يكون القاضى مرتشيا ٠‏ فأى حكم من قاض مرتش تنتظر ؟!! 

)"4١(‏ : أى أن الدين لا رائحة له ؛ كالمسك والعود - تستدل عليه من رائحته (لمولانا رأى آخر 
فى الكتاب الثالث وهى أن رائحة الايمان ورائحة الكير والشقاق تصل حتى السماء السابعة؛ انظر 
الأبيات ١19 - ١١‏ وشروحها) . 

(59* -95؟) : روى عن حذيفة د : كان الناس يسالون رسول آلله يلِ عن الخير وكنت أسأله 
عن الشر مخافة أن يدركنى (مولوى )٠١5/١‏ لأن الرسول يِه قال : من إتقى الشر وقع فى الخير 
(استعلامى )١2١/١‏ والغول فى المأثور الفارسى مخلوق خرافى يظهر فى الصحراء فى صورة 
انسان ويُضل الناس ويلقي بهم فى للمتاهات ٠»‏ لقد كان هدف الصحابه أن يعرفوا كيفيه مكر النفس 
ذرة بذرة وشعرة بشعره ومداخلها وتزيينها للشروالقبح ؛ وكلها أمور أخفى من دبيب النمله على 
الصخره الملساء فى الليله الظلماء ... كان الهدف هو الوصول إلى الإخلاص في العباده ؛ وإيعاد 
شبه الرياء والسمعه » والتمييز بين ما هو حق وما هو باطل .مثل التمييز بين الأشياء الظاهرة 
والمحسوسة (للورد والكرفس) وإذا .كان أذكياء الصحايه يشعرون بالحيره من وعظه يه فما بالك 
بنفسك أنت ؟!! 


- كوم 


(774) : الدجال طبقا للروايات الدينيه يظهر فى آخر الزمان ويدعى أنه عيسى/8ة ويتبعه كثير” 
من الناس ويفتنون به ويصدقونه وفى الحديث النبوى الشريف: «الدجال أعور العين اليسرى جفال 
الشعر. معه جنة ونار فناره جنه وجنته نار » (الإمام السيوطى + جامع الأحاديث . طبعة حسن 
عباس زكى ؛ ج ؛ ٠‏ ص ١55‏ .؛ القاهره ١5845‏ ). 

(725؟ - 584) : الشباك والحبوب : كقايه عن الفخاخ المصنوعه لنا نحن الطيور الضعيفه 
« وخلق الائنسان ضعيفا » من جوعنا وحرصنا تقع فى هذه الشباك؛ وهذه الفخاخ من مال وجاه 
ونساء وما زين حبه للناس + وأنت تختصنا بأنبياقك وأوليائك وأصفيائك وتبدى لنا الطريق ثم نسقط 
مرة ثانيه » خذ بيدنا السقوط» وأنت أهل المغفره والغفران والتسامح دون حاجه منك إلينا «والله 
غنى عن العالمين » ... وهكذا فمهما جمعنا من عبادات وطاعات ؛ هناك نفس أماره تفعل فعل 
الفثران فتنقب أهراءنا وتسرق ما فيها لتعود إلى ما جمعناه وما عملناه فنجده هباء منثوراً » وهكذا 
فعليك أيها الحبيب أن تتخلص من شر النفس الأماره بالسوء ثم تجاهد بعدها فى العبادات 
« التصوف خلق مما زاد عليك فى الخق زاد عليك فى الصقاء" ... والصلاة نفسها التى هى لب 
العبادات وعماد الدين لابد من الاستعداد لها أولا بحضور القلب كما قال السيدد السند وصدر 
الصدور محمد المصطفى ويه « لا صلاة إلا بحضور القلب » وقوله 2 : لا ينظر الله إلى صلاة 
لا يحضر الله فيها قلبه مع بدنه » (أحاديث مثنوى /5) . قال ابوطالب المكى : حدثت أن المؤمن 
إذا توضأء تباعدت عنه الشياطين من أقطار الارض خوفا منه.لأنه يتأهب للدخول على الملك؛ وإذا 
كبر حجب عنه ابليس فإذا كبر؛ نظر الملك فى قلبه» فإن كان صادقاء قال صدقت الله اكبر فى 
قلبك كما تقول» فيشع من كلبه نور يلحق بملكوت العرش فيكشف له ملكوت السموات» وأما الغافل 
الجاهل إذا قام للوضوء احتوته الشياطين كاحتواء الذباب نقطة العسل؛ وإذا كبر كان كل شئ قى 
قلبه عنده أكير من الله» فيقول له الملك كذبت؛ فيثور من قلبه دخان يلحق بعنان السماء فيكون 
حجابا لقلبه يرد صلاته لا يعقل ما كان فيه فهذا لا صلاة له . (مولوى )٠١9/١‏ ... وان لم يكن 
ذلك الفأر اللص الخبيث المتمثل فى وساوس النفس وتسرب الرياء إلى الأعمال ؛ (ومثال الفأر 
وتسلله إلى المخزن ذكر فىمعارف بهاء ولد ص 55 - 44 ). و انعدام الاخلاص ينقب أهراءنا 


0 


فأين نتيجة تلك الأعمال والحسنات التى قدمناها طيلة اربعين عاما ؟!! إن الأعمال التى تتم 
باخلاص تتراكم فوق نفوسنا فتزكيها وتربيها وتجعلها نفوسا نورانية ربانيه .. فإن لم يكن ثم 
عيب فيها فلماذا لم يكن فعلها هكذا معنا ؟!! . 

(85؟ -387) : أنظر إلى الصوره : تنبعث فى بعض القلوب البشريه ومضة برق من الخير 
يتقلها ذلك القلب المستعد القابل» وغالبا ما تكون ومضه برق الخير هذه منبعثه من قلب المرشدء 
وهذا هو معنى انبثاقها من الحديد » فان كان صادقا قبلها وان لم يكن صادقا انطفأت هذه الومضه 
من الخير » ومن يطفؤها ؟! ذلك الشيطان اللص الذى يريد أن يكون الظلام سائدا؛ ليسرق ما يشاء 
أثناء الظلام» إنه يضع أصابعه (الشهوات وطول الامل والحرص) على هذه الومضه التى تشرق 
كالنجم فى قلب المؤمن فيطفؤها : وذلك مصداقا لقوله ## : لولا أن الشياطين يحومون على قلب 
ابن آدم تنظر إلى ملكوت السموات (مولوى .)١١١/١‏ 

(584 - 584؟) : يناجى مولانا جلال الدين الله سبحانه وتعالى : إننا جميعا معرضون لهذا 
لصوو زوالا .كلتك ذا رخا ورحاظة تلمك يمنا لور ورناى هذا ..وكيولك إركا عق العنايه الور 
الكتاب السادس ؛ البيت 5847 » وشروحه) قما جدوى طاعتنا إن لم تكن عنايتك » واذا كانت هناك 
آلاف من أنواع الإمتحان والإختبارات فى طريقنا » فما دمت معنا يا الهى ؛ لا خوف علينا ولا حزن . 
(3950 - 95") : ومن قبيل رحمتك بنا وعنايتك بنا يا الهى أنك أنعمت علينا بنعمة النوم «قل 
أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامه من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه » 
(القصص /77) يخلص الأرواح من أقفاص الأجساد ويحررها كاسرا ما يحيط بها من ألواح العقل 
والذهن والأعراف والتقاليد والعادات» ولهثانها طوال النهار فى أثر نفع الدنيا ٠‏ وتشاحنها » وتحملها 
لوطأة هذا الجسد الذى يشدها إلى الطين ومتطلباته ومغارمه ٠‏ لتعيش الأرواح فى مساواة مجردة » 
فروح السجين مرتاحه من السجن ؛ وروح السلطان متجرده عن الملك والحكم والأمر والنهى »فلا 
حسره ولا رجاء نفع ولا خوفا ضرر ولا قلق من هذا أو ذاك » وكل ذلك دليل يا الهى عى انك 
تستطيع أيضا أن تحرر الروح سواء فى اليقظة أو فى المنام من كل هذه الأدران التى يتقل الجسد 
بها عليها . 


موس - 


)١595- 54(‏ : وهذا هو حال العارفين فى يقظتهم؛ أعيئهم مغمضه عن الدئيا مفتوحه على 
الآخره , تجول أرواحهم فى عوالم فى اليقظه كما تجول أرواح العوالم فى النوم » مثل أهل الكهف 
« وتحسيهم أيقاظأ وهم رقود » (الكهف /164) . قال نجم الدين كبرى " ان الشابت الصادق 
والطالب المحق؛ من اعتزل عن قومه وانقطع عن إخوان سونه؛ واعتقد ألا يعبد إلا الله؛ ولا 
يطلب إلا الله؛ و لا يحب إلا الله. ويعرض عما سوى الله؛ ثم يأوى إلى كهف الخلوة متمسكا بذيل 
شيخ واصلء ليربيه بنور الولاية كما كان أصحاب الكهف. لكنهم مجذوبون بنور الولاية وذلك من 
النوادرء ولاحكم للنادر " . (مولوى : )١١7/١‏ . وقال الكاشانى فى التأويلات : وتحسبهم أيقاظا 
أى وتحسب العارفين بالله أيقاظا لانفتاح أعينهم وإحساسهم وحركاتهم إلى إشتغال الدنياء وهم 
رقود عما سوى الله فى الحقيقة: ونصرفهم إلى جهة الخير وتقلبهم تاره إلى جهةمقتضى الطبيعة 
والشواغل الجسمانيه. ظهورا لحكمتنا! وكلبهم أى نفسهم باسط ذراعيه أى توكلهما بالوصيد أى 
بقناء البدن ملازمه لهم (الانقروى )١15/١‏ . إنهم مغمضو الأعين عن الدنيا ليل نهار ؛ وهم كالقلم 
بين يدى الرب يقلبه كيف يشاء (عن تفصيل هذا المثل انظر الكتاب الرابع ؛ الأبييات 397١‏ - 
898 وشروحها) . 

(590 - 504 ) : وان هذا الذى يبديه الله تعالى للعقل من حال العارف جزء" يسير جدا مما 
خصه به ويسره له ؛ والعقل منه فى دهشة وحيرة ... ويعود مولانا فيفصل الصورة التى جمعها 
فى الأبيات 54٠0‏ - 5937 : تمضى أرواح العوام إلى صحراء لا وصف لها ء فتستريح الأرواح 
من الأبدان» وتستريح الأبدان من الأرواح؛ ليستريح كلاهما من هذا الصراع المحتدم فيما بينهما 
والمستمر ما دامت اليقظة قائمه » ثم ثمة صفير (كالذى يطلقه الصياد للطير) «وتمد شباك الدنيا 
وفخاخها عندما تشرق شمس النهار ٠‏ فيستدعى فالق الاصباح .وكأنه نفخ فى صور اسرافيل؛ هذه 
الأرواح الشارده إلى عالم الصورة » والجياد التى عريت من سروجهاء وهذا هو سر الحديث 
النبوى القائل « النوم أخ الموت ولا يموت أهل الجنه» فالموت قطع لكل العلائق من الدنيا . لكن 
فى النوم يبقى خيط غير مرئى بين الأرواح إلى أجسادهاء حتى يطلع النهار وتعود إليها . قال 
تعالى «الله يتوفى الأنفس حين موتهاء والتى لم تمت فى منامهاء فيمسك التى قضى عليها الموت 


- ووم - 


ويرسل الأخرى إلى أجل مسمىء إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون » (الزمر /47) » وليته يحفظها 
فى كنفه؛ كما حفظ أرواح أهل الكهفء أو كما حفظ سفينه نوح من أمواج طوفان العالم وطوفان 
الكفر الذى يحيط بها » حتى ينمو الضميرء وتنجو العين والأذن مما يسببه هذا الوعى وهذا العقل 
والصحو. وكثيرون هم أمثال أهل الكهف يعيشون فى كنف الله وتحت حفظه وفى رعايته ؛ ولا 
تخلو منهم الدنيا » هم فى غار كنف الله وحفظه ؛ وهم يعيشون مع الحبيب ؛ لكنك لا تراهم » لأن 
الله قد ختم على سمعك وبصرك !! 

)5١5- ٠١‏ : ليست كل العيون جديره بإدراك هذا الجمال ؛ بل ربما تراه قبحا. وليلى فى 
المأثور الفارسى رمز الجمال الخالد :والمجنون رمز العاشق المتيم الواله فى الجمال الخالد؛ لا 
يبصره سواه ولا يقدره إلا إياه ... قال فروزانفر (مآخذ /8) إن الحكاية التى بين أيدينا وردت فى 
ربيع الأبرار للزمخشرى: " دخلت بثينه على عبد الملك بن مروان فقال : يا بثيئه ما أرى شيئا مما 
كان يقول جميل فقالت : يا أمير المؤمنين انه كان يرنو إلى بعينين ليستا فى رأسك "؛ كما نظم 
العطار نفس الحكاية التى بين أيدينا فى مصيبت نامه ... ورواها سعدى فى كتّاب كلستان 
مستشهداً ببعض الأبيات العربيه التى نسيث إلى المجنون (كليات سعدى . ص4؟١1-.11),‏ 
وبالطبع ذكرها كل منهم فى معرضه بيان معنى من المعانى . ووردت أيضافي مقالات شمس( ص 
٠5‏ قالت : نعم أن أنا ليلى ولكنك لست المجنون واستشهد بالبيت : 

وكيف ترى ليالنى بعين ترى بها سواها وما طهرتها بالمدامع . 

والمعنى الذى بين أيدينا أن الخليفة لم يستطع أن يشاهد جمال ليلى (الجمال الخالد)»؛ لأن عينيه 
مفتوحتان على الدنياء وليس عاشقا نأظرا إلى الحقيقة ليدرك مدى جمالهاء بل إن من يلهيه طلب 
الدنياء ويلهث خلفها بسياط المال أو الشهرة حتى ولو كانت عن طريق حلال يغمض عينيه عن 
كثير من متع الدئيا نفسها كالتسامى عن طريق الفن والأدب وخدمة الخلق والعطاء ؛ فمتل هذا 
اليقظ يكون فى الحقيقة فى نوم ولا يستيقظ عادة إلا على كارثه تتم به أو مصيبه تحدث له » ومن 
لا يكون متيقظا بالحق وللحق وفى سبيل الحق تكون يقظته سدا أمام تساميهء وحاجزا أمام اليقظه 
الحقيقية » إنه يجعل " روحه " تروح فى سبات عميق ٠‏ هذا اذا اعترف أن له روحا اصلا » ويلهث 


وراء كل خيال؛ يظن أن فيه راحته وفيه نجاحه ؛ ومثل هذا الشخص لا يبنى شينا ؛ ولا يقيم 
صرحا واحدا حقيقيا » فى خيال مع الشيطان فى النوم يصيب ماء شهوته ؛ وهى لا تنجب ولا 
تنسل؛ فكأنه زرع بذره فى أرض بور ٠‏ وما أشبهه بصياد يطارد ظل طائر , الطائر فى الأعالى ٠‏ 
البناء الدنيوى الخالد هو الذى يكون موصولا بالآخرة ؛ هدفه التسامى .. هدفه راحة البشر » وبناء 
الإنسانية » وهو يظن أنه يصيد الطائر ؛ حتى تفرغ كنانته . مشهد نشاهده كل يوم : يلهث المرء 
وراء دنياه ٠‏ يجمع من المال ما يجمع لكى يستريح ١‏ وحين يستيقظ يجد نفسه مريضا مهدما وربما 
وحيدا » وتكافئه الدنيا بأن يحس بأنه لم يفعل شيئا , فماذا يجديه كسب الدنيا إذا خسر نفسه؟ 
وأغلب هذه الأنماط تنتهى إنتحارا . ولا أمل إلا أن يكون ظل الله عليه . يهديه سواء السبل» 
ويخلصه من كل هذه الأوهام والخيالات . 

45١١‏ - 450) : أتدرى ما هو المقصود بظل الله ؟!! إنه عبد الله الذى يحيا بالله؛ أفنى بشريته 
فى حب الله؛ وهو مظهر صفات الجمال والجلال وهو السلطان الحقيقى الذى لا يروح عنه سلطانه 
ولا تأفل شمسه ٠‏ وإنني لأسميه بالظل؛ لأنه دليل على وجود نور الشمس الإلهية» ومن هجير 
الدنيا يلجأ اليه المستظلون ؛ وبهم تنجو من الفتن التىأ خبر الرسول 2 أنها تظهر فى آخر 
الزمن ؛ واقرأ « ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا » 
(الفرقان /53) وكن كالخليل؛ وقل « لا أحب الأفلين » (الأنعام /77) أى عن طريق ظل الله » 
توصل إلى الله ؛ ما دام الظل هو الذى يوصل إلى الشمسء وما دامت الشمس قد ذكرت ٠‏ قإن خير 
من يدلك على شمس الحقيقة الساطعة هو شمس الدين التبريزى . لكن أين أنت من شمس الدين 
التبريزى ؟ أمامك اذن حسن حسام الدين » ولم يدذكر نفسه تواضعا واستتاراء فذكر أستاذه؛ وذكر 
تلميذه» فالولى لا يدعو إلى نفسه ولا يظهر نفسه . 

(4337 - 454) : واذا قلت : فما بالك قصرت الأمر على أستاذك وتلميذك » وجعلت الحقيقة فى 
زمائنا وقفا عليهما فان هذا يكون حسذا منك. وأنا احذرك من الحسد ٠‏ فأول معصية كان سبيبها 
الحسد : فان إبليس لم يسجد لآدم حسدا منه « قال أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين » و 
« قال أأسجد لمن خلقت طينا » فألقى بنفسه من حالق سعادة الطاعة إلى حضيض شقَاء المعصية » 


- عغ.١-‎ 


وأنا أقول لك من بداية المتنوى : لا عقبة فى الطريق أسوأ من الحسدء فهو الذى يحبسك عن 
الرجال» ويردك عن أبوابهم ؛ فتنظر إليه بعين إبليسية» وتستكثر عليهم نعمة الله ؛ وتتكبر ؛ وترى 
نفسك خير! منهم ٠‏ وهذا الجسدالمملوء حسدا إنما يلوث كل سكانه من حواس وقوى عقلانية وقوى 
قلبية وروحية ٠»‏ والله سبحانه وتعالى قادر” على تطهير هذا البيت وخلاص سكانه »وعندما قال الله 
تعالى لايراهيم واسماعيل عليهما السلام « طهرا بيتى للطائفين و العاكفين والركع السجود » 
(البقرة )١7/‏ كان يقصد أيضأ القلب فهو بيت الله فى الجسد وموضع سره » قال نجم الدين « أما 
الطائفون فواردات الحق وإلهاماته ولوامع أنواره وطوالع اسراره ووفور مواهبه؛ فجملتها بلسان 
القوم الأحوال التى تطوف حول القلوب المطهرة من الملوثات؛ السليمة من الآفات وأما العاكفون 
فأنوار معرفته ومحبته وحقائق صفاته وأخلاقه؛ وأما الركوع والسجود فإشارة إلى صفات القلب 
المطهر وهى: الإرادة والصدق والاخلاص والخضوع والخشوع والدعاء والتضرع والإبتهال 
والإنكسار والتواضع والخوف والرجاء والصفاء والوفاء والتسليم والرضا والخشيه والهيبه والتوكل 
والتفويض فجملتها العبودية" (مولوى )١١١/١‏ فهو أى الجسد كنز للنور لأنه محل القلب؛» وما 
التراب الذى خلق فيه إلا ما يطلسم به الكنز لكى لا يظهر لمن ليس بأهل ؛ والشيخ لا حسد لديه ؛ 
واذا إنصب حسدك عليه؛ فإن أذى هذه الحسد لا يحيق الا بجسدك أنت ؛ فالحسد مرض عند 
صاحبه ؛ لا يتألم منه سواه » وما علاج هذا الحسد إلا تواضعك لأهل الحق » واستسلامك لهم » 
هذه النصيحه مجربه ٠‏ جر بتاها قبلك . 

(440 -458) : لقد كان ذلك الوزير المتآمر على المؤمنين حسودا » وما تخليه عن أذنه وعن 
أنفه إلا من حسده ؛ إن الحسود لا يحتاج إلى أذن يسمع بها غير ما توسوس به إليه نفسه الحسود . 
ولا يحتاج إلى أنف يشم بها شذى معارف العارقين » والشم هو الذى يوصل إلى بساتين العارفين 
ورياض الصالحين وأحباء الأولياء ومواضعهم » فالحسود لا يضر إلا نفسه » ولا يغلق الباب إلا 
أمام نفسه . وقد قال الرسول يع «الحسد يفسد الايمان كما يفسد المر العسل» (الجامع الصغير 
)0١‏ وقال الإمام على ذه «صحة الجسد قلة الحسد» (مشكينى .)٠١7/‏ وقلة الحسد تحفظ 
عليك حواسك من الخلل وفكرك من الزلل ٠»‏ فاشكر الله على نعمة الشم » بالا تلغيها » فانك إن 


آاع ب 


الغيتها زالت عذك ؛ ومن خواص شكر النعمة شكر الشاكرين * من لايشكر الناس لا يشكر الله * 
وهؤلاء الناس فى ايديهم سموك ورقيك ؛ فكن بين أيديهم كالميت بين يدى الغسال يقلبه كيف 
يشاء * » ولا تكن مثل ذلك الوزير الذى كان ديدنه قطع الطريق على المؤمينن ٠‏ لقد كان يدس السم 
في الدسم كما يدس الثوم في حلوى اللوز (التعبير لسنائى : انظر حديقة الحقيقه البيت رقم 
دركه). 

(449 - 533) : الأذكياء والحاذقون أذكياء القلوب لا العقول » اولنك الذين يحسون بقلوبهم أن 
كلام الوزير هذا (له خبئ)؛ أنه مقنع فى الظاهر بليغ وفصيح. لكن تأثيره فى القلب عكسى تماماء 
وأحيانا يكون الكلام جميلا وفصيحا ومرتبا :يراعى قائله كل أصول البلاغه لكنه يظل * مجرد 
كلام ” يحس القلب من ورائه شيئا ٠‏ وكأن مولانا يقول أن المبالغة فى تزيين ظاهر الكلام هكذاء ما 
هي إلا لفقدانه الإخلاص ؛ وكلام الكاذب كالسراب (مشكينى /417) يحسبه الظمآن ماء وما هو 
بشئ ١‏ أو كأنه الفضة المزيفة؛ بيضاء اللون لكنها تسود اليد ء أو بتعبير آخر للإمام على م 
(كخضرة على مزابل) (سبزوارى )١8/‏ وهكذا فالمهم الأثر ؛ والمهم المحك ؛ والمحك قلوب 
الأذكياء الواعين المنورة بنور المعرفه الالهيه » وكلام الوزير وإن كان متوهجا كالنار فائه 
محرق ٠‏ والبرق وإن كان يحتوى على نورء فإن نتوره يخطف البصر ولا يضئ أمام البصر » 
وهكذا كلام المنافقين الذى يتجرعه الهمل الرعاع ويستشهدون به , إن كلام الوزير مجرد كلام 
' مبهر " ليس أكثر . كلام ' مبرمج ' بالتعبير المعاصر ؛ يدق على موضوعات بعينهاء لإدخالها فى 
العقول قسرأ » حتى ولوكانت القلوب لا تطمئن إليها . 

(457-477) : المراد بالإثنى عشر أمير الأسباط الاثنا عشر أو الحواريون الاثنا عشر ؟! أو 
مجرد إتنى عشر أمير كان قوم عيسى يسلمون لهم أمورهم ويتبعونهم ؛ المهم أن الوزير الماكر بدأ 
برؤوسهم فتسلط عليهم . وهكذا تبدأ الفتنه بالكبراء والملا والقادة والقدوة» وتتعفن السمكقدائما من 
رأسها. 

(419 - .2.0 ) : آثرت ترجمة ' طومار " هنا بقرطاس. على أساس أنه التعبير القرآانى 
(تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كشيرا) (الأنعام /11) والتخليط بالتلبيس وهو وضع الأفكار 


لت 


المتداخله المتناقضه وخلطها . والأفكار التى يسوقها مولانا على أساس ان الوزير قد وضعهاء لا 
تتصل بالعقائد بقدر ما تتصل بالطريق والعرفان والواقع أن هذا يوحى بأن مولانا كان يقصد 
بالقصه كلها بيان المرشدين الكاذبين الذى يلبسون الطريق على المريدين؛ وأن عيسى والوزير 
اليهودى الماكر مجرد إطارهء فالوزير يتحدث عن شروط الطريق فهو حينا الجوع والرياضة 
الصوفية والتوبه والانابه والرجوع » ثم يعود فيقول فى قرطاس : لا » لا نفع فى الرياضة والمهم 
هو الجود ؛ وفى مرة ثالثة لا للرياضه ولا الجود؛ فإن الرياضه والجود تدخل من العبد؛ والتدخل 
شركء بل التوكل و التسليم على أساس أن الله سبحانه وتعالى يقدم ما فيه الخير لعبده ؛ ثم يقول : 
التوكل سلبية » يخلص بها المرء نفسه وينسي غيره بل الأصل فى خدمة الخلق » ثم يأتى فى 
قرطاس فيسقط التكاليف» ويقول الأصل فى الأمر والنهى العلم وليس العمل»لأن الله يعلم أننا غير 
قادرين على القيام بهاء فكيف يأمرنا بشئ نعجز عنه ؟!! ثم يقول فى قرطاس آخر : لا ؛ لا ينبغى 
أن تعتبر نفسك عاجزا لأن في هذا إنكارا لما منحك الله من قدرة » ويعود فى قرطاس فيقول : 
دعك من العجز والقدرة؛ فكل ما يظهر فى طريقك صنم ويعود فيقول : النظر هو شمع طريق 
الوصول إلى الحق » ثم يقول فى قرطاس آخر : أطفئ شمع النظر فيعطيك شمع الروح النور وكل 
ما تبحث عنه يصلك ؛ ويقول فى قرطاس : تمتع بما خلق الله لك من رزقء ولا تجعل منه حلالا 
وحراماء وتكلف نفسك العنت وفى قرطاس آخر يقول :أ نبذ كل ما قبله طبعك ؛ وليس معبار قبول 
الشئ موافقته للطبع؛ فهناك أمور كثيرة ميسرة؛ لكن عاقبتها عسر .ولو كان كل ما يسر صحيحا » 
لكانت كل أمه على الحق ؛ ثم ترك الموضوع مفتوحا عفقال انظر إلى العاقبة و إلى المآل وهكذا 
ينقض فى قرطاس ما قاله فى قرطاس آخر » فيقول فى أحدها : لابد من المرشد ويقول فى آخر : 
بل المرء مرشد نفسه؛ وفى قرطاس يقول : كل الأديان والمذاهب دين واحد ؛ وفى آخر يقول : 
كيف تكون المائه واحدا ؛ وكيف تكون المذاهب واحدة؛ وفى كل منها ما يخالف الآخر : هل يكون 
الشئ الواحد سما وترياقا ؟ ثم يفرغ إلى نهاية التلبيس . دعك منها كلها » دعك من كل الطرق وكل 
المذاهب. هذا هو الطريق الوحيد لكى تشم أريجأ من بستان الوحدة (وكم تكون النصيحة بالشم 
مجدية حقا من فاقد للشم !!) . 


ا واحة 


)2١5 - 5.4(‏ : لقد كان ذلك الوزير اليهودى يدعو بين قوم عيسى »دون أن يكون قد علم النذر 
اليسر من أساس دين عيسى ايا ورساله ؛ والواقع أنه ربما كان يعلم ويفعل عامدا ما يجعل 
أساس هذه الفسلفه مبعثرا ومشتتا عند أتباع عيسى . واللون الواحد عند عيسى اع " المحبة* 
والمحبة هى القادرة على أن تجعل حسن التفاهم يسود بين أرباب الأديان المختلفة و دن الصفاء 
هو معرفة الله ». فالوصول إليها ينفى ما علق من الطرق من غبار الإختلاف ؛ وريما كان فى هذا 
! شارة إلى ما روى عن عيسى اعفن أنه إشتغل فى صباه صباغا ؛ فطلب منه أستلذه أن يصبغ 
عدة تياب بألوان مختلفة ؛ وذهب إلى بعض شأنه ؛ فنسى سيدنا عيسى لعي المطلوب لكل ثوب ثم 
وضعها فى دن واحدء وأخرج الأثواب.. فكان كل ثوب فيها على ما طلبه استاذه (قصص الأنبياء 
للتعالبى 559 - 45١٠‏ ) ليست وحدة اللون التى يكون منها الملل بل وحدة اللون التى تسكن إليها 
الروح ؛ مثلما يسكن السمك إلى البحر الزلال مع أنه ذو لون واحد ‏ وبحر الروح على بأج واحدء 
لكن اليابسة (الحياة المادية) مليئة بالفتن والمجادلات والخصومات؛ ومن هنا تسكن مخلوقات البحر 
(العارفون) إلى الماء وتنفر من اليابسة أى سمكة وأى بحر ؟! هكذا يستدرك مولانا » ما هذا 
التشبيه ؟! يا لها من قاصرة هذه اللغة لا تستطيع أن تعبر عن عشر معشار ما يجول فى القلب من 
معان أأشبه بحر الجود بالبحر ؟! وهذا البحر عطاء منه ؟! وما يعطيه البحر من لطفه ؟! ودره 
من مطره والسحاب الذى سيره ؛ كلها من شموس كرمه ؟! وهذا التراب القابل للحب ؛ أليس من 
علمه ؟! ألا ترى أن هذا التراب أمين" على ما تضعه فيه من حب ٠‏ هل زرعت مرة شيئا 
وحصدت شيئاً آخر ؟! فأمانة التراب إنبتقت من الأمانه الإلهيه ‏ ولا تقولن أن الربيع هو الذى 
يظهر النبات» قهل يستطيع الربيع أن يظهر شيئا دون أن يجد إشاره من الحق ؟!! 

15د - 214) : إذا كان هذا ديدن نخالق مع الجماد ؛ فذلك لأن الجماد إنقاد له مطئطأ الرأس 
وتواضع واعترف بجماديته » لكن هذا اللطف ينقلب إلى قهر مع الإنسان الحى العاقل الذى نفخ فيه 
من روحه وكرمه على كل مخلوقاته » فيجعله يعمى عن كل هذه الآلاء والعطايا ٠‏ أترانى عندما 
أصل إلى هذا الوجد أستطيع أن اعبر التعبير الحقيقى والناس جميعا قد فقدوا السمع وملأت آذائهم 
ضوضاء الدنيا وجلبتها وضجتها ؟! إن الأذن التى تتجه إليه فحسب تصير عينا فتعاين الحقيقة 


تقا 4الاتت 


كأنها تشاهدها . والحجر الذى يتعرض اشعاع من شمس الطافه ينقلب إلى حجر كريم ٠‏ إن معه 
كيمياء التبديل التى تجعل من المعدن الخسيس معدنا كريما !! ماذا أقول ؛ إنه ليس فى حاجة إلى 
وسيله من كيمياء وسيمياء (الكيمياء والليمياء والهيمياء والسيمياء والريمياء هى العلوم الغريبة 
المضمنون بها على غير أهلها وتجمعها عبارة : كله سر) وهو الذى يعطى عباده المخلصين القدرة 
على المعجزة وهى قلب الأعيان دون وسيله » وهذا الثناء منى عليه تجرؤ منى فإذا كان الرسول 
الكريم يي قد قال «لا أحصى ثناء عليك» كيف أقوم أنا ذاتى بالثناء عليه ؟! «وشرط المحبة إفناء 
الوجود فى حب المعبود حتى يصير بصير الشاكر والمشكور والرب الغفور» (مولوى ١/5؟١)‏ 
وشرط الثناء الحقيقى أن يكون وجودك فناءً أمام وجوده » وأن من شرط هذا الوجود أن يكون 
اعمى عمن سواه ؛ فان اثبت لنفسه رؤيه » لجرؤ على النظر إليه ٠‏ وان فعل لذاب . ألست ترى 
الوجود كله متجمدا حزينا يرتدى زرقة الحداد (السماء والبحر) . إن هذا هو ما حفظ عليه وجوده ؛ 
فلو أَتبت لنفسه وجودا أمام هذه الشمس لذاب وانمحى كما قال الجنيد : "اذا قرن المحدث بالقديم لم 
يبق له أثره" (انقروى ١/د4١)‏ . 

(د؟ه -345) : لقد كان ذلك الوزير بمكره جاهلا غافلا ٠‏ كان يقاتل من لا يقاتل ويقاوم من لا 
يقاوم » ويخلق من العدم إن شاء ما يفوق كل هذا الوجود الذى تراه وتراه واسعا وهو مجرد ذرة 
بين يدى قدرته » انه يجعلك إن عرفته محيطا لمعرفته بمعرفة كل شئ ٠‏ وهذا العالم الذى تراه 
واسعا سجن لك (الدنيا سجن المؤمن) .وإذا أردت أن تعرف الفرق بين ما تراه فى هذه الدنيا من 
أنواع العلم والقدرة وما يمنحه الإله من علم ومن قدرة لأصفيائه الذين اتجهوا إليه » فانظر إلى 
هذه الامثله : عصا الله فى يد موسى حطمت كل عصى السحرة وكل حراب فرعون وجيشه 
وخيله ورجله » وأعظم علماء الطب لم يستطيعوا أن يفعلوا ما يفعله نفس واحد من أنفاس عيسى 
ْنا ؛ ودواوين العرب كلها هباء أمام بلاغة ذلك النبى الأمى ؟! اتراك تقاوم هذا الإله الغالب ولا 
تستسلم له وتفنى فيه ابن لم تكن دنيئا خسيسا ؟!! وكم من قلوب راسيات كالجبال قد خلعها بحبه 
خلعا من مكانها » وكم من طيور ذكية ماهرة سقطت فى الفخ اعتمادا على ذكائها ومهارتها ؛ إن 
فضل الله لا يناله كل قبيح بمال أو بعقل أو بجاه ؛ لأنه سبحانه وتعالى قال فى حديثه القدسى : 


ب كاعٌ - 


«أنا عند المنكسرة قلوبهم» وكم من أغنياء وعلماء أجلاء صاروا لذلك الوزير إمعات 6 
؛ أرأيت كيف يمسخ الضلال والطمع والحرص البشر ؟! ألم تقرأ فى قصة هاروت وماروت أن 
المرأة التى أغرتهما قد مسخها الله تعالى وجعل منها كوكب الزهرة ؟! (الأسطورة تكاد تكون 
عالمية فهى ناهيد الزهرة عند الفرس وافروديت عند اليونان وفينوس عند الرومان (كولبينارى : 
99-0] ؛ وانظر لال ما القديمة المتشابهة » عن الزهرة [99-100]) . أتعتبر تحول 
امرأة إلى كوكب مسخا و لا تعتبر هبوطك إلى حضيض الجسد وتجاهلك لعالم الروح مسخا . ! 
الروح ترفعك ل اللويضية ولت انيت الدرة لوبط بك إلى أسفل ساقلين 0 
الجدلية الصوفية كلها وقد عبر عنها سنائى بقوله : 

ماذا أفعل بالجسد وأنا من عليين وماذا أفعل بالروح وأنا من طين 

وأنك بدلا من أن تسير فى أثر الروح » نزلت وتسفلت . ألست ترى المسخ الذى حدث لك وان لم 
يكن هذا مسخا فماذا يكون المسخ؟! إنك لاتراه لأنه مسخ باطنى ؛ مسخ قلب ؛ ومن رحمة الله 
بأمة محمد أنه جعل مسخها فى القلوب لا كمسخ بنى إسرائيل فى الأجساد والجوارح (عن المسخ 
الظاهر والمسخ الباطن » انظر الكتاب الخامس , الأبيات 397؟ - 7١١١‏ وشروحها) وها أنت 
ترى نفسك جديرا بملك العالم وبأن تملا سيرتك الدنيا » وصعدت فى الفلك السابع ؛ لكنك لم تدرك 
إن السجود لآدم كان سجودا لروحه ولم يكن سجودا لجسده . 

(41ه - 307) : لكن لا تيأس من رحمة الله : فان معرفة الحق إن سطعت على كل ما فى العالم 
من تلج وما فى دنياك من اهتمامات مادية أحالتها إلى ماء وأذابتها ؛ وشعاع واحد من رحمة الله 
وعنايته يجعل كل غزل ذلك الوزير أنكاثا » ويجعل هذا الإضلال حكمة ؛ وهذا التلبيس رحمة » 
وهذا السم شرابا سائغا ؛ فيهديك من حيث اراد غيرك بك الضلال ٠‏ ويمنحك محبته من حيث أراد 
غيره أن ينمى الحقد فى قلبك ٠‏ أليس هو سبحانه وتعالى الذى رعى إبراهيم اليا وهو فى النار ؟! 
أليس هو الذى أبدل المؤمنين من بعد خوفهم امنا فى بدر؟! إنه تعالى محرق الأسباب وفاسخ 
العزائم . وهذا ما يصيبنى بحيرة العارفين » وأرى أن التفكير بالعقل فى فعله مجرد سفسطة 


عمىج مامه 


وشقشقة ألفاظ . 


دماعت 


(6ده - 218) : تدل الأبيات أن مولانا كان على دراية كبيرة بسيكولوجية الجماهير ؛ فالزعيم أو 
القائد إن ظهر كثيرا بين أتباعه يُتذل ويُمل » تقدم آراؤه » وتستسخف لفتاته ونظراته » وببساطة 
يستهلك تماما » ولا تعود له نفس الجاذبية عند الجماهير » ومن هنا فلابد من أن يجدد 'شوقها" إليه 
٠‏ فيظهر على فترات متباعدة ؛ أو يختفى وفى حالة القيادة الدينية والمذهبية لابد وأن يكون الأمر 
مصحوبا بجو دينى ومذهبى كالحالة التى بين أيدينا : لقد وضع الوزير الماكر بذور الفتنه ورواها 
٠‏ ثم تركها تنمو وتختمر وتغلظ وتستوى ٠‏ واختفى فى خلوة الممارسة الرياضية الصوفيية (بيعض 
زعماء العصر الحديث يختفون قليلا ويقولون أنهم مختفون للتأمل مثلا) وها هى جماهير العوام 
كالأنعام" تجأر بالشوق إليه .. أنها تحس بدونه أنها عمياء لا ترى » ولم لا وقد أخذ منها عيونها 
وحبسها معه فى الخلوة .. فأصبحت بدونه كالأطفال حرموا الرعاية (معظم زعماء العصر أقاموا 
دعايتهم وجاذبيتهم على أنهم آباء لشعوبهم من أول نابليون حتى اتاتورك وما بعد اتاتورك , 
فساقوهم إلى الذبح) وظمأى حرموا الماء الذى كان يحقنهم به صباح مساء ؛ الحكاية ليست حكاية 
تعصب . إنها تقدم نموذجا لفن الخداع الجماهيرى الذى لم يصبح علما إلا فى العصر الحديث » 
انقلب الطالب إذن إلى مطلوب » ومن ثم يدخل فى مرحلة جديدة من مراحل الشعوذة وخداع 
الجماهير ٠‏ أى إضفاء هالة من القدسية على كل ما يقوم به » وليس مكلفا بان يقدم تبريرات بل 
عليه أن يتكلف بعض الحكمة ويصبها صبا فى آذان الجماهير : فهى تشحذ فيهم الشوق وتضرم 
النيران ويمكن فيما بعد أن تصبح '" أقوالا خالدة " للزعيم تدرس فى المدارس وتكتب حولها 
الأبحاث . 

(54ه -280) : وهكذا يبدأ الوزير الحكيم فى الحديت إلى الأتباع الذين برح بهم الشوق » 
وبالرغم من أن الحديث الذى يقدمه إليهم عن لزوم الباطن بدلاً من أتباع الظاهر من الموضوعات 
النمطية التى خاض فيها مولانا جلال الدين كثيرا » إلا أثنا نجده عندما يسوق الحديث على لسان 
مدع يجعلنا نحس بأن الحديث بالفعل لا يعبر عما فى الباطن » وانه مجرد كلام ولا نميز تلك 
الروح الفياضة الشفافة التى تتجلى فى هذه الأحاديث عندما يسوقها مولانا على لسانه أو على لسان 
شيخ مخلص : وهكذا فحديث الوزير هنا يبدو حديثا تعليميا جافا يفيض بالادعاء : فهناك أذن 


500 


للظاهر وأذن للباطن » وأذن للحس وأذن للروح »وأذن الحس حجاب على أذن الروح ؛ (والمثال 
الغفلة كقطن فى أذن السر » ورد فى المعارف ص )١7١‏ ولا يهم فى الكلام الذى تسمعه أذن 
الحسن ؛ فسد أذن الحس ٠‏ لكى تسمع الخطاب إلى الروح ب « إرجعى إلى ربك راضية مرضية » 
,و الحس هو الذى يصلح لليابسة (عالم المادة) أو عالم اليقظة ؛ والأحاسيس الباطنة هى التى تصلح 
تلبحر (عالم المعنى) وعالم النوم (عن عالم المادة) ومادمت فى عالم المادة .لن تحصل على ماء 
الحياة (العلم الإلهى) ومن معانيه أيضا الفيض والعشق والوفاق والعلم اللدنى وسرعة الوصول إلى 
الله والمحبة وقبلة الأحبة والحديث بالحقيقة والحركة والفقر والشراب المادى والمعنسوى 
(جولبنارلى 103 5) ولن تشق البحر ٠‏ مادمت فى عائم الفكر والوهم ؛ وهكذا ؛ عشرات من 
المصطلحات والقضايا يرصها الوزير رصا لكى يزيد فى شوق المشتاقين وإلتياع الملتاعين !!! 
(لمه -54ه) : ولكن هذا الكلام لم ينفع ولم يقنع المريدين إذ كيف يترك انشيخ المريدين يحلقون 
قى الأعالى ولم ينبت لهم ريش بعد ؟! كيف يطلب منهم أكل الخبز وهم لا يزالون فى مرحلة 
الرضاعة ؟! وكيف يمكن للاذان إلى ان تتحول إلى وعى (أذان روحيه) دون أن ينصب فيها كلام 
الشيخ + وكيف يأمرهم بالتزول :إلى الب بدونة وهو البعر 14 وكيف يطلب متهم الصحوة إلى 
الأفلاك وهم فى الأفلاك - حتى على الأرض - ما داموا معه ؟! بل إن الأرض بوجوده لتسمو 
على الأفلاك وتتفوق عليها ٠‏ إنه هو النور المشع ؛ الفلك بدونه يصبح مظلما ٠‏ والأرض به تصبح 
منيرة (كلام المريدين أكثر وجدا من كلام الشيخ لأنه صادر عن شعور صادق) لأنه هو الروح 
وهو المعنى والرفعة للمعنى عن الصورة !! 

(د4ه - 2148) : لا يجد الوزير الماكر (الزعيم المموه , المرشد الكذاب) ما يرد به على المريدين 
فلا يجد ما يقوله ؛ ما هذا ؟! الا تتقون فى ؟! ألا تثقون فيما أقول ؟!! كيف تتوسمون فى الكمال ثم 
تنكروننى ؟!! كيف تردون آرائى وأوامرى ؟!! ألست مؤتمنا فى النهاية على دينكم وعاقبتكم » 
فكيف تتوسمون فى من التمنتم الخيانة ؟! كيف تتهموننى بأنى لا أرعى مصالحكم ولا أريد خيركم 
٠‏ لن أغادر الخلوة فأنا مشغول بإصلاح باطنى (كان مولانا ينكر الخلوة إذا كان ثم مريد فى حاجة 


-4.ع- 


إليه » ويسخر من الزهد الريائى ومن التنطع والإفراط ؛ كما سنرى فى مواضع عديدة فى المثنوى 
٠‏ ويرى أن كله هذه الصفات دليل نقص فى الشخصية الصوفية السوية وليست دليل كمال) . 

(99ه - )50١4‏ : يرد المريدون : حاشا لله أن تنكر شيخنا ومولانا أو نتحدث إليه حديثا يشم فيه 
الإنكار ؛ إن هذا هو ما أسعننا التعبير إليه » نحن لا نجادل بل نبكى حنينا .. وأنت الذى علمتنا 
هذا الحنين ؛ نحن مجرد آلات موسيقية وأنت العازف عليها ٠‏ ونحن مجرد ناى وأنت النافخ فيه . 
فكل كلمة نتفوه بها منك (الحديث هنا وخصوصا على ألسنة المريدين يعبر عن شوق مولانا جلال 
الدين وتقديره لشيخه ومرشده) نحن صدى صوثك يا جبل المعنى ؛ ونحن قطع شسطرتج فى يديك 
وأنت تنقانا كيف نشاء ٠‏ وان كسبنا قمنك وان خسرنا فمنك !! نحن ماذا نكون جوار وجودك ؟! 
عدم صور مرسومة على الأعلام ان تحركت وهجمت فمن الريح ء وأنت الريح »ء لا افقدنا الله 
إياك يا من كل وجودنا منك : (عن تفصيل الفكرة انظر ١55 - ١7١/4‏ وشروحها) . 

)11١5 - 77١(‏ : لا يزال المريدون المخلصون الذين ينطقهم الإخلاص بكلام وأفكار أعمق من 
أفكار الشيخ يتحدثون إلى شيخهم (المزور) وان كان هذا الحديث يغلب ان يكون من إفاضات 
مولانا خارج نطاق الحكاية والحديث يكاد يكون موجها إلى الله تعالى : إن الله تعالى أبدى للعدم 
لذة الوجود وابتلاه بالعشق حتى ينتقل إلى عالم الوجود وكل حلمه وصال الحق (كنت كنزا مخفيا 
فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق فبى عرفونى) فلا تسلب منى يا الهى لذة إنعامك إننا نتضرع إليك 
٠‏ لا نجادلك ولا نناقشك فهل تجرؤ الصورة على مجادلة المصور ؟! (مثل تكرر أكثر من مرة فى 
المتنوى ٠‏ أنظر على سبيل المثال لا الحصر الكتاب الثالث البيت 477 وشروحه) يا الهى لا 
تعاملنا بفعلنا بل عاملنا بلطفك وكرمك (اللهم أحملنى على عفوك ولا تحملنى على عدلك » مشكينى 
4 - من دعاء للإمام على د (ولنفس الفكرة انظر الكتاب السادس » الأبيات ٠١‏ -1015؟ 
وشروحها) . 

)1١8- 5١(‏ : من هذا البيت يناقش مولانا قضية من أهم القضايا الكلامية التى ناققشها فى 
المتنوى على طول كتبه الستة » وهى قضية الجبر والاختيار » (انظر القضية ككل فى مقدمة 
الترجمة العربية للكتاب الخامس تحت عنوان الإرادة الإلهية والحرية الإنسانية) فبالنسبة للقدرة 


الإلهية الخلق جميعا كالأجنة فى الأرحام لا حول لها ولا قوة . ومصيرها مكتوب ؛ فمنهم شقى 


وسعيك . 


(51 --155) : الآية الكريمة (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) (الأنفال /17) خضعت 
لأكثر من تفسير » ووجهت لبيان أكثر من معنى فى المثنوى : (الكتاب الثاني 537٠00931505‏ 
والكتاب الثالث بشكل اكثر تفصيلا من 55 - 1164" والكتاب الرابع 7/57 5141009117739 
والخامس عنوان سابق للبيت 5 ٠١54‏ والسادس ”:37؟”5 و 93707609937844 4318) لكن المعنى 
العام إن قعل الله متدخل" فى كل أمر هذا من ناحية » ومن ناحية أخرى إن الولى يصل إلى درجة 
يصبح بها مصداقا للحديث النبوى ويده التى يبطش بها . ويخلص مولانا إلى أنه لا يعنى بهذا أن 
يقول بالجبر لكنه يشير إلى معنى الجبروت . فنحن مجيرون عندما يحيق بنا البلاء » لكننا 
مختارون إذ يعترينا الخجل والندم على بعض أفعالنا (عاد مولانا إلى القضية فى اكثر من موضع 
فى المثنوى وجمعت فى مناقشة للقضية ككل فىمقدمة الترجمة العربية للكتاب الخامس) . ثم ان 
هناك دليلا آخر على انك مختار وهو انك كثيرا ما تقوم بمحاسبة نفسك وتتوب وتعد وتنذر 
وتكون كلك وعيا ؛ ويجدها مولانا فرصة الحديث عن موضوع آخر : إذا كان الآلام هى التى 
تجعلك اكثر وعيا وهى التى تقودك إلى الحبيب فلك ان تحتضن الآلام التى يهبها لك الله بعشق 
(لتفصيلات انظر الكتاب الثالث الأبيات ٠١4 - ١55‏ وشروحها ؛ والكتاب السادس الأبيات 
4"١8- 5‏ وشروحها). 

(750 -545) : كل من هو أكثر يقظة ومعرفة بالله يكون اكثر ألما وخشوعا وانقيادا ٠‏ يقول 
المصطفى عليه السلام « أنا أعلمكم بالله وأنا أخشاكم له » (مولوى )١517/١‏ وعلى مستوى آخر : 
أكثر الناس يقظة ووعيا هم أكثرهم ألما حتى لبلاء الآخرين إن لم يحق بهم البلاء هم أنفسهم . فها 
أنت تقول بالجبر ومع ذلك لا تتضرع إليه حتى يرفع عنك ما حاق بك . وإذا كنت سجينا للجبر 
الإلهى مقيدا به فما إظهارك للفرح ؟! وإذا كنت فى أوان ذاتك ترى أنك مجبر فهل تراك مجبرا 
أوان رفعتك فى إذلال الآخرين ؟! ثم أين قولك هذا بالجبر وأنت فى كل فعل تميل إليه تسرع 
إليه وتقوم به بكل قدرتك وقوتك ؛ أما إذا حاق بك ما تكره فلا تفنا تكرر أنه من الله . ما هذا 


-غ١١‎ 


التناقض ؟!! لكنى أقول لك حتى تستطيع أن تفرق : الأنبياء ورجال الله يعتبرون الدنيا بأجمعها فى 
يد قدرة الله وجباريته » أما أمور العقبى فمن اختيارهم هم ٠‏ أما الجهال يعتبرون أن ما يحدث فى 
الآخرة متعلق بالجبر وذلك لكى يسقطوا التكاليف الشرعية عن أنفسهم ؛ الجهال والضالون 
يتصورون ان أمور الدنيا فى أيديهم وفى مسئوليتهم هم ؛ وأن الآخرة بيد الله » والأمر هنا يبدو 
معكوسا وغامضا إلى حد ما » والمعنى الأبسط والأقرب إلى الذهن أن الأنبياء يختارون أمور 
الآخرة ويعيشون فى الدنيا جبرا واضطرارا ؛ أما الجهال والكفرة فيختارون الدنيا ويوكلون كل ما 
يتعلق بالآخرة إلى الجبر الإلهى ٠‏ وهو جزء من التناقض الموجود فى شخصياتهم » ويفسر مولانا 
هذا الأمر بأن الأمر لا جبر ولا اختيار بل " كل يطير صوب جنسه " فالأنبياء من جنس الآخرة 
ومن ثم يهرعون إليها » والكفار من جنس الدنيا ومن ثم يلتحقون بها » ويرى مولانا أنه قد ينزلق 
إلى ما لا ينبغى الحديث فيه » فيرى أن من الأولى العودة إلى الحكاية . 

(54 - 537) : الوزير المحتال يضن على المريدين حتى برؤيته (وذلك لشحذ حرصهم وأشار 
مولانا إلى هذه النقطة بالتفصيل فى الكتاب الثالث فى قصة موسى وفرعون على أساس أن الإنسان 
حريص” على ما مُنع » انظر الكتاب الثالث الأبيات 845 - 4584 وشروحها) ومن ثم يرد عليهم 
الوزير من داخل الصومعة ٠‏ ويرمى بالسهم الأخير فلا تبرير ولا موعظة ؛ إنه مأمور بكل ما 
يفعل والمأمور معذور » ومن أمره بهذا ؟1 عيسى نفسه !! أنه يدعوه لكى يقيم معه فى الفلك 
الرايع » وهكذا تبلغ شعوذته مداها " وكثيرون هم الطغاة والمشعوذون الذين يربطون كل ما 
يقومون به من أفعال بغيبيات الدين ويظلون يوحون إلى المخدوعين بهم أن ما يفعلوه إنما يفعلونه 
بأمر حتى يصدقوا هم أنفسهم » وسوف نرى أن ذلك الوزير صدق نفسه حتى الموت . 

(155) : يعد أن أنهى الوزير المحتال مكيدته الكبرى أنهى حياته » والأمر وإن بدا غير منطقى 
إلا أن المرء عموما عندما ينهى أساس حياته . وينتهى العمل الذى كرس نفسه سنوات من أجله 
ولا يبقى من بعدها شئ يفعله أو هدف يسعى فى أثره » يحس أن الحياة لم تعد لها فائدة .. وهذه 


هى سخرية متطلبات الدنيا ؛ كثيرا ما نقرأ عن انتحار أناس من كبار الأغنياء أو أصحاب الجاه 


-8غا١؟-‎ 


ويبقى الأمر لغزا ولا يمكن تفسيره ؛ وأغلب الظن أن ذلك الذى ينهى حياته على هذه الصورة ؛ 
إنما يكون قد فرغ من كل أمل ؛ وكل هدف وكل ما كان يملا الحياة ويجعلها جديرة بأن تعاش . 

(577 - 544) : فى هذه الأبيات يتحدث مولانا جلال الدين عن وجوب الإمامة يشكل عام ؛ 
فالنائب أو الإمام هو القائم على ميرات من يسبقه . ويتناول مولانا القضية من أساسها : النبوة . 
فلأن الله سبحانه وتعالى لا تدركه الأبصار . فقد جعل الأنبياء دليلا له , فالأنبياء هم نواب الحق » 
ثم يستدرك : ما هذا ؟! وهل يمكن الفصل بين النائب وبين من أنابه ؟!! أليس « من يطع الرسول 
فقد أطاع الله »؟!! قال نجم الدين " ذاك لأنه به يوصف الفناء فان بائله باق بالله قائم مع الله ٠‏ 
وكان خليفة الله على الحقيقة فيما يعامل الخلق حتى قال الله تعالى : « وما رميت إذ رميت ولكن 
الله رمى » يعنى ما رميت حيث كنت بك أنت إذ رميت يعنى إذا رميت بخلافة الله لا بك لكن 
الله رمى إذ كنت به أنت وكان الله خليفته فيما يعامل الخلق قال تعالى : « إن الذين يبايعونك إنما 
يبايعون النه » لان الله بخلافتك باق لك عنك فبكونه كان خليفة بك عنك للخلق فكانت يد الله فوق 
أيديهم » وكان من يطع الرسول فقد أطاع الله لأن الرسول كان فانيا عنه باقيا بالله » والله جعله 
خليفته ٠‏ ولهذا كان يقول 8 الله خليفتى على أمتى فنتج أن بين الله وبين أنبيائه لا اعتبار للإثنينية 
حقيقة فإن أحكام الأنبياء هى أحكام الله » فمن آمن بوحدانية الله وأنكر رسالة الرسول لا فائدة له 
من توحيده (مولوى )١7/١‏ إنك إن نظرت إلى الصورة أى إلى الظاهر تجدهما اثنين ؛ لكنهما 
واحد أمام من لم يقف عند ظواهر الحياة المادية »فلا وجود إلا للواحد الأحد وما سوى ذلك شرك 
وتكثير ؛ والوحدة فى النور ؛ وحتى عندما تنظر بعينين تنظر بنور واحد ١‏ وعندما قضئ عشرة 
مصابيح ١‏ وتترك النظر إلى المصابيح وتنظر إلى النور فإنك تجد النور واحدا ؛ والثمار وإن 


تعددت : عصيرها وخلاصتها واحدة . فلماذا لا تعترف إذن أن الواحد هو الموجود فحسب ؟!! 


دااع ب 


(745 - 184) : بالرغم من أن جلال الدين الرومى يُقدم لنا على أساس أنه من صوفية وحدة 
الوجود ؛ إلا أن مولانا فى هذا الجزء الأول من المثنوى يناقش القضية بشكل صريح ٠؛‏ فليس هناك 
وجودان لكى يتحدا »بل وجود واحد , إذا استطعت أن تسيطر على الصور وتنصرف إلى المعنى؛ 
ففى المعنى لا قسمة ولا أعداد ولا تجزئة ولا إفراد » وإنك إن لم تستطع ان تفعل » فإن الله 
سبحانه وتعالى برعايته وعنايته يوجهك إلى الطريق » ويجعلك سالكا ويعد لك خرقتك (انظر 51١7‏ 
و١5‏ من الكتاب الذى بين أيدينا) . 

(540 -155) : إن الحقيقة واحدة » ولب العالم واحد ؛ ويبين مولانا خلق عالم التراب وتجلى 
الوجود الحقيقى فى عالم الصورة فيقول : لقد كنا جوهرا واحدا ساريا فى كل الوجود ؛ فقى ذلك 
العالم لا طرح للرأس والقدم أو للبداية والنهاية أو الحدود أو الانفصال أو الاثنينية » وهذا الجوهر 
السارى فى كل شئ مثل نور الشمس وفى هذا الأمر لم تكن عقد ولا شوائب ٠‏ كان كالماء الصافى 
الزلال ٠‏ لكن هذا النور الخالص عندما تجلى فى عالم الصورة عانى التعدد وتعدد الكيفيات » تماما 
كما يتجلى النور على الشرفات وتلقى كل شرفة بظلها على الأرض ٠‏ (والمعنى وارد فى معارف 
بهاء ص "5١‏ ): فلو أنك هدمت الشرفات الموجودة على رأس الجدار (علائق الدئنيا ومظاهر 
الحياة المادية) لرأينا تجلى نور الشمس صافيا واحدا ولانتفى التعدد والفرقة والتنوع والعلو فى 
الوجود ؛ لكن كيف يمكن هدمها ؟ بمنجنيق الرياضة » بترك العلائق » بالعشق والسعى لإدراك 
الحقائق !! (استعلامى /540-4) : 

(544 -137) : يبدو أن أحد السامعين أو لعله حسن حسام الدين طلب من مولانا أن يفسر الأمر 
لكن مولانا على حذر » فالموضوع خطر ٠‏ والمنزلقات كثيرة » والجدل والشحناء واردان ٠‏ فكأن 


هذا الموضوع كالسيف البتار » وكم قطع كثيرا من الرؤوس »٠‏ وإن لم تكن تعلم فتذكر الحلاج 


- غ١‎ - 


وعين القضاة ٠‏ وما دمت لا تملك ترسا من الفهم الصحيح أو الأفهام الصحيحة فتقهقر » وأصمت 
(ضع سيف القول فى غمده » وعد إلى الحكاية التى كنت ترويها) . 

(90-5") : يتحدث مولانا فى نهاية القصة عن الموت : ليس المهم الموت بل المهم على 
أى شئ يموت المرء , إنه أشبه بكسر ثمار الجوز أو الرمان أو التفاح . صوت الكسر نفسه ينبئ 
عما إذا كانت الثمرة فارغة وعطنة أو مليئة وذات معني (يموت المرء على ما عاش عليه ويبعث 
على ما مات عليه) ؛ المهم إذن هو المعنى هو الحقيقة التى تنطوى عليها الصورة وئيس الصورة 
فى حد ذاتها ... فالروح التى لا تحتوى على زاد من المعاني هى سيف خشبى أولى بها أن تظل 
فى غلافها ؛ فإن خرجت فلا نفع فيها »بل تكون سببا فى الخسران والعقاب . فالمعنى هو الجناح 
الذى يجعل انجسد يخف ويطير ويجعل لنصورة فاندة , ومن ثم فجالس اهل المعنى من المرشدين 
والأولياء » وأطلب سيفا من خزائنهم ٠‏ وهذا ما أجمع عليه العلماء . والعلماء كالأنبياء تماما 
" علماء أمتى أفضل من أنبياء ينى إسرائيل * أى انهم رحمة للعالمين وأنت تستطيع أن تميزهم ... 
إن قلوبهم ظاهرة من أفواههم (ظواهرهم تدل على بواطنهم) مثلما تبدو حبوب ثمار الرمان من 
الرمان المتشقق ٠‏ ولكن حذار : فزهور الشقائق ضاحكة أيضا لكنها فى ضحكها تسفر عن قلوب 
سوداء » وإياك وسود القلوب . وهؤلاء الأولياء يضاء بهم بستان الدنيا كما يضئ الرمان المتشق 
البستان ؛ والمرء ومن يخالل ؛ فصحية الرجال تجعل منك رجلا ؛ وتحول كيمياؤهم قلبك الذى هو 
كالصخر إلى جوهر ٠‏ فأحببهم » يعطونك » وأطلب ودهم يبوحون لك بالأسرار ولاتيأس !! فأى 
يأس يكون فى الظلام وهو شموس الظلام كهوف الأنام ٠‏ ورب القلب يجذبك نحو أهل القلوب 
ولياك والجسد فهو يجذبك إلى الماء والطين » وصاحب المقبلين تكن مقبلا مثلهم (أو بتعبير سنائى 


تشبث بطرف رداء مقبل) عن الصحبة انظر الكتاب الثالث البيتين 75 - 5175 وشروحها) . 


- غ١‎ - 


(71 - 747) : الكلام ليس منبت الصلة عما قبله » فإن قوم عيسى لما فرقهم مكر ذلك الوزير 
الداهية » كان المخلصون منهم يجدون ذكر أحمد الموجود عندهم فى التوراة والإنجيل بعثأ للأمل 
فى نفوسهم (انظر الكتاب الرابع الأبيات 885" - 584107 وشروحها) وبالرغم من إنكار أهل 
الكتاب لما ورد فى القرآن (الأعراف ١517/‏ والصف /1) بهذا الشأن إلا أن بعض المفسرين وأهل 
الرأى جاهدوا فى بيان هذا المعنى من كتب أهل الكتاب نفسها وذلك حتى قبل اكتشاف إنجيل برنابا؛ 
الذى نص صراحة » فانكره أهل الكتاب وأكمل ما وصل إلى أيدينا فى هذا الصدد ما فى منارات 
السائرين ومقامات الطائرين لأبى بكر عبد الله بن شاهاوار الرازى (نجم الدين بن الداية) (تحقيق 
سعيد عبد الفتاح - القاهرة ؛ )١1917‏ فكان في التوراة فى الفصل العشرين من السفر الخامس " أن 
الرب جاء من طور سيناء وأشرق من ساعير » واستعلى من جبال قاران ومعه عن يمينه ربوات 
القاسين فمنهم العز وحدهم إلى الشعوب ودعا لجميع قديسيه بالبركة ؛ ومجىء الله من الطور 
إنزاله التوراة على موسى بالطور وإشراقه من ساعير إنزاله الإنجيل على عيسى وساعير أرض 
الخليل من قرية يقال لها ناصرة واستعلائه من جبل قاران إنزاله القرآن على محمد # وقاران أى 
أرض مكة . وفى الإنجيل قال المسيح " إنى ذاهب عنكم وسيأتيكم الفارقليط روح الحق لا يتكلم 
من قبل نفسه » يشهد لى كما شهدت له » يعلمكم كل شئ " والفارقليط يلغتهم هو المحمد 
(فارقليط بالسريانية هو المخلص) . وفى الزبور فى الثالث والخمسين والمائة من مزامير داود 
"ليرتاج البوادى وقراها ولتصر أرض قيدار مروجا ويسبح سكان الكهوف وليهتفوا من قلل الجبال 
بحمد الرب » وأرض قيدار هى أرض العرب والكهوف إشارة إلى غار حراء حيث نزل الوحى » 
وفى كتاب اشعيا : قال لى الرب اقم نظار ليخبر بما رأى ٠»‏ فكان الذى رأى صاحب المنظرة أن 


أقبل راكبان أحدهما على حمار والآخر على جمل »؛ يقول راكب الجمل هوت بابل وتكسرت 


دااع ده 


أصنامها ٠‏ فهذا الذى سمعت من الرب إله بنى إسرائيل قد نبأتكم به : ويعنى براكب الحمار عيسى 
تن وراكب الجمل محمد!ا # وكان على يده فتح بابل وكسرت أصنامها . (ص ١59‏ -5ه١‏ 
بتصرف). فإذا كان هذا هو تأثير اسم أحمد ؛ فما بالك بالنور الذى أنزل عليه ؟!! لقد أصبح 
كالحصن الحصين من تمسك به نجا » ومن تركه هلك . 

(247؟) : مصدر الحكاية التى تبدأ بهذا البيت فيما يقول فروزانفر (مآخذ /4) مأخوذ عن أقوال 
المفسرين فى الآية 4 من سورة البروج (قتل أصحاب الأخدود) كما ذكرها الثعلبى فى قصص 
الأنبياء المعروف بعرائس المجالس " ذكر محمد بن اسحق بن يسار عن وهب بن منبه أن رجلا 
كان قد بقى على دين عيسى فوقع إلى نجران فدعاهم فأجابوه ؛ فخيرهم ذو نواس بين النار أو 
اليهودية ٠»‏ فأبوا فأحرق منهم اثنى عشر ألف ٠‏ وقال مقائل إنما قذف فى النار يؤمئذ سبعة وسبعين 
الف وقال الكلبى كان أصحاب الأخدود سبعين الفأ فلما قذفوا المؤمنين في النار خرجت النار إلى 
أعلى شفير الأخدود فأحرقتهم وارتفعت النار فوقهم اثنى عشر ذراعا ونجا ذو نواس ؛ وكانت 
امرأة قد أسلمت فيمن أسلم ولها أولاد ثلاثة أحدهم رضيع؛ فقال لها الملك : أترجعين عن دينك 
وإلا القيتك أنت وأولادك فى النار فأبت فأخذ ابنها الأكبر وألقى به فى النار ثم أخذ الأوسط وقال 
لها ارجعى عن دينك فأبت » فألقى به أيضا فى النار ثم أخذ الرضيع وقال لها ارجعى فأبت فأمر 
بإلقائه فى النار فهمت المرأة بالرجوع فقال لها الرضيع : أتضيعن يا أماه » لا ترجعى عن 
الإسلام فإنك على الحق ولابأس عليك فألقى بالصبى فى النار وأمه على أثره . 

)73٠ - 744(‏ : ليس المهم أن يكون الملك هنا من نسل الملك الذى سبق ذكره جسداً ٠‏ بل فعلا 
وصفات وأخلاقا وسنة يقول مولانا : 


سواء” كانوا من بغداد أو هراة أو الرى فإنهم نسله دون امتزاج لالُجساد 


- عغا١ال‎ - 


(عن استعلامى / 1145؟) 

وفى الأبيات التالية إشارة إلى الحديث الشريف (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها 
إلى يوم القيامة» ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة) فضلا عن 
اللعنات التى تنزل عليه أيضاً فى كل لحظة ٠‏ ويشير مرة أخرى إلى جنس الظالمين على أنهم 
جنس واحد (والمتمعن يجد الشخصية واحدة مهما تباينت الأفعال ومهما تقدم العصر واختلفت 
البئيات واختلفت التواريخ) وعلى كل حال فهذا هو قدر البشر وسنة الله فى الخلق » فعروق الماء 
العذب وعروق الماء المالح تمتد فى الأرض وتوجد إلى جوار بعضها » هو ديدن الدنيا حتى يوم 
البعث . 

75١(‏ - 735) : يمضى مولانا جلال الدين خلف الفكرة ويتتبعها : الخير والشر ميراث والله 
تعالى يضع ميراثه حيث يشاء ... قال تعالى " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا" (فاطر 
)"١/‏ قال نجم الدين كبرى ' يشير إلى إرثهم الكتاب حيث علمهم القرآن بلا واسطة لأن الميراث 
يقتضى صحة النسب أو صحة السبب على وجه مخصوص فمن لا نسب له ولا سبب له ء لا 
ميراث له فالنسب هنا طاعة العبد والسبب فضل الرب " (مولوى )١7/١‏ وطلاب الحق 
والسائرون فى طريق الله تعالى إنما يطلبون فى الحقيقة ميرائهم هذا من جوهر النبوة فعن طريقهم 
يصل الميراث إلى المستحقين » وينتقل النور جيلا بعد جيل بطول دار الدنيا » بانتقال الشمس من 
برج إلى برج (النبوة من جيل إلى جيل) . 

(ده/ - )١14‏ : لكن كثيرا من الناس لا يرتبطون بهذه الشمس ويربطون مصائرهم وطباعهم 
بكواكب أخرى (لتفصيلات عن هذا الموضوع انظر الترجمة العربية للحديقة » الأبييات ٠١١18‏ 


١٠١١*6 -‏ وشروحها) ويرون أنهم فى أفعالهم وطباعهم مسيرون بما يمليه طبع ذلك الكوكب : 


-8غع - 


فمن طالعه الزهرة يغلب عليه الطرب والسرور والعشق ٠‏ ومن طالعه المريخ ؛ سفاك للدماء ٠‏ لكن 
دعك من هذه الكواكب فالكواكب التى يقبل منها الأثر فى الحقيقة كواكب من نوع آخر تدور فى 
سموات أخرى : 
فهناك سماوات فى ولاية الروح تمضى بحكمها على السموات الدنيا 

هؤلاء هم كواكب الهدى ونجوم التقى يقتبسون الأنوار من شمس النبوة إلى سماء الولاية » فريحهم 
غالب ٠‏ لكنه يبسط الجناح على مريديه وهو فى طبع المغلوب »؛ الراسخون فى العلم موجودون فى 
أشعة النور الإلهى ٠١‏ هم (فيها) لا هم متحدون بها ولا هم منفصلون عنها ٠‏ فنورهم غالب آمن من 
النقص والتغير والانمحاء فهو بين إصبعين من أصابع الرحمن مصداقا للحديث " إن قلوب بنى آدم 
كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه كيف يشاء " (عن استعلامى ١/5؟١)‏ 
وهو رش الله تعالى على الأرواح مصداقا للحديث النبوى ' إن الله تعالى خلق الخلق فى ظلمة 
ورش عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ومن أخطأه » ضل " وفى هذا إشارة إلى 
قول أبى بكر الطمستانى : اصحبوا الله فان لم تطيقوا فاصحبوا من يصحب الله لتوصلكم بركة 
صحبته إلى صحبة الله تعالى (انقروى )١181/١‏ والمقبلون من أصحاب السعادة هم الذين يتقبلذون 
هذا النور بجماع قلوبهم (يفتحون لهم جحورهم) (ورد فى معارف ص )١١١‏ . والإيمان بهم ليس 
كالإيمان بكواكب الفلك وتدخلها فى مصير البشر وعن رسول الله أنه قال : هل تعلمون ما قال 
ربكم ؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال # : قال تعالى أصبح من عبادى مؤمن بى وكافر بالكواكب : 
وأما من قال مطرنا بالكواكب فذلك كافر بى مؤمن بالكواكب ٠‏ وأما من قال مطرنا بفضل الله 


ورحمته فهو مؤمن بى كافر بالكواكب . 


وا - 


(7 -7727) : ومن أدركه هذا النور فى الحقيقة » جعله يشيح بوجهه عن كل ما سوى الله 
تعالى لأن كل كوكب يكون اتجاهه ويكون مساره حول مصدر نوره » وكل جزء إنما يحن إلى 
كله الذى أنفصل عنه وفاض عنه ويتجه إليه إتجاه البلبل إلى الورد » فلا يتغنى إله له عندما يراه 
متفتحا وأريجه منتشرا (انظر البيت 75 من الكتاب الذى بين أيدينا) ومن لم يعقد طرف ثوبه 
استعدادا للعشق وتشمرا له ؛ بدى ذلك على ظاهره ؛ وإن ألوان المقيم على الحياة المادية (البقرة) 
تبدو على ظاهره » ورجل الحق لونه فى باطنه » وهى ألوان طيبة لأنها من دن الوحدة ودن 
الصفاء ؛ وألوان القبحاء وأهل الضلال من سواد طويتهم وسوء صلتهم وجفائهم وقسوتهم ... ان 
المقصود بألوان رجل الحق » عبر الله سبحانه وتعالى بقوله " صبغة الله " » أى ان الله اظهر 
نعمة الإيمان عليه كما تظهر الصبغة فى الثوب » وقال نجم الدين " والإشارة فى تحقيق الآية انه 
كما ان للكفر صبغة فللدين صبغة وصبغة الدين هى صبغة الله فليس العبرة فيما يتكلفه الخلق وائما 
العبرة فيما يتصرفه الحق فنصيب الأشباح من صبغة الله توفيق القيام بالأحكام وحظ القلوب 
تصديق المعارف بالعوارف » وكفل الأرواح منها شهود الأنوار وكشوف الأسرار فمن لم يشاهد 
الأنوار يكون علي الكفر والنفاق؛ " ولعنة الله تلحق بصاحب اللون القبيح أى بعده وطرده عن 
رحمته لأنه حصل من ماء الجفاء وهو فرعه والفرع تابع للأصل (مولوى )١4١/١‏ وكل شئْ فى 
الحقيقة يرجع إلى اصله » ما من النور إلى النور وما من التراب إلى التراب » (للتفصيلات انظر 
الكتاب الثالث الأبيات 4474 - 4445 وشروحها) » وصبغة الله عند ابن عباس وحسن وقتاده 
ومجاهد » أن صبغة الله هى الإسلام كما فسرها بنفس التفسير الإمام جعفر الصادق د وقال 
الفراء والثعلبى أنها السنة » وقال الراغب العقل الذى به يفرق بين الإنسان والحيوان (كولبينارلى 
121 5) . 2 


ع ات 


(د/ -- 7817) : (أعدى أعدائك نفسك التى بين جنبيك) والنفس الأمارة وثن وتابعها عابد للوثن ٠‏ 
وذلك الملك اليهودى لم يعامل صنم نفسه بما يستحقٌ فتولد منها صنم الظلم وسفك الدماء ١‏ وانتقل 
شررها إلى الآخرين » فلم تدمر صاحبها بشهواته فحسب بل وسرت مسرى النار فى الهشيم » 
وانظر إلى التعبير : الصنم بمثابة الحية التى تلدغ الناس , لكن صنم النفس تنين (كان من المعتقد 
أن التعابين والحيات تتولد من التنين) هذا الصنم ؛ صنم الظلم بمثابة الشرر الذى يتولد من اصطدام 
حديد النفس بحجر النفس (قسوة النفس وجبروتها وكبريائها بكفرها) وإذا كان الشرر ينطفى من 
الماء ٠‏ فان هذا الشرر ينطفئ من ماء الرحمة ٠‏ لكن متى كان الماء ينفذ فى الحجر والحديد ويطفئ 
شررها » ومن هنا قال تعالى « ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهى كالحجارة أو أشد قسوة وإن من 
الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية 
الله وما الله بغافل عما تعملون » (البقرة /74) ثم يعود مولانا فيصور صئم الظلم. بأنه كالماء 
الكدر يخفيه الإناء (الجسد) ... والنفس الأمارة هى النبع ٠‏ والصئم الحقيقى المنحوت من الحجر 
من الممكن تحطيمه ؛ لكن النفس التى تتولد منها كل الأصئام » ومن ثم فان إهمالها والاستهانة 
بأمرها هو الجهل بعينه » وإذا أردت صورة لهذه النفس فأقرأ (وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها 
سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم) (الحجر /45-55) والتعبير وارد عند نجم الداية 
(منارات السائرين ص )١98‏ : [ وقد خلقها على صورة جهنم » وخلق بحسب كل دركة فيها صفة 
لها وهى باب من أبواب جهنم يدخل فيها من هذا الباب إلى دركة من دركاتها السبع وهى سبع 
صفات : الكبر والحرص والحسد والشهوة والغضب والبخل والحقد ] وبحر النفس الأمارة عميق ١‏ 
فى لحظة تغرق مئات من الفراعين ؛ فاهرب إلى الله وأنبيائه (موسى) وبأحمد المصطفى © ٠١‏ ولا 


تسلم نفسك إلى الجسد فهو بمثابة أبى جهل . 


- خ9١‎ 


(741 - 944) : إنها تبدو نارا للعوام كحجاب ودريئة على فعل الله المضنون بأسراره على غير 
أصفيائه » هى مجلس انس على خواص الحق ؛ لقد أرادها ذو نواس نارا » لكن الله أرادها جنة 
على محبيه والمؤمنين به مثلما فعل مع إبراهيم عليه السلام فجعلها بردا وسلاما » وهكذا كل 
الأمور فى الدنيا » تبدو لنا ظواهرها ولا يدرك أسرارها إلا من أراد الله له ذلك . ألم اكن أنا 
متشبثا برحمك , أرى حياتى فيه وأتغذى بدمك وخارج هذا الرحم عالم اكثر اتساعا ورزق اكثر 
وفرة (عن تفصيلات لهذه الفكرة انظر الكتاب الثالث الأبيات ٠١ - 5٠‏ وشروحها) » الذى يبدو لنا 
هو الوجود ٠‏ بينما الوجود الحقيقى فى العدم (عن العدم الذى يبدو وجودا والوجود الذى يبدو عدما 
انظر الكتاب الخامس ٠١4٠ - ٠١717‏ وشروحها) . 

(816) : يقول فروزانفر ؛: (مآخذ )٠١/‏ نقلا عن إحياء علوم الدين للغزالى » ان الخبر الوارد هنا 
إشارة إلى ما روى ان الحكم بن العاص حاكى مشية الرسول 24 مستهزئا قال كذلك فكن » فلم يزل 
يرتعش حتى مات . 

)420١ - 819(‏ : إشارة إلى الحديث النبوى "من ستر مؤمنا ستره الله يوم القيامة »ء ومن عير 
مومنا بذنب لم يمت حتي يبتلى به" . 

(814) : الخضرة كناية عن سرور المعرفة » والماء الجارى فيض المعرفة . 

(415) : مأخوذ عن عدد من الأحاديث النبوية الشريقة " لايرحم الله من لا يرحم الئاس " "من لا 
يرحم لا يرحم' "ارحم من فى الأرض يرحمك من فى السماء" "ارحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم'" 
(أحاديث مثنوى /7) .. 

(4؟8 -855) : يقول الأشاعرة ” الممكنات دون واسطة مستندة على الحق' (استعلامى ١/50؟)‏ 
وهذا يعنى ان النار لا تحرق بطبيعتها » ولكنها تحرق بأمر الله . وقضاء الله على كل حال » كما 


يكرر مولانا فى اكثر من موضع خرق للأسباب والعلل » ومثال الكلب والتركمانى تكرر أكثر من 


-؟9؟غ - 


مرة » فالطبائع والعناصر فى يد الله عز وجل بمثابة الكلب فى يد التركمانى عون لأصدقائه » أسد 
هصور على أعدائه (انظر أيضا الكتاب الخامس الأبيات 544٠‏ - 7545 وشروحها) . ومن ثم 
فالحزن والسرور من عند الله «والله يقبض ويبسط» وسبحان من بيده القبض والسرور .ومن ثم 
فالحزن علاجه الاستغفار » فلابد أنك قد أذنبت ذنبا دون أن تدرى فكان هذا الحزن عقابا عليه 
(انظر الكتاب الثالث : الأبيات 544 - )55١‏ . فمن مشيئة الله أن يكون حزنك سرورا ء إذ 
يفضى بك إلى السرور وتكون الأغلال فى أقدمك حرية لك وراحة من أوضار الناس ؛ وفراغا فى 
سجنك ومحبسك إلى الله تعالى؛ وانسا به ولجوءا اليه ووقوفا ببابه » وهكذا فالعناصر كلها تفعل 
فعلها بأمر الحق » كما قال الشيخ الأكمل فى تنوير المصابيح : وشسرط المكتسب أن لا تعتقد أن 
الرزق من الكسب بل من الله ونسبة الرزق إلى الكسب كنسبة الطعام إلى الشبع ؛ كما أن الشبع 
إنما يحصل من الله لا من الطعام » إِذ رب أكلة تشبع الآكل إذا قدر فيها الشبع وربما لم تشبع إذا 
لم يقدر فيها » فالتوكل العام أن يعلم الرجل أن لا مؤثر فى كل الأشياء إلا الله » فالطعام لا يشبع 
إلا بالله والماء لا يروى والأدوية لا تشفى والسم لا يقتل والنار لا تحرق إلا بأمر الله (انقروى 
)٠١١--0‏ . والسبب هو الحبل الذى يتوصل به إلى الماء ؛ ثم أستعمل لكل ما يتوصل إلى 
شئ (انقروى )5١1/١‏ ... وكلها - أى العناصر - تنصت إلى أمره وتسبح له » وإنك إن صدمت 
الحجر بالحديد تتولد نار » وإن جمعت حديد الهوى إلى حجره تتولد فتنة ٠‏ مثلما يتولد الولد عن 
جماع الرجل والمرأة » كلها أسباب فلا تتمسك بهذه الأسباب وتنسى المسبب أو السبب الرئيسى 
الذى يجعل من ذلك السبب فاعلا أو باطلا ؛ وهذا السبب هو الذى يعرفه الأنبياء» والسيب مجرد 
حبل يربط بدلو يوضع فى بئر الدنيا لكن لابد أن تديره عجلة ؛ وإن غفلت عمن يدير هذه العجلة 


فقد ضللت وعدت صفر اليدين واحترقت من خوائك وخلائك وكأنك عود المرخ الذى تذكى به 


-759ع - 


النيران ؛ وبأمر الحق يستطيع الهواء أن يطفئ النار » وكلاهما أى الهواء والنار ثملان بخمر الحق 
ومعرفته »وإن فتحت عينيك لأدركت ان ما تتصف به من حلم كالماء أو غضضب كالنار هما أيضا 
من الحق . 

(لاهم - 89/31) : الموضوع المفضل عند مولانا جلال الدين : العناصر جند الحق صاحبة العقل 
والتميز بأمر الله تعالى وان خلتها غير ذلك : هل إذا كانت الريح مفتقده للعقل أكانت تستطيع 
التميز بين قوم عاد ؟!! (انظر لتفصيلات الخبر الكتاب السادس . الأبيات 4855 - 4854 
وشروحها) . وماذا كانت دائرة شيبان الراعى التى كانت تمنع الذئاب من دخولها و الخراف من 
الخروج منها (انظر أيضا الكتاب السادس الأبيات 4859 - 447١‏ وشروحها وانظر الأبيات 
6 -155 من الكتاب الثانى) وريح الأجل (الموت) أيضا طيبة مع الأولياء لأنها مفعمة 
بشذى الحبيب وبشرى اللقاء (كما كان قميص يوسف بالنسبة ليعقوب) (انظر الكتاب الثالث 
الأبيات 547 - 4444 وشروحها) أو النار لم تحرق إبراهيم عليه السلام مثلما لا تحرق نار 
الشهوة أرباب الدين فهم مشغولون عنها ؛ والبحر انشق على آل فرعون بعد ان عبر قوم موسى 
(يونس )1١/‏ وعيسى عليه السلام جعل من الطين كهيئة الطير ونفخ فيه فقصار طيرا بإذن الله (آل 
عمران:9١)‏ كل هذه عناصر صدر منها ما لا يوافق مقتضى فعلها الطبيعى » وانك إذا تسبح فإن 
نفسك مجرد بخار صادر من الجسد ؛ هذا النفس نفسه سوف ينقلب إلى طير من طيور الجنة» فما 
العلاقة بينه وبين الطير (والمعنى مأخوذ من معارف بهاء ولد ص 15) ؟! وفى هذا المعنى إشارة 
إلى ما ورد فى الحديث النبوى «روى أن رجلا جاء إلى رسول الله # فقال : تولت عنى الدنيا 
وقلت ذات يدى فقال رسول الله + فأين أنت من صلاة الملائكة وتسبيح الخلائق وبها يرزقون قال 


: فقلت : وماذا يا رسول الله قال : قل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ٠‏ استغفر الله مائة 


- 5غ - 


مرة ما بين طلوع الفجر إلى أن تصلى الصبح تأتيك الدنيا راغمة صاغرة؛ ويخلق الله من كل كلمة 
ملكا يسبح الله تعالى إلى يوم القيامة لك ثوابه » وهناك حديث آخر «من قال لا اله إلا الله خلق 
الله من كل كلمة منها طيرا منقاره من ذهب وريشه من مرجان» (أحاديث مثنوى/8) . وعن 
رقص الجبل انظر البيتين د ؟ و 6” من الكتاب الذى بين أيدينا . 

(74م - 8815) : طرح مولانا من قبل مسألة التجانس ودوره فى جذب كل شئ إلى جنسه (البيت 
41) ء كان اليهود من جنس النار (مثل الشياطين ومثل إيليس) . وهى بالتالى تحن إلى جنسها 
وتنجذب اليه وتفعل كل ما وسعها لتجد طريقها إلى الإرتباط به والالتحاق به ؛ لقد كانوا طوال 
تاريخهم نارا على المؤمنين «كلما أوقدوا نار للحرب أطفأها الله» وجعلها تحيق بهم وبأجسادهم , 
وقد عبر القرآن الكريم عن هذا المعنى فجعل أم العاصى الهاوية وهى جزء من جهنم فقال 'فأمه 
(القارعة /1) والى هذا المعنى انتبه الإمام على (قال ومعنى أمه الهاوية فهو لا يزال 
ينزع إليها ) والإبن يسرع نحو أمه كماأن ألام لا تفتأ تطلب ابنها , لأن الأصول تطلب الفروع كما 
تحن الفروع إلى الأصول . 


)4١* - 886(‏ : وأرواح البشر أشبه بالمياه الموجودة فى حوض الجسد وهواء (النفس) يحررها 


اصرلي' 


هاوية 


لحظة بعد أخرى من هذا السجن ؛ ويحملها إلى اصلها » وما هذا الكلام الذى يصاعد منها إلا دليلا 
على ما أقول؛ وإن لم تكن تعلم فأقرأ «إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه» (فاطر )٠١/‏ 
وهى متحف منا إلى عالم العلا » ومن بعدها تتنزل الرحمة ثم ينال العبد نعما من جنس المكأفاة 
التى نالها » وهكذا يظل العمل الطيب صاعدا ومكافأته نازلة »ثم يقول مولانا : دعنا من الحديث 
بالعربية ولنتحدث بالفارسية (وفى الكتاب الثالث أضاف : وان كانت العربية أحلى) : هذا الجذب 


الروحانى ويتات من تحذه اللدة الى تدك نضا للعازفه الروهائنة والأذواف: النونة دونه نا 


د ه_اغع - 


مع تجانس » ولا لذة لجزء إلا من كله . أو اقابل مستعد ‏ يتصل بغير جنسه فيكون منه » كالكافر 
عندما يهتدى ؛ وكالطالح عندما يميل إلى الصلاح » الأجناس عند مولانا بالعمل ؛ لا بالدم والتراب 
فانظر إلى الأعمال لا إلى الصور ٠‏ والمثال : الماء والخيز ليسا من جنس الآدمى ٠»‏ لكنهما إذا 
دخلا فى بدن الآدمى صارا من جنسه ٠‏ لكن حذار فهناك : فهناك بعض التجائس على سبيل 
العارية » ظاهرى خادع يبدو تجانسا وهو ليس بذلك ؛ انه مستعار » كصفير الصياد للطائر » 
كالسراب للظمآن .و السكة المزيفة بالنسبة للمفلس؛ كل المظاهر التى قد تغرى وقد تخدع مهما 
كانت متقئة فى البداية » وقد يلقى بك من حالق مقام الأسدية إلى بثر الغرور ٠‏ على يد أوهن 
المخلوقات وأضعفها بالنسبة لك »وان لم تكن تصدق فأقرا الحكاية التى سأرويها لك . 

(405) : الحكاية التى تبدأ بهذا البيت من الحكايات الشهيرة فى كليله ودمنه( طبعة دار الشعب 
١‏ - 41 )ء لكن من الواضح ان مولانا يتخذ من الحكاية منطلقا نحو معانى صوفية وأخلاقية 
وتربوية عديدة .. ومن خلالها يناقش مولانا قضية التوكل والجهد لأول مرة (نوقشت اكثر من مرة 
خلال المثنوى أهمها من خلال حكاية الحمار والأسد فى المجلد الخامس) . 

)45١(‏ : إشارة إلى الحديث النبوى ' اعدى أعدائك نفسك التى بين جنبيك وللإمام على # لاعدو 
أعدى على المرء من نفسه » وقوله ؛ الله الله فى الجهاد للأنفس فهى أعدى العدو لكم (أحاديث 
مثتوى ص 1) . 

. )٠١/ إشارة إلى الحديث النبوى ؛ لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين (أحاديث مثنوى‎ : )11١( 
(؟11) : إشارة إلى الحديث النبوى : لن ينفع حذر من قدرء ولكن الدعاء ينقع مما نزل ومما لم‎ 
ينزل؛ فعليكم بالدعاء عباد الله» كما يشير إلى قول الإمام على # " تذكر قبل الورود الصدر‎ 


والحذر لا يغنى من القدر" (أحاديث مثنوى )١١-١١/‏ . 


5غ - 


(515 -118) : التوكل مطلوب لكن إلى جوار السعى ؛ فالرسول 8 قال للأعرابى الذى ترك 
ناقته طليقة على باب المسجد «اعقلها وتوكل» واستمع أيضاً إلى قوله # «الكاسب حبيب الله» 
(يقول بعضهم ليست حديثا بل مثل - وتكتب على أبواب الأسواق فى البلاد الإسلامية غير 
العربية) وتستخدم الكاسب فى اللغة الفارسية أيضا بمعنى الحرفي . 

(5419 -470) : تقول الحيوانات. للأسد التى تريد فى الحقيقة أن تحفرله بئرا من القعود عن 
الكسب -إن الكسب من ضعف إيمان البشرء ذلك أنهم لا يعتمدون على الرزاق بقدر اعتمادهم على . 
حولهم وطولهم وكسبهم؛ فكأن اللقمة التى تدخل إلى الحلق من ضعف الإيمان لقمة رياء ٠‏ والله 
تعالى قال «ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله 
فهو حسبه» (الطلاق/١-؟)‏ والرسول يخ قال «إذا توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق 
الطير تغدو خماصا وتروح بطانا»ه (عن قضية التوكل والجهد أنظر أيضأ الترجمة العربية لحديقة 
الحقيقة » الأبيات : 9965 - ٠١47‏ وشروحها) . 

57١(‏ -455) : الجوع بلاء ؛ لكن أكل الحرام بلاء اشد » ورب حيلة أوردت صاحبها موارد 
الهلاك » وسعي كان فيه حتفه ؛ وعدو فى ثياب صديق ؛ وبحث عن عدوه وجد فى البحث عنه 
وهو قابع داخل داره » وهاك فرعون ؛ وانظر إلى جهد بلا توفيق » كان يقتل أطفال الخلق » 
والمقصود فى داره (انظر الكتاب الثالث الأبيات 84٠‏ - 975 وشروحها) . 

(975 - 457) : تعتمد إذن على عينك وعلى رؤيتك وبصيرتك ؟!! لقد اعتمدت على وسيلة 
واهية »فما قيمة عينك وما قيمة بصيرتك ان لم تقترن ببصيرة الحبيب ؟! إنك طفل القدرة » فاعتمد 
عليه» وإلا حدث لك ما يحدث للأطفال عندما يظنون انهم اصبحوا رجالا ويستقلون بحياتهم لتلقى 


بهم الحياة فى كل أودية أشرارها ؛ وانظر إلى الروح ٠‏ عندما كانت فى كنف خالقها » كانت تسبح 


-/7و؟ع - 


فى بحر الصفاء ...وعند السبزوارى( ص )5١‏ كانت فى عالم الأمر والتجرد ٠‏ وخلقت الأرواح 
قبل الأجساد بألف عام؛ والمراد الألف الجبروتي والألف الملكوتي . لكنها عندما افترقت وهيطت 
فى الأجساد بدا العناء والألم .و «الخلق عيال الله؛ وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله' ٠‏ (أحاديث مثنوى 
)٠١/‏ . إن القادر على إنزال المطر بلا جهد منك قادر” أيضأً على رزقك بالخبز دون جهد منك . 
)44١ - 58(‏ : يقول الأسد المدافع عن الجهد : حتى فى العبادة » العمل هو السبيل ؛ تراك 
تستطيع ان تصل إلى الأعالى وإلى الحقيقة دون سلم ؟! إن هذا يكون من قبيل الحمق ومن قبيل 
القول بالجبر !! ألست ترى أن الله أعطاك قدما لتسعى بها ؟! وأعطاك يدا لتعمل بها .وهل يعطى 
السيد الفأس لعبده ليلهو به ؟! أم إشارة إلى أنه يريد منه عملا بعينه ؟! وإن من قبل التفكر فى 
العواقب التقاط هذه الإشارات » فان فعلت وتلقفت إشاراته وعملت بها ٠فأنت‏ عبد مطيع » وجزاء 
الطاعة أن يزيدك فتنزل عليك أسرار الروح » ويضع الإصر عن كاهلك ؛ أى تستطيع آنذاك ان 
تتوكل ؛ وبدلا من ان تكون حاملا للأمانة تكون محمولا ٠‏ كما قال تعالى أنه حملك فى البر 
والبحرء ان عملك دليل على عبادتك وحسن طاعتك ربك ء تجعلك من حاملى أوامره وناقليها 
والواعظين بها »وإن أردت الوصل تصل . 

(؟34 -147) : إن من قبيل شكر النعمة ان تستعمل ما منحك الله إياه فى موضعه » ومن ثم 
فالسعى يكون من قبيل شكر النعمة ؛ وقعودك إنكار لهذه النعمة وجحدلهاء ولأن الله سبحانه 
وتعالى قال «لئن شكرتم لأزيدنكم» (إبراهيم //) والجحود جبر » وما هذا الجبر إلا النوم فى 
الطريق » وطريقنا كله سعى وعمل فلا تنم أيها الكسول ولا تأمن إلا فى موضع الأمن » وإذا تمت 
واسترحت فليكن لك تكئة على رجل من رجال الطريق (شجرة مثمرة) ينثر من ثمار معرقته 


عليك؛ أنومٌ فى معمعة هذه الحياة المليئة بقطاع الطرق ؟!! أنومٌ فى هذا الطريق الذى توجد في 


-58غ2 - 


كل خطوة فيه غول يترصدك ليضلك ؟!! أنوم” والأمم تتداعى عليك تداعى الأكلة إلى القصعة ؟!! 
ما أشبهك بهذا الديك الذى يؤذن فى غير أوانه جدير” بقطع رأسه فهو يضل إذ يخبر بفجر ولا 
فجر !! (خروس بى هنكام)فى الفارسية هو الديك الذى يؤذن فى غير أوانه والمتطفل والخارج 
على قومه بالبدع والشؤم : انظر البيت ١١7‏ من الكتاب الذى بين أيدينا وانظر الكتاب الثالث ؛ 
الأبيات 85" - 5735 وشروحها) . : 

)415١ - 444(‏ : إشارات الحق أن تعمل ؛ فان تجاهات هذه الإشارات قعدت عن الطريق ولم 
تكن رجله » بل امرأة (ليست دلالة جنسية ) »وان كان لديك قدر من العقل فنمه وربه بالعمل وإلا 
ضاع منك » وان لم تصبح رأسا أصبحت ذيلا : (لسنائى في الحديقة : خلقت من أجل العمل » 
انظر الترجمة العربية للحديقة » الأبيات 11١‏ - 174 وشروحها) ان الجحود شؤم يذهب بك إلى 
قاع الجحيم » كن متوكلا لكن مع قيامك بالعمل . 

(؟5ة -15591) : تقول الحيوانات مدافعة عن التوكل وترك الجهد : إذا كانت الأمور بالعمل »فما 
بال كثيرين قد جاهدوا واحتالوا وطرقوا جميع السبل » ومع ذلك عادوا محرومين وانقلبوا خواة 
الوفاض صاغرين وقد مكرت هذه الجماعة بحيث أن الله تعالى وصف مكرهم بقوله «وقد مكروا 
مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال» (إبراهيم /55) » وما نالوا فى النهاية 
إلا ما قسم لهم فى الأزل » ألا تعلم أن الرزق يطلب المرء كما يطلبه أجله" انك ان سعيت اليه » أو 
سعيت موليا عنه؛ تكون قد صرت مثل ذلك الرجل الذى كان يسعي للهرب من أجله وهو فى 
الحقيقة يسعى اليه . 

(470) : الحكاية التى تبدأ بهذا البيت فيما يقول فروزائفر (مآخذ )١١-١54/‏ وردت فى حلية 


الأولياء ١١4/4‏ وإحياء علوم الدين 777/4 وجوامع الحكايات لمحمد عوفي وفى كتاب عجائب 


- 259 - 


نامه من مؤلفات القرن السادس وفى كتاب للغزالى يذكر فيه حكاية أهل الإباحة كما نظمها العطار 
فى الهى نامه مما يظن انه مصدر مولانا جلال الدين المباشر . كما أن الحكاية واردة فى معنى 
البيت العربى : 

إذا ما حمام المرء كان بيلدة دعته إليها حاجة فيطير 

وهى ترجمة للحديث النبوى الشريف «إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها 
حاجة» وما نسب إلى الإمام على #6 ' رب مرتاح إلى بلد وهو لا يدرى أن مماته فى ذلك البلد" 
(أحاديث مثنوى )١١/‏ . 

(155 - 155) : عن تفصيلات لهذا المعنى (انظر الكتاب السادس الأبيات 15:05- ١41١5‏ 
وشروحها) . 

(4125) 5 إشارة إلى البيت العربى ُ 

وكيف يفر المرء من أمر ربه أيخرج من ارض له وسماء 

(ه9 - 445) ؛ قال الأسد فى ترجيح الجهد : لكن انظروا أيضا إلى جهود الأنبياء والمجاهدين 
والمرسلين » ألم يكونوا أيضا من المتوكلين ؟! فلماذا لم يقعدوا أذن عن الجهاد ؟!! وألم يجازهم 
الخالق على جهادهم وقد صدقوا! عهده ؟1؛ ألم يجعل الأحوال الطيبة تترى عليهم ولم لا تكون طيبة 
:ولا يأتى من الخير إلا الخير !! لقد صاروا صيادين للمعانى والأسرار الإلهية من السموات » 
وجبر الله كسرهم » وأتمم عليهم نعمة الإيمان , والجهاد ليس وقوفا فى وجة القضاء ؛ فالجهاد 
أيضا قضاء وان توسلنا بالجهاد » فكأنئا "نفر من القضاء إلى القضاء" ؛ وان قلت بغير هذا أكون 
كافرا كما أنه من الكفر أيضا ان أقول ان سعى كل من كان مؤمنا سائرا فى طريق الطاعة فيه 
الضرر لنفسه أو لإخوانه ؛ والرأس الثى لم تشج كيف تربطها » والبدن الصحيح كيف تقعده عن 
العمل ؟ فجاهد حتى تتعب ومن بعدها استرح » ومن قال ان الجهد كله فى طلب الدنيا ؟!! ان 
الجهد فى سيبل الدنيا هو الجهد المكروه ؛ ليكن الجهد فى سبيل الآخرة (غاية الدنيا فى المنظور 


الإسلامى الحقيقى هى الآخرة ؛ الدنيا مزرعة الآخرة , والمال ان كثر ؛ ينبغى الخروج عن معظمه 
فى سبيل كسب الآخرة » وباب التطوع في الإنفاق باب واسع . وهذا كلام يطول فعد إلى كتابي 
الثورة الإيرائية ؛ الجذور والأيدلوجية لمعلومات أوسع فى هذا المجال) و«الدنيا سجن المؤمن 
وجنئة الكافر» وان يكون الجهد فى حفر فجوة للخروج من هذا السجن لا فى سدها - وليس 
المقصود بغنى الدنيا التملك بل الغفلة ورب غنى عارف بالله »ورب فقير غافل عنه » ألم يقل 
الرسول «نعم المال الصالح للرجل الصالح» (أحاديث مثنوى )١١/‏ انه كالماء تحت السفينة وسيلة 
لها ولسيرها ,لا فى السفيئة وفى سويداء روحك وقلبك يكون هلاكا لك (المعنى لسنائى) ٠‏ المهم 
إلا يتعلق القلب بالمال عندما يكون متاحا . ومن هنا قيل عن سليمان عليه السلام "كان خاشعا 
متواضعا يخالط المساكين ويجالسهم ويقول : مسكين يجالس مسكينا” (استعلامى )١51/١‏ ؛ الست 
ترى الجرة عندما تخلو تطفو على البحر العباب؟ هكذا الفقير الدرويش عندما يخلى باطنه من حب 
الدنيا يطفو على سطحها ولا تفرقه بلاياها أو مصائبها ٠‏ والقلب كالجرة » فاغلق فوهتها بعد ان 
تملأه بهواء الكبرياء الإلهى » واعلم ان الجهد حق مثلما يكون المرض حقا ويكون الدواء حقا مثلما 
يكون الألم حقا ويكون العلاج حقا وان جاهدت فى ان تنفى الجهد فأنت منكر لهذا (انظر أيضا 
تفسير جف القلم ؛ الكتاب الخامس ؛ الأبيات 517517 - 3١417‏ وشروحها) . 

(4949) : مع ان الأسد دافع عن الجهد كل هذا الدفاع إلا انه رضخ فى النهاية - برغم انه الغالب 
نظريا- لمطالب الوحوش أن يقعد عن الجهد؛ وهذا نمط شهير جدا عند مولانا » فى الكتاب 
الخامس كان الحمار المداقع عن التوكل هو أول من سقط ؛ وكأن مولانا يريد ان يقول لنا ٠‏ ليس 
المهم هو ان تنتصرفي المقال » المهم ان تثبت مقالك هذا فى حيز الفعال. 

)٠١٠١8- 0 5(‏ : يقول الأرنب (الذى جعل من نفسه نبيا للحيوانات ومخلصا لها ؛ ولم لا ؛ 
أليس معظم الأنبياء خرجوا من بين المستضعفين الجياع الخاضعين لسيطرة المستكبرين والملا » 
ألم يكن موسى من قوم أرقاء ؟!! وألم يكن محمد بن عبد الله مجرد يتيم بنى هاشم درس كرر الله 
سبحانه وتعالى وما من مجيب !!) ويصور الأرنب ضألته على أنها تشبه إنسان العين لا يكاد 
يظهر لكنه سر الرؤية (تكرر التعبير فى الكتاب الثالث ؛ الأبيات 721 - 318 ؟وشروحها) . 


ك2 


)٠١١١-7009(‏ : الأرنب فى نظر الوحوش مجرد أرنب عليه ان يتصرف فى حدود قدراته 
والرسول قال : رحم الله امرئ عرف قدره ولم يتعد طوره (انقروى )58/١‏ والوحوش كلها ذات 
أظفار وأنياب وبطش شديد ومع ذلك لا يتأتى الإدعاء إلا من هذا الأرنب أصغر الوحوش جرما 
وأكثرها جبنا » فعلى أى شئ يعتمد هذا الأرنب الضئيل ؟!! وكيف يصل به العجب بنفسه إلى مثل 
هذا الادعاء الخطير ؟!! ان كثيرين من أمثاله قد أرداهم العجب بأنفسهم وقضى عليهم وقضى على 
من تبعوه »درس مكرر كثيرا فى التاريخ ؛ يكون قضاؤهم فى إتباع هذا المعجب بنفسه غير 
المقدر لقواه وإمكاناته . 

(9-01؟١٠)‏ : يرد الأرئب بان خلف هذا الجرم الصغير عالم أكبر ٠‏ رأى وسداد - وعقل 
من قبيل عقول المعاد - مؤيد بالإلهام الربانى واليك هذا الدليل : فهل هو أضعف من النحل الذى 
يخرج هذا الشهد الصافى بإلهام الهى ؟!! إلا فلتقرأ «وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال 
بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلى من كل الثمرات فاسلكى سبل ربك ذللا يخرج من بطوئها 
شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون» (النحل 19/54) وما هو أقل 
من النحل دودة القز ؛ أليست على ضعفها تقوم بما لا يستطيع الفيل ان يقوم به فتفرز الحرير . 
الرأى قبل شجاعة الشجعان » وهذا الإنسان الذى سيطر على البر والبحر ؛» وقيدت له كل 
المخلوقات ؛ أكان هذا بحوله وقوته؟! بل برأيه وعلمه الذى علمه الحق إياه » بهذا العلم فاق 
الملائكة فأمروا بالسجود له ٠‏ وإذا كنت تريد ان تعرف الفرق بين العلم والزهد ٠‏ فإليك هذا المثال 
: لقد أمر إبليس بالسجود مع ان إبليس مارس الزهد ستمائة الف عام إلا أنه حرم من هذا العلم. 
كانت كمامة على فمه ليحرم من هذه اللبانة وهذا الشراب السائغ . 

)٠١١١-700(‏ : وإن علوم أهل الحس التى يتيهون بها فخرا على الناس ولا يعملون بها 
ويجعلون منها مجرد وسيلة إلى المال والجاه والمنصب ورضا الخلق ٠‏ هى تماما مثل هذه الكمامة 
التى وضعها الله على فم إبليس (عقله) ليحرم من حلاوة هذا العلم الإلهى » وخص بهذا العلم 
الإلهى قلب الإنسان الذى لا يزيد على قطرة من بحر خلقه » خصها بالعلم اللدنى ٠‏ وخصها بأنها 


"عد 


هى التى تسعه - جل شأنه - وان لم تسعه ارضه وسماؤه ؛ وخصها بالأمانة .. وبالعشق »؛ 
وبالإشراف على الأكوان؛ وباللطائف الغيبية والعلوم اللدنية - وهذا المعنى لخصه حافظ فى قوله : 
ان الملاك يعرف العشق ٠‏ فلا تزد فى القول واطلب الكأس واسكب الشراب على تراب أدم 
(عن استعلامى 5 

ولكنك غافل عن هذه النطيفة الإلهية عاكف على الصورة ؛ والصورة خادعة تبعد عن 
الحقيقة » فلو كان الأمر بالصورة لكان احمد المصطفى © وأبو جهل لعنه الله واحدا فهما 
متماثلان فى الصورة - هذا بالطبع فى ناظريك وفي عينيك - وإلا فحتى بالنسبة للصورة 
بينهما بون شاسع » وصورة الإنسان المرسومة على الجدار مثل الإنسان تماما ؛ فهل تراها 
مثله فى الحقيقة؟!! (فى مواقع أخرى من المثنوى حديث مستفيض عن الفرق بين صورة أى 
شئ وبين معناه » انظر على سبيل المثال لا الحصر الكتاب الثالث الأبيات 55د - .عه 
والكتاب الرابع الأبيات 5777 - 7774 والكتاب الخامس 8858 - 78١5‏ والكتاب السادس 
ه“*لا” - ٠4ا؟‏ وشروحها) وما قيمة الأسد إذا قيس بكلب أهل الكهف ذلك الذى صار وليا 
من صحبة الأولياء » فما عادت صورته الكلبية بعد ان غرق فى بحر النور الإلهى ؛ والمعانى 
الطيبة والمنفرة هى التى تكتبها الأقلام » أقلام الحق وأقلام الخلق ؛ فهل رأيت ثم صورة للعدل 

أو العمل؟ كلها مجرد أوصاف تكتب فى الكتب دون إن تكون لها صورة محسوسة ومحددة . 
وهى طارئة على هذا الواقع المحسوس المسمى - بالشخص - هى هويته ١‏ (تحط) عليه من 
العالم الذى لا حدود له ولا محسوسات فيه .فان العالم المحسوس لا يستوعيها ٠»‏ ومن هنا لا 
يمكن ان تجسد الفضائل فى عالم المادة (استعلامى /1-١51؟)‏ . 

)٠١ 09-5609‏ : الحديث عن علم الأرنب لكنه فى الحقيقة عن علم الإنسان أضعف المخلوقات 
جسدا واقواها روحا وعقلا ؛ فهو الذى يجعله يحتال حيل التعالب مع من هو اقوى منه جسدا » 
فيستطيع أرنب بعقله ان يجندل أسدا (كما سيأتى فى القصة) ؛ وبهذا العلم سخر للإنسان ما فى 
الأرض جميعا » وحمل فى البر والبحر ؛ فكأنه بعلمه هذا يمنك خاتم سليمان الذى كان يسيطر 
بقوته على كافة المخلوقات وما قوته فى رأى يوسف بن احمد إلا العلم المنقوش داخله (١/0؟5) ٠‏ 


ب 


وخاتم كل إنسان علمه وعقله وقلبه » بها سيطر على كل وحوش البر والبحر وألجأ الجان 
والشياطين إلى سكنى السواحل هربا من مواجهته (لسنائى فى الحديقة قصة فى هذا المعنى » انظر 
الترجمة العربية ؛ الأبيات "5ه - 55145 وشروحها) . 

)٠١١44 - ٠١4(‏ : ومن قوة الإنسان وسيطرته واحتياله وعقله » يكثر أعداؤه » ومن ثم فعلى 
الإنسان العاقل أن يكون حذرا ٠‏ فاله قد يجد شوكة مختفية فى ماء وضوئه » أى قد يجد الأذى من 
آخر من يتوقع منهم الأذى » وأكثر خطرا تلك الإيحاءات والوسوسة التى قد تتأتى للمرء من داخله 
وقد تأتى له من خارجه ؛ وأسوؤها وأكثرها خطرا ٠‏ فتمهل وتأمل » حتى تتبدل فيك الأحاسيس . 
وتصبح رجلا نورانيا تنظر بعين الله وتسمع بأذنه» آنذاك تتكشف لك ما وراء هذه الوساوس 
والالقاءات والإيحاءات » وتكشف أولئك الذين رددت أحاديثهم وجعلت منهم أئمة لك » ويتبدى لك 
زيف كل ذلك وانك كنت بعيدا عن طريق الحقيقة . 

)٠١548 - 7٠١49‏ : إشارة إلى الحديث النبوى الشريف "المستشير معان والمستشار مؤتمن فإذا 
أستشير فليشر بما هو صانع نفسه » جامع "١41/5‏ وقال كفافى )451/١(‏ أنه من بيت منسوب 
إلى الإمام على : كل علم ليس فى القرطاس ضاع كل سر جاوز الاثنين شاع .. (أحاديث مثنوى 
)١١/‏ ونقل جعفرى )478/١(‏ قولا مأثورا هو :"من شاور الرجال شاركهم عقولهم' . 
)٠١١58-5059(‏ : (عن كتمان السر انظر شرح الأبيات ١78 - ١74‏ من الكتاب الذى بين 
أيدينا) وان المرء ليتحدث بالسر مع من يظنه صديقا له (مرآة) .. لكن سرعان ما يتكدر وجه قلبه 
بهذا السر (حسدا وقلقا) (استعلامى )١١1/١‏ » وكل سر جاوز الاثنين شاع مثل ورد فى المثدوى 
اكثر من مرة ٠‏ وفسر فروزانفر الاثنين بأنهما الشفتان أى ان كل سر صدر عن فم صاحبه فقد 
شاع (عن استعلامى )157/١‏ وفى البيت السابق على مضمون حديث مروى عن جعفر الصادق 
'استر ذهبك وذهابك ومذهبك" ويرى الشيعة انه اصل مبدأ التقية الوجود عندهم وقال جعفرى 
)475/١(‏ أنه حديث نبوى (!!) »وما أشبهك عند الاستثارة فى مثل هذه الأمور بربطك بطيور 
ثلاثة إلى بعضها . إنها لن تستطيع ان تنجو (فالطيور الثلاثة هنا هى الذهب والذهاب والمذهب) 
٠‏ وانك تستطيع ان تشاور فى حالة إذا ما شاورت وأنت تكتم سرك ؛ أى تشاور من طرف خفى » 


-ع#ع - 


وعن طريق الإشارة وضرب المثل والكناية ؛ وهكذا كان ديدن الرسول عليه السلام » كان يجيب 
على الرأى بالقدر الذى يفهم به الأصدقاء . ويضلل الخصوم فلا يدرون عنه شيئا فقد ذكر 
الأنقروى )١7/١(‏ مثالا على ذلك الحديث النبوى (خمروا الآنية واوكئو الأسفية واجيفوا الأبواب 
واكفتوا صبيانكم عند المساء فان للجن انتشارا وخطفة واطفئوا المصابيح عند الرقاد فان الفويسقة 
ربما اجتزت الفتيلة فاحرقت أهل البيت" فان الرسول كان يقصد معانى أخرى غير تلك التى يفهمها 
الخصوم . 

)٠١4(‏ : عن الأمير المتسيب قال مولانا فى موضع آخر من المشوى ان ذلك يؤدى به إلى 
تحول النساء إلى بغايا والرجال إلى مخنثين !! 

)٠١75 - ٠١5(‏ : من خلال شكوى الأسد من تعرضه للخداع نتيجة لألفاظ الحيوانات المعسولة 
الخالية من المعنى ينتقل مولانا إلى الحديث عن قضية عامة هى ان الألفاظ ان كانت منمقة ظاهرة 
الإقناع فإنها توضع من يصدقونها فى الخطأ ؛ فهى كالشباك ؛ تضيع أعمارتا , كأنها رمل يتشرب 
ماء أعمارنا ؛ لكن هناك من يتصف كلامهم بحلاوة اللفظ وعمق المعنى هم رجال الله المتصلون 
بالحق المنفصلون عن ذواتهم » فهو رجل لأنك تراه جافا متيبا » أفنى جسده لينمى روحه ؛ ومع 
ذلك فماء المعرفة فوار منه ٠»‏ فعليك به » وانصرف عن الرمل الجاف الذى يتشرب ماء عمرك 
دون ان تظفر منه بشىء ؛ وإذا طلبت الحكمة فاطلبها من أهلها » تتحول بعدها من طالب للحكمة 
(لوح حافظ) إلى منبع للحكمة (لوح محفوظ) ومن متوسل بالعقل؛ إلى معلم للعقل » لقد كان جبريل 
هو الذى ينزل بالوحى على سيد الأنبياء » كان مصدرا للوحى ٠‏ فانظر إلى ما ناله سيد الأنبياء من 
تكريم عندما فهم الرسالة وادى لها حّها ورعاها حق رعايتها ؛ لقد فاق جبريل نفسه فى المرتبة 
بحيث انه فى ليلة المعراج انفصل عنه عند موضع ما وقال : لو تقدمت أنملة لاحترقت » وهكذا 
عندما تتجاوز مرحلة التعلم بالعقل إلى مرحلة التلقى من الله » بحيث يحار العقل نفسه فما وصلت 


اليه » وبحيث يقول ابن الفارض 


ولا فلك إلا ومن نور باطنى به ملك يهدى الهدى بمشيئتى 
وبدرى لم يأفل شمسى لم تغب وبى تهتدى كل الدرارى المئيرة 


وخ"اع - 


(عن انقروى 275/١‏ ؟) والعقل الكلى عند الصوفية هو الذى يعرف الله ويشبه هذا بجبرئيل . 
جولبنارئى ١58/١‏ . (ينسب فروزانفر أحاديث حديث لو تقدمت خطوة إلى صاحب بحار 
الأنوار وهو متأخر والرواية موجودة فى كل كتب الصوفية تقريبا » انظر على سبيل المثال لا 
الحصر حديقة الحقيقة الترجمة العربية الأبيات 75845 - 78945 وشروحها) . 

: إن القاعد عن الشكر والصبر من كسله ٠‏ يفسر الأمر بأن الله كتب عليه ذلك ؛ وهذا هو 
الجبر المكروه ( أنظر لتفصيلات الأبيات : 545-35١‏ و0 134-9547من الكتاب الذي بين 
أيدينا ) ٠‏ وهو من قبيل المرض ٠‏ ومن إدعى المرض مرض مصدقا للحديث الشريف " لا 
تمارضوا فتمرضوا » ولا تحفروا قبور فتموتوا " ؛ والجبر لغة عكس المرض ٠؛‏ إنه جبر 
الكسير » وقدمك لم تكسر في الطريق حتى تكون في حاجة إلى جبرها » إنك في حاجة إلى 
العمل ما دمت قادرا . 

)1١84-1081(‏ : إن إبداء الجهد في الطريق ثمرته الوصول إلى حضرة الحق ٠»‏ فالله لا 
يضيع أجر المحسنين؛ يكون له عروج حقيقي إلى الحق ؛ ويصله السبراق مطية العروج مثل 
محمد المصطفى # ليلة الإسراء والمعراج ؛ يكون حاملا للتكاليف » فيصبح محمولا بالعناية 
الإلهية ( أنظرا البيت 14٠‏ من الكتاب الذي بين أيدينا ) » وهكذا كل من يتقبل أوامر الله 
تعالى ؛ يصل إلى مرتبة أن يكون نافذ الأمر على الدنيا بأجمعها ؛ بل على الأقلاك ؛ وإن 
كنت ترى في كلامي هذا مبالغة » أفلم تتوقف الشمس ليوشع بن نون ؟ وألم ينشق القمر 
لمحمد :# ؟ والإيمان دائما في حاجة إلى تجديد » وتجديد الإيمان لا يكون باللسان » بل بالعمل 
٠‏ فالإيمان عمل كما أن الهوى عمل ؛ وما دمت تجدد الهوى لا يتجدد الإيمان ٠‏ فالهوى بمثابة 
القفل غلى بوابة الإيمان والفتوح ٠‏ وأنت تؤول القرآن بما يتوافق مع طبيعة نفسك ومقتضى 
هواك ٠‏ ألا فلترجع إلى نفسك وتؤولها وتتبع ما في باطنها حتى تتضح لك حقيقة باطنك الميال 
إلى الهوى ٠‏ وآنذاك لا تقوم بتأويل أيات القرآن ومنها " انشق القمر " بما يوافق هواك . 
:)٠١40(‏ المثال المذكورهنا في رأي لفروزائفر(مآخذ/4١)‏ مأخوذ عن شطرة من بيت قاله 
أبو نواس في هجاء يحيى بن خالد البرمكي : 


2 


وأعظم زهوا من ذباب على خرء ؛ وأبغل من كلب عقور على عرق . 
1١31-1095 (‏ ): عالم كل إنسان بقدر رؤيته وبقدر نظره ؛ وبقدر عمق ذاته وهمته. 
والبحر يبدو لكل إنسان بقدر نظره ء والذبابة تكون قطرةالبول بحرا لها ؛ والإنسانبحره 
بقدر همته وتصوره وأفقه ء فاسمٌ بنظرك ٠‏ لأن الذبابة لو سمت بنظرها ؛» لصارت مثل 
طائر البُلح المبارك ( الذي لو وقع ظله على إنسان لصار ملكا . واسمه بالفارسية هُما ." 
ومن ثم كان من ألقاب ملوك إيران - حتى آخرهم - همايون أى المظلل بطائر الهمما) » 
ولكانت مثل ذلك الأرئب الذي جندل الأسد ‏ فمتى كانت روحه بمقياس حجمه ؟ ويرى 
مولانا أن المعطيات في هذا الوجود واحدة ؛ لكنها تتلون بقدر الرؤية وبقدر عمق روح 
الناظر إليها وغناها ؛ والإنسان - في رأى مولانا - رؤية. 

٠ أغمض عيني عن طريق أذني : أى خدعني بمعسول الكلام‎ : )١١15-90( 
والجبريون هم الوحوش الذين أقنعوه بالقعود عن الكسب . والسيف الخشبي هو حججهم‎ 
وما أشبهه بمجن‎ ٠ الواهية » وهم ليسوا إلا قشور دون لباب ؛ والقشر هو زخرف القلب‎ 
على ماء يغوص فيه ولا دوام له عليه . فالكلام قشر وجلد . ولبابه المعنى ؛ والكلام‎ 
أما اللب‎ ٠ واللب المعيوب في حاجة إلى تنميق الكلام‎ ٠ كالصورة ؛ ومعناه هو روحه‎ 
الحسن» فإن الغيرة الإلهية تهبه الغطاء المناسب له . وأقلام الريح هي هوى النفسء وأوراق‎ 
الماء هي مطالب الدنيا : وكلاهما لا دوام له ؛ وإن طليت منهما وفاء' أو ثباتا ؛ فلن يكون‎ 
حاصلك إلا أن تعض بنان الندم » وإن تحررة من هوى النفس ومطالب الدنيا » تسمع رسائل‎ 
الحق المتصفة بالدوام والثبات . وأمور الدنيا لادوام لها : ألست ترى الخطب باسم الملوك‎ 
, وأن خطب الأنبياء هي الباقية ؟ ألست ترى أسماء الملوك تتغير من فوق السكة‎ ٠ تتغير‎ 
" وأن إسم محمد # هو الباقي » وأحمد هو كل الأنبياء ' أنا أول الأنبياء خلقا آخرهم بعثا‎ 
و " كنت نبيا وآدم بين الماء والطين " فالأنبياء كلهم قبس من النور المحمدي ( لتفصيلات عن‎ 
هذه الفكرة - أنظر الترجمة العربية لحديقة الحقيقة ج١1 صص”١٠١-75١ وشروحها صص‎ 
.) 5009-0 


لالاع ا - 


)١١55-17١(‏ : العقل فى التعبيرات الصوفية يطلق على مرتبة الوحدة وتجلى الحق فى 
مرتبة العلم وهو التعين الأول كما يطلق أيضا على الحقيقة الإنسانية» ويمكن أن يكون الحديث هنا 
عن العقل الكلي أو العقل الأول وهو أول الخلق فى رأى الصوفية (استعلامى )١116/١‏ وقد يكون 
المقصود أيضاً هو عقل المعاد (عن العقل عند الصوفية بما يلتقى مع أفكار مولانا جلال الدين وقد 
يكون مصدرا لها أنظر الترجمة العربية لحديقة الحقيقة ج: ٠ ١‏ ص ١١١-154‏ وشروحها ص 
5١5 - 4‏ ) وإدراك عوالم العقل أو بحاره بتعبير مولانا لا يتأتى إلا بإنمحاء الصور والأجساد 
(الموت المعنوى) فالعقل مع كل عظمته قوة خفية أيضا (مثل الروح) وإن تجلت اشراقاته على 
وجودنا الظاهرى الذى هو كالموج أو كقطرة الطل بالنسبة له ١‏ لكن تعلقنا بأسباب الحياة يجعل هذا 
البحر يلقى بنا بعيدا عنه ؛ فلا يكشف لنا عن أسراره » ولا يبصر القلب من يلقى فيه بالأسرار » 
ولايرى العبد أنه بمثابة السهم تلفى به يد المشيئة إلى نقاط بعيدة دون أن يرى الرامى؛ إنه 
مستغرق فى أنيته بحيث لا تسأل هذه الأنا : أى شئ يحملنى إلى هنا وإلى هناك (استعلامى 
7 -5"7) إن الأسباب هنا تقوم بحجب المسبب . 

)١١77--1١7(‏ : والإنسان الموجود فى يد المشيئة والمتصل بالعقل الكلى بمثابة الفارس الذى 
يزكب جوادا والذى لآ يَغْلغ أن جولاه مجرد: وسينة توصلة إلى أهدافه:.. وعندما يحون الجواد 
(العقل) يسوقه فى الطرق الوعرة ؛ وهو يعلم أن جواده حرون عاص يسوقه فى كل مكان ويلقى 
به فى مهالك الطرق ومهاويها ٠‏ ومع ذلك يتساءل : أين جوادى ؟! ترى أين ذهب ذلك الجواد ؟! 
الجواد تحتك أيها الفارس (تكرر المثل بشكل مختصر فى الكتاب الثالث » الأييات 41" - 86") . 
)١١57-1١14(‏ : إن الحق قريب من الروح قرب الماء من الدن» لكن الرؤية قاصرة » مثلما 


يكون الدن متيبس الشفة والماء فيه , آثار الروح سارية فى كل البدن وأنت غافل” عن هذه الآثار: 


-#88غ ده 


وإنما تستطيع أن تميز آثارها إذا كنت على علم بالآثار الأخرى ؛ مثلما يكون تمييزك بين الألوان 
إن كنت تعرف هذه الألوان؛ ولن تعرف الألوان إلا إذا أوتيت نور معرفتها . ولابد أنك تدرك هذا 
إذا اختفت عنك الألوان فى ظلمة الليل ؛ إذن فالأصل هو النور وفى حديث أبى ذر قال : سألت 
رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت نور ربك ؟ فقال : نور انى أراه (انقروى ١/51؟)‏ . 
فابحث عن النور أولا ولا تقف عند الألوان فبلا نور لن تستطيع معرفتها أو التمييز بينها ؛ وهناك 
غير هذا النور نور آخر يشع من باطنك . من قلبك ؛ ونور العين إشعاع لهذا النور الموجود فى 
القلب ٠‏ وهو لا يدرك بالحس » بل يكون الحس حجابا عليه ٠‏ رؤية هذا النور تكون بالنور » 
وإدراكه يكون بالذوق وليس بمعرفتك ضاده . 

)١١57-7178(‏ : يدق مولانا دائما على فكرة أنه بضدها تتميز الأشياء وتعرف . ومن هنأ 
خلق الله الألم والحزن ؛ وإذا لم يخلقا من أين تعرف السعادة والسرور؟!! ومن أجل هذا ؛ يظل 
الحق خفيا علينا (والفكرة نفسها وردت عند محمود الشبسترى فى كلشن راز ('عن جعفرى 
70١‏ تقمتى كان له ضد جل وعلا عن الأشباه والأضداد ؟! الرومى يعرف بالزنجى ؛ والنور 
بالظلمة » والله تعالى لا ضد له لكى تدركه بضده إذا «لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار» 
(الأنعام )٠١17/‏ » لكنه يتجلى فى صنعه وفى فعله وهنا يشير الأتقروي (١/؟13)‏ إلى بيت إين 
الفارض : 

وما هي إلا أن بدت بمظاهمر فظنوا سواهها وهي فيهم تجلت 

... مثلما تجلى على الجبل فاندك » (انظر تفسير البيت 7 من الكتاب الذى بين أيدينا) والفكرة 
برمتها يرجعها فروزانفر إلى الغزالي ( شرح صص4755- 556 والنص منقول عن إحياء علوم 


الدين 759/4). 


- ومع - 


» تجلى الله ووضوحه فى صنعه مثل تجلى الفكر فى الصوت وفى الكلام‎ )١١30-1١١44( 
كلامك وصوتك نبعا من الفكر . فهل تستطيع ان تقدم شيئا محسوسا وملموسا وتقول إن هذا هو‎ 
وعندما يريد الفكر أن يتجلى؛ يجعل من الصوت‎ ٠ الفكر ؟! والكلام الطيب من بحر فكر طيب‎ 
والكلام صورة لتجليه » وهذه الأصوات والكلمات تظهر ثم تعود ثانية إلى بحر الفكر » وهذا ما‎ 
يعنيه ب«إنا إليه راجعون». الموجودات كلها تصدر منه » ورجعتها إليه » فالوجود الإنسانى فى‎ 
ومن ثم‎ ٠ كل لحظة مظهر للتجلى الربانى ؛ يظهر تجل ويمضى ويموت ويفسح مكانه لتجل آخر‎ 
» قفيك كل لحظة موت ورجعة فى كل لحظة قيامه وبعث ؛ فالدنيا ساعة (اى برهة من الوقت)‎ 
إلى قول‎ )*555-١( فلتكن كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم طاعة » ويشير جعفري‎ 
فأصل العالم الحركة لا السكون ؛ وفي القرآن‎ ٠ هيراقليطس : أنا لم أنزل النهر الواحد مرتين‎ 
. الكريم : وترى الجبال تحسبها هامدة وهي تمر مر السحاب‎ 

:)1١58 7-115١ (‏ يقدم مولانا صورة جديدة : أفكارك كالسهام المنطلقة فى الفضاء أتراها 
تستقر فى الفضاء ؟!! إنها تعود إلى الله » وفى كل لحظة تتجدد الدنيا والعالم بتجل من التجليات 
الإلهية » وهى مستمرة ودائمة ومتصلة بحيث لا تستوعبها عين الحسء فالأشاعرة يرون جوهر 
الوجود ثابتا لكن أعراضه فى تغير ( والعرض لا يبقى زمانين) والدوام عند الصوفية صفة لذات 
الحق .لكن صور الخليقة مراتب للظهور والتجلى (فروزانئفر شرح مثنوى ج ”؟ ؛: ص )44٠‏ 
ويرى بعض الصوفية ان الجوهر أيضأ فى حالة حركة وتبدل؛ ويشير بيان مولانا إلى مفهوم الآية 
الكريمة «بل هم فى لبس من خلق جديد» (ق )١5/‏ . 

)١١59-1١35(‏ : وكمأ تتواصل قطرات الماء فتكون جدولاء فالحياة أو العمر مجموعة من 


تك 


التجليات الدقيقة والصغيرة للوجود التى تتواصل وتستمر ء وحدة هذا التغير وسرعته تظهرانه 


متمردا متل شرر فى عود مشتعل؛ إن حركته تبدو لك خطا من النار وهو ليس كذلك. فالخليقة 
تتكرر وتستمر بسرعة بحيث تبدو لك تجليا واحدا ليس أكثر يدوم فترة طويلة . وان كنت تريد 
شرحا لهذا السر ؛ فاطلبه من حسن حسام الدين فهو فى هذا الأمر مرجع عظيم . و "خذ العلم من 
أفواه الرجال بقلب لا بعقل ذى عقال” (انقروى/17د١)‏ 

)١١59(‏ : معنى الصورة تنتج من اللاصورة اى من لا صورة له ينتج من صورة له » والمعنى 
سابق على الصورة وقد ورد فى معارف بهاء ولد . ص ١١‏ . 

. )؟١١/ إشارة إلى الحديث النبوى (زكاة الجاه إغاثة الملهوف) (أحاديث‎ : )١١7١( 

)١١50(‏ : إشارة إلى مصرع النمرود بوسيلة بعوضة (انظر قصص الأنبياء المسمى بالعرائس 
للتعلبى ص )4١‏ . 

. العدو النفس الأمارة بالسوء‎ : )١١94( 

- 71/7 لتفصيلات عن بعض مشاورة فرعون لهامان أنظر الكتاب الرابع الأبيات‎ : )١159( 
. وشروحها‎ 17 

)١١١59-1٠8(‏ : إلى جواز فكرة الأضداد التى يهتم بها مولانا أشد الاهتمام » هناك فكرة 
أخرى تنبع منها وهى آفة عدم التمييز بين الأضداد » بحيث تلن أن العدو صديق وتتعامل معه 
على هذا الأساس (فى الكتاب الذى بين أيدينا الأبيات "5٠١ - ١5‏ تعبير آخر عن الفكرة) فى 
حين أنه عدو يرديك بكلامه المعسول . سكره سم ء ولطفه قهر ؛ وعندئذ يحم بك القضاء من 
جراء فعله وإضلاله ٠»‏ والنفس والشيطان كلاهما لك عدو فاتخذهما عدوا » وتسلطهما أيضا من 
قضداء الله » فاهرع إلى الله وتضرع إليه » وسبح » وتعبد وصم » فلا نجاة لك من هذا الإيتلاء » 


إلا بحسن القضاع ؛ وادع الله سبحانه وتعالى بدعاء الحبيب المصطقى 8# : اللهم أرنا الأشياء كما 


داغغ - 


هى (أحاديث مثنوى /45) (لتفسيره تفصيلا : أنظر الكتاب الخامس ٠»‏ الأبيات ١915‏ وشروحها) 
وعن العدم الذى يبدو وجودا والوجود الذى يبدو عدما أنظر الكتاب الخامس الأبيات ٠١71‏ - 
٠6‏ وشروحها) والقهر الإلهى هو الذى يبدى لك العدم وجودا والوجود عدما » وشراب القهر 
الإلهى يصيب بالسكر «إن الله إذا أراد إنفاذ أمر سلب كل ذى لب لبه» (أحاديث ٠ )١١/‏ فتعمى 
الأبصار عن طبيعة الأشياء (ترى الحجر جوهرا والصوف يشما (لمناسبة الكلمتين بالفارسية سشم 
بمعنى صوف ويشم يمعنى حجر اليشم) . 

)١١١١(‏ : الحكاية التى تبدأ بهذا البيت فيما يرى فروزانفر (مآخذ )١5-١4/‏ وردت باختصار فى 
قصص الأنبياء للثعلبى ووردت بصورة مفصلة فى كتاب نثر الدر للآبى" "كان نافع بن الأزرق 
يسأل ابن عباس عن العلم أو غيره ويطلب منه الاحتجاج باللغة وشعر العرب فيجيبه عن مسائله؛ 
وروى أبو عبيده انه سأنه فقال : أرأيت نبى الله سليمان عليه السلام مع ما خوله الله عز وجل 
وأعطاه؛ كيف عنى بالهدهد على قلته وضالته؟ فقال له ابن عباس : إنه إحتاج إلى الماء والهدهد 
على قماء : الأرض له كالزجاجة يرى باطنها من ظاهرها فسأل عنه لذلك. فقال له ابن الأزرق : 
قف يا وقاف كيف يبصر ما تحت الأرض والفخ يغطى له مقدار إصبع من تراب فلا ييبصره حتى 
يقع فيه ؟ فقال ابن عباس : ويحك يا بن الأزرق : أما علمت أنه إذا جاء القدر عمى البصر" كما 
وردت أيضا فى تفسير أبى الفتوح الرازى وعند قانعى الطوسى من شعراء القرن السابع الهجرى 
وفى بوستان سعدى الشيرازى وفى رأى استعلامى ان حكاية مولانا أقرب إلى رواية مرزبان نامه 
للوراوينى. 

(37717-؟7١١١)‏ : تعنى المشاركة فى اللسان التآلف الذهنى والمشاركة الفكرية والتقارب 


الروحى والمعنوى ؛ والمعاشرة مع من يفتقرون إلى هذه الخاصية بمثابة السجن» إذ يظل المرء 


-65ع د 


سجينا مع أفكاره ومشاعره وأحاسيسه التى لا يستطيع إبداءها لأنه لا يجد من يفهمها ؛ ورب 
مشتركين فى لسان ولغة ما لكنهما غريبان » ورب غريبين فى اللغة لكن الألفة والإحساس 
المشترك والتآلف القلبى يجعل كل منهما أليفا للآخر يستريح إليه ويركن إليه » وهذه هى العلاقة 
الباقية والآصرة القوية والتفاهم الحقيقى القائم على أسس متينة «الأرواح جنود مجنئدة ما تعارف 
منها ائتلف وما تناكر منها اختلف» ؛ وهي أمتن من الكلام والعهود والمواثيق ؛ وهناك وسائل 
التعبير القلبي " فمن القلب إلى القلب كوة " تسمح بانتقال المعاني » بحيث لا تكون هناك ضرورة 
للسان أو اللغة التي قد تكون حجابا على الفهم الحقيقي . 

)١١8(‏ : الزاغ طائر أسود من فصيلة الغربان (استعلامى /١-77؟)‏ عرب وقيل فى المثل أسود 
من جناح الزاغ . 

)١١54(‏ : إشارة إلى مثل عربى أول الدن دُردى ؛ والدردى ثمالة الكأس وهى من المفروض ان 
تكون فى قاعه وآخره:ولأحد الصوفية: "إذا كان أول الدن درديا فما يكون آخره ؟" 

١7١7 انظر تفسير البيت‎ : )١141( 

)١١55 - 17 44(‏ : الدليل البين والظاهر على صدق الفكرة القائلة انه إذا جاء القدر عمى البصر 
وإن جاء القضا ضاق الفضا تتمثل فى قصة آدم عليه السلام الذى علم الأسماء لا بصورها بل 
بتحقيقهاء إسم كل شئ وحقيقته وفعله وخواصه ومصيره على ما هو عليه بالفعل لا كما يبدو لنا » 
فإسم اى شئ بالنسبة لنا هو ما يدل عليه ظاهره ٠‏ لكن إسمه عند الله تعالى حقيقته و منتهاه 
فموسى عليه السلام يتوكأ أمامنا على عصا ء لكنها عند الله تعالى أفعى : وعمر بن الخطاب 
رضى الله عنه لفترة أمام الناس الكافر الغضوب؛ لكن منتهى إسمه ومبتداه مثال العدل والإيمان ٠‏ 


وذلك فى يوم العهد يوم ألست يوم أن أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم 


اع - 


بالربوبية له وبالعبودية على أنفسهم » والولدعموما قطرة من المنى ؛ لكن الله تعالى يعلم فى أية 
صورة سوف تكون ٠‏ والصورة موجودة فى علمه تعالى دون زيادة أو نقصان ؛ أسماؤنا أمام الله 
تعالى هو ما سوف تؤول إليه خاتماتنا لا ما نحن عليه بالفعل من أمور كلها عارية وعارضة لا 
تستمر. كان من جراء هذا العلم الإلهى الذى علم لآدم أن عكف آدم على العبودية والسجود إعتراقا 
وشكرا ءاى أنه كان يعلمه قيمة ما منح له وما فضل به على كل المخلوقات » ولم يكن بغير 
المقدرلقيمة العطية التى أعطيت له؛ وسجد الملائكة للنور الإلهى الذى خص به آدم وليس لآدم فى 
حد ذاته ٠‏ هذا النور الموجود فى الأنبياء والأولياء والذى لو أخذت فى وصفه وفى مدحه حتى 
القيامة فلن أوفيه حقه . 

)١1١١7-1١719(‏ : لقد علم آدم كل هذاء كان مدركا لما خص به من علم شاكرا له غير مغتر به؛ 
لكن عندما قضى عليه بالعصيان صعب عليه أن يفهم النهى ؛ مجرد نهى واحد . وأخذ يتساءل : 
أهو تحريم لشجرة المنهى عنها أو هو مجرد نهى تنزيهى لا تترتب عليه حرمة ؟! هل هو حرام 
أو مندوب ؟! ومجرد التساؤل فى أمر إلهى صريح الدلانة يفتح الباب للمزالق ٠‏ ويفتح الباب 
للتأويل؛ والتأويل عادة يفضى إلى إختيار ما عليه الهوى ٠‏ فأسرع آدم إلى القمح » تماما كأن تدخل 
شوكة فى قدم الناطور (التساؤل والجدل) ويقعد عن الحراسة فيأتيه اللص (الشيطان) ويسرق 
المتاع (الإيمان) . (انظر من ١507 - ١49٠‏ من الكتاب الذى بين أيدينا) . 

)117١-157(‏ : لكن آدم لم ينغمس فى إثمه » وسرعان ما أفاق وقال «ربنا ظلمنا أنفسنا» 
أى ان الفعل منا والذنب منا وما حاق بنا من ظلمة فمن فعلنا . لكن مولانا يصر على موقفه من 
رفض الجبر ؛ فهذا القضاء هو مجرد سحابة تغطى شمس الرؤية ونور البصيرة » فيصبح القوى 


ضعيفا ومتين الإيمان معرضا للمعصية » ولا حيئة مع القضاء إلا بالضراعة إلى الله سبحانه 


5-7 - 


وتعالى فهو محول الأحوال. فإذا كانت شكواك من القضاء ففرارك يكون فى القضاء 'نفر من 
قضاء الله إلى قضاء الله" » وما هذا القضاء إلا ابتلاء' لك وكلما نجحت فى امتحان رقيت درجتك 
؛ وهو ببتليك لكى يجتبيك ويصطفيك » وهو مع ما أعطاه لفرعون لم يصبه مرة واحدة بصداع 
لانه لم يكن يريد الاستماع إليه (انظر الكتاب الثالث الأبيات 5١54 - 7٠١‏ وشروحها) إنه سبحانه 
وتعالى يخوفك » حتى لا تصاب بالغرور بقوتك وحولك وطولك وفى خوفك هذا الأمن من مكر 
الله . 

(ده١١ )١158١-‏ : إمارات أحوال المرء وفكره وشخصيته تبدو على قسمات وجهه ٠‏ هذه هى 
السيماء التى تحدث الله عنها فى كتابه الكريم فقال «سيماهم فى وجوههم» ومن ثم يطلب العارف 
الخبر اليقين من السيماء ٠‏ فالله تعالى هو الذى جعل الوجوه تنطق بما فى القلوبء فلون المرء 
ورائحته ينيئان عنه كما ينبئ صليل الجرس عن القافلة وصهيل الخيل عن الخيل ؛. ومن الصوت 
تستطيع ان تميز بين نهيق الحمار وقرع الأبواب » فتحدث حتى 'تعرف وتبدو من صوتك فالمرء 
مخبوء تحت لسانه (حديث نبوى وان أسنده فروزانفر واستعلامى 774/١‏ إلى الإمام على رضى 
الله عنه ) » ولون الوجه منبيء عن شخصية صاحبه » فإن كان المرء متهلل الوجه قهذا دليل 
على الشكر » وان كان شاحب الوجه فهذا دليل على الصبير مع وجود الهم وقلة الرضما . وفى 
الحديث الشريف «أطلبو الخير عند حسان الوجوه » (كولبنارى )١57/١‏ . 

)١15١5 - 1١786(‏ : سنئة الله فى خلقه : تبنى وتهدم وتعمر وتخرب وتؤلف وتشتت وتجمع 
وتفرق . لطفه الكلى وقهره الكلى سبحانه وتعالى مسيطران على الكون ٠‏ بادية آثارهما فيه. 
وآثارهما يبدوان فى الشكر والصبرءالبستان حينا أخضر وحينا عرته رياح الخريف من الأوراق » 


والشمس تطلع كأنها النار ثم لا تلبث أن تغيب ؛ والنجوم تطلع ثم تحترق ٠‏ والقمر يصبح بدرا شم 


- 0غ - 


يأخذ فى النقصان » والأرض تزلزل والجبال تندك وتصير كالعهن المنفوش؛ والهواء الذى نتنفسه 
حين يحم القضاء يصبح نتنا فاسدا عفنا مليئا بالأوبئة » والماء يأسن ؛ والنار تخمد » والبحر يهيج . 
والفلك يتبدل فيكون حضيضا ووسطا وأوجا » ويصير سعدا ويصير نحسا » (كل ظواهر الكون 
الدنيوى عند مولانا كون فى بذرته الفساد. واتفصيل الفكرة على مستويات أخرى أنظر الكتاب 
الرابع » الأبيات ١5١5 - ١397‏ وشروحها) وإذا كان الفلك نفسه بلا إستقرار فكيف تطمع أنت 
تحت هذا الفلك بالإستقرار (الفكرة للشاعر الفارسى ناصر خسرو المتوفى سنة١5/8ه‏ : 

أى استقرار تتوقع تحت هذا الفلك ما دام الفلك الدوار نفسه لا قرار له 

(ديوان ناصر خسرو ص 4 تهران ١١44‏ ه.ش) فإذا كانت هذه الدنيا بمثابة الذئب؛ فكيف تتعلق 
بها وأنت مجرد شاة لا حول لها ولا قوة؟ والله تعالى هو الذى يصالح بين الأضداد فى هذه الحهاة 
الدنيا » جسدك نفسه مكون من بضعة من الأضداد والحياة هى التثى تحفظ التآلف بينها » والمرض 
يعنى أنها بدأت الحرب فيما بينها (لتفصيلات هذه الفكرة بشكل أكثر وضوحا ؛ أنظر الكتاب الثالث 
الأبيات 4474 -48772 وشروحها » كما وردت الفكرة عند سعدي الشيرازي ( عن شرح 
فروزائفرص5535). 

(175011-1:4) : الحديث عن الخلوة وعن نجاة المتمسك بها من الخلق ومن ظلم الخلق 
وظلماتهم ؛ والواقع ان مولانا لم يكن يحبذ الخلوة كثيرا » ونادرا ما ذكرت فى المثنوى فى معرض 
التحبيذ.فهى أحيانا عند مولانا دليل على التنطع والزهد الريائتى (مثئل ما ورد فى حكاية الدرويش 
الذى إختلى فى الحبل ونذر ألا يأكل الكمثرى المذكورة فى الكتاب الثالث) وعند مولانا الخلوة 
تكون عن الأغيار لا عن الحبيب » فالحبيب موجود مع المرءإختلى أو لم يختل (الكتاب الثاني: بيت 


5 وللجنيد البغدادي " العزلة أيسر من مداراة الخاطة " ( عن شرح فروزائفر ص455) . 


باقع اه 


)١1575--170(‏ : الحديث عن الظلم ؛ وعن أنه 'ظلمات يوم القيامة" (أحاديث )١١/‏ وعن أن 
حفرة الظلم عميقة؛ وكلما زاد الظالم فى ظلمه ازداد عمقها لكى تطبق عليه فى النهاية ٠‏ ومن حفر 
حفرة لأخيه وقع فيها 'قال فروزانفر أحاديث ١4‏ » انها حديث نبوى" ؛ وكل ما يحيق بالظالم ان 
تكون صورته هو إرتدت عليه فالظالم والطاغية فى عين قهره مقهور وفى عين نصره مأسور 
(انظر الكتاب الثالث ؛ الأبيات 4554 - 4554 وشروحها) . لقد رأى الأسد صورته هووافى 
المرآة وهجم عليها » وهكذا الطاغية الظالم يدمر فى الخلق الله وهو لا يدرى أنه يدمر فى نفسه » 
وفى النهاية يدمر نفسه حقيقة لا مجازاء أنت كما تكون» وما تنسجه حول نفسك كما تكون دودة 
القزء فلا تداوم الظلم » وتذكر العاقبة » ولا تعتير الضعفاء بلا معين ؛ فالنصر من الله » ولقد حبا 
به الفئة المستضعفة من أوائل المسلمين على كل ما جمع الكفار من خيل ومن رجل » وأقرأ «إذا 
جاء نصر الله والفتح» فالنصر الحقيقى من الله ؛ ولا تظن أنك وأنت الفيل بمنأى عن الهزيمة ٠‏ 
فالفيل مزقه الطير الأبابيل وهى طيور صغيرة (والنمرود مزقته بعوضه) وإن العرش ليهتز من 
دعاء المظلومين»؛ ورب دعوة مظلوم كانت أكثر وقعا على الظالمين من الطعان والسنان ٠»‏ 
والمصباح الصغير التى تشعله أرمنة كثيرا ما احرق قرية بأكملها (انظر باب سير الملوك من 
بوستان سعدى وانظر الباب الثامن من حديقة الحقيقة ومعظم الأفكار السياسية فى التراث الإسلامى 
ترد على شكل حكايات ونصائح ) إن كل ما يحيق بالظالم انعكاس لصورته هو ء؛ وهو يظن ان 
الجميع أعداؤه وهو أعدى أعداء نفسه . 

)١15724 - ١54(‏ : ليس هذا خاصا بالطغاة والملوك المتكبرين ففرعون موجود فى كل جبلة 
(انظر الكتاب الثالث الأبيات 91١‏ - 477 وشروحها والأبيات ١١55 - ١551‏ وشروحها) ولذا 


فأنت ترى الآخرين ظلمة بينما أنت فى الحقيقة لا تنظر إلا إلى نفسك نفسك أنت انعكست عليهم ١‏ 


- لأوؤع ب 


ونيتك السيئة(وردت الفكرة أيضا في الكتاب الرابع البيتين :777-1177 والكتاب الخامس البيتين 
ذ1985-0) ء فكيف يكون الخلق كلهم على هذه الدرجة من السوء التى تراهم عليها » ولو 
رأيت سوء نفسك لانشغلت بها ؛ ولعاتبتها ٠‏ لكنك لا تفعل وتشتغل بعيوب الناس عن عيوب 
نفسك . وفى خلال هذا » يزداد بئر الطبع عمقا فيك ويستعد لابتلاعك فتتردى من سيئ إلى أسوءء 
وتبدو لك عيوبك عيانا وتكون مثل ذلك الأسد الذى أردته صورته هو وسحبته إلى قاع الجب . 
(ه1 - 1784) : صورتك أنت بالفعل هى التى تراها فى وجوه الآخرين؛ وعيوبك أنت هى 
التى تراها عيوبا فيهم » والظلم من نفسك أنت لكنك تراه فى الآخرين ٠‏ والعيب فيك وان رأيته فى 
اقرب الناس إليك » فكن جميلا ترى الوجود جميلا » فالمؤمن مرأة المؤمن (حديث تبوى » 
أحاديث مثنوى 4١/‏ وانظر الكتاب الثانى البييت :)"١‏ إنك تلبس منظارا أسود فترى العالم كله 
أسود » فلتترك العمى ؛ ولتخلع هذا المنظار لترى العالم على ما هو عليه بالفعل . 

)١1547-1١*4-(‏ : وإذا لم يكن المؤمن ينظر بتور الله مصداقا لقول نبيه + «اتقوا فراسة العبد 
المؤمن فإنه ينظر بنور الله» (أحاديث /4 )١‏ فكيف يرى أنواع الغيوب ؟! لكنك لا تنظر بنور الله 
بل تنظر بنار الله من اللعنات التى حاقت بك ٠‏ وماء التوبة جدير بأن يطفئ نار الغضصب والشهوة 
والأخلاق الذميمة » وماء الأخلاق الطيبة الطهور يبدل سيئاتك إلى حسنات ٠‏ وهذا التبديل فى يده 
سبحانه وتعالى هو الذى.يستطيع ان يبدل النار نورا (آنس موسى عليه السلام على الطور نارا 
لكنه وجدها نورا) والماء نارا (جديما مغرقا للطغاة على وجه الأرض وفى هذه الدنيا) ودعاؤنا 
إياك يا الله منبئق منك أيضا تجريه أنت على ألسنتنا وأنت أعلم بحاجاتنا منا ( الدعاء عين 


الاستجابة وإذا أراد الله قضاء حاجة لعبده أجراها على لسانه . انظر الكتاب الثالث الأبيات : 


-8ؤغ - 


5780-5 وشروحها ) وإن شئت أيضا منحتنا ما نريد دون ان نطلبه منك ؛ فكنوز إحسانك لا 
تنفد » ولو أعطيت كل الخلق ما يطلبون ما نفدت خزائن رحمتك وما نقصت . 

)١1١54 - ١*4(‏ : عندما يكون ثمة بسط ؛يصبح العالم كله راقصاء وانظر فى الربيع إلى 
الأغصان والأوراق تصفق وتهتز وترقص » لقد نجت من سجن التراب الذى حبست فيه فى الشتاء 
فكأنها تتغنى بالآية الكريمة «كزرع اخرج شطاه فاستغلظ فاستوى» (الفتح/5؟) ٠‏ وكما تنمو 
الزروع من قاع التراب » يصبح كل غصن منها وكل ثمرة فيها مسبحة لله تعالى على عطاياه . 
(دد١ )1١1257-‏ : وهكذا تكون الأرواح عندما تنجو من سجن الأجساد وتترك علائقها المادية 
والترابية » تسعد لخلاصها من سجنها » وتصبح راقصة فى فضاء عشق الأحد » فالأجساد عندما 
تكون راقصة منهمكة فى وجد السماع تنال نصيبا من رقص الأرواح »ولا تسل عما يحدث لها . 
تفقد سيطرتها » تضحك » تبكى ٠‏ تمزق الخرقة والعمامة » كل هذه الأمور من فعل الأرواح لا 
الأجساد فالأرواح هى التى تحرك الأجساد » وتحرك أولئك الذين نجوا من سجن الجسد وأصبح 
دورانهم (الأصل فى الرقص المولوى الدوران) مع الولي الكامل حول روح الأرواح (إستعلامي 
0١‏ وفى نص استعلامى وانكه كرد جان : وترجمته ما حول الروح ؛ أما عند المولوى 
(15/1؟) وانكه كردد جان : وما يتحول إلى روح ٠‏ 

(4ه١‏ - )١5١‏ : الحديث عن أولئك الكبراء العظماء الذين لم يتعظوا بقصة أرنب يجندل أسدا 
بحيث صار عارا على الأسود , وأخذوا يتفاخرون بالألقاب المطنطنة من أمثال فخر الدين (ليست 
إشارة إلى فخر الدين الرازى العدو اللدود لبهاء الدين ولد والد جلال الدين »يل هى إشارة إلى كل 


من يلقب نفسه بهذه الألقاب الطنانة الرنانة) » وهم أسارى ملقون فى جب النفس الأمارة بالسوء 


- 44 - 


يشغلون أيامهم بالجدل والمراء والاستدلال والقياس وكل أدوات علماء الظاهرء فى حين أن 
نقوسهم فى خواءبلقع لا تجد من يمديده إليها ليأخذ بيدها من هذا الخواء ومن هذا الجب . 
)١1571(‏ : ابشروا يا قوم إذ جاء البشير : قال فروزانفر أنها مأخوذة من مطلع للشاعر الأنورى : 
أبشروا يا أهل نيسابور إذ جاء البشير إذ دخل الموكب الميمون للمنصور الوزير 
( شرح فروزانفر ص )48١‏ 
)178١ - 13790(‏ : يفرق مولانا بين مصطلحين : أهل الظن وهم أصحاب علوم الظاهر.ء وأهل 
الرؤية أو الصوفية العارفين» ولا تزال الحرب سجالا بينهم » وكل منهم له أدواته وله حججه ؛ 
وكل منهم ينتصر فترة من الفترات (لمولانا رأى فى موضع آخر هو ان الله تعالى يهب كل 
جماعة حججها وأسائيدها لكى تستمر هذه الحرب فيما بينهما ولو شاء تعالى لحسمها )؛ كما أن 
مولانا يقول هنا : حذار ولا تلق بنفسك فى مهاوى التهاكة» فليس كل أرنب يستطيع ان يجندل كل 
أسد » وانا هى نوبة لك يكون لك فيها التأيبد الإلهى ٠‏ والتأييد الإلهى يكون للبشر العاديين مرحلة 
بمرحلة » وللملوك الصوريين فى أدوارهم ونوباتهم؛ لكن عظماء الدين وأولياء اليقين من أصحاب 
الملك الدائم » فلا تزال كئوس العلم الإلهى والفيض الرحمانى تدور عليهم كرة بعد كرة ولا تنقطع 
عنهم . 
(7787--15914) : الحديث النبوى «قدمتم من الجهاد الاصغر إلى الجهاد الأكبر؛ قيل : وما 
الجهاد الأكبر ؟ قال: مجاهدة العبد هواه» (أحاديث مثنوى )١4/‏ وبرغم ان الحديث شرط الجهاد 
الأكبر بعد الجهاد الاصغر (لمثل هذا أشار بهاء ولد فى المعارف ص 86 أنه ما لم يقم أحد 
بالجهاد الظاهر (الأصغر) لا تتيسر مجاهدة النفس) لأسباب موجودة فى كل نفس بشرية نسكرها 


خمر النصر وتنسيها ان النصر من عند الله فحسبء إلا ان الكل تشبث بظاهر الحديث» وادعى ان 


الجهاد الأكبر جهاد النفس يشغله عن الجهاد الأصغر (جهاد الكفار والمنافقين)» وهكذا تلوى أعناق 
النصوص لتبرير الجبن والخضوع »؛ ولا يعنى هذا أن النفس البشرية ليست أعدى أعداء الإنسان » 
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : جهادك في هواك ؛ وأعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك 
(مولوى )١14/١‏ وقتل هذه النفس ليس أمر سهلاء لا يتأتى من كل أرنب ٠‏ ويشبه مولانا النفس 
بجهنم وهو تشبيه ورد عند نجم الدين بن الداية «وقد خلقها على صورة جهنم وخلق بحسب كل 
دركة فيها صفة لها وهى باب من أبواب جهنم» (منارات السائرين ص 5/8؟) وهي تنين ؛ ونار 
محرقة لا تستطيع البحار السبعة إطفاءها » ولا تزال تمتلئ بالكفار وبالحجارة" وقودها الناس 
والحجارة" وقيل الحجارةهي قلوب الكفار القاسية وهى لا تمتلئ «يوم نقول لجهنم هل امتلأت 
وتقول هل من مزيد» (ق )3١/‏ » انها لا تسكن إلا برضا الله سبحائه وتعالى ورحمته «يقال لجهنم 
هل امتلأت ؟ وتقول : هل من مزيد » فيضع الرب تبارك وتعالى قدمه عليها فتقول قط قط 
(أحاديث مثنوى )١5/‏ والنفس جزء من جهنم ومن ثم تتصف بأوصافهاء فالله تعالى هو الذى 
يستطيع أن يخمد نيران هذه النفس ؛ وجهادنا ضدها من عنايته سبحانه وتعالى وانتصارنا بفضله ٠‏ 
وإلا فان السهام التى يطلقها الإنسان تجاه النفس قد تكون سهاما معوجة ترتد إلى راميها . ولذا قال 
أبو هاشم : 'قلع الجبال بالإبر أيسر من قلع صفة الكبر" انقروى 745/١‏ . وفى الحديث النبوى » 
"قال رسول الله 8 : ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب" (رواه 
البخارى ومسلم » أحاديث مثنوى ص )١١‏ وفى مقالات شمس (55-55) : 'ما هو معنى الولاية؟! 
أن يكون للمرء ج ند ومدن وقرى؟ لا بل الولاية إن تكون له ولاية على نفسه وعلى أحواله 
وعلى صفاته وعلى كلامه وسكوته وقهره في محل القهر ولطفه فى محل اللطف" ؛ وليس إلا 


بالاستقامة يخرج السهم مستقيما نحو الهدف ٠‏ وهذا يذكر بقول أبى بكر الواسطى : "الاستقامة هى 


- غ0١‎ 


التى تردك عن قسط النفس وتفتح لك بما يكون نصيبا لك" (عن استعلامى )١81/١‏ وبوصية 
الرسول صلى الله عليه وسلم : يا على قل اللهم إهدنى وسددنى واذكر بالسداد السهم (اتقروى 
0/). 

)١4٠٠(‏ : الحكاية التى تبدأ بهذا البيت أصلها ما ورد فى فتوح الشام للواقدى عن رومى أراد 
اغتيال عمر هد فلما رآه نائما فى ظل نخلة تملكته هيبة وقال العبارة المشهورة : عدلت فأمنت 
فنمت يا عمر . والحكاية وردت فى كتب عديدة قد تكون مصدرا لأصل حكاية مولانا (فالحكاية 
عند مولانا كما سنرى حكاية بين مرشد ومريد) ومن الكتب التى وردت فيها الحكاية قبل المثنوى 
أسرار التوحيد فى مقامات أبى سعيد وكشف المحجوب وغيرهاء وأساسها ما روى عن تجرد عمر 
وزهده وعزوفه عن أبهة الملك وجاهه (مآخذ )١8- ١1//‏ . 

)١51١5 - ١404(‏ : قصور الحكام يمكن رؤيتها بعين الحس ؛ أما قصور عظماء الدين فلا يمكن 
رؤيتها بغير عين القلب» بشرط ان تكون خالية من الغرض والمرض والعلل» وهو ما يعير عنه 
مولانا بشعرة أى مقدار شعرة من حب الدنيا أو مقدار شعرة من كبرياء » ومن تطهرت روحه من 
الشهوات يرى حضرة الغيب عيانا أمامه ٠‏ والمثال محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما 
تطهر من علائق الدنيا ٠‏ أينما توجه كان ثم وجه الله وما للأنبياء يكون للأولياء . إن نفسك 
توسوس لك بمعنى وجه الله فتراه ذا وجه وتصور هذا الوجه » فتخلص أولا من وسوسة النفس 
لتدرك معنى وجه الله ؛ وأنت إذا شرح فيك الصدرء أشرفت عليك شمس الحقيقة من كل صوب » 
فلا هى مرتبطة بشرق تشرق منه أو بغرب تغرب فيه » فالخالق ظاهر ولائح وأظهر من أن 
يحتاج إلى دليل (انظر البيت ١١5‏ من الكتاب الذى بين أيدينا) » ونفسك ووساوسها أشبه بإصبعين 


تضعهما أمام عينيك فلا ترى شيئا والمعنى ورد في معارف بهاء ولد( ص )4١4‏ إرفع إصبعى 


امع - 


النفس : الغرض والمرض من أمام يصرك ترى العالم بشمسه الساطعة المنيرة » ولا تكن كقوم 
نوحتقةة الذين قال فيهم «وإنى كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم فى أذائهم واستغشوا ثيابهم 
وأصروا واستكبروا استكبارا» (نوح /") فلا جرم أنهم لم يروا ما بشرهم به نوح وما أنذرهم به : 
فارفع ثياب الغفلة من أمام بصيرة الروح . 

)١517-1415(‏ : الإنسان رؤية وبصيرة ووعى وفيما عدا ذلك إضافات : الجسد والشكل 
والثياب والمنصب والجاه كلها إضافات لا تصنع إنسانا ولا تشكل إنساناء ليس هذا فحسب بل 
والبضيية انحقة مح الكى .رات النخيركة,وادوكت: انه مكدن الجنال: والجاكل وكل ما يمكن :ان 
يجعل للحياة قيمة » وفي دعاء الحسين بن علي رضي الله عنهما " عميت عين لا تراك عليها 
رقيبا " ( جعفري )11١/١‏ رؤية الحبيب هى التى تخلق الوعى الحقيقى ؛ تكون لك بصيرة بسعة 
الحق ؛ وإن لم يكن همتها رؤية الحبيب فأولى بها ان تكون عمياء ٠‏ وإن إخترت حبيبا لا يبقى - 
وكل حبيب سواه لا يبقى - فالبعد أولى عن مثل هذا الحبيب (انظر الكتاب الثالث الأبيات 4ه - 
5 وشروحها). 

)١574(‏ : لا يفهم من ظل الله هنا ان مولانا جلال الدين كان يؤمن بالحق الإلهى للملوك وكان 
سائدا فى إيران القديمة شأنها شأن كل الأمم القديمة الأخرى؛ إنه ظل الله هنا بعدله وتواضعه 
وشدته على نفسه » المعنى هنا متعلق بالسلوك والأخلاق ؛ وكل ولى ظل الله (هو فى الحقيقة عند 
الصوفية بديل الإمام) وعن أحاديث السلطان كظل الله أنظر الجامع الصغير 58/5 ومنها حديث 
السلطان العادل المتواضع ظل الله ورمحه فى الأرض يرفع له عمل سبعين صديقا . وفى حديث 
عن الرسول ‏ : من أراد هيبة بلا سلطان وعزا بلا عشيرة فليخرج من ذل معصية الله إلى عز 


طاعة الله .(جعفرى )177/١‏ . 


6غ - 


)١4217(‏ : كان العلماء القدماء يعتقدون ان المشاعر مرتبطة بالتغيرات الفسيولوجية فى الكبد 
(استعلامى )584/١‏ . 

)١44(‏ : هيبة الحق مرتبة من خوف الله يكون العبد شاعرا بها دون خوف من العقوبة بل 
مجرد إجلال لعظمة الخالق ٠»‏ والمعنى هنا قريب جدا مما قاله الشاعر العربى ؛: 

أهابك إجلالا وما بى خشية عليك ولكن ملؤ عين حبيبها. 

وفى هذا إشارة أيضا إلى الحديث النبوى : «من خاف الله خاف كل شئ منه » (مولوى ١/75؟)‏ 
فمقام العوام : الخوف من التعذيب فى النار ؛ ومقام الخواص : الخشية ؛ ومقام أخص الخواص 
الهيبة » وإنما يفزعون من الحجاب والقطيعة ٠‏ وهذا النوع من الخوف ينشأ من القرب والمحبة ( 
منارات .)758١‏ 

)١470(‏ : السلام قبل الكلام (أحاديث مثنوى )١7/‏ " من بدأ بالكلام قبل السلام فلا 

(جعفرى ١/5؟57)‏ . 

)١447 - ١49(‏ : «إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا 
تحزئوا وابشروا بالجئة التى كنتم توعدون»_ (فصلت /0”) قال نجم الدين كبرى فى تفسير سورة 
الاحقاف "ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا بعد إستقامة الإيمان في قلوبهم بجوارحهم على أركان 
الشريعة بأخلاق نفوسهم على أداب الطريقة بالتزكية بأوصاف القلوب على التصفية» وبتوجه 
الأرواح على التخلية بالتخلق بأخلاق الحق؛ فقالوا ربنا الله باستقامة الإيمان؛ ثم استقاموا بالنفوس 
على الأركان»؛ وبالقلوب على الإيقان؛ وبالأسرار على العرفان؛ وبالأرواح على الإحسان: 
وبالإخفاء على الأعيان؛ وبالحق على الفناء بأنانيتهم؛ والبقاء بهويته» فلا خوف عليهم بالانقطاع" 


(مولوى )577/١‏ إن الخطاب بعدم الخوف هبة من الله تعالى للخائفين ٠‏ وإلا فما حاجة الآمن إلسى 


- 6غ - 


الطمأنة ؟! أولئك الذين عبروا حال الخوف هم فحسب الذين لا يحتاجون إلى هذا الخطاب؛ وندر 
من وجد منهم إلا ان يكون حاله تسليما كاملا » فان العبد لا يأمن مكر الله وان كانت إحدى قدميه 
فى الجنة . 

)١548 -١544(‏ : عمر ‏ بداية من هذه الأبيات يخوض فى كل القضايا الصوفية التى يود 
مولانا الخوض فيها - ولماذا لا تتصور أن أحد الروم ممن كانوا يعرفون الفارسية كان يعضر 
مجلس مولاناء وأن مولانا ساق هذه المعانى لهدايته ؟! إنه يحدثه عن الحق كرفيق ونعم الرفيق » 
وعما يعطيه الله للخواص من خلقه أو الابدال بمصطلح مولانا (انظر البيت 5175 و 715 من 
الكتاب الذى بين أيدينا) » ثم حدثه عن المقام والحال : قالمقام كسب والحال عطاء ٠‏ والمقام ثابت » 
والحال حسب الوقت يتنزل على الوقت فيحمله كما يحمل الروح الجسدء والسؤال عن الحال محال 
لأن الحال هو فناء المقال (كشف المحجوب ص ”487 من الأصل 447 من الترجمة) وعند مولانا 
آفة الحال إدراك المقال (الكتاب الثالث بيت :57548)) والمقام هو إقامة الطالب على أداء حقوق 
المطلوب بشدة اجتهاد وصحة نية ؛ويسكن الطالب إلى مقام مخصوص في النهاية (كشف 
المحجوب اصل 485 ترجمة 455) ويفرق مولانا بأن الحال ظاهر (كالعروس فى ليلة الجلوة 
يراها عريسها وغيره من المدعووين) والمقام مكتوم( كالعروس ليلة الزفاف يراها عريسها 
فحسب) ومن ثم فالصوفية أهل الحال كثيرون ؛ لكن أهل المقام قلة نادرة؛ والمقامات هى أيضا 
مراحل الوصول ومنازل الطريق (هى سبعة عند بعضهم وعشرة عند آخرين ومائة عند بعضهم 
وثلاثمائة عند آخرين وتصل إلى ألف منزل عند بعضهم (استعلامى ١/85؟)‏ . 

)١ 455 - ١449(‏ : حدثه أيضا عن منازل الروح (كأن مولانا كان يقدم هنا كل القضايا التى 


سوف يتناولها فى المثنوى فالإحالات هنا أمر فى غاية الصعوبة لأنها إحالات إلى كل المتثدوى)؛ 


- 06غ - 


والمقصود بمنازل الروح سيرها من مبدأ الوجود إلى منتهاه عند اتصالها بالله مرة أخرى ؛ وأجد 
منازلها إرتباطها بالجسد هنا ؛ فحدثه عن موطنها الأول عندما كانت كطائر العنقاء قوة وعظمة 
وبهاء من القرب ؛ بحيث لا تدركها همة طالب ولا نهمة مشتاق؛ لقد انطلق عمر رضى الله عنه 
فى الشرح لرسول الروم؛ لأنه وجد رسول الروم وإن كان من الأغيار إلا أنه يحمل روح مشتاق 
(وهكذا يشترط مولانا دائما » ويقول ان الله تعالى يلقن الحكمة على لسان الواعظين بقدر همم 
المشتاقين » أنظر الكتاب السادس . الأبيات ١517٠6 - ١5517‏ وشروحها) . 

)١455 - ١465(‏ : يسأل رسول الروم : هذه الروح وقد شبهتها بهذا الطائر الخرافى المهول 
الذى لا يحده حد ؛ كيف هبطت من عليائها بحيث صار هذا الجسد المحدود تفص لها؟! انها الكلمة 
الإلهية "كن" التى يعبر عنها مولانا هنا بالرقية أو العزيمة» وهى التى تجعل الموجودات تسرع من 
العدم الى الوجود بالكيفية التى يشاءها الله ويريدها ان تكون عليها » وتماما عندما يريد أن يردها 
إلى العدم ؛ هذه هى كلمة الله السارية فى كل الموجودات . يجعل بها الورد ضاحكا والحجر 
جوهرا والجسد روحا والشمس ساطعة حينا مصابة بالكسوف حينا آخر » والسحاب ممطرا للدموع 
من المآقى؛ والأرض ساكنة متواضعة تحت كل العناصر مطيعة لما أمرها عاكفة على إنجازه . 
)١47931-143(‏ : أعمال الكائنات إذن تجليات للمشيئة الإلهية تأتى فى ذهن الإنسان بتيار»ء هذا 
التيار الذهنى يؤدى إلى أعمال الجسد ؛ ثم إن هناك من البشر من لا يبين الله سبحانه وتعالى فى 
بواطئهم إعمال أرادته بشكل واضح: وكأن الله سبحانه وتعالىي قد قرأ على قلبه اخذ المعميات 
والألغاز فيبقى فى تردد : أيهما يقوم به ؟ وأيهما يفعله؟ والخروج من هذا التردد يتم أيضا بعناية 
الله سبحانه وتعالى ؛ لكن العبد أيضا عليه مهمة : وهي ان يقلل من الإشتغال بأمور الدنيا ؛ أو 


بتعبير مولانا حشو أذن الروح بالقطن وإن لم يكن ثم اشتغال بأمور الدنيا فإن أذن الروح تستطيع 


-5مغ - 


أن تستمع إلى وحى الحق (انظرالبيت 777 من الكتاب الذى بين أيدينا) الروح ذات عين وأذن 
غير عين الجسد وأذنه ٠‏ وهما مفلسان مفتقران إلى سماع هذا الوحى . (استعلامى )١87/١‏ وفي 
حديث نبوي " للقلب عينان وأذنان » فإذا أراد الله تعالى بعبد خيرا فتح عينيه اللتين في قلبه.( 
فروزائفر : شرح ص59 3) 

)١ 5875-١ 4375(‏ : يعود مولانا إلى المشكلة التى يتناولها مرارا : الجبر والاختيار . ويرى مولانا 
أنه طالما كان السالك فى الطريق لم يصل بعد إلى الحق؛ فإن الجبر يضلله ويحطمه ويؤدى به إلى 
الكسل (انظر 4547 و ٠١75‏ من الكتاب الذى بين أيدينا وانظر مقدمة الترجمة العربية للكتاب 
الخامس) هذا الجبر هو جبر العامة » وهذا النوع من الجبر لا يتحمله العشق (والعشق فى الحقيقة 
هو حلال كل التنافضات فى نظر مولانا جلال الدين ٠١‏ أنظر مقدمة الترجمة العربية للكتاب الثالث) 
فجبر الخواص هو نوع من المعية ؛ معية الحق ؛ انه كسطوع القمر مبم للطريق ؛ وليس 
كالسحاب يأتى بالظلمة » إن جبر الخواص يفتح في قلوبهم بصيرة » بصيرة ترى الغيب وتعرف 
الأثر » فلا ذكر لماضى ولما قدر منذ الأزل ؛ فقلوبهم متصلة بالعلم الإلهى؛ وجبرهم هو العشق 
الإلهى» لأن شرط المحبة التسليم » وإذا أردت أمثلة على الفرق بين جبرهم وجبر العوام أقول لك : 
الفرق هو الفرق بين الدر وبين قطرة الماء التى كونت الدرء والفرق بين دم الغزال وبين المسك 
(والمسك بعض دم الغزال)؛ ان ظاهرنا دم لكن باطننا مسك ؛ وكالفرق بين النحاس والجوهر ٠‏ 
الجبر عندك أنت مجرد وهم وتصور وفكرة , لكنه عندنا نورء نور جلالى ٠‏ وشتان ما بين 
المفهومين . 

)١545-- ١444(‏ : فان قلت كيف يتحول الخيال والوهم عندى إلى نور جلالى عندك ؟! أقول لك 


: الست ترى الخبز على المائدة مجرد جماد فى حين أنه يتحول فى أجساد الناس إلى روح؟ (وفكر 


-/09غ - 


وذكر فى موقع آخر) » إنه لا يتحول على المائدة » بل تحوله الروح » فإذا كانت هذه هى قدرة 
الروح ٠‏ فما بالك بقدرة روح الروح ؟!! دعك من هذا فربما يكون فوق قدرة فهمك؛ وائظر إلى 
الإنسان : أليس هو فى رأيك مضغة من اللحم ؟ أبها يا ترى يشق البحر والجبل ؟! أو يما ركب 
عليها من عقل وروح ؟ هذه قدرة الروح ؛ فكيف تشك فى ان قدرة روح الروح تشق القمر ؟!! 
(الروح والعقل صعدا إلى القمر!!) » ولو أنصت إلى هذا الحديث وفتحت خزانة السر لصعدت 
بالروح إلى مافوق العرش مسرعة منطلقة كأنها من غزاة الترك . 

)١49397- ١440(‏ : يقارن مولانا بين فعلين - وهو لا يزال يخوض فى قضيته المعضلة - إرادة 
الله وإرادة العبد - هناك فعل واضح هو فعلنا » وفعل خفى هو فعل الحقء» فإن أثبتنا الفعل لنا » 
فلا معنى لأن تسأل أحدا : لماذا فعلت هذا الفعل ؟! وفى كل الأحوال نحن مخلوقون لله ٠‏ وأفعالنا 
من آثار خلقه » وهناك مواضع أخرى فى المثنوى (مجموعة فى مقدمة الترجمة العربية للكتاب 
لانو )اشر مولانا فيها بالحكايات والأمثلة والإقناع على أن الإنسان مختار فى فعله الشخصى 
مع نسبة الأفعال إلى الله » وفعل الله يدير حياته ككل ؛ اكن الإنسان مختار فى تصرفاته وأفعاله 
الجزئية » وإلا لما كان للثواب أو العقاب من معنى - ويرى الأستاذ فروزانفر أن مولانا فى هذه 
الأبيات يتبنى عقيدة الأشاعرة أن لتصرفات الإنسان عاملا أو داعيا باطنيا يدعوه فيجرى الله الفعل 
على يده ونسبة الفعل إليه قيام لا صدور وخلق الفعل من الله تعالى ( شرح /551-555 ) » وفى 
تفسير للشيخ الأكبر "قوله : إتقوا ربكم : أى اجعلوا ما ظهر معكم وقاية لربكم واجعلو ما بطن 
منكم وهو ربكم وقاية لكم؛ فإن الأمر ذم وحمد؛ فكونوا وقاية فى الذم واجعلوه وقاية فى الحمد 
تكونوا أدباء عالين :. انقروى .19١١/١‏ ويذكر مولانا مثالا آخر : إن الناطق إما أن يهتم بألفاظه 


أو بمعانى هذه الألفاظ ولا يستطيع ان يجمع بينها » أن يرى ما هو امامه وما هو خلفه فى وقت 


-608غع - 


واحد ؛ الله فحسب هو الذى يحيط بكل شئ «وكان الله بكل شئ محيطا» (النساء )١١5/‏ وفى قول 
للإمام على ؛ (لا يشغله شأن عن شأن) (استعلامى )284/١‏ . 

)١305- ١444(‏ : هنا موقفان يثبتان على مولانا الجبر-وإن كان قد تحول عنه تماما 
وخصوصا فى الكتاب الخامس : موقف إبليس الذى نسب ذنب ضلاله إلى الله تعالى علوا كبيرا - 
قال" فيما أغويتنى لاقعدن لهم صراطك المستقيم (الأعراف .)١1١/‏ وآدم الذى اعترف أن الذنب 
ذنيه (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكوئن من الخاسرين) (الأعراف )١17/‏ ؛ وفى 
رأى مولانا أن إيليس وآدم كانا يعرفان مسئوليتهما المباشرة عما حدث ؛ لكن إبليس اخفى فعله . 
وآدم ابدى فعله تأدبا مع حضرة الحق مع علمه بأن كل ما جرى إنما جرى بمشيئة الحق وقضائه 
وقدره ؛ ومن ثم عفى عنه . فآدم فى رأى مولانا هو مثال على الإنسان الكامل الذى لا يتنصل من 
مسئولية عن فعله . 

)١1318-135١(‏ : يضيق مولاثا بأنه انغمس ثانية فى مناقشة عقلية (عندما ذكر مثال الذى 
يتحرك يده ارتعاشا اى بلا إرادة منه والذى يحرك يده عمدا) وذكر أستاذنا كفافى )504/١(‏ أن 
المثل هنا منقول عن الكلاباذى من التعرف . ويرى أن المبحث العقلى قد يكون مفيدا , إلا أنه مهما 
بلغ "مرتبة الدر والمرجان" فان المبحث الروحى من نوع آخرهء إن المبحث العقلى قد يكون ضعيفا 
؛ لقد كان عمر و أبو الحكم كلاهما يحكمان العقل فى الحكم على الرسول صلى الله عليه وسلم 
وعلى رسالته » ولما ترك عمر المبحث العقلى إلى المبحث الروحى ٠‏ أصبح عمرا الفاروق ؛ بيئما 
ظل أبو الحكم على ديدنه من إنكار الروح فانقلب إلى أبى جهل ٠‏ وبحث العقل إما أنه من أثار 


الحقيقة الإلهية» أو من أسباب مقدمات الوعى واليقظة والوصول إلى معرفة الحق ؛ وإن سطع نور 


- ومع - 


الروح فلا حاجة إلى المصباح وما يقتضيه من مصطلحات ؛ والبصيرة ذات النور متى كانت فى 
حاجة إلى عصا ؟!! إنما يحتاج الأعمي العصا !! 

)١314-1514(‏ : عودة إلى سياق القصة .وإن كان مولانا يعترف بانه لم يترك القصة حتّى 
يعود إليها ؛ فالقصة الحقيقية التى لا يتركها أبدا هى علاقة الإنسان بالله » والله معنا حيثما كنا (آية 
العنوان من الحديد /5) ؛ كما قال صلى للله عليه وسلم : كان الله ولم يكن معه شئ » وقال 
الجنيد : الأن كان كما كان . (انقروى ١/17١؟)‏ مشيئته معنا ٠‏ إرادته تسوقنا (هذه معية مع الحق 
وليست جبرا » أنظر 474 )١‏ فان تحدثنا عن الجهل » فالجهل سجن لمن استوجب قهره ؛ وإن 
تحدثنا عن العلم فالعلم إيوانه لمن يستدقون لطفه » وإن غبنا فنحن سكارى بعشقه » وإن صحونا 
فنحن فى يده ؛ وإن بكينا فنحن سحابه» وإن ضحكنا فنحن فى بسطه » وإن غضبنا فنحن فى قهره 
؛ وإن كنا فى سلام فنحن فى لطفه » نحن كحرف الألف لا يضاف إليه شئ (الألف لا شئ عليها 
فى كتب ارجوزات تعليم الأطفال القديمة- جولبنارلى ١79/١‏ ). 

(ه؟ه١ )١59/-‏ : سؤال رسول الروم : فى الحقيقة هو تتمة للسؤال الذى ذكره فى البيت رقم 
71 مما الحكمة إذن فى حبس الروح الصافية فى البدن الكدر؟!! ويجيب عمر: إن هذا البحث 
بحث عميق ء لا يجوز الكشف عنه؛ فرؤية الروح لم يسمح بها لإنسان» وسر الروح لم يسمح به 
لبشر «قل الروح من أمر ربى» . وأية ألفاظ تستوعب شرح هذه النقطة الدقيقة » تريد أن تعبر 
بالألفاظ حما لا يعبر .عنه بالألفاظ » وأنت إن كنت طالبا للفائدة (والمعنى ورد فى معارف بهاء ولد 
ص )١55‏ ء فهذه الفائدة.محجوبة عنك » والله تعالى هو العليم بما يسوق لنا من فوائد وسؤاله عنها 
من قبيل الإعتراض .فان لم يكن لقولك فائدة لا تقله إذا اقتنعت بان الله سبحانه وتعالى لم يخلق 


شيئا عبثاء فبدلا من أن تعترض أشكر , أشكر شكرا حقيقياء لا أن تخفى الإعتراض وتقول بوجه 


عبوس (الحمد لله) (عن الشكر وإمارات الشكر . أنظر الكتاب الرابع ؛ الأبيات 1179 - ١154‏ 
وشروحها). 

١711 يشكو مولانا من أن المعنى فى الشعر غالبا ما يكتنفه الغموض ويقول فى البيت‎ : )١54( 
من الكتاب الذى بين أيدينا : إننى أفكر فى القافية ويقول لى حبيبى لا تفكر إلا فى لقائى » وفى‎ 
موضيع آخر (الكتاب الثانى ؛ مفتعلن مفتعئن قتلتنى) » ومن ثم يتعلل مولانا برغم هذا التدفق بأن‎ 
الضرورة الشعرية تمنعه كثيرا من حرية التعبير؛ والواضح أن الأبيات السابقة تدل على تهرب‎ 
عمر د من الجواب على رسول الروم عن سؤاله حول الروح.‎ 

)١3356- ١379(‏ : العبارة فى العنوان منسوبة إلى أبى بكر الطمستانى والحديث عن صحبة 
رجال الله والكلام معهم وكيف يؤثران فى المرء - حتى ولو كان كافرا - فها هو رسول الروم 
ينقلب إلى عاشق واله متيم فلا تبقى الرسالة فى ذاكرته أو السفارة ؛ وماذا فى هذا ؟! أليست الحبة 
تزرع فى المزرعة فتتحول بعدها إلى مزرعة ؟!! وأليس الخبز يدخل فى جوف الإنسان فيصبح 
روحا ء والحطب يدخل النار فيصبح نارا ؟!! وحجر الأثمد يكحل العين فيصيح نورا ؟ أليس الولى 
فى النهاية نفسا من أنفاس الله؟ ومن ثم فهو حى أبدى الحياة ويهب الحياة الأبدية لمن يتصل به ؟!! 
لكن أهل الدنيا أمواتء فلا تجالسوا الموتى قيل ومن هم قال : الأغنياء (حديث نبوى ؛ أحاديث ص 
5 فان لم تجد فأمامك القرآن الكريم فهو عبارة عن أحوال الأنبياء «كان خلقه القرآن» 
(والمعنى بنصه ورد فى معارف بهاء ولد ص 55؛ ) ولابد أن تكون قابلا له؛ ومن المحال أن 
تجالس الأنبياء دون ان تتعلم منهم شيثا » فإنك إن تعلمت ضاقت روحك بقفص الجسد , وتاقت إلى 
الخلاص مما يكبلها من شهوات ٠‏ إذن لأسفر لها الدين عن وجهه ولقادها فى طرقه » ولست أقصد 


الموت » بل الموت قبل الموت (انظر لتفصيلات مقدمة الترجمة العربية للكتاب الثالث البقاء فى 


عاك 


الفناء) وعليك ان تجعل نفسك شاكيا وباكيا مريضاء حتى لا تصاب بلعنة الشهرة بين الخلق؛ مما 
يبعدك عن الطريق ويقعدك عنه (تسود الفضة لتختفى عن العيون ولا يطمع فيها اللصوص , 
ويسور البستان بسور من الشوك ؛ ويوضع الكنز فى الخرابات ويعبس الصوفى لكى ينصرف 
الناس عنه ... صور تكررت كثيرا عند مولانا جلال الدين ... وكلها غيرة من الله سيحائه وثعالى 
على الجمال والحق من ان يضيع بين الغوغاء ومن ليسوا له بأهل) . 

(1509) : القصة التى يبدأ بهذا البييت فيما يرى فروزانفر (مآخذ/+١-15١)‏ من القصص التى 
كانت شهيرة فى زمن مولانا » أشار إليها الشاعر الخاقانى فى منظومة (تحفة العراقين) ورواها 
أبو الفتوح الرازى فى تفسيره لعلاقات سليمان عليه السلام وحكاياته مع الطيور؛ كما نظمها فريد 
الدين العطار فى أسرار نامه بشكل يوحى بأنها كانت المصدر المباشر لمولانا جلال الدين ... 
والقصة هنا فى موضعها وتتصل بالأبيات السابقة ... فالببغاء ما دام حيا يغنى كان سجينا فى 
القفص ؛ وعندما تظاهر بالموت ؛ نال الخلاص . 

)١1557--157(‏ : يقص الببغاء آلام الفراق - مشل الناى فى مقدمة الكتاب ؛ أو مثل مولانا 
جلال الدين نفسه فى أكثر منموضع من المتتوئ (انظر أوضح مثال فى قصة العاشق البخارى 
الأبيات "17١١ - 355٠‏ وشروحها من الكتاب الثالث) تراه كان مولانا جلال الدين نفسه يحن إلى 
موطنه على الأرض ... كانعكاس لحنينه إلى موطنه الأصلى فى السماء ؟!! لا يستبعد؛ فإن 
تعبيراته عن سمرقند وبخارى وما وراء النهر موطنه الأصلى تفيض رقة وعذوبة وشوقا »ومن 
ثم فالببغاء هنا يتحدث بلسان مولانا والهند هى الموطن الأصلى الذى يحن إليه مولانا والبيت 
٠4‏ يذكر بإحدى رباعيات الخيام إذا فعلت السوء وجازيتى بالعقاب فأى فرق إذن بين وبينك؛ 


وإن كان جولبنارلى يرى انها مدسوسة على الخيام » وأنها وردت فى ديوان فخر الدين العراقى 


- 515 د 


كما استشهد بها شمس الدين التبريزى فى مقالاته )٠٠١ /١(‏ 

)١ 573 - ١554(‏ : لا يزال الببغاء الحبيس يملى رسالته على التاجر المسافر إلى الهند ؛ ويزيد 

فى وصف شوقه ومسكنته وهو فى الحبس . ويطلب متهم ان يتذكروه في حمر الصياح ؛ وان 

يشربوا كأسا على ذكراه عند شربهم من شراب الموطنء ويهرقوا منها جرعة على الأرض 

مصداقا لقول الشاعر العربي : 

شربنا وأهرقنا على الخمر جرعة وللأرض من كأس الكرام نصيب 
وتختلط رسالة الببغاء بأنظار صوفية مما يقطع بأن المشتاق هو مولانا جلال الدين ٠‏ وأن 

الشوق قد برح به ؛بحيث يصور نفسه بأنه يحتسى الدم ٠‏ ويخاطب محبوبا جميلا مدلا :أيجزيه 

بالفراق على سوء العبودية فأين عفو السيادة ؟!! ويتمنى منه ان يرد ولو بالرد الغليظء فإن مجرد 

سماع الصوت أكثر طربا من السماع الصوفى ومن أنين الصبح ... 

)١384 - ١55(‏ : الخطاب لا يمكن إلا أن يكون للمعشوق الأوحد الذى يحلو جوره وجفاؤه 

لأنه منه» فنارة نور » ومأتمه عرس » وجوره كله مليئ باللذة - أليس الجور فى حد ذاته إلتفات؟ 


ومن لم يرض بنار الحبيب حرمت عليه جنته » أو كما قال ابن الفارض : 


وكل أذى فى الحب منك إذ بدى جعلت له شكرى مكان شكايتى 
وما كل بى من محنئة فهو منحة وقد سلمت من حل عقد عزيمتى 
ومنك شقائى بل شقائي منة وفيك لباس البؤس أسبغ نعمة 


أو كما قال الشبلى : البلاء هو الغفلة عن البلى. أو كما قال القشيرى : وأسبغ عليكم نعمه 
ظاهرة وباطنه: النعم الظاهرة المحبة والولاء والنعم الباطنة البلاء ٠‏ لأن البلاء يورث الفناء 


والفناء يورث اللقاء والبقاء) (انقروى )"593/١‏ .ومن هنا فهو عاشق للقهر . راض من البستان 


5ع د 


بالشوك ٠‏ نائح كالبلبل إن حرم منه !!! اى بلبل ؟!! إن العاشق لا يمكن أن يكون بلبلاء إنه تمساح 
نارويحتمل هذا الجور وأضعافه ويرضى به؛ وفى هذا الرضا ينتقل إلى الفناء التام فى المعشوق 
(انظر مقدمة الترجمة العربية الكتاب الثالث » البقاء فى الفناء) . 

)١1545(‏ : يرى مولانا العقول الإلهية (أى الباحثة عن الله سبحانه وتعالى) بمثابة طيور ذات 
أجنحة تستطيع الطيران إلى الله؛ وتكون جديرة بمعرفته . ويصفها هنا بأجنحة طيور العقول 
الإلهية » ولا جدال في أن هذا الوصف هو وصف للشخصيات التى سوف يتحدث عنها فيما بعد, 
ويعرفنا بهذا العنوان عن الروح وهى كالببغاء تريد أن تتصل ببغاوات هذا الغيب؛ وتفنى حياتها 
الجزئية فى الكل ... والطيور هى الأرواح العاشقة للحقيقة ... وقد جرى الحديث عنها وعن 
حبسها فى أقفاص الأجساد عند مولانا وعند كثيرين قبله (أبو حامد الغزالى وأحمد الغزالى لكل 
منهما رسالة عن الطير) وتشبيه الروح بالطائر ورد أيضا فى عينية ابن سينا الشهيرة ... ولها 
جذور فى المأثور العربى ... والروح هنا جوهر مجرد حلت فى الجسد حلولا مؤقتا وبعده تغادره 
(شرح فروزانفرص556 ) ويرى المولوى )١١/1(‏ أن الروح المقصودة هنا هى الروح القدسية 
وهى مخصوصة بالأنبياء وبعض الأولياء: فتكون فيها لوائح الغيب وأسرار التجلى؛ والطيور 
الألمية غيارة عنهاه والعشق والشوق والبكاء والأنين اجتحتها تطين ها من هواء' الهؤية إلى فظنا 
الأحدية »وأدنى مراتبها التفرج فى رياض جنات النعيم . أخرج مالك فى الموطأ واحمد والنسائى 
بسند صحيح عن كعب بن مالك رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «إنما 
قسمة المؤمن طائر يعلق فى شجر الجنة حتى يرجعه إلى جسده يوم بعثه" ولو كانت أرواح العشاق 
بعد فى أجسادها لأنها لم تخرج من أبدانها بالموت الحقيقىء؛ لكنها بفنائها لبشريتها كانت مظهر 


«موتوا قبل أن تموتوا»» فبعد موتها المجازى ولو كانت بحسب الظاهر ترى انها أسيرة قفص 


- 254- 


الوجود الإنسانى لكن حصل لها وسعة بأنه إذا وضع جملة الكون فى زاوية بقلبه لمحى وما علم 
بأى جهة كان» . 

)١5975- 15485(‏ : يصف مولانا الطيور الإلهية بأنها ضعيفة فى الظاهر لكنها ذات قدرة قاهرة 
فى الباطن لا تقل عن قدرة سليمان عليه السلام » وهى قدرة الحق التى تجلت فيه «فيى يسمع وبى 
يبطش وإن سألنى أعطيه وإن استعان بى أعنته» ؛ إنه مستجاب الدعوة؛ ودعوته مقرونة بلبيك من 
الله تعالى عند الإجابة » وزلته أفضل من طاعة العوام . لان طاعة العوام تقليدء ولذا قال الشبلى 
(طوبى لمن مات فى كفره) لقياس أحواله على المجانين وإلحاقه بهم (مولوى 5١7/١‏ ... وهو 
فى معراج إلى الخالق فى كل لحظة ؛ وفى معيته » متمتع بقربه ؛ وإن كان جسده فوق التراب . 
فإن روحه عند رب الأرباب ؛ تأتيه الرسائل من اللامكان الذى لا يأتيك منه إلا الأوهام 
والتصورات » مما وراء السموات السبع وفلك الأفلاك ... لكن ما أقوله كله مجرد خيالات بالنسبة 
لك , لكنها واقع محسوس بالنسبة له وتحت سيطرته؛ مثلما تكون انهار الجنة الأربعة تحت سيطرة 
ساكن الجنان . 

)١5١50--1505(‏ : عن اللفظ الذى يطلق خبط عشواء يتحدث مولانا جلال الدين : رب لفظ 
أحرق عالما ؛ ولفظ آخر قد يبوح به شيخ لسالك غير ناضج فيكون فيه هلاكه هو » ورب لفظ آخر 
يبوح به لسالك فيحوله من ثعلب متماوت إلى أسد هصور ... والأرواح من خاصيتها أنها تحيى 
الموتى مثل عيسى ؛ لكنها أبيضا قد تقتل إن تعلقت بأدران الدنياء وران عليها خبثهاء ولو أن 
الحجاب رقع عنها لكانت محيية على الدوام . على كل حال : حتي إن كان الكلام الذى تريد ان 
تقوله كالسكر فاصبر ... ولا تغرنك حلواه؛فبعد الحلوى تكون الحمى (هكذا يعتقد الفرس أن أكل 


الحلوى بكثرة يؤدى إلى رفع الحرارة).فالصبرقوةالعارفين ومشتهاهم ومره حلو فى أفواههم . 


- 6غ - 


وبالصبر تبلغ ما تريد ؛ حتى ذروة الفلك » وإن تسرعت من أجل الحلوى أى من أجل ما يتكشف 
لك فى الطريق تسير القهقرى فى الطريق ٠‏ 
)١154 - 171‏ : البيت المذكور فى العنوان ورد فى ديوان فريد الدين العطار (انظر 
مقدمة الكتاب الذى بين أيدينا) فى غزلية مطلعها : 

أى علم لى بأن هذا البحر الذى لانهاية له يكون هكذا يتحول بخاره إلى سماء وزبده إلى أرض 
(من ديوان فريد الدين العطار ٠‏ بتحقيق سعيد نفيسى » ص 574 » ط ” ؛ تهران ١775‏ 
وفكرة صاحب القلب الذى يشرب السم عيانا من الأفكار التى ترد كثيرا عند الصوفية؛ من أن 
صاحب القلب" رجل الطريق ورجل الروح" لا يصيبه أذى مما يصيب الآخرين منه أذى ... 
فجسده تحت سيطرته تماما » وفى ذلك أيضا إشارة إلى ما روى انه بعد فتح المدائن حمل إلى 
عمر ضمن غنائمها قارورة فيها سم؛ قيل له أن من شرب نقطة منه مات لتوه ؛ فحمل خالد بن 
الوليد القارورة ورفعها إلى فمه قائلاً : «بسم الله الذى لايضر مع اسمه شئ» وشربهاء ولم يصب 
بسوء »ء فهو كما يقول مولانا قد وصل إلى صحته الكاملة ؛ أما الطالب فهو لا يزال يمرض 
ويصح؛ والرسول صلى الله عليه وسلم قد أمر الطالب بعدم المراء أمام مطلوبه ... بل عليه 
بالطاعة الكاملة( يشير ج ولبنارلي ٠١7/١‏ إلى الحديث : لا تتمنوا لقاء العدو » وإذا لقيتموهم 
فاصبروا - والمعنى فيمايبدو بعيد ) الطالب طالب والشيخ شيخ » واعلم أن فى داخلك نفسا هى 
أشبه بالنمرود ملقى الأنبياء فى النار؛ فلا تستمع إليها ما دمت لم تصل بعد إلى مقام إبراهيم عليه 
السلام؛ واعلم أن بحار الطريق عميقة تحتاج إلى سباح ماهرء وأنت أدرى بنفسك ١‏ فان لم تكن 


رجل بحر لا تخاطر بإلقاء نفسك فيه ؛ وأن هناك فرقا بين الكمل الواصلين وبين من لا يزالون في 


5ب 


أول الطريق ٠‏ فالتراب يتحول في يد الكامل إلى ذهب ؛ والذهب يتحول فى يد الناقص إلى 
تراب ؛ ويد الكامل هى يد الله «كنت يده التى يبطش بها» قال الشيخ الأكبر (ولابد من إثبات عين 
العبد فى الفناء فى الله وحيتئذ يصح ان يكون الحق سمعه وبصره ولسانه ويده؛ تعم قواه وجوارحه 
بهويته على المعنى الذى يليق به؛ وهذه نتيجة قرب النوافل» وأما قرب الفرائض أن يسمع الحق 
بك فتكون آلته (عن مولوى 05/7) أما يد الناقص فهى يد الشيطان تفسد كل ما تلمسه ؛ والكامل 
يستطيع أن يخرج من الجهل (مما يراه فى الجاهلين) علما ٠‏ أما علم الناقص فآلة فساد وإفساد" 
وتخريب ' كمصباح فى يد لص" ... وكل شئ أمام المريض يصاب بالمرض. 

ومن يك ذا فم مر مريض يرى مرا به الماء الز لالا 

والكفر إن سقط فى يد الكامل تحول إلى إيمان ... فحذار لا تتطامن برأسك إلى مستواهم ... 
فماذا يفعل الراجل إلى جوار الراكب . 

)١676-1575(‏ : موسى والسحرة ؛ علم النبوة ومعجزة النبوة والسحر ؛ الفرق بيئهما مثل 
الفرق بين علم الكمل الواصلين ؛ وعلم الجهال الذين لا يزالون فى أول الطريق. ويلتفت مولانا إلى 
نقطة مهمة أن السحرة قاموا بتعظيم موسىء فدعوه إلى ان يبدأ هو «قالوا : يا موسى إما ان تلقى 
وإما ان نكون نحن الملقين قال : ألقوا» (الأعراف )١١5- ١١5/‏ وهذا القدر اليسير من الإحترام 
هو الذى قادهم إلى طريق التوبة وإلى طريق الدين وإلى التضحية بأيديهم وأرجلهم (لتفصيلات 
أنظر الكتاب الرابع ) . 

)١14١ - ١55(‏ : يتوسل مولانا بمثال آخر لبيان الفرق بين الكامل الواصل والجاهل المبتدىء 
. فالسمع هو أداة التعلم » والكامل المتصل بالحق فى حكم اللسان ؛ وعلى من لا يزال فى أول 


الطريق أن يستمع فحسب ٠‏ والسالك كالطفل ينبغى أن يسمع أولا حتى يتعلم بعد أن يستمع إلى 


5ع - 


كثير من الألفاظ؛ ويحاول تقليدها ٠‏ هذه كلها بدهيات » أن تأتى البيوت من أبوابها » أن تتعلم 
النطق عن طريق السمع ؛ وثمة كلمات ليست موقوفة على طريق هذا السمع هى كلمات الله 
سبحانه وتعالى؛ فهو المبدع وكل ما هو موجود من إبداعه هو لم يعلمه إياه أستاذء وما سوى 
الله فى الحرف وفى المقال فى حاجة إلى أستاذ . 

)١١48-7547(‏ : هيا إذن وخذ منى الوسيلة » إن لم تكن غريبا عن هذا الكلام » فإن هذا 
الكلام يؤثر فيك » وإلا لا فائدة » تعال إذن وخشن ملبسك ٠‏ إلبس الخرقة ... وإبك ... فهذه كانت 
وسيلة أبيك آدم عليه السلام للتوبة عن ذنبه العظيم ... (بكى ماثتى سنة وامتلأت البحار من دمعه) 
(استعلامى )١99/١‏ ... واستمع إلى قول الرسول المصسطفى صلى الله عليه وسلم (عينان لا 
تمسها النار أبدا » عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سيبل الله) (جامع ؟/507) 
(واتفصيلات عن قيمة الدمع ١‏ أنظر الكتاب الخامس ؛ الأبيات 1551 - ١509‏ وشروحها) . 
)١558- 1549(‏ : النصيحة الثانية فى طريق الكمل الواصلين : أطب مطعمك تستجب دعوتك 
»والأولى أن تخلى بطنك؛ فان أخليت البطن ملأت القلب (مولوى )"١١/١‏ ولذائذ الدنيا هى لبن 
الشيطان تقوى فى داخلك الشهوات » والشهوة مادة كل فتئة ؛ وروى عن النبى #6 «أوحي الله 
تعالى إلى عيسى عليه السلام » فقال : يا عيسى تجوع ترانى ... تجرد تصل إلى» (منارات /4 ١١‏ 
- 715) والبيت ١554‏ ناظر إلى قول سهل بن عبد الله التسترى "لما خلق الله الدنيا جعل فى 
الشبع المعصية والجهل؛ وجعل فى الجوع العلم والحكمة " (منارات /5؟١")‏ ... وقال صلي الله 
عليه وسلم « من أجاع بطنه عظمت فكرته وفطن قلبه» (إحياء ”/47 ط الحلبى) ويصور مولانا 
أن الطعام الذى ينيم الفكرة ليس زيتا بالنسبة لمصباحنا لكنه ماء » لكن مولانا لا ينص هنا على 


الجوع بقدر ما ينص على كون اللقمة حلالا ' فإن العبادة مع أكل الحرام كالبناء على أمواج 


- 258- 


البحر" كما قال الإمام الغزالى (إحياء 51/5) فلقمة الشبهة ظلام للقلب وقيل ' من أكل الشبهة 
أربعين يوما أظلم قلبه(إحياء 17/7) وقى البيت ١138‏ إشارة إلى قول أبى طالب المكى (قوت 
القلوب )١93/5‏ ان ملا البطن يمنع من الذكر . 

)١176 - ١534(‏ : يقر التاجر بانه نقل رسالة الببغاء إلى رفاقه فى الهند جهلا » لكن اللسان 
أفلت : 

وجراحات السنان لها إلتيام ولا يلتام ما جرح اللسان 

لقد أنطلق السهم ولا فائدة من الندم ٠»‏ إنها إندفاع العقل والكلام حين يستحب الصمت (بتعبير 
سعدى) (استعلامى )501-١/‏ . 

)١1178--111(‏ : وكل فعل يبدر منا يؤدى إلى فعل آخر ؛ وكل حركة يقوم بها حرفى تستتبع 
حركة أخرى . هذه المواليد تتأتى من الغيب؛ ولا سيطرة للإنسان عليها وإن نسبت إليه (انظر 
من الكتاب الذى بين أيدينا) ولا يزال مولانا فى كتابه هذا على الأقل المؤمن المخلص 
بآراء الأشاعرة:؛ فالعمل وآثار العمل كلاهما من خلق الله سبحانه وتعالى ويضرب مثلا : فإذا 
رمى زيث” عمر بسهم ؛ ثم مات لتوه - اى زيد - من الوجل : ومات عمرو بعده بعام بأثار سهم 
زيدء فهل يمكن ان تطلق على زيد صفة المميت ؟! وهل يتأتى فعل” من ميت ؟! ومن ثم فكل عمل 
يمارسه الإنسان مولود من قدرة الحق . 

)١1487- 119(‏ : وأولياء الحق تتجلى فيهم قدرة الحق »ومن ثم تصدر منهم أفعال لا توزن 
بموازين هذا العالم المادى » فإذا كانت الأفعال من الحق فكيف تكون لها علاقة بموازين هذا العالم 
الدنيوى ؟ لكن لو أن قدرة الله صرفت النظر عن إيجادها تستطيع ان يسيطر على بواطن المريدين 


بقوة المشايخ والرجال الكمل؛ فيمحى ما قد قالوه وسمعه المريد من خاطر المريد والله سبحانه 


ماوت 


وتعالى قال فى كتابه العزيز «ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها» (البقرة/"١٠١)‏ 
وقال «أنسوكم ذكرى» (المؤمنون )١١١/‏ فإذا كان قد أسند فعل النسيان إلى غيره ممن لم يصل 
إلى درجة من الكمال فما بالك بالمؤمنين والمشايخ وأولياء الله ؟! قال الشيخ الأكبر : من جلس مع 
الصوفية وخالفهم فى شئ مما يتحققون به نزع الله الإيمان من قلبه » ويعلق المولوى( ١/1١"])ما‏ 
كان هذا النزع إلا بتصريف الله أولياءه فى قلوب عباده . 

)١140-1544(‏ : وصاحب القدرة المادية مالك على أجساد الرعية » أما صاحب القلب فهو 
مسيطر على القلوب » وهو صاحب قلب يبصيرته النافذة المسيطرة ( أنظر البيت 17379 ١41١509‏ 
من الكتاب الذى بين أيدينا) ويعلق مولانا بأن الأمر ما دام رؤية فليس جديرا باقب الإنسان إلا 
إنسان العين على صغره ودقته؛ وفى بيت من الأبيات التى زادها جعفرى : إن الناس يرون 
صاحب القلب صغيرا كإنسان العين فى حسن انه يرى عالما (ج 7١55/١‏ وانظر هوامش النص) 
وينقل أستاذنا كفافى عن ابن عربى فى شأن الإنسان " وهو للحق بمنزلة إنسان العين من العين 
الذى يكون به النظر المعبر عنه بالبصرء فهذا اسمى إنسانا » فإنه به ينظر الحق إلى خلقه 
فيرحمهم) (كفافى )509/١‏ ويتوقف مولانا عند هذا الحد » فبعده لن يستطيع أن يفصح »ء إذ يمنعه 
أصحاب الصدارة ؛ وأصحاب الصدارة هنا قد تعنى كيار المشايخ الذين حذروا من البوح بالأسرار 
أمام غير أهلها » أو أصحاب الصدارة من أرباب السلطان الذين يترصدون المشايخ ويأخذونهم 
بأقوالهم التى يفهمونها على ظاهرها (انظر ١517-١415‏ من الكتاب الذى بين أيدينا) . 

)١2١- 1551١(‏ : ذكر الإنسان ونسيانه من لدن الله تعالى بلا واسطة أو بواسطة الكمل من 
الرجال بواسطة مباشرة » وفى هذا يقول ابن عربى 'يتجلى الحق لمرآة قلب الولى الكامل فتنعكس 


الأنوار من قلبه إلى العالم؛ فيكون العالم باقيا محفوظا بوصول ذلك القصد إليه؛ فلا يجسر أحد من 


العالم على فتح الخزانة الإلهية والتصرف فيها إلا بإذن هذا الكامل؛ لأنه هو صاحب الإسم الأعظم 
ولا يخرج من الباطن إلى الظاهر معنى من المعائى إلا بحكمه؛ ولايدخل من الظاهر فى الباطن 
شئ إلا بأمره» وإن كان يجهله أحيانا عند تجلية البشرية عليه (انقروى ١/44؟)‏ بواسطة مباشرة 
؛ إذ يفرغ أوعية القلوب كل ليلة من مئات الأفكار والفكر والذكر والمشاغل والحرف والتفكير فى 
النفع والضر (انظر الأبيات 94٠0‏ - 547 من الكتاب الذى بين أيدينا) أى يفرغها مما يشغلها 
طوال النهار من هموم ومشاغل ؛ هذا هو النسيان » ثم تعود كل حرفة وكل فن وكل هم إلى 
صاحبه بمجيء النهار». ولأن النوم هو أخ الموت أو الموت الأصغر فقس أحوال القيامة على 
ذلك "الناس كما يعيشون يموتون وكما يموتون يبعثون" و 'يبعث المرء على ما مات عليه" .. 
ويضيف مولانا أن الحرف والصنائع تعود إلى أهلها فى الصباح ؛ بما زاد عليها فى منتجعها ... 
وهى فكرة ذات دلالة عظيمة؛ فإن كل صباح تضاف إلى أرباب الحرف والفنون خبرة فوق خبرة 
... فمن أين جاءعت إذن ؟!! 

)١7١4 - 17٠١9‏ : اللسان جامع المتضادات : فهو بيدر للذكر والعبادات وهو أيضا بزلله حارق 
لهذا البيدر ؛ إنه الكنز (تحت العرش كنز مفاتيحه ألسنة الشعراء) وهو أيضا الألم الذى لا دواء 
له" ولا يلتام ما جرح اللسان" وهو أيضا الصفير الذى يخدع به الصياد الطيور !! ولذا قال الإمام 
على#: " ما سلامة الإنسان إلا فى حفظ اللسان" واللسان صغير الجرم كبير الجرم :والبلاء موكل 
بالمنطق (انقروى )”57/١‏ فكيف الأمان منك أيها اللسان وأنت نفسك بلا أمان ؟!! إن الروح 
تستمع إلى الكلام منك ٠‏ ولذلك فهى فى تعب دائم من جرائك - وها أنت - والكلام على لسان 
التاجر - قد ضيعت منى طائرى ٠‏ فهل ثم ظلم تلحقه بى افدح من هذا الظلم ؟! 


175١- ١715‏ ) التفجع ليس من أجل الببغاء الذى مات فى الهند ( أو على الأصح تظاهر 


- الاع - 


بالموت) أو ببغاء التاجر الذى تظاهر بالموت أيضا عند سماعه بنبأ موت أليفه فى الهند؛ فمن 
الواضح أن مولانا ترك التاجر وطائره وانهمك فى الحديث عن طيره هو . عن الروح ٠‏ المعشوق 
والسبيل إلى المعشوق ٠»‏ الغاية والوسيلة والآلة !! ثم أنين الروح نفسها حين حبست فى هذا القففص 
الجاهل عاشق الكدح والذى كتب عليها الكدح إلى الأبد "لا أقسم بهذا البلد » وأنت بهذا حل بهذا 
البيت » ووالد وما ولد ؛ لقد خلقنا الإنسان فى كبد" وكتب عليها أيضا ان تعانى الكدح فى هذا 
السجن (القفص »٠‏ المزبلة » جوال الطين) وعند غيابها يزداد كبد الإنسان وتعبه وتتفرق به الأودية 
والمسالك فلا يبالى فى أيها هلك . 

(197 -177) : إن هذه التفجعات التى يطلقها هى فى الحقيقة إنعكاس لغيرة الحق على 
أسراره من ان تتعرض للبوح ووشيكا سنتعرض لاحديث الغيرة .لأن مولانا هنافسر الغيرة الإلهية 
بانها قائمة لأنه " غير” الجميع فالغيرة جزء من ' الغيرية " ويتضح المعنى أكثر وأكثر كلما توغل 
مولانا فى وجده وازداد تدفقه » إن الحديث عن طاثئر الروح طائر المبدء وطائر المعادء وحى 
الحق ونفثته ؛ ونفسه السارى فى أكرم المخلوقات » ترجمان الفكر وترجمان الأسرار» ثم إنه 
موجود فى كل باطن » مختف فى الداخل وكل ما تراه فى هذا وذاك هو فى الحقيقة إنعكاس له 
(إنما ترى نفسك فى الآخرين) ؛ يسلب منك السرور الفانى بتذكيره إياك فى كل لحظة ومع ذلك 
تكون مسروراً به » ويجعلك تشق على نفسك وتقف فى طريق شهواتك » ومع ذلك تقبل ذلك منه . 
وأنت يا من كنت تضحى بالروح لكى تزين الجسد؛ أنظر إلى أنا المحترق أترى تريد محترقا ؟!! 
ولم ؟!! ألكي تضرم به النار فى كل الدئيا ؟!! ألست ترى الدنيا برمتها محترقة ؟!! إذن فكيف 
تطئب نارا أخرى؟!! 


1١759(‏ -1775) : لا يزال مولانا فى وجده الذى يتصاعد بيتا بعد بيت بحيث نسى التاجر 


- ؟الاغ4 - 


والببغاء والهند والسند وغيرها وغيرها ٠‏ ربما - والتعليق هنا لفروزانفر - ذكره العشق بشمس 
الدين ذلك القمر الذى اختفى خلف السحاب (عن استعلامى )202-1١/‏ لقد ظهر أسد الهجر؛ وانتهى 
الأمر فكيف يكون ثمة حديث ؟ وإذا كان لا يتحمل الفراق فى حال صحوه ؟ فكيف يكون فى حال 
سكره ؟ اى مجال يحتويه ؟ أى مرج وهو أسد ثمل يعز عن الوصف ؟ أى شعر ؟ وهل ثم عقل 
فى أن يفكر فى القوافى ؟ وهل ثم وعى حتى يفكر فى انتقاء الألفاظ ؟ ما أشبه هذه الألفاظ بسور 
شوكي حول كرمة ... أترى هناك اى اتصال بين السور الشوكى وبين الكرمة ؟ 

774.١‏ - 55؟1١)‏ : فلأحطم اللفظ والصوت والقول » فما أريد ان أقوله لا يستوعبه لفظ أو 
صوت أو قول ٠‏ وما أريد ان أحدثك به جد خطير ؛ فهو حديث أخفيته عن آدم؛ أخصك به أنت 
لأنك أسرار العالم » وهو الحديت الذى لم أبثه للخليل فى محنته » بحزنك هذا وتوقك للمعرفة أيها 
الإنسان وهو ذلك الحزن وذلك الشوق الذى لم تعرفه الملائكة » وذلك النفس الذى لم يتحدث به 
المسيح ولم يتحدث إليه به الحق غيرة على أسراره المكنونة ؛ إلا ان مولانا لم يتحدث إلينا بهذا 
الذى وعد به لينصرف بعدها إلى مبحث لغوى عن وظيفة " مأ" فى اللغة كنفى وإثبات ؛ ليخلس 
منه إلى أن الإنسان أيضا بقاء وفناء » وفناء فى البقاء » فان كان ثم إثبات فى اللفظ فالحقيقة تقول 
إننى فناء . 

(1743 -1737) : العبودية هى التى تعطى معنى للملوكية ؛ العاشق مهم أهمية المعشوق ومن 
فنئ فيه يبحت عمن يفنى فيه؛ والملك لا يزال يقرب من يبدى له الخضوع وهو أيضا نوع من 
الخضوع ؛ وكل الخلق يشعرون بالمحبة لمن يحبونهم »فهم ثملون بمحبة الخلق لهم مثلما يتمل 
الخلق بمحبتهم » والصياد لكى يصيد الطيور يجعل من نفسه صيدا لهم من البداية ؛ وكيف تكون 


هناك حسناء تشعر بحسنها دون ان يكون حولها كثير من العاشقين . أنت الصياد والصيد. وهكذا 


االاع ا - 


فالعشق شعور متبادل العاشق معشوق والمعشوق عاشق لعاشقه " يحبهم ويحبونه " فقدم حبه لهم 
على حبهم له وقال قى الحديث القدسى «ألا طال شوق الأبرار إلى لقائى وأنا أشد لهم شوقا» 
(اتقروى/١-70")‏ . ويقدم مولانا هذه الصورة : كما يطلب الظامئون الماء فإن الماء يطلب 
الظامئين بدوره » فكيف تتحقق له "المائية" دون ظاميئين خلفه (تكرر البيت فى الكتاب الثالث » 
البيت ١50١‏ ويفصل الفكرة تفصيلا شديدا فى الأبيات 4595 -- 4477 من الكتاب الثالت » 
وانظو لحتنا مقمة اللزجفة المريية ص ص 77 - 55) فإذا كان قد ثبت انه أيضا عاشق لك ما 
دمت أنت عاشقا له. فأصمت إذن ودعه يجرك ويجذبك وكن كلك أذنا . 

)١176١ -1176(‏ : ضع سدا من الصمت أمام هذا السيل المتدفق من الكلام وإلا فضحك 
ودمرك ؛ لكن ما الحيلة والكنز فى الخرابات والغارق فى بحر عشق الحق لا يقنع ولا يرتوى » بل 
يريد أن يزداد غرقا ؛ لا يهمه أن يكون صاعدا هابطا » فى قاع البحر أو على سطحه ؛ ممزقا 
بسهمه أو محميا بدرعه وحفظه » منبسطا بطربه أو ممزقا ببلائه» وأنت أيها القلب كريشة فى فلاة 
تلعب بها الريح فما مرادك هنا ؟ فمتى يكون للعاشق مراد ؟ وكل نجم يتجلى من الحبيب (بارقفة 
فكر) فداؤها مائة بدر (مائة رجل كامل) ؛ والعالم كله فداء للحبيب ؛ فهو القاتل وهو الدية (من 
عشقنى عشقته ومن عشقته قتلته ومن قتلته فأنا ديته) (حديث قدسى » استعلامى .)907/١‏ وحياة 
العشاق فى موتهم (بقاؤهم فى فنائهم) 

من مات عشقا فليمت هكذا لا خير فى عشق بلا موت 

وحياأة القلب فى أن يكون مسلوبا له . 

)١1765 - 175(‏ : إننى لا أزال ابحث عن رضا الحبيب ؛ أواجه بصده ولا يثنينى هذا عن حب 


لكنه يتدلل على ؛ إنه يرى عزة العقل والروح فى حبه هراء ؛ فلا يزال فى نفس يتردد وعرق 


- علاع ا د 


ينبض - والموت هو الثمن - (انظر حكاية فى هذا المعنى فى الكتاب الخامس الأبيات 44؟١1‏ - 
8 وشروحها) ... ما هذا ؟! هل تطيل الحديث عن بلائك فى العشق ؟! أى إدعاء هذا يدل 
على تقل الروح وانعدام الحس ؟ وهل تحسب العشق أمر هينا لانك مُنحته دون ان تبذل فيه شئ 
يذكر مهما تقول أنك بذلت ؟ 

» كل هذا وأنا غارق فى عشق كالبحر يغرق فيه عشق الأولين والآخرين‎ : )١775 - ١7( 
وكل ما أقوله عنه مهما فصلت قاصر لا يبين عن شئ ؛ كل ما يقال عن العشق من شرح وبيان‎ 
أخجل منه عندما أصل إلى العشق نفسه ؛ ولو أبنت لاحترقت الأفهام واحترقت الألسنه » ودعك من‎ 
ظاهر أقوالى فإن قلت ساحل أو شفه فأنا اقصد ساحل بحر الأسرار الإلهية ؛ وان تحدثت بالنفى‎ 
فإنما اقصد الإثبات » وإن عبست فإنما افعل ذلك لأصرف الناس عن شغلى عن اللذة التى أحس بها‎ 
. فى داخلى » وإن صمت فمن كثرة ما لدى من أقوال مما لا يستطيع العوام فهمه أو إدراكه‎ 
البيت فى العنوان منقول من ديوان سنائى (ص ١ه من طبعة مدرس‎ : )1787- 1/7*( 
رضوى) وموضع الإستشهاد واضح » ما يصدك عن طريق الحبيب وعن عشق الحبيب يستوى فيه‎ 
الكفر والإيمان والقبيح والحسن » فلا يشغلنك شيئ عنه؛ والله غيور على حرمه ومن غيرته حرم‎ 
الفواحش ما ظهر منها وما بطن؛ وسعد المذكور فى التص هو سعد بن معاذ  (انظر للإسناد‎ 
فالغيرة من الحق هى علامة الكبرياء والحكم والأمراء وأية عبودية دون‎ )١18 أحاديث مثنوى ص‎ 
العشق بمثابة الكفر » وأى تعبير عن هذه العبودية بغير العشق ضلال ؛ وان تكون مجتبى من الإله‎ 
مرزوقا بالعشق مجالا للحب مكرما باللب مسلوبا للقلب »ثم تمضي إلى مظاهر العبادة فهو شين لا‎ 
يليق بك ؛ وقد أعزك ورفعك ؛ فكيف تذل نفسك ؟ ومن ترجو بمظاهر الإيمان سواه وهو أدرى‎ 


بإيمانك؛ وأية درجة تريدها فوق الدرجة التى أرادها لك ؟ هذه هى غيرة الإله أن يوضع عزه فى 


ولاع - 


غير موضعه ؛ و أن يختار المعزز به الذلة» يقنع بالرائحة بعد المشاهدة » غيرة الحق هى غيرة 
الإصطفاء » وسواها غيرة على عرض من أعراض الدنيا . 

.. المعشوق ذو العشرة قلوب هو المعشوق كثير العاشقين » ولأشك ... لا‎ : )١797 - ١780( 
إننى أن فحسب ء فإن هذه الحسناء تحب أن تسمع أنينى (الحبيب سعيد” بأنات الساهرين) (حافظ‎ 
إننى فى حلقة السكارى ولست فى حلقة الواصلين؛ فكيف لا‎ )"١--١/ الشيرازى عن استعلامى‎ 
أئن ؟ وانا فى ليل هجر فراقها محروم من وصالها فكيف لا أئن ؟ لكن هذا هو سر عشقى وأنا به‎ 
راض » فهذا الدمع در ؛ وتراب الغم كحل » ولست اشكو من روح الروح بل أبوح ؛ وأنا اضحك‎ 
من شكوى قلبى وأراها دليلا على نفاقه » فما أنا متأكد منه انه سعيد في هذا العذاب راض به‎ 
. مستريح إليه‎ 

)18١4 - 179(‏ : فخر المستقيمين كما يدل السياق هو القلب والخطاب واضح السخرية » فكيف 
تلتوى هذا الالتواء (تتظاهر بالشكوى وأنت سعيد) وأنت صدر المعانى وموئلها ؟ وما العتبة وما 
الصدر هنا ؟ وما العلو وما الدنو ؟ وما نحن وما أنا؟ أيتها اللطيفة الروحية الموجودة عند كل 
الخلق من رجال ونساء»؛ وعندما تتحد هذه التعينات» فالحقيقة الواحدة هى أنت وإنما خلقت الخلق 
لكى يعرفوك ' وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " اى ليعرفون و " كنت كنزا مخفيا فأحببت ان 
أعرف فخلقت الخلق فبى عرفونى ' وكل الخليقة من أجل العشق »؛ من أجل ان تصير أنا وأنت 
واحدا ؛ من أجل العودة ' إنا إليه راجعون" ؛ لكن كل هذا فى إنتظار أمر " كن ” فتعال يا منزها 
عن الخطاب وعن القول فلست فى حاجة إليها منا » وإدراكك لا يتم بالإبصار «لا تدركه الأبصار 
وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير» وهل يطوف فى خيال تقليبك للقلب بين الحزن 


والسرور ؟ وهل القاب الذى تتقلب بين الحزن والسرور جدير حقا برؤيتك ... وهو ليس ثابتا على 


- كلاج د 


عطائك راضيا مسرورا ببلاتك ؟! وأليس عالم العشاق حديقة دائمة النضرة مليئة بالثمار اللدنية 
غير هذا الحزن والسرور وهما من امارت الدنيا ؟! آئمة حزن وسرور فى العشق وهو أعلى 
منهما ؟! 

(ه١٠6١ )١18١7-‏ : القلوب التى مزقت إربا هى القلوب العاشقة (انظر البيت رقم ” من الكتاب 
الذى بين أيدينا) فجد عليها أيها الحسن بزكاة جمالك » فإن عينك الفاتنة تسم قلبى كل لحظة بجرح 
جديد وتؤجج فى قلبى لهيب الشوق ... فأجمل ... وأقتل ... واسفك الدم بدلا من هذا العذاب 
المتأجج المتجدد ... لقد قلت لك مرارا دمى حلال لك ... فإلى متى ... إلى متى يظل المخلوق 
من تراب محزونا من فراقك ... باكيا من الشوق إليك ؟!! (يفسر المولوى هذه التساؤلات انها 
ليست على سبيل الإنكار بل لان مولانا فى حال السكر- مولوى 56/١‏ )ويستمر مولانا فى 
مناجاته : يا من كل صبح أطل على هذا العالم وجدك فياضا مهتاجا مثل عين المشرق (ثانية رمز 
الشمس ٠‏ أنظر الأبيات ١55 - ١7١‏ من الكتاب الذى بين أيدينا) أية حجج تسوقها فى هذا الدلال 
؟! ألا قلتستمع إلى أناتنا هذه المنطلقة من الأجساد لا من الأرواح والقلوب التى لا يصح بلا ان 
تثن وتتوجع ... ودعك بحق الله من الحديث عن الجمال (الورود) وتحدث عن المعذب بهذا 
الجمال (البلبل) !! 

)18١5-181(‏ : يترك مولانا حال المعشوق ليعود إلى الحديث عن حال العاشق ... لقد 
تحدث فيما سبق عن الحزن والسرور وارتباطهما بأمور الدنيا »ثم يعود هنا فيقول ان أحوال 
العشاق ليست من الحزن والسرور أو الإشباع والحرمان أو النفع والضر وهى أيضا ليست نتيجة 
للوهم والخيال ؛ هى أحوال أخرى نادرا ما تحدث وليست قابلة للوصف . لكنها لا تعزب عن قدرة 


الله تعالى » فالجور والإحسان والحزن والسرور كلها أوصاف حادثة » ولا يجوز ان تستخدم فى 


- لالاع - 


علاقة مع الحى الذى لا يموت والذى يرث الأرض ومن عليها ٠‏ 

(1411 - 1874) : ها قد أتى الصباح ... فانصرف يا حسن حسام الدين وامتنع عن مواصلة 
إملاء الكتاب المثنوى عليه » وأنت المسيطر على العقل الكلى» والمسيطر على الروح تصرفها أنى 
تشاء؛ ذلك أنك روح الروح وأنت ضياء القلب (المرجان) ... فها هو نور الصبح قد اشرق ... 
وصبوحنا من التوحيد (خمر الحسين بن منصور الحلاج) ... وإذا كانت خمر عطاياك وتوحيدك 
ونورك تهبناكل هذا الغليان ... فأى خمر دنيوية هذه حتى تشعرنى بالطرب؟! إن الخمر لتسكر بنا 
؛ والفلك أسير لعقولنا » والجسد جسد بأرواحنا (وإلا كان جثة) ... وحلاوة الروح كالعسل ؛» ونحن 
كالشمع ١‏ وأجسادنا صورت كأنها خلايا النحل ... (الأصل فى البيولوجيا الحديثة الخلية !!) 
(؟14 - )١1854‏ : عودة إلى حكاية التاجر الذى تتوالى عليه الأحوال فيتخذ طبقا لها المواقف 
... حينا يكون فى مقام الفخر » وحينا فى مقام المسكنة والضراعة » وحينا يغرق فى بحار الحقيقة 
ويستنبط الحكم مما جرى (يحاول مولانا ان يوحى بأن كل ما ساقه فى الأبيات السابقة قد جرى فى 
الحقيقة على لسان التاجر) ... انه أشبه بالغريق (والغريق يتشبث بكل حشيش) انه يضرب بيديه 
وقدميه ... فلعله ينجو (المعنى من حديقة سنائى ) وهذا ما يريده الله منك تماما : أن تحاول » وأن 
تجتهد ؛ والملك لا يكون عاطلا ؛ فالملك هو ابن أدم فهو ابن الخليفة ...(التعبير من حديقة سنائى 
أيضا ) واعلم ان «كل يوم هو فى شأن» (الرحمن/94١)‏ ومن يدرى قد تكون نجاتك موكلة إلى 
النفس الآخر واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ... قال نجم الدين كبرى : لأن حقيقة اليقين المعرفة 
ولا نهاية لمقامات المعرفة . فقط كن فى الطريق ... واعمل جاهدا «والذين جاهدوا فينا لنهدينهم 
سبلنا» «وأن ليس للإنسان إلا ما سعى » وأن سعيه سوف يرى» والله سبحانه وتعالى «لا يضيع 


أجر من أحسن عملا» . 


-8لاغ - 


١890(‏ - 1844) : أدرك التاجر فجأة أن الببغاء الذى كان قد سقط ميتا فى الهند إنما كان 
يتماوت فى الحقيقة ؛ وأنه أرسل بذلك رسالة إلى الببغاء المقيم عنده يقول له: تريد النجاة مت قبل 
ان تموت؛ دعك من التظاهرء فما قيمة كل ما عندك من ميزات؟ ما دامت ميزاتك هذه هى التى 
توردك موارد الهلاك ؛ إن كنت حبا يلتقطك الطيور ؛ وإن كنت برعمة يقطفك الأطفال ؛ لا 
تعرض حستك فى المزاد وإلا أصابك قضاء السوء (انظر الأبيات 7٠١8‏ -؟١7‏ وشروحها من 
الكتاب الذى بين أيدينا) ... الأعداء يتربصون بك ٠»‏ ...والأصوقاء ياتفون حولك ويتلقون وقنك 
العزيز الشريف » ويبعدونك عن صحبة الحق ٠‏ فيضيع ربيع العمر وأوان العمل دون غراس 
تغرسه ينفعك في خريف العمر وإدبار الأيام . 

:)١1855-١449(‏ إنما ينبغي الفرار إلى حمى الحق " ففروا إلى الله " فإن الله هو الذي يهبك 
الملجأ والملاذ من الأصدقاء ومن الأعداء على السواء » وإن إصطفاك الله وكان لك الملجأ والملاذ 
والأنس » فإنه يجعل الكون كله في خدمتك » مثلما جعل الطوفان في خدمة نوح عليه السلام 
والبحر في خدمة موسى عليه السلام حين لم ينصرهما الخلق » وجعل النار قلسة وحمى لإبراهيم 
عليه السلام » وجعل الجبل نصيرا ليحيى عليه السلام من أعدائه » ورد كيد خصومه إلى نحورهم 
. ( رواية حماية الجبل مذكورة في شأن إلياس عليه السلام وليس يحيى . أنظر قصص الأنبياء 
للثعلبي ط.؛ القاهرة 1١554‏ ص555 . ) 

(9ه14- 0 ) :بوحي أيضا من قصة الببغاء الذي أرداه جماله وحلاوة صوته ٠‏ وحبساه في 
القفص كما تحبس الروح داخل قفص الجسد » ومن ثم كان الملامتية من الصوفية يتجنبون الشهرة 
" فالولي لا يكون مشهورا ' ٠‏ وقال بعضهم " بل لا يكون مستورا " لأن في ستره نوعا من حبس 


القدوة » على كل حال فإن مولانا يحذر في مواضع عديدة من المثنوي من مضار الشهرة ؛ وأفة 


- شلاع - 


تعظيم الخلق ومدحهم » فإن هذا هو بذور الكبرياء » وشباك الشيطان » وبداية البعد عن الطريق » 
وتتجلى كل هذه المعاني عندما يتحدث مولانا عن فرعون ( أنظر الكتاب الثالث الأبيات :8/الا- 
١538-١535 0‏ وشروحها ) .. وهذا كله يكون من تلطف الدنيا معك » ولطغها يكون لقمة 
حلوة ؛ لكنها لقمة نارية تحرق جوفك وترديك ٠‏ لذتها هي الظاهرة في بداية الأمر ؛ لكن نارها 
خفية » سرعان ما تفتضح ويرئفع دخانها تنفجا منك وكبرياء وتصديقا لأفوال الخلق وغربة عن 
نفسك وجهلا بها » فالكبرياء تنين ٠‏ والتنين لا يعيش إلا في النار ؛ وقال إبن الفارض : 
وأحملني وهنا خضوعي لهم فلم يزدني هوانا بي محلا لخدمتي 
ومن درجات العز أمسيت مخل دا إلى دركات الذل من بعد نخوتي 
( أنقروي 7381-١/‏ ) 
وهذا المعني وارد برمته في مقالات شمس ( ص9١‏ ) " أقول لك الخلاصة في كلمة واحدة » 
هؤلاء القوم يرضون قلوبهم بالنفاق ويحزنون من الصدق ٠‏ قلت له : أنت رجل عظيم » وأنت 
وحيد عصرك ؛ فسر وأخذ بيدي وقال : كنت مشتاقا لك ومقصرا في حقك » بينما خدمته بالصدق 
في السنة الماضية فصار خصما لي وعدوا . عجبا !! أليس كذلك ؟ ينبغي العيش بين الناس بالنفاق 
؛ حتى تصبح سعيدا بينهم » وبمجرد أن تبدأ في قول الصدق » عليك بالخروج إلى الجبل 
والصحراء » فليس لك طريق بين الناس " إياك أن تتظاهر إذن بأن هذا المديح لا يهمك . وأنك لا 
تحتاج إليه » وأنك فاهم أن من يمدحونك إنما يمدحونك طمعا أو خوفا » وأن نفسك محصنة ضد 
المدح » فلو هجاك نفس مادحك » لاحترق قلبك غضبا ولأضرمت داخلك النيران » ولقلت أنه 
يهجوك لأنك رددت طمعه بالحرمان » هذه هي طبيعة الإنسان ٠»‏ قد لا تظهر عليك آثار المدح : 


لكن آثار الذم تظهر عليك ؛ لأن المدح حلو والذم مر ٠‏ وإن شربت الدواء المر تضيق » وإن أكلت 


الحلوى تحس بحلاوتها على الفور ؛ مع أن الدواء يأتي لك بالشفاء ؛ والحلوى تأتيك بالحمى 
والبثور » فاعرف الشيء من ضده ؛ واعرفه أيضا بآثاره » والنفس من كثرة المديح تتحول إلى 
فرعون ٠‏ والرسول * قال لأحدهم يمدح آخر في غيابه ' ويحك؛: قصمت ظهره ؛ لوسمعك ما 
أفلح إلى يوم القيامة " وقال عمرهد " المدح وافد الكبر' ( عن شرح فروزائقفر صص ١‏ "الا- 
ع ) 

(18817-14174): ولا حل إلا أن تكون عبدا » أن تشعر بعظمة الله مهما بلغت أنت من عظمة » 
ألا تتوق إلى السيادة والسيطرة ؛ أن تصبح مجهولا لا يعرفك أحد . متحملا للضربات كأنك 
الكرة من الصولجان » : فرب أشعث أغبر تزدريه العيون مجهول من الناس ولو أقسم على الله 
لأبره " واعلم أن نهاية المديح معروفة » ونهاية الشهرة معروفة : فكم من مشهور إنصرف الناس 
عنه وأنكروه وضاقوا به وملوه بعد إنقضاء شهرته ؛ ومن أحبك لشيء كرهك عند زواله » ومديح 
الناس فخ ؛ يضفي على الإنسان ماليس فيه » يجعل من المملوك سلطانا » ومن الخصي سيدا » 
ومن تربى في جو الخصيان وجد فيه الشيطان مرتعا خصبا ء ثم إنصرف الشيطان نفسه عنه 
وشعر منه بالعار " كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر ؛ فلما كفر ٠‏ قال إني بريء منك ؛: إني 
أخاف الله رب العالمين " ( الحشر/5١)‏ ( أنظر أيضا الكتاب الثالث الأبييات 4١50-4059:‏ 
وشروحها ) . 

(18537-1884):لكنها على كل حال مشيئتك يا إلهي » تجريها على عبادك وإن كانوا كارهين ٠‏ 
وما شئت يا إلهي يكون » وكلنا مهما بلغنا من سلطان عبيد أرقاء لسلطانك (في الكتاب الخامس 
الأبيات 3١78-171١:‏ تفسير آخر لمعنى ما شاء الله كان يدعو إلى العمل لا إلى كسل الجبر ) 


ويواصل مولانا مناجاته : لقد أوحيت لنا بهذا القدر من الإرشاد ٠‏ لكنه على كل حال قطرة من 


دامع - 


محيط علمك ؛ فأوصلها بالبحر » وخلصها من كدر الجسد » ومن تشرب التراب » أليست كل 
5 يشربها التراب تعود ثانية إليك ٠‏ تخلصها مما علق بها من أدران ثم تعيدها طاهرة إلينا ؟ 
(لتفصيل هذه الفكرة أنظر الكتاب الخامس الأبيات : 555-70١‏ وشروحها ) . 
)١9:5-1844(‏ : لا شيء يعدم ٠‏ فالعدم هو خزانة الوجود ؛ والوجود هو موضع تجل العدم 2 
وفيك كل لحظة موت وحياة » أوموت وبعث » وفي الليل تنعدم كل أفكارك ثم تعود إليك في 
الصباح ؛ فإلى أين تذهب ؟ تمضي عنك الحرف والفنون ثم تعود إليك » فإلى أين تمضي ؟ العالم 
كله أمامك في خلق ثم موت ثم بعث ٠‏ قوافل تترى في أثر قوافل » خريف يلتهم كل شيء » ثم 
ربيع يحيي به الله الأرض بعد موتها . ( المعنى وارد في معارف بهاء ولد : كل ما مضى يعود . 
من 1/7 )1 : 
)١1911-19085(‏ : فأعمل العقل ؛ وانظر إلى داخلك ؛ فما يفعله الله في الكون من حولك » يفعله 
أيضا داخلك ٠‏ تتبع كل أفكارك وخواطرك ؛ وحديقة قلبك ١‏ تراها دائما نضرة حية ندية » لا ينقطع 
عنها الفكر إلا بالموت ؛ وهذه الكلمات التي تفوه بها » وتتأنق في جعلها حلوة سلسة » جميلة ريانة 
٠‏ هي مجرد عبير من تلك الرياض والستابل » فهل يفيض الإنسان بغير ما في داخله ؟ نعم .. هي 
مجرد عبير من الفيض الإلهي الأول " العقل الكلي " » تستطيع أن تفهم إذن أن تيار الحياة 
والفتازق فن 'الوحوه تري أرضا داكلف و 1ك عطي" للنيكن رانك تستطيع أن تتبع هذا التيار 
الجزئي " العبير » الرائحة " لتصل إلى أصله ومعدنه وحقيقته وبحره ومنبعه . 
(11575-151): ألم تكن رائحة القميص ' بشرى الوصال " علاجا لعين يعقوب عليه السلام من 
قبل الوصال ؟هذه الكلمات هي أيضا بمثابة الرائحة تقودك إلى حانوت الوحدة وإلى نهر الجنة . 


وإذا لم تكن يوسف في جمالك ؛ فكن يعقوب في بكائك وضراعتك وإتجاهك إلى الله وشكوى بثك 


- امع - 


وحزنك » فكما قال الحكيم الغزنوي سنائي ( ديوان :ص )65١‏ مع قبحك لا يجمل بك الدلال ٠‏ 
مثلما يكون الألم من العين الرمداء » فكن جميلا ثم تدلل ؛ وكن مبصرا ثم تألم ولا تتظاهر أمام 
مرشدك ء ولا تبد الحسن أمام معدن الحسن » فأين حسنك المستعار المؤقت من حسنه الأزلي 
الأبدي ؟ وكن ميتا عن أمالك ورغباتك » وأمام مرشدك كن كالميت بين يدي الغسال , حتى يحييك 
بإرشاداته وكلماته وفيضه » وكن ترابا ينبت عليك النبات » ولا تكن حجرا صلدا قحلا لا تجود ؛ 
فحتى من الحجارة تتفجر الأنهار » أتراك ترضى أن تصبح بكبريائك وتجبرك أقسى من الحجر 
الصلد ؟ 

)١1575(‏ قصة عازف الصنج الشيخ من أجمل قصص المثنوي ؛ فقد اختار مولانا بطلا لقصته 
موسيقيا هرما ٠‏ ومن خلالها ساق كثيرا من أرائه عن الموسيقى مما يتناسب مع ما للموسيقى من 
مقام رفيع عند مولانا وبالتالي عند الطريقة المولوية من بعده ؛ واختيار سيدنا عمر رضي الله عنه 
كبطل آخر للقصة يخرج عازف الصنج الهرم من أزمته ويرعاه بهداية من هاتف غيبي مع ما 
وكوك صمو واطني فاه مرق اد في ان لذ برد انارو شقن لني با موقن 
فروزانفر ( مآخذ/ ٠٠-؟)‏ وردت قبل مولانا في " أسرار التوحيد في مقامات الشيخ أبي سعيد " 
لمحمد بن المنور » وعازف الصنج الهرم كان في نيسابور ؛ قعد عن الكسب ؛ فذهب إلى جبانة 
نيسابور وظل يعزف لله وأخرجه أبو سعيد بن أبي الخير الصوفي المشهور من أزمته على ما 
روي بالتفصيل في الكتاب ( أنظر : الترجمة العربية للكتاب لإسعاد قنديل. صص !١7"-19*:6‏ - 
القاهرة ب. ت. ) كما نظم العطار القصة في منظومته مصيبت نامه وجعل الشيخ يعزف في 
المسجد_(!!) بدلا من المقبرة » وجعل بطلها الشيخ أبا سعيد . لكن كما سنرى إنطلق مولانا من 
أصل القصة إلى معاني عديدة . 


-9مغ - 


(1978-1574) : لم يكن العازف على الصنج عازفا فحسب ؛ بل كان مطربا أيضا » ويتحدت 
مولانا عن تأثير صوته وطبقاته » وأنه كان يغني الدور الواحد بمائة طريقة ؛ وكان يبعث في كل 
نفس قيامتها : فيذكر كل عاشق بمعشوقه » وكل طالب بمطلوبه » وكل عليل بطبيبه ( مولوي -١/‏ 
57") فما أشبهه بإسرافيل ينفخ في صوره » فإذا بالموتى من الأجداث سراعا ينسلون » كأنهم إلى 
نصب يوفضون ؛ والمقصود هنا بالطبع الأرواح التى تطرب لعزفه وصوته فكأنه إسرافيل ؛ أو 
كأنه رسيل إسرافيل ؛ أى ذلك الذي يردد الغناء مع المطرب مناظرة أو مسابقة » ويرى مولانا أن 
إسرافيل يئن (الموسيقى عموما أنين من الإنسان تعبر عن شوقه إلى الجنة حيث كان يسمع فيها 
أصواتا قريبة من هذه الأصوات . أنظر الكتاب الرابع الأبيات 4-17١‏ وشروحها) ويقدم 
مولانا صورة أخرى لتأثير غنائه بحيث كان ينبت للفيل جناح ؛ أى أن الإنسان المثقل بالعلاقات 
الأرضية كان يتخفف منها ويحاق في أقطار السموات وكأنه رزق جناحا . 

:)١914-1979(‏ الأنبياء أيضا عندهم أنغام تفوي الحياة الروحية والمعنوية عند الطلاب » وإن 
كانت لا تسمع بأذن الحس » فهي أنغام من عالم الروح ولابد أن تسمع بأذن الروح ٠‏ وذلك لأن 
أذان الحس تدنست من الآثام والمظالم » ولعدم التجانس لا يسمع أهل الدنيا هذه الأنغام » ومن هذا 
القبيل أنغام الجن ( الجن في أساطير الشعوب القديمة غالبا ما يظهرون في مواقف غناء وطرب ) 
ولأن الإنسان لا يفهمها " أعجمي عنها ' فهو لا يدركها ( أنكر الفلاسفة ومنهم إبن سينا وجود الجن 
أصلا ٠‏ بينما خاض الفقهاء في عصر مولانا في قضايا عن إمكان زواج الجن من الإنس ووضعوا 
لها قواعد شرعية - أنظر : بديع الزمان فروزانفر : شرح مثنوي شريف _ جزو سوم ال دفثر 
أول - ص 85/ - تهران - دانشكاه تهران-48؟١١‏ ه.ش. - يكتفى بعد ذلك ب فروزائفر - 


شرح) » ولعل مولانا يرد هنا بأن أولئك الذين يحاولون الإتصال بالجن مخطئون ٠»‏ فالجني أيضا 


- عم - 


مثل الإنسان حبيس في سجن جهله ويحتج بالآية الكريمة ' يا معشر الجن والإنس إن إستطعتم أن 
تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا » لا تنفذون إلا بسلطان " (الرحمن / ”"؟) ويخلص 
مولانا إلى أن نغمة القلب المتصل بالله أسمى من نغمتي الإنس والجن معا . 

:)١555-١5(‏ هناك غير أنغام الأنبياء أنغام عند الأولياء ٠‏ وهي من جنسها ؛ وهي تخاطب 
أجزاء عالم التراب » عالم النفي ٠‏ فأفيقوا من هذا العالم . عالم الخيال والأوهام ٠‏ وما دامت 
أرواحكم لم تولد الميلاد الثاني ؛ ولم تنم » ولا زالت تهترىء من التقليد وعبادة الموروث في عالم 
الكون والفساد هذا » ولم تموتوا في عالم الحس وتولدوا في عالم المعنى فلن تسمعوا هذه الأنغام 
التي لها أيضا صفة الإحياء ' يا أيها الذين آمنوا » إستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم * 
' قال القشيري في اللطائف : المراد بالنسبة للعابدين الحياة بدلائل العبودية » وبالنسبة للعلماء الحياة 
بدلائل الربوبية » وبالنسبة للموحدين المؤمنين نور الموافقة وضياء التوحيد . (فروزائفر : شرح - 
ص757) والمعنى عند مولانا أشمل » وهذا أمر لا يتم بالنقل فلا إذن هناك بنقله » بل على كل 
إنسان أن يصل بنفسه إليه بعون من الأولياء الكمل » فكل منهم إسرافيل زمانه » منهم يحيا ميت 
الجهل ؛ وللإمام على رضي الله عنه : 

وفي الجهل قبل الموت موت لأهله فأجسادهم قبل القبور بور 

وإن إمرآ لم يحي بالعلم ميت وليس له حتى النشور نش ور ( سبزواري /20 ) 
وعندما تختلج الأموات في أكفانها » ويحس ميت الجهل الذي أحياه الولي بالحياة تدب في بدنه » 
يؤمن ويوقن أنها أصوات الله » ذلك أن الإحياء والبعث من خصوصيات الله سبحانه وتعالى : 
وهكذا صوت الحق » سواء كان في حجاب من ألفاظ أوليائه ٠‏ أو بغير حجاب أى وحي القلب ” 


وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب " يعطي ما أعطاه لمريم عليها السلام " 


- 486 - 


روحا من أمرنا " » فهيا عودوا إلى جلودكم أيها الموتى ؛ موتى الجهل والقمهوة » إذا ناداكم 
الحبيب . 
)١137-1945(‏ ؛ هذا صوت مطلق ٠؛‏ ليس مقيدا بأحد » هو صوت المليك وإن نطق به العبد ؛ 
ألم يقل سبحانه وتعالى " من عادى لي وليا » فقد آذنته بالحرب » وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب 
مما إفترضته عليه ؛ وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه . فإذا أحيبته كنت سمعه الذي 
يسمع به ؛ وبصره الذي يبصر به » ويده التي يبطش بها ٠‏ ورجله التي يمشي بها " ( أحاديث 
مثنوي )١5/‏ وألم يقل المصطفى " من كان لله كان الله له " ( أحاديث مثنوي / )١5‏ حينا أقول : 
أنت * الذي رميت " وحيئا أقول أنا " ولكن الله رمى " وأنفاس الأولياء على سبيل المشكاة " تعكس 
النور " » وعندما أسطع عليها » تحل مشكلات عالم بأسره » ونظيره ما قاله مولانا في الديوان 
الكبير : 
لأصمت ٠‏ وإن لم أكن أنا المتحدث » فالقول لك » وأقوال الخلق مجرد صدى لصوتك 

( عن فروزانفر : شرح -ص>76 ) 
ومن أنفاس الأولياء تنمحي تلك الظلم " الروحانية " التي لا تمحوها شمس الفلك . 
:)١550-146:5(‏ ولا يستكثر على ولي أن يكون له هذا العلم » فالعلم عُلم لآدم أولا » وعن 
طريق آدم تعلمه الملائكة » فخذ العلم عن آدم أو خليفة آدم » وخذ الخمر من الدن أو خذها من 
الكأس » واعلم صفات محمد المصطفى 4 الروحانية عن طريق محمد أو عن طريق من رأى 
محمدا " طوبى لمن رآني ؛ ولمن رأى من رآني '" ( أحاديث مثنوي / )١15‏ ؛ ولو كانت الرؤية 
رؤية الجسد فإن أغلب الكفار رأوه صلى الله عليه وسلم لكن ام يبصروه " وتراهم ينظرون إليك 


وهم لا يببصرون " ( الأعراف )١198/‏ والمصباح الذي يوقد من شمعة ' المفروض العكس " 


كمغ - 


يحتوي على نور هذه الشمعة ٠؛‏ والنور المحمدي واحد وإن اختلف السراج » فخذها من المصباح 
الأخير إن شئت أو من شمع الروح " الحق مباشرة ' إن شئت أيضا .ء المهم أن تدرك النور 
وليس من المهم أن تدقق في الوسيلة » فالغرض من كل شيء ليس صورته ؛ لكن فائدته ومعناه : 
فدعك من الصور واطلب المعنى والفائدة . 

(11706-1551): الحديث النبوي المذكور في العنوان ( جامع / )1١-١‏ وتكملته : ألا 
فتعرضوا لها » فلا تشقوا بعدها أبدا . ( أحاديث مثنوي )٠١/‏ ويفسر المفسرون النفحة بأنها فيض 
الحق الذي يجده رجال الله في بواطنهم » ويفسرها مولانا نفسه بأنها كما فسرها المحققون أنفاس 
إخوة الدين الذين سبقوا » فأنفاسهم وأنظارهم وصحبتهم نفحات ومواهب وعطايا وخلع من الحق » 
ينبغي إغتنامها ( فروزائفر : شرح ص؛ ٠١‏ عن مكتوبات مولانا جلال الدين ) وهذه النفحات 
تسبق غيرها من النفحات » فاغتنموها ١‏ ذلك أن الروح النارية التي تتعرض لها تنطفئ تارها » 
والروح الميتة من شهوات الدنيا تتحرك منها وتنفض أغلالها » ومنها يكون البقاء ؛ والإشارة أن 
الولاية لا تنقطع ؛ بل هي دائية العمل عن طريق المرشدين والأولياء تفعل فعلها في نفوس 
المريدين » وهذه النفحة فيها من شجرة طوبى المغروسة في الجنة » واهتزاز هذه الشجرة لا يهب 
إلا على الإنسان ؛ لأن السموات والأرض لا يتحملنها » وإن كنت لا تصدق فاقرأ : " إنا عرضنا 
الأمائة على السموات والأرض والجبال ؛ فأبين أن يحملنها » وحملها الإنعان » إنه كان ظلوما 
جهولا " ( الأحزاب/؟١)‏ قال نجم الدين : وحقيقة الأمائة الكبرى التي عبر عنها بالفوز العظيم قد 
فسر بالفناء في الله والبقاء بالله ٠‏ وهو عبارة عن قبول الفيض الإلهي بلا واسطة وهي المحبة » 
ولهذا قال سيدنا ومولانا هي النفخة الإلهية والروح العلية المنفوخة في أدم ؛ التي هي مبنى جميع 


الأعمال والأحوال » وعلة جميع التكاليف ؛ واختص الإنسان بقبولها من سائر المخلوقات 


لامع - 


لاختصاصه بقبول رش النور الإلهي ٠‏ فكان مستعدا لقبولها بلا واسطة » فكان العرض عاما ٠‏ 
وحملها الإنسان خاصا ؛ لأن نسبة الإنسان مع المخلوقات كنسبة القلب مع الشخص ؛ فالعالم 
شخص وقلبه الإنسان ٠‏ فكما أن عرض فيض الروح عام على الشخص الإنساني ؛ وقبوله وحمله 
مخصوص بالقلب بلا واسطة » ثم من القلب بواسطة العروق ٠‏ فيصل فيض الروح إلى جميع 
الأعضاء فيكون متحركا به » كذلك يصل عكس الفيض الإلهي إلى سائر المخلوقات قلبها » وهو 
ظاهر الكون » بواسطة صورة الإنسان من صنائعه الشريفة » وملكوتها وهو باطن الكون أعني 
الآخرة بواسطة روح الإنسان » وهو أول شيء تعلقت به القدرة » فيتعلق الفيض الإلهي من أمر " 
كن ” أولا بالروح الإنساني ثم منه إلى عالم الملكوت » وظاهره وباطنه مغمور بظاهر الإنسان 
وباطنه » وهذا هو سر الخلافة المخصوصة بالإنسان " ( مولوي )551١-١/‏ , 

(1985-1511): يقول مولانا : ليلة الأمس كان من الممكن لهذه النفحة أن تعرض لي وبالتالي 
تعرض لكم » إلا أن ' لقمة " سدت عليها الطريق ٠»‏ والإشارة هنا إلى ما ذكره إستعلامي (١/0؟؟)‏ 
أنه أكل طعاما مع المريدين أحس بعده بالإمتلاء والكسل » أو ما ذكره فروزانفر ( شرح 2007 ) 
لانشغاله بأمور دنيوية تخص الطريقة وتتعلق بالمريدين ٠‏ وكلا الإحتمالين وارد » وواضح أن 
هناك تلاعبا لفظيا بين كلمة لقمة وكلمة لقمان ؛ فاللقمة هي زاد الدنيا » ولقمان رمز الحكمة ٠‏ 
ولا يزال زاد الانيا في صراع مع الحكمة ( لقمان الحكيم : تقول الروايات أنه من أسرة إبراهيم 
عليه السلام » أو إبن أخت أو إبن خالة أيوب عليه السلام » ويقول بعضهم وهو الشائع أنه كان 
عبدا حبشي ا يشتغل بالنجارة أو الحياكة » ومن المشهور أن له صحائف حكمة » وقيل أنها كانت 
عند سويدة بن الصامت من صحابة الرسول ‏ - عن شرح فروزانئفر ص 06" ومن الممكن أن 


يكون البيت " من أجل لقمة ... إلى آخره إشارة إلى حكاية رواها مولانا في الكتاب الذي بين أيدينا 


- 284 - 


عندما أتهم لقمان بأكل فاكهة بستان سيده واضطر غلي القيء لإثبات براءته ( أنظر الكتاب الذي 
بين أيدينا الأبيات :17239/4-١١5'وشروحها‏ ) فكأن اللقمة التي أكلها العبيد حبست لقمان عن 
الحكمة فترة من الزمن ووضعته مواضع التهم . ويواصل مولانا : إنك تطلب الشوك " الدنيا ' من 
كف لقمان ٠١‏ وليس في كف لقمان لا الشوك ولا ظله » وحتّى إن رأيت الرطب فاعتيره شوكا ‏ 
لأن نعمة الدنيا تسد الطريق أمام نعمة العقبى وأمام الحكمة » وروح لقمان هي الروح المكرمة 
التي ينصب عليها غذاء الحكمة » فكيف تنغرس في أقدامه أشواك الدنيا ؟ ويا أيها البعير ؛ يا جسد 
الإنسان » إنك تحمل الروح وهي بمثابة عدل من الورد » ومع ذلك تميل إلى الشوك والرمل غافلا 
عن الورد الذي تحمله ( هذا المثل ورد عند إخوان الصفا وتمهيدات عين القضاة الهمداني وإحياء 
علوم الدين للغزالي - عن شرح فروزائفر ص 401 )؛ وقد صور مولانا هذا الصراع بين 
الروح والجسد مرات عديدة في المثنوي " عددها فروزائفر بثلاثة وتسعين موضعا " وصورها في 
حكاية مفصلة في الكتاب الرابع ( أنظر الأبيات 505-١157‏ ١وشروحها‏ ) ؛ وأنت تمضي في 
طلب هذا الورد من حي إلى حي وهو داخلك ؛ كامن فيك؛ فاطلبه من ذاتك .. وهل يليق بالإنسان 
وفيه إنطوى العالم الأكبر أن تحبسه عن هذا الكون الأكبر نزوة بهيمية أو شهوة نفسانية ؟! 

)١1185--158(‏ : أثارت هذه الأبيات معانى عديدة عند الشراح من الفرس المعاصرين 
(استعلامى "1١/١‏ وفروزائفر ص )61١7-48٠١١‏ فقالوا ان الإنسان مهما بلغ من مراتب روحية لا 
يفتأ يطلب المؤائسة من البشر وضربوا مثلا على هذا بأن الرسول ‏ كان يطلب من السيدة عائشة 
رضى الله عنها ان تحدثه وتؤانسه ويقول لها ' كلمينى يا حميرا " ... وتفسير ضعى سنبك 
الجواد فى النار قد يكون معناه استحضرينى ... أذكرينى وخاصة ان تفسير وضع السنبك فى النار 


يشير إلى عادة قديمة عندما يراد استحضار شخص غائب يكتب اسمه على سنبك جواد؛ ويوضع 


- ومع - 


اناد ورواية فرك جا لير جو 1 الرتوااه شتان لط رويط كد "امنا المتفر ىفنو 
تأملاته أهاب بعائشة رضى الله عنها أن تخرجه مما هو فيه ... ويشير البيت الثانى إلى هذا 
المعنى ... حتى تصبح الهموم التى فى ثقل الجبال ياقوتا من المعانى » فعائشة رضى الله تعالى 
عنها هنا لا يمكن أن تكون حجابا للمشاهدة ‏ أو بديلا عن الأنس بالله ... ويفسر مولانا الأمر أكثر 
فيقول ان عائشة مؤنث والروح مؤنثة » فكأنه يقول أن فى خطاب الرسول لعائشة رضى الله عنها 
خطابا إلى الروح ... ويفرغ من الأمر برمته فيقول أن الروح أعلى من المذكر والمؤنث » ولا 
علاقة لها بهذه الأبحاث اللغوية . 

)١545 - ١9419‏ : ولا أقصد بالروح تلك الروح التى تعيش على الخبز ؛ أو تتغير أو تتبدل » بل 
أقصد الروح الفاعلة للذة الواهبة لها ؛ وهى لا يمكن أن تكون واهبة للذة دون أن تكون لذيذة 
بطبعها ؛ لأن فاقد الشى لا يعطيه ؛ فاللذة التى تحدث عن سبب خارجى أو طارئ ؛ تنعدم عندما 
يختفى هذا السبب الخارجى أو الطارئ ؛ لكن اللذة المنبعتة من داخل المريد الذى مارس التصفية 
والتنقية » تجعل العقل يغيب - والعقل هو موضع السؤال وهو الذى يجعل كل لذة مشوبة 
بتساؤلاته وبإنكار لما لا يدركه » وهو ذكي لماح لكنه فى هذا المجال غير موجد لأنه ليس فانيا ؛ 
ومن لم ينسب إلى الفناء فى الله نسب إلى الشيطان !! فالشيطان هو الذى أثبت وجوده أمام وجود 
الله وبما أنه لم يفن طوعا فإئنا نعتبره فانيا بالرغم منه . 

)٠٠١5- 135(‏ : الروح التى تمضى نحو الكمال نداؤها أيضا يكون إلى.الكمال » ولذلك كان 
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : يا بلال " أرحنا بها ' أى بالصلاة عند انقباضه من الدنياء 
فالصلاة هى معراج الروح ... هيا ارفع صوتك يا بلآل بقوة الإيمان» تلك النفخة التى نفحتها فى 


قلبك , تلك النفخة الإلهية التى اصابت آدم بالدهشة ولم تطق الملائكة سماعها ... ومن هذه النفخة 


أيضا فاتت المصطفى صلاة الفجر فى ليلة التعريس ... والتعريس نزول القوم فى السفر آخر الليل 
يقفون فيه وقفة للاستراحة ثم يرتحلون ؛ روى البخارى : "كان النبى صلىي الله عليه وسلم فى سفر 
مع أصحابه فناموا فما أيقظهم إلا حر الشمس ٠‏ فقال صلى الله عليه وسلم ان الله قبض أرواحكم ؛ 
وهو مجاز عن سلب الحس والحركة الإرادية عنهم لان النائم كمقبوض الروح عفقم فأذن بالصلاة 
وهذا يدل على وجوب قضاء الفائتة (مولوى )557/١‏ ويرى استعلامى : أن الرسول صلى الله 
عليه وسلم من استغراقه فى هذا النفس ام يلتف إلى العبادة الظاهرية (الصلاة) وهو قول فيه تزيد 
كبير » فالرسول صصلى الله عليه وسلم يستحضر إلى العبادة لكى يفيق من أشغال الدنيا التى دفعت 
جسده إلى النوم والى فوات الصلاة » لقد نام جسده ولم تنم روحه (تنام عيناى ولا ينام قلبى) 
والدليل أن الرسول *# قال عن نفس تلك الليلة : " ما ألقيت على نومة قبلها " ... والخلاصة من كل 
هذا أن مولانا يريد أن يقول إن أرواح الكمل الواصلين لا تنام وإن نامت اجسادهم ؛ فأجسادهم فى 
نوم وأرواحهم فى قرب ؛ وصور مولانا نوم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه استغراق فى 
المحبة » وقرب من عروس الصدق وتقبيل ليدها » اى انه كان # فى وصال مع الجمال الأزلى 
الأبدى . 

)3١١١- 7.009‏ : لو أن الزفيق قد أبدى لك مللا أو ضيقا من تشبيهاتي التى أسوقها ... لسكت 
... لكن رفيقى يقول لى : تحدث ... لا عيب فيما تقول؛ فهذه هى الإقاضات التى أفاضها الغيب 
عليك ... ولا إرادة لك فيها » إنني إن شبهت الحقيقة بالعروس ... يكون عيبا عند من لا يرى الا 
العيب » والعيب فيه فى الحقيقة ؛ إنه عيب عند أرباب الجهل ؛ لكنه مقبول عند الله العالم بالعسر 
والعالم بالقصد والنية ٠‏ والله إن شاء لعباده الكفر » ومعنى أن الكفر إن نسب إلى الله فهو طيب 


وإن نسب إلى العبد فهو مكروه ورد فى معارف بهاء ولد ( ص )50١‏ على أساس أن كل ما يأتي 


الا 


من الحبيب طيب » وأنه هدد بأن يملا جهنم من الجن والإنس أجمعين ... فقد شاءت حكمته أن 
يكون ثم كفر وإيمان؛ لكنه عيب بالنسبة للبشر» فكل شئ خلقه الله سبحانه وتعالى لحكمة؛ فمما 
يحتوى على مائة ضر ؛ قد يكون فيه نفع واحد ٠‏ على مثال سكر النبات والعود الذى يصب عليه 
سكر النبات ؛ كلاهما يوزنان عند البائع فى ميزان واحد ؛ وكلاهما لازمان لزوم الروح للجسد 
والجسد للروح !! كلاهما من تصوير الأستاذ الذى يحسن تصوير القبيح وتصويير الحسن (انظر 
الكتاب الثانى الأبيات 7544- ١554‏ وشروحها وانظر حديقة الحقيقة الترجمة العربية ؛ الأبيات 
-403 وشروحها). 

(5-7011؟١5)‏ : وإن قلت : كيف تقرن الروح بالجسد وتسوى بينهما ؟! أقول لك فى الصنع 
كلاهما من صنع الحكيم الخبير » ومن هنا قال العظماء إن أجساد الطاهرين طاهرة كأنها ذات 
الروح ؛ فالجسد الذى ينغمس فى التراب وشهوات الدنيا يتطبع بها » والجسد الذى تسيطر عليه 
الروح الطاهرة تطبعه بطابعها»فأقوالهم ونفوسهم وصورهم كلها أرواح مطلقة (انظر لتفسير الفكرة 
عن طريق الحكاية الكتاب الرابع حكاية أبى يزيد البسطامى والمريدين الذين ضربوه بالمدى فكان 
الطعن فى أجسادهم هم ؛ الأبيات 7١4٠ - 5١75‏ وشروحها) وعلى العكس فإن أعداء الأطهار 
قد تغلبت عليهم أجسادهم فاصبحوا جسدا خالصا » والمنغمس فى التراب تراب ؛ والمغمور فى 
الملح (الرياضة والمجاهدة والكدح فى الطريق) يصبح طاهرا بكليته ؛ ومحمث #4 هو بالنسية لنا 
كالملح (أنا أملح من أخى يوسف ويوسف أجمل منى) (مولوى /720؟) وملاحته صلى الله عليه 
وسلم فى فصاحته : (أنا أفصح العرب بيد أنى من قريش ونشأت فى بنى سعد بن بكر) (شرح 
مثنوى 474) »وملاحة الرسول # هى معنوياته وتراثه الباقى فى وارثيه إلى يوم الدين؛ ووارثوه 


هم المرشدون والأولياء» أولئك الذين تراهم أمامك لكنك تنكرهم » وإن كنت روحا فان الأمام لا 


- 7ع - 


يعنى شيئا بالنسبة لك ؛ فالجهات من فعل أحاسيس الجسد والروح ذات عالم آخر لا يعرف 
الجهات ؛ فان كنت عدما فائيا في عألم الروح؛ فهل ثم جهات فى عالم الروح » إن أمطار الرحمة 
تهطل اليوم ... فإن كنت لا تستطيع ان تتحملها فامض ؛ وان كنت تستطيع فتعال» وتعرض لهاء 
وافتح عين الغيب لتشاهد مطر عالم الأرواح . 

)5١0- 707(‏ : الرواية التى تبدأ بهذا البيت عن رواية لأئس بن مالك رضى الله عنه قال 
السيوطى فى الآلى المصنوعة انها من الموضوعات : " بينما نحن وقوف مع رسول الله إذ رأينا 
بردا وندى فقلنا يا رسول الله : ما هذا البرد والندى ؟ قال : أوقد رأيتم ذلك ؟ قلنا نعم قال ذلك 
عيسى بن مريم سلم على " وقد مزج مولانا هذه الرواية مع رواية أخرى عن شيخ حفظه الله من 
ان تلوت قدمه بالوحل فى يوم مطير لأنه خرج على التوكل (شرح فروزانفر 851 -8517) 
وتشبيه الإنسان تحت التراب عندما يدفن بالبذرة التى لابد وان تخرج منها شجرة ورد أيضا فى 
كليات ديوان شمس أية حبة غرست في الأرض ولم تنبت ٠‏ فلماذا يكون ظنك هذا بحبة الإنسان ؟ 
(كليات ديوان: غزل:١١1‏ )الطبيعة من حولك موت وحشر ونشر قلماذا لا تؤمن بقيام الإنسان . 

5037-561١‏ : يرد على الطبيعيين الذين يقولون أن أمور الطبيعة هكذا منذ القدم فلماذا 
تربط كل شيئئ بالله ؟! لكنه يقول إنه يتحدث عن بساتين أخرى وربيع آخر يفجره فى بواطن أوليائه 
٠‏ وكل زهرة من هذه الزهور (أو سر من أسرار عالم الغيب) مخبرة عن الأسرار الكلية منبتفة 
عنها ... لكن متى تشم حشرة الجعل أريج الورود ؛ ان ديدنها العيش فى البعر والقمامة » أو متى 
يفهم ضعيف العقل قصف الرعد » الذى يدعوك إلى التأمل والتنبه واليقظة ... ومع ذلك فضعيف 
العقل يتأملها قليلا ثم يليه لمعان البرق ... فلا رعد يثنيه ٠‏ ولا برق يجعله يتدبر صنع الله . 


)5١31-7045(‏ : البيتان بنص مولانا لسنائي ؛ وعلى وزن الحديقة ؛ لكني لم أعثر عليهما في 


- لاوع - 


الحديقة أو فى منظومة أخرى من منظومات سنائي . وقد ثقل فروزانفر تفسير البيتين عن مولانا 
من مناقب العارفين للأفلاكي : " يعلم رأيكم النير ما كان يقوله الشيخ صلاح الدين أن مطر 
الرحمة ينزل فلا يبلل الثياب لكنه يطهر القلب والروح ؛ كانت جماعة قد أتت بالأمس » وكان 
المطر قزل تدان يكين كيك أنامه شق ارا مداق + كان سر عقون فنقيه طنش » وكدت 
أقول لنفسي : كثيرون من فضلاء العالم وفضلياته محرومون منه حتى تشملهم عنايتك وقبولك » . 
فكل من قبلته قال إنه مطر غيبي ومطر رحمة ينزل وينصب ؛ وهكذا الأمطار الغيبية والأنوار لا 
تراها إلا عيون الغيب " ( مناقب العارفين :777-77 والنص عن شرح الأستاذ فروزانئفر 
ص87 وقد كرر مولانا المعنى في كليات ديوان شمس : 

غير ربيع الدنيا هناك ربيع خفي ٠‏ قمري الخد حلو الفم » فهات الخمر أيها السافي . 

ومن مئات الآلاف من القطرات لا تسقط قطرة على الأرض » ولوسقطت لخربت الدنيا بأجمعها . 
لخربت كل الدنيا » ومن العشق » أضحت كل خرابة راكية مع نوح في السفينة » ومأذونا لها 
بالطوفان . 

ولو كان الطوفان ساكنا لما دارت السماء » ولدارت الأرض من أمواج الطوفان العالية . 

كما ورد نفس المعنى فى مقالات شمس الدين التبريزى " أين من على صفة إبراهيم الخليل حاتى 
يقول بلسان الحال : لا احب الآفلين ... وسر هذا العابد في فلك آخر لأن الأفلاك مخفية فى باطن 
عالم الأرواح وعالم الأسرار والشموس والأقمار والنجوم) (نسخةمحمد على موحد ص ١08‏ من 
ج ١١‏ تهران ١١19‏ ه.ش) إن كل الموجودات إذن ذات صورة غيبية دائمة وخالدة " وان من 
شئ إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم " (الحجر )١١/‏ ... وأنفاس الأبدال و مواجيدهم 
وإفاضتهم من قبيل برد الربيع ٠‏ فان رأيت ثم ذابلا فليس العيب من الأبدال ؛ بل العيب على من لم 
يستقبل أنفاسهم بروحه . 


-غ4ؤعغ - 


)5١706,- 5٠ 1/(‏ : الحديث المذكور فى العنوان منسوب إلى الإمام على رضى الله عنه (توقوا 
البرد فى أوله وتلقوه فى آخره فان يفعل فى الأبدان كفعله فى الأشجار ؛ أوله يحرق وآخره يورق) 
(أحاديث مثنوى /١؟)‏ فالصوقية هم أمناء الإلهام مثلما يكون النبى أمينا للوحى ؛» وعلى المريد أن 
يعرض نفسه على الشيخ » وان يأخذ عنه » فالمشايخ هم ربيع القلوب وحياة النفوس ؛ وعطر 
الرحمة » وشموس الأنوار بهم يتجدد عزم المريد ‏ فيقوى على الطريق . 

)1٠١75--70370(‏ : تسأل الصديقة بنت الصديق رضى الله عنها : وهل المطر الذى نزل اليوم 
من أمطار الرحمة والوعد (الربيع) أو من أمطار التهديد والوعيد (الخريف)؟اويجيب الرسول 8 : 
إنه من أجل تسلية الغم الذى يحدث من موت الرفاق والصحاب وغيره من المصائب التى تتزل 
على بنى آدم » وأنه من أجل التنبيه على عدم ثبات هذه الدنيا والتوجه إلى عالم الآخرة ؛ فان 
أحزان الإنسان تشبه ألسنة النيران التى تشتعل فى وجوده ٠‏ ولو بقى الإنسان مقيما عليها لحدث فى 
الدنيا خراب شديد » فلابد من بعض الغفلة يسلطها الله تعالى على قلوب الخلق من رحمته حتى 
تعمر الدنيا . ونقل فروزائفر عن شرح محمد أكبر آبادى أن المطر المذكور و لما كان يوقظ 
الحرص الطمع النائمين فهو من نوع مطر التهديد لكنه يتضمن حكمة ربانية فى أنه يقر نظام العالم 
حتى تصل الروح الإنسانية إلى كمالها ... وقال صاحب شرح بحر العلوم انه بالنسبة للمؤمنين 
ربيع وبالنسبة لعباد الدنيا خريف ... والمعنى كله فى رأى الأستاذ فروزائفر ناظر” إلى قوله تعالى 
" ألهاكم التكاثئر حتى زرتم المقابر" . 

)١١481١ - 7٠09(‏ : عماذ الدنيا الغفلة » النسيان يحيط على القلسب فينسى المصصائب والاآلام 
والأحزان وما يصيبه من عنت الدهر ومكائد الأعداء وغدر الأصدقاء ؛ وفى الحديث النبوى " لولا 


الحمقاء لخربت الدنيا " (انقروى )5١9/١‏ (انظر اتفصيل الفكرة الكتاب الرابع الأبيات 71771 - 


مؤع - 


78" وشروحها) لكن الغفلة إن استمرت » واختفى تدبر العواقب عن القلوب , لانقلبت الدنيا إلسى 
غابة ؛ وانقلب البشر إلى وحوش ٠‏ ومن ثم تقتضى الحكمة الإلهية أن يكون ثم غفلة ثم يقظلة 
بالتناوب ؛ حتى يحدث الإعتدال فى أمور الدنيا . 

5١45 - 784(‏ : الحديث عن تأثير السماع عند الصوفية ؛ وللسماع عند كل سالك أمر يساوى 
درجته » فقلوب أهل المحبة فى طرب وقلوب أهل التوبة فى خوف وقلوب أهل الشوق فى لهيب » 
فالسماع كالمطر ؛ إن وقع على أرض طيبة إهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج » وهو 
ينطوى على كل ما ينطوى عليه الوجود من خوف ورجاء وسرور وحزن وشوق ومحبة وحزن »2 
حينا تتجلى فى صورة طرب وحينا فى صورة بكاء من القلب ٠:‏ وقال رويم أن الصوفية فى هذه 
الحالة " يشهدون المعانى التى تعزب عن غيرهم ؛ ويقدم عبد الحميد بن معين الدين القتالى الرفاعى 
أحد شراح المثنوى السماع نقلا عن ابن عربى وتقسيمه على ثلاثة أنواع : السماع الطبيعى : أى 
سماع الحس وهو سماع الموسيقى والطرب » والسماع الروحانئى حيث تسمع الروح الإلهية 
بواسطة النفس الملكوتية حفيف أقلام الصنع على اللوح المحفوظ بحيث تلقى المعانى العجيبة 
والغريبة فى القلب عند السماع ؛ ثم السماع الإلهى حين يسمع القلب الإنسانى والكلمات الإلهية بلا 
واسطة من كل ذرة من ذرات الكائنات (فى الفتوحات 487 - 445 عن فروزانفر شرح 845 - 
من هنا فكل جميل يصير قبيحا وكل عزيز ينقلب إلى ذليل اللهم إلا تلك الأصوات الموجودة 
فى صدور الأعزاء وفى بواطنهم » والبواطن كلها ثملة بما هو موجود فى ذلك الباطن من معان » 
والمعارف التى يصلون إليها فى فنائهم ؛ فهم بمثابة حجر الكهرمان يجذبون الأفكار كما يجذب 
الكهرمان القش » ويفيضون بها على من سواهم فكل العالم آكل قتاتهم (انظر عن القطب وكيف أن 


كل العالم من أكلة صيده ء الكتاب الخامس , الأبيات ”*4١‏ - غعهم؟7 و5 1 
مس ء الاب وشروحها 


+. 


)١١5-50(‏ : يشبه روح عازف الصنج الشيخ بالطائر المائى وعالم الغيب ببحر العسل 
ويشير إلى قصة أيوب عليه السلام وإلى الآية الكريمة ' اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب” 
(ص / 47) ... وفى المأثور الإسلامى مساحة كل فلك من الأفلاك مسيرة خمسمائة عام وبين كل 
فلك وفلك مسيرة خمسمائة عام أخرى (انظر شرح فروزائفر عن قصص الأنبياء 455) (وانظر 
الكتاب الرابع الحديث عن أرض الله 574١‏ - 5584 وشروحها) . 

(51711 -18١؟)‏ : الصوت والكلام من آثار الوجود وكل ما يتصف بالوجود وجد وجوده من 
الله تعالى أصل الوجود ؛ ووجود الآخرين مستمد منه » فالنداء الإلهى إذن هو اصل كل الأصوات 
وأصوات كل الموجودات إنعكاس لصوته . والعالم السفلى في رأى الحكماء قابل للأمر من العالم 
العلوى والعالم البشرى فى كل الأحوال ظل للعالم الإلهى (نقلا عن الإمتاع والمؤائسة للتوحيدى 
عن فروزانفر ص 557) والله تعالى يسمع خلقه صوته بلا واسطة وهو فى رأى الصوفية إتصال 
مباشر خلافا لرأى الحكماء » وكذلك فإن لكل موجود بحسب إمكانه واقتقاره إتصالاً بالله تعالى 
" إتصال بلا تكيف ولا قياس " والله تعالى يبث أسراره لعبده حينا بالصوت ؛ وحينا بالإلقاء فى 
القلب ؛ وهذا أمر ليس مخصوصا باليشر لكنه أيضا عطاء يحدث أحيانا للجماد . 
(عن فروزاتفر 654) . 

)1١5-5171(‏ :"وإذا أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم 
أنست بربكم قالوا بلى ٠‏ شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ' (الأعراف / )١77‏ 
إشارة إلى يوم العهد ويوم الميثاق ويوم عقد ميثاق العبودية للبشر أجمعين مع الله سبحانه وتعالى 
وللصوفية معانى عديدة يستنبطونها من هذه الآية الكريمة » ويقول مولانا هنا إن هذا النداء مستمر 
ومتصل » ولا يرسل موجود من عالم العدم إلى الوجود إلا بعد أخذ الميثاق عليه ؛ ومجرد مجيئنا 


إلى عالم الوجود إقرار متا بهذه العبودية "الخلق هو الشاهد ' . 


- لاقع - 


(4؟51 --51170) : ليست هذه العطية خاصة بالبشر ولكن للجماد نصيب منها ... ويسوق مولانا 
دليلا : " كان رسول الله #6 يصغى إلى جذع وكان عريشا فكان يخطب إلى ذلك الجذع ٠‏ فقال 
رجل من أصحابيه : يا رسول الله نجعل لك شيئا تقوم عليه يوم الجمعة حتى يراك الناس ويسمع 
الناس ؛ قال نعم » فصنع له ثلاث درجات قصعد النبى فقام عليه كما كان يقوم فاصغى إليه الجذع 
فقال له رسول الله : أسكن فقال النبى لأصحابه هذا الجذع حن إلى فقال النبى : أسكن إن تشأ 
أغرسك فى الجنة فيأكل منك الصالحون وإن تشأ أغرسك رطبا كما كنت » فاختار الآخرة على 
الدئيا (مآخذ / 4 ؟) . وبناء على نفس هذه الراويات أنهم دفنوا الجذع فى الأرض أو وضعوه فى 
سقف المسجد ٠‏ ويروى البعض ان أبى بن كعب نقل الجذع إلى بيته بعد وفاة الرسول . 8# 

)5١3- 310(‏ : إن الله سبحانه وتعالى يجتبى من خلقه من يراه أهلا لهذه العطية » ومن كان 
جل شغله هو الله تعالى ؛ ومن ثم ... فلا تتوقع من أحد لم يوهب عطية الأسرار أن يصدق أنين 
الجذع ... وحتى إن صدق بلسانه فإنما يقوم بذلك خوفا من أن يُتهم » وهناك من أهل التقليد 
والدليل من الفلاسفة والمعتزلة لينكرون هذا الأمر إنكارا تاما ... ويرون أن الحياة شرط للإدراك 
(انظر لتفصيلات أكثر فى هذا الموضوع ٠١55 - ٠٠١5‏ وشروحها) وكان حكماء الإسلام 
يعتبرون أقوال ارسطو وافلاطون من قبيل الأصول الثابتة العلمية (وهذا هو ما لا يصل إلى مرتبة 
الوهم بل هو فى رأى مولانا نصف وهم ... ومن قبيل الظن الذى لا يغنى عن العلم شيئا) وقد 
أثار ابن سينا جدلا شديداً فى أوساط الصوفية (الغزالى) والمفسرين على السواء 
(فخر الدين الرازى ومدرسته) فالفلسفة فى رأى مولانا ذات جائب تقليدى » والظن من صفات 
النفس ومن إدراك السالك الذى لا يزال فى مقام النفس (انظر لتفصيلات شرح فروزائفر 8517م - 
ومن ثم يصف مولانا بأن أدلتهم من قبيل الأقدام الخشبية ... واهية ... تنكسر عند أول 


حجر عثرة فى الطريق . 


امةع؛ - 


)1١398-- 5١14٠(‏ : إن رجلا واحدا هو القطب " وهو شخص فريد محل نظر الله من كل الدنيا 
وهو موجود فى كل عصر وعلى قلب اسرافيل " ... والقطب - فى رأى ابن عربى - هو مدار 
أمر الجماعة من البدلاء والأوتاد ؛ والأقطاب المحمديون إثنا عشر شخصا كل منهم تابع لواحد من 
الأنبياء » والرأى السائد أن القطب واحد ويمسى أيضا بالغوث والغوث الأعظم (انظر عن القطب 
الكتاب الخامس ٠‏ الأبيات 774١‏ - 524" وشروحها) والقطب هو البصير ؛ ومن سواه عميان 
يتوكأون على العصى الخشبية ٠‏ فالعصى هى فى الحقيقة أقدامهم » وأهل القلوب هم الآخذون بأيدى 
عمى الأبصار ؛ ومن رحمة الله أن تستمر هذه الأقدام الخشبية (فلو لم تكن موجودة متى كان 
أصحاب البصائر يعرفون ؟!!) لكن أتراه يمنحك هذه العصا من أجل أن تهاجمه بها ؟ لماذا لا 
تجعل منها عصا كعصا موسى تلقف ما يأفكون ؟! لماذا لا تكون عصاك كالجذع الحنان تحن إلى 
الأنبياء والأولياء وتميل إليهم وتشتاق إليهم ‏ ألست ترى التشابه بين العصا و "عصى" ؟!! وألم 
تقرأ 'فعصيى آدم ربه فغوى' وألا تعلم أن عصا موسى وتحولها إلى أفعى وأنين الجذع الحنان 
إمارة السلطة المطلقة الدائمة إلى يوم القيامة (وهى النوبات الخمس) . 

)١١154-- 515 4(‏ : لو لم تكن لذة الدين من قبل اللذائذ التى لا تدرك بالعقل ... لما كان الأمر 
فى حاجة إلى بيان معجزات ٠‏ ومن ثم فإنك منكر لهذا الطريق لأنه بالنسبة لك طريق بكر وغير 
مطروق ... وأنت تهرب منه بإنكاره ولا تقوى على مناقشته ؛ مثلما هربت الوحوش والجن من 
بنى آدم لأنها لا قبل لها به وبصراعه ولا أمل لها فى التغلب عليه ؛ وليت هؤلاء يهربون فحسب » 
بل تراهم ينافقون » ويتحدثون بألفاظ الشرع والتوحيد ؛ ويدسون فيها الشريف , مثلما يدس حب 
الزوان (حب الصرع) فى الخبز فيمرره (أو مثلما يدس الثوم فى حلوى اللوز). وأليس هذا 


المتفلسف يرى يده ورجله طوع أمره ؟ ... فكيف إذن لم يفهم قوله تعالى " وتكلمنا أيديهم وتشهد 


- 44 - 


أرجهام بما كانوا يكسبون " (يس /15) ويرى فروزانفر (شرح /487) . أن المقصود جماعة ممن 
كانوا يحاولون التلفيق بين الشريعة والفلسفة مثل ابى زيد البلخى (متوفى ؟7") وأبى تمام 
النيشابورى وأبى الحسن محمد بن يوسف العامرى وإخوان الصفاء وليت مولانا قد عاش إلى زمن 
رأينا فيه الذين ينقضون الأحكام الشرعية وينكرون الحديث ويرون القرآن نصا إنسانيا ابن زمانه 
ويهاجمون الحدود ؛ يسمون بالمفكرين الإسلاميين !!! ناهيك عن أولئك الذى يلفقون بين الماركسية 
والإسلام |! 

)١١55(‏ : عن أبى ذر رضى الله عنه قال : كنا جلوسا مع النبى # فأخذ حصيات فى كفه 
فسبحن ؛ ثم وضعهن فى الأرض فسكتن ثم أخذهن فسبحن " (شرح فروزائفر ص 887 عن دلاشل 
النبوة للبيهقى » ط مصر) . 

(149؟) : يطلق لقب المحتسب على عمر رضى الله عنه لشدته فى أمور الحسبة . 
)13١05-7707(‏ : يتحدثت عازف الصنج بمصطلحات الموسيقى ويجرى مولانا على ألسنة 
شخصياته دائما ما يتناسب مع صنعتهم والأدوار إثنى عشر هى نوى وابوسليك وراست وعراق 
واصفهان وزير افكند وبزرك وزنجوله وراهوى وحسيني وحجازى والزير على قسمين : صغير 
وكبير أحدهما فى خفيض هذا المقام والثانى فى جهيره » والزير افكند تأثيره فى ترطيب الطبائع 
والشعب أربعة وعشرون لأن لكل مقام شعبتين (لتفصيلات شرح فروزائفر 884 -450) . 
)1١1١5-7705(‏ :يا ربى ء أشكو إليك نفسى ؛ يا من أنت أقرب إلى منى " ونحن أقرب إليه 
من حبل الوريد " (ق/5١)‏ لكن أمنيتى كانت حجابا » وها هو الحجاب يرتفع ؛ فليكن بصرك مثبتا 
عليه مثلما ثبت بصرك على من يهبك الذهب ويعده لك بحيث تذهل عن نفسك . 


(5278-55) : يقول سيدنا عمر رضى الله عنه ( المرشد) للشيخ عازف الصنج إن بكاءه 


دليل على الصحو والحضور والانتباه » وإثبات الوجود الجزئى أمام الوجود الكلى من قبل الذئب 
... فكأن مولانا يفضل السكر عن الصحو ... فرؤية النفس ذنب عظيم ومن هنا قيل : 

وإن قلت ما أذنبت قالت مجيبة وجودك ذنب لا يقاس به ذلب 

أو ما يقول الحلاج : 

بينى وبينك انى ينازعنى فارفع بلطفك إنيى من البين 

وكل هذه بمثابة العقد فى القصبة » والقصبة إذا كانت مليئة بالعقد لا تصلح لأن تكون نايا لييث 
الأسرار » فأنت مع ذاتك سواء كنت فى طواف خارج هذه الذات » أو عدت من طوافك إلى دارك 
؛ فأنت أيضا مع ذاتك : وهكذا فإنك لكي تتوب تضحى باستغراقك فى الله ومن ثم فتوبتك أقبح من 
ذنبك ؛ إذ تنشغل فى تذكر ماضيك ,٠‏ ” التوبة أن تنسى ذئبك " وقال جعفر الصادق رضي الله عنه : 
التوبة غفلة عن الذئب » وقال ذو النون : توبة العوام من الذنوب وتوبة الخواص من الغفلة . 
وقال الجنيد : دخلت على السرى فرأيته متغيرا فقلت له : مالك ؟ قال : دخل على شاب فسألنى 
عن التوبة فقلت له : أن لا تنسى ذنبك ؛ فعارضنى وقال : التوبة أن تنسى ذنبك » فقلت : الأمر 
عندى ما قاله الشاب فقال : لم ؟ فقلت : إنى إذا كنت فى حال الجفاء فنقلنى إلى حال الوقاء فذكر 
الجفاء فى حال الصفاء جفاء (مولوى 507/١‏ ) . وهكذا أنت : عندما تريد أن تخبر عنى المخبر 
قان كل أخبارك تدل على جهلك » ... إنك تخبر عن نفسك وبمعيارك وميزانك فى حين ' ان ما 
توهمتم من شئ فتوهموا الله غير ؛ (أحاديث مثتنوى )١57/‏ قأنت فى أوان ذنبك عاكف" على 
موسيقاك » وفى أوان توبتك تبكى وتنوح ؛ فى حين أن " من عرف الله كل لسانه " فدعك من 
وجودك والاهتمام بوجودك حتى تصل إلى الله . 


)1١78- 55199‏ : وهكذا يكون تأثير المرشد فى المريد : لقد حلت فى الشيخ روح أخرى» لقد 


لمهت 


فرغ من الضحك والبكاء ومن السرور ومن الحزن ؛ وماتت روحه الحيوانية وحلت فيه روح 
قدسية » فوراء كل هذه الأحوال حال الاستغراق فى جمال ذى الجلال » ولا يسفر هذا الحال إلا 
عن الحيرة ؛ والحيرة هى الصمت ؛ ومن هنا فالحديث لا يجوز هنا ء فالعقل الجزنى لا يستطيع 
الحديث عن الكلى ٠‏ اللهم إلا إذا واصل مرحلة الطلب ولم يقعد عنه » فإن فعل ٠‏ يصل موج هذا 
البحر الكلى إلى العقل الجزئي » وعندما وصل الشيخ عازف الصنج إلى هذا الحال ؛ كف تماما عن 
الكلام ؛ ومن هنا نترك هذه الحكاية ولم نقل إلا نصفها !! 

(5779 -37737) : يبدو ان حالا من البسط والسرور قد أصاب روح الشيخ عازف الصنج » 
نتيجة لمعرفته بالله التى تتأتى من التضحية بمئات الأرواح » فعد إلى صيد المعانى من أجمة 
الروح ؛ وانشر النور مثل شمس الدنيا ... ولتجدد الحياة فى هذا العالم القديم » فان المدد لا يزال 
يصل إلى نفسك وروحك من الغيب . 

(4؟؟) : بعد المدد الروحى فى قصة الشيخ عازف الصنج ؛ يقدم مولانا مددا أخلاقيا 
(عن الإنفاق والإمساك) ويمهد به الحكاية التالية من حكايات المثنوى ٠‏ والعنوان مقتبس من 
الحديت الشريف "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا 
خلفا ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا) (أحاديث متثنوى / 4 ؟) . 

)١3145- 774(‏ : "إن الذين كفرو ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون 
عليهم حسرة ثم يغلبون ' (الأنفال /5؟) والإشارة إلى كبار المشركين فى موقعة بدر الكبرى وكانوا 
اثنى عشر شخصا ينحرون فى كل يوم عشرة من الإبل لإطعام الكفار ومن ثم سموا بالمطعمين » 
وقيل نزلت الآية فى ابى سفيان الذى أنفق على المشركين فى أحد أربعين أوفية من الذهب ؛ ليس 


كل إنفاق:إذن محموة ::. أنظن :فيم كتفق: 00+ وافن 'سييل مناذا تنفق : 


ا 0 


(4؟1) : الدعاء فى الصلاة " اهدنا الصراط المستقيم " أى إجعل أعمالنا كلها صحيحة النية وفى 
موضعها . 

(5545 -2557) : "و ما أنفقتم من شئ فإن الله يخلفه" والبيت الثانى ناظر إلى قول عيسى 
عليه السلام " ان استطعت ان تجعل كنزك حيث لا يأكله السوس ولا تدركه اللصوص فافعل" 
(شرح فروزائفر ص ؟11) . 

(د"١)‏ القصة التى تبدأ بهذا البيت فيما يرى فروزائفر وردت فى كتاب " روح الأرواح " لشهاب 
الدين ابى المظفر السمعانى من كتاب منتصف القرن السادس (وحكي أن بعض الأعراب خرج 
قاصدا بعض الملوك يستمنحه فاستطاب الماء فى بعض المراحل فى الطريق فملاً مطهرته ماء 
فجاء إلى الملك هفلما رآه ملأ مطهرته دتانير؛ فقال له ندماؤه فى ذلك فقال : جاء الأعرابي بمالم 
يكن له غيره ولنا من هذه الدنائير غير ما أعطيناه فاليد له) » كما روى فريد الدين العطار الحكاية 
فى مصيبت نأمه ورواها عوفى فى جوامع الحكايات (انظر شرح مثنوى 118 ومأخذ /74 - 
)٠‏ وبطلها عندهما الخليفة المأمون وافتتاحية القصة وحوار المرأة مع زوجها تذكر بأبيات جرير 


فى 3 قصيدة مشهورة : 


تعزت ام حرزة ثم قالت رأيت الواردين ذوي امتناح 
تعلل وهى ساغبة بنيها بأنفاس من الشيم القراح 


(54؟١)‏ : قال الإمام جعفر الصادق رضى الله عنه : إن من بقاء الإسلام والمسلمين أن تصير 
الأموال عند من يعرف فيها الحق ويصنع منها المعروف 4 وإن من فناء الإسلام والمسلمين ان 
تصير الأموال فى أيدى من لا يعرف فيها الحق ولا يصنع فيها المعروف (عن جعفرى )١131/5‏ . 


(5159) ٌ إشارة إلى قصة السامراى والعجل الذهبى الذى صنعه لبنى إسرائيل ليعبدوه عندما 


5 0 


ذهب موسى عليه السلام إلى الطور . ومسألة قبضته قبضة من أثر الرسول (جبريل) ونفخه 
الروح فى العجل بهذه القبضة من الموضوعات التى أثارت أفكارا عديدة عند مولانا جلال الدين , 
وعاقب الله السامرى على فعله بألا يتصل بأحد ولا يتصل به أحد . وقيل فى الروايات : أن حكم 
الله تعالى كان يقتضى أن يصاب هو ولامسه بالحمى إن لمسه أحد « فاذهب فان لك فى الحياة ان 
تقول لا مساس » قال نجم الدين " ان قصدك ونيتك فيما سولت لك نفسك ان تكون مطاعا متبوعا 
إلفا مألوفا فجزاؤك فى الدنيا ان تكون طريدا وحيدا ممقوتا متشردا متنفرا تقول لمن رآك لا تمسنى 
و لا أمسك فتهلك .(مولوى ٠١/١‏ 4) وقال الشاعر : 

وأبدلنى من وحشة الأنس آنسا وأبدلنى من لا مساس مساسيا 

(5771) : تريد أن تقول له : لا أنت فى العير ولا أنت فى النفير » أى لا تستطيع ان تغزو ولا 
تستطيع ان ترعى أو تعطى . 

(77175 -1797) : ينصرف مولانا إلى من يطلبون الحكمة من غير أهلها نظرا لاحتياجهم 
الشديد وافتقارهم إلى الإرشاد . فإذا نزلت فانزل على كريم واطلبوا الخير من حسان الوجوه »؛ ' و 
لا تأكل إلا طعام تقى ولا يأكل طعامك إلا تقى " (حديث نبوى » استعلامى ١/8؟؟)‏ وما أشبه هذا 
المرشد بطبيب يداوى الناس وهو عليل : 

وغير تقى يأمر الناس بالتقى طبيب يداوى الناس وهو عليل 

(شرح فروزائفر 3517). 

إن أمثال هؤلاء المرشدين الكذابين سود الباطن » عجزوا عن تربية نفوسهم فكيف يقومون بتربية 
نفوس الآخرين ... انه شديد الإدعاء ... ظاهره يقول انه آدم ( صاحب علم الأسماء ) وشيث 


(ابن آدم ومظهر الوجود والخلق عند الصوفية) (استعلامى )"55/١‏ ؛ يتحدث حديث أبى يزيد 


- .ةس 


البسطامى » وباطنه أسوأ من باطن يزيد بن معاوية الملعون » وهو ينادى المخدوعين فيه ؛ يعدهم 
ريمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا » ويذكرون بما قاله أعشى قيس : 

لعمرى لقد لاحت عيون كثيرة إلى ضوء نار فى يفاع تحرق 

ووعد الغد فى المأثور الفارسى أى الوعد الذى لايتحقق أبدا النسبة للغد الذى لا يأتى ؛ فافقتضاح 
أمثال هؤلاء المدعين يحتاج إلى وقت حتى يظهر تحت هذا الظاهر المزدان : أيوجد كنز المعانى 
ام جحر حيات أو نمال ؛ ويقول سعدى " خبث النفس لا يظهر في سنوات " (كاستان عن 
فروزائفر 1975) . 

)5١198-7554(‏ : يحس مولانا أن هذه التعاليم قد تؤيس الطالب فيقول ان نور الحق وصدق 
النية قد يجعل النور ينبثق من داخله فيصل هو بينما يكون المرشد ضالا مضللا ؛ وهذا هو جزاء 
المتحرى عن القبلة إن أخطأها فى الظلمة » والقبلة هى وجه الحق » والظلمة هى المرشد الكذاب 
المدعى المضلل ؛ تقول المرأة : ان الفقر ظاهر” علينا لا يمكن إخفاؤه ولا يجوز إخفاؤه .. 
وخبث المدعى فى باطنه فله الحق فى أن يخفيه ‏ فكيف نخفى ما هو واضح من أجل هذه الأفوال 
البالية التى تقولها ؟!! (المرأة النفس والرجل العقل) . 

)55١4-585(‏ : "لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا 
وتروح بطانا " (حديث نبوى ؛ أحاديث مثنوى )١14/‏ والبازى (رجل الطريق) صرف يصره عن 
جيفة الدنيا (الدنيا جيفة وطلابها كلاب) فصار ساعد المليك موطنا له ... والخلق كلهم عيال الله ؛ 
ان هذه الشكوى فى الحقيقة هى من كبريائنا ٠‏ ولو تفتح بابا من عمل الشيطان ٠‏ وينبغى ان يعتاد 
المرء الألم والشكوى من الاهتمام بلذائذ الحياة » والألم هو جزء الموت ورسوله ء فان لم تتحملى 


هذا الألم الجزئى . فكيف يكون تحملك للألم الكلى (سكرات الموت) ؟!! وأشد الناس عذابا بسكرات 


.مق - 


الموت هو الحريص على الدنيا » الباكى على فوت لذاتها » المغتر بها فيها " وجاءت سكرة الموت 
بالحق ذلك ما كنت منه تحيد " فإن تحملت آلام الحياة كان موتك حلوا » وإلا فإن الخراف السمينة 
هى التى تساق أولا إلى الذبح . 

(١5؟)‏ : البيت فى أغلب النسخ يا " بَمّْر ' وهو إضغام اسم تيمور من الأسماء التركية الشائعة 
ويرى أغلب الشارحين أن مولانا يخاطب سامعا وهميا وكثيرا ما يذكر الأسماء فى طيات المثنوى 
مثل ابى الحسن وأبى العلا وغيره . وذكر المولوى الكلمة " تمر" وقال إنها اسم زوجة الأعرابى » 
بيئما ملت فى النص إلى رواية جعفرى يا قمر على أساس ان الأعرابى يتحبب إلى زوجته حتى 
تقلع عن مطالبتها إياه بالنفقة . 

(5؟١)‏ : إشارة إلى قصة الأعرابى والعالم التى سترد فى الكتاب الثانى وفى هذا إشارة إلى قول 
أرباب الشهود " وضع الله خمسة أشياء فى خمسة مواضع العز فى الطاعة » والذل فى المعصية »؛ 
والهيبة فى قيام الليل ؛ والحكمة فى البطن الخالي ٠»‏ والغنى فى القناعة " (مولوى )417/١‏ . 
(4؟7١)‏ : سيأتى تعريف القناعة عند الصوفية فى بيت لاحق . 

(5؟5؟) : فى العنوان إشارة إلى الآية الكريمة "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون » كبر 
مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون " (الصف /5-؟) . 

(75؟) : إشارة إلى الحديث " خير الناس غنى متواضع ؛ وشر الناس فقير متكبر " أو كما قال 
صلى الله عليه وسلم ' ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم : شيخ زان وملك كذاب 
وفقير متكبر' (انقروى ١/لا5؛) ‏ 

. )4١/ 'وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت ' (العنكبوت‎ : )١70( 


(573--5574) : عرف إبن خفيف القناعة بأنها ترك التشوف إلى المفقود والإستغناء 


- كيه ب 


بالموجود " وعرفت " القناعة سكون النفس عند عدم المألوفات ” وتريد المرأة ان تقول أن زوجها 
يتشوف مثلها إلى حياة أفضل وأن هذا لا يتفق مع القناعة التى يدعيها ... إن الرسول صلى الله 
عليه وسلم فسر القناعة بأنها "كنز لا يفنى " أى خزينة جارية ... فهل تجرى هذه الخزينة داخلك 
وما إمارتها عليك ؟!! وأنت دائما يغلب عليك الحزن والقلق . 

(7557-58) : تقول المرأة : أتراك أعقل منى ؟ ومتى رأيتنى ناقصة عقل ؟ وهل تسمى هذا 
العقل الذى هو لك عقلا ؟!! انه عقيلة تحبسك عن الانطلاق والطموح وتضع العراقيل فى طريقى: 
وهو ليس بعقل ٠‏ إنه ثعبان » وأنت كالمشعوذ تظن هذا الثعبان صديقا لك وهو فى الحقيقة عدو 
لك » يخدعك كما تخدعه » ؛ ويشعوذ لك كما تشعوذ له ٠‏ وهو يتوعدك ويتهددك بأن رقيتك التي 
ام تتطلسمه » بل طلسمه إسم الحق » والحق سوف يأخذ بحقه ٠‏ فكأنها شبهت نفسها بالحية (وليس 
ذلك غريبا في المأثور الديني ) وشبهت زوجها بالمشعوذ ( آدم وحواء والحية كلهم شركاء في 
الخطيئة ) » لكنها تتتصل : إنه هو الذي يسحر لها ويطلسمها بكلامه هذا ؛ والله المنتقم الجبار 
سيجعل انتقامه منه إما عن طريقها ١‏ وإما سيحمله إلى السجن مثلما حملها هو إلى سجن الفقر , 
(309): الإشارة في العنوان إلى الحديث النبوي " الفقر فخري وبه أفتخر " والفقر فقهيا عدم 
امتلاك نصاب الزكاة؛ وعند أبي حنيفة رضي الله عنه هو السؤال والتكفف . والفقر عند الصوفية 
" ألا تملك شيئا ولا يملكك شيء " وهو أيضا الاحتياج إلى الله تعالى وعدم الاحتياج إلى الخلق » 
وانتظار ما عند الله تعالى » لا ما عند الخلق ' قال عبد الله الأنصاري : الففر على ثلاث درجات 
: فقر الزهاد وهو نفض اليدين عن الدنيا وإسكات اللسان عنها مدحا أو ذما والسلامة منها طلبا أو 
تركا ؛ والثانية : الرجوع إلى السبق بمطالعة الفضل ٠‏ والثالثة : صحة الإضطرار في الت 
الوجداني والإحتباس في قيد التجريد والمراد من أن " الفقر سواد الوجه في الدارين' التبري من 


الانتفاع والتمتع فى العالمين بعدم المحبة . فإن من خلت يده من الذهب والفضة وقلبه مملوء 


لا.مه- 


بحبهما فهو متصف في هذه الدنيا بسواد الوجه باعتبار خلو يده منها » وفي العقبى لحبه لهمأ 
( مولوى/١-555)‏ ويرى إن الداية أيضا ( منارات صس١48)‏ أن الفقر على ثلاث درجات : فقر 
العوام وهو بعدم المال فيكون المرء كما ولدته أمه » وفقر الخواص : وهو بعدم الآمال والخروج 
من أحكام الصفات كما كان في عالم الأرواح ٠‏ وفقر الأخص وهو يعدم الوجود كما كان في علم 
الله من قبل إيجاده بالوجود ليكون عبدا مملوكا لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه . والففر 
الحقيقي بالحق ٠‏ به يقوم وجود العبد وصفاته وحوله وقوته بوجود الحق تعالى وهو الغنى الحقيقي 
(سبزواري ص17) . والإفتقار إلى الله والإستغناء بالله حالتان لاتتم إحداهما إلا بالأخرى » سئل 
محمد بن عبد الله الفرغاني عن الافتقار إلى الله أتم أم الإستغناء بالله؟ فقال : إذا صح الافتقار إلى 
الله صح الإستغناء به » وإذا صح الإستغناء به » كمل الغنى به " ( منارات ص465) فليس الأمر 
فقرا أو غنى ؛ قالغني الصالح الذي يرى أنه مستخلف في ماله » ويقوم فيه بحق اللهءولا يشغل 
بالتكاثر فقير في رأى الصوفية . 

“(535-7850؟): يذكر هذا المعنى ببيت مسروق بن الأجدع : 

بأن ثراء المال ينفع ربه * ويثني عليه الحمد وهو مذمم 

كما يشير إلى الحديث النبوي " العلم والمال يستران كل عيب ٠‏ والجهل والفقر يكشفان كل عيب " 
( عن شرح فروزانفرص”١٠٠)‏ وللإمام علي رضي الله عنه " إذا أقبلت الدنيا على أحد ؛ أعارته 
محاسن غيره ٠‏ وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه " ( عن جعفري ؟/178) 

(1574) إشارة إلى ما ورد في الكتاب الرابع الأبيات 44ه”-"مه"” . 

(181-7595؟) : الخبر الوارد هنا لم يرد بنصه في مصدر قبل مولانا ؛ وإن كانت له سوابق 


عديدة بمعناه » وإلى مثل هذا المعنى أشار مولانا في الكتاب الرابع ( في البيتين ٠5+-١ه"؟)‏ 


م.م - 


ويصف الإمام الغزالي الرسول عليه السلام بقوله " كانت شمائله وأحواله شاهدة بصدقه حتى أن 
العربي القح كان يراه فيقول : ما هذا بوجه كذاب " والمعنى كله ورد في بيت لإبن الرومي : 
أنا كالمرآة لقي كل وجه بمثاله . 

ووردت حكاية شبيهة لها في التمثيل والمحاضرة عن سقراط * وقالت له امرأة معروفة بالمجون 
والسرف على نفسها :يا شيخ ما أقبح وجهك فقال لها : لولا أنك من المرايا الصدئة ابان حسن 
صورتي عندك " ( شرح فروزائفر5١٠٠١٠-١١١٠)‏ 

(5588-585) يخاطب الرجل زوجته : إنك ترينني طامعا » وما هذا الطمع الذي ترينه في إلا 
ما هو داخلك إنعكس فرأيته في » وإن سموت عن هذا الفكر لرأيتننى ساميا ؛ فأى طمع عندي وقد 
رحمنى ربي فصرف عني الطمع في الدنيا » والفقر فيه الغنى المضاعف . أى غنى الدنيا وغنى 
الآخرة » والعز الإلهي كامن في الفقر ؛ فهو شعار الأولياء وحلية الأصفياء . وسئل الجنيد عن 
أعز الناس فقال : الفقير الراضي . وقال معروف : إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله » وزوى عنه 
الخذلان ٠‏ وأسكنه بين الفقراء . وإذا أراد الله بعبد سوءا زوى عنه العمل ؛ وابتلاه بالخذلان 
وأسكنه بين الأغنياء فإذا نظر إليهم » إستعظم غناهم . ( مولوى )458-4717/١‏ ويواصل 
الأعرابي مخاطبة زوجته : لكن إذا أردت أن تصلي إلى هذا المعنى أن تتركي بيع الخل " كناية 
عن العبوس " فإن الرضا هو الذي يجعلك تدركين هذه المعاني » وكثيرون هم الذين يتحملون 
أنواع المرارة والبلايا ضاحكين راضين سعداء » فكل ما يأتي من الحبيب خير ٠‏ ولو أدركت فيك 
إستعدادا أكثر لتقبل الحقائق لقلتها لك . 

(545-789؟) : يعود مولانا إلى إحدى الأفكار التي مرت بنا في الكتاب الذى بين أيدينا » وهي 
أن المتكلمين يتكلمون بقدر همم المستمعين , كما تكررت الفكرة في كل كتب المثنوى ( على سبيل 


المثال لا الحصر أنظر : الكتاب السادس الأبيات ١7170-177*‏ وشروحها ) فاللبن لا يفور من 


-84.م- 


الثدي ما لم يكن هناك رضيع يرضعه ( في مناقب العارفين يروى أن جمعا من المريدين كانوا 
يريدون الاستماع إلى مولاناولم يكن حسام الدين حاضرا فاستأذن معين الدين بروائه في إستدعائه؛ 
فأذن له » لأنه جاذب للبن المعائي من ثدى الحقائق '" ( عن شرح فروزائفر )٠١١4-١١١1‏ ومثله 
ما نقل عن الحسن البصري أنه كان ينزل عن المنبر إن لم تكن رابعة حاضرة ويقول : القسراب 
الذي أعددناه للفيلة لا يقوى عليه النمل " ( استعلامي 545/١‏ عن تذكرة الأولياء للعطار ) 

(455 447-57 ؟): إشارة إلى الآية الكريمة " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير 
المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ' ( آل عمران /5 )١‏ واختلف 
المفسرون حول من زين . قال المعتزلة : هو الله زينها لإختبار خلقه ؛ بينما يرى الحسن البصري 
وبعض المعتزلة أن الذى زينها هو الشيطان » وقال بعضهم : كل ما هو واجب ومستحب زينه 
الله تعالى ٠»‏ وكل ما هو حرام زينه الشيطان ؛ ويرى الأشاعرة في سياق أن كل الأفعال من خلق 
الله تعالى أن الذي زين هو الله تعالى (فروزانئفر- شرح -ص74١٠)‏ . روي أن عمرا رضي 
الله عنه قال عندما نزلت الآية : الآن يا رب وقد زينتها لنا كيف نتركها ؟ وفي البيت التالي يشير 
إلى الآية الكريمة ' هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها " 
(الأعراف/149١)‏ » وفي البيت 455 ؟ إشارة إلى ما مر في البيت ١147‏ من الكتاب الذي بين 
أيدينا ( عن العلاقة بين الرجل والمرأة أنظر أيضا الكتاب الثالث 44١7‏ -5؟4 54وشروحها - 
وعن الشهوة الجنسية وتأثيرها في الرجل أنظر الكتاب الخامس الأبيات 57-9147 4كوشروحها ) 
وتصوير الرجل بالماء والمرأة بالنار تصوير معتاد إلا أن مولانا يزيد هنا بأن الماء غالب على 
النار » إلا أن النار تغلب الماء إن كان ثم حجاب ؛ والحجاب هنا هو الشهوة . 

)١448-5445(‏ : الحديث المذكور في العنوان على أنه حديث نبوي ليس حديثا نبويا بل نقل 


بتصرف لقول منسوب إلى معاوية بن أبي سفيان " يغلبن الكرام ويغلبهن اللثام " 


(شرح فروزانفر0*”7١-77١1١)‏ ويفسر المولوي ذلك بأن أصحاب القلوب يُغلبون لهن لأنهم 
أصحاب مروءة (577/1 ) أما الجاهل فيغلبهن لأنه لا ينقاد ولأن نفسه مساطة عليه ؛ ويقول 
فروزائفر ( شرح77١٠)‏ لأن العاقل يعلم أن على المرأة تربية الأطفال ورعاية المنزل وأن 
اللجاجة في الخصومة معها تنتج أطفالا غير أسوياء ؛ والعاقل إنما يفعل ذلك طلبا لراحة البال 
والطمأنينة اللازمة لمواجهة الحياة ٠‏ بينما يفسر مولانا جلال الدين نفسه ذلك بأن الرقة في المعاملة 
مع النساء من طبيعة " الإنسانية " بينما تغلب على الجهال الطبيعة الحيوانية ؛ والحب من خواص 
الإنسان كما ذكر في البيت457 7 وهذا لعلو مرتبته وليس من خواص الحيوان . ثم يأتى البيت 
4 وهو الذي أثار كثيرا من النقاش وبخاصة في شطرته الثانية ؛ فبينما ترجمه المولوي 
صراحة " كأنك إن شاهدت ذاك الحسن -أى حسن المرأة - تقول خالقة بحسب كونها مظهر 
الحسن من حيث تأثيره فيها تعالى بالحسن والمرأة موصوفة بالخالقة التي هي بمعنى المسوية 
والمقدرة والمربية » قال تعالى : فتبارك الله أحسن الخالقين أي المقدرين أو نقول : حسن 
المعشوقة ضياء وشعلة الحق وليس هو حسن المعشوقة ٠‏ والمحبة له محبة للخالق ليست محبة 
للمخلوق وهذا أسلم )454/١(‏ واستشهد أنقروي(١/474)‏ ببيت ابن الفارض : 

وكل مليح حسنه من جمالها 5 معار له بل حسن كل مليحة . 
ويقول استعلامي: ونلاحظ أنه لا يتقدم في تفسير البيت تقدم المولوي أن المحبة للمرأة هي محبة 
لشعلة الخالق فيها » ولا يتعرض لتعبير " المرأة خالقة " الذي تعرض له المولوي » ويرى 
فروزانفر رأيا قريبا من هذا الرأى ويذكر أن الشارحين القدامى إنما تبعوا ابن عربي في تفسيره 
محبة الرسول عليه السلام للنساء " في الفص المحمدي من فصوص الحكم " أن ظهور المحبة 
يكون أقوى في المرأة لأن محبة الرجل تبدو فيها إذ يرى الحق في ذاته بظهور الفاعلية » ويمكن 


مشاهدة الخلق في المرأة عن طريق الفعلية وقابلية الفعلية (الخلق » فهي التي تربي النطفة 


- م1١‎ - 


وتوصلها إلى مرحلة الجنينية » وهذا هو جانب الفاعلية ) ( فروزاتفر -شرح-ص6”"١٠)‏ والواقع 
أن البيت يحتمل تفسيرات عديدة » وقد يكون مقصود مولانا أنها خالقة للشخصية والصفات 
الذميمة والحسنة في الرجل ٠‏ تجعل منه شجاعا أو جيانا » جوادا أو خسيسا » ممتلئا أو فارغعا . 
(407-9451؟) أنظر شروح الأبيات : 1745-174٠‏ من الكتاب الذي بين أيدينا. 

(55702-7454) : في أبيات سابقة تحدث مولانا عن أن الخير والشر يقيمان هنا بميزاننا » وهما 
في الحقيقة تجليان لقدرة واحدة هي قدرة الحق سبحانه وتعالى » ويذكر مولانا هنا موسى وفرعون 
كمثال ٠‏ فكلاهما في نظره سالك ؛ لكن أحدهما إهتدى بينما ضل الآخر ؛ وكلاهما راضخ 
للمشيئة الإلبهية . ( والمعنى وارد في معارف بهاء ولد ص ١؟١)‏ وعند إبن عربي يموت 
فرعون مؤمنا " فقبضه طاهرا مطهرا من الآثام » ليس فيه شيء من الخبث » لأنه قبضه عند 
إيمانه قبل أن يكتسب شيئا من الآتثام " ( عن شرح فروزائفر )٠١ ٠‏ وهذا مخالف في الحقيقة 
لنص القرآن الكريم » فالله تعالى كان يعلم حقيقة إيمان فرعون ؛ وأنه آمن خوف الموت .. وفي 
الأبيات يبدو فرعون بطلا تراجيديا » الضلال قدره » ولا فكاك له منه » وهو يعرف أنه ضال » 
ويبكي ويناجي الله : هكذا خلقه وهكذا خلق موسْى » وأنه - أى فرعون - لا شأن له بخلق الله » 
لقد خلق موسى قمرا وبدر تمام » لكنه خلق قمر فرعون في خسوف ٠‏ والناس يدقون الطسوت عند 
خسوف القمر ( لا زالت عادة متبعة في بعض مناطق ريف مصر ) ويلعب مولانا على معنى آخر 
من معاني دق الطسوت : الإفقتضاح » وفرعون مفتضح بادعاء الألوهية . ويرى فروزانفر في 
تفسير آخر " أن موسى كان مظهرا لاسم الهادي وفرعون كان مظهرا لاسم المضل ' ( شرح 
ص )٠١ 4١‏ وإلى مثل هذا التفسير ذهب بهاء ولد في المعارف ( ص١7١)‏ : أكان فرعون وإيليس 
لا يعرفان حقيقة أدم وموسى مع كل هذه المعجزات ٠»‏ لكن قيد القهر كان يحفظ كلا منهما في 


موقعه قائلا : أيها الكلبين ؛ مكانكما هو هذا المكان . وتشير الأبيات إلى فكرة أخرى هي جبرية 


ام - 


فرعون ( أشار مولانا فيما سبق إلى جبرية إبليس ) فالمثل الذي يضربه فرعون عن البستاني الذي 
يقلم أغصانه ؛ فيترك بعض الأغصان مقطوعة » ويأخذ أغصان أخرى فيزرعها أو يطعم بها . 
تشير إلى مخاطية الحق بأن كل ما يجري في الحقيقة إنما يجرى منه جل وعلا عن ظلم 
عبيده علوا كبير! » والمعنى موجود صراحة في قصيدة مشهورة للشاعر نأصر خسرو 
(ديوان ص؛ 595:-558) . ٠‏ 

(747172-7401) : يصور مولانا فرعون بأنه من أصحاب التلوين » فهو في النهار فرعون 
الجبار الطاغوت مدعي الربوبية المسلط على أرواح الخلق ورقابهم وأرزاقهم » وفي الليل العبد 
الضعيف المسكين الذي يجأر إلى الله تعالى بالشكوى من أنه خلقه هكذا » ويعترف بأنه عبد ومن 
تراب » إلا أنه حين يلتقي بموسى يتبدل لونه » وتبدو كل شقوته ؛ والإشارة هنا إلى جدلية نفسية 
وهي أن المتصف بصفة سيئة لا يطيق في الحقيقة أن يرى من يتصف يعكسها . فالجاهلون 
لأهل العلم أعداء » فالجاهل لا يطيق رؤية العالم والجبان لا يطيق رؤية الشجاع » لأن في رؤيته 
تحريكا لسخائم قلبه » وتجلية لصفته السيئة وباطنه السيء » هذه هي طبيعة البشر ؛ فمابالك إذا 
كان أحد الأطراف نبيا كرم بأكبر قدر من النور الإلهي والطرف الآخر رأسا من رؤوس الكفر 
يضرب به المثل في الكفر والظلم طوال العصور !! ويتذرع فرعون بأنه هكذا خلق » وهكذا أراد 
الله له » هذا هو حكم " الخلق ” .» قال له "كن" هكذا " فكان " هكذا » ولا يستطيع أن يهرب من 
هذا المصير ( أنظر شرح البيت 5١5‏ من الكتاب الذي بين أيديئا وتفصيلات للفكرة في الكتاب 
الخامس الأبيات ١5975-١7417:‏ وشروحها ) 

(4178 4184-7 5؟): اللالون وعالم اللا لون هو الوجود المطلق الذي لا يكون مقيدا بشكل أو بصورة 
أو مكان أو زمان ؛ وهو عالم المطلق والإطلاق وعالم الوحدة وعالم المعنى وعالم الغيب » 


ويصبح أسيرا للون أى ينطلق من الإطلاق إلى التعين ويحد بصورة ولون وجسم . وموسى هنأ 


"ام - 


هو كل مظهر من مظاهر الصفات الإلهية » فهذه المظاهر تتمايز في عالم الصورة وتتضاد 
وتتقاتل فيما بينها » ونحن - لأننا أسرى النفع والضر في عالم التراب - نرى أحدهم موسى ونرى 
آخر قرعون ؛ وأنت إن فرغت من هذا العالم المادي ووصلت إلى عالم الوحدة وانعدام اللون » لن 
تجد مظاهر الكون في حالة قتال ؛ ستعود إلى الحالة التي كنت عليها في الأصل قبل هبوطك إلى 
عالم الأجساد والألوان؛ والقيل والقال كناية عن النزاع حول مظاهر عالم المادة » ولقد ولد كل 
مولود من بني آدم على الفطرة أى بلا لون ؛ ومن العجب أن يشتبك من له لون * فرعون " مع 
من لا لون له ' الخالق" » ويرى مولانا أن الزيت أصله ماء ( هو بالطبع ماء مع مواد أخرى ) 
فكيف يكون له هذا التضاد مع الماء بحيث يطفو فوقه ولا يذوب فيه ؛ وإن الورد ليخرج من 
الغصن الشائك فكيف يكون بينهما هذا التضاد ؟ وإذا كانت كل المذاهب تنبثق من أصل واحد ؛ 
فلماذا هذه الحروب وهذه الخلافات الدموية ؟( استعلامي )55:-549/١‏ أليست العودة إلى عالم 
الوحدة حلا لكل هذه الخلافات ؟ ففي عالم الخُلق وفي العلم الإلهي : لا عداوات 
(فروزائفر؟ة .2)٠١‏ 

(44 49-5 ؟) يعود مولانا فيقول : لعلها ليست حربا » أو لعلها حرب مصطنعة مثل جدال 
بائعي الحمير فيمابينهم " لتصريف البضاعة " أو في مصطلح آخر من مصطلحات مولانا جلال 
الدين جرى مجرى الأمثال : جدال الصاغة ٠‏ أو لعلها ليست هذا وليست ذاك بل لجعل سوق 
الحكماء رائجا » وليحتدم الجدل بينهم » أو ربما هي حيرة : حيرة إثبات لا حيرة إنكار ( أنظر 
شرح البيتين: ١4-11‏ من الكتاب الذي بين أيدينا ) يقول ابن عربي " ما للهدى هو أن يهتدي 
الإنسان إلى الحيرة » فيعلم أن الأمر حيرة » والحيرة قلق » وحركة الحركة حيةة ' » وهذه 
الحيرة هي التي تحل المشكلات للسالك ؛ الإستغراق في محبة الصانع الذي يصرف السالك عن 


الاستغراق في المصنوع ؛ ونحن نعتبر أوهامنا وأفكارنا حلولا » في حين أن هذا الوهم هو الذي 


- م١‎ 


يبعدنا عن الحقيقة . ويقارن مولانا بين عالمين : عالم نظن أنه وجود وهو عدم يبدو وجودا . 
وعالم نظن أنه عدم وهو أصل كل الموجودات ( عن تفصيلات للفكرة أنظر الكتاب الخامس 
الأبيات77١١-77١٠‏ وشروحها ) ٠‏ ومن اهتم بالعدم الذي يشبه الوجود فقد كل شئ ١‏ ومن إعتبر 
نفسه عدما أدرك كثيرا من الموجودات ٠‏ والمولود الذي يأتي من عالم العدم صارخا لأنه قد رد 
عنه وطرد منه؛ فأنت في الحقيقة لست هاربا من العدم » لكن العدم رآك غير أهل له فردك ؛ 
وهذه هي الامور المعكوسة التي يتحدث عنها مولانا كثيرا ترى نفسك كارها للعدم والعدم هو الذي 
يكرهك ٠‏ مثلما كان فرعون يكره موسي .٠‏ في حين أن المفروض العكس ؛ والعدم أيضا هو 
السالك الذي خلص من الوجود ونجا من كل ما هوموجود . ( فروزائفر -شرح ص6©١٠)‏ . 

(7554-:530):الآية المذكورة في العنوان " خسر الدنيا والآخرة " جزء من الآية ١١‏ من سورة 
الحج ؛ والأشقياء هم الذين يترددون بين الكفر والإيمان » وتؤشر في إيمانهم ظواهر الأمور : 
ويعبدون الله على حرف فإن أصابهم خير إطمأنوا به ؛ وإن أصابهم شر إنقلبوا على أعقابهم 
خسروا الدنيا والآخرة ١‏ ذلك هو الخسران المبين. والحكماء يبنون معتقداتهم على ما يرونه من 
ظواهر الدنيا . والمثل هنا مأخوذ من إبن سينا من طبيعيات الشفاء وقال جعفري (؟-١١١)‏ أن 
الأصل لبطلميوس " وقائل أنها كروية » وأنها ساكنة ولا تتحرك » وإنما لا تتحرك لأن الفلك 
يجذبها إلى الجهات جذبا متشابها فلا يكون جهة أولى بأن تجذب إليها من جهة . كما يحكى عن 
صنم كان في بيت مغناطيسي الحيطان والقرار والسقفا » وكان قد قام في وسط البيت منجذيا إلى 
السطوح الست بالسوية » كما وردت صفة هذا الصنم المعلق في منظومة كرشاسب نامه لأسدي 
الطوسي » كما ذكر بعض المؤرخين هذه الصفة عن صنم سومنات المعلق في ذلك المعبد الموجود 
في الهند والذي فتحه السلطان محمود الغزنوي؛ لكن أغلب المؤرخين قالوا أنه كان من الحجر 


(شرح فروزانفر صص )١٠١315-1١١5١‏ : 


همطآامُ - 


(5007-765:1): يشبه مولانا وضع بواطن أهل الضلال بالنسبة لأهل الكمال بوضع الأرض 
بالنسبة للأفلاك ٠‏ فأمثال فرعون يبقون معلقين في ضلالهم » لأن رجال الحق يطردونهم من كل 
ناحية ٠‏ فالدنيا تردهم والآخرة تردهم ؛ ومن ثم فإن عصيان الضالين لأهل الكمال ؛ يقابل أيضا 
بكراهية من أهل الكمال يرد منهم ٠‏ فإن شاءوا جذبوك بروحانيتهم كما يجذب حجر الكهرمان 
القش ٠‏ لكنهم يحجبونها عنك لأنك لا تستحقها » فيتحول تسليمك إلى عصيان ؛ وكما أن الإنسان 
بسلا كه ادق الحران م قن الارزناء مسطره الا عن لادان ْ 
(5:4) مفاد هذا البيت أن الناس عباد للأولياء والمرشدين »فحين إرشاد الأمم دعأ عبده أحمد 
صلى الله عليه وسلم وقال له : أدغ كل خلق العالم وقل" ياعبادي " أى قل مبلغا عن الله تعالى 'يا 
عبادي " , وإذا كان لفظ " عبادي " هو لفظ الله »إلا أنه مبلغ من الرسول عليه السلام والرسول 
جرى على لسانه ياعبادي بياء المتكلم».ومن شأن الولي التصرف في الذي ملكه ولو كان ملكه على 
سبيل المجاز » وهذه رتبة قرب الفرائض »,لأن من اخلص لله بالعبودية » كانت جميع الخلائق 
عبيده »فالناس عبيده وهو مولاهم »وهم أيضا عبيد خلفائه يتصرفون فينا بتصريف الله لهم 
فينا.(مولوي 149/١‏ 4). 

- جسد الإنسان بمثابة البعير » وعقله هو حادي هذا البعير » وعقول البشر‎ :)١011-9505( 
بالنسبة للأولياء - بمثابة الإبل والقافلة ؛ والأولياء هم الحداة والأدلاء لهذه القافلة » يقودونها‎ 
فانظر إليهم ببصيرة الإعتبار ... أى جمال وأى حاد ؟!!! مالى‎ ٠ برغم عدم ميلهم إلى الانقياد لهم‎ 
. أضرب أمثالا ناقصة ؟! إن الأمر يحتاج إلى بصيرة ترى الشمس‎ 

)١515-751(‏ : الخلق كلهم مسمرون ومصلوبون في ليل الغفلة في انتظار أن تسطع عليهم 
شمس الولي » لكنك سوف تنكر أن يكون الولي شمسا ؛ فكيف تختفي شمس في ذرة هي (ظاهر 


الولي) ؟ وأسد (روح الولي) في إهاب حمل ( جسده ) ؟ كيف يختفي البحر المواج بأمواج المعانى 


- قث١5‎ 


تحت قشة ؟( جسد الولي الذي غالبا ما يكون مهدودا ونحيلا من الرياضة ) لكنك في تردد وخطأ 
وظن في معرفة الولي الكامل ٠‏ لكن رحمة الله كامنة في ظن كهذاء فإن لم يعرف الظانون أهل 
الحق » فإن قيمة أهل الحق تزداد بهذا الجهل لهم من قبل من لا يستحقونهم ؛ وقد يكون هذا 
الإنكار أيضا سببا في يقظة الظمآنين وإرشادهم ( إستعلامي 51/١‏ ؟). 

(3780-5511؟ ): الولي فرد عبارة لشمس الدين التبريزي( مقالات ص١7١)‏ » وهذا لايعيب 
الولي » فكل نبي بعث فردا ء لكن نفس هذا الفرد كان العالم الأكبر قد إنطوى فيه " أنظر 
لتفصيلات الفكرة مقدمة الترجمة العربية للكتاب الرابع : الإنسان ذلك العالم الكبير ) هذا النبي 
.واه 'الإتهاه قز ذا وتحتسيقا وخرينا «وحت يكون تشعينا وحزيةا ذل المتن بلملك الأكين.. 
)١57١(‏ : بمناسبة الجسد والعقل " البعير والحادي ' يتوارد إلى ذهن مولانا قصة من قصصس 
القرآن الكريم هى قصة الناقة وثمود وصالح عليه السلام .لقد كانت معجزة صالح لقومه ناقة 
خرجت من صخر الجبل " وكأنها مولودة من ناقة " بتعبير آخر لمولانا جلال الدين ؛ ثم وضعت 
فصيلا قويا » واتفق صالح مع قومه أن يشربوا من ماء القرية يوما ثم يتركونه يوما للناقة 
وفصيلها ' لكم شرب ولها شرب يوم معلوم ' وذلك اليوم يشربون من لبن الناقة . لكنهم نكصوا 
العهد وعقروا الناقة قحق عليهم العذاب على ما فصاته كتب التفسير وفصله مولانا جلال الدين في 
النص ( انظر قصص الأنبياء للثعلبي صص 75-55), 

(5177 0577-7 1): وصفت ناقة صالح في القرآن الكريم في موضعين بأنها " ناقة الله" 
( هود/؛ "والشمس/١١)؛‏ لقد كانت ترعى في أرض الله وتشرب من ماء الله » فبخل عليها أولشك 
الأخساء برزق الله » فحق عليهم العذاب ؛ وما أشبه ناقة صالح هذه بذوات الصالحين أو صورهم 
الظاهرة وأجسادهم » فهي آية من الله تحتوي على معجزات إلهية ٠‏ بينما ينظر إليها الطالحون 


كمجرد أجساد » فيكون من هذه النظرة هلاكهم وحرمانهم . والروح بمثابة صالح ء والجسد هو 


- ما١إ/‎ 


المظهر الظاهر لهذه الروح » ومهما تلقى الجسد من طعنات ؛ تظل الروح بلا نقصان » وربما 
تكون الطعنات التي تصيب الجسد خلاصا للروح وعلوا في مقامها » لقد كان العدوان على ناقة 
صالح أو ذات صالح وجسده ؛ ولم يصب صالح بأذى » لكن الثمن والفدية كان مدينة بأكملها : 
فلقد كان العدوان على المعجزة وعلى المظهر والدلالة » كان تحديا للروح ووقوفا أمام الكمل 
الواصلين وتأييد الله لهم " ومن عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب " ٠؛‏ فالله تعالى متصل بالولي » 
وماء هذا الدن من ذلك الجدول » وتحطيم الدن إنكار للنعمة وجحود لها » ومجازاة القربة بالبعد 
والعطاء بالجحود ٠‏ وعض اليد الممدودة بالعطاء ؛ وخيانة حيث يجب الوفاء؛ وكفران حيث يجب 
الشكر . والإتصال بروح الولي يلزمه في البداية عبودية لهذا الولي ورضوخ له وإقرار بولايته . 
(74ه؟- مدت ؟): لوعيد صالح عليه السلام وما حاق بالمدينة أنظر قصص الأنبياء للثعليي ص١‏ 
وفي البيت 755١‏ إشارة إلى الآية الكريمة " فأخذتهم الرجفة » فأصبحوا في دارهم جاثمين " 
( الأعراف/78) . 

:)151١(‏ " فتولى عنهم وقال : ياقوم » لقد أبلغتكم رسالة ربى ونصحت لكم » ولكن لا تحبون 
الناصحين " ( الأعراف/7/8). 

(16171) " فكيف آسى على قوم كافرين ؟! " ( الأعراف /11) وقائلها هو شعيب عليه السلام . 
)١575(‏ قوم الكلاب قوم أسطوريون ذكرهم هيردوت كما ذكرهم زكريا القزويني وقال أنهم 
يسكنون في جزيرة في الجنوب »٠‏ ويأكلون البشر ٠‏ كما ذكرهم أسدي الطوسي في " كرشاسب نامه 
" ووصفهم وذكر أن كرشاسب حاربهم وانتصر عليهم . (فروزانفر -شرح صص87١١-84١٠)‏ 
)55487٠(‏ إشارة إلى المثل العربي : ذنب الكلب لا يستوي . ( فروزائفره5 ٠١‏ ) . 

(١548؟)‏ : إن الله بين للناس أهل الجنة على الأرض في صورة الأولياء وذلك ليبين لهم أيضا 


أهل الجحيم وجعلهم ممتزجين مختلطين أجسادا وصورة مفترقين معنى وحقيقة . 


مام - 


(5584-7548): ما ورد في العنوان الأيتان 4١و١٠من‏ سورة الرحمن ؛ يفصل مولانا جلال 
الدين في الفكرة التي أوردها في البيت السابق ( قال نجم الدين: مرج البحرين الروحاني الجسماني 
يلتقيان بينهما برزخ ٠‏ قالب الإنسان حاجز يمنعهما أن يتغيرا ٠‏ يعني إن لم يكن حاجز القلب بين 
القوى العلوية والسفلية لتغير مزاج القوى النورانية العلوية من دخان القوى الظلمانية السفلية . 
ويبطل أيضا إحساسات القوى السفلية من غلبات أنوار القوى العلوية » لأن الفوى السفلية ضعيفة 
عاجزة عن حمل الأنوار العلوية ؛ إن لم يكن بينهما واسطة اللطف من القوى السفلية . وقال 
الكاشاني : بحر الهيولي الجسمية هو المالح وبحر الروح المجردة هو العذب يلتقيان في وجود 
الإنسان بينهما برزخ النفس الحيوانية التي ليست في صفاء الأرواح المجردة ولطافتها ولا في 
كدورة الأجساد الهسيولانية وكثاقتها » لا يتجاوز أحدهما فيغلب على الآخر بخاصيته 
( مولوي ١/؟5:)‏ . ونظرة مولانا هنا نظرة شاملة : أن الدنيا تحدتوي على الأضداد » وهذه 
الأضداد تتعايش وتتعامل برغم كل هذا التناقض ٠‏ فالدر إلى جوار السبه " حجر الجزع اليماني " » 
والذهب إلى جوار التراب ٠‏ فما العجب أن يكون البحر العذب بجوار البحر المالح ؟ هذا التقارب 
الظاهري في الحقيقة يخفي البون الشاسع بين كل عنصر وآخر من هذه المتناقضات ؛ وهذا هو 
السيب الحقفن كي الاحتلقات ولاحروب والصواعاك + فالأحساة في حرت #والازواع قر تملع 
وعالم الأرواح في سلام دائم . 

)١50-555:(‏ وكما يكون الكون قائما على مجموعة من الأضداد » فإن الشخصية الإنسانية 
أيضا قائمة على التناقضات ؛ وباطن الإنسان يحتوي على كل التناقضات بحسب تعاقب صفات 
الخير والشر " أمواج الحرب وألوان الحب" وكلاهما معتمد على لطف الله وقهره ؛ فإذا إنجذب 
إلى أمواج اللطف تحولت المرارة إلى حلاوة ؛ وهذا التحول يتم بشكل غير محسوس ؛ لاتدركه 


إلا العين الفاحصة الناظرة إلى العاقبة » وئمة فرق بين العين الفناظرة اتن العاقية والعين الناظرة 


ؤولهة- 


إلى شهوات الدنيا وملذاتها » واكتشاف الأمر صعب لأن الأمور المتشابهة ظاهريا المختلفة باطنيا 
كثيرة ؛ وكثيرا ما يقع المرء في الخطأ » فيظن السكر سما والسم سكرا » وما هذا الأمر إلا لكي 
يعمل المرء فكره وكل قواه الروحائية . وهناك من نور باطنهم بنور الإيمان يعرفون الأمور 
بمجرد روائحها » وطائفة أخرى تذوقها » وطائفة ثالثة لا تميز بينها إلا إذا وصلت إلى حلوقها ». 
وأخرى لا تعرف مضارها إلا وهي تغوطها » وطائفة لا تدركها إلا بعد أيام وشهور » وطائفة 
أخرى لا تعرف مغبتها إلا يوم النشور » وذلك بحسب قابلية كل إمريء للنور . 

(51048-7504): وديدن المعانى فى هذا الأمر كديدن الأعراض » فلا بدا من فثترة من الزمن » 
والمعاناة والكبد في الطريق » والذي يستطيع أن يخلص من معاناة هذا الكبد هو المرشد » ولكل 


نبات مهلة » ولكل مادة زمن تتشكل فيه وتتكون ٠»‏ وهذا المعنى مأخوذ من سنائي الغزنوي : 


تنبغي سنون كي يصبح حجر أصلي بتأثير ياقوتا في بدخشان أو عقيقا في اليمن 
وتنبغي شهور حتى نصير بذرة قطن من الماء والتراب حلة لحسناء أو كفنا لأحصد الشهداء 
وتنبغي أيام حتى تصبح قبضة من الصوف من ظهرشاة 2 ., خرقة لزاهد أو رسنا الحمار 
وتنبغى أعمار حتى يصبح طفل موهوب عالما فحهلا أو شاعرا حلوالكلام 
وتنبغي قرون حتى تصبح نطفة من صلب آدم أبا الوفاء الكردي أو أويس القرنئي 
فلتتشبث بأهداب صاحب دولة ريما لتنجو من بذل المجهود وإنفاق الوقت 


(ديوان سنائى : صص *لا"-ل/الا" ) 
كما ورد مثال النباتات في معارف بهاء ولد ( ص25 ؟") . والمقصود يما ورد في سورة الأتعام 


الآية الكريمة " هو الذي خلقكم من طين » ثم قضى أجلا وأجلا مسمى عنده " وقرأ المفسرون كلمة 


الأجل الأجل ؛ وقالوا بأجلين أجل فى هذه الدنيا وأجل من الموت إلى القيامة » لكن العارفين قالوا 
أن الأجل الثاني عند إتصال السالك بالله عز وجل ويصبح في عداد الواصلين ؛ ويمكن أن يتم هذا 
في الحياة الدنيا وهذا هو الأجل المسمى عنده ؛ ومرحلة الإتصال بالحق لاموت بعدها ؛ فكأنها ماء 
الحياة . 

(1515-57:9) : ليست الأعيان هي المختلفة في العالم فحسب » بل تتفاوت آثارها أيضا 
باختلاف المتلقي ومدى إستعداده وقدر نصيبه من النور ٠‏ بحيث يكون السم نفسه عذبا عند بعضهم 
( علد سنناتي + الح لذا جثلاك ولذاك متوية ) كل ثنيم في اوضع بحم وف روطع دواء 
( تعالج أمراض عديدة فى الطب القديم وفى الطب الحديث بأنواع من السموم ) . وعندما يقول 
الحلاج " أنا الحق " فهو منتهى الإيمان ؛ وتعبير عن مقام الفناء » وعندما يقول غيره أنا الحق فهو 
كافر وزنديق ؛ والطعام للمتقين نور وزيادة فى الحكمة وللغافل زيادة في الغفلة ومجلية للنوم ؛ 
والأعراض تتغير- بقدر النضج - فالماء في الحصرم مر » وفي مرحلة العنبية يتحول إلى عصير 
حلو » وفي الدن إلى خمر محرمة ؛ ثم يتحول إلى خل ؛ وهو طبقا للحديت النبوي الشريف " نعم 
الإدام "( أحاديث مثنوي )١5/‏ أو كما قال مولوي(١/570)‏ خير خلكم خير خمركم . أنظر : المادة 
واحدة » لكن آثارها تختلف باختلاف البشر بل باختلاف المراحل والأحوال من شخص واحد. 
(5577-5715): يدق في العنوان على الفكرة التي ساقها في الأبيات السابقة ٠‏ فالحقائق لا يمكن 
البوح بها إلا للكمل الواصلين فلا خطرمنها عليهم ؛ فالأولياء لهم ما للأنبياء من الفتوح " إنا فتحنا 
لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " ( الفتح /١-؟)‏ . يقول نجم الدين : يشير 
إلى فتح باب قلبه صلى الله عليه وسلم إلى حضرة ربوبيته بتجلي صفات جماله وجلاله وفتح ما 
إنغاق على جميع القلوب ؛ وتفصيل شرائع الإسلام وغير ذلك من فتوحات قلبه ؛ ليستر لك بأنواع 


جلاله ما تقدم من ذنب وجودك من بدء خلقك وروحك ؛ وما تأخر من ذنب وجودك إلى الأبد . 


- م7١‎ 


وذنب الوجود هو الشركة في الوجود ؛ وغفره ستره بنور الوحدة لمحو ظلمة الإثنينية » ويتم 
نعمته عليك وهو نور وحدانيته » ويهديك صراطا مستقيما » وينصرك الله نصرا عزيزا ببذل 
وجودك المجازي في وجوده العزيز الحقيقي . ( مولوي )571-5470/١‏ هذا هو المقام السليماني 
الوارد في الآية الكريمة ' قال رب إغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي » إنك أنت 
الوهاب " (ص/ت") » وأهل الظاهر يعتبرون هذا من قبيل الأنانية » إذ كيف يمكن لسليمان عليه 
السلام وهو نبي أن يطلب من الله عطية تكون حكرا عليه ولا يكون مثلها لأحد من بعده ؟! لا .. 
ليس الأمر كذلك ٠‏ إن دعاء سليمان عليه السلام من قبيل الشفقة على من يأتي من بعده من الأنبياء 
؛ فكلما زادت القدرة زاد الخطر ؛: خطر الزلل » وخطر القدرة نفسها ؛: ويرى مولانا أن السلطة 
مطوية على الخطر » وأن في القدرة يكمن الزلل » يقول في ديوان شمس : 

إذا زاد الفضل والذهب ققد زاد الخوف والخطر ؛ فللملوك حمى الرعشة وهم على الحشايا 
الحريرية 

وشبيه به قول حافظ : 

إن العظمة والتاج السلطاني يندرج فيهما خوف الروح ٠.‏ وهو قلنسوة جذابة » لكنها لاتساوي التضحية بالرأس 
وكم يبدو هول موج البحر في البداية سهلا على أمل الربيح ... ولقد أخطأت فإن هذه العاصفة لاتساويها مانة جوهرة 
وأفضل لك أن تستر وجهك عن المشتاقين فإن سرور امثتلاك الدنيا لا يساوي شغب العسكر 
( ديوان حافظ -تحقيق خلخالي -ط؛ تهران١171١ه.ش.ص‏ 43 )١‏ 

فملك الدنيا من هنا هو وجع الرأس ؛ أما وجع السر فيما فسره فروزائفر (ص58١٠١)‏ فهو 
المحيطون بك الذين يجعلون الباطن مشوشا مضطربا على الدوام بملقهم ومدحهم وانتفاعهم 
وتربحهم ٠‏ وكلها أمور بعيدة عن جادة الشرع » وهذا هو ألم الدين وهذا هو وجع الدين » وهنا 


إشارة إلى ما ورد في أول الآية المذكورة " ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب " 


55م - 


إشارة إلى ما جرى لسليمان عليه السلام نفسه من فقدانه لعرشه ( انظر تفصيلات هذا الحادث في 
الترجمة العربية للكتاب الرابع من المثنوي الأبيات ٠5١١53-1١1و79-1937؟1‏ وشروحها 
حيث تفصيلات أكثر لما قدمه مولانا تفسيرا للآية هنا )؛ فالملك المطلوب في دعاء سليمان عليه 
السلام هو القدرة على مخالفة النفس وقمع الهوى والتجاوز عن ظواهر الملك » والمعرفة اليقينية 
بأن الملك الحقيقي هو لله تعالى ؛ وكل من يصل إلى هذا الملك يكون في مرتبة سليمان ؛ وهذا 
الدعاء من إلهام الله تعالى له وليس لسليمان دور فيه ؛ وقد زاده الملك وزادته السلطة استغراقا في 
الله تعالى وليس لكل من لم تصل همته إلى درجة همة سليمان هذه القدرة على أن يكون له ملكه 
ويعيش عيشة الفقراء مثله » إنه "' معه أى مقرون بشخصيته . ومع هذا الشرح يرى مولاتا 
أن هذه النقطة في حاجة إلى توضيح ؛ لكنه يرى أن من الأفضل العودة إلى حكاية الأعرابي 
وزوجتة. 

:)١5١174-5354(‏ ومع ذلك لا يعود مولانا إلى سياق القصة ؛ بل يخوض في مغزاها . فعلاقة 
الرجل بالمرأة هنا أشبه بعلاقة نفس الإنسان بعقله الباحث عن الكمال وهو غير العقل المحتال عقل 
المعاش ( انظر البيت 055”و١51١)‏ والعقل والنفس كلاهما لازم لتنظيم أمور هذه الدنيا ؛ 
ولايستغني عن وجودهما معا إنسان » فهما ضروريان ضرورة وجود الرجل والمرأة لبقاء النسل ٠‏ 
هذا وإن كان لكل منهما - أى النفس والعقل - منطقة نفوذه التي لابد عليه ألا يتجاوزها ؛ فالنفس 
تدبر ٠‏ والعقل " عقل المعاد " في هم السمو والتعالي إلى البحث والسعي في طريق الله ( بحث 
مولانا علاقة النفس والعقل والسماء والأرض كعلاقة الرجل والمرأة ينظمها ويسيرها ويوجهها 
العشق وذاك في الكتاب الثالث . انظر الأبيات 4475-44١1‏ وشروحها ) . 

(5765-.553؟) : ظاهر الحكاية في رأى مولانا هو الشبكة والحبوب التي تجذب الطيور" 
المريدين " إلى لباب القصة ؛ وفي موضع آخر من الجزء الثاني وغيره في الجزء الثالث شبه 


5م - 


ظاهر الحكاية بأنه القش وباطنها بالبّر . ويرى مولانا أن المعنى لابد له من صورة ؛ وذلك من 
أجل قوام العالم ؛ حتى المعاني العالية لابد وأن تبيين في صور وأى شعور لابدو أن يتحلى فى 
صورة ء فالهدايا بين الأصدقاء دليل على المحبة ؛ ومحبة الله تنجلى في الصوم والصلاة » 
والإحسان المتجلى في صور ظاهرية هو في الحقيقة تعبير عن المحبة لله سبحانه وتعالى : 
فالإيمان ليس لفظا يقال لكنه عمل " ما وقر في القلب وصدقه العمل ونطق به اللسان " 
( الفكرة مفصلة في الكتاب الخامس أنظر الأبيات ١51-١454‏ وشروحها ) . الأعمال شهود ؛ لكن 
الشاهد حينا يكون صادقا وحين يكون كاذبا ؛ والسكر قد يكون من الخمر وقد يكون من المخيض " 
اللبن المخمر" وحركات الثمل متشابهة » والصوم وإلصلاة قد يكونا رئاء الناس ٠»‏ والله سيحائه 
وتعالى وصف مسجدا بأنه ضرار وكفر ؛ فمن أين لنا علم النية يا رب العالمين إلا بتمييز منك 
ترزقنا إياه ( فسر مولانا فكرة الشاهد الزور في الكتاب الخامس الأبيات )5١١-1١557:‏ ومن ثم 
كان الصوفية يدعون ”" اللهم أرنا الأشياء كما هي " و " اللهم أرئا الأشياء كما تريها صالح عبادك " 
( أحاديث مثنوي /45) ؛ هذا هو الحس المعتمد على نور الله وإن لم يكن الفعل ظاهرا! وباديا 
بأثره » فهناك أيضا السبب " بالسبب يدرك المسبب " ثم العشق وهو أوضح الوسائل ؛ فمن بلغ 
رتبة العشق » لم يبحث عن سبب أو إستدلال أو عن وسيلة فهو طريق مليء بالبلاء » لكن 
العشق هو الدليل : يعلمنا على أى وجه نمضي .. هذه هي عين النور التي تحدث عنها 
سنائي الحديقة والتي لاحاجة بعدها إلى دليل ( أنظر الترجمة العربية لحديقة سنائى الأبيات 55ه- 
7 وشروحها ) 

)١104 - 7551(‏ : يقول الصوفية عباد الجمال : نحن ننظر إلى المعنى فى الصورة ؛ ولأوحد 
الكرمانى (المتوفى سنة 575 ه) عدة رباعيات فى هذا المعنى . ويبدو أن مولانا جلال الدين يرد 
عليه هنا ... يقول أوحد الدين : 


أتدرى لماذا أنظر فى الصورة لأنه لا يمكن إدراك المعنى إلا بالصورة 


75م - 


يقول مولانا : أجل المعنى يبدو فى الصورة ؛ لكن الصورة على كل حال محدودة ؛ والمعائى لا 
حدود لها وتتجلى فى صور عديدة ؛ وهما مختلفان فى الماهيات ؛ اختلاف ماهية الشجرة 
عن ماهية الماء » فبرغم أن الشجرة صوريا تنبت من الماء فهى شئ مختلف تماماأ عن الماء 
ومن ثم مهما كانت الصورة دالة على المعنى » إلا ان هناك يونا شاسعا بينهما ... أو كان انعكاس 
المعنى فى الصورة مثل انعكاس الشجرة في الماء ... لكنك من انعكاس الشجرة لا تحصل على 
ثمر ؛ ولا تستطيع ان تنام فى ظل ... وكيف يمكن إدراك اللامتناهى فى صورة المتناهى ؟!!. 
(فروزائفر : شرح .)١111١-51١١/‏ 

(51519) : " حبك الشئ يعمى ويصم " (أحاديث متنوى / د ؟") 

(.5555-55) : انظر شروح الأبيات 7٠١15‏ و ١147‏ من الكتاب الذى بين أيدينا » والأنواح 
فى تفسير فروزانقر فى رأى الصوفية أربعة لوح القضاء أو العقل الأول »؛ ولوح القدر أو النئس 
الناطقة ولوح النفس الجزئية السماوية ولوح الهوى فى عالم الصورة (شرح )١١١‏ . 

(7575 -56517) : إشارة إلى الحديث النبوى الشريف " لا تسعنى أرض ولا سماء ويسعنى قلب 
عبدى المؤمن " (أحاديث متنوى )١١5/‏ كما ان رجلا قال لابى يزيد البسطامى : دلنى على عمل 
اتوب إلى الله تعالى فقال : أحبب أولياء الله وادخل فى قلوبهم فإن الله ينظر فى قلوب العارفين 
كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة لعله ينظر إلى إسمك فى قلبه فيغفر لك" (انقروى .)51١/١‏ ويشبه 
قول فيشاغورث : ليس لله تعالى فى الأرض موضع أولى به من النفس الطاهرة' 
(فروزانفر /5 )١١١‏ فالحقيقة الإنسانية هى جامعة الحقائق ومرأة الحضرتين (الغيب والشهادة) ليس 
المقصود بالطبع عظم الإنسان ولحمه وشحمه ؛ بل قلبه العامر بالعشق المصفى بالرياضة مركز 


التجليات ومجمع العلوم » والواقع بين إصبعين من أصابع الرحمن (فروزائفر .)١١١8 - 11١14‏ 


58م - 


(1114) : «يا أيتها النفس المطمئنة » إرجعى إلى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى 
وادخلى جنتى » (الفجر /7؟ - )٠١‏ قال نجم الدين : " أيتها القوى النفسية المطمئنة المعرضة عن 
هواها المقبلة على مولاها ارجعى حين خروجها من قبل قالبها فادخلى فى عبادى بعد التجاوز عن 
العظمة الكتؤد النفسائية وادخلى فى جنة القلب المضافة إلى الرب لشرفها" . قال ابن عطاء : 
النفس المطمئنة هى العارفة بالله التى لا تصبر عن الله " (مولوى )54١/١‏ . وقال المفسرون : 
هذا ما يتادى به الملائكة على المؤمنين عند الموت والقيامة . (فروزائفر .)١١517/‏ 
(16177-7379) : والعرش مع نوره » عندما يرى النفس المطمئثنة عائدة إلى ربها يهتز ء 
ويتحرك من موضعه لكى يلقى هذه الروح الناجية من سجن التراب والتى ارتفعت إلي مرتبة 
الحضرة ... إن العرش مجرد صورة:؛ والنفس المطمئنة معنى بل هى لب المعانى » وما قيمة 
الصورة ولو عظمت إلى جوار المعنى ولو صغر ؟!! ان الملائكة أنفسهم ليعشقون هذا التراب 
الذى خلق منه آدم (الإنسان) ... كانت ألفتهم وميلهم إلى .وجه الأرض ذلك لأن الله سبحانه وتعالى 
كان قد نثر من تراب آدم على الأرض فألفته الملائكة (فروزائفر )١١١4/‏ وكانت الملائكة 
يتعجبون من ألفة النور بالظلمة والسماء بالأرض والنار بالتراب حتى خلق آدم فعرفوا أن هذه 
الألفة كانت من مجرد رائحة آدم » جسد آدم ء .لك ان جسد آدم هو المخلوق من تراب لكن نوره 
(روحه - علمه) » وكانت هذه الروح هى التى تفوح من التراب وتحرك كل هذا العشق من 
الملائكة . 

(5774 -1589) : المستفاد من الأبيات أن الملائكة الذين يخاطبون الله سبحانه وتعالى كانوا 
يسكنون الأرض مقيمين عليها علكفين على أريج آدم الذى يفوح منها ؛ يهللون ويس بحون 
لا يفترون » وأن اعتراضهم على خلق آدم وجعله خليفة فى الأرض مرده إلى حنقهم من حرمانهم 


من متعة الانعكاس الإلهى في خلق آدم ... ولقد تركهم الله تعالى يقولون كل ما لديهم من جراء 


- 55م د 


الانبساط ٠‏ أى عدم رعاية ما يليق من الحديث والانطلاق فى القول» وما تركهم الله أن يفعلون 
هكذا إلا رحمة منه » ذلك انه هو القائل فى الحديث القدسى " سبقت رحمتى غضبى " 
(أحاديت )١1/‏ أى أنا الذى أظهر فيك موجبات الغضب حتى أجازيك بالرحمة ؛ وأضع الحديث 
الذى تفوح منه رائحة الاعتراض والشك والإنكار حتى أبدى لك حلمى الذى هو بمثابة الدر إذا 
كان حلم الأب صدفا ٠‏ فنحن بحار الحلم » وحلم البشر بمثابة الزبد له ٠‏ قال صلى الله عليه وسلم : 
ما تفولون فى رجل مات وهو لا يحسن الظن بالله فقام رجلان وقالا : لا نعلم إلا شرا وقال 
الباقون : النار » فقال عليه السلام : بل عبد مذئنب ورب غفور . وقال الله أرحم بعبده من الوالدة 
المشفقة بولدها . وروى أيضا عنه صلى الله عليه وسلم انه كان جالسا فى مسجده إذ سقط طير 
من جدار المسجد وفى منقاره قطعة طين فصاح صيحة عظيمة فضحك النبى صلى الله عليه وسلم 
فقيل له فى ذلك قال : ان هذا الطير يقول كما انى لا أكدر بحر الكلام بهذا الطين كذلك ذنوب 
امتك لا تكدر رحمة الله (مولوى )545-485/١‏ . 

(5790 - 1556) : يبدأ الحديث على لسان الأعرابى لزوجته » فيقسم لها بحق الزبد (حلم البشر) 
وبحق البحر الصافى (حلم الله) أنه صادق فى قوله من أنه قد خضع لرأيها ومال إلى قولها فى 
طلب العيش » وأن ذلك افتتان منه بها » وخضوع لها ؛ وليس على سبيل الامتحان والاختبار لها. 
ويقول لها : هيا أفصحى ما فى قلبك حتى أفصح لك عما فى قلبى » ولا تخفى شسيئا » حتى لا 
يبقى شئ مخفيا لدى ... وانظرى إلى جيدا لتدركى ما أنا قابل له وما أنا قادر على فعله . 
(5595 -١٠7؟)‏ : الخليفة فى مصبطلح الصوفية المستخلف بصفات من استخلفه ؛ ولا يشتم 
بالطبع من قول مولانا فى وصف الخليفة على لسان زوجة الأعرابى ان وصفه هذا ينطبق على 
أى ملك أو أى خليفة ... ويختلط وصف الخليفة بوصف الولى الأعلى الذى تعد نظرته كيمياء 


تبديل تبدل نحاس نفوس المريدين إلى ذهب مثلما جعلت نظرة المصطفى صلى الله عليه وسلم 


-/الآام - 


من أبى بكر عبد الله بن أبى قحافة صديقا (عن مقام ابى بكر 4ه وهو ما خاض فيه الصوفية 
عموما » انظر الترجمة العربية لحديقة الحقيقة » الشروح ج ١‏ ص 774 - )581١‏ والحديث 
عن الصحبة وقيمتها فى تغيير المريد وتربيته وهى من أهم أسس الطريقة . 


لاو - 265؟) : إشارة إلى قول مجتون بنى عامر : 


يقولون ليلى بالعراق مريضة فياليتنى كنت الطبيب المداويا 

وأيضينا : 

يقولون ليلنى بالعراق مريضة فمالك لا تضنسى وأنت صديق 
سقى الله مرضى بالعراق فإننى على كل مرضى بالعراق شفيق 
فان تك ليلى بالعراق مريضة فانى فى بحر الحتوف غريق 
أهيم بأقظار البلاد وعرضها وعجالي إن لينتن القبداة طريسق 


(فروزائفر : شرح / )١١75‏ 

)372٠١ - 7705(‏ : إن الحق سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى حجة أو ذريعة أو وسيلة لكى تتصل 
به » فإنه سبحانه وتعالى هو الذى ينادينا ويقول : قل تعالوا « قلتعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم » 
(الأنعام )١5١/‏ والدعوة وسيلة الجذب ؛ وهى الآلة التى لو كانت للخفاش اظهر فى ضوء النهار 
وترد المرأة : وما هذا التفكير فى الوسيلة ؟!! إن الوسيلة فى طريقه هى التسليم » انعدام الوسيلة . 
فما بالك تفكر فى وجودك الوقتى أمام الوجود المطلق (انظر الأبيات 87 - 4177 من الكتاب 
الذى بين أيدينا) . 

)59١5 - 591١(‏ : يقول الأعرابى : أين لى فى هذه الرحلة بترك السبب ؟!! ان ترك السيب 
وعدم التوسل بالأداة هى مرحلة الكمل من الواصلين ؟!! ان الملك يريد شاهدا على إفلاسى 


وقلة حيلتى » فدعينا من القيل والقال ومن اللون أى الأعمال الظاهرية أو ما يبدو على بالفعل 


5م - 


من أمارات الفقر وعلامات الاحتياج ... فالقاضى يريد دليلا ملموسا ٠‏ وهذه الدلائل التى تذكرينها 
كلها دلائل مردودة ٠‏ فالكلام الصادق يلزمه أيضا دليل وإلا ظل مجرد كلام . ويفسر فروزانفر 
نقلا عن الأنصارى ان الصدق على ثلاثه درجات : صدق القصد وهو توجه القلب بتمام الهمة فى 
سلوك الطريق مقترنا بجذب الحق دون غرض أو رياء , والثانية : الحياة والعيش من أجل الحق 
وليس غيره والثالثة : أن يكون صادق الرؤية فى معرفته ؛ موافقا لرضا الله ... ويرى ابن عربى 
ان الصدق هو الشدة فى الدين » فالصفة حال إذا وصف بها العبد ومقام إذا وصف بها الرب .. 
وفى قرب النوافل يتصف العبد بصفات الرب . والصدق فى رأى مولانا - على لسان المرأة - 
هو الفناء عن النفس والبراءة عن الجهد (فروزائفر .)١١97- 11١71/‏ 

17" - 5755) : ينقل مولانا من الحديث عن جرة الماء التى يريد حملها إلى الخليفة إلى 
"جرة الجسد " المليئة يماء الحواس المالح » وهى ما ينبغى أن يقدمه العبد إلى الخالق ... والخالق 
لابد شاريها مصداقا لقوله تعالى : « إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجئة » 
(التوبة )١١١/‏ وهذا الشراء مجازى فكيف يشترى الله ما يملك حقيقة ؟!! إنما يهب الجنة ثمنا 
لشق الإنسان على نفسه وتركه لهواها » ومتابعته للحق بصدق ... ويتم ذلك عندما يطهر جرة 
الجسد ذات المنافذ الخمسة (الحواس) وتصير جديرة بان تحمل بالفعل إلى السلطان » ولا يتم هذا 
إلا بتفريغها من هذا الماء المالح » ووصلها بالبحر (بحر المعنى) حينئذ لا ينقطع ماؤها ؛ ويمكن 
حملها إلى السلطان (عما يمكن حمله إلى السلطان أنظر لمعانى أخرى الكتاب الرابع ١554‏ - 
وشروحها) فأقرأ « قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم » (النور /50) أى أبصار الجسد عن 
المحارم وأبصار القلب عما سوى الله (من تفسير للصوفى خير النساج) (انظر الترجمة العربية 


, )557/١ للحديقة‎ 


-059ة - 


(7778 - 751؟) : ما أشبه كل ما تقدمه لله (وهو الذى هداك إليه) وما يقدمه الله لك فى مقابله 
بتلك الجرة من ماء المطر التى كان الأعرابى يحملها إلى الخليفة إلى جوار نهر دجله !!! 
(١15؟)‏ : البيت ناظر إلى بيت المتنبى : 

كالشمس لا تبتغى بما صنعت منفعة عندهم ولا جاها 

)١١57 / (فروزائفر‎ 

(77 -7567؟) : السائل لازم للجواد لزوم الجواد للسائل ؛ والسائل يطلب الجواد كما يطلب 
الجواد السائل . (الظامئ يقول أين الماء والماء يقول أين الظامئ) والحياة لا تتم إلا بهذين . ومن 
ثم قيل للرسول + « فأما السائل فلا تنهر » (الضحى )٠١/‏ . ثم ينتقل مولانا إلى معنى أوسع : كما 
تبصر الحسناء وجهها فى المرآة » يبصر الجواد جوده فى السائل » وجود أى جواد قطرة من 
محيط جود الحق . ومن ثم فالمسئول فى الحقيقة هو الله والعاطى فى الحقيقة هو الله » وإن سألت 
الله فإنك تسأل الجود المطلق ... وإن سألت الناس وأنت موقن بأنك تسأل الله فأنت مظهر الجود ء 
وإق سألث التامن وأنت :امل" فى التامن فأنث ميت بل مجرد ضبوزة قلنى ستان. (جغلت ستار! 
على الحق وتشبثت به) !! 

(7754 -5128) : هناك فرق بين تكدى الدرويش السالك وتكدى الدرويش العاطل (فسر مولانا 
هذا القول بشكل رائع فى قصة الصوفى محمد سررزى الغزنوى فى الكتاب الخامس . انظر 
الترجمة العربية » الأبيات 575٠+‏ - 785 وشروحها) فثمة فرق بين الفقير بالله والفقير من الله 
فالفقير بالله يسأل لا عن حاجة بل عن امر (حطأ لمقام النفنس وصرفا عن القيمة) والفقير عن الله 
هو طالب الدنيا الذى يريد أن يضع هم عيشه علي الآخرين ويعيش عالة عليهم . وكان مولانا 


يمنع دراويشه من التكدى (انظر مناقب العارفين ص 55 ؟) . والنصف الثانى من الفقراء هم فقراء 


الحقائق ينبغى التخلى عنها » مثلما يتخلى المرء عن ثيابه إن أراد أن يتجاوز مكان خلع الملابس 
ويدخل الحمام !! فلا مكان للملابس (للصور والأجساد) إلى هذا الطريق . 

(523) : مقتبس من الح ديث النبوى " اتفوا فراسة العبد المؤمن فإنه ينظر بنور الله” 
(أحاديث مثنوى )١4:‏ . 

اا- ): المهم الفتوح وان تكون العطية مقسومة للمرء » فيقصد اليسير التافه فينال من 
هذا القصد الثمين الغال ؛ فيكون قصده من الله وعطيته من الله » وما أرسله الله فى سبيل القصد 
اليسير إلا لينال العطية الغالية . ويضرب موث'نا الأمثال : يذهب أحدهم يطلب ماء من البئر فيجد 
فى البئثر يوسف الحسن (يوسف )١9/‏ ويطلب موسى عليه السلام نارا من الطور فيجدها نورا 
(طه )١4-٠١/‏ ويساق عيسى إلى الصليب فيرفع إلى السماء الرابعة ويحط البازى على الشبكة 
من أجل حبة فيصاد ويدرب لكى يكون موضعه من بعد ذلك ساعد السلطان عند الصيد وسنبلة 
من القمح تجعل من آدم أبا للبشر . وعن إتيان البيوت من أبوابها يقول ابن الفارض : 

أتيت بيوتا لم تئل من ظهورها وأبوابها عن قرع مثلك سدت 

)5١0/ (سبزوارى‎ 

ونفس المعنى فى الغزلية التى مطلعها : 

لمن يكون هذا الإقبال ؟ لمن يأتى إلى شاطئ جدول ليشرب الماء من الجدول فيجد إنعكاس القمر. 

ويذهب الطفل إلى الكتاب بعد إغراء والده بالحلوى ؛ فيرتقى فى مدارج العلم ويرتقى به العلم إلى 
أن يكون وزيرا من الوزراء أو كبيراً من كبراء الدولة » ويمضى العباس فى عداوة للرسول # فلا 
يسلم إلا في السنة السابعة للهجرة لكي تكون الخلافة فى ولده فترة طويلة من الزمن , وكانوا يرون 
أن خلافتهم باقية أبد الدهر وفى بيعة السفاح قال : " إعلموا أن هذا الأمر فينا ليس بخارج منا حتى 


نسلمه إلى عيسى بن مريم " (شروح فروزانفر )١١75‏ وهكذا يصف الأعرابى نفسه » ثم يعرج 


- م"١‎ 


إلى فكرة صوفية فيمدح نقباء الخليفة (الخليفة رمز الخالق والنقباء رجاله) على أنه خرج فى سبيل 
القوت فإذا به - وهو لا يزال فى أول الطريق - يقع على هذه الجنة . فلا عاد يفكر فى خيز و لا 
قوت » ولم يعد له من غرض إلا الطواف حول الباب - أى العشق فى حد ذاته - فالطواف بلا 
غرض هو طواف العاشقين . 

(1815-781) : الآية المذكورة فى العنوان جزء من الآية 4 من سورة سبأ . ومثل الجدار 
وانعكاس الشمس والفكرة كلها فكرة الإنصراف عن عشق الكل فى سبيل عشق الجزء عبر عنها 
مولانا جلال الدين بشكل رائع فى الكتاب الثالث (انظر الأبيات 55١0 - 54٠‏ وشروحها) . 
74809 -5875) : المثل المذكور فى العنوان من الأمثال العربية السائرة والمقصود : إعشق 
بقدر همتك (والمعشوق يكون بقدر همة العاشق) فإذا كانت الدنيا ظل وأنت فى أثرها فما أشبهك 
بصياد ينهك نفسه ويفرغ كنانته فى أثر ظل طائر والطائر محلق فى الهواء (ذكر هذا المثل آنفا فى 
الأبيات 47٠١‏ - 454 من الكتاب الذى بين أيدينا) ويرى جماعة من الصوفية أن عشق الجمال 
المجازى يقود إلى عشق الجمال الحقيقى (عشق الجزء يقود إلى الكل) ويرد مولانا : إذن فعليك 
تضق الشرك بدلا هق الوزةبن إك العاكقة مقا كاف من وبكة اذ أن اخلافلة الكعيق :ولا يل 
السالك إلى المطلق إلا إذا محا التعينات تماما وكلية ... وإلا لانمحت الحكمة من بعث الأنبياء » ما 
دام الجزء مرتبطأ بالكل من كافة الجهات (إنكار تام لفكرة وحدة الوجود التى يرى بعضهم أنها 
أساس فكر مولانا جلال الدين !!!). 

)١85--5455(‏ : « الناس على دين ملوكهم » (أحاديث مثنوى / )١8‏ و « كما تكونوا يول 
عليكم » ومثال الملك كالحوض وعماله كالأنابيب ورد فى قول أفلاطون « الملك هو كالنهر 
الأعظم تستمد منه الأنهار الصغار» فإن كان عذبا عذبت وإن كان مالحا ملحت » وقال الإمام على 


ب نفس المعنى » ونسبه أبو نعيم الأصفهانى لأبى مسلم الخولاني كما نسبه العطار إلى شقيق 


8م - 


البلخي فى موعظة لهرون كما روى فى عبارة وجهها أحدهم إلى عمر بن عبد العزيز ” قال عمر 
بن عبد العزيز لرجل قدم عليه من ناحية : كيف رأيت عمالنا فيكم ؟! فقال يا أمير المؤمنين إذا 
طابت العيون عذبت الأنهار " (فروزائفر شرح 1175 )1١177-‏ وفى خطاب لعمر بن الخطاب 
:'# "لو رتعت لرتعوا " فالحاكم هو النموذج والروايات الإسلامية فى هذا الباب لا تعد ولا 
تحصى . كما قال 8 : القلب ملك إذا صلح المنك صلحت جنوده وإذا فسد الملك فسدت جنوده » 
أنقروى 57/١‏ , 

(890؟ - 5845) : كما أن للدولة ملكا يؤثر فى أركان مملكة وحاشية ورعية » فأن للجسد ملكأ 
هو الروح . وكل آثار اللطف فى الجسد من الروح:؛ ثم هناك أيضاً الطاف العقل (عقل المعاد) التى 
يمد بها الجسد . والبيتان التاليان ناظران إلى البيتين العربيين : 

رأيِت الدهر يرفع كل فدم ويخفض كل ذى شيم شريفة 
كمثل البحصير يفرق كلدر وماينفك تطفو فيه جيفة 
كما ورد المعنى فى مقالات شمس .ص .١48‏ 

والعقل حسن الأصل وحسن النسب (أى ليس من جنس الجسد يل مصدره من العلو) وهناك أيضا 
العشق » والمرشد الكامل الأستاذ » كل هذه قوى تؤثر فى الجسد وتشرف عليه ؛ وبقدر (تلمذة) 
الإنسان على أحدهما يكون محصوله ٠‏ تماما كعلوم الظاهر . فالذى يدرس على أستاذ فى الأصول 
يكون قددرس الأصول » وعند عالم النحو تكون دراسة النحو ؛ كل علم يطلب من أستاذه ومن بابه 
٠‏ وأهم من كل أولئك الأساتذة أستاذ الباطن » معلم العشق يمدك بعلمين هما اللذين ينفعانك فى 


آخرتك : المحو أى الفناء (انظر مقدمة الترجمة العربية للكتاب الثالث) والفقر . 


"7م - 


(849؟) : من المحتمل أن الحكاية التى تبدأ بهذا البيت من مؤلفات مولانا وذكرت من بعده نثرا 
من شاعر الفرن التاسع عن عبيد الزاكانى فى لطائفه . وهناك حكاية مشابهة مروية فى كتاب 
مناقب العارفين للأفلاكى (ص )٠١7- ٠١5‏ عن لغوى متنطع أيضا . 

(527؟ - 58454) : يعرف المتأخرون المحو عدة تعريفات ويقسمونه عدة تقسيمات : محو 
أرباب الظاهر وهو رفع العادات الذميمه . ومحو أرباب السرائر : إزالة الآفات التى تعوق دون 
الوصول إلى الحقيقة ومحو الجمع أو المحو الحقيقى ويعنى فناء الكثرة فى الوحدة ومحو المحو : 
بقاء الحق بعد فناء الخلق (شرح فروزائفر )١١75‏ وفى مقالات شمس (ص )1٠١١‏ لا يعرف نحو 
أحد إلا إذا كان محوا فوالله مالم يمح لن يعرف شيئاً من النحو . إن هذا المحو هو الذى ينجيك من 
هذا البحر فالآنية الممتلئة تغرق والأنية الفارغة تطفو . فما بال هؤلاء العلماء المغرورين بظاهر 
من العام يدعون الناس حميراً » وهم إن خرجوا عما حفظوه و درسوه عجزوا كحمير تسير على 
ثلج » وإذا كانت الدنيا كلها إلى زوال فما قيمة علم الدنيا ؟!! وألا يأتى علماءٌ فى عصر ما 
فينقضون كل ما توصل إليه علماء قبلهم كانوا فى عصورهم من الأعلام ؟!! أليس هذا ما يعنيه 
مولانا من أن قيمتها فى تنزل . وأى علم هذا الذى تدعيه وتقدمه لله » تراك كهذا الأعرابى الذى 
حمل جرة من ماء المطر إلى دجلة ؟!! ويقدم مولانا تفسيرا لرموز القصة : فجرة الماء علومنا أى 
علوم الظاهر . والخليفة هو الرجل الكامل ودجلة علوم الله (وسبق أن قلنا إن الرجل الأعرابى هو 
العقل وزوجته هى النفس) . 

(581 -384870) : انتقل من الرمز إلى الخليفة بالمرشد الكامل العالم بعلوم الله : إلى الحديث 
عن الملك الوهاب الذى يقبل منا جهد المقل وهو الغنى عنا المعطاء لنا . والعالم كله بمثابة جرة 
الماء لا تساوى قطرة واحدة من دجلة جنته وبحر جماله ... وهذه فكرة ما يرويه الصوفية " قال 


داود عليه السلام : يارب لم خلقت الخلق ؟ قال : كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق 


عم - 


كى أعرف " والحديث له تفسيرات عديدة وتفسيره هنا بالتجلى تجلى الجمال الإلهى على كل ما فى 
الكون من جمال (أنظر لجرعة الحسن الإلهى التى صبت على كل شئ ؛ الترجمة العربية للكتاب 
الخامس ؛ الأبيات 5 -- 504 وشروحها) ولو رأى الأعرابى أو كل العالم علمه الإلهسى 
وشاهدوا جماله لحطم هذه الجرة تحطيما (العالم بأجمعه) فلا طاقة لأحد على تحمله ؛ إنه يرى 
الجمال فيغدو ذاهلا (أنظر الكتاب الثانى , الأبيات )١115 - ١565‏ الذهول والحيرة ؛ والرقص 
وغلبة الحال والوجد ؛ فى هذا الإنكسار تكون السلامة « أنا عند المنكسرة قلوبهم » ؛ يفنى المرء 
عن نفسه وعما علم (لا الجرة ظاهرة ولا الماء) . والله أعلم بالصواب . 

"لد ؟ - :5ك : دق ياب المعنى كناية عن المجاهدة ومواصلة الطلب ؛ ومثلها خفقان جناح 
الفكر المحلق السامى عن المتطلبات الأرضية ؛ والصقر الملكى كنى به مولانا حينا عن الروح 
وحينا عن المرشد والولى الكامل . والمعنى عموما أن من واصل القفرع إنفتح له الباب . « من 
قرع بابا ولج ولج » و « من أدمن الاستفتاح فتحت له الأغلاق » ٠‏ ونظيره ما نسب إلى عبد الله 
بن مسعود #د: ما دمت فى صلاة فأنت تقرع باب الملك ومن يقرع باب الملك يفتح له » . وقول 
الشاعر : 

أخلق بذى الصبر أن يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجا 

)١١417 / (فروزانفر‎ 

والطين هو علائق الدنيا ... فكل ما فيها من طين وإلى طين ؛ ومن لازمها بقى كالطين ملتصقا 
بالأرض وأكل الطين حرام على كل مسلم " من أكل الطين فكأنما أعان على قتل نفسه" (حديث 
نبوى » فروزانفر )١١44/‏ » لا سمو له وطيران » وما دامت الدنيا جيفة فطلابها كلاب : والجاهل 
يسعى فى أثرها كالكلب الجائع فإن شبع تمرد وإن يكون المرء حينا ميتة (ملتصقا بالطين) وحينا 


كلبا يسعى فى أثْر الجيفة » فمتى يقوم بالسير الروحانى فى طريق الحق ٠‏ وكان يقال : مسكين ابن 


دهان - 


آدم أسير الجوع صريع الشبع . وقال للحسن : يا أبا سعيد إذا جعت ضعفت وإذا شبعت وقع على 
الهر فقال : يا إبن أخى : هذه الدار ليست توافقك فأطلب دارا غيرها (فروزائفر )١184‏ . 
والحديث هنا يعتمد على كثير من المأثور العربى مثل جوع كلب يتبعك وسمن كلبك يأكلك ٠‏ ومثل 
قول الشاعر : 

كالكلب إن جاع لم يعدمك بصبصة وإن ينل شبعة ينبح من الأشر 

والكلب فى النهاية هو النفس الكلبية التى إن تمكنت طغت . 

(7845--5845) : على كل حال فان الطرق والميول تتعدد فى هذه الدنيا » والمهم أن تكون 
عاشقا ٠‏ فإن كنت كذلك فأى طريق تسير فيه » وأى كلام تنطق به إنما تفوح منه رائحة العشق » 
وألفاظ المرء تجل ومظهر لروحه وفكره وكيانه » وكلام العاشق مظهر لعشقه واشتياقفه وذكره 


للعاشق (أنظر فى الكتاب السادس الحديث عن اللغة الثى ابتدعتها زليخا والتى تشير إلى يوسف 


/ 
ف كل شوزاكيا اح لولم ذكووا لاشو ارقن قات اللن ضور :: 
وكذا السحب إذا قلت بكت كذ الووه” امن اننا 


حتى الفقيه (الذى يراعى الظاهر فى كلامه) إن كان عاشقا لابد أن أثرا من العشق يبدو فى ثنايا 
حديثه » وإن يقول أبو يزيد البسطامى " سبحانى ما أعظم شانى " أو يقول الحلاج "أنا الله" مما 
اعتبره بعضهم كفرا صراحا ؛ تفوح من هذا الكفر الصراح رائحة الدين » وأن المعنى بحر ؛ 
واللفظ زَبد » وزبد كل بحر من جنسه » فان عرفت جنس البحر عرفت قيمة الزبد » ألست ترى 
كلام الحبيب جميلا حتى ولو كان ظاهر هذا الكلام إساءة وسبا . وسبه أفضل من مدح المدعى 


لأن المهم هو القاب » المهم أصل الكلام ومنبعه وعلى أى فكر يرتكز » لا صورة الكلام . 


> اك 5 


(5905-594.6) : يضرب مولانا الأمثال فى أن المهم هو أصل الشئ ومادته وليس صورته ؛ 
فما تطبخه من السكر على صورة الخبز هو فى طعمه سكر وفى أساسه سكر ولا علاقة له 
بالخبز. والمؤمن لو يجد وثنا مصنوعا من الذهب هل يتركه ؟!! المهم هنا ليس صورة الشئ بل 
مادته » ولو نظر المؤمن إلى صورة الوثن ؛ ولم ينظر إلى الذهب لكان هذا عقبة فى طريق نفعه » 
فذات الذهب رزق من الله وعطاء من الله ؛ وصورته مجرد شئ مستعار ٠‏ فلا تضح بذات 
الإنسانية وأهدافها وقيمها ومثلها من أجل أمور مستعارة وتافهة وليست ثابتة » فهل تراك تحرق 
الكليم من أجل برغوث تسلل إليه (مثل فارسى) ولا تجلس عاطلاً وتضيع نهارك فى ذب الذباب . 
(594.5 --5104) : إن عابد الصنم فحسب هو الذى يظل عاكفاً على صورة الصنم لأنه لا 
يعرف سواها ء ولأنه لا نصيب له من المعنى ؛ وأنت رجل معنى فلا تنظر إلى الصور » وإذا 
كنت فى طريقك إلى الحج فصاحب حاجا ؛ لا تنظر إلى لونه ولا جنسه ولا إلى أى قوم ينتمى ؛ 
فإن وحدة المقصد هى التى توحد بين البشر على اختلاف ألوانهم ؛ وإذا كان شريكك فى المقصد 
أسود اللون فاعتبره أبيض لأن لون مقصده أبيض . 

(7410 -415؟) : لقد أطلت فى هذه القصة فاعذرنى ؛ فهكذا دائماً حكايات العشق وحكايات 
العاشقين لا بداية لها ولا نهاية » فهى من الأزل وإلى الأبد » وهى مثل قطرات ماء الفيض يوصل 
أولها بآخرها فى تسلسل وتزامن . وكل قطرة بداية لما بعدها ونهاية لما قبلها ووجود فى حد ذاتها 
والحكاية التى رويتها ليست حكاية فى الأصل بل هى حالنا - نحن الصوفية - الحاضر ؛ فلا 
علاقة لنا بالماضى أو المستقبل ؛ لكن أقوالنا ومواجدينا وسلوكياتنا كلها طبقا لوارادتنا القلبية » 
والصوفى من ثم فى جهاد دائم (كر و فر) ؛ تجد فينا كل ما فى القصة : الأعرابى (العقل) والجرة 
(الجسد) و الحلقة (المرشد - الحق) وكلنا مصداق للاية الكريمة (يؤفك عنه من أفك ) (الذاريات 


/؟) أى يرد من حكم عليه القضاء بأن يرد . 


-لاثلام - 


)١115 - 5915(‏ : يعود مولانا إلى التعليق على القصة : الزوج هو العقل » والزوجة المنكرة 
على الزوج هى النفس؛ وهى منكرة لهذا العقل الذى هو بمثابة الشمع » واستمع منى الآن إلى 
أصل الإنكار : إن كل الموجودات وكل وجود العالم مركب من أجزاء مختلفة» وهذا الاختلاف 
يقتضى التضاد والإنكار » ومن ثم فالحديث هنا عن الجزء كجزء من كلء لا عن الجزء فى 
مواجهة الكل فالنفس والعقل والمقومات الأخرى للشخصية أجزاء تصنع " كل الشخصية "؛ مثلما 
يكون فى الورد ساق وورق وشوك وجذر وإلى جوارها أيضاً رائحة وكلها تكون مجموع الوردة . 
ولطف البستانى جزء” من لطف الورود (المفروض العكس) وصوت البليبل جزء من البليل 
(استعلامى )١77/١‏ والحق تعالى جل شأنه عن التعين والتجزؤء فالجزء والكل مصطلحات معنوية 
وليست مادية و لا علاقة لها بالكل والأجزاء التى تفهمها . 

(5973-7370) : ينبه مولانا إلى أنه يدخل فى قضايا فلسفيةء وهذا ليس من نوع الخدمة التى 
يؤديها والتى ينبغى عليه أن يؤديها وهى أن يغيث المريدين الظمأى إلى إفاضاته بما يساعدهم 
( فى موضع آخر بعد مناقشة قضية كلامية اعتذر بنفس الاعتذار) ... فلوعن لك إشكال» فاصبر 
والصبر مفتاح الفرج (أنظر شرح البيت 45 من الكتاب الذى بين أيدينا)» ثم ينصح بالحمية من 
الأفكار ومن هجومها مثل الحمية من الطعام « الحمية رأس الدواء والمعدة بيت الداء » (أحاديث 
مثنوى /70) و « إنما أهلك الذين من قبلكم الجدل » » فالأفكار بمثابة الوحوش التى ترتع فى 
الآجام » وما أشبه النبش فى الأفكار بحك الجلد؛ يزيد فى الجرب » فاجعل كلامى حلقة فى أذنك ؛ 
ففى هذا تكون الرفعة لك؛ فإنك إن أطعت المرشد تصل إلى مراحل من الكمال لا تدركها بالجدل 
والستعى بون اه الأفكان فم : المرشد ععاكها الأنه جو اتذى يحول بإنقاسة ”اين "اورمد إلى 


ذهب ؛ ويصيغ من مادته شخصية سوية . 


- 0958- 


5570 - 5955) : الحروف الأبجدية مختلفة تؤدى كل منها صوتا مختلفا ؛ لكنها كلها معا تؤدى 
كلمات فهى جزء من بابء إن كلا منها حرف مستقل؛ وهى كل لأنها معأ تؤدى معانى الكلمات ‏ 
وقال ابن عربى : " إعلم أن الحروف أمة من الأمم مخاطبون ومكلفون. وفيهم مرسل من جنسهم: 
ولهم أسماء؛ ولا يعرف هذا إلا أهل الكشف من طريقتناء وعالم الحروف أفصح لسانا وأوضح بيانا 
(أنقروى )519/١‏ . وهكذا أيضاً أجزاء الوجود والحروف من وجه جدء (عند تأدية معانى الكلمات 
الجادة)؛ ومن وجه هزل عند تأدية معانى الكلمات الهازلة . 

)١197-5310(‏ : وكل هذه الاختلافات مؤقتة تنتهى يوم العرض الأكيرء وكل من لديه شئ 
يعرضه - فالمذنب (الهندى أسود الوجه سيئ المعاملة) يفتضح ككل المذنبين ٠‏ ويود الذين أذنبوا 
لو أنهم ظلوا في ليل العدم » ولم تسطع عليهم شمس الحشر » وكأنهم أغصان وردة لا تحتوى إلا 
على الشوك يفضحها الربيع » فطالما هى فى الخريف تتساوى مع بقية الأغصان التى تحتوى على 
الورود . وهكذا الدنيا تبدو فيها الأمور متشابهة غثها وثمينها (بل قد يتفوق الغث) والقيامة هى 
المحك الحقيقى . 

(734 -2945) : البستانى هو المرشد الذى يعلم حتى فى الخريف أن الشوك شوك والورد 
وردء والضال أبله » لأنه يظن ان كل نجمة (مريد) قمر (مرشد)؛ وعليه أن يعلم أن المريدين كلهم 
ما هم إلا نجوم حول قمر واحد (المرشد) (استعلامى 574/١‏ - 770) . لكن الوصول إلى المعنى 
مع بقاء العكوف على الصورة غير متيسر (مثلما لا تتجمع الثمرة (المعنى) مع البرعمة 
(الصورة). فالذى ينتظر الربيع لابد وأن يفنى صورته لكى يصل إلى معناه؛ مثلما يهشم الخبز لكى 
يبعث على القوة » ويعصر الكرم ليصير خمراء وتدق الهليلة لكى تصير دواءً ناجعا (عن العمارة 


فى الخراب أنظر الكتاب الرابع ١‏ الأبيات 774١‏ - 7555 وشروحها) , 


99م - 


(7449 - 19171) : الخطاب من مولانا لحسن حسام الدين( أنظر شروح مقدمة الكتاب الذي بين 
أبدينا ) ويخاطبه مولانا بلقب ضياء الحق (يفسر اللقب فى الكتاب الرابع » أنظر الأبيات 15- 
٠‏ وشروحها , والكتاب الخامس البيت ١77‏ والعنوان الذى يسبقه) ويفسر فروزائفر بأنه يسميه 
فكاء لارسيي ةعور لا تون مكصفية را لفنينا ذال مال السسين :(ضن 35110 عن سترع 
فروزانفر) ويبدو أن حسام الدين كان يشكو من نحول وصحة دائمة الاعتلال من قسوته وشدته 
على نفسه فى الرياضات كما يبدو من خطاب وجهه جلال الدين إليه (شرح مثنوى شريف ١5١5‏ 
)١١١5 -‏ ويرى مولانا أن النور يستمد من حسام الدين لأنه ضياء الشمسء ويرى أنه هو 
المصباح والزجاجة التى يتألق فيها نور الله « الله نور السموات والأرض مثلُ نوره كمشكاة فيها 
مصباح ؛ المصباح فى زجاجة ؛ الزجاجة كأنها كوكب درى » (النور /ت؟) وطرف الخيط ؛ أى 
طرف خيط المعانى (المولوى طرف خيط المحبة )018/١‏ فهو المبدأ لما يجيش فى قلب مولانا 
من معانى وهو الملهم لها ؛ ويطلب من حسام الدين أن يكتب عن أحوال الشيخ والمرشد وعن 
قيمته من أجل الطريق ؛ وهو منضج ثمار الخلق كما ينضج شهر تير" شهر الصيف " الثمار . 
ولا تظن أنه شيخ بكبر السن» ولكنه شيخ من عطية الله ومن إقباله ( عن هذا الوصف بالتفصيل » 
أنظر الكتاب الرابع الأبيات 7١7١ - 5١٠١‏ وشروحها وأصل المعنى فى مقالات شمس ص 
)١‏ ؛ فالشيخ ليس مريدا ودليلا فى الطريق بل هو الطريق نفسه » وقلوب المريدين تستئير 
بالشيخ مثلما يستهدى السراة بالقمر » وإياك ان تظن ان المشيخة بالعمر فالشيخ متصل بالحق » 
والحق لا يعرف الزمان » وهو كالخمر المعتقة قوى التأثير ؛ وخمره من لدن الحكيم الخبير » ومن 
ثم فلا مناص من الشيخ ؛ ذلك أن الطريق صعب ووعر وملئ بالمخاطر والآفات» وسيرك فيه 
وحيداً هو الخطر بعينه وفى هذا يقول شمس الدين (مقالات )١45 - ١44‏ : "ومع كل هذا » فما 


دام المريد لم يصبح كاملا بعد ء وحتى يكون بعيدا عن الهوى »عليه ألا يبنعد عن نظر الشيخ » 


ذلك أن نفسه البارد يجعله باردا فى التو واللحظة ٠‏ يكون سما كاملا ينفث حية ؛ يسود كل ما 
يصل إليه » لكنه عندما يصبح كاملا فلا ضرر عليه من غيبة الشيخ” !! والحمار هو النفس 
العاصية الميالة إلى الشهوات (المرج)؛ وقده نحو الشيخ ليصفيه وينقيه ويجعله جديرا بالطريق » 
فهذه النفس حمارء إفعل عكس كل ما تأمرك به وتقودك إليه "كيف يقود الحمار راكب الحمار" 
ويستعين هنا بحديث نبوى " شاوروهن وخالفوهن " ويرى أن الضمير هنا عائة على الهوى 
والشهوات ووساوس النفس ... وكلها تتحطم وتصير بددا مع رفاق الطريق تحت ثيادة المرشد 
بالطبع. وهنا تقاش بين الصوفية ومخالفيهم حول ضرورة الشيخ؛ وقد ذكر عبد الرحمن بن خلدون 
هذا النقاش في كتابه "شفاء السائل" بالتفصيل ونقل دلائل كل جماعه . ويرى ابن خلدون أن 
مجاهدات الصوفية على ثلاثة أنواع : مجاهدة النفوس وهى العمل بأحكام الشريعة ولا تحتاج إلى 
شيخ ؛ ومجاهدة الإستقامة أى إصلاح النفس وحفظها على التوسط دون إفراط أو تفريط؛ والتحقق 
بالأخلاق الحسنة على ما جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ولا ضرورة فيها لشيخ أو 
مرشدء ومجاهدة الكشف والمقصود بها كشف الحجب عن أسرار الخليقة وأسرار الشرع ومعرفة 
الله وهى نتيجة من نتائج مجاهدة التقوى والاستقامة ويجدها الصوفية فى الخلوة » وطريقها 
سكتت عنه الشريعة؛ والصوفية هم الذين وضعوها ووضعوا مصطلحاتها » وهى لا يمكن ان 
تتيسر دون مرشد أو شيخ . ويرى فروزانفر أنه إذا كان علماء الظاهر يحتجون بأن علوم الصوفى 
والكشف لم تكن موجودة أيام الرسول صلى الله عليه وسلم فالرد : وهل كانت كل العلوم التى 
يتشدق بها علماء الظاهر موجودة ؟!! (شرح مثنوى شريف .)157١- 1١١١7‏ 

(59175 - 19487) : فى العنوان يقتبس مولانا من الحديث النبوى الشريف : يا على : إذا تقرب 
الناس إلى خالقهم فى أبواب البر فتقرب إليه بأنواع العقل تسبقهم بالدرجات والزلفى عند الناس 


وعند الله فى الآخرة " (أحاديث مثنوى/١")‏ . ونقلها على بن فضل الجيلانى بتصرف يسير عن 


-مه2غ١‎ 


ابن سينا ؛ كما نقل مضمونها المحقق الكبير ميرداماد (جعفرى 400/5) ويواصل مولانا الطرق 
إلى الله والوسائل إليه » فالعقل هو "ما عبد به الرحمن وعرف به الديان ؛ (عن تفصيالات عن 
العقل ودوره فى الطريق » أنظر الكتاب الرابع » الأبيات 5١91١ - 5١174‏ وشروحها) لكن العقل 
أيضا لا يصل إلى مرتبة الشيخ » ففى ظل الشيخ يكون الرجاء؛ وطرق الطاعات كثيرة وأفضلها 
الاقتداء بالشيخ .. هذا إن قبلك الشيخ ١‏ فإن قبلك » استسلم له تماما » وسلم له قيادك . فإن مقامه فى 
الأرض كمقام جبل قاف " الأرض - في المأثور الفارسي- يمسكها جبلان من الشرق ومن الغرب 
كلاهما كوتد الأرض " وروحه كأنها طائر العنقاء الخرافى يحلق فى أعالى الأعالى (العنقاء تسكن 
جبل قاف ؛ أو خلف جبل قاف فكأنها خارج العالم المادى) » والشمس التى تخفت فى صورة إنسان 
كناية عن المرشد وكناية عن مرشده شمس الدين التبريزى وهو على كل حال لا يوصف . 
(148؟ - )١99*‏ : المرشد والرجل الصالح قد يعرف ما لايعرفه الأنبياء. والدليل : موسى عليه 
السلام والعبد الصالح المذكور فى سورة الكهف والذى يقول المفسرون أنه الخضر اق » وموسى 
تن لم يدرك الحكمة في ما فعله الخضر ٠‏ فقال له الخضر « هذا فراق بينى وبينك » (الكهيف 
فخرق السفينة وقتل الغلام أمور جلت عن فهم موسى ناه لكن الخضر بعلمه من لدن الله 
يعلم ماذا يفعل » ان ما فعله فعله بيد الحق " كنت يده التى يبطش بها وقدمه التى يسعى بها ؛ وإن 
سألنى أعطيته وإن استعان بى أعنته " والله سبحانه وتعالى نص على ذلك فى بيعة الرضوان تحت 
الشجرة فقال «يد الله فوق أيديهم ». وروح الولى خالدة لا يعتريها الفناء ؛ وعطية تصل إلى 
الغائبين عن محضره فما بالك بالحاضرين (لا تزال عطية مولانا جلال الدين تصل إلينا) فحتى 
الذى يقطع الطريق وحيداً إنما يقطعه بنفس الشيخ ومعونة الشيخ » وكل هذا يحتاج منك إلى الجهد 
وإلى الجلد وإلى تحمل مشاق الطريق وصعابه وإلى قلب من حديد يتحمل طعنات الخلق ... فإن 
هذه الطعنات هى التى تخلقك كما يخلق الصقل المرآة . 


81م - 


(5144) : أول لطيفة من اللطائف التي يرويها مولانا جلال الدين في المثنوي » حيث يجعل من 
الحكايات الهازلة ( وأحيانا الخارجة ) منطلقا إلى بيان معاني عالية وإرشادات سامية » وأغلب 
هذه اللطائف من المأثور الشعبي الدارج » ويصرح مولانا في أكثر من موضع أن أمثال هذه 
الحكايات جد في الباطن وإن كانت تبدو هزلا في ظاهرها ؛ ويقول بأن صورة الحكاية لمن 
يريدهاء ولبابها لمن يريده والحكاية التي بين أيدينا لا يوجد لها أصل قبل مولانا جلال الدين , 
ولعلها من الحكايات الشعبية التي كانت رائجة في زمانه » وإختياره لأهل قزوين بالذات بالنسبة 
لعادة الوشم أمر غير مفهوم؛ ولم تقتصر عليهم عادة الوشم بل كانت عادة منتشرة في مناطق 
عديدة من العالم » إلا أن السخرية من أهل قزوين خاصة باب شائع في المأثور الفارسي ٠‏ وتفسر 
أحيانا بأنهم تعرضوا للسخرية من بقية أهالي إيران أيام كانت إيران سنية لتمسكهم بالمذهب 
الشيعي ؛ وهذا تخريج غير مقبول ؛ ومن الشائع أن أهل كل منطقة في إيران يسخرون ويطلقون 
النكات والفكاهات على أهل المناطق الأخرى من باب المزاح والمفاكهة » وهي عادة شرقية 
شائعة كما توجد في بعض المجتمعات الغربية . والقزويني هنا - كما سنرى رمز لمن لا يقوى 
على متطلبات الطريق وصعابه فيترك بعضها الصعب ويتمسك بالسهل فيفقد الطريق كله . وتثير 
هذه الحكاية لدي شخصيا أنواعا من المقارئة عند بعض من يتناولون الإسلام في زماننا الحديث » 
فينكرون الحدود والتعذير والحكم ؛ ويحللون الحرام ويحرمون الحلال ؛ لكي نجد في النهاية 
صورة أسد لم يخلق قط بلا ذيل ولا رأس ولا بطن !! 

(154): في النص "دلاك" وهو المدلك في الحمام ٠‏ ولعل دق الوشم كان من أعماله ٠‏ ولقد آثرت 
ترجمتها بالوشام . 

(د1.٠+-50707)‏ : المستفاد من الحكاية : يخاطب المريد : لتصبرن يا أخي على مشاق الطريق ؛ 


حتى تنجو من النفس الكاقرة المجوسية ومما تسببه من أذى لك ؛ وكل من تخلص من مظاهر 


ت 82# ات 


الوجود المادية صار مسجودا للشمس والقمر أى لم تؤثر فيه عوامل الطبيعة وتقلبات الزمن . 
يصير الوجود كله منقادا له وتسير الدنيا وفق هواه ( لتفصيلات عن هذه الفكرة أنظر الكتّاب 
الثالث الأبيات ١518-١885:‏ وشروحها ) وإذا كنت تريد مثلا فاقرأ ( وترى الشمس إذا طلعت 
تزاور عن كهفهم ذات اليمين » وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال ) ( الكهف )١7/‏ أليس هذا دليلا 
على أن الله سبحانه وتعالى يجعل مظاهر الطبيعة وفق هوى أوليائه وبحسب مصلحتهم ؟ 
(3075-9011 ) : إما أن تكون أنت موجودا » وإما أن يكون هو موجودا ؛ فوجودك حجاب 
على وجوده » فإن أثبت لك وجودا فكأنه غير موجود » ولكي يكون شوكك كله وردا عليك أن 
تضرم النار في مزرعة وجودك » والتوحيد هو إسقاط الغير.. ولا غير . وجودك كله ليل ٠‏ فكيف 
تدرك الشمس النهار الساطعة ما لم يُمحَ هذا الوجود الذي كالليل .. وفي وجودك معدن رخيص . 
تحاس لا قيمة له ٠‏ فأذبه في كيمياء التبديل التي يقدمها لك الشيخ ٠؛‏ ما بالك تقول أنا أنا ١‏ طالما 
كانت "أنيتك" حاضرة » فلا إدراك لك للذات العليا : 

بيني وبينك إني” ينازءغي * قفارفع بنفسك إنيي من اليين 
" وجودك - ياحافظ - هو حجابك " ( أنظر شروح البيتين " 55١١-557١‏ من الكتاب الذي بين 
أيدينا ( 
(5077) القصة التي تبدأ بهذا البييت وردت فيما يرى فروزانفر في نثر الدر لأبي سعد الآبي 
'طبعة دار الكتب الباب الرابع عشر أمثال ونوادر على ألسنة البهائم " كما وردت في كتاب 
الأذكياء لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ؛ كما وردت في محاضرات الأدباء ودفى فرائد 
السلوك بالفارسية ( مآخذ )"١0-78/‏ والأسد.هنا رمز للولي والمرشد ( هناك استخدام آخر لهذا 
الرمز بالتفصيل أنظر. الكتاب الخامس الأبيات :141؟718545-1اوشروحها ) . فالمرشد رحمة » 


والله ينزل رحمته على خلقه بواسطة حججه وأوليائه ( سيد جعفر شهيدى : شرح مثنوي- الجزء 


- غ64 - 


الرابع من الدفتر الأول - تكملة العمل الذى لم يسعف الأجل المرحوم فروزائفر لإتمامه - ص؟١-‏ 
تهران “5175 اهش.ش. - يذكر فيما بعد تحت عنوان شرح شهيدي ). 

(50755-506): كون القطب مع مريديه » كما يكون الملك بين حاشيته ؛» تواضع منه وخفض 
جناح » وإعمال” للحديث النبوي الشريف " الجماعة رحمة والفرقة عذاب ' ( بأسانيده أحاديث 
مثنوي ص ١؟)‏ ؛ كما أن الرسول عليه السلام الذى لا ينطق عن الهوى ؛ إن هو إلا وحي 
يوحىء أمر باستشارة أصحابه (فاعف عنهم ؛ واستغفر لهم » وشاورهم في الأمر ) ( آل 
عمران/59١)‏ » والذهب يوزن بحبات الشعير ٠‏ وأحيانا تضاف حبات الشعير إلى كفة الذهب (حبة 
الشعير تعادل واحدا من ثمانية وأربعين جزءا من المتقال ) ؛ والجسد الترابي بحواسه الخمسة 
حارس للروح ٠‏ وأين مقامه من مقام الروح ؟! 

)"١54-89(‏ : الذئب والثعلب كلاهما رمز لطلاب الدنيا ومتاعها » وعندما يكون الصيد 
والزاد سمينا يزداد الطمع .. وها هما بعذ الصيد يننظران من الأسد عدل المنوك وقسمة الملوك . 
وينتقل مولانا من أسد الغابة إلى أسد الرجال » فقد فهم الأسد طمعهما » وأنظار الرجال مشرفة 
على قلوب المريدين » ولهذا قال أبو يعقوب السوسي في شرح حديث إتقوا فراسة العبد المؤمن 
فإنه ينظر بنور الله : إنهم جواسيس القلوب ٠‏ يدخلون في قلوبكم » ويطلعون على أسراركم ٠‏ فإن 
جالستموهم فجالسوهم.بالصدق (١‏ أنقروي )2553/١‏ ( أنظر أيضا حكاية الدرويش والحطاب في 
الكتاب الخامس ) ولذا فقدعلم الأسد ما يدور في خلد الذشب والثعلب لكنه تجاهل الأمر » قمن 
سمات الأولياء التغاضي عن زلل المريدين وعدم مواجهتهم به ءلم يكن غضب الأسد لأن 
الأئب والثعلب أراد! القسمة : لكن غضببه لأنهما أساءا الظن به وبعطائه:؛ ويسوق مولانا بيتين 
يشير بهما إلى سوء ظن العباد بالخالق الذي قال في حديثه القدسي ' أنا عند حسن ظن عبدي بي ". 


لكن النقش ايز اليطامن النقادن ويكيد لداوهئ ضور في يذ النقائن ٠‏ وهذا: المعني تكرر كديرا 


- 6غ - 


عند مولانا ( أنظر على سبيل المثال لا الحصر الكتاب الثالث البيت77 كوشروحه ) وأولئك هم 
(الظانين بالله ظن السوء ٠‏ عليهم دائرة السوء ) ( الفتح/1) ٠»‏ وينوي الأسد بينه وبين نفسه أن 
يجعل منهم مثلة للزمان ؛ كل ذلك دون أن يبدي لهم شيئا فهو يبتسم مما يذكر ببيت المتنبي : 
إذا رأيت نيوب الليث بارزة * فلا تظنن أن الليث يبتسمم. 

وهذا المال الموجود في الدنيا وهذه الزيئة هي بسمات الحق » إنها مجرد فخاخ منصوبة للخلق » 
والإفتقار إلى الله تعالى » وبذل المشقة أفضل في هذا الطريق ؛ هى التي تفوت تأثير هذه الفخاخ 
والبسمات وتجلب رحمة الله وعطاءه . 

)١18-:5(‏ : ذنب الذئب أنه رأى الأسد » وسمح له الأسد بصحبته » ثم أثبت أنية ووجودا 
لنفسه ؛ ولا ذنب هناك أبشع من تجاهل بعد علم ؛ ووقاحة عن معرفة وعن رؤيةء 
وانسلاخ عن آيات الله بعد أن يؤتاها المرء ؛ فلا يكون مرتكب ذلك جديرا من المليك إلا بإنزال 
أشد أنواع العقاب » ومن إدعى أنية أمام وجوده فهو هالك لا محالة ؛ مصداقا لقوله تعالى (كل 
شيء هالك إلا وجهه ) ( القصص/588) وائظر إلى الشهادة : لا إله إلا الله ؛ فمن وقف عند 
لافقد أنكر » ومن وقف عند إلا فقد أثبت التوحيد » وظفر بالبقاء والخلود » أما ذلك الذي 
يقول أنا وأنت فهو واقف على الباب مردود عن الدخول ؛ محروم من العطاء . 

)"١594(‏ الحكاية التي تبدأ بهذا البيت وردت قبل المثنوي في حياة الحيوان للجاحظ وربيع الأبرار 
للزمخشري ورسالة العشق والعقل لعبد الله الأنصاري ومصيبت نامه للعطار ٠‏ وأقرب الروايات 
إلى رواية مولانا هي رواية العطار ( مآأخذ/ 58-9١‏ . 

)١77-7070(‏ إن الذي يكون على باب الحبيب ؛ ويقول : أنا » ليس إلا فج ساذج لم تنضجه 
نار الفراق ٠‏ وروى الأنقروي : قال جابر رضي الله عنه : أتيت باب الرسول صلى الله عليه 


وسلم ١‏ فدققت الباب ؛ فقال: من ذا » فقلت أنا فقال : أنا أنا كأنه كرهها ( أنقروي )559/١‏ » ونار 


غ0 - 


الفراق كما ورد في مقالات شمس (ص؟١١)‏ هي التي تنضج وتهذب ؛ ومن علامات النفاق إدعاء 
المحبة وإثبات الذات » فالمحب الحقيقي فان في محبوبه منكر لذاته وحظه . 

(307) ليس في الدار غيره دير . 

لي 0 الخيط المفرد : الإفراد » والخيط المزدوج : الثنوية » والإبرة الطريق الدقيق : 
طريق الذهاب إلى الحق ولقاء المحبوب » والصورة ناظرة إلى ما ورد في إنجيل متى ' إن مرور 
جمل من ثفب إبرة أبسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله " ( عن شرح شهيدى )١7١/‏ 
والآية القرآنية الكريمة ( إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها ٠‏ لاتفتح لهم أبواب السماء ولا 
يدخلون الجئة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) ( الأعراف )5١/‏ لكن الجمل ( في مصطاح مولانا 
المتطامن المتكبر والنفس الأمارة والشهوة المستعرة ورؤية الذات ) بأمر " كن فيكون " يستطيع 
بالرياضة والمثابرة وصحبة الشيخ أن يتحول » ويصور الرياضة بالمقراض الذي يأخذ من الوجود 
المادي ويقلل منه لصالح الروح » فلا محال أمام الله » ولا مرض غير قابل للشفاء » ومن أقل 
عطاياه لنبيه عيسى تت إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى ؛ وذلك العزيز في البيت؟7:48 
قد يكون المقصود به عيسى اتنا وقد يكون المقصود الحق جسل وعصلا . 

(5088-087) : وما الميت أمام قدرة الله والمبت وج ود بلا حركة ينتظر أن تبث فيه 
الحركة وما أيسرها على الله تعالى ٠‏ أما العدم وهو لا وجود له ؛ فمنه تنبع كل الموجودات بأمره 
تعالى وبقدرته جل شأنه » فهو لم يخلق الخلق عبثا ؛ ولن يتركهم سدى ؛ بل ( كل يوم هو في 
شأن) ( الرحمن )١9/‏ وللإمام علي 8د " الحمد لله الذي لا يموت ولا تنقضي عجائبه » لأنه كل 
يوم هو في شأن من إحداث بديع لم يكن " ( عن شرح شهيدي/19) » وحركة البشر نفسها في 
رواح وغدو ؛ والصورة منقولة من قول الإمام :#" لله تعالى في كل لحظة ثلاثة عساكر » فعسكر 


- ل/اغ24م - 


ينزل من الأصلاب إلى الأرحام » وعسكر ينزل من الأرحام إلى الأرض » وعسكر يرتحل من 
الدنيا إلى الآخرة " ( عن أحاديث مثنوي /7؟) . 

)1١49 -709١(‏ ليس ثم إلا الواحد ؛ وليس ثم إلا الوحدة » والمتعددات والكثرة ما هى إلا مظهر 
من مظاهر الوحدة؛ " كن" على حرفين لكنها تؤدي فعلا واحدا » هي كالوهق مزدوج ذو طرفين 
ويقوم بفعل واحد هو الجذب ؛ كالقدمين يسيران معا في طريق واحد ؛ كالمقراض مكون من 
طرفين ويقوم بقص واحد ١‏ كعمل قصاريّن " غاسلي ثياب " ( أنظر إلى تدرج مولانا في تقديم 
الصور ) » وأصدق مثال على تعدد الصور ووحدة الأثر : الأنبياء والأولياء » أليسوا جميعا مهما 
تعددت صور الدعوة وأساليبها ومعجزاتها وكراماتها ينادون بالاتجاه إلى الواحد وعبادة الواحد ؟ 
(أنظر أيضا لهذه الفكرة : الكتاب الثالث الأبيات :5؟١1؟35-5؟١١؟‏ وشروحها ) 

)"١١5-5(‏ وقفة من مولانا جلال الدين عن الفيض " الماء" لأن الماء قد جرف حجارة 
الطاحون * جاوز الكلام قدرة مولانا على الإفضاء " » وثمة سبب آخر وهو الغفلة التي انتابت 
المستمعين » وما لم يكن مستمع لا يفيض الحديث » وما دام المرء لا يحتاج إلى الطاحون فإن 
الماء لا يدخل الطاحون »٠‏ وإنما يكون الحديت من أجل مستفيد متعلم » وإن .لم يكن مستفيد أو متعلم 
فما جدواه ؟ » إنه يعود إلى أصله أى إلى الجنان " تحت العرش كنوز مفاتيحها ألسنة الشعراء " » 
وإياكم أن تظنوا أنه ينبع من الحلق والحبال الصوتية » وليت .الكلام يكون بلا صوت ولا حرف 
ولا قيل ولإ قال » ينبعث من القلب " مجراه الأصلي ' إلى القلب " أذن القلب" ( أنظر البيت ١75٠‏ 
من الكتاب الذي بين أيدينا ) ٠‏ لكن محال » لا بد من النزول إلى مستوى الحرف والصوت » وليته 
يصادف فهما صحيحا سليما ( لمولانا : مت حسرة بحثًا عن الفهم الصحيح - البيت ١٠١١٠من‏ 
الكتاب الثالث - وليت الكلام يكون بلا حروف : أنظر الكتاب الثالث الأبيات :5.1 ١1".5-١‏ 


028 د 


ل اام) :هناك عوالم عديدة يدعو مولانا الله إلى تمكينه من تجاوزهنا إلى عألم العدم 
الأكثر رحابة وإتساعا ٠‏ فالخيال : هو عالم المثال وعالم النفوس المنطبعة ٠‏ والوجود : هو عالم 
الوجود الخارجي » عالم الحس واللون ؛ عالم الشهود » وتتراوح سعة كل عالم عن العالم الآخر 
وهي في سعتها متدرجة من أعلى إلى أسفل :" عالم العدم وعالم الخيال وهو أكثر ضيقا ومن ثم 
مسبب للحزن »٠‏ وعالم الوجود الأكثر ضيقا » ثم عالم الحس عالم الكثرة الذي هو أدنى درجة من 
درجات العوالم في مقابل عالم التوحيد الذي هو أعلاها » وقطع هذه العوالم ليس بالأمر الصعب إن 
كان ثم رعاية إلهية وقبول رباني » إذ يمكن طيها كلها بأمره سبحاف + وتعالى الذي لا يزيد 
عن حرفين " كن " . 

/ الحجر / 74- الزخرف‎ - ١16 / الآية الكريمة " فانتقمنا منهم '( الأعراف‎ :)5١١5( 
.) ؟قودة‎ 

5٠55-51+(‏ ) : '" من كان لله » كان الله له " ( أنظر الأبيات : 41 19-:790 من إلكتاب 
الذي بين أيدينا وشروحها ) . 

(155-1+5”) : الحديث عن الاعتبار » والعاقل هو من اعتبر من مصير غيره » ومن أقوال 
أمير المؤمنين علي رضي الله عنه " واعتبروا ممن أضاعها » ولا يعتبرن بكم من أطاعها ' ( عن 
شرح شهيدي :نص 7؟) والسابقون المذكورون هم الأمم السابقة التي لولا اتعاظ المسلمين 
بمصائرها لما هدوا " وليتهم يتعظ ون الآن " ومن هنا قال عايه السلام ' أمتي أمة مزحومة 
ليس عليها في الآخرة عذاب ٠‏ إنما عذابها في الدنيا القتل والبلاء والزلازل " ( بأسانيده في أحاديث 
مثنوي ص 7") فاعتبروا إذن بمن قبلكم وإلا اعتبر بكم من بعدكم .و : خفف الوطء ما أظن 


أديم الأرض إلا من هذه الأجيسساد . 


- ةعم - 


"١49 -710(‏ ) : يتحدث مولانا كثيرا عن نوح 0: كمثال للثبات على الدعوة والأمر مع طول 
مدة الدعوة وقسوة قلوب العصاة وعدم استجابتهم » ومع ذلك إلا لأنهم رأوا نوحا انه مجرد إنسان 
مثلهم " وربما في بعض الأحيان أقل منهم " ويسوق نوحتفهت: الحديث هنا إلى الكفار : إياكم أن 
تظنوا أني مجرد إنسان مثلكم » إن حديثي منه ( وما ينطق عن الهوى ؛» إن هو إلا وحي يوحى ) 
( النجم / ”-4) » أنا رسوله ؛ وقيمة الرسول من قيمة مرسله ؛ لا تنظروا إلى الجسد وانظروا 
إلى الروح » ولا تستهينوا بما تيسره لكم عيون ظواهركم » إنكم تنظرون ولا تبصرون » وإذا لم 
يكن نوح اتية أسدا ؛ فلماذا دمر الحق عالما كاملا من أجله ؟ ولماذا مزقهم كما مزق الذئب في 
الحكاية السالفة الذكر ؟ أتبدي إذن جرأتك أمام أسد الله وأوليائه وأصنيائه ؟ ألا ليتك تعلم بما حاق 
بمن قبلك وتتعظ به !! وليت العقاب كان قد حاق بالأجساد فحسب ؛ فكل عقاب يحيق بالأجساد 
نفع إذا كان الإيمان باقيا . وتطهير وغفران إذا بقيت الأرواح سليمة » لكن لعلكم تتساءلون : 
كيف يكون كفر بالأجساد ومع ذلك يظل الإيمان سليما ؟ هذا هو السر الذي لا أستطيع أن 
أفشيه . والواقع أن مولانا لايريد أن يخوض في قضيتين : الأولى : هل مرتكب الكبيرة كافر » 
وفيها خلاف بين كل الفرق » والثانية : قضيته الأساسية ؛ قضية الجبر والاختيار : فإذا كان 
فعل الكفر عند العبد من الله ٠‏ فإن الله قدر على الاستتابة وعلى التطهير » ومن الممكن أن يقبض 
عبده المذنب والمتجرئ على ملكوته تائبا آثتبا ليس عليه شاهد بذنب . ( أنظر الكتاب الثالث 
الأبيات :5155-5586 وشروحها ) . 

5١55-15٠(‏ ) : يعود مولانا إلى الثعلب الذي ترك الأنية وذاب في " الأنا العليا " المرموز لها 
بالأسد ؛ ففاز بكل الصيد ٠‏ لقد قلل الاهتمام ببطنه » واعتبر نفسه غير مالك لشيء » وأن الملك 
كله له يقسمه كيف يشاء ٠‏ وأن المخلوق دائما في افتفار إلى الله تعالى ؛ الذي يضع كل شيء 


في موضعه وبقدره » وقد خلق كل الخليقة من أجل الإنسان ؛ فليعلم الإنسان أنها له » وليحسن 


طلبها » وطلبها بمعرقته ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) أى ليعرفون ٠‏ وإياك والشك في 
عطاء الحق » فإن هذا الشك مجلبة لسخطه ؛ وهو يعرف سرك وجهرك وسعيك واحتيالك» 
وأوائك الذين صفوا قلوبهم ٠‏ وأبعدوا عنها ما سوى الله تعالى » أصبح وا في الصدر من 
حضرته ؛ وكل من أخلى صدره من كل شغل ؛ تجلى الحق في مرآته ؛ والمؤمن مرآة المؤمن " 
( أنظر البيت :757١من‏ إلكتاب الذي بين أيدينا ) والقلوب هي المحك والمعيار لكي تفرق بين 
الزائف والصحيح . :)71١55-75155(‏ على ذكر القلب من الجسد " السلطان من الأمة في المأثور 
السياسي " يتوارد إلى ذهن مولانا أهمية الموضع الذي يتبوأه الصوفية العارفون من مجالس 
الملوك ٠‏ فإذا كان الأبطال والعسكر يجلسون على ميسرة الملك " القلب ' والكتاب وأرباب القلم 
على يمينه " اليد اليمنى التي تكتب " » فإن الصوفية يجلسون في مواجهتم ؛ لأنهم مرايا الروح ؛ 
وفيها ينعكس ما يدور في قلب الملك » فيراقب نفسه ؛ ويرعى حرمة الجالس أمامه " للصوفية 
مواقف في مواجهة الطغاة وكف طغيائهم عن عوام الناس - أنظر أسرار التوحيد في مقامات أبي 
سعيد ترجمة إسعاد قنديل وسيرة الشيخ الكبير ترجمة كاتب هذه السطور " ؛ ويستدرك مولانا 
قائلا بأن صاحب الوجه الحسن هو الذي يديم النظر في المرآة ويكون عاشقا لها ؛ فكثير من 
السلاطين يعرفون دخائل قلوبهم وقبحها ؛ فلا يطيقون أرباب القلوب ولا يأنسون إليهم » فهم 
المرايا التي تظهر الحقائق ؛ وهم جواسيس القلوب . وفي تعليقات نيكلسون " السلطان هو الروح ٠‏ 
والأبطال هم القوى النفسانية والمشرقون ٠‏ وأهل القلم هم العقل » والصوفية هم قلب الولي الكامل. 
ريضيف شهيدي أنه من أجل فهم المعنى الظاهري يجب الانتباه إلى أن الصوفية وشيوخهم تمتعوا 
بمقام منحوظ في بلاطات آسيه الصغرى في العهد الذي عاش فيه مولانا ٠‏ مما يمكن ملاحظته في 


ثنايا كتاب مناقب العارفين للأفلاكي " ( شرح شهيدي / ص5 2) . 


- م6١‎ 


(١17١؟)‏ الحكاية التي تبدأ بهذا البيت فيما يقول فروزانفر ( مآخذ/.رص١")‏ وردت. قبل مولانا في 
كتاب " المستجاد من فعلات الأجواد " كما وردت في " جوامع الحكايات " لمحمد عوفي ». وأضاف 
زرين كوب ( عبد الجسين زرين كوب : بحر در كوزه » نقد وتفسير قصها وتمثيلات مثنوي 
صصلادو58. - ط؟ - تهران .0١1775‏ ش.- يذكر فيما بعد تحت عنوان بحر در كوزه ) 
مصدرين هما إلهي نامه للعطار وفيه ما فيه لمولانا جبلال الدين: » ويضيف زرين كوب هنا أن 
يوسف اقية هنا رمز للجمال الإلهي الذي يتجلى في مرآة أو مرايا عديدة . 
(3181-177077): الأبيات تشير إلى أن يوسف نه حتى في أوان محنته كان صابرا موقنا في 
عاية للقي شاغر كاز عند رف سويضع لخن كلق ذلك تكنلا علي الزويسة القاتقضة 
التي رآها بسجود الشمس والقمر والكواكب له أنظر : الكتاب الثالث الأبيات :7747-7175 
وشروحها والكتاب الرابع الأبيات :17253-5*98 وشروحها والكتاب الخامس الأبيات : -4:7٠‏ 
5 وشروحها ) كان عارفا بأن كل هذا الخراب الذي يحيق به من أجل عمران آت لا محالة » 
ولولا هذا الخراب ما جاء هذا العمران . ويضرب.يوسف في الحكاية التي بين أيدينا الأمثال التي 
طالما يضربها مولانا في أكثر من موضع ليدال على أن العمارة في الخراب والجمع في التفرقة 
(أنظر : الكتاب الذي بين أيدينا الأبيات "١1-70:‏ وشروحها حيث إشارات إلى نفس الفكرة في 
مواضع أخرى من المثنوي ) وفني البييث 07" إشارة إلى علاج في الطب التقليدي الإيرائي 
يسنمى كحل الجواهر حيث كان الدرٌ يدق ويكتحل به على اعتقاد بأن له خاصية ‏ في تقوية البصر 
( إستعلامي. )741/١‏ أو فئ-إعادة البصر إلى الأعمى. ( هيدي 4307) ا كله وارد في 
معارف بهاء ولد ' أى دق رأيت قلت يه قيمة المدقيوق ؟ '" (معارف ص ٠١"‏ و صض50؟). 
ويعجب الزراع .الواردة بالعربية في البيت 1" إشارة إلى الآية الكريمة (ذلك مثلهم في التوراة 
ومثلهم في الإنجيسل كزرع أخرج شعلأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه , يعجب الزراع , 


ليغيظ بهم الكفار) ( الفتح /3؟ )( وعن فكرة أن زرع الجسد في القبر بعد الموت لابد وأن ينتج 
عنه نيات أنظر : الكتاب الثالث الأبيات + 595-559" وشُروخيا ). 


- 84805 - 


)3١917--504(‏ : يخلص مولانا من فكرة أن كل إنسان يعود من السفر إنما يحمل هدية لحبيبه 
إلى فكرة أكثر عمقا وهي : إذا كانت مرحلة الحياة الدنيا مرحلة سفر عن الوطن ؛ والموت عودة 
ولقيا للحبيب فماذا تحمل إلى الحبيب عند عودتك من السفر ؟ ويشير إلى الآية الكريمة ( ولقد 
جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة ) ( الأنعام/ 454) وفرادى تعني : خاوين من كل ما أنعم الله 
عليكم به في الدنيا » وإنما ينبغي لك أن تحمل إليه ما أديته من أعمال في مقابل هذه النعم من 
صالح الأعمال » هذا إذا كنتم في الأصل لم تقطعوا الأمل في العودة » وأنكرتم البعث » واعتبرتم 
الأمر باطلا » وإن إنكار مثل هذه الضياقة من قبيل الحمارية ؛ فلن يكون لك من نصيب من هذه 
الضيافة العامة إلا جهنم ونارها وترابها ٠‏ أتريد أن أقول لك طرفا من هذه الهدية التي ينبغي أن 
تحملها إليه ؟ اقرأ الآيية الكريمة ( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ؛ وبالأسحار هم 
يستغفرون ) ( الذاريات 18-١17/‏ ) ( لتعبير آخر عن هذه الفكرة أنظر : الكتاب الرابع الأبيات : 
14--لالا5١‏ وشروحها ) . 

(31919-819 ) : لتفصيلات عن فكرة أن الإنسان في الدنيا مثل الجنين في الرحم ثم ينتقل إلى 
الأرض الواسعة ٠‏ أنظر الكتاب الثالث الأبيات 4-5٠‏ وشروحها . والأرض الواشعة اقتباس من 
الآية الكريمة رقم 417 من سورة النساء » وهي هنا أرض عالم الغيب وعالم الوجود الحقيقي 
( لتفصيلات عنها أنظر الكتاب الرابع الأبيات : 717875-5148١‏ وشروحها ) . 

(504-8194" ) : لشرح هذه الأبيات أنظر الكتاب الذي بين أيدينا الأبيات 99-15٠‏ والأبييات 
404-55 وشروحها ؛ وعن الجبل والصدى وعلاقته بالفكرة الموجودة في الأبيات أنظر الكتاب 
الثالث الأبيات 784-5417 و4510 *١-5517١وشروحها‏ - وعن أهل الكهف وتشبيه الأولياء بهم 
أنظر البيت 07 من الكتاب الذي بين أيدينا وشرحه ). 

(504") حامل الكمون إلى كرمان مثل فارسي يقابله في العربية حامل التمر إلى هجر . 
)"5٠١(‏ تشبيه المرآة بصدور الرجال ورد كثيرا في المثنوي أنظر على سبيل المثال لا الحمصر 
الأبيات 51359 و5175 و 5١57‏ من الكتاب الذي بين أيدينا . 


(575-9915") : كما أن الحسان عندما يرون وجوههن في المرآة ينشغلن بها ويغبن عن أنفسهن 


07م سه 


فإن العبد إذا أراد أن يرى نفسه في مرايا الحق عليه أن يصبح فانيا » وعندما يرى الإنسان نفسه 
عدما : يفيض عليه الحق وهو الغني المطلق » وعندما يفيض عليه يتجلى الحق . يقول 
عبد الوهاب الشعرائي " واجهد نفسك عندما ترى الصورة في المرآة » أن ترى جرم المرآة » فإنك 
لا تراه أبدا » لكن إن قلت أن المتطبع في المرآة صورتك صدقت ٠؛‏ لأنها نشأت من مقابلتك » وإن 
قلت غير صورتك صدقت » لأن صورتك لم تنتقل ؛ فافهم " ( مولوي 585/١‏ ) ثم ينزل مولانا 
جلال الدين بمستوى التعبير قليلا ويقدم صورا من الواقع المعاش : مالم تبدُ الحاجة لا يكون 
العطاء " لايفور اللبن من الثدي إلا إن كان ثم رضيع باك " وحيث ثم جائع يكون الخبز » وإن كان 
ثم عود حرق لا بد أن يكون هناك زند ؛ والحائك الماهر لا يخيط ثوبا جاهزا ؛ والنجار لا يسوى 
خشبا مشكلا بل يأخذ فرعا لم يسو بعد ؛ ومجبر الكسور يقصد مكسور القدم ؛ والطبيب يقصد 
المريض . التقص هو سبيل الكمال وهو مرآته . فإذا كنت تريد الكمال فأبد التقص ' أنا عند 
المنكسرة قلوبهم " والأمور تعرف بأضدادها » وجاء في الحديث النبوي " من عرف نفسه فقد 
عرف ربه " أى : من عرف نفسه بالتذلل عرف ربه بالتفضل ؛ ومن عرف نفسه بالحقارة » عرف 
ربه بالجلالة » ومن عرف نفسه بالقناء » عرف ربه بالبقاء " ( مولوي 5856/١‏ ) 

(ه7775-877): المهم أن تدرك أنواع التقص فيك ؛ فإنك إن عرفتها أسرعت في إصلاحها 
بسرعة عشرة جياد » فإذا كنت تظن في نفسك الكمال .. كيف تسرع إلى ذي الجلال » وويلك 
من هذا العُجب وهو أكبر آفات النفس , ويجر عليك الويلات ٠‏ وأفظعها قاطبة غضب الله سبحانه 
وتعالى " الكبرياء ردائي والعظمة إزاري ؛ فمن نازعني ردائي وإزاري » قصمته ولا أبالي " » 
وألا فلتعلم أن الكبرياء كان الداء الأكبر عند إيليس اللعين ٠‏ وهو الذي دفعه إلى عدم السجود لآدم 
( قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) ( الأعراف /؟١)‏ والكبرياء في الإنسان 
أخفى من البعر في الجدول الصافي " أو أخفى من دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في 
الليلة الظلماء " و " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " ولا سبيل إلى علاج 
الكبرياء إلا من وجهين : أحدهما أن ينظر المرء إلى النفس بعين الحقارة » فيرى خسة طبعها 
وركاكة نظرها ودناءة قيمتها وأنواع عيوبها وتمردها على الحق وتعلقها بالباطل وخباثة ذاتها 
ودمامة صفاتها وتعديها وظلمها لنفسها » ومع ذلك يرى عجزها وفقرها وذلها وضعفها ومسكنتها. 


- غ800 - 


والوجه الثاني : أن ينظر إلى عظمة الله وعزته وكبريائه وجلاله وجبروته وشدة عذابه وألم 
عقابه فيها » ويتحقق أن بطشه بالمجرمين شديد وعقوبته للمتمردين عظيمة ؛ فيصغر نفسه باللوم 
لمعرفة قدرها ؛ ويتواضع لله بالعجز لمعرفة قدره ؛ خائفا من عذابه » راجيا ثوابه » كما قال 
تعالى ( يدعون ربهم خوفا وطمعا ) فيبدل الله سيئة كبرها بخسة تواضعها '( منارات السائرين 
لامكو ). 

(74- .374 ) : إنه هو الشيخ الذي يستطيع أن يتتبع أدق أمارات الكبر داخل نفسك ؛ وهو 
الذي يشق الجداول الصافية " الخالية من بعر الكبرياء المختفي '" داخل رياض النفس الكلية التي 
يحمل السالك إليها ( عن صلة الشيخ بالنفس الكلية أنظر ؛ الترجمة العربية لحديقة سنائي الأبيات 
5070-1 وشروحها صص 705-708 من نفس المجلد الأول ) وهو الذي يستطيع أن 
يعالج جراح النفس التي حط عليها ذباب الأفكار والهموم وأموال الدنيا وشهواتها ( عن علاج 
الشيخ للكبرياء بوسائل لا تقل علمية عن العلاج النفسي المعاصر » أنظر : أسرار التوحيد في 
مقامات أبي سعيد ؛ وانظر أيضا : ديداري با أهل قلم » لغلام حسين يوسفي ؛ مقال : عارفي از 
خراسان صص ١55-١51١‏ - انتشارات دانشكاه تهران - ١١55‏ ه. ش. )؛ والمرشد عالم بالله؛ 
جاء في قوت القلوب العلماء ثلاثة : عالم بالله وبأمر الله فذلك العالم الكامل ؛ وعالم بالله غير 
عالم بأمر الله فذلك العالم التقي الخائف » وعالم بأمر الله غير عالم بالله فذلك العالم الفاجر ؛ وقال 


ابن عربي : 

ما حرمة الشيخ إلا حرمة الله 3 فقم بها أدبابالئلهبالله 
هم الأدلاء والقربى تؤيد هسم على الدلالة تأييدا على الله 
الوارثون همو للرسل أجمعهم فما حديتهيمو إلا عن الله 
كالأنبياء تراهم في محاربهم لا يسألون من الله سوى الله 


فإياك أن تفلن أن هذا العلاج من نفسك أنت ومن مجاهداتك أنت ... وإلا كانت جرأة 


- 084 - 


مسر 


كجرأة كاتب الوحى الذى سطع عليه شعاع من نور الرسول # فظن أن الوحى ينزل عليه (ومثل 
حكايات تأمبر الشاب الهذلى الواردة فى الكتاب الرابع الترجمة العربية الجزء الخاص بشعاع 
السكر » الأبيات 5١84‏ -/5١؟‏ وشروحها) . 

(41؟؟) : الحكاية التى تبدأ بهذا البيت فيما رواه فروزانفر (مآخذ /7-557؟) نقلا عن أسباب 
النزول للواقدى وتفسير أبى الفتوح الرازى عن كاتب الوحى عبد الله بن سعد بن أبى سرح الذى 
كان يملى عليه الرسول خ* الآية الكريمة ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ) ثم انتهى إلى 
قوله ( ثم أنشأنه خلقاً آخر ) فبادر ابن سرح بقوله ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) فقال الرسول #6 
« اكتبها فهكذا نزلت على » وقد ناقش الأستاذ شهيدى هذه الرواية (شرح المثنوى /55, ص ؟7) 
ورفضها لأنها لا تتفق مع روح الإسلام من ناحية » ومن ناحية أخرى هناك روايات أخرى عن 
أسباب ردة ابن سرح أكثر إقناعاً منها » وبمناقشة ترتيب نزول الآيات المختلفة التى قيل أن 
المقصود بها ابن سرح تبين أنه ارتد والتحق بأهل مكة بعد صلح الحديبية» وذلك بعد سبع سنوات 
من نزول الآيات المذكورة ... فضلا عن أن أبى سرح لم يكن صادق الأستلام + كان أبؤه أيضنا 
من كبار المناققين فضلاً عن بعض الخلافات القبلية ... ويرجع الأستاذ شهيدى اختلاف هذه 
القصة إلى عهد ولاية عبد الله بن أبى سرح لمصر فى عهد عثمان هه عنه وإثقاله الناس 
بالضرائب والمكوس وسيره فيهم سيرا بعيداً عن العدل . 

(50؟" -5537") : عن القيود الخفية غير الظاهرة وبها يتعذب صاحبها دون أن يرى الناس فيه 
سيباً ظاهرا يستدعي هذا العذاب أنظر الكتاب الثالث الأبيات 1147 - ١535‏ وشروحها . وأنظر 
إلى قوله تعالى ( إنا جعلنا فى أعناقهم أغلالاً فهى إلى الأذقان قهم مقمحون ؛ وجعلنا من بين أيديهم 
سد ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا ييصرون ) (يس /4-4) هذه الأغلال الخفية لا يبصرها إلا 
هو سبحانه وتعالى » ولا يستطيع المرء أن يبصرها » حتى صاحبها ذلك الذى يستطيع أن يتتبع 
الآلام الظاهرة ويعالجها يقف دونها مكتوف الأيدى ... فهذه السدود تبدو أمامه طبيعية لأنها جزء 
من النفس ... ولأنها محيبة إلى النفس ... كشهوات الدنيا تكون محببة لديك لكنها تمنعك عن 
المحبوب الحقيقى » حسناؤك التى تسلبك لبك سد أمام ميلك إلى الجمال المطلق ٠»‏ وأقوال مرشدك 


05م همه 


الكذاب تقنعك وتشبعك وتمنعك عن البحث عن المرشد الحقيقى » وكبرك يمنعك عن الاعتراف 
بالحق » ومئات من السدود والموانع داخل نفسك ؛ لو فصلتها لأصبت بالاحباط واليأس ... لكن 
لا تقنط فآلاف آلاف الضالين هداهم الحق إليه ؛ فاهرع إلى الله ؛ وأطلب منه الغوث ؛ وإياك 
والعجب فإنه هو الذى أضل ذلك الشقى ... الذى انعكس على النور من الرسول الكريم ‏ فظن 
أنه نوره.هو ينبعث من باطنه فكان أن كفر . 

(5554 - 774") : وأنت أيضاً أيها الأخ ؛ لا تقبس قولاً من هنا وقولاً من هناك من أقوال 
المرشد وتظن أنها من نفسك ؛ فهى فيه طبع وفيك عارية » وهذا النور الذى وجدته فى نفسك إنما 
هو انعكاس لأنوار من وصلوا » وبدلاً من العجب والكبر » أشكر الله الذى منحك هذا النور ؛ وكن 
أذنا صاغية لمن وصل إليك النور عن طريقهم ... وكثيرون هم الذين اغتروا ببعض النور 
فأضلهم الله على علم » وانسلخوا عن أياتنا » وأتبعهم الشيطان وكانوا من الغاوين ؛ فمهما وصلت 
إليه من علم ... إعلم أنك لا تزال فى الطريق ولم تصل إلى السماط (الحضرة الإلهية) فهناك آلاف 
من المنازل والأربطة عليك أن تمر بها حتى تصل إلى المنزل الأخير . 

(ه0؟7 - 3584) : الكون كله أصول وعاريات » فلا تظنن أن العارية أصل بل انتظرء فإن بقى 
فى الشىء ما يتبجح به فهو أصل ... أنظر إلى الجدران تتبجح بأنها منيرة مضئية » فترد عليها 
الشمس : إنتظرى حتى أغرب ؛ (أنظر الكتاب الثالث الأبيات مه - 9هه- 554 وشروحها » 
وأنظر الكتاب الرابع ؛ الأبيات 45١ - 40١‏ وشروحها) ويدل الجسد بحسنه وجماله فتقول له 
الروح : إنتظر حتى أغادرك ... وأنظر إلى ما يتبقى منك بعد ذلك وكيف لا يستطيع تحمله من 
كان يموت هياماً فيك (كل كون حسى يحمل فى داخله الفساد ؛ أنظر الكتاب الرابع 1594 - 
ويا 

(4؟7 - 544”) : إن النطق والبصر والسبمع كلها شعاع من الروح على الجسد ؛ والغليان فى 
الماء (تدفق الحكمة) هو تأثير النار فى الماء ؛ ومثلها تمامأ تجلى أشعة العارفين والكمل من 
الرجال على روحى ؛ هؤلاء هم روح الأرواح» إن سحبت منك فأنت ميت » تمامأ جسة” بلا 
زوين « فى هذا ::فأذا ذائما اها اطاط وز أ لهذا إلى الأرطن رايد لله لعل متنا دق كل 


- لامة 5 


حول وقوة مقرأ ومعترفا بأن كل ما يراه ااناس فئّ ليس منى بل منه ؛ وأن فيض الحكمة من فعل 
شيوخى وليس من فعل نفسى ؛ أسجد على الأرض لأن هذه الأرض سوف تشهد يوم القيامة واقرأ 
قولها تعالى « إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان ما لها ١‏ يومئذ 
تحدث أخبارها » (الزلزلة / )5-١‏ . 

(5594 - 8516 : يناقش مولانا قضية طالما ناقشها بتفصيلات أكثر فى أجزاء أخرى من 
المتنوى وهى قضية نطق الجمادات وتسبيحها وحركتها ووجود الحياة فيها (أنظر الكتاب الثالت 
الأبيات ٠١77-70١7‏ وشروحها حيث يناقش رأى المعتزلة) وهنا يخاطب مولانا المتفلسف 
أو المعتمد على الاستدلال والحس الذى ينكر أنين الجذع الحنان ؛ والفكرة هنا منقولة عن مقالات 
شمس ص ١١80١١١‏ . لأنظر الأبيات 7١74‏ وشروحها من الكتاب الذى بين أيدينا) ؛ وما 
إنكاره هذا إلا لأن شعاع الأولياء لم ينعكس عليه ؛ بل انعكس عليه فساده وكفره فكان إنكاره نتيجة 
لهذا الكفر وهذا الفساد» إن المتفلسف ينكر كل أمر غيبى ومن ضمن الأمور الغيبية التى ينكرها 
وجود الشيطان ؛ فى حين أنه هو في حد ذاته أبلغ دليل على جود الشيطان ؛ وهو لو نظر إلى 
نفسه لوجد الشيطان حاضرا » ولرأى وسم الجنون الأزرق (عادة قديمة) موجودا على جبهته » 
وشكله والتواء قلبه ينعكسان عليه سواداً في الوجه (لون وجوه الكفار يوم القيامة) مهما أبدى من 
إيمان . 

(..8” - 900" : كل إنسان مهما بلغ إيمانه فى داخله عرق شرك وكفر » فاحذروا منه أيها 
المؤمنون ٠‏ فان فى داخلكم كثيرا من العوالم (انظر مقدمة الترجمة العربية للكتاب الرابع) وقد 
يكون هذا العرق مختفيا داخلها ... وكل مؤمن يرتعد فرقا منه (إنى لأنظر فى المرآة سبعين مرة 
فى اليوم مخافة أن يسود وجهى : أبو يزيد البسطامى) ... ودعك من السخرية من الضالين (إيليس 
والشيطان) فإنك لست تدرى إلام ينتهى أمرك » فعندما تقلب الروح الفراء (أى تظهر لك خبايا 
نفسك على أبشع صورة وقلب الفراء تعبير مأخوذ من الإمام على #د كناية على انقلاب 
الظظاهرشديد الحسن وظهور الباطن شديد القبح فوجه للفراء أشد جمالاً من كل أنواع الملايس 
وباطنه أيضا أشد قبحا) ... وأنتظر الامتحان والمحكء. فأى زيف مطلى بالذهب يطا من الذهب 


- 0608- 


النضار فى دكان الصائغ ؛ والذهب ينتظر طلوع النهار (يوم العرض ... يوم كشف الغطاء » يوم 
لا أنساب) ... فليس على إنسان أن يأمن بعد أن رأى مصير إبايس ... ألم يكن عابدا متهجدا 
مجاهدا فى العبادة لآلاف السنين حتى سمى طاووس الملائكة ؟!! فماذا كانت نهايته ؟!! أسفر عن 
مجرد كونه بعرا عندما سطعت عليه شمس الحقيقة؛ فإذا بعبادته مجرد كبر ورياء ؛ وإذا به ينقلب 
إلى رأس الفسقة والكفار وإلى المضل الأكبر والموسوس وقاطع الطريق القاعد لعباد الله كل 
مرصد . 

)"1١(‏ : الحديث عن بلعم أو بلعام بن باعوراء (بالعربية : سيد الناس فى معجم الكتاب المقدس 
وعابد البطن فى دائرة المعارف الفارسية) ؛ قيل أن ملك كنعان دفع له أجرا ليلعن بنى إسرائيل , 
وعندما كان يمضى إلى العبرانيين توقف حماره ولم يسر ؛ وجاءه ملك سأله أن يدعو للعبرائينن 
بدلا من أن يلعنهم ... وفى الروايات الإسلامية أنه كان حبرا من بنى إسرائيل أنفسهم ؛ مشهورا 
بالعلم والتقوى . وكان ينتظر أن تنزل الرسألة عليه ؛ فلما نزات على موسى تق حسده ونفسه ولم 
يؤمن به ؛ وأن الآية الكريمة « واتل عليهم نبأ الذى آتيناه فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من 
الغاوين » (الأعراف )١75/‏ قد نزلت في شأنه » وبلعم عند الصوفية مثل إيليس ؛ كلاهما كان 
عابداً فى البداية عالماً حبرأ » وكلاهما مني بكبيرة من الكبائر التى تردى ء (إيليس الكبر وبلعام 
الحسد) » وصار كلاهما مثلا عن مطمئن إلى عبادته ويأمن مكر الله (انظر حديقة الحقيقة لسنائى : 
البيتين ١5754 - ١71/7‏ وشروحها). 

(71) : هناك تفسيران فى البيت ... يرى استعلامى أن المقصود بالعلم هنا جمة بقر جبلى كان 
الصيادون والشجعان يعلقونها على أسئة رماحهم أو أعلامهم كناية عن النصر ... وحمل الراية 
إلى المدينة كناية عن الغلبة والإنتصار )"45/١(‏ ويرى شهيدى أن معناها الجر من الناصية 
أو الأخذ بالناصية وأن فيها تلميحا إلى الآية الكريمة « يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصى 
والأقدام » (الرحمن )4١/‏ (شرح شهيدى/د1) . 

(314 -51") : إنك مدلل مرفه مكرم على كل الأحياء محمول فى البر والبحر ؛ لكنك لست 
إلها ؛ فأعرف حدودك أولاً » فربما تجاوزت واعتديت على من هو أحب إلى الله منك (اعتداء 


ل 3 


إبليس على آدم وبلعام على موسى) ٠‏ ولقد دمر الله سبحانه وتعالى مدنا بأكملها لاعتدائها على 
أنبيائها (عاد وثمود) وإن كل هذه البلايا تنزل على المنكرين بياناً لعزة الأنبياء و الأولياءعند الله 
تعالى ... وأنهم محتوون على النفس الناطقة التى تميز بها الإنسان على الحيوان . 

(377 - 378) : اللب فى مصطلح مولانا أى الروح القادرة على معرفة الحق (أنظر فى 
الكتاب الذى ين أيدينا » الأبيات ١4‏ و 4١9‏ و 284 و١7‏ وشروحها) (استعلامى ١/45؟)‏ 
فالحيوان أدنى مرتبة من الإنسان » ومن ثم فالإنسان مسلط عليها » وكذلك فهذا اللب مسلط على 
البشر » ومن الممكن التضحية بالبشر فى سبيله » وفرق بينه وبين العقل الجزئى ؛ والحيوان 
المستأنس هنا قد يكون بمعناه الحرفى أى الحيوان الذى فى خدمة الإنسان » وقد يكون بمعنى 
الإنسان نفسه كما قال استعلامى ٠‏ ومن ثم فللإنسان الحق فى سفك دم الحيوان البرى لأنه مفتقر 
إلى العقل نزاع إلى الدم خطر على الإنسان ... ولا فرق هناك يذكر بين الإنسان المفتقر إلى العقل 
الدارك الحقيقة وبين الحمر المستنفرة فإذا توحش الإنسان ... وكفر بخالقه ... أبيح دمه ... تماما 
كما يباح دم الوحش ودم البهيمة ... مهما كان عاقلا ... فإن العقل هو المدرك لعقل العقل؛ وإلا 
كان وجوده كعدمه » وانتقل بصاحبه من رتبة الإنسانية إلى رتبة الحيوانية » والوحشية . 

)"75١ - 5584(‏ : نموذج آخر من نماذج الضلال على علم ؛ والعجب الذى يردى صاحبه . 
وامتحان الديان الفرد الذى يأتى فيضع الأمور فى نصابها ويتم الاستدراج ... ويرى المفسرون أن 
الإسميين سريانيان؛ كما يرى بعض الباحثين أن فى القصة سمات بابلية وإيرانية قديمه (أسطورة 
هورنات وامرتات) (بحر در كوزه / 5١5‏ سرنى / )١47‏ وقد قص مولانا القصة في أكثر من 
موضع من المثنوى ؛ وروى فى كل مرة جزءاً منها لبيان معنى من المعائى العديدة التى تثيرها 
القصة فى نفس مولانا وفى نفوس الصوفية عموماً (أشار إليها إشارة عابرة فى البيتين 5*9 و 
٠‏ من الكتاب الذى بين أيدينا » ثم عاد إليها في الكتاب الثاني عن تفضيلهما العذاب فى بئر بابل 
عن عذاب الآخرة الأبيات 5474 - 147١‏ ثم فى الكتاب الثالث الأبيات 95 - 8.١١‏ فى 
معرض الحديث عن الإستدراج والامتحان وفى بيت واحد فى الكتاب الرابع وهو البيت 5517 
وفى الكتاب الخامس عند سقوطها فى بثر بابل سقوط الروح فى الجسد ؛ البيت 57١‏ وفى-الكثاب 


السادس فى تغير طبعهما من طبع الملائكة إلى طبع البشر في البيتين 7١١١‏ و 18.؟) 
(اتفصيلات القصة فى المأثور الإسلامى ؛ أنظر قصص الأنبياء للثعلبى 5٠‏ - 55) والأبييات 
تتناول آفة الأمن والعجب والاعتماد على القدسية ... ومن المرء أنه محصن ضد الخطيئة وضد 
الزلل ... وأنه إن وجد فى نفس ظروف الخاطئ فلن يقع فى نفس الخطأ ... ويشير مولانا إلى أن 
السهام دائما ما توجه ضد القوى أو الذى يتظاهر بالقوة أمام القوى» فالأسد مسلط على الحيوانات 
مهما كانت ضخمة ٠‏ والرياح لا تقتلع إلا الأشجار القوية وتمر هونا على الأعشاب الضعيفة ... 
البلطة لا تخشى الأشجار المتكائفة ... إن الكون كله صور ... وما الصورة إلى جوار المعنى ؟!! 
إن كل هذه الصور المحيطة بك والتى كلما نظرت إليها تزداد دهشة : الفلك ؛ الرياح ؛ كلها ذات 
عقل يسيرها وإلا فإنها بدونه بلا حول ولا قوة ؛ تماما كالنفس الإنسانية معجزة المعجزات .. 
بدون روح لا يكون ... وهى التى تجعله ينطق بالألفاظ جيم أو حاء أو دال ١‏ (لابن عربى 
تفسيرات عن الحروف وعن الجيم والدال أنظر شرح الأنقروى 5017/١‏ ) كلمات متضادة .. 
روضة أو أجمة شوك ؛ سلام أو حرب ... مثل تصريف الرياح حينا يجعلها رخاءٌ وحينا يجعلها 
عذاب وفكر وأذى (عن الرياح واختلافها ؛ أنظر الكتاب الرابع » الأبيات ه؟1 - 5د١‏ 
وشروحها) . 

(7567 - 7754) : إختلف المفسرون فى المعنى بشيخ الدين ... قال الأنقروى ذكر سرور 

وشمعى أن المراد صدر الدين القونوى لكن المعنى لا يدل على التخصيصء وقال أخرون ب 

المعنى محيى الدين بن عربى أو أبو الحسن الخرقانى (أنظر سرنى 548١‏ - 445) وقال نيكلسون 
أنه صدر الدين القونوى لأنه كتب كتابا اسمه إعجاز البيان فى كشف أسرار القرآن شرح فيه 
سورة الحمد لكنه يرى أنه من المستبعد أن يعنى مولانا به الرسول 8 أو ابن عباس ... وقال 
شهيدى ان العبارة المعنى هو الله وردت فى مقالات شمس الدين التبريزى (مقالات شمس ١١١/١‏ 
وانظر مناقشة المحقق لها ص )1١05‏ (المناقشة كلها من شهيدى )٠١7‏ وقال استعلامى أنه الرسول 


(917/1") فالوجود الحقيقى والدائم هو لله سبحانه وتعالى» فهو بحر الحقيقة جل وعلا والوجود. 
جود الحفيقى والدائم 


أكم - 


كله كالزبد والقذى تقلبه أمواج القدرة حيث تشاء ... أحيانا يصده ... وأحيانا يذيبه فيه كما تفعل 


النار بالهشيم . 

(54"” - 855”) : لقد انشغل الملكان وهما فى المساء بعيوب أهل الأرض ولم تشغلهما 
عيوبهما (الكبر والعجب والغرور) (طوبى لمن شغلته عيوبه عن عيوب الناس) ويسوق مولانا فى 
البيت 577 صورة مأخوذة من حكاية لسنائى الغزنوى فى الحديقة (انظر الترجمة العربية ص 
١‏ كما عاد إليها مولانا فى الكتاب الثاني البيت 5448؟) ان المتكبر المعجب بنفسه المغرور 
يستشيط غضبا عندما يرى أحدا يذنب ويسمى هذا الغضب غضبا للدين وحمية للدين » وما هى 
إلا كبر منه وإعجاب بنفسه » يقول الإمام على 5 « وإنما ينبغى لأهل العصمة والمصنوع إليهم 
فى السلامة أن يرحموا أهل الذنوب والمعصية:؛ ويكون الشكر هو الغالب عليهم والحاجز لهم 
عنهم » فكيف بالعائب الذى عاب أخا وعيره ببلواه » أما ذكر موضع ستر الله عليه من ذنوبه مما 
هو أعظم من الذنب الذى عابه به » وكيف يذمه بذنب قد ركب مثله » فإن لم يكن ركب ذلك الذنب 
بعينه فقد عصى الله فيما سواه مما هو أعظم منه ... وأيم الله » لئن لم يكن عصاه فى الكبير 
وعصاه فى الصغير» لجرأته على عيب الناس أكبر ... يا عبد الله لا تعجل فى عيب أحد بذنبه 
فلعله مغفور له ؛ ولا تأمن على نفسك صغير معصية فلعلك معذب عليه ... فليكفف من علم لكم 
عيب غيره لما يعلم من عيب نفسه » ولكن الشكر شاغلا له على معافاته ما ابتلى به غيره . (نهج 
البلاغة » ترجمة سيد جعفر شهيدى ص )١1722- ١١5‏ إن حمية الدين ليست عيب الناس وإنما 
هى مجاهدة فى الخير » وقصر للنفس عن الشر ؛ واستغفار بجلب الخير للدنيا (ويجعل لون الدنيا 
أخضر) . 

(5555 -877”) : لو أنئى ركبت فيكم الشهوة والميل إلى الجنس لما وسعتكم السموات ؛ ولما 
شغلتم أوقاتكم بالتسبيح ... فالعصمة التى أنتم فيها هى من عصمتى أناء وإياكم أن تظنوا أنها منكم 
أنتم »وإلا وجد الشيطان الفرجة» وتسلل إليكم مثلما حدث لكاتب الوحى ذاك الذى ظن أنه ينطق 
بالحكمة وينطق بالوحى .وما هو إلا شعاع ضئيل من نور الرسول # ... فظن نفسه طيرا من 
طيور الحكمة الإلهية وشيخا من شيوخها ؛ وما تغريده إلا صفير ؛ وما علمه إلا لفظ » وما إيمانه 


لاود 


إلا تقليد. مثل ذلك الأصم الذى كان يفهم من تحريك شفتى المتحدث ماتنبً بأنه سيقوله سلفا( إشارة 
إلى الحكاية الثالثة) . 
(557) : لم يذكر فروزانفر أصلا لهذه الحكاية ... وذكر نيكلسون انه لم يعثر لها على أصل ... 
وأرجع كريستنسن الحكاية إلى كتاب محبوب القلوب وروى محمد بن هلال الصابى في الهفوات 
النادرة حكاية شبيهة بها « مرض محمد بن عبد الملك فذهب أحمد بن خالد وكان أصم لعيادته 
فسأله : - كيف أنت ؟ 

- فى حأل سيئة 

- الحمد لله ... من عادك من الأطباء ؟ 

- إيليس 

- نعم من رفيق ... وبماذا أوصاك ؟! 

- بالطوب المدقوق 

- خفيف طيب ؛ خذه ولا تفرط فيه 

(عن شرح شهيدى )١١4/‏ 

كما وردت أيضا حكاية شبيهة لها فى مقالات شمس (ص 555 - 117) عن أصم كان عائدا من 
الطاحونة والأصم هو الذى قاس ونسى أن الآخر سوف سيبدأه بالسلام ... فكانت النتيجة أنه أخطأ 
فى البداية فكان كل ما فعله خطأ في خطأ . ولها مثيلات عديدة فى الآداب العالمية الشعبية . ومن 
ثنايا الحكاية يبدو أن الغرض منها هو ذم القياس والتوصية بعدم الاعتماد عليه كوسيلة من وسائل 
المعرفة . خاصة إذا كان قائما على حواس مريضة ٠‏ وهذا فى الأمور العادية؛ فما بالك بمن يريد 
أن يقيس الوحى الإلهى والإدراك الغيبى بنفسه ؛ أتراه يعتمد على أذنه الظاهرة وبخاصة إذا كانت 
أذن الظاهر هذه معلولة » فضلا عن الأصم قام بعبادة ناقصة (عيادة المريض) لقد آذى المريض ٠»‏ 
وخرج راضيا عن نفسه » وما أكثر العبادات الناقصة التى يؤديها القوم ... فيحمل من قوق المنير 
إلى النار .. لا من قبر المجوس وهذه هى المفارقة التى ذكرها ستنائى الغزنوى (انظر ديوان 
ك5ل). 


59م - 


(.4" - 405") : فى البيت إشارة إلى الآية الكريمة «فاتقوا النار التى وقودها الناس 
والحجارة» (البقرة /4 ؟) وفى البيت الثانى إشارة إلى ما ورد عن أبى هريرة أن الرسول # دخل 
المسجد فدخل رجلٌ فصلى ثم جاء فسلم على رسول الله # فرد الرسول # السلام؛ ثم قال ارجع 
فصل فإنك لم تصل؛ فرجع الرجل فصلى كما كان صلىء ثم جاء إلى التبى # فسلم عليه؛ فقال 
رسول الله 6 وعليك السلام ثم قال : ارجع فصل فإنك أم تصلء حتى فعل ذلك ثلاث مرات .. 
(رواه البخارى ومسلم وأحمد فى مسنده... أحاديث مشنوى /؟؟) ... ومن أجل هذا فإننا نطلب 
الهداية فى كل صلاة ونقول : إهدنا الصراط المستقيم ... أى اجعل صلاتنا خالصة لك مقبولة 
لديك لا رياء فيها ولا سمعة ولا ضلال ... لقد قاس الأصم المسكين فى أمر هين فوقع فى هذه 
الضلالة » فما بالك بمن يأتى فى القضايا الشائكة فيقيس مع وجود النص ؛ ويستخدم عقله فيما 
يكون فيه نص صريح » وهو لا يدرى حتى إن كانت أذن حسه غير معيوبة » فإنما تازم أذن 
أخرى من أجل إدراك الحقائق الباطنة . 

وك" ممم : يسوق مولانا مثالا على القياس الخاطئ » وهو أول قياس أيضا فى تاريخ 
الخلق » فإبليس لم يقبل النص الصريح بالسجود لآدم ... بل قاس ... ؤقال : أأسجد لمن خلقت 
طينا ؟!! وذلك على أساس أنه من النار " والطين لا يسمو سمو الناز " لقد قاس الفرع على الأصل 
(الأرض ظلمة والنار نور) ... وجعل- الرفعة وراثة والتقى وراثة » وكلها أمور لا علاقة لها 
بأصل القضية » وهى تكريم الطين بالعلم والتقى (الحقيقى) والتواضع ٠‏ انه ليس ميزان دنيا حتى 
يكون بالنسب ؛ بل هو ميراث العقبى «فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون » (المؤمنون )٠١1/‏ 
... والتقى والعلم ميراث الأنبياء ... وإلا فهل ترى ورث عكرمة التقى عن أبى جهل؟ أو ورث 
كنعان المعصية عن نوح اتنا ؟!!! وانظر إلى المفارقة : إين التراب نور ينور العلم والتفى 
والطاعة (المقصود آدم وكم من أبناء التراب يرفعهم العلم) وإين النور (إيليس) ران على وجهه 
سواد الكفر ؛ استخدم مولانا فى هذا المجال القياس بنوعيه ؛ القياس المنطقى الذى يستخدم فى 
الاستدلال والقياس الأصولي أى القياس فى مواجهة النص (شرح شهيدى /5؟١)‏ . 

(5414 - 477") : إن استخدام القياس فى مواجهة النص يمثابة التحرى عن القبلة أى البحث 


م 


عن جهتها الصحيحة والكعبة فى مواجهتك؛ والحبر كناية عن المتفلسف المنطقى الذى يستخدم 
المنطق فى إثبات البديهيات؛ فيخطئ من حيث يظن الصوابء ويبتعد من حيث يظن القرب . 
(3477 -1458) : وها أنت تقوم بها يقوم به المتحرى عن القبلة فى وضح النهار : إنك تستمع 
إلى بعض أقاويل أهل الحق » فلا تدرك سوى ظواهرها ؛ ثم تحرف فيها وتبدل وتقيس من نفسك؛ 
وتصل إلى بعض الأفكار من نفسك دون أن تدرك أعماق مصطلحاتهم ٠‏ ولاتدرى خبرا حقيقيا عن 
حقيقة أقوالهم » وتسرع خلف خيالاتك وأوهامكء الافلتعلم أن كل ما تعلمته من منطق الطير هو 
مجرد تقليد أصواتهم فهل تراك - مثل سليمان انيد -- علمت بالفعل منطق الطير ؟!! ما أشبهك 
بكاتب الوحى إياه ؛ لقد سمع مجرد التغريد؛ فظن انه قد وصل إلى المعنى » فكان فى هذا ضياعه . 
(35479 -5435) : الخطاب من الحق - جل وعلا - لهاروت وماروت: حذار ... حذار ... 
إنكما فى مقام سماوى رفيع؛ مقام « وإنا لنحن الصاقون »؛ وإنا لنحن المسبحون » (الصاقات 
/5/) وانجوا من الأنية والعجب ؛ وأشفقا على إساءات المسيئين (اننشظر شرح 
الأبيات:58* -/907757) ... واحذرا الغيرة الإلهية (تقييم البشر من خصائص الخالق فحسب .. 
والغيرة هى التى تؤدى إلى الامتحان- (أنظر ؟77١‏ و 1175 و775١‏ من الكتاب الذى بين 
أيديتا) ... لقد كان الله يحذرهما ؛ وهما يردان : هل يتأتى منا السوء؟ كيف ذلك ؟!! محال ؟!! 
وويل لعبد يرى نفسه أعلى من فعل السوء ومن الخطيئة؛ فإ ن الغيرة الإلهية تمتحنه امتحانا مرا 
... لقد وخز شوك النفس الملكية !!! فانبت فيها غرس خطيئة من اكبر الخطايا وهى العجب ... 
وبلا من مراجعة النفس والخوف من الله ... ازدادا عجيا ... فإذا بهما يزمعان على النزول إلى 
الأرض ليمحوا كل ما فيها من خطايا ... وكأن الأمر كان صعبا على الله جل وعلا لو أنه شاء 
... لقد إدعيا لنفسيهما ما لا يوجد فى قدرة مخلوق ... لقد وقعا فى القياس مثل إبليسء قاسا أحوال 
الفلك بأحوال الأرض ... ناسين أن الأرض أرض الامتحان ٠‏ وأن الله قى سابق علمه خلقها هكذا 
... ولا تكون إلا هكذا ... لكن تمتع الملكين بقبس من الأنوار جرهما إلى هذا الإنبساط وإلى هذه 
الجرأة ... وليتك إن أصبت بشىء من هذا السكر بقيت فى مكانك حتى تفيق . 

(554 - 451") : الحكيم المذكور فى العنوان هو سنائى الغزنوى ؛ والمعنى المستعار هنا من 


-56ه - 


قول سنائى: 

لا تذهب خطوة عن مقام السكر <١‏ وضع رأسك فى نفس المكان الذى شربت فيه الخمر 

(البييت 105١‏ - من الترجمة العربية للحديقة ص ©55) 

والسكر فى مصطلح الصوفية دهشة تصيب المحب من رؤية جمال المحبوبء فيفقد حواسه وقد 
يفوه بما لا يقصد ؛ ويظن به الجنون (شرح شهيدى / )١7‏ يأخذ مولانا هذه الصورة ويفصل 
فيها: الثمل الذى يخرج من الحانة يترنح والأطفال فى إثره ... وهكذا الثمل بالجمال الإلهى أمام 
أهل الدنيا (وهم أطفال غير راشدين ولا يكون راشدا إلا من خلص من الهوىو تشبيه المتشبث 
بالدنيا بالأطفال ورد أيضا فى ديوان شمس : 


هيا إلام نحن كالأطفال فى عالم نملا جحورنا بالتراب والحصىو قطع الفخار 
فلترفع أيدينا عن التراب ولتحلق ولنفر من عالم الطفولة إلى محفل الرجال 


(غ *5؟١١1/ه8د)‏ 

" وجماع الأطفال " كناية عن اللذة المتخيلة المقلدة وليست الحقيقية » إنهم يقلدون بها الكبار » وهكذا 
أيضا خلافا الخلق وحروبهم كلها حول أمور طارئة وعرضية ولا قيمة لها » هى أيضا كحروب 
الأطفال (الصورة أيضا من حديقة سنائى » أنظر الترجمة العربية » الأبيات /1ه54 -1550 
وشروحها) والدلدل المذكور فى البيت "45١‏ اسم بغل كان للإمام على د . 

(437 - 1455) : إنهم مجرد " حملة ' للعمل الظاهرى ؛ لكن كم يتيهون عجبا بهذا العلم 
الظاهرى ويظنون أنهم به أصبحوا محمولين على الطريق من الحق (انظر عن الحامل والمحمول 
البيتين ٠١٠٠١ - 44٠‏ من الكتاب الذى بين أيدينا) ... فانتظر يوما ترى فيه قيسة علمك عندما 
ترى العلماء الحقيقيين يسوقون خيولهم عابرين الطباق السبع إشارة إلى حديث " إن يدخلك الله فى 


الجنة فلا تشاء أن تركب فرسا من ياقوتة حمراء تطير بك فى الجنة حيث تشاء إلا ركبت " (عن 


55م - 


كنز العمال ومسند أحمد / شرح شهيدى )١17‏ وهذا هو المقصود بالآية الكريمة « تعرج الملائكة 
والروح إليه » (المعارج /؛) فقارن إذن بين هذا العروج والسير المعنوى؛ وبين مجرد أطفال 
يجعلون من ذيول أثوابهم مطايا ... تراهم لا يسيرون على أقدامهم ... ومتى توصلهم أقدامهم 
الواهية إلى شئ ؟!! 

(1ه4 -3577) : "وما أشبه هؤلاء الذين يعتمدون على الظن بأولئك الأطفال " « وإن الظن 
لا يغنى من الحق شيئا » (النجم )١8/‏ فكيف تريد أن تتوخى الظن وتستخدم الظن وتتجاوز أقطار 
السموات ؛ حتى ولو رجحت أغلب الظنين ؛ فأى ظن وأى ظنين والشمس واضحة ولائحة أمامك 
والحق لا ينكر ؟! ... ويوم أن يظهر لك الحق؛ سوف تعلم أنك كنت مثل أوالئك الأطفال تركب 
قدميك ؛ وإنك ما قطعت منزلا واحدا من الطريق ؛ بل كانت همتك نفسك ٠‏ ووسيلتك وهمك وحسك 
وإدراكك؛ وأنك كنت قد وفرت ظهرك بحمل من العلم » حملته ولم يحملك » ووقر ظهرك ؛ وقعد 
بك ؛ إنه لم يكن كعلم الروح معينا حاملا ؛ وإذا كنت لا تصدق فاقرأ « مثل الذين حملوا التوراة ثم 
لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا » (الجمعة /5) وهو كل علم لا يوصل إلى الله ويشتغل به 
البشر » فهو كمصباح فى يد لص وشتان بين هذا العلم والعلم الذى يكون من لدنه « وآتيناه من لدنا 
علما » هو نور يقذف فى القلب فتنشرح به الصدور . 

(455* -555) : وفرق كبير بين هذين العلمين : علم الديان وعلم الأبدان » العلم تؤتاه من 
لدنه » والعلم الذى تضرب فيه بالأهواء والظئون والحس والحدس » سرعان ما يزول ؛ كأنه 
أصباغ تضعها الماشطة »تحس من بعد تحصيله ؛ وبعد ضياع العمرء أنك ضيعت عمرك فى "قيل 
وقالوا " ولم تسال قلبك مرة واحدة : ماذا يقول هو ؛ ولم تطلب منه سبحانه وتعالى أن يوفقك إلى 
خير العلم وصالح العمل ... لكن هناك طريقا آخر أدلك عليه : إذا قمت حتى للعمل الظاهر بواجبه 


حق أدائه » مراعيا فيه حق الله وحق الناس ٠‏ عالما عاملا بكل ما تعنيه الكلمة » فإنك تستطيع أن 


- لاكم - 


تعبر هذه المرحلة - بعون من اله تعالى وكثواب لك ... إلى ان توهب السعادة » وتعبر هذه العلوم 
الظاهرة إلى علوم الروح الممنوحة من الله تعالى ... تجرد من الهوى ومن الغرض ومن استخدام 
العلم وسيلة للجاه وللشهرة لإضلال الخلق وممالاة السلاطين ؛ ترى فى باطنك كنزا لا يفنى من 
العلم قد انبثق ونهرا من الفيض لا ينضب . 

(4719 - 3471) : لكن لا سبيل لك إلا ان تشرب كأسا من محبة ” هو " الحرفان اللذان أضعغم 
فيها العارفون كل أسماء الله الحسنى فهو فوقها وهى دونه ... وأى إسم يستطيع أن يعبر عما لا 
يحده اسم أو رسم ؟!! " وهو مركب من حرفين : الهاء التى مخرجها من أول الحلق وهو مبدأ 
التفارعة والواق الكن محرجها كن القتفة ومن منتين المفارع: إثنار» الي أن كل بادك من الذه 
ابتداؤه وإليه اإنتهاؤه ( كذا فى شرح الأسماء الحسنى للقشيرى) والهاء حارة يابسة؛ وعلى نسبة 
التفصيل جامعة للدرجة الأولى والثانية بين حرارتين من حيث الجمع والتفصيل سر للصدرء وهو 
فى عالم الآخرة سر الكرسى وسر مجمع مياه الرحمة؛ وهو الحوض والهاء لوح محفوظ مستدير 
نورى؛ فالعارف إذا تأمل يه يشاهد عجائب الملكوت وأسرار النفوس» وهو إشارة إلى أنه منزه عن 
العقول والأفكار والوجوه والأبعاد؛ راجع إلى الغيب المطلق؛ منفرد بصفات الجلال والجمال عبارة 
عن الوجود الأزلى بلا اشتراط النسب والإضافات» وهو أول كلمة دعا الله عباده إليها بقوله قل 
هو وكتم بها الكلام ثم قال : الله أحد( كذا فى شرح الأسماء الحسنى لصدر الدين القونوى) 
وبالجملة هو الإسم الأعظم قال على #درأيت الخضر فى المنام مثل بدر فقلت له علمنى شيئا 
أنتصر به على الأعداء فقال : قل يا هو يا من لا إله إلا هوء فلما أصبحت قصصتها على رسول 
الله 4 فقال : يا على علمت الاسم الأعظمء ولكن المحجوب إذا تلاه الف مرة لا يفيده حتى يلاحظ 
الصفات الجلالية والجمالية ليهتدى إلى المسمى (مولوى 558/١‏ وهناك رواية أيضا فى الأنقروى 
6/0١‏ ). وهذا هو المقصود من انه لايتولد من الاسم إلا الخيال » فإنك إن ذكرت إسما أمام 
مجموعة من الناس لا يعرفون مسماه » فإن كل واحد منهم يتخيل مسمى لهذا الإسم ... والخيال 
دلال ... وما فائدة الدلالة بعد حضور المحبوب » وطلب الدليل بعد حصول المدلول محال ... 
على كل حال : الإسم يدل على حقيقة ما ... فهل وجد إسم دون مسمى ؟! وهل قطفت وردا 


- لمكن - 


لمجرد ذكر اسم الوردة ؟!! (المثل الفارسى : بقول لفظ حلو لا تحس الشفة بالحلاوة) ... ومادمت 
قد عرفت الإسم فانهض فى طلب المسمى ... المهم أن تعرف الطريق ... تعرف أن القمر فى 
السماء وإن ماهو موجود في ماء الجدول إنعكاس له... ولتبحث عن الصانع لا عن الصنع وعن 
المدلول لا عن الدلائل . 

(74/80-407) ك أقول لك الوسيلة في كلمتين : طهر نفسك ؛ وفي ثلاث كلمات : أجل مرآة 
صدرك ( أنظر شرح البيت 54 من الكتاب الذي بين أيدينا ) فالحديد يصقل فيفقد طبيعة الحديد 
ويصبح مرأة » والرياضة هي الصقل بالنسبة للبشر ( أنظر البيتين 9414و514” من الكتاب الذي 
بين أيدينا ) » وصف نفسك من أوصاف وتبعات الهوى وتعينات البدن وإضافات المشاغل ؛ تطل 
ذاتك الحقيقية ذات النفخة الإلهية » وحينذاك تحل في النفس الأنوار ' العلم اللدني : نور يقذقه الله 
في القلب " ولا تقل أن هذا الأمر خاص بالرسول نتنذ والأنبياء صلوات الله عليهم ؛ فالرسول نفسه 
إعتبر الذين آمنوا به دون أن يروه إخوانه : " وددت لو لقيت إخواني ؛ فقال أصحاب النبي ‏ : 
أوليس نحن إخوانك ؟ قال : أنتم أصحابي ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني " ( بأسانيده 
أحاديث /74) ) ومن بين العارفين العظام أويس القرنيه روي أنه لم ير الرسول © وآمن به 
دون أن يراه . يقول # : إن من بين أمتي من يكون في همتي . ويقول يوسف بن أحمد : روي 
عن أبي ذر # أن رسول الله يه قال : واشوقاه إلى إخواني يكونون من بعدي ؛ شأنهم شأن 
الأنبياء » وهم عند الله بمنزلة الشهداء ؛ ينظر الله إليهم سبعين مرة :يا أبا ذر ؛ وإني إليهم 
لمشتاق " ( مولوي )170/١‏ وهذا دون علم من الكتب ؛ بل من تفهيم لكلام الرسول # يوضع في 
قلب الولي » وهذا هو المقصود بمشرب ماء الحياة » مثلما وجد النبي # العلم في شربة لبن ايلة 
الإسراء ( مولوي )150/١‏ هذا العلم هو الذي عبر عنه أحد الصوفية بقوله " أمسيت كرديا ؛ 
وأصبحت عربيا " كناية عن التحول المفاجيء الذي يطرأ على حياة المرء واتجاهه ( أنظر تفسير 
القول في شرح مقدمة الكتاب الذي بين أيدينا ) ومعظم سير الصوفية تقص لنا نماذج من هذا 
التحول المفاجيء ( جلال الدين نفسه - أنظر مقدمة الترجمة ) » ثم يسوق مولانا حكاية فحواها أن 
الأمر كليه متوقف على جلاء الصدر حتى يحل فيه هذا العلم الخفي . 


- 058 - 


(5441) أصل الحكاية التى تبدأ بهذا البيث فيما رواه فروزائفر (مآخذ /7*-5؟) فيما رواه 
صاحب إحياء علوم الدين )١7/7(‏ كما نظمها الأنورى (من شعراء القرن الخامس) ونظامى 
الكنجوى فى اسكندر نامه ١‏ ورواية نظامىي مطابقة لرواية الاحياء عن رواية مولانا ... ققد جعل 
مولانا أهل الصين ينقشون وأهل الروم يجلوون ويصقلون ... فجعل الغلبة لأهل الروم مما يناقض 
الروايات السابقة عليه . 

(544 - 5441) : تعدد الألوان والأضواء والأنوار مصدرها القمر وليس مصدرها السحاب .. 
مصدرها الواحد وليس مصدرها التعينات (أنظر أيضا شرح البيتين 74174 - 744 من الكتاب 
الذى بين أيدينا) . 

(4919 - 51”) : ينقل مولانا إلى الخلاصة من قصته : أنه يقصد بنقاشى الروم الصوفية . 
وعلومهم ليس موجودة فى الكتب (امح الأوراق لو كنت رفيقا لنا ... فعلم العشق لا يكون فى 
دفتر) ولا دراسة ولا تظاهر بالفضل ... وسيلتهم هى صقل الصدور وتطهيرها من الحرص 
والطمع والبخل حينئذ يكون القلب كالمرآة ... يستطيع أن تعكس الصور غير المحدودة صور 
المعائى العليا والفيض الذى يتواتر على القلب ؛ هو النور الذى انعكس على يد موسى فجعلها 
بيضاء (الأعراف ٠١4/‏ - طه /؟١‏ - النمل ١١/‏ - الشعراء /55 - القصص / 7؟) هذه 
الصورة التى لم تسعها السماء ولم تسعها الأرض يسعها هذا القلب المصقول الخالى من الحقد 
والحسد وأمراض النفس (يسعنى قلب عبدى المؤمن) صور الجمال التى تبقى ولاتنتفى » تبدو 
واضحة جلية لا حجاب عليها ولا غطاء تستمر ثابتة ولا تمضى ؛ وإن الذى يمضى ويتغير هو 
قشور العلم أما علم مرحلة عين اليقين (العلم العيانى) فثابت » وهم يهزأون من الموت ... فالموت 
هو عرس الأبد فى رأيهم وهو الميلاد الثانى (أنظر الكتاب الثالث 58175 -0 555 وشروحها) 
لأنهم يعلمون أن الضرر يجرى على الجسد (الصدف) لا على الدر (الروح) لقد تركوا العلوم 
الظاهرية وانمحوا فى الحق وفنوا فيه فسطعت على قلوبهم صور الجنان الثمانية ... إن قدرهم 
أعلى من العرش والكرسى والجلاء فهم ساكنون فى مقعد صدق عن مليك مقتدر « إن المثقين فى 
جنات ونهر » فى مقعد صدق عند مليك مقتدر » (القمر /55/554) ولما سئل ابو يزيد عن الغرباء 


قال : الغريب إذا طلبه جبريل فى الدئيا لم يجده ولو طلبه رضوان فى الجنة لم يجده فقيل فأين 
يكون يا أبايزيد فقال : فى مقعد صدق عند مليك مقتدر . وقال الواسطى : هم أهل الصفة 
المتحققون بأنوار المعارف الذين لا يحجيهم الجنة ولا النعيم ولا أى شئ فى مقعد صدق ... الخ 
وقال # : الققراء جلساء الله (مولوى ١/5؟1)‏ . 

(4١ت”)‏ : القصة التى تبدأ بهذا البيت فيما اورده فروزانفر وردت فى أسد الغابة كما ذكرها 
صاحب اللمع والغزالى فى الإحياء عن حارثة بن سراقة بن حارث الأنصارى ” بينما رسول الله # 
يمشى إذا استقبله شاب من الأنصار فقال له النبى : كيف أصبحت يا حارثة ؟ قال : أصبحت 
مؤمناً بالله حقا ها راسول: الله :1 فقال الى يو أنظن :مناذا تقول فاق اكل فول حقيفة"د فال زا 
رسول الله عزفت نفسى عن الدنيا فاسهرت ليلى وأظمأت نهارى فكأنى بعرش ربى بارزا وكأنى 
أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها وكأني أنظر إلى أهل النار يتعاوون فيها . فقال : الزم عبد 
نور الإيمان قلبه (مآخذ /د” - 56) ورواها الكافى عن شاب من الأنصار أما الشوشترى فقال انه 
حارثة بن مالك بن النعمان الأنصارى (شرح شهيدى / )١54‏ . 


يحدد هذه الدنيا » ورأيت الأمة كلها فيما وراء منافع هذا العالم المادى ؛ فالعالم كله وحدة واحدة 
تستوى فيه آلاف السنين مع لحظة واحدة ... كل شئ مرتبط بالأزل وبالابد ؛ فالعقل ليس متوجها 
إلى هذه الدنيا » بل مرتبط بعالم لا زمان فيه ولا اختلاف " ليس عند ربكم صياح ولا مساء” 
(شرح شهيدى ١35/‏ وانظر الكتاب السادس » العنوان السابق على البيت 7777 وشروحه) 
ويقصد المتحدث أن " وقته " موقوف على الحبيب " وبصره" ناظر”" إلى الواحدء الأحد وانتفت عنه 
كل التعينات » وأصبح كل ما يدركه العق لغير ذى موضوع عنده ؛ فليس له سبيل إلى " تلك 
الناحية ' التى يسير فيها . 

(٠٠ه"‏ -707ت؟) : حدثنا يا حارثة عن إمارات هذا العالم الذي تسيح فيه بما يُفهم أنك تدركه 
بالفعل . قال : إنني أعاين العرش مثلما يعاين الناس السماء » أرى الجنان الثمانية » ودركات النار 
السبعة ' سقر والسعير واللظى والحطمة والجحيم وجهنم والهاوية ' ( شرح تسهيدي/17) كلها 


الام - 


أراها رأى العين " كما يرى الوثني الصنم " ٠‏ وأهل النار وأهل الجنة » وعاقبة الخلق في يوم 
الميلاد الثاني ويوم ظهور الحقيقة " في " يوم تبيض وجوه وتسود وجوه " ( آل عمران )٠١5/‏ 
.. لقد كانوا جميعا غائبين في رحم الخليقة » وإن كان مصير كل منهم معلوما » " فالسعيد سعيد 
في بطن أمه ٠‏ والشقي شقي في بطن أمه " إن الله خلق السعادة والشقاوة قبل أن يخلق خلقهء 
فمن خلقه سعيدا لم ينغصه أبداء وإن عمل شرا أبغض عمله ولم يبغضه ٠‏ إن كان شقيا لم يحبه 
أيداء وإن عمل صالحا أحب عمله وأبغضه " عن أصول الكافي - شرح شهيدي/517١-‏ 
.)٠64‏ 

(374-7514") الحديث لمولانا جلال الدين : يشبه الروح بالجنين الذي يحمله رحم الجسد » 
والموت هو المخاض »؛ وما لم تمت لا يكون شىء عن مصيرها معلوما ٠‏ يتنازعها الصالحون " 
الروم " والطالحون " الزنج " ؛ فإن ولدت صارت معلومة اللون " إيمانا أو كفرا " ؛ وحملها من 
تنتسب إليهم .. وهناك من يدرك سر الروح من قبل أن تولد في العالم الثاني » وإبان وجودها في 
الجسد » فاتقوا فراسة العبد المؤمن ؛ فإنه ينظر بنور الله . ( أنظر الأبيات : ١١4٠‏ 
و47*١و7545و797‏ من الكتاب الذي بين أيدينا ) . 

(340-755") : والأصل في الروح أنها طاهرة » والمني أبيض ٠‏ وإنما يبيض ويسود في رحم 
. الأم " الدنيا » الجسد " ؛ وانظر إلى فوله تعالى " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم » ثم رددناه 
أسفل سافلين " ( التين /2-4) فاللون يأتيها حين تتحول من الوحدة إلى الكثرة » ومن المعنى إلى 
المادة » ومتى يظهر لليك يق * الأسود - الطالح " من التركي " الأبييض - الصالح " وهما في 
الرحم " الدنيا ' ؟ إنما يظهران بالميلاد وبالحشر عيانا بيانا " لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة " 
( الكهف / 48) . 

(531-5845") : " وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال ؛ في سموم وحميم ؛ وظل من 
يحموم' ( الواقعة )47-4١/‏ كما فسر بعض المفسرين " فتأتون أفواجا " ( النبأ/16١)‏ : بأن بعض 
أهل جهنم يأتون يوم القيامة وقد قطعت أيديهم وأرجلهم ( تفسير أبي الفتوح وكشف الأسرار 
وتفسير البيضاوي ومجمع البيان- عن شرح شهيدي/,ص؟5١)‏ ولون الكفر السواد "وتسود وجو'؛ 


الام - 


ولون الختم الملكي الأحمر هو لون أهل الجنة » واختلف المفسرون حول المقصوذ بفتحات النفاق 
السبعة : قال بعضهم هى أبواب جهنم ودركاتها السبعة ٠‏ وقال نيكلسون إنها الغرور والحرص 
والشهوة والحسد والغضب والطمع والحقد » وقال شهيدي إن صفة واحدة من هذه الصفات لا 
تنطبق على النفاق ( شهيدي )١157/‏ » وكلها إن شئنا الدقة خفية . وأضاف شهيدي أنه من 
الممكن أن يكون المقصود بفتحات النفاق السبعة العينين والأذنين وفتحتي الأنف والفم ؛ وكلها 
تؤدي عند المنافق عكس ما يحس به قلبه . . وقال المولوي )140/١(‏ إنها المنهي عنها في قوله 
عليه السلام " اجتنبوا السبع الموبقات : الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق 
وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات ” وفي رأى 
المولوي أن القمر الذي لايعتريه المحاق هو نور النبوة ؛ وهو في رأى إستعلامي )404/١(‏ أنه 
نور الإيمان » وفي رأى شهيدي أنه نور اليقين . ويواصل حارثة : إن كل ما قلته عن أهل 
الجنة وأهل النار هو مجرد إشارات » ومن الممكن أن يستفيض لولا خوفه من رسول الله . 

(0هه8--5513) : لقد انهمك زيد " أو حارثة أو مولانا جلال الدين إن شئت الدقة ' في الحديث 
٠‏ بحيث أوشك أن يتجاوز المسموح به ؛ هدا وإن كان يقول الحق » و"الله لا يستحيي من الحق" » 
ومن ثم انمحى الحياء عن المتحدث ؛ فأوغل في حديثه » بحيث كاد يبوح بأسرار لا ينبغي البوح 
بها » ولا تتحملها الأسماع ؛ لقد قفزت المرآة من غلافها ' قفز قلبك من جسدك " وأخذ يطوف 
بمظاهر القيامة ويفشي أسرارها » والقلب والميزان كلاهما لايخفي الحقيقة ٠‏ ولو قمت بخدمتهما 
طوال عمرك » مرآتك تظهرك على حقيقتك » وميزانك يزن أعمالك خيرها وشرها ولا يحيد قيد 
أنملة عن الحق ٠‏ والتعبير مأخوذ عن مقالات شمس ( /١‏ 15و١7)‏ " المرآة لا.تميل ؛ فلو سجدت 
لها مائة سجدة قائلا لها : هذا العيب الوحيد الموجود في أخفه عني ٠‏ لقالت لك بلسان الحال : هذا 
غير ممكن " و " إن المرآة هى عين الحق ٠‏ وهو يظن أن المرأة غيره ٠‏ ومع كل هذا فمادام عنده 
ميل إلى المرأة » فالمرأة تميل إليه » ومن ميل المرأة إليه يكون ميله إلى المرآة والعكس صحيح ؛ 
فإن كسرت المرآة كسرتني ٠‏ والنتيجة أن تميل المرآة أو تتكلف , وكذلك المحك والميزان ميله إلى 
الحق » فلو قلت ألف مرة : أيها الميزان ؛ أظهر هذا القليل كثيرا ؛ فإنه لا يميل إلا إلى الحق .. لو 


“الام - 


خدمته ألف عام وسجدت له . " ويواصل :إن لم يكن هذان موجودين » ما قيمة الإنسان أصلا ؟ 
هل يخلق عبثا ويترك هملا ؟ . كلامك أيها الشاب ووصفك مفيدان جدا » لكن .. لتخف مرآتك 
في اللباد إذا كان التجلي قد حدث على طور سيناء الصدر » فإن موسى ات حرم من هذا التجلي » 
فخر صعقا ؛ واندك الجبل دكا » فهل تراك تتحمل أنت هذا التجلي ؟ 

(701/0-7559): يرد زيد : أجل ؛ من الممكن لمرآة أن تختفي تحت اللباد » لكن هل من 
الممكن إخفاء شمس الحقيقة ؟ أخفها إذن إن استطعت !! ( وهل تخفى النار وهي بين صوف 
وقطن ؟ .. أنظر عن تفصيل الفكرة : الكتاب الثالث » الأبيات :47758-54177656 وشروحها .) 
ويرد الرسول # : قدرة الحق تيسر إخفاء أسرره " غيرته في الحقيقة " » ومن ستر الله أن يجعل 
إصبعا واحدا قادرا على إخفاء الشمس في كبد السماء » إن وضعته على عينيك .. هذا هو العالم 
الذي تخفيه نقطة فاصمت » وانظر إلى سعة البحر وعمقه » ومع ذلك سخر الله هذا البحر للبشر " 
كيف لا يستطيع الإنسان. كتم أسراره عن التدفق ٠‏ وهو الذي أقام السدود أمام البحر ؟! " » والبحر 
مسخر للإنسان مثلما سخرت أنهار الجنة الأربعة لساكن الجنة » لا بحول+ه ولا بطوله ؛ يل 
ترجمة.لفعله ومقامه في الدنيا » وهي موجودة في ذواتنا ' فنهر الماء هو في هذا العالم نهر ماء 
العلم والمعرفة ؛ ونهر اللبن هو نهر العمل ؛ ونهر الخمر هو نهر العشق ؛ ونهر العسل هو نهر 
حلاوة القربة " مولوي )544/١‏ ( عن وجود هذه الأنهار على الأرض أنظر الكتاب الثالث 
الأبيات:0٠4514-7475”‏ والكتاب الخامس الأبيات : 5840-١51١‏ ١وشروحها‏ ) . 

(175ه35817-1) : وتأ ثير الله سبحانه وتعالى فسريان هذه الأنهار له مثال في داخلك أنت واضح 
من تأثير الروح » فهذان العينان كنهرين جاريين » يسيرهما القلب حيث يشاء » حينا إلى الشهوة » 
وحينا إلى العبرة » حينا نحو المحسوسات » وحينئا نحو الملبوسات ؛ حينئا نحو المسائل الكلية وحينا 
نحو المسائل الجزئية » ليس العين فحسب ٠‏ بل وسائر الحواس كالأنابيب المتصلة بالقلب » تجري 
وفق هواه ومراده » وكذلك الأعضاء كاليد والقدم مطيعة للقلب » يجعل منها تقوم بالفعل الذى 


يطلبه ويرتضيه 8 


00007 


(ححه وت ؟) 3 يتساءل مولانا 3 ماذا يفول القلب للأعضاء والجواس ؟ وما هي طبيعة 


- كلام ب 


العلاقة بينهما ؟ ويم وجد عليها هذه السيطرة ؟ تراه يملك خاتم سليمان الذي نقش عليه الاسم 
الأعظم » وبه وجد السيطرة على الجن والإنس والطير ؟ بم سيطر على كل هذ! الجيش ؟: 
الحواس الظاهرة الخمسة والخمسة الباطنة :الحس المشترك والذيال والوهم والذاكرة والعقل " 
المتصرفة ' (الفكرة منقولة عن ثالث إحياء الغزالي -عن شهيدي /111-؟17) ٠‏ فأنت أيها القلب 
في عظمة سليمان #2 ولك سيطرته » فإن سرت بالعدل والإخلاص » وبرئت من الرياء ؛ فلن 
تستطيع الشياطين كحو وح كارا لمر والشهوة وطلب الجاه (إستعلامي 4٠١/١‏ )2 
وفي رأي: النفس والهوى والهوس ( نيكلسون - عن شهيدي )١6‏ وفي رأى : النفس والشيطان 
وحب الهوى ( مولوي )157/١‏ ويفسرها شهيدي بالنساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب 
والفضة اعتمادا على الآية ١4‏ من آل عمران ( شرح شهيدي ص١177١)‏ والتعبير مأخوذ من سنائي 
وقد فسر الشياطين الثلاثة بالمكر والشهوة والزور ( أنظر الترجمة العربية للحديقة البيتين 
24904 وشروخهما ) ولكن إذا سلبك الشيطان الخاتم فقد خسرت كل شيء ( أنظر 
لتفصيلات المعنى الكتاب الرابع الأبيات:30١33-1١١وشروحها‏ والأبيات: 
5 -1185وشروحها ) وبذلك يتحقق فيك منطوق الآية الكريمة ' يا حسرتا علي العباد » 
ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ' ( يس )"١/‏ ويوم التناد هو يوم القيامة . وأنت إن 
أنكرت فضحتك مرآتك وفضحك قلبك ؛ مثلما إفتضح العبيد الذين سرقوا الفاكهة وأكلوها ؛ واتهموا 
لقمان بأكلها . 

(5594): القصة التي تبدأ بهذا البيت فيما يرى فروزانفر ( مآخذا/"؟) وردت قبل مولانا في 
قصص الأنبياء للثعلبي وتفسير أبي الفتوح الرازي » وذكر زرين كوب مصدرا أقدم وهو حكايات 
إيسوب ( بحر در كوزم/ .)1١55-157‏ 

1 اككمم : إذا كانت هذه حكمة لقمان وهو عبد من عباد الله ؛ فما بالك بالحكمة الإلهية؟ 
اقرأ قوله تعالى " يوم تبلى السرائر" ( الطارق /4) ٠:‏ واعام أنه أيضا سوف يخرج المخبوء 
منك ؛ واقرأ أيضا " وسقوا ماءً حميما فقطع أمعاءهم '( محمد )١‏ ؛ ولأن قلوب الكافرين 
كالحجارة أو أشد قسوة ؛ فقد جعل النار عذابا لها ٠‏ فالحجر لا يختبر إلا بالنار » وعلاج الجرح 


ولام - 


السيئ الكي ؛ والكي علاج فظيع قاس ؛ والحمار عاقبته الموت » وتعمل الكلاب في رأسه بأنيابها؛ 
وكل يأخذ إلفه من جنسه ء " والخبيثات للخبيثين ... والطيبات للطيبين " ( النور /5؟) و " المرء 
على دين خليله فلينظر آيكم من يخالل " ؛ وأنت وما تريد ؛ فإن أردت إمض إلى قرين س.وء » 
واندمج معه وخذ من صفاته ٠‏ أما إذا كنت تريد نور المعرفة وئور الإيمان فكن مستعدا له 
بتصفية مرآة التلقي ؛ وإذا كنت تريد البعد فأنت ونفسك » إلزمها وابتعد » وأنت في هذه الدنيا 
كأنك في سجن خرب ٠؛‏ فإن كنت تريد الخلاص منه ؛ فمل إلى الحبيب " واسجد واقترب " 
(العلق/9١).‏ 

(518-7): يعود مولانا إلى إفاضاته التي يسوقها على لسسان زيد ؛ فيعود إلى نصيحة 
الرسول#ة له بأن يعقل براق الناطقة » فإنها لا تفتأ تمزق أستار الغيب » وهي كاشفة لعيوب الناس 
فاضحة إياها » وما الكلام إلا طبل أجوف إلا إذا قرن بالفعال » فلا تتسرع » ولا تنبت » فإن كل 
إنسان مسرور بظنه و ' كل حزب بما لديهم فرحون " ( الروم/7؟) و " الغفلة أساس الدنيا 
وعمادها " » فلا تؤيس الناس من رحمة الله ؛ فربما تركوا عبادتهم » بل أولى أن يعبدوا الله على 
الرجاء فيما عنده وانتظار فضله وأجره ٠‏ فيأمن الخائف من قهره ورده ٠‏ ويأمل في هذه الرحمة 
العامة ؛ " ورحمتي وسعت كل شيء '" و " ليرين الله الخلائق يوم القيامة من سعة رحمته » حتى 
أن إبليس يتطاول في النار يتوقع الرحمة " ( مولوي١/157)‏ . والحق تعالى يريد الخلق هكذا : 
بين الرجاء والخوف » وذلك ليمحصهم » وليجعل قلوبهم بين إصبعي اللطف والقهر ؛ وهذا 
التأرجح بين الخوف والرجاء قائم مادام المرء في حجاب الدنيا » فإن كشف الحجاب » فقد صار 
الغيب كله على الملا » فالغيب بمثابة الخاتم الموجود فى إصبع سليمان اتنن: » إنك قد ترى سيماء 
السليمانية والعظمة في وجهه وهو مجرد صياد سمك بعد أن سرق منه الخاتم » لكنه مجرد 
صياد سمك فقير , لكن عندما يعود الخاتم إليه » ويتريع على عرشه ؛ ويحشر له الجن والإنس » 
يتيقن الناس أنه سليمان ( أنظر تفصيلات أكثر لقصة سليمان والخاتم في الكتاب الرابع الأبيات : 
32-1١1و11485-1553‏ وشروحها ) » والمعنى المراد أن الشاب ظل على شكه في صياد 
السمك " الذي عليه سيماء الملك والعظمة " حتى تأكد يوم استوى على عرشه والخاتم في يده . 


- كلام - 


(545-724) : وهكذا يظل المرء أسير الوهم » يظل الوهم متضخما في صدره وفكره وخياله 
؛ حتى يرى الحقيقة ؛ هذا في حالة وجود الدلائل ؛ فإن لم يكن ثم قطر في هذه السماء ٠‏ فمن أين 
يكون للأرض النبات والثمر ؟ وإن لم تكن سماء الغيب " سماء النور " بلا فيض أو رحمة ؛ فكيف 
تكون الحياة ممكنة ؟ ومن هنا يكون الإيمان بالغيب مطلوبا » فهو مصداق الطاعة الحقيقية ؛ فإن 
آمنت فحسب بما ترى وتعاين وتشاهد » فأين دليل طاعتك هنا ؟ ( والمعنى وارد في معارف بهاء 
ولد س )*”١3‏ وعندما يشق الله أفطار السماء فكيف يقول هل ترى فيها من فطور ؟ ' الذي خلق 
سبع سموات طباقا » ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت » فأرجع البصر ؛ هل ترى من فطور ؟ 
'_( الملك/؟) ٠‏ إنما يكون التساؤل عن الفطور والانشقاق عندما تكون السموات مخفية عنه : 
وهو يريد من العبد التصديق على الغيب ؛ وإلا فما قيمة التصديق على المشاهدة والعيان ؟ والناس 
إنما يضربون على العمياء » ويتحرون في ظلام الحجب ؛ ومن ثم تمضي كل فئة إلى جهة من 
الجهات وإلى طريق من الطرق . 

(د 5-5 565): هذا المشي على العمياء كثيرا ما يوقع في الدنيا الكثير من المتناقفضات ؛ فيُعدم 
الأولياء والأبرياء » ويجلس المجرمون والخونةٍ واللصوص على كزاسي السلطة » وينقلب 
السلطان إلى عبد رقيق ؛ ويجلس العبيد على كراسي الحكم ؛ مادامت الأمور ليست ظاهرة وكلنا 
نعيش في حجب الغيب » وهذا السيد على الإطلاق ٠‏ والذي لاشك في سيادته » تراك تريد أن 
تعبده يوم تتأكد من سيادته ؟ وألست ترى في هذه الدنيا أن هناك فرقا شاسعا بين من يؤدي 
فروض الطاعة للملك في محضره وبين من يؤديها له وهو بعيد عنه ؟ يكون كمحافظ القلعة على 
الحدود ؛ هو أقرب إلى العدو يجسده ؛ لكنه لا يخون ولا يفرط في القلعة ولاءً للملك البعيد عنه . 
ومحافظ القلعة هذا يكون عند الملك أفضل بكثير من أولئك الذين يضحون بأنفسهم من أجله في 
حضوره وإن ' دعوة في السر تعدل سبعين دعوة في العلانية ' ( أحاديث مثنوي /5؟ ) ؛ 
والعبادة في الدنيا ذات قيمة » وفي الآخرة مرفوضة ولا قيمة لها " فالدنيا عمل ولا حساب ؛ 
والآخرة حساب ولا عمل " و " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن أمنت من 
قبل أو كسبت في- إيمانها خيرا '( الأنعام )١34/‏ . قال نجم الدين : " فيكشف الغطاء يوم اللقاء , 


ل/الام ده 


وبعد كشف الغطاء » لا ينفع نفسا إيمانها " ( مولوي )134-١/‏ وقال عليه السلام ” والذي لا إله 
غيره ما آمن أحد إيمانا أفضل من إيمان الغيب " ( أنقروي / )135-١‏ , 

(147-5555) : الغيب والغائب إذن يجملان بالحجاب ؛ فالسكوت أولى إذن - يا زيد - . 
وانتظر رحمة الله تعالى أن يبدي من الغيوب ما يطمئن القلوب » وأى شاهد تريده على الشمس . 
يكفي الشمس دليلا على الشمس ( أنظر البيتين :١١7-1١١من‏ الكتاب انذي بين أيدينا 
وشرحيهما) .. لا .. ولأعترف » لقد قرن الله تعالى بينه وبين غيره في الآية الكريمة ' شهد الله 
أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط ؛ لا إله إلا هو العزيز الحكيم " ( آل عمران 
/18) ء فإذا كنت أضرب المثل بالشمس " معادل شمس الدين التبريزي " فالله تعالى أشرك معه 
الملائكة و أولي العلم في الشهادة » وما دام الله قد شهد ؛ فما قيمة شهادة الملائكة وأولي العلم ؟ 
أقول لك : لكي يجعل لأحبابه نصيبا من غيوبه » ولكيلا يؤيس البشر ؛ وإلا فإن وجود الملائكة 
وأولي العلم حيث تسطع شمسه يكون كوجود الخفاش » 000 الضياء ٠»‏ فالملائكة 
ذكروا لمجرد إسداء العون لنا » إنهم مجرد وسيلة » نواب في الضياء » قبسة من نور الشمس 
لتوصيلها ؛ كل على درجته " جاعل الملائكة رسلا ذوي أجنحة مثنى وثلاث ورباع ' ( فاطر/١‏ ) 
والملائكة والعقل خلقوا من مادة واحدة » وتشكلوا في صورتين ( أنظر الكتاب الثالث الأييات : 
١١98-5‏ وشروحها ) » ولذلك كان لكل إنسان قرين من الملائكة يمده بالنور ؛ ولأن كل 
إنسان ليس قابلا لهذا النور » ولا يتحمل هذا النور » فقد جعل له من النجوم شموعا على قدر 
طاقته حتى يجد الطريق . 

(55070- 581" : " أصحابي كالنجوم » بأيهم اقتديتم اهتديتم " ( أحاديث مثنوي )١5/‏ » هؤلاء 
النجوم يكونون على قدر من يستهدي بهم ممن لا طاقة لهم على تحمل أنوار الشمس " الحقيقة 
العليا ' أو القمر " الحقيقة المحمدية " . وها هو القمر يخاطب من حوله : لقد كنت بشرا مثلكم . 
لكن الفرق أنه يوحى إلي " قل إنما إنما بشر مثلكم يوحى إلي ' ( الكهف )١١١/‏ » بالنسبة لله أنا 
بشر ؛ وبالنسبة لمظلمي النفوس أنا قمر يهدي إلى النور » وإنما خلقني الله هكذا حتى يتحمل 
الخلق نوري ؛ وامتزاج النور بالجسد » يشبه تماما امتزاج الخل بالعسل" علاج كان القدماء 


-ملاة - 


يستخدمونه لعلاج الصفراء ' ؛ أما وقد آمنت ونجوت من مرض الكفر » فاقتبس النور وخذ الشهد 
الصراح ا ل ل ردم 
" » ما دمت قد وجدت الصلة به - جل وعلا - مباشرة . 

ل ل 
النعال " الدنيا " » وليس من المهم أن تجد أنت زيدا أو لا تجده » ما دام النور الذي سطع على زيد 
وجعل منه على تلك الدرجة من المعرفة لا يزال موجودا » لقد كان زيد مجرد نجم من النجوم » 
وسطع عليه ضوء الشمس فأخفاه ؛ مثل كل آبائنا ٠‏ أضمروا في علم سلطاننا " نبينا " ولم يبق 
سوى علمه » كلهم موجودون لم يُعدموا » أضمروا في الصفات . وإن كنت تظن أنهم معدومون 
فاقرأ " وإن كل لما جميع لدينا محضرون " ( يس /"") والمحضرون لا يكونون معدومين ( أنظر 
لتفصيل الفكرة الكتاب الثالث الأبيات :442-447 وشروحها ) وعندما يشرق صبح القيامة ( هكذا 
في نسخة قونية ص 85 وعند شهيدي ونيكلسون: عندما يحل الليل وبهذا لايستقيم المعنى ) ٠‏ يكون 
الاستقبال في الملا الأعلى ٠‏ وكل هذه النجوم الغاربة في ليل الحياة الدنيا تكون راقصة مهللة 
صائحة " ربنا أحييتنا " ( غافر/١١)‏ ينشر الله الموتى ١‏ فتهجم من العدم صوب الوجود . 
(؟704-5549") : وما لك تنكر هذا ؟ ألم تكن من قبل في العدم فأتى بك إلى الوجود ؟ ؛ ألم تكن 
تظن أنك لست بخارج من بطن أمك ؟ وألم تكن منكرا لوجود عالم رحب خارجها ؟ ( أنظر 
الكتاب الثالث الأبيات : 11-7 وشروحها ) ألم تر من قبل صنع الله بك » وأنه جرك من عالم 
عدم سابق إلى عالم الوجود ؟ إن سلطانه على عالم العدم الذي انتقلت من الدنيا إليه لا يقل عن 
سلطانه على عالم الذي خرجت إليه من الدنيا " وضرب لنا مكلا ونسي خلقه ؛ قال : من يحيي 
العظام وهى رميم » قل يحييها الذي أنشأها أول مرة » وهو بكل خلق عليم " ( يس/74-:4) 
(أنظر أيضا الكتاب الرابع الأبيات : 4517-4495 وشروحها ) . فانتبه ٠‏ واعمل ليوم بعثك ؛ فلا 
يزال سليمان على عرشه ٠‏ والشياطين تصنع له جفانا كالجواب ؛ والأشياء ثابتة في علمه ؛ وإنك 
لتخشى الموت والعدم » والعدم في سلطة الله جل وعلا .. لكنك متشبث بالدنيا ٠‏ هلوع على 
مراتبها ومناصبها وجاهها وسلطانها وهيلمانها » ولهذا تحس أن نزع الروح صعب ؛ لأنك واقف 


هلان - 


على هذه المرتبة » غير مؤمن بما يليها من مراتب أعمق وأغنى وأكثر ثراءً وحياة وخلودا .. 
فجاهد ٠‏ وأسر في ليل الدنيا » حتى تحمد السرى عند سطوع شمس القيامة » وإلا مضى ليلك هدرا 
٠‏ وكابدت السفر والسير في غير أوان السفر والسير . 

(5 3770-5976 ) وإن بحثك عن النهار يكون في هذا الليل المظلم " الدنيا مزرعة الآخرة " )2 
وليكن العقل هاديك ومرشدك ٠‏ ليس ذلك العقل الذي تدبر به أمور المعاش » بل عقل المعاد الذي 
يحرق ظلمات شهوات الدنيا المقعدات عن طلب المعاد والمنتهى ؛ ذلك أن الدنيا قنطرة الآخرة 
مثلما يكون المجاز قنطرة الحقيقة .. وفي الليل " الدنيا ' كثير من الخيرات » وهي دار الاختبار 
ودار الامتحان » ومن لامعاش له لا معاد له . واحذر الغفلة » وإلا سطا اللص على المتاع ؛ ولا 
تغفقل عن خصومك ٠‏ فالشيطان خصمك » يقعد لك كل مرصد » وقد أقسم على الانتقام منك ... 
ونحن نعيش في دار خصومة : النار خصم للماء ؛ والماء خصم للئار » فأطفئ نار الشهوة يماء 
التوبة والمعرفة ونور الدين واليقين ' تقول النار للمؤمن : جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لتهيبى " 
(أحاديث مثنوي /37) ولك في إبراهيمت: أسوة حسنة » فإن نار النمرود كانت عليه برحمة الله 
وبركة إخلاصه وردا وسوسن . وإنك إن حاولت طرد الشهوة تزداد أوارا ؛ فاتركها ؛ لكن لا 
تمدها بالغذاء فتقوى عليك » بل قاومها بالتقوى وتعظيم شعائر الله " ذلك ومن يعظم شعائر الله » 
فإنها من تقوى القلوب " (الحج/”") . 

)"77١(‏ : الحكاية التي تبدأ بهذا البيبت وردت قبل مولانا جلال الدين في نوادر الأصول لمحمد 
ابن علي الترمذي ؛ كما وردت قي دلائل النبوة لأبي نعيم الأصفهائي ( مآخذ/7-77؟) وأضاف 
شهيدي أنها وردت في تاريخ الطبري وفي الكامل لابن الأثير . ( شرح شهيدي/"١7)‏ . 

(787”) : " ولا تؤتوا السفهاء أموالكم " ( النساء/ه) . 

(74) كثيرون هم الذين ينفقون أموالهم على أقاربهم ويظنون أنهم ينفقون في سبيل الله ٠‏ وهذا 
من قبيل الكسل في العبادة " لا يبحثون عن محتاج بعيد .. هذا بالطبع في حالة ما إذا كان القريب 
غير محتاج ؛ وإلا فإنه إن كان محتاجا فهو أولى بالصدقة " . 

(77) :الحكاية التي تبدأبهذا البيت قال فروزانفر أنه لم يجد لها أصلا إلا فيما روي عن عمر #هد 


أنه رأى سكيرا فأخذه ليعزره فشتمه السكير ؛ فتركه عمر مخافة أن يكون تعزيره لغضبه 
لنفسه وليس لله وحدوده ( مأخذ/0) وقام الأستاذ شهيدي ببحث حول الحكاية ؛ واكتشف أنها 
وردت بنصها وعن علي4- في كيمياء السعادة للإمام الغزالي وفي كتاب الفخري في الآداب 
السلطانية لابن الطقطقي ( شرح شهيدي ص١‏ ؟؟) ومناسبة الحكاية العبادة للفخر والسمعة لا لله 
وهو موضوع الأبيات السابقة . 
(74") أى : ماذا رأيت من عالمك الخاص ٠‏ بحيث إنعكس تأثيره علي » فأحسست أنا أيضا 
بتغيير في عالمي ومعتقداتي ونظرتي إلى الدنيا . 
(58-739245” ) : إشارة إلى ما حدث لقوم موسى:2: في التيه ؛ عندما ظللهم الغمام » وأنزل 
عليهم المن والسلوى رحمة من الله سبحانه وتعالى ( أنظر الأبيات675-41من الكتاب الذي بين 
أيدينا ) » ولقد قطعت الرحمة عن بني إسرائيل لخستهم ودناءتهم ورفضهم لنعمة الله ؛ لكن أمة 
محمدائة أمة مرحومة " كنتم خير أمة أخرجت للناس ' (آل عمران )١١١/‏ جاء في خطبة للإمام 
علي #. : " كان في الأرض أمانان من عذاب الله » وقد رقع أحدهما فدونكم الآخر فتمسكوا به » 
أما الأمان الذي رفع فهو رسول الله ؛ وأما الأمان الذي بقي فالاستغفار » قال الله تعالى ' وما 
كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ؛ وما كان الله معذبهم وهم يستغقرون " (الأنفال /71) ( نهج 
البلاغة - تحقيق وترجمة سيد جعفر شهيدي ص 374 ) » هذه الرحمة التي خص بها رسولكم 
الكريم 2 حتى قال " إني لست كأحدكم » إني أبيت عند ريي يطعمني ويسقيني ' وهو الطعام 
المعنوي والفيض الإلهي على ما فسره الصوفية » في حين قال أخرون : إنه الطعام الجسدي » 
وإنك إن قبلت هذا المعنى دون تأويل ؛ فسوف تدرك حقيقته وتحس بلذته .. وألا فلتفسر نفسك ٠‏ 
ولتدرك بأية وسيلة تنظر إلى الأمور » وما هو أساس تفكيرك ؛ ومن أين دخل إليك ؛ ومن من 
شياطين الإنس والجن وسوس لك به , ولا تعب رياض المعاني ٠‏ بل عب على إدراكك أنت : 
وكم من عائب قولا صحيما * وأففته من الفهم السهيسم 
( البيت ٠١88‏ من الكتاب الذي بين أيدينا : أول نفسك ؛ ولا تؤول الآكقر ). 
(755-5959؟): إشتهر سيدنا علي رضي الله عنه بالسيف والعلم » فهو رضي الله عنه أسد الله 


- ةمثا١‎ 


الغالب ؛ وهو مقتلع باب خيبر » وتجمع مصادر السنة والشيعة على السواء على منزلته رضي 
الله عنه المعترف بها في الشجاعة والعلم ٠‏ وفي الروايات الشيعية أنه أعطي تسعة أعشار العلم 
والعشر الباقي شريك للعلماء فيه ( في رواية عن ابن عباس ) ؛ والماء هو مظهر العلم والتراب 
مظهر الجهل » وعلي في البيت هو المظهر التام للإنسان الكامل ( أنظر مقدمة الترجمة العربية 
للكتاب الرابع - ولمناقب الإمام في المأثور الصوفي أنظر: حديقة الحقيقة صص5”84١-414١‏ من 
النص وشروحها صص85١1975-1)‏ والقتل بلا سيف هو قتل الصفات الذميمة والنفس الحيوانية 
لإحياء الروح ؛ فكأنه إحياء وليس قتلا » وهذا من الأسرار الإلهية » فكأن من سل عليه أسد 
الله السيف ٠‏ أدرك أن انصراف علي رضي الله عن قتله سر رباني » وإحياء روحاني » وهو 
يريد أن يعرف هذا السر منه » لأنه رضي الله عنه بازي العرش ٠‏ صياد المعاني » نافذ البصيرة 
؛ مدرك الرؤى التي لا يدركها غيره ؛» حتى وهو مغمض العينين . 
(777-73755): الناس مختلفون في إدراك الحقيقة حتى وإن كانت في وضوح القمر في كبد 
السماء » فأحدهم يرى قمرا واحدا في السماء " المؤمن ' والثاني " الكافر" لا يرى في السماء قمرا 
قط » ويرى الدنيا في ظلام حالك ؛ والتالث يرى في السماء ثلاثة أقمار ” النصراني " ؛ وكلهم 
عراسوم الظاهوية سليئة وقوية ويقير معيرية #اكلديد لان حك وسيل قالجتزافة هي لطن الذي 
يلون كل شيء بلونه » فيوسف الحسن يراه أحدهم جميلا ؛ ويراه آخر ذثها قبيحا ؛ والعوالم 
شاسعة متعددة مختلفة » ولا يمكن أن تدركها كل عين ؛ أو يحدها كل بصر » وهناك اختلاف 
حول تفسير الأقمار الثلاثة يرى الأنقروي أنها القمر والشمس والعقل الكلي » كما يحتمل أن يكون 
القمر الواحد رمزا للتوحيد بين الذات والصفات » ومن الأقمار الثلاثة الفصل بينها » وكلها مظاهر 
لحقيقة واحدة ؛ يقول إين الفارض : 

وما برحت تبدو وتخفى لعلة على حسب الأوقات في كل حقبة 

وتظهر للعشاق في كل مظهر من اللبس في أشكال حسن بديعمة 

شوخ فويدي 011 

(الالاك ولالا؟) حسن القضاء بعد سوء القضاء المعني به لطف الله تعالى يحل بالعبد من بعد 


لمم - 


الابتلاء ؛ وهو هنا انصراف علييكء عن القتل وعفوه عن الكافر وإحيائه إياه ؛ على أساس أن 
خصمه الكافر أخذ يميل نتيجة لهذا العفو غير المتوقع من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان ؛ وأصبح 
شريكا في السر الذي أشع على علي». وانعكس فيه ٠‏ فكيف يضن به عليه وقد أصبح مشاركا له 
فيه .. وإذا كان قد أصبح مشاركا فيه فلماذا يتمنى سماعه ؟ لأن سماعه سوف يعجل به في 
السرى في ضوء قمر المعرفة » وفي ضوء مثل هذا القمر الإنهي يمكن للسراة السرى آمنين من 
التيه وناجين من غيلان الضلال التي تحملهم عن الجادة : كما أن الأذن تريد أيضا نصيبها من 
الفيض " ألا فاسقني خمرا وقل لي هي الخمر " ولتفتح الباب يا مدينة العلم طبقا للحديث الشريف ' 
أنا مدينة العلم وعلي بابها ٠‏ فمن أراد العلم فليأت الباب " ( أنظر تحقيق الحديث في حديقة الحقيقة 
ص85١) ١‏ وآنت شعاع من الحلم الكلي © وأنت على باب الحظيرة الإلهية » وأنت باب حظيرة 
الرحمة الإلهية ' محمد صلى الله عليه وسلم " ألا فلتجعل الرحمة تنهمر علي . ولتفتح باب الرحمة 
على طالب هذا الباب » حتى تتبدل فيه القشور إلى لباب والأجساد إلى أرواح » والصور إلى 
معاني . 

(9785-5078*) : إن كل ذرة في الكون مخبرة عنه دالة عليه مؤدية إليه » لكن لابد من أن يكون 
الباب مفتوحا إليها » ولابد للحارس " الولي - العارف - المرشد " من أن يفتح هذا الباب » ولابد 
من طرف الحبل " كل عمل يجد فيه المرء لابد وأن يذيقه الله بعض لذته في البداية " » هذا هو 
فتح الباب » يتحرك بعده الطمع » ويتحرك الرجاء ٠‏ ومن وجد كنزا في مكان لزمه » وتردد عليه 
؛ المهم ألا تطلب على الظن ٠‏ وأن تكون متيقنا ممن تطلب » فليست كل خرابة تحتوى على كنز . 
ومالم يدلك الله على نفسه " يصل إلى أنفك أريج من الغيب " فلن ترى أبعد من هذه الأنف . 
(1747-79) :يتحدث الخصم الذي كان كافرا في الأصل بما يوحي بأن كل لحظة تمر تجعله 
يتحدث بلسان إسلامي مبين ' انعكاس ولاية علي» "» ثم يتحدث مولانا عن تأثير الكواكب السيارة 
في عملية الخلق " فهو نطفة مستقرة في صلب الأب » فإذا اختلط مع ماء الأم » فعلى قول الحكماء 
دخل تحت تربية زحل شهرا وشهرا تحت تربية المشترى فكان علقة وظهرت حرارة الإختلاج؛ 
وشهرا تحت تربية المريخ فيكون مضغة يحصل له الثخانة » وتظهر فيه القوة الغضبية ٠‏ وشهرا 


- 8م64 - 


تحت تربية الشمس فينفخ فيه الروح ويلقى الحياة ؛ وشهرا تحت تربية الزهرة فيأتي للوجود 
بالهيئة الإنسانية وتحصل له القوة الشهوانية » وشهرا تحت تربية عطارد فتظهر له زيئة الشكل 
والشمائل » وشهرا تحت تربية القمر . فهذه سبعة أشهر يتم بها الوجود الإنسائى ويتحرك في 
الظاهر والباطن » ورطوبة القمر مناسبة للحياة » إن تولد فيه كان أغلب حاله الحياة والبقاء » وإن 
لم يخرج تكرر في الثامن زحل ؛ ولكون زحل باردا يابسا » إن خرج كان مزاجه مناسبا للموت » 
وإن إستقر إلى الشهر التاسع» دخل تحت تربية المشترى ؛ ولأن المشترى حار ورطب في طبيعته 
الحياة ( مولوي 779/١‏ ولخصها شهيدي بما لايختلف عن إخوان الصفا - شرح شهيدي /ه؟- 
كلم 

(801-7/45") : هذا الجنين ليس له من الكواكب إلا الصورة ؛ ولا وجود حقيقي له إلا إذا 
سطعت عليه شمس الحقيقة ونفثت فيه الروح ؛ وهي التي تنفث الروح في كل الكون » وهى 
كيمياء التبديل » وبقدر قابليات الموجودات تكون عطاياها » فهي ساطعة على كل شيء » تجعل 
من التراب ياقوتا ؛ وتجعل المطايا تسرع حتى ليتطاير الشرر من سنابكها » وهي التي تهب الثمار 
النضج ؛ وهي التي تجعل من الجبان شجاعا إذا مسه شرر عشقها .... فلتشرح لي يا بازي 
الروح يا متمرسا على ساعد المليك .. فأنا صيدك ؛ إشرح لي يا أمة وحدك ؛ أى سبب هذا الذي 
أوجب الرحمة في موضع القتل وسفك الدماء » وما الحكمة في إسداء العون للتنين الذي قصد 
هلاكك ؟ 

(581-1807) : يرد الإمام عليه قائلا : إنني أسد الحق » أقاتل من أجل الحق لا من أجل 
الهوى ؛ وأنا أمسك بالقوس والرامي هو الله سبحانه وتعالى " وما رميت إذ رميت ؛» ولكن الله 
رمى ' ( الأنفال )١7/‏ فأين ذاتي إن كان ثم ذاته ؟ وكل ما خلا الله باطل ولا وجود له ء وأنا 
بالقتل أحيي موتى الجهل » وأخلصهم من علائق الجسد ؛ وسيفي مليء بجواهر الوصال ؛ لامع 
بالتور مهما سال عليه الدم » وأنا مجرد حاجب على الباب : ولست صاحب الأمر والنهي » لكتي 
أفتح الباب لمن أراه جديرا بالوصول إلى صاحب الأمر والنهي .. وأنا بريء من القوة الغضبية . 
لست قشة تقتلعني كل ريح » بل أنا جبل من الحلم والصبر والعدل » وإنما قوتي بالإيمان .. وأنا 


- 68م - 


جبل به » لكني قشة في يد تصريفه » فلا حركة لي إلا بريحه ٠‏ ولا عشق عندي لسواه » والغعضب 
ملك على الناس » مسيطر على الملوك ؛ لكنه غلام عندي " ليس الشديد بالصرعة » لكن الشديد 
من يملك نفسه عند الغضب ' ( بأسانيده : أحاديث مثنوي/1١)‏ ..( وفي هذا المعني هناك حكايات 
عن ديوجين وسقراط وغيرهما في الكتاب الثاني من المثنوي البيت 8 ومايليه ) ( استعلامي 
١‏ 

(5853-41) : وأنا أرى غضب الله رحمة » لأني ناظر إلى العاقبة » ومهما حرمت من لذات 
الدنيا » فأنا أرى نور الله يغنيني عنها كلها » وبرغم أن إسمي ” أبو تراب ' ( من أسماء الإمام 
عليية - أنظر الترجمة العربية للحديقة ج١‏ ص 185) ؛ فإنني أعيش في روضة غناء من الفيض 
الإلهي » وإن علة ما قد تدخلت في القتال " يشير إلى بصق خصمه على وجهه " » وهو ما قد 
يجعل القضاء عليك غضبا وليس انتصارا لله » والحب ينبغي أن يكون في الله » والعطاء ينبغي 
أن يكون لله " من أعطى لله ومنع لله » وأحب لله ؛ وأبغض لله ؛ وأنكح لله : فقد استكمل 
الإيمان" ( أحاديث /7") ٠‏ ولذلك فلا تحري عندي ولا اجتهاد ٠‏ فأنا أبصر جيدا موضع قدمي » 
وأستمد مباشرة من الله تعالى » وفوق ذلك لا أستطيع أن أقول ما لا يمكن أن تستوعبه أفهام البشر 
؛ فحديثي بسيط على قدر العقول ؛ وهذا هو ديدن الرسول2ة ' إنا معاشر الأنبياء نكلم الناس على 
قدر عقولهم " ( أحاديث مثنوي//7؟-58) والأبيات التي تلت عن الشهادة وأحكامها الفنهية : 
وضرورة أن يكون الشاهد حرا وليس مملوكا " في الفقه الشافعي والحنفي » وأجازها الفقه الشيعي 
إن كان رشيدا بالغ" ( شرح شهيدي /0؟١555-5)‏ . 

(88" -5854) : ينقل مولانا من الحديث عن العبودية في الفقه إلى الحديث عن. العبودية فى 
الطريق » فمن السهل أن يعتق عبد الشراء » لكن الأسوأ منه هو عبد الشهوة الذى لا ينفك يسرع 
خلف شهواته تلهبه بسيا طها طوال حياته » ولا يزال يمد فى البئر الذى حفره لنفسه ٠‏ ويعمق فيه 
بحيث ييأس هو نفس من النجاة» وهذا لأئه هو أسقط نفسه فيه لا هو بالجبر من الله ولا هو الظلم 
فيه جل وعلا عن الظلم علوا كبيرا (أنظر الأبيات من 415١‏ إلى 545 و 47؟ ومن 107 - 
49 و ١472‏ من الكتاب الذى بين أيدينا وشروحها) . 


8868م -- 


(876؟ -72894) : لو أننى واصلت هذا الكلام » وكانت آذان القلب والاعتبار مفتوحة فإن 
الأكياد سوف تتفتت من هذا الحديث وماذا تكون الأكباد ؟! إن الحجارة نفسها لتدمى من هذه 
الأحاديث لكن هناك قلوباً أشد قسوة من الحجارة لا تجدى فيها هذه الأقوال فتيلاً » فلتندم حين 
يجدى الندم » ولتصر دمأ عندما يكون لذلك قيمة لا بعد المعرفة ب «الآن وقد عصيت قبل » 
(يونس /51 » ؛ ويعود مرة أخرى إلى قضية الشهادة » إذا كانت شهادة العبد الرفيق غير مقبولة 
فى الشرع وتحرره من هذه العبودية أمر سهل » فالشاهد العدل إذن هو الذى لا يكون عبداً لشهوته 
« الغول » ؛ ومن هنا صار أفضل الخلق 4 شاهداً على أمته «يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهداً 
ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا » (الأحزاب /د؛) وما كان هذا إلا لأنه حرإين 
حر إين # من أصلاب أحرار » وكان © حراً من شهوات الدنيا خالصاً منها لا ينظر إليها ولا يأبه 
بها وصفه على د بقوله : " تأس بنبيك الأطيب الأطهر # وآله فإن فيه أسوة لمن تأسى وعزاءً 
لمن تعزى ء وأحب العباد إلى الله المتأسى بنبيه والمقتدص لأثره » قضم الدنيا قضما ولم يعرها 
طرفه أهضم أهل الدنيا كشحا وأخمصهم من الدنيا بطنا ء عرضت عليه الدنيا فأبى أن يقبلها " (نهج 
البلاغة » تحقيق وترجمة الأستاذ شهيدى ص ؟7١١‏ » وأنظر عن الرسول ##عند الصوفية أنظر 
مولوى 5417/١‏ - 1475 وأنظر الترجمة العربية لحديقة الحقيقة » ج ١‏ »ء النص ١١4-1٠١“‏ 
والشروح من ١7؟‏ -7078). 

)١85:0- 584٠(‏ : الحديث على اسان الإمام على د موجها إلى خصمه فى القتال : ما دام الله 
قد أنعم على بنعمة الحرية فكيف أكون عبد للغضب وأنا أقرغت ذاتى من كل صفات البشرية » 
وتخلقت بصفات الربوبية » ومن صفات الإله أن رحمته قد سبقت غضيه (رحمتى سبقت غضبى) 
أنظر 5584 من الكتاب الذى بين أيدينا وشروحه) : هيا أدخل فى الإسلام ققد لحقت بك عناية 
الحق » وشماتك كيمياء تبديله » وحولتك من حجرية القسوة والكفر إلى جوهر من جواهر الإيمان؛ 
فتقدم خطوة فى عالم معرفة الحق وتخيل كالوردة ... فأنا وأنت قد صرنا واحداً ... نمضى فى 
طريق واحد وقد تفاهم قلبانا وصار كل منهما يعكس الصور على الآخر ... ولا تقنط من 
معصيتك السابقة وكفرك ... فهذه المعصية وهذا الكفر هما السبب فى إيمانك ؛ فلولا أن تصديت 


65م - 


لى بالقتال لما جئت إلى ساحة الإيمان ... وهناك أمثلة عديدة فى هذا المجال : إيمان السحرة 
لفرعون وقيامهم لنصرته جرهم إلى لقاء موسى والوصول إلى الإيمان بالله ونصرة موسى ؛ 
عداوة عمر الشديدة للرسول # وعزمه على قتله هو الذى جره إلى بيت أخته وقراءته سورة طله 
وميله إلى الإيمان ثم بحثه عن الرسول # لا ليقتله بل يؤمن به (أنظر الترجمة العربية للحديقة 
البيت : "١357‏ وشرحه) فرب معصية يقطع بها المرء فى طريق الإيمان طريقا لا يستطيع قطعه 
بالطاعات " وطويت السماء فى لحظة واحدة " فرب عاص تائب ذليل فى حضرة الحق أقرب من 
مقيم على الطاعات مدل بطاعته متكبر بها آمن من مكر الله جل وعلا . وجاء فى الحديث : أن 
الرجل ليذنب ذنبا يدخل به الجنة » قالوا كيف يا رسول الله ؟! قال : يكون نصبا بين عينيه ويتوب 
منه (أحاديث مثتوى /8؟) . 

(5851 - 1855 ) : والله تعالى هو القائل « ولا تيأسوا من روح الله ؛ إنه لا ييأس من روح الله 
إلا القوم الكافرون » (يوسف /81) فجعل اليأس من رحمة الله كفرا ٠‏ وقطع عنق القنوط ؛ بل إن 
سيئاتك نفسها يبدلها الله إلى حسنات « إلا من تاب وآمن وعمل عمل صالحاً فأولئك يبدل الله 
سيئاتهم حسنات » (الفرقان )7١/‏ هذا برغم المعاصى , فإذا بالشيطان برى أنه كلما زاد ابن آدم 
فى المعصية كان كأنه يجمع فى الحسنات إن تاب » بل ويزيده الله من فضله . 

(859") : يواصل الإمام على رضوان الله عليه الحديث مع خصمه : كيف أقتلك لمجرد أنك 
بصقت فى وجهى ... وأنا الذى كنت أعرف قاتلى ولا أفكر فى أن أمسه بسوء ؟!! والرواية التى 
يقدمها مولانا هنا فيها تصرف كثير (لم تكن الرواية فى حد ذاتها تهمة بقدر المعانى الذى يريد 
استنباطها منها) فلم يكن عبد الرحمن بن ملجم سائساً عند الإمام على #د ولم يسلم أصلاً إلا فى 
عهد عمر رضى الله عنه ؛ وقاتل إلى جوار على ©#د فى صفين ؛ ثم انقلب عليه حين قبل التحكيم ٠‏ 
وكان من أشد الخوارج عداء له ؛ واستغل الخوارج هذه العدواة لتكليفه هو بقتل على ضمن الثلاثة 
الذين كلفوا بقتل على #ه ومعاوية وعمرو بن العاص على أساس أن هذا هو السبيل الوحيد لإخماد 
الفتنة (أنظر الترجمة العربية للحديقة » الأبيات "43٠‏ - 476" وشروحها ؛ وأنظر مقاتل 
الطالبين لأبى مخنف لوط بن يحيى الأزدى ص ٠١‏ ؛ من ط النجف 1517 ه) ورواية أن 


لالممة - 


الرسول 2 أخبر عليا هد بأن قاتله هو عبد الرحمن بن ملجم فقد ورد فى حديث " روى الهادى عن 
عثمان بن صهيب عن أبيه أن رسول الله # قال لعلى : من أشقى الأولين؟ قال: الذى عقر الناقة » 
قال صدقت » فمن أشقى الآخرين ؟! قال : لا أدرى » قال : الذى يضربك على هذا يعنى يافوخه 
فيخضب هذا يعنى لحيته؛ هو عبد الرحمن بن ملجم من قبيلة مراد " (مولوى 5531/١‏ ونقل 
فروزانفر فى مآخذ 7 - 5 روايات أخرى كما ذكره السيوطى فى اللآئى المصنوعة) . وأقرب 
الروايات الثابتة ما روى عن عمر رضى الله عنه عندما تهدده أبو لؤلؤة المجوسى وقيل له إن 
الرجل قاتلك فاقتله » فقال : ويحكم » وهل سمعتم عن قتيل قتل قاتله ؟!! 

(85” : إشارة إلى الحديث " جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة " والمعنى هنا يشير أن ما 
قدر فى علم الله قائم بلا حيلة (هناك تفسير آخر للحديث فى الكتاب الخامس ؛ أنظر الأبيات 
عام - 46 ال وشروحها) . 

5855 -8437") : لا تزال الروح الجبرية مسيطرة على مولانا ويوجه الإمام على 4 الحديث 
إلى سائس خيله : اذهب فأنا لا أحس بأى بغض تجاهك ... فأنا أعلم أنك أداة فى يد الحق » أنت 
أداة تنفيذ لا أكثر ولا أقل والفعل من الحق ؟! ويقول السائس : إذا كان الأمر كذلك فلم القصاص 
إن مالم يكن لى دخل فى الأمر ؟! فيقول الإمام : إنه هو الذى يقتص أيضا » الفعل منه 
والقصاص منه » وهو الخليق بأن يعترض على فعله وينقضه ويثيب أو يعاقب عليه لأنه الواحد 
الأحد « لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون » و اقرأ «ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو 
مثلها ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير » (البقرة )٠١5/‏ » (أنظر بيت ١18*‏ من الكتاب الذى 
بين أيدينا) . 

(810 -880") : وهذه هى سنة الله فى خلقه » وأنظر إلى نسخه للشرائع التى نزلت قبل 
شريعة المصطفى # وذلك لكى يزيل العشب قبل أن ينبت الزهر ؛ فإن قلت أن الليل ينسخ النهار 
ويبدو أقل منه فإنك تكون قد أخذت الأمور على ظواهرها ء فمن قال لك أن الليل ليس ذخيرة 
لنهار ؛ ففيه يستريح العقل ويهمد الجسد ويجددان نشاطهما ... وان المرء ليسكت قليلا قبل أن 
ينطلق منه الصوت " ورب صمت خير من الكلام " ... وكثير من الظواهر تبدو بأضدادها ونور 


2 


الله يتجلى فى سويداء القلب ... وما هى السويداء ؟!! نقطة سوداء فى داخل القلب !! 

)"84١ - 5841(‏ : فى التحطيم والخراب قد يكون العمران الكامل (أنظر الأبيات :5." - "1١‏ 
من الكتاب الذى بين أيدنيا وشروحها) ... ومن هنا فقد كانت الحروب التى قام بها الرسول # 
أساسا لإقرار الدين والسلام الشامل ... وصلح آخر الزمان (الصلح الشامل والعدالة الشاملة بظهور 
المهدى وحربه مع الدجال وسيادة الإيمان) يكون من الحروب التى تسبقه ... وألا يقتلع البستانى 
الأعشاب الضارة لتنمو فى مكانها أشجار ؟!! وكل الحرف قائمة على الهدم من أجل البناء ومن 
أجل الاعمار والاصلاح ... ومن هنا فالزيادة فى النقصان ... وأنظر إلى الشهداء أليس فى موتهم 
وقتلهم حياة الأبد ؟!! ألا تمتد الدماء التى تسيل منهم فى عروق الأمة ؟!! وهم هم أنفسهم يبدأ 
رزقهم الأبدى بمجرد قتلهم « ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم 
يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف 
عليهم ولا هم يحزئون » (آل عمران /175 - )17١‏ أليس فى ذبح الحيوان حياة للإنسان؟!! فما 
بالك إن قطع حلق الإنسان يتولد له حلق آخر (عن حلوق الأعيان والمعانى أنظر الكتاب الثالث ؛ 
الأبيات 4٠‏ - 47 وشروحها ولنفس الفكرة ببيان آخر أنظر الترجمة العربية لحديقة الحقيقة , 
الأبيات ١١1788 - ١١86‏ وشروحها) وان الذى ينجو من العالم الفانى بروحه انما يعيش على 
الإثبات الذى قام به يوم العهد والميثاق يوم أخذ النطف والإشهاد بالربوبية « ألست بربكم قالوا 
بلى » (الأعراف /177) . 

(5487 -5007") : الخطاب موجه إلى المتعلق بهذه الدنيا ٠‏ والذى يقصر يده عن هذه المعانى ؛ 
ذلك أن همته بقدر بطنه وبقدر خبزه » ويخاطبه قائلاً : أحصل على كيمياء التبديل وحول نفسك 
الحيوانية إلى نفس سامية » وأطلب الشىء من موضعه.ء وإذا أحدئت علاقتك بالخبز خللا فى 
علاقتك بالحق ؛ فاطلب مجبرا لكسرك ؛ وهو جابر الكسيرين » وفتقه رتق » ولا يترك كسيرا دون 
أن يعالج كسره » وهو أدرى بعبيده ؛ وهو الذى يستطيع أن يرتق وأن يرفو » وأن يمزق وأن 
يخيط » وهو الذى يطهر الجناة بقصاصه (فالقصاص حياة للمقتص والمتقص منه) » ومتى كان 
ابراهيم عليه السلام ينزل بالسيف على رأس وده إن لم يكن يعلم أن فى هذا القتل تكمن الحياة 


-8898 مه 


الخالدة ... ولو لم يشرع الله القصاص لما استطاع أحد أن يتحمل أمر الله ... لما استطاع عمر 
# أن يقيم حدا من حدود الله على ولده ... فلا تطعن إذن فى الأشرار واشكر الله سبحانه وتعالى 
على النجاة (فى حكاية الغامدية بعد اقامة الحد عليها أخذ الناس يتغامزون عليها فى المسجد فنهاهم 
الرسول # قائلا : إنها تابت توبة لو وزعت على أهل الأرض لوسعتهم جميعا) وهنا تتجلى نزعة 
مولانا جلال الدين الإنسانية - وهى سمة سائدة عند كل الصوفية - وعلى العصأة ومرتكبى 
الأنوب وانكسارهم وذلهم أمام الخالق . 

(4.4* -937”) : يواصل مولانا الحديث عن عُجب الصالحين وأمنهم ونظرتهم إلى الأشرار 
نظرة سيئة فيها احتقار » وهو يلبس المعانى هنا أشخاص لتجسيدها ؛ إذ لم أجد مصدرا لهذا الحوار 
بين آدم وإبليس ؛ وغيرة الحق هنا لأن آدم أثبت لنفسه وجوداً وحاسب إبليس على زلته ؛ وهو لا 
يدرى أنه من الممكن للقدرة الإلهية " أن تقلب الفرو " أى أن تجعل اللطف قهرا والقهر لطفا فقتجعل 
من إيليس توابا أوابأً يحيل الله كل سئياته إلى حسنات . وسرعان ما يثوب آدم إلى رشده » فيعتذر 
عن خطئه ويطلب من الله العفو والمغفرة » وأن يتبته فى جريدة أهل الصفاء » وألا يزغ قلبه بعد 
إذ هداه » وأن يثبته فى مقام القرب فليس أمر على المرء من البعد بعد القرب » والمنع بعد 
العطاء » وليس الطرق غير طريقه إلا إعوجاج فى اعوجاج ؛ ليس ثم طريق فيه الهداية إلا طريقه 
سبحانه وتعالى ؛ فالأصل ليس الحول والطول » لكن رعايته سبحانه وتعالى ٠‏ وهدايته لعبده: 
وقبوله إياه ٠»‏ وحمايته له . 

(5514 -9777") : إن متاعنا الدنيوى قاطع لطريق متاعنا الأخروى ٠‏ وأجسادنا هى التى تسرق 
متاع أرواحنا » وأيدينا تسد الطريق أمام أقدامنا ... نحن الوجود المتضاد : جسد وروح » طين 
ونفخة إلهية » سمو إلى العلا وميل إلى الحضيض ٠»‏ كله فينا يا رب العالمين » ولا نجاة إلا باللجوء 
إلى جمالك والوقوف ببابك ؛ فان نجت أرواحنا من أدران الجسد دون اتصال بك » فإنها تظل دائما 
فى خوف وهلع ؛ فهى فى نجاتها ليست ثابتة » وفى خلاصها ليست أآمنة من الزلل » لانها لم 
تكسب المعركة نهائيا ٠‏ ولن تكسبها إلا إذا انفصلت ثم اتصلت ؛ انفصلت عن الجسد واتصلت 


بالله » وإلا سوف تظل عمياء حزيئة ميتة وان نجت من سجن الجسد . 


97" -5938) : العظمة لله وحده » والكبرياء له وحده ؛ والتنزيه له وحده سبحانه ؛ كماله 
يزرى بكل كمال » وجماله يزرى بكل جمال » وقدرته تزرى بكل قدرة والقمر والشمس والسرو 
والفلك والعرش والبحر والمنجم كلها من آياتك أنت ناقصة فانية مؤقته ... وأنت المنزه عن النقص 
والعدم ... وأنت الهادى المضل ؛ المحيى والمميت ٠‏ العاطي والمانع ؛ الهادم والبائي » ربيعك إلى 
خريف ؛ وخريفك إلى ربيع ... أما نحن فمن نكون ؟ مصنوعين ولسنا بصناع ؛ مساكين وإن كان 
لنا بعض فتات الجمال الكلى ؛ فقراء إليك وأنت الغنى الحميد ... يصيح كل منا ... نفسى نفسى 
وما نحن إلا شياطين فى الحقيقة » إن لم تجعلننا بشراً بإرادتك ؛ وأرواحنا عمياء مالم نقدمها إليك ؛ 
وكل ما هو سواك نار محرقة ؛ بل الجحيم نفسه ؛ وكل من لجأ إلى نفسه النارية » يكون مجوسيا 
عابدا للنار » بل يكون إمام المجوسية زردشت نفسه (عن زردتشت أنظر : إيران فى عهد 
الساسانيين ؛ تأليف كريستنسن ٠‏ الترجمة العربية ليحيى الخشاب) ؛ وقال عليه السلام حديث قدسى 
: يا عبادى كلكم ضال إلا من هديته فاستهدونى أهدكم (انقروى )7٠١/١‏ . الخلاصة فيما قاله ذلك 
الشاعر العربى القديم (لبيد) وقال الرسول # عنه أنه أصدق ما قاله العرب قبل الإسلام : 

ألاكل شئ ما خلا الله باطل وكل نعي ملا محالة زائتل 


(5979 -957") : عودة إلى قصة سيدنا على ©ه مع قاتله ؛ وكل ما ترويه كتب التاريخ أن 
سيدنا على رفض قتل ابن ملجم لأنه لا قصاص دون قتل . لكن مولانا هنا يسوق حورا على 
لسان على © (يشايه الحوار الذى جرى على لسان بلال وحمزة وجعفر رضى الله عنهم الوارد 
فى الكتابين الثالث والسادس) هذا الحوار فائمٌ على شوق سيدنا على إلى الموت وتوقه إليه 
واعتباره إياه ميلاداً فى حياة أرحب وأخصب وأكثر خلودا وغنى وثراء . وفى نهج البلاغة " والله 
لابن أبى طالب آنس بالموت من الطفل بثدى أمه " (نهج البلاغة /شهيدى/١١)‏ (قلت يا رسول الله 
: ما هذه الفتنة التى أخبرك الله تعالى بها : فقال ؛ يا على إن أمتى سيفتتئون من بعدى ؛ فقلت يا 
رسول الله أو ليس قد قلت لى يوم أحد حين استشهد من استشهد من المسلمين وحيزت على 
الشهادة فشق على فقلت لى : أبشر فإن الشهادة لمن وراثك فقال لى : ان ذلك كذلك فكيف صبرك 
إذأ " (نهج البلاغة /شهيدى )١35‏ وهكذا يفسر مولانا فكرته عند موت الولى على لسان سيدنا 


د اوهةم- 


على فيقول : إن موتى يعزف صنج يوم البعث (موتنا عرس الأبد) وهو موت بلا موت أى ليس 
فيه ذلك الذى يظنه الناس موا » فهو حياة فى الباطن » كخروج الجنين من الرحم » هو قدرة على 
الاستغناء (التعبير من سنائى) ... اننى عاشق للأجل تواق إلى الموت ... وهذا النهى الموجود فى 
القرآن فى « لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة » (البقرة )١95/‏ موجه إلى » ذلك أن هؤلاء الذين 
يعتبرون الموت فناءً ليسوا فى حاجة إلى النهى » فالموت عندهم كريه فى حد ذاته » وليسوا فى 
حاجة إلى نهى للابتعاد عنه (نفس التفسير قدمه مولانا فى لسان حمزه فى الكتاب الثالث أنظر 
الأبيات 5411 - 5447 وشروحها) ومن هنا حلت لى ثمرة الموت ... فأنا أقول : اقتلونى 
اقتلونى يا ثقات (الشطرة للحلاج) والشطرة الثانية من البيت الثانى وبقية الشعر المذكور بالعربية 
تصرف من مولانا) إنه ليس موتا ء إنه عودة إلى الوطن » عودة إلى المدينة الزاهرة من البادية 
الخربة » عودة إلى الجمع بعد التفرقة !! 

(9450" - 304") : المقصود بالوقت العبوس والقيامة تلك اللحظة التى يقتل فيها السائس علياً هد 


(هه9؟ - 557"): يستئكر سيدئا على #ه أن يقوم بقتل " قاتله ” ذلك بأن ذلك محال .... لأن 
القضاء أن يكون هو القاتل لا المقتول ويضيف : لا تحزن فإننى سوف أكون شفيعك » لأنك قمت 
يتخي 'زوحى من سكن الجسد وسح الدديا بتضائك غلى هذا الجن والجسد لا فيمة الهد... 
فأنا أيضاً بدونه الفتى ٠‏ ألم يقل عنى رسول الله 5 " لا فتى إلا على " وألست أنا القائل : 
السيف والخنجر ريحاننا اف على النرجس والآأس 

(شهيدى / 245) 
ويتعقب جسده أن يتعقبه بالرياضة ؛ ومتى يكون الذى تهون الدنيا عليه كل هذا الهوان حريصاً 
على إمارة أو خلافة ؟!! إنما يريدها ليقيم منها نموذجا يحتذى ولكى يمنحها رونقا آخر ء قال عبد 
الله بن عباس : دخلت على أمير المؤمنين رضى الله عنه بذى قار وهو يخصف نعله ققال لى : 
ما قيمة هذا النعل ؟ فقلت : لاقيمة لها » فقال رضى الله عنه : والله لهى أحب إلى من إمرتكم إلا 
أن أقيم حقا أو أدفع باطلاً" (خطبة 7" من نهج البلاغة » تحقيق وترجمة شهيدى ص 4©) . 
(5559 - 5997 : الحديث المذكور فى العنوان ' الدنيا جيفة وطلابها كلاب ” منسوب أيضاً إلى 


كوم 


الإمام على #د ٠‏ وقال فروزانفر (مآخذ/40-19) أن الرواية هنا قائمة على حديث نبوى شريف 
روى فى صحيح مسلم عن أبى سعيد أن رسول الله # جلس على المنبر فقال عبد خيره الله بين 
أن يعطيه زهرة الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عنده . ووردت تفصيلات فى إحياء علوم الدين 
(1101/1 و #/لا” و 93140/4 154 وحلية الأولياء ١3/9‏ و ١١١/4‏ ودلائل النبوة ١م‏ 
والفتوحات المكية 145/4 ). وذكرت فى معرض آخر عندما طعن الكفار فى الرسول # وقالوا ما 
لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق » فضاق قلب الرسول # فنزل جبريل وقال : رب 
العزة يبلغك السلام ويقول لك : وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم ليأكلون الطعام ويمشون فى 
الأسواق ... إلى آخر الرواية ثم عرضت الدنيا على الرسول ‏ فقال بل أجوع يوما فأصبر وأشبع 
يوما فأشكر ... وأضاف شهيدى (شرح /85؟) أن الرسول ‏ فيما روى الطبرى قالها يوم تقسيم 
فيئ حنين فقال ما معناه : لا آخذ شئيا من فيئكم إلا خمسى وهو عائد إليكم ... والمقصود بيوم 
الامتحان يوم أن صعد الرسول #على المنبر فى آخر يوم من حياته وقال : ' عبد خيره الله بين 
الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ' ورواية تزين الحور والجنان نفسها له مقصود بها معراجه 8 (أنظر 
الترجمة العربية للحديقة ٠‏ الفصل الثالث) ؛ والحديث المذكور بالعربية ' لى مع الله وقت لا يسعنى 
فيه ملك مقرب ولا نبى مرسل " ويرويه الصوفية فى مجال الاستغراق والمشاهدة » " وما زاغ ” 
إشارة إلي الآية القرآنية « ما زاغ البصر وما طغى » (النجم )١7/‏ ويفسرها الصوفية بأنه قد 
عرض عليه الكونان فما زاغ بصره عن محبوبه ... لقد كانت الدنيا هينة فى نظره بكنوز الأفلاك 
والعقول ... فكيف يطمع فى ملك الأرض كلها ؟!! 

(997” -9198") : إذا ظن أحدهم هذا الظن برسول الله # فإنما ينظر من مرآة نفسه ٠.‏ ويصف 
إناء بيته » ويقيس على حرصه وجهله » وينظر إلى الشمس من خلف زجاجة صفراء فيرى الشمس 
صفراء » وكسر الزجاجة الصفراء والزجاجة الزرقاء كناية عن التخلى عما فى النفس عند الحكم 
على العظماء وعن الرأى المسبق (أنظر ١78‏ من الكتاب الذى بين أيدينا) ... وذلك للتميز بين 
الغبار وبين الفارس الذى يمتطى الجواد ويختفى بين غباره (أنظر الأبيات 587 - 585 من 
الكتاب الثالث وشروحها) ... وهؤلاء الذين ينف رون إلى الرسول * على أنه جسد (غبار) هم 


وم - 


ورثة إبليس إذ ورثوا نظرته إلى آدم ... وما لم تكن إبنا لابليس فمتى كان ميراته يصل إليك؟!! 
(9179" - 9417) : الحديث على لسان على ه : لست كلبا اطلب جيفة الدنيا » بل أنا أسد الحق 
لا تغريه صورة "يا صفراء ويا بيضاء غرى غيرى " إنما أطلب الحرية من قيد الجسد ؛ وهذه 
الحرية لا تتم إلا بالموت ' موتوا قبل أن تموتوا " (أنظر مقدمة الترجمة العربية للكتاب الثالث ) 
وهذا هو الامتحان الحقيقى ألست ترى أن الله سبحانه وتعالى عندما أراد أن يمتحن صدق اليهود 
قال لهم : «قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم 
صادقين » (الجمعة /1) وقال «قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس 
فتمنوا الموت إن كنت صادقين » (البقرة /154) ... وقد قال الرسول # لو تمناه اليهود ما بقى 
يهودى على وجه الأرض ... وفى تفسير كشف الأسرار ' ولم يتمنه اليهود لأنهم لو تمنوه لماتوا " 
(عن شهيدى /157) وفى رواية الطبرى فى تفسيره ' لو تمنوه يوم قال لهم ذلك ما بقى على ظهر 
الأرض يهودى إلا مات " وفى تفسير النيسابورى "لو تمنوا الموت لغص كل إنسان بريقه فمات 
مكانه ولا يبقى على الأرض يهودى" (أحاديث مثنوى )5١/‏ والفكرة وردت فى مقالات شمس ص 
(فى كل حال وكل فعل ترى نفسك فيه محبا للموت فهو أمر حسنء إذن فمن بين عمليين تتردد 
بينهما » انظر أيهما أليق بالموت هل يجب أن تجلس نورا صافيا مستعدا ومنتظرا للموت أو تجلس 
مجتهدا في انتظار وصول هذا الحال).. 

50٠٠١ - "994(‏ ) : يقول سيدنا على * لخصمه الذى بصق فى وجهه الشريف : لقد صورك 
الحق ولم أصورك أنا ؛ ومن ثم ينبغى أن يكون قتلك من أجل كفرك بالحق » لا من أجل أن يكون 
نصفه من أجل الحق ونصفه من أجل الهوى والغضب لنفسى على بصقتك فى وجهى ... ويستخدم 
مولانا دائما لفظ المجوس كناية عن الكافر ويخاطب الخصم سيدنا على © قاثلا : لقد كنت عدوا 
لك أغرس بذور الحقد عليك والجفاء لك فى قلبى بينما كنت أنت ميزان العدالة ومحورها ... وأنت 
كنت أحن على من أهلى ومن قومى الذين أخرجونى لفتالك فأخسر الدنيا والآخرة ؛ فإذا بك 
المصباح المنور بنور الحقيقة تهتدى به الخلق ... وشمع الدين الذى يضئ الطريق ... وأنا عبد 
الله الذى يبحث عن العين التى تراه ... والذى هو أصل النور الموجود فيك وأنا عبد لبحر النور 


غم 


الذى أخرج جوهرة مثلك . 

(4..5 -4007) : يتوقف مولانا عن قص القصة ... ويقول أن اللقمة أو اللقمتين اللتين أكليما 
قد أصابا جيشان الفكر بالتوقف فيأخذ بعض المفسرين الفكرة على ظاهرها فيرون أن مولانا كان 
يملى المثنوى فى مجلس قد يحضر فيه الطعام وأن هذا الطعام قد يمنع تدفق مولانا أو تحمل 
المريدين والرفاق (أنظر 0و 5007117591523 من الكتاب الذى بين أيدينا) 
(استعلامى )40/١‏ بينما يرى شهيدى أن بعض الشارحين قالوا أن السبب هنا حزن حسن حسام 
الدين بسبب فقده لزوجته ... وخاصة وهو يفتتح الكتاب الثانئى'بهذا المعنى ... لكن لأن المعنى 
تكرر فى مواضع عديدة من المثنوى يمكن القول أن التعبير هنا عن قبض ألم به فمنعه من الحديث 
(شرح شهيدى ص )١98‏ ومن الممكن أن يكون المعنى مرتبطأً بالموضوع الذى يتحدث فيه 
مولانا عن النبى #6 الذي عزف عن الدنيا وما فيها ؛ والإمام على الذى عزف عن الإمارة والخلافة 
فأصبحا موضعا للأنوار الإلهية بينما نحن بلقمة أو لقمتين ننصرف عن عالم المعنى ونضرب فى 
عالم المادة ... وأقل ما فى الدنيا ... وأقل شهوة صارفة عن عالم المعنى ... فآدم جعلته حبة قمح 
يهبط من جنة الخلد » والذئب وهو فى مصطلح الفلكيين نقطة التقاطع الجنوبى للفلك مع منطقة 
البروج والنقطة الشمالية له الرأس فإذا كانت الشمس فى عقدة الرأس والقمر فى عقدة الذنب فوقع 
الخحسوف (قترخ شتهياى / 48190 + ومن فده للقن القاب اتمتعة اقمة والحدة عن السين فى عا" 
الأفلاك . 

(004 - 4005 ) : الخبز إن أكل ليقيم الأود فهو يعين على المعنى » وإن أكل شهوة ولذة؛ فإن 
عاقبته تكون جحودا ونكرانا ... تماما كالعشب الأخضر والعشب الجاف بالنسبة للبعير ؛ يربو من 
الأول ويسمن ٠؛‏ ويمزق الثانى شدقه ... ينقلب الخيز المغموس فى مربى الورد إلى أشواك ونصال 
... ولأنك اعتدت على الطعام الصورى (الطعام المعنوى طعام أهل الجنة) أيها الإنسان المدلل 
المكرم المرفه ربيب الجنة ... فإنك تأكل على ذكره هذه اللذائذ المادية التى اختلطت بشهوات الدنيا 
... وما أحراك ... يا من انقلبت من إنسان إلى بعير » أن تتعفف عنه . 


)40١8- 4013(‏ : ما هذا الكلام الذى أقول ؟!! لقد فقد كلامى الروح وأصبح ممزوجا بالتراب 


- 90م - 


لقد تعكر ماء المعرفة » فلتسد فوهة بثر المعرفة (الفم) ولتنتظر حتى يجعله الله صافيا » ولا 
تتعجل؛ فبالصبر ستئال ما تتمنى » والله أعلم بالصواب . 
ام الشرح عمد لله تعالى) 


-5وهم- 


وممفقع اي مدني ره مور م يون 


اهمو ووم مم وير مهم انرز مون 


فواريفف هرونم نووم وهم م يورق 


- ظهور عجز الحكماء عن معالجة الجارية واتجاه الملك إلى الحضرة الإنهية 


ورؤيته أحد الأولياء فى النوم ا 


- سؤال الله ولى التوفيق إلى رعاية الأدب فى كل الأحوال وبيان وخامة ترك 


الأدب ومضاره مش 11 نه اموه مان و ان لل 1 


- لقاء الملك مع ذلك الولى الذى أبدى له فى النوم 000 


- اصطحاب الملك ذلك الطبيب إلى فراش المريضة ليفحصها 200000 
- طلب ذلك الولى خلوة من الملك من أجل إدراك مرض الجارية 0 


- إدراك ذلك الولى للمرض وعرضه الأمر على الملك 00000 


- إنفاذ الملك الرسل إلى سمرقند لإحضار الصائغ 520 


وقيق ةنو مم قمةن رعو ث مويه 


- بيان أن قتل الصائغ ودس السم له كان بإشارة إلهية لا بهوى النفس والفكر 


- قصة البقال والببغاء وسكب الببغاء للزيت فى الحانوت 


- قصة ذلك الملك اليهودى الذى كان يقتل النصارى تعصبا 


- لاوم - 


ومفو وو مر ة عر م مور ف دنر 


و 


4 


1:2 


ه44 


ك1 


145 


ون 


0. 


2 


مه 


تعليم الوزير المكر للملك 0غ 
- قبول النصارى مكر الوزير 0 


- اتباع النتصارى للوزير 1 111011 


- قصة رؤية الخليفة لليلى 0006ظ2 


- بيان حسد الوزير 000 


- فهم أذكياء النصارى مكر الوزين ... 
- مراسلة الوزير للملك خفية 55006 


واوهم وو ميث و قفي و معي ووم فاي مه ممم يمور ومو قو مم نعم مه 


وومفوة يوهي مقر ةرور روم رمم ومو فيرثم من م مرو مهو 


فاررم هم فو ووو في نه و روه فم ميرم م ممم ةن مار هيم م مو 


ففعة ةو م ق يرث نومية ريم ورم مر ووم ممممم مره ممم 


اممو مق يم م موز م مار نر ةو يفم مي و موان م ة هم ملارم ممه 


ووم موه و ممي يفو مم ونور مو ومو ممم م ماره ةنم م رمه 


- بيان الأسباط الإثني عشر من النصارى عتما ب ملو و ا 


- تلبيس الوزير في أحكام الإنجيل .... 


موموقوقة مررية نويروا ميمه ممعي نر رمث م ممه م مر 


- بيان أن الاختلاف يكون في صورة الأسلوب لا في حقيقة الطريق 0000 
- بيان خسارة الوزير في هذا المكر 0 


- قيام الوزير بمكر آخر في إضلال القوم 0008 ”5غ 


- رد الوزير على المريدين ا 2 
- تكرار المريدين قولهم : إنه الخلوة 
- جواب الوزير : لن أنهي الخلوة ... 
- اعتراض المريدين على خلوة الوزير 


ففففرية ع وروم م قة عم ي يوم رمع مور موءوا امن معرة م رمه 


الوم م م م ممه يه رم رمم ممم ووه وو وله م هليه م لمن 


فون وم قه م ممه وي ومو ووو م رفوم وووةيي ند ثي مثو ممه 


ولعلة م ورم مهم رةه فومة وريو موا مممعر م ربنع ملم 


- إيئاس الوزير المريدين في رفض الخلوة 1 100011 


- جعل الوزير كل أمير وليا للعهد فى غيبة عن بقية الأمراء 0 


0 


- 04 


' تابع ' فهرس المحتويات 


الموضوع الصفحة 
- قتل الوزير لنفسه في الخلوة 1 
- سؤال أمة عيسى الأمراء : أيكم ولي العهد ؟ ا و ا مي لاز 
- تنازع الأمراء على ولاية العهد ذ1[1[1ذ1ذ1[1[ز[1[ ز1 ز[ز[ز[ز[ز[ [ [ [ [ [ 00001 
- تعظيم نعت المصطفى صلى الله عليه وسلم المذكور في الإنجيل ا 
- حكاية الملك اليهودى الآخر الذى سعى في هلاك دين عيسى مووي جأة 


للصنم نجا من النار الع جع ووو اا اماو وق ا ا سو او لخدا 
- تحدث طفل من بين النار وتحريضه الخلق على الوقوع فيها اا 
- بقاء فم ذلك الرجل الذى كان ينطق اسم الرسول صلى الله عليه وسلم 

ساخرا .. معوجا 1 
- لوم ذلك الملك اليهودى للنار الخ اام خخ وو اسه اذا 
- سخرية ملك اليهود وعدم قبوله نصيحة خاصته ا ا 
- بيان التوكل ومطالبة الحيوانات للأسد بترك الجهد ل انا 
- جواب الأسد على الحيوانات وحديته عن فائدة الجهد و ا لمانا 
- ترجيح الحيوانات التوكل على الجهد والتكسب على الجهد ا كل 
- ترجيح الأسد ثانية الجهد والاكتساب على التوكل والتليم ا اا 
- ترجيح الحيوانات للتوكل على الاجتهاد ا 
- ترجيح الأسد الجهد على التوكل ا 
- ترجيح الحيوان ثانية التوكل عنى الجهد طقل ناه 7سا عاد اس للا 


؛ تابع ' فهرس المحتويات 


الموضوع 

- إمعان عزرائيل النظر في رجل » وهروب ذلك الرجل إلى قصر سليمان 

عليه السلام » وتقرير ترجيح التوكل على الجهد وقلة فائدة الجهد 0 
- ترجيح الأسد ثانية للجهد على التوكل وبيانه لفوائد الجهد 00000 
- تقرير ترجيح الجهد على التوكل ا 
- إنكار الحيوان على الأرنب تأخره في الذهاب إلى الأسد 107000 
- جواب الأرنب عليهم ا 0 
- اعتراض الحيوان على كلام الأرنب ز [ز [ ز ز ز ز 00010101111 
- جواب الأرنب على الحيوان ..... ا 
- ذكر علم الأرئب وبيان فضيلة العلم ومنافعه ... 0 
- طلب الحيوان ثانية من الأرنب البوح بسر تفكيره ا 
- امتناع الأرئب عن البوح بالسر لهم 00000011 0 
- قصة مكر الأرنب فو طم و ا ا 
- زيف التأويل الركيك للذبابة ل ا ا ا 0 
- ضيق الأسد من تأخر الأرنب 0 000 ااا 000 
- أيضا في بيان مكر الأرئب 00 
- وصول الأرنب إلى الأسد وغضب الأسد عليه 000000 
- اعتذار الأرنب اا ااا ا 00 
- موافقة الأسد للأرئنب وسيره معه ا ا 000 


' تابع ' فهرس المحتويات 
الموضوع 


- قصة الهدهد وسليمان عليه السلام.. في بيان أنه عندما يحم القضاء تغمض 


- طعن الزاغ في دعوى الهدهد اع جر م لفن شع ل و و 
- جواب الهدهد على طعن الزاغ ا ااا 00 
- قصة آدم عليه السلام وإغماض القضاء بصره عن مراعاة صريح النهي 

وترك التأويل م 000 
- تقهقر الأرنب عن الأسد عندما وصلا قرب البئر 15000 
- سؤّال الأسد الأرنب عن سبب تراجعه 1[ 0000101111 
- نظرالأسد في البئر ورؤيته لصورته وصورة ذلك الأرنب بد ل 0 
- حمل الأرنب البشرى للحيوان قائلا : لقد سقط الأسد في البئر 0-0 
- تجمع الحيوان حول الأرنب وثناؤهم عليه ا 
- نصيحة الأرئب للحيوان قائلا : لا تفرحوا بهذا 0 
- تفسير ' رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكير ' ......... 0000 
- مجيء رسول الروم إلى عمر رضي الله عنه ورؤيته لكراماته 1 
- رؤية رسول الروم لعمر رضي الله عنه نائما تحت الشجرة 226 
- توجيه رسول الروم الأسئلة لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه 00 
- إعلان آدم مسئوليته عن زلته قائلا : ربنا ظلمنا ونسبة إبليس ذنبه إلى الله 
تعالى قائلا: فبما أغويتني ماسن نه ال م 


- تفسير ' وهو معكم أينما كنتم ' 10000 


؛ تابع ' فهرس المحتويات 
الموضوع 
- سؤال الرسول عمر رضي الله عنه عن سبب إبتلاء الأرواح بماء الجسد 


٠ 
وطينه ااا ااا ا ا ا ا ا 0ك‎ 


- في معنى أن * من أراد أن يجلس مع الله فليجلس مع أهل التصوف 00 
- قصة التاجر الذى حمله يبغاءه الحبيس رسالة إلى ببغاوات الهند عندما كان 


م امافافام هامر مم م ملم ممم بوم م موود ام لمعم ومو لاجرل 


- صفة أجنحة طيور العقول الإلهية ل 1 6 
- رؤية السيد لببغاوات الهند في الوادي وإبلاغه رسالة ذلك الببغاء 5 


- تفسير قول فريد الدين العطار قدس الله روحه: إنك صاحب نفس أيها الغافل 


فداوم على شرب الدم بين التراب لكن صاحب القلب إن شرب السم يكون عسله .... 


- تعظيم السحرة لموسى عليه السلام قائلين : بماذا تأمر ؟ أتلقي عصاك في 


البداية ؟ اماف عا او و ل فاخو ناوا انوا للف ام 6 اه 
- رواية التاجر لليبغاء ما رآه من ببغاوات الهند 610110000000*ظظ2 


- سماع ذلك الببغاء ما فعله الببغاء الآخر وموته في قفصه ونواح السيدعليه 
- تفسير قول الحكيم : 

في كل ما يجعلك عاجزا عن الطريق يستوى الكفر والإيمان 

ومن كل ما وقعت به بعيدا عن الحبيب يستوى الجميل والقبيح 
في معنى قوله عليه السلام : إن سعدا لغيور وأنا أغير من سعد والله أغير 
منا ومن غيرته حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ا 


- عودة إلى حكاية السيد التاجر 


عام واو و وو وو قفويو ووو وو يو وهم ميهي ممم يه رون رار من ة ننم مم 


١51/ 


1١58 


١ 


*/ا1 


' تابع ' فهرس المحتويات 


الموضوع الصفحة 
- إلقاء التاجر الببغاء خارج القفص وطيران الببغاء الميت ا 
- وداع الببغاء للسيد ثم طيرانه 01 00 
- مضرة تعظيم الخلق وكون المرء مشارا إليه بالبنان 000 
- تفسير ' ما شاء الله كان ” م ان ا م ا ا 


- قصة عازف الصنج الشيخ الذى كان في عهد عمر رضي الله عنه وعزف 
الصنج لله في أيام فقره بين المقابر 0 0 0000000 
- في بيان هذا الحديث ' إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها ١5"  ..'‏ 
- قصة سؤال عائشة رضي الله عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم 

نقد نزل المطر اليوم .. فلماذا لم تبتل ثيابك عندما ذهبت إلى المقابر ١9‏ 
- تفسير بيت الحكيم رضي الله عنه : هناك سماوات في ولاية الروح مدبرة 


لأمور السماء الدنيا وفى طريق الروح منخفضات ومرتفعات وجبال عالية 


وبحار احا ااا لوقا و ماقي الاقف او ل مقا 
- في معنى هذا الحديث ' إغتنموا برد الربيع ...إلخ * 0177 0 000 
- سؤال الصديقة رضي الله عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم ماذا كان 

سر مطر اليوم ؟ اخ لواب الج اف نج لك ةما مولا و لماه 7 ال 
- بقية قصة الشيخ عازف الصنج وبيان نتيجتها لضا ساسا اما مض 11 


- قول هاتف لعمر رضي الله عنه في الرؤيا : أعط بعض الذهب من بيت 
المال لذلك الرجل الذى نام في المقابر 00 1 1 اا 0 


لالت 


' تابع ' فهرس المحتويات 
الموضوع 
- أنين الجذع الحنان عندما صنعوا لرسول الله صلي الله عليه وسلم مشبرا 
بعد أن إزداد عدد المسلمين وقالوا : إننا لا نرى وجهك المبارك عند الوعظ 
. وسماع الرسول والصحابة لذلك الأآنين » وسؤال الرسول عليه السلام 
للجذع وإجابته عليه عليه السلام صراحة 0" 
- إظهار معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم وتحدث الحصى في يد أبي جهل 
عليه اللعنة ٠‏ وشهادة الحصى على حقيقة الرسول صلى الله عليه وسلم 


- تفسير دعاء الملكين اللذين يناديان كل يوم في الأسواق: اللهم أعط كل 


منفق خلفا وكل ممسك تلفا وبيان أن ذلك المنفق هو المجاهد في طريق 


الحق لا المسرف في طريق الهوى ع ل السو ا الي ا ل قل لواف عقا لاا 


- قصة الخليفة الذي فاق حاتم الطائي كرما في زمانه » ولم يكن له نظير .... 


- قصة الأعرابي الفقير وما حدث لزوجته معه بسبب إملاقه وفقره 100 


- إغترارالمريدين المحتاجين بالمدعين المزورين وظنهم إياهم مشايخ 


محترمين وواصلين وعدم معرفتهم الفرق بين النقل والعيان وبين المقيد 


ا ا ا ا 00 


' تابع ' فهرس المحتويات 
الموضوع 
- في بيان أنه من النادر أن يحدث أن يصل مريد يعتقد صادقا في مدع مزور 
أنه على شيء ويصل بهذا الإعتقاد إلى مقام لم يكن شيخه قد وصل إليه 


حتى في النوم ٠‏ فلا يؤذيه ماء ولا تؤذيه نار وتؤؤذي شيخه ...لكن هذا في 


النادر النادر 00 
-أمر الأعرابي لزوجته بالصبر وبيانه لها فضيلة الصبر والفقر 001000 


- نصح المرأة لزوجها قائلة : لاتزد في الكلام عن سلوكك ومقامك ' لم 
تقولون مالا تفعلون* فإذا كانت هذه الكلمات صادقة فمقام التوكل ليس لك ء 


وهذا الحديث بما فوق مقامك ومعاملتك فيه ضرر ؛ وينطبق عليه قوله تعالى 


- نصيحة الرجل للمرأة قائلا : لا تنظري باحتقار إلى الفقراء وانظري إلى فعل 
الحق بظن الكمال ٠‏ ولا تعذلي الفقر والفقراء بظنك وتخيلك أنك فقيرة 0 
- بيان أن حركة كل إمريء من حيث يكون ؛» كل إنسان ينظر من كوة وجوده» 
فالشمس تبدو لك زرقاء عندما تنظر إليها من وراء زجاج أزرق ؛ وعندما 
تنتفي الألوان عن الزجاج تصبح بيضاء. ويكون أصدق من كل الزجاج 
الآاخرء ويكون إماما ا 
- تطييب المرأة لحخاطر زوجها واعتذارها عن قولها 00 
- في بيان هذا الخبر القائل: إنهن يغلبن العاقل ويغلبهن الجاهل 0 


و 


الصفحة 


51 


' تابع ' فهرس المحتويات 
الموضوع 
- تسليم الرجل نفسه بما التمسته منه المرأة من طلب المعيشة » واعتبار 
اعتراض المرأة إشارة من الحق على ما أشار إليه نظامي في خسرو 
وشيرين : في رأى كل عاقل عالم * أن مع الذي يدور من يديره ومن تلك 
العجلة التي تديرها المرأة العجوز * قس عليها بجملة الفلك 700 
- في بيان أن موسى وفرعون كليهما مسخر للمشيئة كالسم والترياق 
والظلمات والنور ٠‏ ومناجاة فرعون الله في خلوته حتى لا يهتك حرمته .... 


- سبب حرمان الأشقياء من الدارين مصداقا لقوله تعالى : خسر الدنيا 


- رؤية عيون الحي صالحا وناقة صالح حقيرين بلا نصير.وعندما يريد الحق 
أن يهلك جيشاء يبدي الخصوم ضعافا قلائل مهما يكون ذلك الخصم هو 
الغالب مصداقا لقوله تعالى 'ويقللكم ف ىأعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا” 
- في معنى * مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان * 00 
- في معنى أن ما يفعله الولي لايجب على المريد أن يتجرأ ويقوم بفعله . 
فالحلوى لا تضر الطبيب لكنها قد تضر المرضى ٠‏ والثلج لا يضر العنب لكنه 


يضر الحصرم ٠‏ فهو في الطريق وذلك لكي ' ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك 


- خلاصة قصة الأعرابي وزوجته 2211111000000 


- استسلام الأعرابي لإلتماس محبوبته وقسمه لها قائلا ليس في هذا التسليم 


فمففيهة مرو ويم مين يم فيه وم مره رورم م م مر ييه نموم م مه يم مم وميه تررم ومان مم قن 


م 


رشق 


5 


"8 


تابع ' فهرس المحتويات 


الموضوع الصفحة 
- تحديد المرأة طربق طلب الرزق لزوجها وقبوله إياه وا 
- حمل الأعرابي جرة من ماء المطر كهدية إلى أمير المؤمنين من قلب البادية 

إلى بغداد ظنا منه أن الماء نادر أيضا هناك امو سا امم ايم م 


- كيف خاطت إمرأة الأعرابي حول الجرة باللبساد وختمت عليه » وذلك لفرط 
اعتقادها في ' أهميته' 1 0 ا 0 

- في بيان أنه كما أن المتكدي عاشق للكرم وعاشق للكريم فإن كرم الكريم 
عاشق للمتكدي » وإن كان صبر المتكدي زائدا أتى الكريم إلى بابه » وإن 


كان صبر الكريم زائدا أتى المتكدي إلى بابه : لك الصبر كمال للمتكدي 


ونقص للكريم جع مخعة اوتموا د ممالتد وق متووطاته الجا ادج لاوطا الالو اا ال 1616 
- الفرق بين أن يكون الفقير فقيرا إلى الله وظمآنا لله وبين أن يكون الفقير 

فقيرا من الله وظمآنا للغير 0 1 0 0 
- تقدم نقباء الخليفة وحجابه من أجل إكرام الأعرابي وقبولهم هديته 884 


- في بيان أن عاشق الدنيا كعاشق جدار ينعمس عليه ضوء الشمس » ولم 
يجاهد أويسع ليفهم أن هذا الضوء والرونق ليس من الجدار بل من قرص 
الشمس الموجود في السماء الرابعة فلا جرم أنه أسلم القلب بأجمعه 


للجدارء وعندما ارتد شعاع الشمس إلى الشمس ٠‏ صار محروما إلى الأبد 


'وحيل بينهم وبين مايشتهون " 101 0 اا 
- مثل عربي: إذا زئيت فازن بالحرة , وإذا سرقت فاسرق الدرة 1 
- تسليم الأعرابي الهدية أى جرة الماء إلى غلمان الخليفة 000ل 


5 


' تابع ' فهرس المحتويات 


الموضوع الصفحة 
- حكاية ما جرى بين النحوي والملاح 0 ا 
- قبول الخليفة الهدية وأمره بالعطاء مع كمال إستغنائه عن تلك الهدية وتلك 
الجرة ا ا 11[ 1 1 ا 
- في صفة المرشد وإتباعه 0000 ا 


- وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : إذا كان كل 
إنسان - يتقرب إلى الله بنوع من الطاعة ٠‏ فتقرب إليه بصحبة العاقل وعبد 


من الخواص حتى تسبقهم جميعا لمانو أن لما لد ملسف واو ور لل 1/1 
- وشم قزويني لصورة أسد على كتفه وندمه بسبب وخز الإبر ل الام 
- ذهاب الذئب والثعلب مع الأسد إلى الصيد ل 
- امتحان الأسد للذئب قائلا : تعال أيها الذئب واقسم الصيد بيننا كا 


- قصة ذلك الشخص الذي دق باب صديق فقال من الداخل: من ؟ قال : أنا » ٠‏ 


قال : ما دمت أنت أنت لن أفتح الباب » فلا أعرف أحدا من أصدقائي يسمى 


'أنا ' » فاذهب مر م نو ل ا ال ا ا خف 00 
- تأديب الأسد للذئب الذي أبدى عدم الأدب في القسمة م 78 


- تهديد نوح عليه السلام لقومه : لا تمكروا معي فإنما بفعلكم هذا تمكرون 

بالله حقيقة” 0000 ا ا ا 
- إجلاس الملوك للصوفية العارفين أمام وجوههم حتى تستنير عيونهم بهم 7١89  ..‏ 
- حلول ضيف على يوسف عليه السلام وطلب يوسف عليه السلام منه هدية 


5 


وتحة 


' تابع ' فهرس المحتويات 


الموضوع الصفحة 
- قول الضيف ليوسف عليه السلام : أحضرت لك مرآة كلما نظرت فيها رأيت 
وجهك الجميل وتذكرتني ١و‏ كن وو اسه لوالو لاون لالط خا 
- ردة كاتب الوحي » لأن نور الوحي سطع عليه فتلا تلك الآية قبل أن ينطق 

بها الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : إذن فأنا موضع الوحي ا 1و 
- كيف دعا بلعم بن باعور على موسى وقومه بأن يردهم الله عن المدينة 

التي حاصروها واستجابة الله لدعائه 1 1 ا ا 00 
- اعتماد هاروت وماروت على عصمتهما وطلبهما إمارة الدنها ٠‏ وسقوطهما 

في الفتنة سر امسو داس اط اب ا ١‏ ال 
- بقية قصة هاروت وماروت وتكالهما وعقوبتهما في الدنيا في بئر بابل اك 
- ذهاب أصم لعيادة جاره المريض 009 0 ا 0 
- أول من قاس النص بالقياس إبليس ا ل ل 
- في بيان أنه ينبغي أن تخفي حالك وسكرك عن الجاهلين سو م 
- قصة تنافس أهل الروم وأهل الصين في علم التصوير ل 
- سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم لزيد : كيف أصبحت ؟ وجوابه : 
أصبحت مؤمنا يا رسول الله ا 152 
- إتهام الغلمان والرفاق في العبودية للقمان بأكله تلك الثمار النضرة التي 
جلبوها ل ا تا عبج اجا ال لوبط وم و ا ا 111 
- بقية قصة زيد وأجويته على الرسول صلى الله عليه وسلم ام 


6ك 


' تابع ' فهرس المحتويات 


الموضوع الصفحة 
- قول الرسول صلى الله عليه وسلم لزيد لا تفش هذا السر أكثر . واحفظ 
المتابعة 0000 [ [ 1 1[ 1[ ا 
- عودة إلى قصة زيد و لالط و لج وال لو لطا او و ل 0 
- إندلاع النار في المدينة في عهد عمر رضي الله عنه م 
- إلقاء الخصم بصقة في وجه أمير المؤمنين كرم الله وجهه وإلقاء أسير 
المؤمنين علي بالسيف من يده ا ا ا ا ال 
- سؤال ذلك الكافر عليا كرم الله وجهه : ما دمت قد ظفرت بى .. فلماذا 

ألقيت بالسيف من يدك ؟! ا ال ل 
- جواب أمير المؤمنين عن سبب الإلقاء بالسيف فى تلك الحالة لل 
- قول الرسول صلى الله عليه وسلم فى أذن سائس جواد أمير المؤمنين علي 

كرم الله وجهه : إن مقتل على سوف يكون على يديك ذات يوم ينين 
- تعجب آدم عليه السلام من ضلال ابليس اللعين وابتلائه بالعُجب 540 
- عودة إلى حكاية على كرم الله وجهه : وتسامحه مع قاتله 6 
- سقوط السائس مرات امام على كرم الله وجهه قائلاً : يا أمير المؤمنين 
اقتلنى » وخلصنى من هذا القضاء اس ل م تاك 
- بيان أن طلب الرسول صلى الله عليه وسلم فتح.مكة وغيرها ٠‏ لم يكن لحب 

ملك الدئيا » لأنه قال الدنيا جيفة » بل كان بالأمر (الإلهى) 545 
- قول أمير المؤمين علي كرم الله وجهه لقرنه : عندما بصقت على وجهي 
تحركت نفسي »٠‏ ولم يعد لدي إخلاص العمل وصار هذا مانعا لقتلك لل 44 
- هوامش و شروح اح أده توس انمو و وانس نوو الست نا يكو م4 ا سكت ال لقا لوسك كوه 


( تم الكتاب الأول بحمده تعالى ويليه الكتاب الثانى بُاذنه تعالى ) 


اللغة العليا 

الوثنية والإسلام 
الثراف اتسرنة 
فاك كت الستاريو 
اتن كوه 
اتجاهات البحث اللسانى 


العلوم الإتسانية والفلسفة 
مشعلوا الحرائق 
التغيرات البيئية 
خطاب الحكاية 
مختارات 

طريق الحرير 

نياية الفشاسين 

التحليل النفسى والأدب 
حركات الفن المعاصر 
أشنة السوداء 


واحة سيوة وموسيقاها 
تجلى الجميل 
ا زع 


جون كوين 

مادهى بانيكار جى. ام 
جورج/ جيمس 

اتى كاريتنكوفا 
إسماعيل قصيح 
ميلكا إفيتش 


لوسيان غولدمان 

ماكس فريش 

أندرو س. جودى 

جيرار جينيت 

فيسواقا شمبيوريسكا 
ديقيد برانستون وابرين فرانك 
رويرتسون سميث 

جان بيلمان نويل 

ادوارد لويس سميث 


مارتن برنال 


هائز جورج جادامر 
جلال الدين الرومى 


-5١١- 


المشووع القو مم للترجمة 


0 


٠‏ د. أحمد لرويش 
. أحمد فؤاد يليع 
: شوقى جلال 

: أحمد الحضرى 
: د. محمل علاء الدين منصور 
ت : د. سعد مصلوح/ د. وقاء 
كامل فايد 

: يوسف الانطاكى 

ت : د. مصطقى ماهر 


ت : د. محمول محمد عاشور 


١‏ 0 ل 


0 


0 


ت : محمد معتصم وآخرون 

ت : د. متحمد فتاء عبدالفتاح 

ت : أحمد محمول 

ت : عبد الوهاب علوب 

ت : حسن المودن 

ت : أشرف رفيق عفيفى 

ت : د. لطفى عبد الوهاب يحى/ 
د. فاروق القاضى/ د. حسين 
الشيخ/ د. منيرة كروان / 
د. عبد الوهاب علوب 

ت : محمد جمال عبد الرحيم 


ت : سيد توفيق 
ت : د. إبراهيم الدسوقى شتا 


المشروع القو مى للترجمة 
( نحت الطبع ) 


مختارات فيليب لاركين 


0 


. مفحمل مصطفى يدوى 
الشفر النشاتى' فى أفريكا! 'كتازات ت : د. طلعت شاهين 
اللاتينية 


الأعمال الكاملة حورج سفيريس ت : د. نعيم عطية 
قصة العلم 00000 كوا يدل لك الشرار/ 


خوخة وألف خوخة صمد يهرئكى ت : د. ماجدة محمد على 
مذكرات رحالة حون أنتيس ت : بسيد أحمد على التاصرى 


ظلال المستقيل باتريك بارندر ت : د. بكر عباس 


دين مصر العام محمد حسين هيكل 2١‏ ت: أحمد محمد حسين شيكل 
اللهبٍ المزدوج إكتافيوياث ت : المهدى أخريف 

التتوع البشرى الخلاق ْ 0-6 

ما بعد المركزية الأوربية 006 عدن لسن عالق ا خسن 


الانقراض ْ نيفيك ارون ت : د. مصطفى إيراهيم فهمى 
النظريات الحديثة للسرد والاس قاوتن ف ومعياة كان 

قصيدة حب بايلق تدرودا ت : د. محمود السيد 
التراث المغدور رويرت دونيا جون فاين ت: أحمد محمود 


الرواية العربية روجر ألن 


ع 
١‏ 


519 


طبع بالهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية 
رقم الإيداع 7١31لا‏ / /91ذ١‏ 
الترقيم الدولى (8- 8546 - 235 - 11.977 .1.5.,8) 
الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية